
إسرائيل تسعى لمنع عودة الحياة إلى القرى الحدودية اللبنانية
وخلال أقل من 24 ساعة، استهدفت القوات الإسرائيلية شاحنة تنقل الردميات في منطقة الناقورة، كما فجَّرت القوات الإسرائيلية جرافتين تعملان على رفع أنقاض المنازل المدمرة في بلدة ميس الجبل الحدودية، وذلك بعد توغلها فجراً إلى وسط البلدة عبر دراجات نارية، ثم انسحابها باتجاه الحدود، حسبما أفادت وسائل إعلام لبنانية.
وليست تلك الحادثة هي الأولى في سياق منع اللبنانيين من إزالة الركام في قرى الحافة الحدودية، فقد سُجلت على مدار الشهرين السابقين عدة استهدافات طالت جرافات تعمل في المنطقة، تنفيذاً لقرار الحكومة اللبنانية إزالة الردميات بالمنطقة الحدودية، وهي مهمة بدأت في شهر أبريل (نيسان) الماضي.
ففي الأسبوع الأول من الشهر الحالي، أعلنت وسائل إعلام محلية عن مقتل لبنانيين إثر استهداف إسرائيلي لجرافة (زراعية) خلال استصلاح أراضٍ في بلدة زبقين (جنوب).
كما أفادت «وكالة الأنباء اللبنانية» بأن الجيش الإسرائيلي استُهدف بقذيفة مدفعية منزلاً مأهولاً في محيط تلة شواط في عيتا الشعب، وأكدت أن الجيش الإسرائيلي فخخ وفجَّر معملاً وجرافة كبيرة تعمل على إزالة الركام في بلدة ميس الجبل.
وفي شهر يونيو (حزيران) الماضي، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن «طائرة مسيّرة معادية ألقت، على 3 مراحل، قنابل باتجاه جرافة كانت تعمل في منطقة السلطاني، جنوب شرقي بلدة يارون الحدودية، في قضاء بنت جبيل»؛ حيث كانت تعمل على رفع أنقاض أحد المنازل المتضررة في البلدة، وتمكَّنت من إعطابها وتعطيل عملها. وفي الشهر نفسه، أعلنت وزارة الصحة أن شخصاً قُتل جرَّاء استهداف جرافة بغارة من مسيّرة إسرائيلية بين بلدتي شقرا وبرعشيت في جنوب لبنان.
وترى مصادر محلية في الجنوب، أن إسرائيل «انتقلت من مرحلة استهداف المنازل ومحاولات ترميمها، إلى مرحلة استهداف آليات رفع الأنقاض»، مشيرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الجيش الإسرائيلي «فرض خوفاً على السكان، ومنعهم من القيام بأي عمليات ترميم للمنازل التي لا تزال واقفة في القرى الحدودية». وبعدها، «انتقل إلى استهداف الآليات لمنع مظاهر الحياة من العودة إلى المنطقة، ومنع السكان من الاستعداد للعودة». وقالت المصادر إن ما يقوم به الجيش الإسرائيلي «عمليات ممنهجة لإبقاء المنطقة على حالها بعد الحرب».
وتُشير أقصى التقديرات إلى عودة 10 في المائة فقط من السكان إلى قراهم الحدودية التي تتضمن منازل لا تزال صالحة للسكن، وتقول المصادر المحلية في الجنوب إن هؤلاء «من المزارعين أو من الذين لا يملكون أي قدرة على دفع إيجارات المنازل خارج المنطقة الحدودية، ولا يمتلكون خيارات أخرى»، موضحة أن في بعض القرى مثل بليدا وحولا وميس الجبل «لا تتخطى نسبة العائدين إلى المنازل غير المدمرة بالكامل، أكثر من 5 في المائة»، في حين ترتفع النسبة في بنت جبيل والخيام مثلاً إلى نحو 10 في المائة، وفيما يحول التدمير شبه الكامل من عودة السكان إلى قرى أو أحياء كاملة في القرى الحدودية، مثل عيتا الشعب والعديسة ومارون الرأس وكفركلا. وتُشير المصادر إلى أن النسبة الأكبر من البلدات التي رفع الركام منها، تقع في الخط الثاني من الحدود.
تأتي هذه الاستهدافات للآليات غداة إعلان مكتب الاتحاد الأوروبي في بيروت عن إبلاغه السلطات اللبنانية بتقديم تمويل يتجاوز 600 مليون دولار للمناطق المتضررة في لبنان.
ويبلغ التمويل الحالي المقدم من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء لهذه المناطق أكثر من 600 مليون دولار، وهو ما يُمثل ما يقارب نصف حجم دعمهم المستمر في لبنان، والذي يتجاوز حالياً مليار دولار.
وأشار البيان إلى أن الجزء الأكبر من هذا التمويل يُسهم بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية «في دعم القطاعات الحيوية، مثل التربية، والرعاية الصحية، والحماية الاجتماعية، والمياه والصرف الصحي، والزراعة، كما يُسهم في التعافي الاقتصادي من خلال خلق فرص العمل ودعم القطاع الخاص». ويتم تخصيص تمويل إضافي، حسب البيان «للمساعدة في الحد من تأثير النزاع على أمن واستقرار البلاد، من خلال دعم قدرات الجيش اللبناني وانتشاره في الجنوب».
وأكد السفراء «الدور الحاسم الذي تؤديه قوات الـ(يونيفيل) في الحفاظ على الاستقرار والأمن في الجنوب، كما شدّدوا على الحاجة القصوى لجميع الأطراف إلى التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم (1701)، بما في ذلك ضمان حصرية الدولة على السلاح، والالتزام بآلية وقف إطلاق النار المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024».
ونصّ وقف إطلاق النار بوساطة أميركية على انسحاب «حزب الله» من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود) وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز انتشار الجيش وقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل). كذلك، نصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق تقدمت إليها خلال الحرب، لكن إسرائيل أبقت وجودها في 5 مرتفعات استراتيجية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها.
"الشرق الأوسط"

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت بيروت
منذ 12 دقائق
- صوت بيروت
تفاصيل جديدة حول اتفاق أميركا و الاتحاد الأوروبي
أبرمت الولايات المتحدة اتفاق إطار تجاريا مع الاتحاد الأوروبي اليوم الأحد، تفرض بموجبه رسوما جمركية 15 بالمئة على معظم سلع الاتحاد الأوروبي، ليتجنبا حربا بين حليفين يمثلان ما يقرب من ثلث التجارة العالمية. وجاء هذا الإعلان بعد أن أجرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منتجع الجولف الخاص به في غرب اسكتلندا، سعيا لإتمام صفقة تسنى التوصل إليها بشق الأنفس. وقال ترامب للصحفيين بعد اجتماعٍ استمر ساعة مع فون دير لاين 'أعتقد أن هذه أكبر صفقة تبرم على الإطلاق'. وردت فون دير لاين بالقول إن الرسوم الجمركية البالغة 15 بالمئة تطبق 'على جميع القطاعات'. وأضافت 'لدينا اتفاق تجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، وهو اتفاق بالغ الأهمية. إنه اتفاق ضخم. سيحقق الاستقرار'. يشمل الاتفاق أيضا استثمار الاتحاد الأوروبي 600 مليار دولار في الولايات المتحدة وشراءه طاقة وعتادا عسكريا أمريكا بمبالغ كبيرة. ومع ذلك، سينظر الكثيرون في أوروبا إلى الرسوم الجمركية الأساسية البالغة 15 بالمئة على أنها نتيجة ضعيفة مقارنة بالطموح الأوروبي الأولي بالتوصل لاتفاق لإلغاء الرسوم، رغم من أنها أفضل من 30 بالمئة التي هدد بها ترامب. وتشبه هذه الاتفاقية في جانب منها الاتفاق الإطاري الذي توصلت إليه الولايات المتحدة مع اليابان الأسبوع الماضي. وقال ترامب 'اتفقنا على أن الرسوم الجمركية… على السيارات وكل شيء آخر ستكون رسوما مباشرة 15 بالمئة'. ومع ذلك، لن تطبق نسبة 15 بالمئة الأساسية على الصلب والألمنيوم، إذ ستبقى الرسوم البالغة 50 بالمئة سارية عليهما. وفي إطار سعيه لإعادة تنظيم الاقتصاد العالمي وتقليص العجز التجاري الأمريكي المستمر منذ عقود، تمكن ترامب حتى الآن من إبرام اتفاقيات مع بريطانيا واليابان وإندونيسيا وفيتنام، رغم أن إدارته لم تف بوعدها بإبرام '90 صفقة خلال 90 يوما'. ودأب على انتقاد الاتحاد الأوروبي، قائلا إنه 'تأسس لخداع الولايات المتحدة' في التجارة. ولدى وصوله إلى اسكتلندا، قال ترامب إن الاتحاد الأوروبي 'يريد بشدة إبرام صفقة'، وأضاف، في أثناء لقائه بفون دير لاين، أن أوروبا 'ظلمت الولايات المتحدة ظلما شديدا'. ويمثل العجز التجاري الأمريكي في السلع مع الاتحاد الأوروبي مصدر قلقه الرئيسي، إذ تشير بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي إلى أنه سجل 235 مليار دولار في 2024. ويشير الاتحاد الأوروبي إلى فائض في الخدمات لصالح الولايات المتحدة، والذي يقول إنه يحقق التوازن جزئيا. وتحدث ترامب اليوم عن 'مئات المليارات من الدولارات' التي ستجلبها الرسوم الجمركية. وفي 12 يوليو تموز، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية 30 بالمئة على الواردات من الاتحاد الأوروبي اعتبارا من أول أغسطس آب، بعد مفاوضات لأسابيع مع شركاء الولايات المتحدة التجاريين الرئيسيين والتي فشلت في التوصل إلى اتفاق تجاري شامل. وكان الاتحاد الأوروبي قد أعد رسوما جمركية مضادة على 93 مليار يورو (109 مليارات دولار) من السلع الأمريكية في حال عدم التوصل إلى اتفاق، وفي حال مضى ترامب قدما في فرض رسوم 30 بالمئة. وضغط بعض الدول الأعضاء الاتحاد الأوروبي إلى استخدام أقوى سلاح تجاري لديه، وهو أداة مكافحة الإكراه، لاستهداف الخدمات الأمريكية في حال عدم التوصل إلى اتفاق.


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
أمن الدولة أوقفت مطلوباً في بعلبك
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعلنت المديرية العامة لأمن الدولة – قسم الإعلام والتوجيه والعلاقات العامة، في بيان لها انه: "تنفيذاً للخطط الرامية إلى الحد من الاتجار بالأسلحة، وبعد عملية رصد ومتابعة دقيقة، أوقفت دورية من مديرية بعلبك الهرمل الإقليمية – قسم الإستعلام والتحقيق، اللبناني (م. ط.) وهو مطلوب بموجب عدة مذكرات عدلية، بجرم الاتجار بالأسلحة الحربية وإطلاق النار ورمي الرمانات اليدوية والسرقة. وبتفتيش منزله تم ضبط أعتدة عسكرية وأجهزة لاسلكية وكمية كبيرة من حشيشة الكيف، إضافة إلى مبالغ مالية مزوّرة من فئة المئة دولار أميركي. أجري المقتضى القانوني بحقه، بناءً لإشارة القضاء المختص".


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
"التربية" والوكالة اليابانيّة للتعاون أطلقتا مشروع دعم للتعليم الرسمي في لبنان
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أطلقت وزارة التربية والتعليم العالي والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA)، مشروعا جديدا لدعم قطاع التعليم الرسمي في لبنان. وينفّذ هذا المشروع من جانب مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS)، في لقاء عقد في وزارة التربية في حضور الوزيرة ريما كرامي والسفير الياباني ماجوشي ماسايوكي والممثل والمدير الإقليمي لمكتب UNOPS في عمّان محمد عثمان أكرم، والممثل الرئيسي لمكتب JICA في عمّان شينغو موريهاتا، ومدير عام التربية فادي يرق ومدير البرامج في منظمة UNOPS في بيروت نبيل بزي ورؤساء الوحدات في الوزارة والمركز التربوي للبحوث والإنماء . استهل الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني والنشيد الوطني الياباني، وقال يرق: "هذا المشروع يهدف الى دعم وتطوير قطاع التعليم الرسمي في لبنان، وتعزيز قدراته لمواجهة التحديات في القطاع التعليمي عبر تمكين مديري ومديرات المدارس اللبنانية من مهارات القيادة الحديثة، والتخطيط الاستراتيجي، والتقييم الذاتي، وسيسهم ايضا في تحسين الرؤية والرسالة التربوية، وتطوير طرق التدريس . واختتم كلمته بالشكر لجايكا وشريكتها UNOPS". وكانت كلمة لأكرم قال فيها: "يهدف المشروع إلى الإسهام في توفير بيئة تعليمية أفضل وأكثر إشراقًا لأطفال لبنان وجيله المقبل". ثم قال الممثل الرئيسي لمكتب JICA في الأردن شينغو موريهاتا: "هذا المشروع لا يستجيب فقط للاحتياجات الملحة للمدارس المتأثرة بالأزمات، بل يمكّن أيضاً مديري المدارس والمجتمعات المدرسية من قيادة عملية تطويرهم الذاتي عبر الإدارة المدرسية المبنية على خطة تطوير المدرسة (SIP). وشدد السفير الياباني على أن "اليابان تعتبر أن قطاع التعليم الرسمي في لبنان هو ركيزة أساسية للتعافي الاجتماعي والاقتصادي في البلاد، واستثمار محوري في شبابه ومستقبله. وتأتي هذه المبادرة كجزء من دعمنا المتواصل لضمان حصول الطلاب في لبنان على بيئة تعليمية محفّزة تتيح لهم تحقيق كامل إمكاناتهم". بعد ذلك، بينت كرامي ان "لبنان يملك العديد من التجارب المنبثقة من الأبحاث والبرامج التدريبية السابقة التي تناولت القيادة المنطلقة من المدرسة". ووعدت بانها ستدعم تنفيذ هذا المشروع "بنجاح كفرصة لتفعيل وتسريع الوصول للاهداف التطويرية المرجوة". ثم كانت مداخلة لمنسقة مكتب جايكا زينا خلف عرضت تفاصيل المشروع الذي يبدأ من تموز 2025 وينتهي بشهر آذار 2026 و يتألف من ثلاثة مكونات : المكون الأول برنامج الـتأهيل والترميم لعدد من المدارس، والمكون الثاني برنامج تأهيل المدراس بأثاث ومعدات مدرسية، والمكون الثالث خطة التطوير المدرسي على ان تبلغ كلفة المنحة الاجمالية حوالي مليون ومئتي الف دولار.