
من السويس إلي ترامب.. القناة خط أحمر
فوجئنا نحن المصريين ابناء محافظه السويس والتي منحت اسمها للقناه التي تم افتتاحها منذ 155 عاما تحت اسم قناه السويس والان ومنذ ايام فوجئنا بالتصريحات المرفوضه التي اعلنها دونالد ترامب الرئيس الامريكي حول مجانيه مرور السفن الامريكيه في قناه السويس تلك التصريحات التي تعتبر تدخلا في الشان الداخلي ومساسا بالسياده الوطنيه لبلادنا.
تلك التصريحات التي يمكن وصفها بانها تبتعد عن اللياقه وتصريحات همجيه وضد القوانين الدوليه سواء قوانين العلاقات الدوليه او مواثيق الامم المتحده او الاتفاقيات الدوليه ولعله من المناسب ان نذكر السيد الرئيس الامريكي ترامب بالكثير من المعلومات التي يجهلها ..
اولاً : عظمة اجدادنا
قناه السويس حفرها مليون ونصف رجلا من اجدادنا من العمال والفلاحين المصريين الذين بذلوا فيها الجهد بحفر القناه بالأدوات البسيطة وبسواعدهم بالعرق والدماء الذكيه وتوفى منهم ما يزيد عن 120 ألف عاملا وفلاحا مصريا من اجدادنا الشرفاء علي مدار 10 سنوات اثناء الحفر مع انتشار الكثير من الامراض التي ظهرت في تلك الفتره منها الكوليرا والملاريا وغيرها وغيرها من الظروف الاجتماعيه والانسانيه الشقه فضلا عن التغييرات المناخيه من حراره الجو والامطار والبرد والصقيع وغيرها من الصعوبات.
وقد تحقق حلم المصريين بانشاء وافتتاح المجرى الملاحي الدولي الذي يخدم التجاره العالميه بين الشرق والغرب والشمال والجنوب بحجم تجاره يزيد عن 12% من التجاره الدوليه تخدم الانسانيه جميعا.
ثانياً : الحروب التي دخلتها مصر بسبب قناه السويس
وقد خاضت مصر دفاعا عن السياده المصريه وقناه السويس في القلب منها مجموعه من الحروب هي..
1- عدوان 1956حيث شنت بريطانيا وفرنسا واسرائيل هجوما على مصر في حرب عدوانيه انتهت بوقف النار تحت ضغط دولي.
2- حرب 1967حيث شنت اسرائيل وبدعم امريكي من خلال السفينه ليبرتي التي قامت بالتجسس وبتقديم الاسلحه من طائرات وصواريخ وقنابل امريكيه الصنع من اجل العدوان على مصر واحتلال سيناء هذه الحمله حققت لمصر خسائر ضخمه اقتصاديه بسبب بسبب تدمير البنيه الاساسيه وتحمل الشعب المصري الحصار والحرب الاقتصاديه وما لحق بمدن القناه السويس الاسماعيليه بورسعيد من تدمير ادى الى تهجير سكانها بالكامل الى الداخل المصري وقد استمر ذلك لمده سته سنوات والقناه مغلقه.
3- حرب اكتوبر ١٩٧٣هذه الحرب خاضتها مصر من اجل استعاده اراضيها المحتله بما فيها شبه جزيره سيناء وتمكنت مصر بعدها من افتتاح قناه السويس بعد تطهيرها لتكون ممرا امنا للاسطول التجاري العالمي وخدمه الانسانيه بقرار سيادي بعد ان كانت القناه مغلقه لمده ست سنوات وادت الى خسائر دوليه بسبب غلق قناه السويس واستخدام طريق راس الرجاء الصالح حيث ارتفاع المخاطر وزيادة تكاليف النقل والشحن والوقت وكان فتح القناه بقرار سيادي مصري.
ثالثاً : مواجهه الادعاءات المتكررة والمغلوطة
هنا نؤكد للسيد الامريكي ترامب بان قناه السويس جزء لا يتجزا من السياسه المصريه حيث ان قناه السويس لم تشق او تحفر بسواعد اجنبيه او باموال اجنبيه ولم تكن باي حال مشروعا عالميا مستقلا بل هي مشروع مصري خالص شق بدماء المصريين وجهدهم ومواردهم والمياه هي مياه اقليميه طبيعيه معترف بها دوليا جغرافيا ومصريا وعالميا خالصه بين البحرين الاحمر والمتوسط دون ان تنقصها هذه الطبيعه من السياده الكامله لجمهوريه مصر العربيه على كامل مجرى القناه.
رابعاً : اتفاقيه القسطنطينيه والسياده المصريه
اتفاقيه القسطنطينيه لعام 1888 نظمت حريه الملاحه لكنها لم تلغي باي صوره من الصور حق مصر في اداره القناه وتامينها وتنظيم المرور فيها حيث نصه الماده الثامنه منها على ان تتعهد الحكومه المصريه باتخاذ التدابير اللازمه لضمان تنفيذ النظام المنصوص عليه في الاتفاقيه ولها ان تتخذ التدابير اللازمه لصيانه الامن والنظام داخل القناه وحولك مما يؤكد ان سياده مصر على القناه قائمه ومستمره وان لها الحق في فرض الرسوم التنظيميه والتي تتضمن صيانه القناه وتامين سلامه الملاحه فيها وغيرها من ضوابط سياديه تخص امنها وسلامه امنها القومي ويصون امنها الاستراتيجي
خامساً :قناه السويس والدستور المصري
اكد الدستور المصري وطبقا للماده 43 تلتزم الدوله بحمايه قناه السويس وتنميتها والحفاظ عليها بصفتها ممرا مائيا دوليا مملوكا لها كما تلتزم بتنميه قطاع القناه باعتباره مركزا اقتصاديا متميزا .. وهذه الماده واضحه لا لبس فيها وتؤكد للجميع وخصوصا السيد ترامب على اهميه ان تحمي الدوله المصريه قناه السويس
سادساً : الاتفاقيات الدوليه ذات الصله
احترم مصر دائما المواثيق الدوليه الخاصه بالامم المتحده والاتفاقات الدوليه والقانون الدولي ولم يثبت لمصر يوما ما انها خالفت تلك القوانين والاعراف الانسانيه والتشريع الدولي او التشريع المحلي وهنا نذكر ببعض الاتفاقيات الدوليه ذات الصله..
1- اتفاقيه القسطنطينيه 1888 التي اكدت على حريه الملاحه ولا تنتقص من السياده الوطنيه لمصر وحقها في فرد الرسوم والامن وتنظيم الاعمال السياديه داخل القناه باعتبارها ممر مملوكا بالكامل لمصر.
2- اتفاقيه تسيير حركه المرور الدولي 1965.
3- الاتفاقيه الدوليه لمنع التلوث البحري من السفن لعام 1978 المعروفه تحت رقم مار بول.
4- اتفاقيه منع التلوث البحري عن طريق القاء النفايات والمواد الاخرى الموقعه بتاريخ 29 ديسمبر 1972.
5- اتفاقيه التنوع البيولوجي الموقعه في ريدو جانيرو بالبرازيل بتاريخ 5 مايو 1992 بين مصر وببرنامج الامم المتحده للبيئه.
سابعاً : حوادث الناقلات والسفن في قناه السويس والمياه الاقليميه
هنا نذكر ان كفه الحوادث للسفن والناقلات التي خالفت القوانين المصريه تم تطبيق القانون الوطني المصري عليها نظرا للمخالفات التي ارتكبتها تلك السفن في المياه الوطنيه هنا نذكر عدد من الحوادث الهامه ولعل اختارها الحادث الشهير للسفينه البنميه ايفر جيفر ودي اللي كانت في مارس 2021.
حادث ناقله الحاويات واي انسبشن ودي كانت في 14 يوليو 2009 كانت في شرق بورسعيد وسربت 210 طن من الوقود الثقيل في مياه قناه السويس وعملت صدام برصيف الميناء هناك كمان ناقله البترول انا بي سي ودي اللي عملت حادث في سبتمبر 2009 اثناء عبرها قناه السويس وجنحت عن الجانب الشرقي لتفريعه كبريت مما اسفر عن تسريب 1000 طن من النفط بسبب ثقب في احد خزاناتها.
اما ناقله البترول جورجيا البنميه فجنحت في منطقه البحيرات المره بقناه السويس وادى الى تسرب نفطي وزيوت ادت الى تلوث البيئه البحريه المحيطه هناك كمان ناقله البترول المعروفه باسم الصامدون الكويتيه والحادثه ديه كانت في 2004 حيث تم تسريب كميات كبيره من النفط في قناه السويس وتسبب تلوث بيئي كبير استدعى تدخل الجهات المعنيه للحد من الاثار البيئه والتلوث كمان السفينه الصافات ودي كانت سفينه حاويات نقل وتم الحجز عليها بسبب الحادثه اللي عملتها في سنه 2014 وحجزت عليها السلطات المصريه نتيجه لارتضامها وصدامها بمركب صيد اثناء مرورها في المياه الاقليميه في الخليج.
الخلاصة
قناه السويس مصريه السياده ارضا وبحرا وفي عمق التاريخ والجغرافيا المصريه وتحكمها التشريعات المصريه دستورا وقانونا واتفاقات دوليه وقعت عليها مصر واعتبرت جزء من التشريعات الوطنيه.
كما اننا شعب مصر ومن قلب السويس لدينا استعدادا كبيرا للدفاع عن بلدنا بكل ما نملك وانتم تعلمون ذلك ويكفي تدمير دباباتكم الامريكيه على شوارع السويس حين حاولت اسرائيل التسلل واحتلال المدينه في 73 كما اننا نملك من الشجاعه ان ندافع عن وطننا حتى الرمق الاخير.
وقد سبق للشعب المصري العظيم وعلى ارض السويس انه تم تدمير الدبابات الاسرائيليه الامريكيه الصنع ضد محاوله احتلال السويس واستغلال اسمها العالمي وتشهد شوارع السويس الدبابات الامريكيه الصنع المدمره بفضل المقاومه الشعبيه في 24 اكتوبر 1973.
كما اننا نثق في الحكومه المصريه انها ستقوم بدورها من خلال مجلس الوزراء ووزاره الخارجيه والقياده السياسيه لبلادنا انها سوف تتخذ مواقف واضحه وصريحه تجاه هذا العدوان الهمجي الذي يمس السياده المصريه من قبل الرئيس الامريكي ترامب.
ونقول اخيرا لا والف لا لتصريحات العنجهيه الامريكيه من قبل الرئيس ترامب.
د. عبد الحميد كمال
برلماني وباحث في التنميه المستدامه
عضو الهيئة التأسيسية حزب الجبهة الوطنية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم السابع
منذ 16 دقائق
- اليوم السابع
القاهرة الإخبارية: تحديات أمام مشروع قانون الإنفاق الأمريكى بالكونجرس قد تؤخره
قال رامى جبر، مراسل قناة القاهرة الإخبارية، إن مشروع قانون الإنفاق الفيدرالى والضرائب الذى صوت عليه مجلس النواب بأغلبية ضئيلة، قد يواجه صعوبات أكبر فى مجلس الشيوخ الأمريكي ، خاصة مع وجود بعض الجمهوريين الذين أعلنوا رفضهم القانون أو طلبوا تعديلات جوهرية. وأوضح جبر أن الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ يسعون أيضًا إلى إدخال تعديلات عدة على القانون، خاصة المتعلقة بالتخفيضات الضريبية التى يرونها غير عادلة وزيادة الإنفاق على الدفاع والهجرة. وأضاف جبر، خلال رسالة له على الهواء، أن مجلس الشيوخ قد يرسل القانون بعد إدخال تعديلات إلى مجلس النواب مرة أخرى للتصويت على التعديلات، مما قد يطيل عملية إقرار القانون ويجعلها أكثر تعقيدًا. وأشار إلى أن هذا التأخير قد يؤثر على الجدول الزمنى لتطبيق القانون، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات والضغوط السياسية المتزايدة على الكونغرس لإيجاد حلول وسط. وفى ختام حديثه، أكد جبر أن مشروع القانون، رغم وصف ترامب له بأنه "كبير وجميل"، ما زال يواجه مسيرة صعبة داخل البرلمان الأمريكى، حيث تتصارع المصالح الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وهو ما يجعل مصير القانون معلقًا حتى يتمكن الطرفان من التوصل إلى توافق شامل يرضى جميع الأطراف.


المشهد العربي
منذ 28 دقائق
- المشهد العربي
ترامب يوصي بفرض تعريفات 50% على أوروبا بعد تعثر المفاوضات
أوصى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي، اعتبارًا من الأول من يونيو 2025. وبرر ترامب قراره بأن المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي لا تحقق أي تقدم، مؤكدًا في الوقت ذاته عدم فرض التعريفة إذا تم تصنيع المنتج في الولايات المتحدة. وأوضح ترامب في منشور له على منصته "تروث سوشيال" أن الاتحاد الأوروبي، الذي وصفه بأنه "أساسًا لاستغلال الولايات المتحدة تجاريًا"، كان "صعبًا للغاية في التعامل". وذكر أن ذلك يعود إلى "حواجزه التجارية، وضرائب القيمة المضافة وعقوباته الباهظة على الشركات وحواجزه التجارية غير النقدية وتلاعباته النقدية، ودعاواه القضائية غير العادلة وغير المبررة ضد الشركات الأمريكية". وأضاف أن هذه العوامل، وغيرها، أدت إلى عجز تجاري مع الولايات المتحدة "يتجاوز 250 مليون دولار سنويًا وهو رقم غير مقبول نهائيًا". ويُعتقد أن ترامب قد أخطأ في كتابة الرقم، حيث إن العجز التجاري تجاوز 235 مليار دولار في عام 2024.


بوابة الأهرام
منذ 34 دقائق
- بوابة الأهرام
ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي بـ50% من الرسوم الجمركية اعتبارا من يونيو
أ ف ب هدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي الجمعة بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 % على المنتجات الأوروبية المستوردة إلى الولايات المتحدة اعتبارا من الأول من يونيو، قائلا إن المفاوضات الجارية "تراوح مكانها". موضوعات مقترحة وكتب ترامب في منشور على منصته الاجتماعية تروث سوشال "من الصعب جدا التعامل مع الاتحاد الأوروبي الذي أُنشئ في المقام الأول لاستغلال الولايات المتحدة تجاريا (...) مناقشاتنا تراوح مكانها. وفي ظل هذه الظروف، أوصي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 % على الاتحاد الأوروبي، اعتبارا من الأول من يونيو. وما من رسوم جمركية على المنتجات المصنّعة في الولايات المتحدة". ومن جملة الأمور التي ندّد بها الرئيس الأمريكي، "الحواجز الجمركية والضريبة على القيمة المضافة والعقوبات السخيفة على الشركات والحواجز غير الجمركية والمضاربات المالية والملاحقات غير المبرّرة والمجحفة في حقّ الشركات الأميركية"، ما تسبّب في "عجز تجاري بأكثر من 250 مليون دولار في السنة، وهو أمر غير مقبول بتاتا". وأشار ترامب مرارا إلى العجز التجاري للولايات المتحدة في المبادلات الثنائية مع أوروبا والذي يراوح بين 300 و350 مليار دولار بحسب تقديره. وبناء على معطيات ممثّل البيت الأبيض لشؤون التجارة، يقدّر العجز التجاري للولايات المتحدة في هذا المجال بحوالى 235 مليار دولار لسنة 2024، لكن المفوضية الأوروبية تعترض على هذا المجموع وتفيد من جانبها بعجز يبلغ 150 مليار يورو (حوالى 160 مليار دولار) للسلع فحسب وينخفض إلى 50 مليار يورو بعد حساب الفائض التجاري الأميركي من حيث الخدمات. وفي المعدّل، تبلغ الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الأوروبية حاليا 12,5 %، مع نسبة 2,5 % كانت معتمدة قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أضيفت إليها 10 % منذ مطلع نيسان/أبريل إثر إقرار رسوم جمركية "متبادلة". واراد البيت الأبيض في بادئ الأمر فرض رسوم بنسبة 20 % على المنتجات الأوروبية، قبل الإعلان عن فترة سماح لتسعين يوما للرسوم الجمركية التي تتخطّى نسبتها 10 % ريثما تمضي المفاوضات قدما. ومن حيث المبدأ، تنتهي هذه الفترة يوليو. وخلال الأسابيع الأخيرة، أجرى المفوّض الأوروبي لشؤون التجارة ماروس سيفكوفيتش عدّة محادثات مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك وممثّل التجارة جيميسون غرير، لكن من دون إحراز تقدّم يُذكر. وفور تهديد الرئيس الأمريكي بالرسوم الجديدة بنسبة 50 % على المنتجات الأوروبية، هبطت البورصات في أوروبا وتراجعت خصوصا أسهم شركات السلع الفاخرة والسيارات. كما تكبّدت بورصة وول ستريت خسائر. واعتبرت برلين أن تهديدات ترامب هذه "لا تخدم أحدا".