
كييف تستدعي القائم بالأعمال الأمريكي بعد قرار واشنطن تعليق تسليمها أسلحة
ويرجّح بأن يسدّد وقف تسليم ذخيرة وغيرها من المساعدات العسكرية بما في ذلك أنظمة دفاع جوي، ضربة قاسية لأوكرانيا التي تواجه هجمات روسية بالصواريخ والمسيرات تعد من بين الأكبر على مدى فترة الحرب المتواصلة منذ ثلاث سنوات.
والثلاثاء، قالت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي في رسالة لوكالة فرانس برس عبر البريد الإلكتروني، إنّ قرار تعليق واشنطن تعليق تزويد أوكرانيا بأسلحة معيّنة 'اتُّخذ لوضع مصالح أمريكا في المقام الأول، وذلك عقب مراجعة أجرتها وزارة الدفاع للمساعدات العسكرية التي تقدّمها بلادنا لدول أخرى حول العالم'.
وتعقيبا على ذلك، قال المستشار الرئاسي الأوكراني دميترو ليتفين لصحافيين الأربعاء 'نعمل على استيضاح الأمر. أظن أن كل الأمور ستتوضح في الأيام المقبلة'.
وجاء ذلك فيما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أنها لم تتلقَّ أي بلاغ مسبق عن خفض في شحنات الأسلحة الأمريكية، مشيرة إلى أن وضع حد للغزو الروسي يتطلّب دعما 'ثابتا'.
وقالت في بيان إن 'أوكرانيا لم تتلق أي بلاغات رسمية بشأن تعليق أو مراجعة الجداول الزمنية للمساعدات الدفاعية المتفق عليها.. نشدد على أن المسار باتّجاه إنهاء الحرب هو عبر الضغط الثابت والمشترك على المعتدي وعبر الدعم المتواصل لأوكرانيا'.
وتعد الخطوة مؤشرا على تحوّل محتمل في أولويات الرئيس دونالد ترامب الذي ضغط على روسيا وأوكرانيا لتسريع وتيرة مفاوضات السلام.
وسعى الرئيس الجمهوري لأداء دور أكبر عبر طرح وقف محتمل لإطلاق النار في غزة والتخفيف من حدة التوتر بين إيران وإسرائيل عقب حرب بينهما استمرت 12 يوما.
وحسبما نقل موقع 'بوليتيكو' عن مسؤول أمريكي رفض الكشف عن هويته، فقد خلصت مراجعة البنتاغون إلى أن المخزونات من ذخائر تم التعهّد بها سابقا باتت ضئيلة للغاية وبأنه لن يتم إرسال بعض الشحنات التي كانت مخصصة لأوكرانيا.
لكنّ كيلي شددت على أنّ 'قوة الجيش الأمريكي لا تزال غير قابلة للتشكيك بها… اسألوا إيران فحسب'، وذلك في إشارة إلى الضربات الأمريكية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية.
وذكر موقع 'بوليتيكو' ووسائل إعلام أمريكية أخرى بأن هذا التوقف عن تسليم أسلحة إلى كييف يشمل صواريخ لمنظومة 'باتريوت' للدفاع الجوي وأنظمة المدفعية التي تستخدم الذخائر الموجهة بدقة وصواريخ 'هيلفاير'.
'يشجّع' روسيا
من جانبها، حذّرت وزارة الخارجية الأوكرانية من أن 'أي تأخير أو إرجاء' في تسليمها الأسلحة من قبل واشنطن 'يشجّع' روسيا على مواصلة مهاجمتها.
وأكد مصدر عسكري أوكراني لفرانس برس أن مواجهة روسيا ستكون أصعب في غياب الاسلحة الأمريكية. وقال 'نعتمد حاليا بشكل كبير على الأسلحة الأمريكية، وإن كانت أوروبا تقوم بما في وسعها، لكن سيكون صعبا علينا (المواجهة) من دون الذخائر الأمريكية'.
في المقابل، رحّبت موسكو بالقرار الأمريكي، معتبرة أن خفض الدعم العسكري لكييف يجعل نهاية النزاع أقرب.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين ردا على سؤال من فرانس برس 'كلما قلّت كمية الأسلحة التي تُسلّم إلى أوكرانيا، كلما باتت نهاية العملية العسكرية الخاصة أقرب'، في إشارة الى التسمية التي تعتمدها موسكو للهجوم الذي بدأ مطلع العام 2022.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اجتمع مع ترامب أثناء قمة حلف شمال الأطلسي التي عقدت في هولندا الأسبوع الماضي، وبدا بأنه حصل على رد غامض من الرئيس الأمريكي بشأن أنظمة 'باتريوت'.
وقال ترامب في إشارة إلى الصواريخ التي تسعى كييف للحصول عليها ليكون بإمكانها مواجهة الهجمات الروسية 'سنرى إن كان بإمكاننا توفير بعض منها.. الحصول عليها أمر صعب للغاية'.
آلاف المسيّرات
في الأثناء، أسفر هجوم بمسيرة روسية على منطقة خاركيف الأوكرانية عن مقتل شخص وإصابة آخر بجروح، بحسب ما أفاد حاكم المنطقة الأربعاء.
وأتى الهجوم عقب ضربات أوكرانية بالمسيّرات أودت بحياة ثلاثة أشخاص وأدت إلى إصابة العشرات بجروح الثلاثاء في مدينة إيجيفسك الروسية، على بعد أكثر من ألف كيلومتر عن خط الجبهة.
وخلص تحليل لفرانس برس نشر الثلاثاء إلى أن روسيا كثّفت هجماتها الجوية بشكل كبير في حزيران/يونيو، إذ أطلقت آلاف المسيرات باتّجاه جارتها.
وخلص تقرير صدر في نيسان/أبريل عن 'معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولية' إلى أن روسيا تتفوّق عسكريا على أوكرانيا رغم أن الأخيرة تنفق على الدفاع جزءا من ناتجها المحلي الإجمالي يتجاوز ما تنفقه أي دولة أخرى في العالم.
وبلغ إنفاق أوكرانيا على الدفاع 64,7 مليار دولار عام 2024، بحسب المعهد، فيما اعتمدت كييف بشكل كبير على حلفائها في أوروبا والولايات المتحدة في ما يتعلق بالأسلحة والمساعدات.
وحمّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب مسؤولية تأجيج النزاع عبر تقديم هذا الدعم، إذ قال للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء إن الغرب 'تجاهل على مدى سنوات مصالح روسيا الأمنية'.
وتبدّلت نبرة البيت الأبيض حيال أوكرانيا بشكل كبير في عهد ترامب.
وفي العام 2022، استقبل الرئيس حينذاك جو بايدن بحرارة زيلينسكي في البيت الأبيض فيما أعلنت إدارته عن أسلحة بقيمة ملياري دولار مخصصة لأوكرانيا.
في المقابل، تعرّض زيلينسكي أثناء زيارته إلى واشنطن في وقت سابق هذا العام إلى إهانات في المكتب البيضوي من قبل ترامب ونائب الرئيس جاي دي فانس اللذين اتهماه بالجحود.
ولدى طلب فرانس برس الحصول على تعليق بشأن وقف شحنات الأسلحة وسببها، تجنّب البنتاغون الرد مباشرة.
لكن كبير المتحدثين باسم وزارة الدفاع شون بارنيل قال إن 'الجيش الأمريكي لم يكن قط أكثر قدرة واستعدادا وذلك بفضل قيادة الرئيس ترامب ووزير (الدفاع بيت) هيغسيث'.
(أ ف ب)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
القبة الذهبية الأميركية... ردع الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ
بعد أيام قليلة من تنصيبه في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً يدعو إلى إنشاء القبة الذهبية للولايات المتحدة، تكون بمثابة "قبة حديدية"، مستوحاة من اسم نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، بهدف تعزيز قدرة الولايات المتحدة على حماية نفسها من الصواريخ بعيدة المدى، وذلك عبر بناء شبكة أقمار اصطناعية لكشف الصواريخ الآتية وتتبعها واعتراضها. ومن المتوقع أن ينشر نظام الدفاع الذي تبلغ كلفته 175 مليار دولار مئات الأقمار الاصطناعية للقيام بمهام كشف الصواريخ وتتبعها، ومن المتوقع أن يدخل حيز الاستخدام قبل انتهاء ولاية ترامب الثانية في 20 يناير 2029. أثارت القبة الذهبية الأميركية مخاوف بكين من أنها قد تكون الطرف المستهدف في إطار استراتيجية أشمل تهدف إلى ردعها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، خصوصاً في حال نشوب صراع بالقرب من مضيق تايوان. ومع ذلك لا تزال هناك تساؤلات حول جدوى وكلفة المشروع، الذي سيعتمد على شبكة من الأقمار الاصطناعية وأجهزة الاستشعار الفضائية لاعتراض الصواريخ. جيانغ لي: القبة الذهبية ستُطلق سباق تسلح في الفضاء الخارجي القبة الذهبية وقدرات الصين في تعليقها على هذه الخطوة، ذكرت وسائل إعلام صينية، أول من أمس الثلاثاء، أن نظام القبة الذهبية الدفاعي المخطط له قد يجعل من الصعب على جيش التحرير الشعبي الصيني ضرب القواعد الأميركية مثل تلك الموجودة في غوام (أرض أميركية)، وأوكيناوا اليابانية، أو السفن الحربية التي تحاول الدفاع عن تايوان. وأضافت أن نظرة أميركا للصين باعتبارها "تهديداً مُتسارعاً" شكّلت أولويتها الدفاعية، في ظل سعي الجيش الأميركي للحفاظ على تفوقه على جيش التحرير الشعبي الصيني الذي يشهد تحديثاً متسارعاً. وأشارت تلك الوسائل إلى أن التوسع العسكري الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ أصبح الآن محوراً لاستراتيجية الدفاع الأميركية، مع التركيز المتجدد على القدرات الفضائية منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. ويتمثل جوهر هذا في مسعى ترامب الطموح لتجديد قوة الفضاء الأميركية وإنشاء نظام دفاع صاروخي من الجيل القادم، أي القبة الذهبية. في السياق، يبدي أستاذ العلاقات الدولية في مركز ونشوان للدراسات الاستراتيجية جيانغ لي، اعتقاده في حديث لـ"العربي الجديد"، أن ما يسمى بخطة القبة الذهبية هي مجرد أداة تستخدمها إدارة ترامب لتمرير الأجندة الجيوسياسية الأميركية، بما في ذلك تعزيز حالة الردع في منطقة المحيطين، ومحاولة الحد من تهديد الترسانة الصاروخية الصينية وكذلك الروسية. ويلفت إلى أن ذلك سيثير مخاوف واسعة النطاق بين دول العالم، خصوصاً القوى النووية، لأنه سيطلق سباق تسلح في الفضاء الخارجي باعتباره ميداناً جديداً للمعارك الحديثة، فضلاً عن أن النظام الجديد يتميز بطابع هجومي غير مقيد، يتجاوز فكرة الدفاع في حالات الاعتداء والاستهداف من قوى خارجية. ويشير جيانغ إلى أن رصد مبلغ 175 مليار دولار لمشروع كهذا جدير بالاهتمام والتأمل، لكن المسألة الأساسية تكمن في القدرة على التنفيذ والفعل وليس القول، لأن الأمر قد يستغرق عقداً كاملاً، وهذا يتطلب تضافر الخبرات الأميركية في وادي السيليكون (في ولاية كاليفورنيا)، خصوصاً في مجال البرمجيات لتحقيق اختراقات تكنولوجية ملموسة وبناءة، مع دمج موارد نظام الدفاع الصاروخي الحالية التي لا تفي بطبيعة الحال بالتطلعات الأميركية الجديدة بشأن مسألة الردع. يوان تشو: التقديرات تشير إلى أنه يصعب على القبة الذهبية تتبع واعتراض الصواريخ الأسرع من الصوت من جهته، يعتبر الباحث في الشؤون العسكرية في معهد نان جينغ للبحوث والدراسات الاستراتيجية يوان تشو، في حديث مع "العربي الجديد"، أنه لا شك في أن القبة الذهبية تهدف إلى بناء نظام دفاع صاروخي عالمي متعدد المستويات والمجالات، لكن التقييم المهني والتحليل الفني من جهات متعددة أثار تساؤلات جادة حول قدرة القبة على حماية الولايات المتحدة. ويرى بأنها تواجه تحديات متعددة، تتعلق بقدرتها على اعتراض الصواريخ الصينية الأسرع من الصوت، مثل صاروخ دونغ فنغ-17، وكذلك الصاروخ الروسي أفانغارد. ويضيف يوان أن التقديرات الأولية تشير إلى صعوبة تتبع واعتراض الصواريخ الأسرع من الصوت التي تتجاوز سرعتها 20 ماخ (24696 كيلومتراً) بفعالية، لأن هذه الصواريخ تتمتع بالقدرة الفائقة على تغيير مسارها داخل الغلاف الجوي. ويلفت يوان إلى أن أنظمة الأقمار الاصطناعية الأميركية ستكون عرضة للخطر، إذ إنها قد تصبح أهدافاً سهلة للأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية التي تمتلكها كل من الصين وروسيا، لأن النجاح في إصابة أحد هذه الرادارات سيكون كافياً لتعطيل النظام بأكمله، عبر تقنيات الليزر المضادة للأقمار الاصطناعية، والتي اختبرتها روسيا بكفاءة في وقت سابق. ويضيف أن هذه الخطوة قد تحفز الصين على اتخاذ إجراءات مضادة، مثل تسريع وتيرة نشر الصواريخ القادرة على التخفي، وكذلك الأمر بالنسبة لروسيا، وبالتالي قد نشهد فصلاً جديداً من سباق تسلح بين قوى نووية، تتضاءل فيه قدرة الردع النووي ، وهو ما يضع العالم أمام احتمالات مدمرة للكوكب والحياة البشرية. تجهيز عسكري صيني وسبق أن أشارت وسائل إعلام صينية، العام الماضي، إلى أن بكين جهزت نفسها بأنواع جديدة من الصواريخ الباليستية، بما في ذلك الأسلحة الأسرع من الصوت. ويمكن إطلاق العديد من هذه الأسلحة من منصات متحركة، مثل الشاحنات أو القطارات، ما يوفر لها قدرة أكبر على البقاء مقارنة بالصواريخ التي يتم إطلاقها من صوامع تحت الأرض، مثل صاروخ مينتمان 3 الأميركي. وقالت إنه في سبتمبر/ أيلول الماضي، أطلقت الصين بنجاح صاروخاً من طراز دونغ فينغ-31 إيه جي، القادر على حمل رؤوس نووية متعددة، ووصل الصاروخ إلى هدفه الافتراضي في جنوب شرقي المحيط الهادئ. أخبار التحديثات الحية الصين تحذر من مشروع "القبة الذهبية" وروسيا تعتبره "شأناً أميركياً"


القدس العربي
منذ 6 ساعات
- القدس العربي
«إنهاء الحرب»: نتنياهو على درّاجة ترامب!
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أن الوسطاء القطريين والمصريين سيقدّمون المقترح النهائي لوقف الحرب في قطاع غزة وذلك بعد أن أعلن موافقة إسرائيل على شروط هدنة في غزة مدتها 60 يوما. كما قال إن رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، «يريد إنهاء الحرب» في غزة. خلال تلك الفترة، حسب منشور له على منصة «تروث»، ستعمل واشنطن «مع كل الأطراف على إنهاء الحرب»، معربا عن أمله في قبول حركة «حماس» بالمقترح. أشار ترامب في منشوره إلى عقد ممثلين عنه «اجتماعا طويلا وبناء مع الإسرائيليين بشأن غزة»، وهو ما أضاء عليه تقرير نُشر في موقع «أكسيوس» الأمريكي، الذي نقل عن «مسؤول إسرائيلي كبير» أن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف اجتمع في «البيت الأبيض» لساعات مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر الذي أبلغه بقبول تل أبيب «بمقترح قطري محدّث» لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة. هناك اختلاف بين حديث ترامب عن «مقترح نهائي لوقف الحرب» من قبل القطريين والمصريين، وتقرير الموقع الأمريكي عن مقترح «محدّث لوقف إطلاق النار» والذي يفصّل شروط ومواقيت إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، والأغلب أن ترامب، الذي لا يُعرف عنه التدقيق في كلامه كثيرا، يتحدّث عن صفقة جزئية لا تنهي الحرب، وهو البند الذي لم يتنازل عنه نتنياهو البتة. من الواقعي أن يسعى نتنياهو، الذي سيكون في واشنطن بداية الأسبوع المقبل، خلال مباحثاته مع ترامب (والتي ستشمل إضافة إلى ترامب، لقاء وزراء الدفاع والخارجية والتجارة الأمريكيين) إلى رفع سقف مطامحه السياسية ضمن خطط ترامب للمنطقة والعالم. عبر مشاركة الولايات المتحدة في قصف المفاعلات الإيرانية، تمكن ترامب، بحركة خطيرة، من احتواء اندفاع نتنياهو نحو حرب شاملة ضد طهران، وفي فرض وقف إطلاق نار سريع بين البلدين، معيدا بذلك تأكيد طبيعة العلاقة الرأسية لرئيس شديد الاعتزاز بموقفه القيادي مع غطرسة نتنياهو الجامحة، وبين استراتيجيات أمريكا الكبرى وجنوح إسرائيل الكبير نحو زعزعة الأوضاع في الشرق الأوسط. ماذا يعني، ضمن السياق الآنف، إعلان ترامب أنه سيكون «حازما» مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة (وأنهما سيجريان مناقشات أيضا حول إيران وسوريا وباقي التحديات الإقليمية) وهل هناك احتمال فعلي للخروج عن سيناريوهات نتنياهو المعتادة: الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للفلسطينيين، والغارات والتوغّلات في سوريا ولبنان، والتهديدات بقصف اليمن والعودة إلى الحرب مع إيران؟ يوازن ترامب، في علاقته مع تل أبيب، بين الفوائد الكبرى التي تجنيها أمريكا من نجاحات القوة الإسرائيلية الضاربة في المنطقة، وبين الحاجة إلى حلول واقعية لإنهاء حرب غزة التي لا أفق لإنهائها عسكريا رغم كل الفظاعات الهائلة التي تُرتكب ضد الفلسطينيين. الأغلب أن الاجتماع بين ترامب ونتنياهو سيطرح خريطة طريق لأمريكا وإسرائيل، فيفتح لنتنياهو، العالق في ائتلاف مع نظرائه من عتاولة الإرهاب الإباديّ، أبوابا ممكنة للخروج: تهدئة في غزة (من دون إنهاء الحرب) تقابلها انفراجات ممكنة مع دول عربية، ودعم أمريكي له في انتخابات جديدة تعيد «بطل الحرب» (كما سمّاه ترامب) رئيس حكومة مجددا مع تفويض أكبر ومن دون ضغوط سموتريتش وبن غفير. تعيد هذه السيناريوهات تأطير العلاقة بين أمريكا وإسرائيل بالطريقة التي تناسب الطرفين، ومن دون الإخلال بالصيغة «القيادية» المعلومة فيتمتع ترامب بسياقة الدرّاجة ويكسب نتنياهو من الجلوس في الخلف!


العربي الجديد
منذ 6 ساعات
- العربي الجديد
زيلينسكي: أوكرانيا وواشنطن في طور "توضيح" المساعدة العسكرية الأميركية
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الصورة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ولد فولوديمير زيلينسكي في 25 يناير 1978 جنوب شرق أوكرانيا، وحصل على ليسانس القانون من جامعة كييف الوطنية عام 2000، وعمل في المجال الفني حتى 2019، حيث ترشح لرئاسة البلاد في في 31 ديسمبر 2018، وفاز في الانتخابات في 21 أبريل 2019 لمدة 5 سنوات. ، اليوم الأربعاء، أن واشنطن وكييف في طور "توضيح" المساعدة العسكرية الأميركية التي لا تزال تُقدَّم إلى أوكرانيا، بعد إعلان الولايات المتحدة المفاجئ تعليق تسليم بعض الأسلحة، ما دفع كييف إلى استدعاء القائم بالأعمال الأميركي. وقال زيلينسكي في مداخلته اليومية إن "أوكرانيا والولايات المتحدة تعملان على توضيح كل التفاصيل المتصلة بتقديم دعم في مجال الدفاع، ويشمل ذلك مكونات للدفاع الجوي". من جهته، أبدى وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها عبر منصة إكس، استعداد بلاده "لشراء أو استئجار" أنظمة للدفاع الجوي لمواجهة "الكمية الكبيرة من المسيّرات والقنابل والصواريخ" التي تطلقها روسيا على أوكرانيا. ويأتي هذا بعدما حذّرت وزارة الخارجية الأوكرانية ، في وقت سابق اليوم، من أن "أي تأخير أو إرجاء" في تسليمها الأسلحة من قبل واشنطن "يشجّع" روسيا على مواصلة مهاجمتها، عقب استدعاء القائم بالأعمال الأميركي إثر قرار واشنطن تعليق تزويد أوكرانيا ببعض هذه المعدات، في حين رحّب الكرملين بالقرار المتعلق بتسليم بعض الأسلحة إلى أوكرانيا، معتبراً أنّ خفض الدعم العسكري لكييف يجعل نهاية النزاع أقرب. وقالت الخارجية الأوكرانية في بيان إنّ "الجانب الأوكراني شدد على أنّ أي تأخير أو إرجاء في دعم القدرات الدفاعية الأوكرانية لن يؤدي سوى إلى تشجيع المعتدي على متابعة الحرب والترهيب، بدلاً من البحث عن السلام"، في حين أكد مصدر عسكري أوكراني لوكالة فرانس برس أنّ مواجهة روسيا ستكون أصعب في غياب الأسلحة الأميركية. وأوضح "نعتمد حالياً بشكل كبير على الأسلحة الأميركية، وإن كانت أوروبا تقوم بما في وسعها، لكن سيكون صعباً علينا (المواجهة) من دون الذخائر الأميركية". من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أنها لم تتلق أي بلاغ مسبق عن خفض في شحنات الأسلحة الأميركية، مشيرة إلى أن وضع حد للغزو الروسي يتطلب دعماً "ثابتاً". وقالت الوزارة في بيان إن "أوكرانيا لم تتلق أي بلاغات رسمية بشأن تعليق أو مراجعة الجداول الزمنية للمساعدات الدفاعية المتفق عليها.. نشدد على أن المسار باتّجاه إنهاء الحرب هو عبر الضغط الثابت والمشترك على المعتدي وعبر الدعم المتواصل لأوكرانيا". أخبار التحديثات الحية واشنطن توقف بعض شحنات الصواريخ إلى أوكرانيا بسبب انخفاض مخزونها في المقابل، رحّب الكرملين بقرار الولايات المتحدة تعليق تسليم بعض الأسلحة إلى أوكرانيا، معتبراً أن خفض الدعم العسكري لكييف يجعل نهاية النزاع أقرب. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "كلما قلّت كمية الأسلحة التي تُسلّم إلى أوكرانيا، باتت نهاية العملية العسكرية الخاصة أقرب"، في إشارة إلى التسمية التي تعتمدها موسكو للغزو الذي بدأ مطلع عام 2022. وأوقفت الولايات المتحدة بعض شحنات صواريخ الدفاع الجوي وغيرها من الذخائر إلى أوكرانيا، بحسب ما ذكرت وكالة أسوشييتد برس. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي، في بيان: "اتخذ هذا القرار لوضع مصالح أميركا أولاً بعد مراجعة وزارة الدفاع (بنتاغون) للدعم والمساعدة العسكرية التي تقدمها بلادنا لدول أخرى في جميع أنحاء العالم... لا تزال قوة القوات المسلحة الأميركية غير مشكوك فيها، فقط اسألوا إيران". وقدّمت الولايات المتحدة لأوكرانيا حتى الآن أسلحة ومساعدات عسكرية تزيد قيمتها عن 66 مليار دولار منذ بدء الحرب مع روسيا في فبراير/ شباط 2022. (فرانس برس، العربي الجديد)