logo
الذكاء الاصطناعي وحيوية العقول

الذكاء الاصطناعي وحيوية العقول

الاتحاد١٠-٠٥-٢٠٢٥

الذكاء الاصطناعي وحيوية العقول
تفوق إديسون إيرل في مهمته كمتدرب دراسات عليا في جامعة الفنون في بورنموث بإنجلترا. فقد أنشأ محتوى تسويقياً أكثر من أي وقت مضى للجامعة ونجح في مضاعفة عدد متابعيها على إنستجرام خلال الأشهر السبعة الماضية. لكنه يجد صعوبة في نسبة الفضل إلى نفسه، لأن تطبيق «تشات حي بي تي» مَن قام بمعظم العمل.
وخلال العامين الماضيين، انتقل من العصف الذهني على الورق إلى التحدث مع «تشات جي بي تي» معظم اليوم. يسأله مثلاً: «هل يمكنك إعادة صياغة هذا البريد الإلكتروني لي؟» أو «ما رأيك في هذا المنشور على وسائل التواصل وهذا الحدث؟». وليس في العمل فقط، فالشاب البالغ من العمر 23 عاماً يستخدم الأداة في كل شيء، من اختيار الطعام إلى شراء الملابس.
يعترف إيرل صراحة بأنه أصبح يعتمد على الأداة التي أطلقتها شركة «أوبن إيه آي» في أواخر عام 2022، والتي يستخدمها الآن أكثر من 400 مليون شخص بانتظام. ويتم الترويج لها، وغيرها من البرمجيات المماثلة، مثل «جيميني» من جوجل و«كلاود» من «أنثروبيك»، على أنها برامج تدريب رقمي أو مساعدين بحثيين. لكن الجانب السلبي لدى المتدربين الجدد الذين تحدثت إليهم هو أن البعض أصبح يعتمد بشكل مفرط على الذكاء الاصطناعي، مما يعرقل تطورهم المهني، ويضعف ثقتهم بأنفسهم، ويزيد من شعورهم بأنهم مزيفون. يقول إيرل: «كنت أثق به كثيراً، لدرجة أنني فقدت الثقة في قراراتي وطريقة تفكيري».
يستخدم الموظفون الشباب أدوات الذكاء الاصطناعي أكثر من المديرين المتوسطين أو الكبار، لأنهم لا يزالون يطوّرون «بوصلة داخلية»، بحسب دراسة أجرتها شركة الاستشارات الإدارية الهولندية «بيرينج بوينت» BearingPoint عام 2025، شملت أكثر من 300 مدير في أوروبا والولايات المتحدة. في حين يتجاهل كبار المديرين التنفيذيين أدوات الذكاء الاصطناعي لأنهم يثقون بخبراتهم، إلا أن الموظفين الجدد يفعلون العكسَ تماماً.
يتذكر إيرل شعورَه بالفخر الكبير بعمله قبل أن يبدأ باستخدام «تشات جي بي تي». أما الآن فيشعر بفراغ لا يستطيع تفسيرَه. يقول: «أصبحتُ أكثر كسلاً... أذهب مباشرة إلى الذكاء الاصطناعي لأنني مقتنع بأنه سيقدم استجابة أفضل».
يذهب تأثير الذكاء الاصطناعي إلى ما هو أبعد من آداب المكتب، وقد يؤدي إلى تآكل مهارات التفكير النقدي، وهي ظاهرة أشار إليها باحثون من مايكروسوفت ولاحظها إيرل بنفسه. يقول: «أشعر وكأن عقلي خامد قليلاً.. لم أعد أضغط على حدود تفكيري وأفكاري».
بالطبع، لا شيء أبيض وأسود، و«تشات جي بي تي» يُقدم فوائدَ جمةً. بعد استخدامه له لتتبع نفقاته اليومية، نجح إيرل في موازنة ميزانياته لأول مرة. كما وجّه كاميرا هاتفه نحو رفوف المتاجر ليساعده في اختيار الملابس، فازدادت ثقته بنفسه نتيجة لذلك. لكنه يفتقد القدرة على استكشاف التسوق كما يَرتَكِبُ الأخطاء.
قد يبدو هذا مثالاً منفرداً، لكن هناك دلائل متزايدة على أن العديد من الأشخاص، خصوصاً من الفئات الأصغر سناً، الذين اعتمدوا على أدوات الذكاء الاصطناعي في أداء الواجبات المدرسية، يطورون اعتماداً على التكنولوجيا حياتهم العملية والشخصية. وتشير دراسة حديثة إلى أن السبب في ذلك هو قدرة روبوتات الدردشة على أداء المهام فوراً، إضافة إلى لغتها اللطيفة والمشجعة.
وغالباً ما يقدم تشات جي بي تي ومنافسوه إجابات مليئة بالإطراء والتشجيع. وقد اعترف مؤسس «أوبن إيه آي»، سام ألتمان، مؤخراً، بأن النسخة الأحدث من الأداة أصبحت «مبالغة في مجاملتها»، وأن مهندسيه يعملون على التخفيف من ذلك.
وكشفت أبحاث أجرتها شركة «أوبن إيه آي»، الشهر الماضي، أن معظم مستخدمي «تشات جي بي تي» لديهم علاقة صحية مع التكنولوجيا، لكن هناك فئة من «المستخدمين المتمرسين» أظهرت علامات على «الاعتماد العاطفي». وأشارت تجربة التحكم العشوائية، والتي شملت 981 مشاركاً، إلى أن هؤلاء الأشخاص أظهروا «استخداماً إشكالياً».
ويواجه ألتمان الآن تحدياً في تحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على مستخدمي «تشات جي بي تي»، سواءً بدفع اشتراكات أو مشاهدة الإعلانات، وإيجاد سبب آخر للتعلق بشاشاتنا الصغيرة.
بعد أن أدرك أنه ربما طور عادة، ألغى إيرل الأسبوع الماضي اشتراكه في «تشات جي بي تي»، وكانت قيمته 20 جنيهاً إسترلينياً (30 دولاراً) للشهر. وبعد يومين فقط، شعر بالفعل بأنه أكثر إنجازاً في عمله، وبشكل غريب، أكثر إنتاجيةً. يقول: «أشعر وكأنني أعمل مجدداً.. أنا أخطط وأفكر وأكتب».
لكن الامتناع التام عن استخدام الذكاء الاصطناعي قد لا يكون هو الحل، خصوصاً عندما يستخدمه الآخرون للحصول على ميزة تنافسية. التحدي الآن بالنسبة للشباب هو أن يستخدموه دون أن تتدهور قدراتهم العقلية.قد يكون بحث إيرل عن توازن صحي للذكاء الاصطناعي أحد أكبر تحديات جيله. لكن ينبغي على شركات التكنولوجيا أيضاً استكشاف طرق لتصميم منتجات تُساعد على النمو العقلي بدلاً من إعاقته.
بارمي أولسون*
* كاتبة متخصصة في التكنولوجيا.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكشن»

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"ستارغيت"... الإمارات تطلق مشروعا لإنشاء بنية تحتية متطورة للذكاء الاصطناعي
"ستارغيت"... الإمارات تطلق مشروعا لإنشاء بنية تحتية متطورة للذكاء الاصطناعي

سبوتنيك بالعربية

timeمنذ 3 ساعات

  • سبوتنيك بالعربية

"ستارغيت"... الإمارات تطلق مشروعا لإنشاء بنية تحتية متطورة للذكاء الاصطناعي

"ستارغيت"... الإمارات تطلق مشروعا لإنشاء بنية تحتية متطورة للذكاء الاصطناعي "ستارغيت"... الإمارات تطلق مشروعا لإنشاء بنية تحتية متطورة للذكاء الاصطناعي سبوتنيك عربي أعلنت شركة "أوبن إيه آي" إطلاق"ستارغيت الإمارات" وهو أول توسع دولي لمنصة البنية التحتية للذكاء الاصطناعي "ستارغيت" التابعة للشركة، بالتعاون مع مجموعة "جي 42"... 23.05.2025, سبوتنيك عربي 2025-05-23T12:47+0000 2025-05-23T12:47+0000 2025-05-23T12:47+0000 أخبار الإمارات العربية المتحدة أخبار الذكاء الاصطناعي العالم العربي ونقلت وسائل إعلام عن بيان للشركة، أن "المشروع يمثل استثمارا متبادلا، يتضمن إنشاء مركز حوسبة متطور في أبوظبي بقدرة 1 غيغاواط، وتمويل إماراتي لمنشآت حوسبة متقدمة في الولايات المتحدة، في سياق شراكة أوسع لتسريع تطبيقات الذكاء الاصطناعي بين البلدين، والتي أُعلن عنها خلال زيارة الرئيس ترمب الأسبوع الماضي".من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لـ"أوبن إيه آي"، سام ألتمان: "تضمن هذه الخطوة ظهور بعض من أهم الابتكارات في هذا العصر، مثل الأدوية الأكثر أمانا والتعليم المخصص والطاقة الحديثة، من مزيد من الدول لتعود بالنفع على البشرية".وبحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، ستكون "المنشأة المرتقبة هي الأكبر من نوعها خارج الولايات المتحدة، وستقام ضمن مجمع ذكاء اصطناعي إماراتي-أميركي في أبوظبي، وسيزود المجمع مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي وموارد الحوسبة الإقليمية بقدرة تصل إلى 5 غيغاواط، يمتد على مساحة 10 أميال مربعة، ويعتمد على مزيج من الطاقة النووية والشمسية والغاز الطبيعي، لتشغيل منشآته، في خطوة تهدف إلى خفض البصمة الكربونية للمشروع".وأبرز ما تكشف عنه الاتفاقية، وفقا لـ"وام" هو أن "الإمارات ستكون أول دولة تفعل "تشات جي بي تي" على نطاق وطني، ما يتيح لسكانها استخدام تقنيات "أوبن إيه آي" في مجالات حيوية تشمل الحوكمة، والرعاية الصحية، والطاقة، والتعليم، والنقل".ويأتي هذا الإعلان بعد أيام من تأكيد الإمارات التزامها باستثمار 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة، ما يعزز من سياق المشروع ضمن شبكة أوسع من العلاقات الاقتصادية والتقنية بين البلدين. سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي أخبار الإمارات العربية المتحدة, أخبار الذكاء الاصطناعي, العالم العربي

"أوبن إيه آي" للذكاء الاصطناعي تفتتح أول مكتب في ألمانيا
"أوبن إيه آي" للذكاء الاصطناعي تفتتح أول مكتب في ألمانيا

البيان

timeمنذ 7 ساعات

  • البيان

"أوبن إيه آي" للذكاء الاصطناعي تفتتح أول مكتب في ألمانيا

افتتحت شركة "أوبن إيه آي" الأمريكية، وهي الشركة المطورة لروبوت الدردشة "شات جي بي تي"، أول مكتب لها في ألمانيا في مدينة ميونخ. وأعلنت الشركة أن مكتبها في ميونخ - وهو الموقع الثاني عشر عالميا للشركة- سيبدأ عمله في البداية بحوالي 12 موظفا، إلا أنه من المرجح زيادة عددهم لاحقا. وقال كبير الاقتصاديين في الشركة، روني تشاترجي، إن ألمانيا تعد واحدة من الدول الخمس الأولى من حيث استخدام "شات جي بي تي"، وهو ما دفع الشركة للمجيء إلى ميونخ في ضوء الطلب المرتفع للغاية، على حد قوله. وقال نيكولاس تورلي، رئيس المنتجات في "شات جي بي تي"، إن السبب الرئيسي لاختيار ميونخ كموقع للشركة في ألمانيا هو وجود العديد من الشركات هناك - من الشركات الصناعية إلى الشركات الناشئة - ذلك إلى جانب التعاون الجيد مع الجامعة التقنية ومؤسسات أكاديمية كبرى أخرى، وقال: "لكن نأمل ألا يبقى هذا مكتبنا الوحيد في ألمانيا". وأكدت "أوبن إيه آي" أن مكتبها في ميونخ لن يركز على تقديم الخدمات في ولاية بافاريا فحسب، بل ستغطي خدماته جميع أنحاء ألمانيا.

ثغرات أمنية في "ChatGPT" تهدد خصوصيتك.. تعرف عليها
ثغرات أمنية في "ChatGPT" تهدد خصوصيتك.. تعرف عليها

البوابة

timeمنذ 10 ساعات

  • البوابة

ثغرات أمنية في "ChatGPT" تهدد خصوصيتك.. تعرف عليها

أطلق ديمتري جروف، رئيس فريق البحث والتحليل العالمي في شركة كاسبرسكي بروسيا، تحذيرًا من وجود ثغرات أمنية خطيرة في برنامج المحادثة الذكي شات جي بي تي (ChatGPT)، موضحًا أن ملفات خبيثة يتم تحميلها من خلال هذه الثغرات قد تؤدي إلى اختراق خصوصية بيانات المستخدمين. هجمات رقمية متطورة وأكد جروف خلال فعاليات أسبوع أمن المعلومات الذي تنظمه الشركة في مدينة بوكيت التايلاندية، في الفترة من 22 إلى 25 مايو 2025 أن هذه الثغرات تُستغل من قبل جهات خبيثة لشن هجمات رقمية متطورة، تهدف إلى جمع المعلومات والتجسس على المستخدمين. وأشار جروف إلى أن هناك مجموعة تهديدات تُعرف باسم Jarkastealer تستهدف مستخدمي ChatGPT، حيث تقوم بالتقاط صور من أجهزة الضحايا وجمع بيانات حساباتهم على إنستجرام، في إطار هجوم منظم لسرقة الهوية الرقمية والتجسس الشخصي. البرمجيات مفتوحة المصدر في مرمى الفيروسات في سياق آخر، كشف خبير كاسبرسكي عن زيادة التهديدات الأمنية المرتبطة بالبرمجيات مفتوحة المصدر، حيث ارتفع عدد الفيروسات والملفات الخبيثة المصاحبة لها بنسبة 48% خلال عام 2024، ليصل إلى 14,197 تهديدًا عالميًا مقارنة بـ9,588 تهديدًا في عام 2023. وحذر ديمتري من تحول منصات الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT، إلى نقاط ضعف أمنية قد يستغلها المهاجمون الرقميون لسرقة البيانات. ومع تزايد استخدام البرمجيات مفتوحة المصدر، ترتفع معها المخاطر، مما يستدعي تعزيز الوعي السيبراني واتخاذ إجراءات صارمة للحماية الرقمية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store