logo
العاملون في القطاع الصحي: غسل ملابسهم في المنازل يهدد بانتشار البكتيريا

العاملون في القطاع الصحي: غسل ملابسهم في المنازل يهدد بانتشار البكتيريا

العربي الجديد٠٩-٠٥-٢٠٢٥

كشفت دراسة حديثة أن الممرضات والعاملين في
القطاع الصحي
الذين يغسلون زيهم في المنزل، قد يسهمون من دون قصد في نشر عدوى خطيرة داخل المستشفيات، بسبب فشل الغسالات المنزلية في القضاء الكامل على البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية. تدق الدراسة، التي نُشرت يوم 30 إبريل/نيسان الماضي في مجلة PLOS One، ناقوس الخطر حول ما وصفته بـ"الثغرة المهملة" في منظومة مكافحة العدوى في المستشفيات، التي تتمثل في غسل الزي الطبي خارج المنشآت الصحية، باستخدام معدات غير مخصصة لهذا الغرض.
توضح المؤلفة الرئيسية للدراسة كاتي ليرد، أستاذة علم الأحياء الدقيقة، ورئيسة مجموعة أبحاث
الأمراض المعدية
في جامعة دي مونتفورت في ليستر في المملكة المتحدة، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أنه رغم أن كثيراً من الممرضين والعاملين في القطاع الطبي يعتمدون على الغسالات المنزلية في تنظيف زيهم يومياً، إلا أن النتائج تشير إلى أن هذه الممارسة قد تكون محفوفة بالمخاطر، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وتعد من أخطر التحديات التي تواجه الأنظمة الصحية عالمياً.
اختبر الباحثون ستة أنواع مختلفة من الغسالات المنزلية، إذ غُسلت قطع قماش ملوثة بالبكتيريا في دورات غسيل سريعة وأخرى عادية، وباستخدام ماء ساخن. فشلت نصف الغسالات في القضاء على البكتيريا خلال دورة الغسيل السريعة، بينما لم تتمكن ثلث الغسالات من إزالة التلوث حتى خلال الدورة العادية. لم يتوقف الأمر عند حدود فاعلية الغسيل فحسب، بل امتدت الدراسة إلى تحليل "البيوفيلم"، وهو الطبقة الرطبة التي تتكون داخل الغسالات مع مرور الوقت، في 12 غسالة منزلية مختلفة. أظهرت التحاليل وجود جينات مقاومة للمضادات الحيوية وبكتيريا محتملة الخطورة في هذه الطبقات، ما يشير إلى أن الغسالة نفسها قد تصبح مصدراً لنقل العدوى بدلاً من أن تكون أداة لتعقيم الملابس.
تقول ليرد: "تظهر نتائجنا أن الغسالات المنزلية غالباً ما تفشل في تطهير الأقمشة بالكامل، ما يسمح للبكتيريا المقاومة للمضادات بالبقاء. إذا كنا جادين بشأن وقف انتقال الأمراض المعدية عبر الملابس، فعلينا إعادة التفكير في الطريقة التي يُغسل بها زي العاملين في القطاع الصحي".
لايف ستايل
التحديثات الحية
الفثالات في البلاستيك تسبّب أكثر من 356 ألف وفاة سنوياً
واحدة من المفاجآت التي كشفتها الدراسة هي أن بعض أنواع البكتيريا تطوّر مقاومة للمنظفات المنزلية المستخدمة في الغسيل، وهذه المقاومة قد تزيد من مناعتها ضد
المضادات الحيوية
أيضاً. بمعنى آخر، فإن استخدام المنظفات العادية لا يؤدي فقط إلى فشل التعقيم، بل قد يساهم في تقوية البكتيريا على المدى الطويل. وهذا ما يجعل الأمر أكثر تعقيداً، إذ إن المنظفات التي يُفترض بها أن تحمي من العدوى، قد تكون من العوامل التي تعزز مقاومة البكتيريا وتجعل القضاء عليها أصعب.
"ورغم أن الدراسة تركز على العدوى المكتسبة داخل المستشفيات، فإن آثارها قد تمتد أيضاً إلى منازل العاملين في القطاع الصحي. فإذا كانت الغسالة المنزلية غير قادرة على التخلص من البكتيريا المقاومة، فإن هذه الكائنات الدقيقة قد تنتقل إلى باقي الملابس، أو حتى إلى الأسطح داخل المنزل، ما يزيد من فرص انتشارها بين أفراد الأسرة"، تضيف الباحثة.
تشدد المؤلفة الرئيسية للدراسة على أن النتائج تشير إلى حاجة ماسة لمراجعة الإرشادات التي تُعطى للعاملين في القطاع الطبي بشأن غسل زيهم. وترى الباحثة أن الاعتماد على الغسالات الصناعية الموجودة داخل المستشفيات، والتي تتمتع بدرجات حرارة أعلى وبرامج غسيل أكثر تطوراً، سيكون أكثر أماناً في الوقاية من انتقال العدوى.
دعت ليرد الجهات الصحية إلى إصدار تعليمات واضحة تضمن أن عملية تنظيف الملابس الطبية تتم بما يحقق أعلى درجات التعقيم، سواء جرى ذلك في المنزل أو داخل المنشأة الصحية. "تأتي هذه الدراسة في وقت تتزايد فيه التحذيرات من أزمة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، وتوصف بأنها تهديد عالمي للصحة العامة. ومن ثم، إذا أردنا تقليل خطر العدوى داخل المستشفيات، فعلينا أن نبدأ من أبسط الأمور، مثل كيفية غسل ملابس العاملين. إنه إجراء صغير، لكنه قد يصنع فارقاً كبيراً في حماية الأرواح"، تقول ليرد.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

النباتيون يعانون من نقص في الأحماض الأمينية الأساسية
النباتيون يعانون من نقص في الأحماض الأمينية الأساسية

العربي الجديد

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

النباتيون يعانون من نقص في الأحماض الأمينية الأساسية

كشفت دراسة حديثة أن أغلب من يتّبعون نظاماً غذائياً نباتياً صارماً، يحصلون على كمية كافية من البروتين اليومي، إلا أن نسبة كبيرة منهم لا يحصلون على كفايتهم من حمضي الليسين والليوسين، وهما من الأحماض الأمينية الأساسية التي لا يستطيع الجسم إنتاجها. وفي الدراسة التي نُشرت يوم 16 إبريل/نيسان الحالي في دورية PLOS One، أشار المؤلفون إلى أن النظام الغذائي النباتي ، رغم فوائده الصحية والبيئية المعروفة، يتطلّب وعياً أكبر بتنوع مصادر البروتين وجودته، لضمان حصول الجسم على جميع الأحماض الأمينية التي يحتاجها. وتتكون البروتينات التي نتناولها يومياً من وحدات صغيرة تُعرَف بالأحماض الأمينية. يستطيع الجسم إنتاج معظم هذه الأحماض، لكن هناك تسعة أحماض تسمى بالأحماض الأمينية الأساسية، يجب الحصول عليها من الطعام فقط. ومصادر البروتين الحيواني، كالحليب والبيض و اللحم ، أكثر اكتمالاً من الناحية التغذوية، لأنها تحتوي على هذه الأحماض بنسبة متوازنة وسهلة الامتصاص. "أما في الأنظمة النباتية، فتختلف تركيبة الأحماض الأمينية حسب كل نوع من النبات، ما يجعل من الضروري التنويع بين الأصناف النباتية المختلفة لضمان الحصول على جميع الأحماض الضرورية"، توضح المؤلفة الرئيسية للدراسة، بي شيو باتريشيا سو، باحثة الدكتوراه في التغذية البشرية في جامعة ماسي النيوزيلندية. وتضيف باتريشيا سو في تصريحات لـ"العربي الجديد" أن الدراسة اعتمدت على تحليل يوميات غذائية مفصلة، سجلها 193 شخصاً نباتياً يعيشون في نيوزيلندا، وذلك على مدى أربعة أيام. استخدم الباحثون قواعد بيانات غذائية من الولايات المتحدة ونيوزيلندا لحساب كمية الأحماض الأمينية التي حصل عليها المشاركون من مختلف الأطعمة التي تناولوها. "أظهرت النتائج أن نحو 75 في المائة من المشاركين استوفوا الكمية اليومية المطلوبة من البروتين . وتبين أن استهلاك جميع الأحماض الأمينية الأساسية كان كافياً عند الأخذ بالاعتبار وزن الجسم"، تقول الباحثة. وتضيف أنه عند احتساب قابلية هضم هذه الأحماض، أي مدى قدرة الجسم على امتصاصها واستخدامها فعلياً، تبيّن أن نصف المشاركين فقط حصلوا على الكمية اليومية الموصى بها من حمضي الليسين والليوسين. وأوضحت الباحثة أن البقوليات والبازلاء والعدس كانت من بين أكثر الأطعمة مساهمة في تزويد المشاركين بالبروتين والليسين على وجه الخصوص. لايف ستايل التحديثات الحية كيف يعوّض النباتيون عن فوائد اللحوم؟ جودة الأحماض الأمينية أهم من الكمية تؤكد هذه النتائج ضرورة التمييز بين كمية البروتين المستهلكة وجودته، بحسب المؤلفة الرئيسية التي تشدد على أنه يمكن أن يحصل الإنسان على كمية كافية من البروتين يومياً، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنه يحصل على كل الأحماض الأمينية الأساسية، أو أن جسمه قادر على الاستفادة منها بكفاءة. "النظام النباتي أكثر الأنظمة الغذائية تقييداً من ناحية مصادر المغذيات؛ وتحقيق جودة بروتين عالية فيه يتطلّب أكثر من مجرد استهلاك كميات كافية، بل يحتاج إلى توازن وتنوع كبير في المصادر النباتية لضمان تزويد الجسم بكل الأحماض الأمينية بالكميات المطلوبة"، تقول باتريشيا سو. وأضافت: "في دراستنا، كان الليسين والليوسين من أكثر الأحماض الأمينية التي لم تصل إلى مستوياتها اليومية المطلوبة بين المشاركين. ويعود ذلك إلى أن أطعمة نباتية عدة تحتوي على كميات قليلة من هذه الأحماض القابلة للامتصاص. ومع ذلك، برزت البقوليات والمكسرات والبذور بوصفها مصادر نباتية مهمة يمكن أن تدعم ليس فقط كمية البروتين الإجمالية، بل أيضاً تعزز مستويات الليسين والليوسين في النظام النباتي". وتوصي الدراسة بضرورة إجراء أبحاث مستقبلية تركز على سبل تعزيز استهلاك حمضي الليسين والليوسين لدى النباتيين، وذلك بطرق غذائية صحية ومتوازنة. ويكتسب هذا التوجه أهمية خاصة مع تزايد عدد الأشخاص الذين يتجّهون نحو الأنظمة الغذائية النباتية لأسباب صحية أو بيئية أو أخلاقية. تنبّه الباحثة إلى أن النقص طويل الأمد في الأحماض الأمينية الأساسية، قد يؤثّر سلباً بتوازن البروتين في الجسم، وبوظائف عضلية وحيوية أخرى، ولا سيما في الفئات الأكثر عرضة للمخاطر، ككبار السن أو الرياضيين أو الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.

العاملون في القطاع الصحي: غسل ملابسهم في المنازل يهدد بانتشار البكتيريا
العاملون في القطاع الصحي: غسل ملابسهم في المنازل يهدد بانتشار البكتيريا

العربي الجديد

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

العاملون في القطاع الصحي: غسل ملابسهم في المنازل يهدد بانتشار البكتيريا

كشفت دراسة حديثة أن الممرضات والعاملين في القطاع الصحي الذين يغسلون زيهم في المنزل، قد يسهمون من دون قصد في نشر عدوى خطيرة داخل المستشفيات، بسبب فشل الغسالات المنزلية في القضاء الكامل على البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية. تدق الدراسة، التي نُشرت يوم 30 إبريل/نيسان الماضي في مجلة PLOS One، ناقوس الخطر حول ما وصفته بـ"الثغرة المهملة" في منظومة مكافحة العدوى في المستشفيات، التي تتمثل في غسل الزي الطبي خارج المنشآت الصحية، باستخدام معدات غير مخصصة لهذا الغرض. توضح المؤلفة الرئيسية للدراسة كاتي ليرد، أستاذة علم الأحياء الدقيقة، ورئيسة مجموعة أبحاث الأمراض المعدية في جامعة دي مونتفورت في ليستر في المملكة المتحدة، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أنه رغم أن كثيراً من الممرضين والعاملين في القطاع الطبي يعتمدون على الغسالات المنزلية في تنظيف زيهم يومياً، إلا أن النتائج تشير إلى أن هذه الممارسة قد تكون محفوفة بالمخاطر، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وتعد من أخطر التحديات التي تواجه الأنظمة الصحية عالمياً. اختبر الباحثون ستة أنواع مختلفة من الغسالات المنزلية، إذ غُسلت قطع قماش ملوثة بالبكتيريا في دورات غسيل سريعة وأخرى عادية، وباستخدام ماء ساخن. فشلت نصف الغسالات في القضاء على البكتيريا خلال دورة الغسيل السريعة، بينما لم تتمكن ثلث الغسالات من إزالة التلوث حتى خلال الدورة العادية. لم يتوقف الأمر عند حدود فاعلية الغسيل فحسب، بل امتدت الدراسة إلى تحليل "البيوفيلم"، وهو الطبقة الرطبة التي تتكون داخل الغسالات مع مرور الوقت، في 12 غسالة منزلية مختلفة. أظهرت التحاليل وجود جينات مقاومة للمضادات الحيوية وبكتيريا محتملة الخطورة في هذه الطبقات، ما يشير إلى أن الغسالة نفسها قد تصبح مصدراً لنقل العدوى بدلاً من أن تكون أداة لتعقيم الملابس. تقول ليرد: "تظهر نتائجنا أن الغسالات المنزلية غالباً ما تفشل في تطهير الأقمشة بالكامل، ما يسمح للبكتيريا المقاومة للمضادات بالبقاء. إذا كنا جادين بشأن وقف انتقال الأمراض المعدية عبر الملابس، فعلينا إعادة التفكير في الطريقة التي يُغسل بها زي العاملين في القطاع الصحي". لايف ستايل التحديثات الحية الفثالات في البلاستيك تسبّب أكثر من 356 ألف وفاة سنوياً واحدة من المفاجآت التي كشفتها الدراسة هي أن بعض أنواع البكتيريا تطوّر مقاومة للمنظفات المنزلية المستخدمة في الغسيل، وهذه المقاومة قد تزيد من مناعتها ضد المضادات الحيوية أيضاً. بمعنى آخر، فإن استخدام المنظفات العادية لا يؤدي فقط إلى فشل التعقيم، بل قد يساهم في تقوية البكتيريا على المدى الطويل. وهذا ما يجعل الأمر أكثر تعقيداً، إذ إن المنظفات التي يُفترض بها أن تحمي من العدوى، قد تكون من العوامل التي تعزز مقاومة البكتيريا وتجعل القضاء عليها أصعب. "ورغم أن الدراسة تركز على العدوى المكتسبة داخل المستشفيات، فإن آثارها قد تمتد أيضاً إلى منازل العاملين في القطاع الصحي. فإذا كانت الغسالة المنزلية غير قادرة على التخلص من البكتيريا المقاومة، فإن هذه الكائنات الدقيقة قد تنتقل إلى باقي الملابس، أو حتى إلى الأسطح داخل المنزل، ما يزيد من فرص انتشارها بين أفراد الأسرة"، تضيف الباحثة. تشدد المؤلفة الرئيسية للدراسة على أن النتائج تشير إلى حاجة ماسة لمراجعة الإرشادات التي تُعطى للعاملين في القطاع الطبي بشأن غسل زيهم. وترى الباحثة أن الاعتماد على الغسالات الصناعية الموجودة داخل المستشفيات، والتي تتمتع بدرجات حرارة أعلى وبرامج غسيل أكثر تطوراً، سيكون أكثر أماناً في الوقاية من انتقال العدوى. دعت ليرد الجهات الصحية إلى إصدار تعليمات واضحة تضمن أن عملية تنظيف الملابس الطبية تتم بما يحقق أعلى درجات التعقيم، سواء جرى ذلك في المنزل أو داخل المنشأة الصحية. "تأتي هذه الدراسة في وقت تتزايد فيه التحذيرات من أزمة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، وتوصف بأنها تهديد عالمي للصحة العامة. ومن ثم، إذا أردنا تقليل خطر العدوى داخل المستشفيات، فعلينا أن نبدأ من أبسط الأمور، مثل كيفية غسل ملابس العاملين. إنه إجراء صغير، لكنه قد يصنع فارقاً كبيراً في حماية الأرواح"، تقول ليرد.

هل يُعاني التوائم من الحساسية تجاه نفس الأشياء؟
هل يُعاني التوائم من الحساسية تجاه نفس الأشياء؟

BBC عربية

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • BBC عربية

هل يُعاني التوائم من الحساسية تجاه نفس الأشياء؟

الحساسية، سواء كانت عطاسا ربيعيا بسبب حبوب اللقاح أو صعوبة في التنفس بسبب طعام مُعين، تُسببها مجموعة من العوامل الوراثية والبيئة التي يعيش فيها الشخص. وكلما زادت هذه العوامل المُشتركة بين شخصين، زادت احتمالية إصابتهما بالحساسية تجاه نفس الأشياء. ومن المُرجح أن يُصاب التوائم بالحساسية بسبب كل ما يشتركون فيه، لكن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد. فالحساسية مُعقدة للغاية، وتلعب العديد من العوامل دورا في تحديد من يُصاب بها ومن لا يُصاب بها. ما هي الحساسية؟ يُنتج جهازنا المناعي بروتينات دفاعية، وهي أجسام مضادة، وظيفتها مُراقبة ومُهاجمة أي جراثيم دخيلة أو مواد خطرة أخرى تدخل جسمك قبل أن تُسبب لك المرض. تحدث الحساسية عندما يخلط جسمك بين مادة غير ضارة عادةً ومادة دخيلة ضارة. هذه الجزيئات المُحفِّزة هي مُسبِّبات للحساسية. وتلتصق الأجسام المُضادة بمسببات الحساسية، وهو ما يحفز رد فعل الجهاز المناعي . وتُؤدِّي هذه العملية إلى أعراض حساسية شائعة مثل العطاس وسيلان الأنف أو انسداده وحكة في العينين وسيلان الدموع والسعال. وقد تكون هذه الأعراض مزعجة لكنها طفيفة. ويمكن أن تُسبِّب هذه الحساسية أيضا ردَّ فعلٍ مُهدِّد للحياة، وهو ما يُسمَّى بـ "الحساسية المفرطة"، وهو ما يتطلب عناية طبية فورية. على سبيل المثال، إذا تناول شخص ما طعاما يُعاني من حساسية تجاهه، ثمَّ أُصيب بتورم في الحلق وطفح جلدي، فإنَّ ذلك يُعتبر حساسية مفرطة. والعلاج التقليدي للحساسية المفرطة هو حقنةٌ من هرمون ايبينيفرين (المعروف أيضا باسم الأدرينالين) في عضلة الساق. ويُمكن للمُصابين بالحساسية المفرطة أيضا إعطاء أنفسهم حقنة طارئة في حال تعرضهم لنوبة من الحساسية المفرطة التي قد تُهدِّد حياتهم. ويتوفر حاليا أيضا بخاخ أنفيٌّ يحتوي على الأدرينالين، وهو سريع المفعول أيضا. ويمكن أن يُصاب الشخص بحساسية تجاه أشياء خارجية، مثل حبوب لقاح العشب أو الأشجار ولسعات النحل، أو أشياء داخلية، مثل الحيوانات الأليفة والحشرات الصغيرة التي تُسمى عث الغبار والتي تتواجد في السجاد والمراتب. كما يمكن أن يُصاب الشخص بحساسية تجاه بعض الأطعمة. وتُصيب حساسية الطعام ما يتراوح بين 4 و5 في المئة من البشر. وأكثرها شيوعا الحساسية ضد حليب البقر، والبيض، والقمح، وفول الصويا، والفول السوداني، والمكسرات، والأسماك، والمحار، والسمسم. وأحيانا قد يتعافي الشخص من الحساسية مع التقدم في السن، وأحيانا قد تستمر مدى الحياة. من يُصاب بالحساسية؟ لكل جسم مضاد هدف مُحدد، ولهذا السبب قد لا يُصاب بعض الأشخاص بحساسية إلا تجاه شيء واحد. كما تُعنى الأجسام المضادة المسؤولة عن الحساسية بالتخلص من أي طفيليات يصادفها الجسم. وبفضل الطب الحديث، نادرا ما يُصاب الناس في الولايات المتحدة بالطفيليات. ومع ذلك، لا تزال هذه الأجسام المضادة جاهزة للقتال، وأحيانا تُصيب أشياءً غير مهمة، مثل حبوب اللقاح أو الطعام. كما يُمكن أن تلعب النظافة والبيئة المحيطة دورا في مدى احتمالية إصابتك بالحساسية. فكلما زاد تنوع أنواع البكتيريا التي تتعرض لها في مرحلة مبكرة من حياتك، قلّ احتمال إصابتك بالحساسية. وقد أظهرت دراسات أن الأطفال الذين ينشؤون في المزارع، والذين يربون حيوانات أليفة قبل سن الخامسة، والذين لديهم العديد من الأشقاء، أقل عرضة للإصابة بالحساسية. كما أن الرضاعة الطبيعية تحمي الطفل من الحساسية. وعادة ما يكون الأطفال الذين ينشؤون في المدن أكثر عرضة للإصابة بالحساسية، وقد يعود السبب في ذلك إلى تلوث الهواء، والتواجد بكثرة حول أهليهم المدخنين من البالغين. في المقابل، يكون الأطفال أقل عرضة للإصابة بالحساسية الغذائية إذا جربوا الأطعمة في مرحلة مبكرة من حياتهم بدلا من الانتظار حتى يكبروا. وفي بعض الأحيان، قد تساهم وظيفة معينة في إصابة شخص بالغ بالحساسية البيئية. على سبيل المثال، يمكن لمصففي الشعر والخبازين وميكانيكي السيارات أن يصابوا بالحساسية بسبب المواد الكيميائية التي يتعرضون لها. كما يمكن أن تلعب الوراثة أيضا دورا كبيرا في سبب إصابة بعض الأشخاص بالحساسية. فإذا كان أحد الوالدين يعاني من حساسية بيئية أو حساسية غذائية، فإن طفله يكون أكثر عرضة للإصابة بنفس تلك الحساسية. وتحديدا بالنسبة لحساسية الفول السوداني، فإذا كان أحد والديك أو أحد أشقائك يعاني من حساسية الفول السوداني، فإنك تكون أكثر عرضة للإصابة بحساسية الفول السوداني بسبع مرات. هل يتشابهان في الحساسية؟ بالعودة إلى فكرة التوائم: نعم، قد يكون لديهم حساسية تجاه نفس الأشياء، ولكن ليس دائما. فقد وجد باحثون في أستراليا أن ما يتراوح بين 60 و70 في المئة من التوائم في إحدى الدراسات يعانون من حساسية بيئية، وأن التوائم المتطابقة أكثر عرضة لمشاركة الحساسية من التوائم غير المتطابقة. فالتوائم المتطابقة تتشارك بنسبة 100 في المئة من جيناتها، بينما تتشارك التوائم غير المتطابقة في حوالي 50 في المئة فقط من جيناتها، تمامًا مثل أي زوج من الأشقاء. وقد أُجريت أبحاث كثيرة حول جينات حساسية الطعام. ووجدت إحدى دراسات حساسية الفول السوداني أن التوائم المتطابقة أكثر عرضة للإصابة بحساسية الفول السوداني من التوائم غير المتطابقة. لذا، قد يُصاب التوائم بحساسية تجاه نفس الأشياء، ومن المرجح أن يكونوا كذلك، بناء على جيناتهم المشتركة ونشأتهم معا. لكن ليس بالضرورة أ ن يُصابوا بحساسية تجاه نفس الأشياء. تخيل لو فُصل توأمان عند الولادة ونشأ كل واحد منهما في منزل مختلف: أحدهما في مزرعة مع حيوانات أليفة والآخر في وسط المدينة. ماذا لو كان والدا أحدهما مدخنين والآخران لا يدخنان؟ ماذا لو كان أحدهما يعيش مع العديد من الأشقاء والآخر طفل وحيد؟ من المؤكد أنهما قد يُصابان بحساسية مختلفة، أو ربما لا يُصابان بها على الإطلاق. ولا يزال العلماء مثلي يواصلون البحث في الحساسية، ونأمل أن نحصل على المزيد من الإجابات في المستقبل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store