
الحرب الإعلامية بعد وقف إطلاق النار في لبنان
محمد قازان
في الحرب الإعلامية هناك أدوات لتحقيق الهدف. والهدف الرئيس هو تحقيق أهداف الحرب العسكرية أو التعويض عن فشلها أو الإستعاضة عنها بنوع من الحروب الناعمة. والحرب الإعلامية ليست فقط بديلاً عن الحرب العسكرية، بل هي تروج للحرب العسكرية قبل حصولها عبر الحرب النفسية، وتواكبها خلال حصولها عبر نشر أخبارها وتضخيمها وإبراز نتائجها، ولاحقاً تقوم بتثبيت أهداف الحرب وتوثيقها.
اليوم انتهت الحرب التي شنها الكيان المؤقت ضد لبنان في شكل من أشكالها العسكرية، وهي حربٌ عنوانها الرد على جبهة إسناد غزة وحقيقتها الاستعداد الإسـرائيلي المبكر منذ حرب تموز ٢٠٠٦ للإنتقام بدليل عملية البايجر، هذه الحرب توقفت بأحد أشكالها التدميرية في ٢٧ تشرين ثاني الماضي، لكنها مستمرة في الإغتيالات والتجسس ومنع الإعمار، والأهم أنها مستمرة عبر الأدوات الناعمة.
لكن لماذا تستمر الحرب عبر الأدوات الناعمة؟
بشكل بديهي وفق تعريفات المقدمة، لأن الأهداف لم تتحقق جميعها عبر الحرب العسكرية.
فمنذ اتفاق وقف إطلاق النار في ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤ انطلقت هذه الحرب الإعلامية عبر نسق أوركسترا يديرها مايسترو محدد وهو الأميركي ، الذي يوجه الفضائيات السعودية والإماراتية ومعها تلفزيونات رجال الأعمال اللبنانيين الثلاثة والصحف والمواقع الإلكترونية التي تدور في فلك ما يسمى محور الإعتدال العربي.
النسق المتجدد كان انطلق عام ٢٠٠٥ في لبنان إبان ما عُرفت بثورة الأرز، واتخذت هذه المرة أشكالاً أكثر استفادة من البعد السياسي الدولي والمحلي والتصاقاً أكبر بثورة وسائل التواصل الإجتماعي، كما اعتمدت على استغلال الإستحقاقات الداهمة من انتخابات رئاسة الجمهورية إلى تشكيل الحكومة بالإستناد إلى موازين قوى دولية واقليمية ومحلية أبرزها سقوط النظام السوري السابق، وخوف معظم الأحزاب والشخصيات السياسية اللبنانية من الأميركيين والسعوديين ومجاراتهم في خياراتهم التي أفرزت انتخاب جوزف عون ولاحقاً تكليف نواف سلام.
إستخدم النسق الإعلامي المعادي للمـ ـقـاومة كل أدوات الحرب الإعلامية، من التضليل إلى الإشاعة، والدعاية، والكذب والترهيب والعزل والتعتيم والإبراز.
فكان صندوق بريد للمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس وقامت بهذا الدور قناة الجديد بشكل واضح عبر الترويج المسبق للحملات العسكرية الجوية والتهويل، فيما تولت قناة المر مهمة استهداف القرض الحسن والطيران الإيراني لخنق بيئة المـ ـقـاومة مالياً، كما تم تخصيص جريدة نداء الوطن التابعة للقوات وآل المر كي تتصدى للإعلام المكتوب المقابل كجريدة الأخبار التي تتبنى الخطاب المـ ـقـاوم، فنجد أن هناك كتاب أعمدة مخصصين للرد على رؤساء تحرير جريدة الأخبار وآخرون مهمتهم الكتابة ضد الحزب ولو مقالاً يومياً والمساهمة بالترويج لرواية العدو، بينما كانت قناتا الحدث السعودية وسكاي نيوز الإماراتية تكملان مهمتهما التي أنيطت بهما خلال الحرب، وهي مهمة الترويج للإنجازات العسكرية الإسـرائيلية واختراق جسم حزب الله وعدم قدرته على النهوض من جديد، وهذا ليس تحاملاً على القناتين، إذ يكفي للمراقب تتبع أخبار الإغتيالات والمعطيات العسكرية للعدو ليجد أنها كانت تُنشر على هاتين القناتين قبل إعلانها في الإعلام العبري.
بموازاة الإعلام التقليدي شمل نسق الدعاية المعادية للمقاومة اعتماداً كبيراً على أجهزة الإعلام التابعة للأحزاب المحلية كحزب القوات ضمن تشكيل كبير من المنصات والحسابات الوهمية التي تدار في غرفة موازية لمايسترو النسق الموجه، وبالاعتماد بشكل مهم على الذكاء الصناعي.
في المقابل يواجه هذا النسق منظومة إعلامية ليست بقوة منظومة النسق الأميركي، لكنها لم تستسلم رغم فوارق الإمكانات وقاتلت بروح ثورية منذ الحرب حتى اليوم باللحم الحي، مع الإعتراف أنها خسرت قوتها الضاربة التي كانت تتمثل بخطاب سيد شهداء الأمة، لكن سرعان ما تم التعويض عبر خطابات الشيخ قاسم، والدليل رجع الصدى الذي روجه إعلام النسق المعادي بأن أعنف الحملات الجوية التي شنها الطيران المعادي منذ وقف الحرب كانت بعد خطاب الشيخ قاسم في ١٨ نيسان الماضي، وهذا كافٍ للقول إن قوة الخطاب تنتصر أحياناً على صلابة القصف العسكري، كما أعاد هذا النسق قوة حضوره عبر منصات التواصل الإجتماعي والدليل تصدر هاشتاغات جمهور المـقاومة الدائم وتصديه لكل كبيرة وصغيرة وفق منظومة رصد واستهداف وجبه وتهكم ونشر للمعلومات والتثقيف، وإجبار رئيس حزب القوات على الدفاع عن وزير خارجيته بعد خسارته في المنازلات الإعلامية التي خاضها وتدخله ببيانات شخصية لتعويض هزيمته، إضافة إلى الدور المحوري الذي تلعبه قناة المـنار في نشراتها الإخبارية قبل كل استحقاق رغم الظروف الصعبة التي واجهتها خلال الحرب ونهوضها بسرعة بعدها رغم التشكيك بقدرة الحزب على التعافي التنظيمي الذي أنتج تاريخياً دعاية متينة تعبر عن النسق التنظيمي الفعال، فالتأثير الذي تركته المـ ـنـار كمنبر أول مؤثر في الرأي العام المـقـ ـاوم تمثل في مقدمة نشرة الأخبار الشهيرة في ٢٥ كانون ثاني ٢٠٢٥، فرسم وقع بضع كلمات باكورة التحرير، عندما قالت المقدمة في مطلعها: 'عائدون غداً، رافعينَ الرؤوسَ والقبضات، فلا شيءَ يغيبُهم عن أرضٍ قد زرعوا فيها فِلذاتِ الأكباد..'.
الواضح لأي مراقب أن المقاومة تخلت عن حذرها الشديد في المقاربات الإعلامية بعد الحرب، وبدأت استراتيجية الرد والهجوم، لكنها ما زالت تختار الصدق على الكذب والصراحة على التضليل، وهذا ربما ما يجعل فعاليتها أحياناً تأخذ وقتاً أطول. فالكذب يعلق في الأذهان حتى بعد التصحيح، كما لاحظنا أن هذه الإستراتيجية طالت نواب كتلة الوفاء الذين يتصدون باستمرار لأكاذيب وافتراءات نواب الطرف الخصم، وهذا لم يكن وارداً بكثرة في السابق.
قد لا يتسع هذا المقال لذكر جميع مقومات الإعلام المـقاوم، وهو إعلام يدرك أنه تقع على عاتقه مهام التصدي بشكل أكثر فعالية ومراجعة المرحلة السابقة، وبناء استراتيجيات خطاب يحاكي نتائج الحرب، لكنه ورغم ذلك لم يحد عن الأهداف التي تُرسم له ويعمل باستمرار على سد الفوارق بينه وبين الإعلام المعادي في الشكل والإمكانات.
لكن بعد تعريف الحرب الإعلامية وأطرافها حالياً في لبنان والمنطقة، والإشارة لماماً إلى أهدافها ودور أدواتها، لا بد من قياس التأثير الذي أحدثه طرفا هذه الحرب.
ففي علوم الإعلام والإتصال يدُرس التأثير والإقناع ويُقاس برجع الصدى واستبيان رأي الجمهور والتأكد من التغيير الذي أحدثه هذا التأثير في الرأي العام.. وهنا نحن أمام نظريات أوسع من التأطير وصولاً إلى الدعاية الحربية التي تنقسم إلى بيضاء تحفز الجمهور المناصر وسوداء تتسلل خلف خطوط العدو لإحباطه.
وإذا كانت أهداف الحرب الإعلامية للنسق الأميركي تستهدف إحباط بيئة المـ ـقـا ومة وإشعارها بالهزيمة ودفعها للإستسلام، فمن البديهي أن يكون هدف الإعلام المـقـاوم إحباط هذه الأهداف.
لكن كيف نقيس ذلك؟
الجواب عبر توجه الرأي العام والحركة الشعبية، ومنها التظاهرات والتحركات وصناديق الإقتراع.
وفي الخلاصة إليكم بعض الأحداث التي يُقاس بها الرأي العام: ففي ٢٦ كانون الثاني ٢٠٢٥ إقتحم الجنوبيون بأجسادهم غير المسلحة القرى الأمامية وواجهوا الدبابات المعادية وكرّسوا الإنسحاب إلى النقاط الخمس المحتلة، كاسرين بعنفوانهم كل حملات الإستضعاف والتوهين، وفي الثالث والعشرين من شباط ٢٠٢٥ زحف مئات الآلاف وشيّعوا قائديهما الأمينَين متحدين كل أدوات الحرب النفسية قبل التشييع، ولم يهتزوا أو ترف لهم جفن رغم ملامسة الطائرات الحربية رؤوسهم فوق المدينة الرياضية، وبين ٤ أيار و٢٤ أيار ٢٠٢٥ أثبتت الإنتخابات البلدية رجع الصدى الخائب للإعلام المعادي واتساق الجمهور الوفي للمقـ ـاومـ ـة مع إعلامه، فجاءت النتائج لتؤكد أن كل حملات التضليل والترهيب لم تزحزح هذا الجمهور عن خياراته خلف الثنائي الوطني الذي كان روحاً واحدة في القتال والصمود والعودة.
إذاً قد يكون العدو كسب معركة عسكرية بالحسابات المادية في صراع طويل لمّا ينتهي، مع اختلاف التقويم لمقاييس الربح والخسارة إذا ما وضعنا القاعدة الشرعية التي حتّمت قرار الإسناد، لكن في الوقائع نحن من انتصرنا في الحرب الموازية، حرب النفوس والقلوب والإنتماء والإيمان بما نُقتَل لأجله، وهو نصرة المظلوم ورفض الإحتلال وقول 'لا' مدوية وعالية ما زلنا الوحيدين في هذا العالم نصرخ بها أمام المستكبرين من قَتَلة النساء والأطفال، وشيّعوا قائديهما الأمينَين متحدين كل أدوات الحرب النفسية قبل التشييع، ولم يهتزوا أو ترف لهم جفن رغم ملامسة الطائرات الحربية رؤوسهم فوق المدينة الرياضية، وبين ٤ أيار و٢٤ أيار ٢٠٢٥ أثبتت الإنتخابات البلدية رجع الصدى الخائب للإعلام المعادي واتساق الجمهور الوفي للمقاومة مع إعلامه، فجاءت النتائج لتؤكد أن كل حملات التضليل والترهيب لم تزحزح هذا الجمهور عن خياراته خلف الثنائي الوطني الذي كان روحاً واحدة في القتال والصمود والعودة.
إذاً قد يكون العدو كسب معركة عسكرية بالحسابات المادية في صراع طويل لمّا ينتهي، مع اختلاف التقويم لمقاييس الربح والخسارة إذا ما وضعنا القاعدة الشرعية التي حتّمت قرار الإسناد، لكن في الوقائع نحن من انتصرنا في الحرب الموازية، حرب النفوس والقلوب والإنتماء والإيمان بما نُقتَل لأجله، وهو نصرة المظلوم ورفض الإحتلال وقول 'لا' مدوية وعالية ما زلنا الوحيدين في هذا العالم نصرخ بها أمام المستكبرين من قَتَلة النساء والأطفال.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
منذ 39 دقائق
- المدن
موظفة سابقة تستنجد بعون: رفضتُ الابتزاز الجنسي..فحُرمت من رواتبي
استنجدت موظفة سابقة في وزارة الشؤون الاجتماعية في لبنان، بالرئيس اللبناني جوزيف عون وعقيلته السيدة الأولى، طالبة إنصافها بعد رفضها إبتزازاً جنسياً تعرضت له في العام 2019، وتقدمت بدعوى قضائية في العام 2019. فخامة الرئيس حضرة السيدة الاولى اتوجه إليكم طالبة إنصافي وتحصيل حقي كنت قد تقاعدت مع وزارة الشؤون في ٢٠١٥ إلا وإني تعرضت لابتزاز جنسي من رئيس دائرة بحماية المدير العام آنذاك القاضي عبدالله احمد الذي يشغل الان منصب مستشار لوزير الصحة…كما واني تعرضت للضرب والاهانة — Dana Jamal (@DanaJamal87) ونشرت اللبنانية دانا الجمل، على حسابها في منصة "اكس"، تغريدة، قالت فيها إنها تتوجه إلى الرئيس عون والسيدة الأولى "طالبة إنصافي وتحصيل حقي"، موضحة: "كنت قد تعاقدت مع وزارة الشؤون في 2015، إلا إني تعرضت لابتزاز جنسي من رئيس دائرة بحماية المدير العام آنذاك الذي يشغل الآن منصب مستشار لوزير الصحة… كما واني تعرضت للضرب والاهانة". وأضافت: "بناء لرفضي الخضوع لنزواتهم ووسخهم، تم احتجاز رواتبي التي تبلغ 80 ألف دولار أميركي"، مشيرة إلى أن أتعابها "عبارة عن هبة من اليونيسيف التي تحول إلى الحساب الشخصي لرئيس الدائرة المذكور". وقالت: "رفعتُ دعوى قضائية، إلا أن البلطجية والفساد المستشري في الإدارات العامة يعرقل حق قبض اتعابي". فساد واتهمت الجمل مديرها بالفساد في توزيع مساعدات وزارة الشؤون. وقالت: "توزيع المساعدات كان محصوراً فقط بعائلات مناصري حزب الله الذي كان يوافق عليهم الفاسد (ع. أ).. وكونه اليوم مستشاراً في وزارة الصحة، يعني سيقوم بصفقات تشبيك مع مدراء المستشفيات، لا سيما الحكومية وتجار الأدوية لدعم حزب الله. وبالتالي، الحصول على رضا الحزب". وتفاعل كثيرون مع تغريدتها، وردت على استفسارات البعض بأنها كانت موظفة "يونيسيف" وتم تأخير رواتبها، ليتبين فيما بعد أن الرواتب محتجزة.


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
اللواء إبراهيم: الإحتلال يمنح حزب الله شرعيّة السلاح... والديبلوماسيّة وحدها لا تكفي
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعرب المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في تقرير نشرته صحيفة "ذا ناشونال" بعنوان: "لبنان يحذّر من تكرار مشهد خطر مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي والهجمات"، عن تشكيكه في فعالية الديبلوماسية وحدها لتغيير موقف "إسرائيل"، رغم علاقاته مع كل من الولايات المتحدة الأميركية وحزب الله. وعلى المستوى السياسي، قال اللواء إبراهيم: "اتخذ لبنان قرارًا باستخدام القنوات الدبلوماسية، ليس لأننا نمتلك ترف الاختيار، بل لأننا لا نملك القدرة العسكرية على ردع "إسرائيل"، مضيفا "الأميركيون يقرأون الوضع بشكل خاطئ. أولًا، يجب تحرير البلد من الاحتلال "الإسرائيلي"، وبعد ذلك يمكنهم الحديث عن نزع سلاح حزب الله". كما حذّر "من أن استمرار الوجود "الإسرائيلي" يُضفي شرعية على حجة حزب الله، بأن المقاومة لا تزال ضرورية". وختم اللواء إبراهيم تصريحه بالقول: "لا يمكن حل أي مشكلة في لبنان بالقوة. تاريخنا يثبت ذلك، وإذا لم نتعلّم من التاريخ، فلن يُعلّمنا شيء على الإطلاق".


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
حزب الله: قِلَّة مسؤوليّة وخفَّة في إطلاق المواقف غير المدروسة لتنجز الحكومة ورعاة الإتفاق المطلوب ثم نناقش استراتيجيّة دفاع وطني
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب *قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، في الاحتفال التكريمي الذي أحياه حزب الله للشهيد على طريق القدس نبيل محمد بلاغي (هلال)، وأسبوع المعلمة ريم الغدير نصوح كوراني في مدرسة بلدة ياطر، انه: "خرجنا من حرب مصيرية وقاسية، كان مصيرنا فيها ليس كمقاومة فحسب، إنما كبيئة وبقعة جغرافية في لبنان مهددًا بوجوده، وقد تعرضنا لآلام موجعة وقدمنا تضحيات جسيمة ولكن منعنا العدو من تحقيق هدفه، ونحن لا ننكر الواقع على الإطلاق، ولكن شباب المقاومة وأبناء هذه القرى وعلى امتداد مساحة وجود المقاومة واجهوا الغزاة ببسالة نادرة ومنعوا العدو من احتلال جنوب الليطاني وإقامة منطقة عازلة وتهجير أهل الجنوب". وتابع: "نحن نريد أن نحمّل الدولة المسؤولية الكاملة، وهناك سؤال دائم يلح على المواطنين وهو: أين هي الدولة ومن هي هذه الدولة وكيف نؤمن لبعض من في الدولة أن يحمي الشعب اللبناني؟ وهذا صحيح، لكن في هذه المرحلة التي نواجه فيها هذه الاعتداءات "الإسرائيلية" وهذا التمادي وأعمال القتل والخروق المستمرة لوقف إطلاق النار، نريد أن تتحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية الكاملة، لأنها هي الطرف المقابل فيما يتعلق بالالتزامات المرتبطة بوقف إطلاق النار". وأشار فضل الله إلى أن "هناك في الداخل من يريد ان يفرض جدول أعمال على البلد تحت عنوان المقاومة وسلاحها، ففي الحقيقة بعض القوى ووسائل الإعلام هي التي تثير هذا الموضوع كل يوم، ولكن بالنسبة إلينا لا نقاش عندنا في أي أمر في لبنان قبل أن تتحقق أمور أربعة وهي: انسحاب العدو ووقف الاعتداءات واستعادة الأسرى وإعادة الإعمار، فخارج هذه الأولويات الوطنية الأربعة لا نقاش معنا، وقد قلنا هذا بوضوح لمن نلتقيهم من المسؤولين اللبنانيين". وتابع: "لا أحد يبحث معنا أمرًا خارج إطار تحقيق هذه القضايا، وهي ملزمة للحكومة كما نص عليه البيان الوزاري الذي التزمت به أمام المجلس النيابي، وليس لدينا ما نعطيه لأحد، وليس لدينا أمر نتنازل عليه لأحد، ولسنا حتى مستعدين أن نناقش أحد قبل إنجاز ما هو مطلوب من الدولة، فكل الضغوط لا تؤثر على أي قرار من قرارات المقاومة، ولينجزوا ما هو مطلوب منهم كحكومة ودولة ورعاة لاتفاق وقف إطلاق النار وبعد ذلك نأتي لنناقش استراتيجية دفاع وطني وكيفية حماية لبنان دون النقاش في أمور أخرى، وهذا هو المسار والقرار". *اعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض أنه "على الرغم من تصاعد الإعتداءات "الإسرائيلية" والتمادي اليومي في إغتيال المواطنين، وعمليات التوغل والتجريف داخل الأراضي اللبنانية، تبدو الحكومة اللبنانية عاجزة وكأنها غير مكترثة بمعاناة الجنوبيين، وما يزيد الإنطباع سلبية والمشهد تشاؤماً، هي هذه التصريحات التي تصدر وكأنها تُبرر للإسرائيلي إستمراره بالأعمال العدائية والتي تعينه على تبرير إعتداءاته". وقال خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله في مجمع الإمام المجتبى في "السانت تيريز": " قِلَّة مسؤولية وخفَّة في إطلاق المواقف غير المدروسة وخروج فاضح على البيان الوزاري، ما يثير القلق والغضب على حدٍّ سواء"، مضيفا "أحد أكثر الملفات حساسية، الذي لم يتم تحريكه ولم تؤخذ فيه أيَّ خطوات ملموسة، هي عملية إعادة الإعمار، والحكومة هي قادرة بصورة إجمالية وحتى بخطوات جزئية، أن تباشر بها بقدراتها الذاتية دون أن تنتظر أحداً". اضاف : "تعاطينا بإيجابية على الدوام، ولأننا شركاء في هذه الحكومة، فإننا حريصون على نجاحها وإنجازها للملفات التي وعدت بها، وفي مقدمتها ملفات حماية السيادة وإعادة الإعمار، والدفاع عن اللبنانيين. نؤمن بأن هذه المرحلة الحرجة تحتاج إلى حكمة وثبات وتعاون في مواجهة الضغوطات العسكرية والسياسية والمالية والإقتصادية التي تمارس ضد لبنان، والتي تهدف إلى إرضاخه وإرضاخ شعبه وابتزاز حكومته للتنازل عن أمور سيادية ومصيرية تتصل بخيارات الأغلبية من شعبه، ونحن من المؤمنين بأن لبنان قادر على تجاوز هذه المرحلة، فيما لو حرصنا على وحدتنا وتفاهمنا وتعاوننا، وتجنَّبنا سوء الحسابات وعقلية الإنصياع للخارج". تشييع شهيد في دير الزهراني الى ذلك ، شيّع حزب الله وجمهور المقاومة وأهالي بلدة دير الزهراني الشهيد محمد علي جمول الذي ارتقى باستهداف مسيرة معادية له، بموكبٍ حاشدٍ ومَهيب . واقيمت مراسم تكريمية وقسم عهدٍ عند مدخل بلدة دير الزهراني، وبعد الصلاة انطلق موكب التشييع وجاب شوارع البلدة محمولاً على "أكفّ رفاق الدرب ومحاطاً بالقبضات المرفوعة"، بمشاركة شخصيات وفاعليات، علماء دين، عوائل الشهداء، وحشد من الأهالي... وشق النعش نداءات التلبية شوارع البلدة تتقدمه الفرق الكشفية التابعة لكشافة الإمام المهدي. وعند جبانة البلدة ووري الشهيد في الثرى إلى جانب من سبقه من الشهداء .