logo
الرّياض لواشنطن: فلسطين أمانتنا على أرضها

الرّياض لواشنطن: فلسطين أمانتنا على أرضها

«أساس ميديا»
يعوّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على اتّفاق لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل لنيل جائزة نوبل للسلام. يعتبر أنّ سلاماً إسرائيليّاً – سعوديّاً من شأنه فتح الأبواب أمام سلام مع العالمين العربي والإسلامي. ينهل الرجل ممّا تحقّق في ولايته الأولى من اتّفاقات مع 4 دول عربية ليبني في ولايته الحالية ملفّاً يقنع لجنة نوبل بإدخاله التّاريخ.
في 20 كانون الثاني 2025، ولمناسبة تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، قال دونالد ترامب: 'أعتقد أنّ السعوديّة ستنضمّ إلى اتّفاقات إبراهيم (…) قريباً، وليس بعيداً جدّاً'. قبل ذلك في 15 كانون الثاني، قال مايك ويلز، مستشار ترامب للأمن القومي، إنّ مسألة التطبيع بين السعودية وإسرائيل هي 'أولوية قصوى' بالنسبة للإدارة الجديدة.
بدا ترامب واثقاً من مسار التطبيع الذي يبشّر به. والأرجح أنّه أراد من خلال إظهار فائض الثقة فرض الأمر وكأنّه تحصيل حاصل لا يحتاج إلّا إلى ترتيبات شكليّة. ظهر وكأنّه لا يعرف، وهو يعرف جيّداً، أنّ الأمر لن يمرّ، ليس فقط بسبب ما تغيّر في هذا العالم منذ اندلاع حرب أوكرانيا عام 2022، وما تغيّر في الشرق الأوسط منذ حرب غزّة عام 2023، بل بسبب ظهور مناعة عالية في العالم العربي، قادتها السعودية بالذات، لتحصين استقلالية قرار عن 'لعبة الأمم'، وخصوصاً عن الولايات المتحدة.
كانت المنطقة قاومت خططاً أميركية، في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، لفرض خيار الإسلام السياسي بديلاً لحكم العواصم بعد اندلاع 'ربيع' عام 2011. ورفضت بعد ذلك القبول بـ 'عقيدة' أوباما في فرض الاتّفاق النووي مع إيران عام 2015. وفي عهد جو بايدن مارست الرياض شبه قطيعة معه، وهو الذي كان وعد بجعل المملكة دولة 'منبوذة' أثناء حملته الانتخابية. فهم بايدن لاحقاً كيف تغيّرت الرياض، واضطرّ عام 2022 إلى زيارة السعودية، وهو يكاد يكون معتذراً، متحرّياً تعاوناً إلى حدّ توسّل اتّفاق استراتيجي بين البلدين. وحين خُيّل إليه أنّه يستطيع أن يمون على السعودية داخل منظّمة 'أوبك بلاس' طالباً رفع إنتاج النفط لخفض أسعاره، رفضت الرياض طلبه وأعادته خائباً.
حزمٌ وحسم
يستطيع ترامب أن يتفاخر بغرور ويعلن العزم على ضمّ كندا وشراء جزيرة غرينلاند والسيطرة على قناة بنما. فهم خطأً وعد السعودية باستثمار 600 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي، فخُيّل له أن لا ضوابط لطموحاته مع المملكة. ارتكب، في 4 شباط الحالي، خطيئة إعلان خطّة تستولي بموجبها الولايات المتحدة على قطاع غزّة وتهجّر سكّانه. في تلك اللحظة أيضاً، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّه واثق بقدرته على التوصّل إلى اتّفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية، مشيراً إلى أنّه ملتزم بجعله حقيقة، معتبراً أنّ السلام بين إسرائيل والسعودية ليس ممكناً فحسب، بل سيتمّ تحقيقه.
بعد أقلّ من ساعة على ذلك العبث، أصدرت وزارة الخارجية السعودية في 5 شباط ما بات يُعرف بالتلميح الدبلوماسي بـ 'بيان الفجر' لصدوره فجر ذلك اليوم بتوقيت الرياض. تقصّدت الرياض أن لا يطلع نهار آخر على الحليفين المتبخترين في واشنطن من دون أن تضع على حروف حازمة النقاط الحاسمة التالية:
تأكيد أنّ موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية راسخ وثابت لا يتزعزع، وتذكير بأنّ وليّ العهد، الأمير محمّد بن سلمان، أكّد هذا الموقف بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأيّ حال من الأحوال.
إعادة تأكيد ما كان الأمير محمّد شدّد عليه من أنّ السعودية لن تقيم علاقات مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية، وأنّ موقف الرياض في هذا الصدد ثابت لا يتزعزع وليس محلّ تفاوض أو مزايدات.
رفض الرياض القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ورفض سياسات الاستيطان الإسرائيلي، أو ضمّ الأراضي الفلسطينية.
رفض السعي إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه. وواجب المجتمع الدولي اليوم هو العمل على رفع المعاناة الإنسانية القاسية التي يرزح تحت وطأتها الشعب الفلسطيني 'الذي سيظلّ متمسّكاً بأرضه، ولن يتزحزح عنها'.
التأكيد أنّ الموقف الثابت ليس محلّ تفاوض أو مزايدات، وأنّ السلام الدائم والعادل لا يمكن تحقيقه دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
أنهى البيان سطوره بالإشارة إلى أنّ ما سبق تمّ إيضاحه للإدارة الأميركية السابقة، لكن أيضاً (وهنا بيت القصيد) تمّ إبلاغه إلى الإدارة الحالية في واشنطن.
رسالة موجعة
وصلت الرسالة. والأرجح أنّها كانت موجعة تطيح بما يعوّل عليه ترامب وما يتطلّع إليه نتنياهو ليحقّقا انتصارهما المأمول. ولئن هرعت قيادات الإدارة في واشنطن إلى تفسير خطّة ترامب والتخفيف من شططها، وبدأ ترامب نفسه استدارة باتّجاه التراجع وتدوير زواياها، فإنّ نتنياهو راح يعبّر عن مزاج واشنطن الغاضب وعن خيبته الشخصية إلى حدّ خروجه عن سقوف اللياقات.
بعد يومين على 'بيان الفجر' السعودي، ارتجل نتنياهو، في 7 شباط، مقابلة مع القناة '12' الإسرائيلية القريبة منه. والأرجح أيضاً أنّه اصطنع سؤالاً بشأن موقف الرياض من الدولة الفلسطينية. ردّ بتهكّم الخاسرين أنّ 'السعودية لديها مساحات شاسعة وبإمكانها إقامة دولة فلسطينية عليها'. ثمّ راح بعيداً في ارتباكه بالقول إنّ اشتراط السعودية إقامة دولة فلسطينية 'ليس بالضرورة مؤشّراً إلى الموقف النهائي لها'.
فجر الأحد أعادت الرياض بعث رسائلها. عاجلت نتنياهو بموقف شاجب رافض لتصريحاته بشأن تهجير الفلسطينيين. أكّدت، في بيان لوزارة الخارجية، أنّ 'الشعب الفلسطيني الشقيق صاحب حقّ في أرضه، وليسوا دخلاء عليها أو مهاجرين إليها يمكن طردهم متى شاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم'.
لمن لم يفهم رسائل الفجر السعودية، كتب الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية وسفير بلاده الأسبق في واشنطن ولندن، في اليوم الثالث من الشهر الحالي، رسالة مفتوحة لترامب يقول فيها إنّه إذا كان من المقرّر نقل السكّان من غزة، 'يجب السماح لهم بالعودة إلى منازلهم وبساتين البرتقال والزيتون في حيفا ويافا، وغيرها من المدن والقرى التي فرّوا منها أو طردوا منها بالقوّة من قبل الإسرائيليين'.
ذهب الأمير تركي أبعد من القول. أجرى، في 6 شباط، مقابلة مع قناة CNN الأميركية ظهر فيها معتمراً كوفيّة فلسطينية. وبدا المشهد بحدّ ذاته لا يحتاج إلى كلام، متخماً برسائل صارمة لن تخطئها عيون أميركا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ورشة عمل في مخيم نهر البارد تدعو لتسريع الإعمار ومحاسبة المقصرين
ورشة عمل في مخيم نهر البارد تدعو لتسريع الإعمار ومحاسبة المقصرين

بوابة اللاجئين

timeمنذ 23 دقائق

  • بوابة اللاجئين

ورشة عمل في مخيم نهر البارد تدعو لتسريع الإعمار ومحاسبة المقصرين

نظّمت دائرة اللاجئين و"أونروا" في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، يوم الأربعاء 21 أيار/مايو 2025، ورشة عمل سياسية وخدماتية بعنوان: "الأونروا من النكبة إلى مأساة أبناء مخيم نهر البارد"، لمناسبة مرور 18 عاماً على مأساة تدمير مخيم نهر البارد شمال لبنان. أقيمت الورشة في قاعة الشهيد القائد وليد الحاج داخل المخيم، بحضور واسع من ممثلي الفصائل الفلسطينية، واللجان الشعبية، والمؤسسات والاتحادات، وروابط القرى، إلى جانب شخصيات وطنية واجتماعية، وحراكات شعبية وشبابية، ولجان أهلية فاعلة. افتتحت الورشة بكلمة ترحيبية ألقاها خليل خضر، شدّد فيها على أهمية المناسبة وضرورة تحويلها إلى محطة نضالية متجددة للمطالبة بالحقوق، قبل أن يقف الحضور دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء المخيم وفلسطين ولبنان والأمة العربية وأحرار العالم. وألقى أركان بدر (أبو لؤي)، مسؤول دائرة اللاجئين و"أونروا" في الجبهة الديمقراطية في لبنان، الكلمة المركزية، وقدّم خلالها عرضاً تفصيلياً لمسار قضية نهر البارد منذ عام 2007، متوقفاً عند مؤتمر فيينا 2008، الذي أسّس لتقسيم المخيم إلى قسمين (قديم وجديد)، وإطلاق مشروع الإعمار في 2009. وذكّر بدر بوعود الحكومة اللبنانية آنذاك بأن "النزوح مؤقت، والعودة مؤكدة، والإعمار حتمي"، وبأن المخيم سيكون نموذجاً في التعامل اللبناني مع اللاجئين. ووجّه انتقادات حادة لإدارة "أونروا"، محمّلاً إياها مسؤولية التقاعس، وسوء تنفيذ مشروع الإعمار، والهدر والفساد، ما أدّى إلى استمرار المعاناة، في وقت لا تزال فيه ثمانية بلوكات سكنية تنتظر تمويلاً يقدر بحوالي 27 مليون دولار. وأكد بدر أن أبناء المخيم يدفعون ثمن جريمة لم يرتكبوها، داعياً إلى استراتيجية فلسطينية موحدة للضغط على "أونروا" والدول المانحة لتأمين التمويل وتسريع الإعمار. واستعرض مطالب سكان الجزء الجديد، مثل إعادة إعمار 72 وحدة سكنية، وتعويض العائلات التي قامت بالترميم، وتعويض أصحاب السيارات والمنازل، إضافة إلى ملف أرض ملعب الشهداء الخمسة وقضية عمال قسم الآثار والمعلمين الخمسة الموقوفين بتهمة "انتهاك الحيادية". أبو فراس ميعاري، ممثل اللجنة العليا لملف الإعمار، تحدّث في كلمته عن المماطلة المستمرة في استكمال البلوكات، بينما دعا ناصر سويدان من قيادة حركة فتح إلى تضافر الجهود. وشدد أبو لواء موعد، ممثل الجهاد الإسلامي، على ضرورة تحمّل الجهات مسؤولياتها، وطالب أبو صهيب الشريف من حركة حماس بإنصاف عمال الآثار وتوفير وظائف دائمة، محذراً من شطب المسافرين من سجلات "أونروا". جلال وهبة من حركة فتح الانتفاضة، دعا إلى الضغط السلمي على "أونروا"، فيما طالب أبو حسن البقاعي من جبهة النضال الشعبي بتركيب عدادات كهرباء. أما عبد الله شرقية من لجنة الأحياء الجديدة، فطالب بإيجاد حلول للأسر غير المشمولة ببرامج التعويض. وتحدّث باسم عمال قسم الآثار مصطفى بركة، مطالباً بتثبيت 18 عاملاً وتعويض كبار السن، فيما أكدت منى واكد مسؤولة اتحاد المرأة الفلسطينية على صمود النساء وضرورة تمكينهن. وقالت واكد في كلمتها: إن نساء البارد صامدات في وجه المعاناة والحرمان، ويتمسكن بحق العودة إلى فلسطين، رغم كل ما تعرضن له من تهجير وتشريد وفقدان للمنازل. وأضافت: إن المرأة الفلسطينية كانت ولا تزال في مقدمة الصفوف النضالية، مطالبة بتمكينها اقتصاديًا واجتماعيًا ضمن خطط الإغاثة والإعمار، وانتقدت طريقة تعاطي الجهات المعنية مع أبناء المخيم وإفساد شبابه. من جانبه، أشار عماد موسى، أمين سر اللجنة الشعبية، إلى معاناة العائلات التي لم تعمّر منازلها بعد، وطالب برفع قيمة بدل الإيجار، وحل مشاكل أصحاب البيوت في العقارات وملف أرض الملعب. الناشط فراس علوش، ممثل الحراكات الشبابية، شدد على أن هذه الحراكات ليست بديلاً عن الفصائل بل تتكامل معها، مطالباً ببناء مستشفى داخل المخيم. فيما قدّم الأستاذ المتقاعد حسن مواس دراسة شاملة عن أوضاع اللاجئين، واقترح حلولًا متعددة لمعالجة المشاكل القائمة. وشهدت الورشة أيضاً كلمات عدة أكدت على وحدة الصف وأهمية استمرار النضال من أجل استكمال الإعمار. فقد طالب الأستاذ أبو العبد عبد الرحمن، ممثل رابطة صفورية، بتوحيد الطاقات، فيما أكد الأستاذ نادر الحاج، ممثل رابطة السموعي، على الدور المرجعي للفصائل. ودعا الحاج عيسى السيد، مسؤول حركة فتح في نهر البارد، إلى تأمين التمويل المتبقي للإعمار، وفتح برنامج الشؤون في الأونروا واستقبال طلبات جديدة. الإعلامي والكاتب عثمان بدر شدد على ضرورة تحمّل "أونروا" والدولة اللبنانية ومنظمة التحرير لمسؤولياتهم تجاه المخيم. أما الناشط باسل وهبة، فطالب بتحسين خدمات الاستشفاء والتعليم في ظل معاناة المرضى وتراجع التحصيل الدراسي. ودعا الشاعر محمد موح إلى إنصاف سكان حي جنين عبر إيصال شبكات المياه والصرف الصحي إليهم. وفي ختام الورشة، دعا المشاركون إلى مواصلة الضغط على "أونروا" من أجل الوفاء بالتزاماتها، وتنظيم فعاليات شعبية وسلمية تعكس وحدة الصف الفلسطيني، وترفض سياسات الإهمال والتقصير، مشددين على أن مأساة نهر البارد لن تُنسى، بل ستظل حيّة في وجدان اللاجئين، حتى تتحقق مطالبهم ويُستكمل الإعمار، على طريق العودة إلى فلسطين تطبيقا للقرار الأممي 194، ورفضًا لكل مشاريع التهجير والتوطين. يذكر ان نكبة مخيم نهر البارد، التي حلّت عام 2007 إثر المعارك التي شنها الجيش اللبناني ضد مسلحي مجموعة "فتح الإسلام" الذين اتخذوا من المخيم مقرًا لهم آنذاك، لا تزال تلقي بظلالها الثقيلة على حياة السكان، في ظل عدم استكمال عملية إعادة الإعمار، واستمرار معاناة مئات العائلات التي تعيش في ظروف من الضياع، نتيجة عدم استكمال بناء منازلهم، فضلًا عن تقليصات "أونروا" في بدلات الإيجار والخدمات الأساسية الأخرى.

3 مسارات يستفيد منها ترامب للضغط على إيران.. ماذا عن الخيار العسكري؟
3 مسارات يستفيد منها ترامب للضغط على إيران.. ماذا عن الخيار العسكري؟

صوت لبنان

timeمنذ 33 دقائق

  • صوت لبنان

3 مسارات يستفيد منها ترامب للضغط على إيران.. ماذا عن الخيار العسكري؟

أعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، بالامس، أن الجولة الخامسة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة ستعقد بالعاصمة الإيطالية روما غدًا في 23 أيار. وعلى خط التصاريح، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بالامس في مقابلة مع "الشرق"، وذلك بشأن المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، إن هناك "خلافات جوهرية"، مع الأميركيين لا تزال قائمة بشأن تخصيب اليورانيوم. وأضاف عراقجي أن التخصيب بالنسبة لإيران "قضية أساسية والتنازل عنه مستحيل". وفيما تتركز الانظار على مسار هذه المحادثات وما ستؤول اليه، وسط تكرار الاميركيين التلويح بالخيار العسكري في حال فشل المفاوضات، يسود الترقب وتتوالى الاسئلة حيال الاجواء التي ستسود الجولة الخامسة من المحادثات كما النتائج التي ستخرج بها. في هذا الاطار، أشارت الاستاذة في العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية ليلى نقولا في حديث لـ vdlnews الى أنه "على الرغم من كل التطورات والتهديدات والتحديات التي تطبع هذه الجولة من المفاوضات، من مصلحة الطرفين أن تستمر هذه الاخيرة ولو بشكل بطيء". وشرح: "الخيار العسكري الذي هدد به الرئيس الاميركي دونالد ترامب هو أمر سيء بالنسبة للمنطقة والادارة الاميركية وإيران، وبالتالي اذا انهارت هذه المفاوضات واضطر ترامب أن ينفذ تهديداته، فعليه أن يتعامل مع مشاكل أكبر في منطقة الشرق الاوسط أكثر مما هي اليوم". ولفتت نقولا في حديث لموقعنا الى أن "إيران تريد أيضًا ألا تنهار هذه المفاوضات وذلك لأن لديها تعقيدات وتحديات كبيرة في المنطقة اقتصاديًا وعسكريًا بالاضافة الى التهديدات الاسرائيلية والاميركية، وبالتالي من مصلحة الطرفين، الاميركي والايراني، أن تستمر هذه المفاوضات ولو كانت بشكل بطيء وأن يكون هناك حل لهذه الازمة بشكل نهائي". وأضافت: "اذا تم حل هذه الازمة، فترامب يستطيع أن يقول إنه رجل سلام وإنه جلب السلام الى الشرق الاوسط، على الاقل في الموضوع الايراني، كما تحصل إيران على امتيازات وتُخَفَف أو تُرفَع العقوبات عنها فتزدهر ويتحسن وضعها الاقتصادي". وعما اذا كان الخيار العسكري فعلا مطروحا بالنسبة للاميركيين في حال فشلت المفاوضات، فقالت نقولا: "الاميركيون يجعلون الخيار العسكري يكون خيارًا أخيرًا، فهم لا يريدون حتى أن تتخذ إسرائيل هذا الخيار". وأشارت الى أن "الاميركيين اليوم يضغطون على إيران عبر 3 مسارات: الاول هو المسار الاميركي الذي يشهد مزيدًا من العقوبات وضغوطًا قصوى وتهديدات باستخدام الخيار العسكري وحوافز لإيران للذهاب الى اتفاق نووي ولكن هذه الحوافز مشروطة". وتابعت نقولا: "المسار الثاني، هو على الشكل التالي: يستفيد الاميركيون من التهديدات الاسرائيلية بضرب المنشآت النووية الايرانية ويجعلون من هذا الامر مسارا للضغط على إيران لتقديم تنازلات". أما بالنسبة الى المسار الثالث، فلفتت الى أنه "المسار الاوروبي حيث يهدد الاوروبيون بأن يكون هناك عودة لآلية الزناد، وفي اللقاء الاخير في 16 أيار 2025، التقى الاوروبيون والايرانيون في تركيا وهدد الاوروبيون باستخدام "آلية الزناد بلاس" أي أنهم لن يعودوا فقط الى تفعيل العقوبات القديمة التي كانت مفروضة على إيران بل أنهم هددوا أيضًا بأنه سيكون هناك عقوبات أوروبية إضافية على إيران تفوق العقوبات السابقة". وأضافت: "ترامب يستفيد من 3 مسارات للضغط على إيران لدفعها لتقديم تنازلات للوصول الى تفاهم نووي". ورأت نقولا أن "الخيار العسكري هو خيار أخير ولا يزال هناك الكثير من أدوات الضغط التي يستخدمها ترامب لإجبار إيران على الجلوس الى الطاولة وتقديم تنازلات وبالتالي، حاليًا وعلى المدى القصير، الخيار العسكري ليس مطروحًا، في انتظار ما اذا كانت المفاوضات ستنهار أم لا أو أي تطور آخر قد يؤدي الى تصعيد في المنطقة".

عن المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة.. هذا ما كشفه تقرير لـNewsweek
عن المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة.. هذا ما كشفه تقرير لـNewsweek

بيروت نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • بيروت نيوز

عن المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة.. هذا ما كشفه تقرير لـNewsweek

ذكرت صحيفة 'Newsweek' الأميركية أنه 'وفقًا للرئيس الأميركي دونالد ترامب، تقترب كل من بلاده وإيران من المرحلة النهائية من إبرام اتفاق نووي جديد. وخلال زيارته التي استمرت أربعة أيام إلى الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، صوّر ترامب الاتفاق وكأنه قيد التوقيع. وكعادته، كان ترامب يُجمّل الواقع. لم تبدأ المفاوضات بين واشنطن وطهران إلا في 12 نيسان، لذا يصعب تصور اقتراب الطرفين من المرحلة النهائية لإبرام اتفاق نووي ذي طابع تقني عالي. فقد استغرقت إدارة باراك أوباما وإيران حوالي ثلاث سنوات للتفاوض على خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، وهي عملية شهدت نصيبها من التعثر. يبدو أن محادثات إدارة ترامب مع الإيرانيين لم تتطرق إلى التفاصيل الدقيقة، وهذا على الأرجح أحد أسباب تفاؤل المسؤولين الأميركيين والإيرانيين نسبيًا'. وبحسب الصحيفة، 'لا يريد ترامب لطهران أن تُماطل في المحادثات، وقد صرّح مرارًا بأن أمام الإيرانيين خيارين: إما التخلص من برنامجهم النووي بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة. والطريقة الصعبة، أي القوة العسكرية، ستكون كارثية عليهم. ورغم أنه قد يبدو من المبتذل القول إن الشيطان في أي اتفاق نووي يكمن في التفاصيل، إلا أن هذا القول صحيح أيضا. إن التفاصيل هي التي ستُحدد نجاح العملية الدبلوماسية برمتها أو فشلها. حاليًا، واشنطن وطهران عالقتان في أهم تفصيل على الإطلاق: هل سيتمكن الإيرانيون من تشغيل برنامج تخصيب اليورانيوم؟ وازدادت حدة خطاب ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب، بشأن ما هو مقبول وما هو مرفوض من قبل الإدارة الأميركية في أي اتفاق محتمل. وخلال مقابلة أجريت معه مؤخرًا، أكد ويتكوف أن 'لدينا خطًا أحمر واضحًا للغاية، وهو التخصيب. لا يمكننا السماح حتى بنسبة 1% من قدرة التخصيب'. وتتوافق هذه التعليقات مع تصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي جادل بأن إيران حرة في امتلاك برنامج نووي سلمي طالما أنها تستورد الوقود اللازم لتشغيل المفاعلات'. وتابعت الصحيفة، 'وجاء الرد الإيراني على شكل تحد. بعد أن أشار وزير الخارجية الإيراني، سيد عباس عراقجي، إلى أن تصريحات ويتكوف العلنية لا تتوافق مع موقفه الفعلي في المحادثات، جدد تأكيده على حق إيران في التخصيب للأغراض السلمية. أما المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي يتخذ كل القرارات الرئيسية المتعلقة بالسياسة الخارجية والأمنية لإيران، فلم يُعجبه الضغط العلني من الأميركيين، وكان رده، كعادته، غير دبلوماسي، داعيًا المسؤولين الاميركيين إلى 'تجنب التصريحات غير المنطقية'، ومشككًا في جدوى المفاوضات مع واشنطن. وبالنسبة للمراقبين من الخارج، يستحيل معرفة ما إذا كان هذا الخلاف الخطابي مجرد مناورة معتادة خلال المفاوضات المهمة، أم أنه مجرد توضيح لمواقفهما الحقيقية'. وأضافت الصحيفة، 'يشعر ترامب بضغط للتوصل إلى اتفاق مع إيران أقوى مما تفاوض عليه أوباما قبل عقد من الزمن. ووضع اتفاق أوباما النووي حدًا أقصى لمخزون إيران من اليورانيوم المخصب لضمان منع ما يسمى بالانفراج النووي، وخفض عدد ونوع أجهزة الطرد المركزي التي يمكن للعلماء الإيرانيين استخدامها، وسمح للمفتشين بمراقبة كافة جوانب العمل النووي لطهران. إلا أن ترامب والعديد من زملائه الجمهوريين أصرّوا على أن أوباما كان بإمكانه الحصول على المزيد من الإيرانيين، لكنه فشل في الضغط عليهم بشكل أكبر'. وبحسب الصحيفة، 'بتمسكه بسياسة عدم التخصيب، من المرجح أن يُفشل ترامب المحادثات النووية أكثر من حصوله على الصفقة الأفضل التي يطمح إليها. في الواقع، لقد انطلق قطار التخصيب منذ زمن بعيد. فالإيرانيون يُخصبون اليورانيوم منذ عام 2006، وأمضوا سنوات في بناء جهاز نووي بتكلفة باهظة تكبدوها نتيجة العقوبات الغربية والعزلة الدبلوماسية. أصبح البرنامج النووي برمته مصدر فخر للجمهورية الإسلامية، لذا فإن توقع تخلي الإيرانيين عنه، حتى لو تضمنت الفوائد إعادة فتح الاقتصاد الإيراني، هو على الأرجح ضرب من الخيال. لم تُقنع التجربة الأولى مع ترامب، التي انسحب خلالها من الاتفاق النووي وأعاد فرض عقوبات ثانوية على طهران، النخبة السياسية الإيرانية بأن واشنطن ستلتزم بأي شروط وقّعتها قبل سنوات'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store