
اليورو يشعل انقسامًا في بلغاريا.. بين مخاوف التضخم وضغوط بروكسل
إمتلأت شوارع العاصمة البلغارية صوفيا بالغضب الوطني رفضًا لليورو، فيما تستعد البلاد لتبني رسميا العملة الأوروبية.
وقال تقرير نشرته صحيفة التليغراف البريطانية إن شوارع صوفيا تحولت إلى بحر من الأعلام البلغارية الحمراء والبيضاء والخضراء خلال الأيام الماضية حيث خرج الآلاف في مسيرة احتجاجية ضد اليورو.
وجاءت التظاهرات قبل أيام فقط من إعلان البنك المركزي الأوروبي والمفوضية الأوروبية أن بلغاريا قد اجتازت جميع الاختبارات الاقتصادية اللازمة لتصبح العضو الحادي والعشرين في منطقة اليورو.
ومن المقرر أن يصوّت وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي في 8 يوليو/تموز على تأكيد الانضمام، ما يمهّد الطريق أمام بلغاريا — التي انضمت إلى الاتحاد في 2007 — لاستبدال عملتها الحالية "الليف" باليورو في الأول من يناير/كانون الثاني المقبل.
ورغم أن المسؤولين الأوروبيين يقدمون هذا الأمر على أنه إجراء فني وإداري بحت ضمن التزامات عضوية الاتحاد، فإن المشهد في بلغاريا مختلف تمامًا.
انقسام داخلي
وتشهد البلاد انقسامًا حادًا بشأن العملة الموحدة، وسط أزمة سياسية متصاعدة تشمل الرئيس والبرلمان والمحكمة الدستورية، بالإضافة إلى اتهامات بانتشار المعلومات المضللة وتدخلات روسية.
وقال السياسي الشعبوي كوستادين كوستادينوف خلال المظاهرة: "بلغاريا انتفضت وقالت: الحرية! نحن نختار الليف البلغاري!".
ورغم الجدل حول عدد المتظاهرين، فإن استطلاعات الرأي تعكس الانقسام بوضوح. ووفقًا لأحدث استطلاع من يوروباروميتر الشهر الماضي، يؤيد 43% فقط من البلغاريين اعتماد اليورو، بينما يعارضه 50%. أما مركز "ترند ريسيرش" المحلي فأظهر أن 21% فقط يدعمون الانتقال العام المقبل، و33% يفضلون تأجيله، فيما يعارضه 38% تمامًا.
وتدعم الغالبية فكرة إجراء استفتاء شعبي، لكن المحكمة الدستورية رفضت دعوة حزب "النهضة" القومي (الذي يقوده كوستادينوف) لذلك، معتبرة أن اعتماد اليورو التزام تعاقدي بموجب عضوية الاتحاد.
الخوف من التضخم
والقلق الأكبر لدى البلغاريين هو ارتفاع الأسعار، حيث أشار 47% في استطلاع يوروباروميتر إلى أن التضخم وتكاليف المعيشة هي أكبر تحدياتهم.
وتقول عالمة السياسة البلغارية إميليا زانكينا: "الناس خائفون فعلًا، لأنهم يتعرضون لحملة دعائية مكثفة تفيد بأن الأسعار ستتضاعف، وأن الاقتصاد ليس مستعدًا، وأن النظام المصرفي سينهار، وأن مدخراتهم ستُمحى".
وكانت كرواتيا قد شهدت مخاوف مماثلة قبيل اعتمادها اليورو في 2023. وأظهرت دراسة للبنك المركزي الكرواتي بعد عام أن التحول أدى إلى زيادة في الأسعار بنسبة 0.4 نقطة مئوية فقط، في حين ساهم في تقليل معدلات الفائدة وخفض تكاليف المعاملات عبر الحدود.
من جهته، أكد البنك المركزي الأوروبي قبل أيام أن بلغاريا تفي بجميع الشروط: نسبة الدين العام 24% من الناتج المحلي، العجز 3%، التضخم متوافق مع معايير منطقة اليورو، وعملة "الليف" مرتبطة باليورو منذ سنوات.
ولا تزال عدة دول خارج منطقة اليورو: الدنمارك لديها إعفاء رسمي، والسويد رفضت الانضمام في استفتاء عام 2003. أما بولندا والمجر والتشيك فتؤجل الخطوة لأسباب سياسية، فيما لم تستكمل رومانيا المتطلبات الاقتصادية.
وتأمل بروكسل أن تؤدي توترات الاقتصاد العالمي — وخصوصًا مع احتمال عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب — إلى تعزيز مكانة اليورو عالميًا. وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد مؤخرًا إن التغيرات الاقتصادية الأمريكية قد تتيح "فرصة" لليورو.
ووصف وزير المالية الأيرلندي باشال دونوهو اليورو بأنه "رمز قوي لسيادتنا المشتركة يمكن الإحساس به في محفظتك".
تدابير حكومية
ورغم صخب المعارضين في بلغاريا، تأمل الحكومة في تهدئة الأجواء من خلال آليات لمراقبة ارتفاع الأسعار، وموقع إلكتروني لتفنيد الشائعات.
ويظل البلغاريون، رغم رفضهم لليورو، مؤيدين للاتحاد الأوروبي عمومًا — حيث تشير الاستطلاعات إلى أنهم يثقون في بروكسل أكثر من حكومتهم أو برلمانهم.
وتقول زانكينا: "هؤلاء السياسيون الشعبويون ينجحون في إبقاء حالة الاستقطاب، حتى عندما تكون القضايا التي تسببت في الانقسام قد انتهت فعليًا أو فقدت قدرتها على إثارة الجدل".
وتختم: "إذا كان عليّ أن أراهن، سأقول إن اليورو سيتم اعتماده. ثم سننتقل إلى قضية انقسامية أخرى ببساطة".
aXA6IDgyLjIyLjI0Mi4xMDcg
جزيرة ام اند امز
GR
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ ساعة واحدة
- الاتحاد
مسؤولة تحدد فترة زمنية لإعادة تسليح الجيش الألماني
أعلنت المسؤولة عن المشتريات العسكرية في ألمانيا، السبت، أن أمام الجيش الألماني ثلاث سنوات لحيازة المعدات اللازمة التي تمكّنه من التصدي لهجوم محتمل على أراضي دول حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقالت رئيسة المكتب الاتحادي للمشتريات العسكرية أنيت لينيغك-إمدن في حديث لصحيفة "تاغشبيغل" في برلين "يجب حيازة كل ما هو ضروري لنكون على أتم الجهوز للدفاع عن البلاد بحلول عام 2028". وقالت لينيغك إن على الجيش حيازة كل المعدات اللازمة قبل 2029 لأنه "لا يزال يتعين على الجنود التدرب على استخدامها". وأعربت عن ثقتها بتحقيق ذلك بفضل تيسير معاملات شراء المعدات العسكرية والمبلغ المقدر بمئات مليارات اليورو الذي خصصته حكومة فريدريش ميرتس الجديدة للإنفاق الدفاعي. وأضافت أن مكتبها سيرفع مشاريع شراء المعدات العسكرية إلى مجلس النواب، بحلول نهاية العام على أن تعطى "الأولوية للمعدات الثقيلة مثل دبابات سكاي رينجر المضادة للطائرات أو النموذج الذي سيستبدل مركبات النقل المدرعة". كما أُبرمت عقود لإنتاج دبابات قتالية إضافية من طراز "ليوبارد 2". جعل فريدريش ميرتس إعادة تسليح الجيش الألماني، أولوية لائتلافه الحكومي مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي، ليصبح "أقوى جيش تقليدي في أوروبا". وأهملت ألمانيا، المسالمة إلى حد كبير منذ فظائع النازية، لفترة طويلة قطاع الدفاع لديها واعتمدت على القوة الأميركية داخل حلف شمال الأطلسي. بدأت عملية إعادة التسلح في عهد حكومة أولاف شولتس السابقة بعد اندلاع الأزمة الأوكرانية نهاية فبراير 2022. وعلى الجيش الألماني التعامل مع النقص الخطير في عديده. واعلن وزير الدفاع بوريس بيستوريوس، الخميس، أن الجيش الألماني بحاجة لما بين 50 إلى 60 ألف جندي إضافي في السنوات المقبلة للاستجابة للزيادة في قدرات الدفاع التي يطلبها الحلف الأطلسي. عام 2024، كان عديد الجيش يزيد على 180 ألف جندي مع هدف تخطي 203 آلاف بحلول عام 2031. في موازاة ذلك، تسعى ألمانيا إلى تسريع إقامة ملاجئ للسكان تحسبا لأي نزاع مسلّح، وفق رئيس المكتب الفدرالي الألماني للحماية المدنية، رالف تيسلر. كانت السلطات باشرت نهاية العام 2024 عملية جرد للأنفاق ومحطات المترو ومرائب السيارات تحت الأرض أو أقبية المباني العامة التي يمكن تحويلها إلى ملاجئ. وقال تيسلر، في تصريح لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ": "سننشئ مليون ملجأ في أسرع وقت ممكن"، لافتا إلى أن خطة بهذا الصدد ستقدّم هذا الصيف.


العين الإخبارية
منذ 8 ساعات
- العين الإخبارية
«أقوى» جيش تقليدي في أوروبا.. حلم ألماني تغذيه المخاوف
تم تحديثه السبت 2025/6/7 05:40 م بتوقيت أبوظبي استعدادات محمومة في ألمانيا لإعادة تسليح الجيش، تغذيها المخاوف من هجوم روسي محتمل على أراضي دول الناتو، متجاوزة عقودا من «التقشف الدفاعي». فوسط مخاوف من أن الكرملين قد يختبر تماسك الناتو بدءاً من 2029، وضعت ألمانيا جدولا زمنيا ليصبح جيشها ذو قدرة قتالية حقيقية، يمتد لثلاث سنوات فقط. فهل تستطيع ألمانيا؟ تقول المسؤولة عن المشتريات العسكرية الألمانية السبت إنه أمام الجيش الألماني ثلاث سنوات للحصول على المعدات اللازمة للدفاع عن البلاد من هجوم روسي محتمل على أراضي دول الناتو. وقالت رئيسة المكتب الاتحادي للمشتريات العسكرية أنيت لينيغك إمدن في حديث لصحيفة «تاغشبيغل» في برلين: «يجب الحصول على كل ما هو ضروري لنكون على أتم الجهوزية للدفاع عن البلاد بحلول عام 2028». وقال المفتش العام للجيش الألماني كارستن بروير مؤخرا إن روسيا قد تكون قادرة اعتبارا من عام 2029، على «شن هجوم واسع على أراضي دول الناتو». مخاوف قالت عنها لينيغك إنه على الجيش الحصول على جميع المعدات اللازمة قبل عام لأنه «لا يزال يتعين على الجنود التدرب على استخدامها». وأعربت عن ثقتها في تحقيق ذلك بفضل تيسير معاملات شراء المعدات العسكرية والمبلغ المقدر بمئات المليارات من اليورو الذي خصصته حكومة فريدريش ميرتس الجديدة للإنفاق الدفاعي. وأضافت أن مكتبها سيرفع مشاريع شراء المعدات العسكرية إلى مجلس النواب، بحلول نهاية العام على أن تعطى «الأولوية للمعدات الثقيلة مثل دبابات سكاي رينجر المضادة للطائرات أو النموذج الذي سيستبدل مركبة النقل المدرعة Fuchs كما أبرمت عقودًا لإنتاج دبابات قتالية إضافية من طراز ليوبارد 2. أولوية ألمانية وجعل فريدريش ميرتس إعادة تسليح الجيش الألماني الذي عانى من نقص في التمويل لفترة طويلة، أولوية لائتلافه الحكومي مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي، ليصبح «أقوى جيش تقليدي في أوروبا». وألمانيا التي كانت مسالمة إلى حد كبير بعد فظائع النازية، أهملت لفترة طويلة قطاع الدفاع لديها واعتمدت على القوة الأمريكية داخل حلف شمال الأطلسي التي أصبحت الآن غير مؤكدة في ظل إدارة ترامب. وبدأت عملية إعادة التسلح في عهد حكومة أولاف شولتز السابقة بعد اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا نهاية فبراير/شباط 2022، لكن الواقع الجيوسياسي الجديد يرغم البلاد على تسريعها. وعلى الجيش الألماني التعامل مع النقص الخطير في عديده. وأعلن وزير الدفاع بوريس بيستوريوس الخميس أن الجيش الألماني بحاجة لما بين 50 إلى 60 ألف جندي جديد في السنوات المقبلة للاستجابة للزيادة في قدرات الدفاع التي يطلبها الحلف الأطلسي. وعام 2024، كان عديد الجيش يزيد عن 180 ألف جندي مع هدف تخطي 203 آلاف بحلول عام 2031. aXA6IDgyLjIyLjI0My4yNyA= جزيرة ام اند امز GR


البوابة
منذ 15 ساعات
- البوابة
أسعار العملات الأجنبية والعربية أمام الجنيه المصري في ثاني أيام عيد الأضحى
شهدت أسعار صرف العملات الأجنبية والعربية استقرارًا ملحوظًا أمام الجنيه المصري، خلال تعاملات اليوم السبت 7 يونيو 2025، الذي يوافق ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، وذلك وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن البنك المركزي المصري. وكان الدولار الأمريكي قد سجل تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات الأربعاء الماضي، بقيمة 4 قروش، ليسجل 49.57 جنيه للشراء و49.71 جنيه للبيع، مقارنة بسعره يوم الثلاثاء البالغ 49.61 جنيه للشراء و49.75 جنيه للبيع، وسط ترقب الأسواق لأي مستجدات اقتصادية على الصعيدين المحلي والدولي. وفيما يلي تعرض "البوابة نيوز" في هذا التقرير أسعار أبرز العملات الأجنبية والعربية مقابل الجنيه المصري، بحسب بيانات البنك المركزي: أسعار العملات الأجنبية: الدولار الأمريكي: 49.5738 جنيه للشراء، 49.7096 جنيه للبيع. اليورو: 56.4348 جنيه للشراء، 56.5944 جنيه للبيع. الجنيه الإسترليني: 67.0485 جنيه للشراء، 67.2373 جنيه للبيع. الدولار الكندي: 36.1536 جنيه للشراء، 36.2553 جنيه للبيع. الفرنك السويسري: 60.1624 جنيه للشراء، 60.3565 جنيه للبيع. الين الياباني (لكل 100 ين): 34.3666 جنيه للشراء، 34.4631 جنيه للبيع. الدولار الأسترالي: 32.1089 جنيه للشراء، 32.2019 جنيه للبيع. اليوان الصيني: 6.8958 جنيه للشراء، 6.9152 جنيه للبيع. أسعار العملات الإسكندنافية: الكرون الدنماركي: 7.5670 جنيه للشراء، 7.5882 جنيه للبيع. الكرون النرويجي: 4.8977 جنيه للشراء، 4.9125 جنيه للبيع. الكرون السويدي: 5.1551 جنيه للشراء، 5.1738 جنيه للبيع. أسعار العملات العربية: الريال السعودي: 13.2169 جنيه للشراء، 13.2538 جنيه للبيع. الدرهم الإماراتي: 13.4964 جنيه للشراء، 13.5349 جنيه للبيع. الريال القطري: 13.5848 جنيه للشراء، 13.6520 جنيه للبيع. الدينار الكويتي: 161.7099 جنيه للشراء، 162.2219 جنيه للبيع. الدينار البحريني: 131.4850 جنيه للشراء، 131.8663 جنيه للبيع. الريال العماني: 128.7631 جنيه للشراء، 129.1327 جنيه للبيع. الدينار الأردني: 69.8222 جنيه للشراء، 70.2114 جنيه للبيع.