
عام على حكم لاي تشينغ تي... قلق تايوان في أوجه
يمر العام الأول على ولاية الرئيس التايواني، لاي تشينغ تي في وقت تشهد فيه الجزيرة التي تطالب بالاستقلال عن البر الرئيسي الصيني وتعتبرها بكين جزءاً من أراضيها، حالة من عدم اليقين بسبب تقلبات السياسة الخارجية الأميركية، لا سيما بعد عودة ونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، نهاية العام الماضي، كان لاي تشينغ تي أثار غضب الصين، في خطابه الأول بصفته رئيساً بعد تنصيبه في 20 مايو/ أيار 2024، قائلاً حينها إن بكين وتايبيه "ليستا تابعتين لبعضهما بعضاً"، ما اعتبرته السلطات الصينية خطاباً مليئاً بالعداء والاستفزاز والأكاذيب والخداع. واتهمت الرئيس التايواني بأنه "أكثر تطرفاً" في نهجه من سلفه الرئيسة تساي إنغ ون، وأنه بذلك أرسل "إشارة خطيرة" بشأن استقلال تايوان. أما بمناسبة عام على تنصيبه، فقال لاي للصحافيين، الثلاثاء الماضي: "أنا أيضاً ملتزم بالسلام، لأن السلام لا يقدر بثمن، ولا رابح في الحرب، لكن عندما يتعلق الأمر بالسعي للسلام، لا يمكن أن نسير وراء أحلام أو أوهام". وشدد في الوقت نفسه على أن بلاده ستواصل تعزيز قدراتها الدفاعية، لأن الاستعداد للحرب أفضل طريقة لتجنبها.
من جهة أخرى، ومنذ تسلم لاي منصبه، كثّف الجيش الصيني تدريباته العسكرية في محيط الجزيرة، كان أكبرها في شهر إبريل/ نيسان الماضي،
بإجراء مناورات مشتركة
واسعة النطاق حول تايوان، عقب تحذيرات شديدة اللهجة وجهتها بكين إلى تايبيه من أن الجهود الرامية لضمان استقلال الجزيرة قد تؤدي إلى اندلاع حرب. وكانت وزارة الدفاع الصينية قد وجهت تهديداً شديد اللهجة لتايبيه في أعقاب امتناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في فبراير/ شباط الماضي، عن التعليق بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستسمح للصين بالسيطرة على تايوان بالقوة. وقالت إن طلب الدعم من الولايات المتحدة سيأتي بنتائج عكسية في نهاية المطاف، محذرة من أن أي خطوة في هذا الاتجاه لن تنتهي إلا بالتدمير الذاتي. وأضافت: "سنأتي ونأخذكم عاجلاً أم آجلاً".
أخبار
التحديثات الحية
رئيس تايوان يعرض السلام مع الصين رغم سعيه لتعزيز دفاع الجزيرة
كذلك تسبب سعي تايبيه، في مارس/ آذار الماضي، إلى زيادة الإنفاق الدفاعي لما لا يقل عن 3% من الناتج المحلي الإجمالي، في اضطرابات شعبية واسعة النطاق في الجزيرة. وأثار تساؤلات حول جدوى هذه الخطوة وتأثيرها المحتمل على الإنفاق الحكومي، وما إذا كانت الزيادة في الميزانية الهادفة إلى إظهار تصميم تايوان على الدفاع عن نفسها، كافية لإرضاء الرئيس الأميركي، الذي دعا مراراً إلى رفع ميزانية الدفاع لدى الدول الحليفة.
مدمر براغماتي
في تقييمها لعامه الأول، وصفت وسائل إعلام صينية، لاي، بأنه مدمر براغماتي لتايوان. وقالت إنه رسخ خلال العام الماضي صورته بصفته "مثيراً للمشاكل" و"مخاطراً" و"محرضاً على الحرب". وأضافت أن أفعال لاي أوضحت للعالم الحقيقة القبيحة وراء "استقلال تايوان" - محاولاته لتقسيم البلاد والتملق للقوى الأجنبية - وأقنعت العالم الخارجي أكثر بأن
طريق "استقلال تايوان" يتجه نحو طريق
مسدود.
ولفتت إلى أن لاي لم ينعم بالاستقرار الذي ينشده، بل بعد عام واحد من توليه منصبه، وجد نفسه غارقاً في دوامة سياسية متفاقمة داخلياً وخارجياً، إذ سلط الاختراق الذي شهدته المحادثات الأميركية الصينية، الأسبوع الماضي، الضوء على واقع مقلق لإدارة لاي. فحتى واشنطن، أقرب داعميها وأكبر موردي الأسلحة إليها، مستعدة لإبرام صفقات مع بكين تبقي تايبيه على هامش اللعبة. في الوقت نفسه، قوبلت جهود لاي لتعزيز جاهزية تايوان العسكرية وزيادة الإنفاق الدفاعي لإرضاء واشنطن باستجابة فاترة من البيت الأبيض، وأصبح شباب الجزيرة أقل ميلاً للانضمام إلى القوات المسلحة.
وأضافت، وسائل الإعلام، أن الأسوأ من ذلك كله أن لاي يواجه هيئة تشريعية تسيطر عليها المعارضة، والتي عرقلت بعض مبادراته الرئيسية، ووصفته بأنه "ديكتاتور"، وهي التسمية التي أصبحت تترسخ بشكل متزايد في المناقشات العامة. ولفتت إلى أن تعاملات الرئيس الأميركي مع تايوان أظهرت أن
استراتيجية لاي الأميركية غير فعالة،
على الرغم من شعاراته السابقة والتزاماته بمحاولة إرضاء واشنطن.
جيانغ قوه: يُدرك لاي تشينغ تي نفسه "المأزق الذي وُضع فيه"
رهانات لاي تشينغ تي
رأى الباحث في العلاقات الدولية في مركز النجمة الحمراء في بكين، جيانغ قوه، أن "رهانات لاي تشينغ تي الهشة على المظلة الأميركية في سعيه إلى الاستقلال،
أدخلت الجزيرة في متاهة كبيرة،
خصوصاً في ظل السياسة الانتهازية التي انتهجها دونالد ترامب في التعامل مع حلفائه في المنطقة، لا سيما تايوان". وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن ترامب كرر في أكثر من مناسبة أن الولايات المتحدة قد لا تكون ملزمة بالتعامل مع أي تهديد صيني مستقبلاً، عملاً بشعار "أميركا أولاً". وأدرك لاي، بحسب جيانغ قوه، نفسه "المأزق الذي وُضع فيه، وهو ما انعكس في تصريحاته الأخيرة، الثلاثاء الماضي، بمناسبة عام على تنصيبه، حين أبدى
استعداده للحوار مع بكين
والتزامه بالسلام".
خيارات محدودة
اعتبر الباحث في مركز يون لين (تايوان) للأبحاث والدراسات، دا مينغ، أن "استجابة لاي تشينغ تي لمطالب ترامب من خلال رفع قيمة الإنفاق الدفاعي إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي، أظهرت مدى اعتماد تايبيه على واشنطن، وأرسلت إشارة واضحة للداخل والخارج عن مدى تبعية الجزيرة للمظلة الأميركية". ولفت في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "السؤال: هل سيكون ذلك كافياً لكسب الدعم الأميركي المطلوب في ظل التهديدات الصينية؟".
دا مينغ: ترامب لا يلقي بالاً لأي اعتبارات للتعهدات السياسية بين الدول
وبرأي دام ينغ "يشير الواقع إلى أن ترامب رجل الصفقات الأول، وهو لا يلقي بالاً لأي اعتبارات لها علاقة بالمصالح المشتركة أو التعهدات السياسية والبروتوكولات الثنائية بين الدول". ورأى أنه "لذلك، يجب أن يكون ذلك واضحاً للقادة في تايبيه، من أجل تحديد موقف الجزيرة، لأن الخيارات المتاحة محدودة، والصين لن تقبل بأقل من إعادة التوحيد بالقوة إذا لزم الأمر".
تقارير دولية
التحديثات الحية
بكين تواصل مناوراتها وتتهم رئيس تايوان بدفع الجزيرة إلى "الحرب"

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
مطاردة ترامب للطلاب الأجانب يضعف "القوة الناعمة" الأميركية
أثار قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنع تسجيل طلاب أجانب في جامعة هارفارد العريقة في الولايات المتحدة ، موجةً من ردود الفعل خاصّة في ما يتعلق بإلحاق المزيد من الضّرر بـ"القوة الناعمة" الأميركية؛ إذ رأت السيناتور الديمقراطية جين شاهين في معرض انتقادها للقرار أن "الطلاب الأجانب يساهمون في اقتصادنا، ويدعمون الوظائف في الولايات المتحدة، ويشكلون أكثر أدواتنا فعالية في مجال الدبلوماسية و القوة الناعمة "، وأضافت في بيان أن "هذا العمل المتهور يسبب ضرراً دائماً لنفوذنا العالمي". وحصلت الجامعة الأميركية المرموقة على مهلة مؤقّتة الجمعة، عندما علقت المحكمة تنفيذ القرار الذي أثار الذعر في العالم. يذكر أن جامعة هارفارد تخرج منها رئيس الوزراء الكندي الحالي مارك كارني، والرئيس التايواني لاي تشينغ تي، ما يؤكد القوة الناعمة للطلاب الأجانب في الجامعات الأميركية. التي تستقطب مئات الآلاف من الطلاب الأجانب سنوياً، لا سيّما من آسيا. وفي العام الدراسي 2024-2025، تسجل نحو 1,126,690 طالباً أجنبياً في الجامعات الأميركية، وهو عدد قياسي، بحسب بيانات معهد التعليم الدولي. وتأتي الهند في مقدمة الدول ثم الصين وتليها كوريا الجنوبية، خصوصاً في مجالات الرياضيات وعلوم الكمبيوتر والهندسة. شخصيات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسرعان ما صدرت ردود فعل منتقدة للقرار، خصوصاً في بكين، في ظل تنافس شرس بين الولايات المتحدة والصين على النفوذ في العالم. وقالت وزارة الخارجية الصينية الجمعة "لطالما عارض الجانب الصيني تسييس التعاون التعليمي"، معتبرة أن القرار "لن يؤدي إلّا إلى الإضرار بصورة الولايات المتحدة ومكانتها الدولية". من جهتها، دعت السلطات في هونغ كونغ السبت الجامعات في المدينة الصينية إلى استقبال "عدد كبير من الطلاب من كل أرجاء العالم"، ووعدت باعتماد تدابير تسهيلية لتسجيلهم. وتعتقد إدارة ترامب أن الجامعات الأميركية، بما فيها هارفارد، أصبحت حاضنة للأفكار اليسارية المتطرّفة والتقدمية، مشيرة إلى وجود هدر كبير في برامج التنوع غير الضرورية، وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس الخميس "لديك ابن رائع حقق نجاحاً باهراً، ثم ترسله إلى هارفارد، ويعود الابن إلى المنزل... وهو بالتأكيد على استعداد لأن يكون ناشطاً يسارياً رائعاً، لكنه قد لا يتمكن من الحصول على وظيفة". في جلسة استماع في الكونغرس هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي تعرض لانتقادات بسبب خفض المساعدات الخارجية، إن الأمر لا يتعلق "بالقضاء على السياسة الخارجية الأميركية أو الانكماش نحو الداخل" بل بتحقيق أكبر مقدار من الفائدة للمساعدات تحت شعار "أميركا أولاً". أمر ترامب باقتطاعات ضخمة للمساعدات الخارجية الأميركية مستهدفاً الأبحاث الجامعية، ما أثار مخاوف بشأن هجرة العقول ومنذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، انخرط في معركة أيديولوجية ترمي إلى إنهاء عقود من البرامج التي تروج للتنوع في الولايات المتحدة وخارجها، كما أمر باقتطاعات ضخمة للمساعدات الخارجية الأميركية مستهدفاً الأبحاث الجامعية، ما أثار مخاوف بشأن هجرة العقول، وإغلاق عدد من وسائل الاعلام، مثل إذاعة "صوت أميركا" التي علقت بثّها الآن. ومطلع مايو/أيار، هدّد ترامب بفرض ضريبة بنسبة 100% على الأفلام التي تُعرض في الولايات المتحدة ويجري تصويرها في الخارج، وهو قرار أدى إلى تبعات وخيمة، كما حدث مع فيلم "ميشن إمباسيبل - ذي فاينل ريكونينغ" Mission: Impossible - The Final Reckoning من بطولة توم كروز، وهو أبرز فيلم أميركي يُعرض في مهرجان كان، وقد صُوِّر على نحوٍ رئيسيّ في المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا، كما استهدف مؤسّسة سميثسونيان الثقافية في واشنطن التي اتهمها الرئيس الجمهوري باعتماد "أيديولوجيا مضرّة"، ومركز كينيدي الثقافي المرموق في العاصمة الفيدرالية، ويرى منتقدو ترامب أن هذه القرارات، بالإضافة إلى الحرب التجارية، تضرّ بصورة الولايات المتحدة في الخارج وبقدرتها على الجذب، حتى إنّها تؤثر على قدوم السياح إلى الولايات المتحدة. طلاب وشباب التحديثات الحية هونغ كونغ تفتح جامعاتها أمام طلاب أجانب تأثروا بقرار المنع الأميركي يذكر أن مفهوم "القوة الناعمة" الذي وضعه في ثمانينيات القرن الماضي عالم السياسة الأميركي الشهير جوزيف ناي الذي توفي مطلع مايو/أيار، يشير إلى دبلوماسية التأثير أو الجذب في مواجهة سياسة الضغط. (فرانس برس)


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
عام على حكم لاي تشينغ تي... قلق تايوان في أوجه
يمر العام الأول على ولاية الرئيس التايواني، لاي تشينغ تي في وقت تشهد فيه الجزيرة التي تطالب بالاستقلال عن البر الرئيسي الصيني وتعتبرها بكين جزءاً من أراضيها، حالة من عدم اليقين بسبب تقلبات السياسة الخارجية الأميركية، لا سيما بعد عودة ونالد ترامب إلى البيت الأبيض. قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، نهاية العام الماضي، كان لاي تشينغ تي أثار غضب الصين، في خطابه الأول بصفته رئيساً بعد تنصيبه في 20 مايو/ أيار 2024، قائلاً حينها إن بكين وتايبيه "ليستا تابعتين لبعضهما بعضاً"، ما اعتبرته السلطات الصينية خطاباً مليئاً بالعداء والاستفزاز والأكاذيب والخداع. واتهمت الرئيس التايواني بأنه "أكثر تطرفاً" في نهجه من سلفه الرئيسة تساي إنغ ون، وأنه بذلك أرسل "إشارة خطيرة" بشأن استقلال تايوان. أما بمناسبة عام على تنصيبه، فقال لاي للصحافيين، الثلاثاء الماضي: "أنا أيضاً ملتزم بالسلام، لأن السلام لا يقدر بثمن، ولا رابح في الحرب، لكن عندما يتعلق الأمر بالسعي للسلام، لا يمكن أن نسير وراء أحلام أو أوهام". وشدد في الوقت نفسه على أن بلاده ستواصل تعزيز قدراتها الدفاعية، لأن الاستعداد للحرب أفضل طريقة لتجنبها. من جهة أخرى، ومنذ تسلم لاي منصبه، كثّف الجيش الصيني تدريباته العسكرية في محيط الجزيرة، كان أكبرها في شهر إبريل/ نيسان الماضي، بإجراء مناورات مشتركة واسعة النطاق حول تايوان، عقب تحذيرات شديدة اللهجة وجهتها بكين إلى تايبيه من أن الجهود الرامية لضمان استقلال الجزيرة قد تؤدي إلى اندلاع حرب. وكانت وزارة الدفاع الصينية قد وجهت تهديداً شديد اللهجة لتايبيه في أعقاب امتناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في فبراير/ شباط الماضي، عن التعليق بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستسمح للصين بالسيطرة على تايوان بالقوة. وقالت إن طلب الدعم من الولايات المتحدة سيأتي بنتائج عكسية في نهاية المطاف، محذرة من أن أي خطوة في هذا الاتجاه لن تنتهي إلا بالتدمير الذاتي. وأضافت: "سنأتي ونأخذكم عاجلاً أم آجلاً". أخبار التحديثات الحية رئيس تايوان يعرض السلام مع الصين رغم سعيه لتعزيز دفاع الجزيرة كذلك تسبب سعي تايبيه، في مارس/ آذار الماضي، إلى زيادة الإنفاق الدفاعي لما لا يقل عن 3% من الناتج المحلي الإجمالي، في اضطرابات شعبية واسعة النطاق في الجزيرة. وأثار تساؤلات حول جدوى هذه الخطوة وتأثيرها المحتمل على الإنفاق الحكومي، وما إذا كانت الزيادة في الميزانية الهادفة إلى إظهار تصميم تايوان على الدفاع عن نفسها، كافية لإرضاء الرئيس الأميركي، الذي دعا مراراً إلى رفع ميزانية الدفاع لدى الدول الحليفة. مدمر براغماتي في تقييمها لعامه الأول، وصفت وسائل إعلام صينية، لاي، بأنه مدمر براغماتي لتايوان. وقالت إنه رسخ خلال العام الماضي صورته بصفته "مثيراً للمشاكل" و"مخاطراً" و"محرضاً على الحرب". وأضافت أن أفعال لاي أوضحت للعالم الحقيقة القبيحة وراء "استقلال تايوان" - محاولاته لتقسيم البلاد والتملق للقوى الأجنبية - وأقنعت العالم الخارجي أكثر بأن طريق "استقلال تايوان" يتجه نحو طريق مسدود. ولفتت إلى أن لاي لم ينعم بالاستقرار الذي ينشده، بل بعد عام واحد من توليه منصبه، وجد نفسه غارقاً في دوامة سياسية متفاقمة داخلياً وخارجياً، إذ سلط الاختراق الذي شهدته المحادثات الأميركية الصينية، الأسبوع الماضي، الضوء على واقع مقلق لإدارة لاي. فحتى واشنطن، أقرب داعميها وأكبر موردي الأسلحة إليها، مستعدة لإبرام صفقات مع بكين تبقي تايبيه على هامش اللعبة. في الوقت نفسه، قوبلت جهود لاي لتعزيز جاهزية تايوان العسكرية وزيادة الإنفاق الدفاعي لإرضاء واشنطن باستجابة فاترة من البيت الأبيض، وأصبح شباب الجزيرة أقل ميلاً للانضمام إلى القوات المسلحة. وأضافت، وسائل الإعلام، أن الأسوأ من ذلك كله أن لاي يواجه هيئة تشريعية تسيطر عليها المعارضة، والتي عرقلت بعض مبادراته الرئيسية، ووصفته بأنه "ديكتاتور"، وهي التسمية التي أصبحت تترسخ بشكل متزايد في المناقشات العامة. ولفتت إلى أن تعاملات الرئيس الأميركي مع تايوان أظهرت أن استراتيجية لاي الأميركية غير فعالة، على الرغم من شعاراته السابقة والتزاماته بمحاولة إرضاء واشنطن. جيانغ قوه: يُدرك لاي تشينغ تي نفسه "المأزق الذي وُضع فيه" رهانات لاي تشينغ تي رأى الباحث في العلاقات الدولية في مركز النجمة الحمراء في بكين، جيانغ قوه، أن "رهانات لاي تشينغ تي الهشة على المظلة الأميركية في سعيه إلى الاستقلال، أدخلت الجزيرة في متاهة كبيرة، خصوصاً في ظل السياسة الانتهازية التي انتهجها دونالد ترامب في التعامل مع حلفائه في المنطقة، لا سيما تايوان". وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن ترامب كرر في أكثر من مناسبة أن الولايات المتحدة قد لا تكون ملزمة بالتعامل مع أي تهديد صيني مستقبلاً، عملاً بشعار "أميركا أولاً". وأدرك لاي، بحسب جيانغ قوه، نفسه "المأزق الذي وُضع فيه، وهو ما انعكس في تصريحاته الأخيرة، الثلاثاء الماضي، بمناسبة عام على تنصيبه، حين أبدى استعداده للحوار مع بكين والتزامه بالسلام". خيارات محدودة اعتبر الباحث في مركز يون لين (تايوان) للأبحاث والدراسات، دا مينغ، أن "استجابة لاي تشينغ تي لمطالب ترامب من خلال رفع قيمة الإنفاق الدفاعي إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي، أظهرت مدى اعتماد تايبيه على واشنطن، وأرسلت إشارة واضحة للداخل والخارج عن مدى تبعية الجزيرة للمظلة الأميركية". ولفت في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "السؤال: هل سيكون ذلك كافياً لكسب الدعم الأميركي المطلوب في ظل التهديدات الصينية؟". دا مينغ: ترامب لا يلقي بالاً لأي اعتبارات للتعهدات السياسية بين الدول وبرأي دام ينغ "يشير الواقع إلى أن ترامب رجل الصفقات الأول، وهو لا يلقي بالاً لأي اعتبارات لها علاقة بالمصالح المشتركة أو التعهدات السياسية والبروتوكولات الثنائية بين الدول". ورأى أنه "لذلك، يجب أن يكون ذلك واضحاً للقادة في تايبيه، من أجل تحديد موقف الجزيرة، لأن الخيارات المتاحة محدودة، والصين لن تقبل بأقل من إعادة التوحيد بالقوة إذا لزم الأمر". تقارير دولية التحديثات الحية بكين تواصل مناوراتها وتتهم رئيس تايوان بدفع الجزيرة إلى "الحرب"


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
محافظ المركزي الكندي: الرسوم الجمركية الأميركية أقوى رياح معاكسة للاقتصاد
وصف محافط البنك المركزي الكندي تيف ماكليم الرسوم الجمركية التي يفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها "أقوى رياح معاكسة" لاقتصاد بلاده، بالوضع في الاعتبار الاندماج الوثيق بين الاقتصادين، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز". وفي مقابلة مع الصحيفة، قال ماكليم إن "أهم شيء لكندا الآن هو الوصول إلى اتفاق تجاري جديد مع الولايات المتحدة حتى مع تطلع شركاتها إلى التنوع". وأضاف ماكليم في المقابلة، وفقاً لوكالة أسوشييتد برس اليوم السبت، أنه رغم أن تأثير الرسوم لم يظهر بعد في البيانات الاقتصادية، يتابع صناع السياسات "بعناية" إلى أي مدى ستؤثر على أسعار المستهلكين -التضخم-، بحسب ما نقلته وكالة بلومبيرغ للأنباء. وتدهورت العلاقات الكندية الأميركية في الأشهر الأخيرة بعد أن فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية عقابية على سلع كندية، بينها السيارات والصلب، وتحدث عن جعل كندا الولاية الأميركية رقم 51. وتذهب ثلاثة أرباع صادرات كندا إلى الولايات المتحدة، وقد أثارت الرسوم الجمركية والخطاب المعادي غضب الكنديين، ما دفع الكثيرين منهم إلى مقاطعة البضائع الأميركية والسفر إلى الولايات المتحدة. وعلّق ترامب منذ ذلك الحين بعض الرسوم ريثما يتم التفاوض، بينما علّقت كندا بعض الإجراءات المضادة مدة ستة أشهر. لكن أحدث تقرير للوظائف يظهر أن الرسوم تلحق الضرر بالاقتصاد الكندي وتؤدي إلى زيادة التقلبات في الأسواق. اختتم وزراء مالية مجموعة السبع محادثاتهم في كندا أول من أمس الخميس، معتبرين أن حالة عدم اليقين الاقتصادية التي اجتاحت العالم بعد فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية شاملة آخذة بالتراجع. ووصف وزير المالية الكندي فرانسوا فيليب شامبان المحادثات بأنها "بناءة ومثمرة" وقال إن هناك حاجة "للحد من حالة عدم اليقين من أجل زيادة النمو". وواجه وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، الذي شارك في المحادثات في بانف ناشيونال بارك في جبال روكي الكندية، انتقادات مستمرة بسبب رسوم ترامب الجمركية التي يخشى كثيرون أن تؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي العالمي. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحافيين، أول من أمس الخميس، أن الرئيس الأميركي سيحضر القمة السنوية لدول مجموعة السبع في كالغاري بولاية ألبرتا في الفترة من 15 إلى 17 يونيو /حزيران. اقتصاد دولي التحديثات الحية الكنديون يتخلصون من عقاراتهم في أميركا بسبب ترامب في السياق، هدد ترامب في منشور له على منصته الاجتماعية تروث سوشال، الجمعة، بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي تبدأ في الأول من يونيو/ حزيران، وهو ما سيؤدي على الأرجح إلى فرض ضرائب كبرى على واردات السلع الفاخرة والأدوية وغيرها من السلع التي تنتجها المصانع الأوروبية، بحسب رويترز. وأدى هذا التعليق، فضلاً عن تهديد آخر لآبل المصنعة الهواتفَ الذكية، إلى اضطراب الأسواق عالمياً بعد تراجع حدة التوتر على مدى الأسابيع الماضية. ويخطط الاتحاد الأوروبي للمضي قدماً في إعداد تدابير مضادة إذا فشلت المفاوضات التجارية مع واشنطن في تحقيق نتيجة مرضية. وقد أعد التكتل خططاً لاستهداف صادرات أميركية بقيمة 95 مليار يورو (107 مليارات دولار) برسوم جمركية إضافية رداً على رسوم ترامب "المتكافئة" ورسوم بنسبة 25% على السيارات وبعض الأجزاء، بحسب وكالة بلومبيرغ الأميركية. (أسوشييتد برس، العربي الجديد)