
هل تنجح السعودية وفرنسا بجلب المزيد من الاعترافات بدولة فلسطين؟
واشنطن - في مسعى جديد لإعادة إحياء حل الدولتين وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، انطلقت،أمس، في مقر الأمم المتحدة أعمال المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين برئاسة فرنسا والسعودية في نيويورك، بهدف وضع خريطة طريق تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام بجوار إسرائيل.ويأتي المؤتمر وسط توقعات بخطوات غير مسبوقة من بعض الدول الأوروبية للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، في حين أعلنت الولايات المتحدة وإسرائيل مقاطعة الحدث واعتراضهما العلني على مخرجاته المرتقبة.وفي كلمة بالافتتاح قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إن المملكة تؤمن بأن حل الدولتين مفتاح لاستقرار المنطقة"، مشيراً إلى أن مؤتمر نيويورك محطة مفصلية نحو تنفيذ حل الدولتين، مضيفا، أن تحقيق الاستقرار في المنطقة يبدأ بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه.وثمن إعلان الرئيس الفرنسي نيته الاعتراف بدولة فلسطين، مضيفا أن الكارثة الإنسانية في غزة يجب أن تتوقف فورا".وأعلن أن المملكة السعودية وفرنسا أمّنتا تحويل 300 مليون دولار من البنك الدولي إلى فلسطين. وأشار إلى أن مبادرة السلام العربية أساس لأي حل عادل وشامل، مضيفاً "نؤكد على أهمية دعم التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين".نقطة تحولمن جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، "لا يمكن القبول باستهداف المدنيين في غزة"، مشيرا إلى أن الحرب في القطاع دامت لفترة طويلة ويجب أن تتوقف. وأضاف "علينا أن نعمل على جعل حل الدولتين واقعا ملموسا"، مبيناً أن حل الدولتين يلبي الطموحات المشروعة للفلسطينيين، مضيفا أطلقنا زخما لا يمكن إيقافه للوصول إلى حل سياسي في الشرق الأوسط".بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في كلمته أن المؤتمر "فرصة فريدة من نوعها وعلينا استغلال هذا الزخم"، مضيفا أنه "يمكن وقف هذا النزاع بإرادة سياسية حقيقية"، مبيناً أن حل الدولتين يجب أن يتحقق.وأكد أن "ضم الضفة الغربية غير قانوني ويجب أن يتوقف"، مشيرا إلى أن الأفعال التي تقوض حل الدولتين مرفوضة بالكامل ويجب أن تتوقف.من جانبه، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى "إن حل الدولتين فرصة تاريخية للجميع"، مضيفاً ممتنون للسعودية وفرنسا على قيادة هذا المؤتمر التاريخي".وقال، إن مؤتمر حل الدولتين يؤكد للشعب الفلسطيني أن العالم يقف إلى جانبه. وشدد مصطفى على أهمية العمل على توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة، داعياً حركة حماس لتسليم سلاحها إلى السلطة الفلسطينية. كذلك، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني إلى نشر قوات دولية بالتنسيق مع السلطة لحماية الشعب الفلسطيني.وكان مسؤول فلسطيني كشف قبل انطلاق فعاليات المؤتمر بأن نتائجه تشمل تشكيل بعثة دولية مؤقتة بإشراف أممي ومشاركة إقليمية لتحقيق الاستقرار في فلسطين ومواجهة الاستيطان الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية.وذكر الناطق باسم الحكومة الفلسطينية الدكتور محمد أبو الرب، بأن 6 دول جديدة تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين خلال شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.وأكد أن مؤتمر حل الدولتين يضم 8 لجان متخصصة في السياسة والاقتصاد والأمن لدعم برنامج الحكومة الإصلاحي وخطط التنمية في البلاد، بالإضافة إلى الخطط التنفيذية لإقامة الدولة الفلسطينية.وأوضح أن المؤتمر سيبحث على مدى يومين الخطوات التنفيذية لإقامة الدولة الفلسطينية وفقًا لجدول زمني، إضافة إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وإنهاء تجويع السكان ووقف عمليات التطهير العرقي والحد من الاستيطان.وشدد على "أن مفتاح استقرار المنطقة" يكمن في منح الشعب الفلسطيني جميع حقوقه المشروعة، بالإضافة إلى إيقاف القتال والتهجير والضغط على الاحتلال للعودة إلى طاولة المفاوضات والالتزام بالشرعية الدولية.وأشار أبو الرب، إلى أن اللجان الثمانية المشكلة من دول مختلفة ناقشت البرنامج الإصلاحي للحكومة الفلسطينية، وأوجه الدعم السياسي والاقتصادي لدعم الدولة الفلسطينية، مثنيا على الموقف السعودي، في الدفع بزخم دبلوماسي لحث الدول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.يذكر أن المؤتمر يستمر يومين من الاجتماعات التحضيرية على مستوى وزراء الخارجية، تمهيدا لقمة أوسع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة تقررت في أيلول (ستمبر) المقبل، وسط ترقب لتحول دولي قد تعيد معه بعض العواصم الغربية صياغة موقفها من الدولة الفلسطينية.ويهدف المؤتمر إلى إحياء عملية السلام المتعثرة ووضع أسس واقعية لتحقيق حل الدولتين بعد سنوات من الجمود.وتشمل أجندة المؤتمر أيضا بحث سبل تحقيق التنمية الاقتصادية للدولة الفلسطينية وضمان احترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.ووصف السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور الاجتماع بأنه "فرصة فريدة لتحويل القانون والإجماع الدوليين إلى خطة واقعية، ولإظهار العزم على إنهاء الاحتلال وحل النزاع بشكل نهائي".سقف توقعات منخفضورغم الآمال الكبيرة فإن دبلوماسيين خفضوا سقف التوقعات بشأن ما سيحققه المؤتمر فعليا، فبعد أن كانت بعض الأطراف تأمل إعلان دولي جماعي للاعتراف بدولة فلسطين خلال الاجتماع تراجعت تلك الطموحات نحو التركيز على خطوات مرحلية نحو الاعتراف بدلا من إعلانات فورية.ومن بين أحد أهم أهداف المؤتمر هو زيادة عدد الدول المعترفة بفلسطين على الصعيد الدولي، إذ تشير تقارير إلى أن أكثر من 140 دولة من أصل 193 عضوة بالأمم المتحدة تعترف حاليا بدولة فلسطين، في حين ما تزال دول غربية كبرى مثل بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة ترفض الإقدام على هذه الخطوة حتى الآن.وقوبلت الجهود الأممية لتنظيم المؤتمر برفض قاطع من الولايات المتحدة التي أعلنت رسميا مقاطعتها الحدث وعدم مشاركة أي ممثل عنها في جلساته، معتبرة أن المؤتمر "يقوض المساعي الجارية لإنهاء الحرب في غزة".وأفادت تقارير بأن الإدارة الأميركية وجهت رسائل دبلوماسية تحذيرية إلى عدد من العواصم تحثها على عدم الحضور، ولوحت بعواقب دبلوماسية بحق الدول التي تقدم على "خطوات مناهضة لإسرائيل".وفي السياق ذاته، شن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو هجوما لاذعا على فرنسا، واصفا إعلانها المرتقب للاعتراف بفلسطين بأنه "خطوة متهورة تعرقل جهود السلام وتخدم الدعاية لحماس"، وأكد عبر منصة إكس أن "واشنطن ترفض بشدة هذه الخطوة".كما صرح السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي بأن "إقامة دولة فلسطينية لم تعد هدفا حقيقيا للسياسة الخارجية الأميركية"، في انعكاس واضح لتحول في مواقف إدارة ترامب الثانية وتبنيها نهجا أقرب إلى مواقف اليمين الإسرائيلي المتشدد.من جهتها، أعلنت دولة الاحتلال مقاطعة المؤتمر، معتبرة أنه "يتجاهل قضية الرهائن ويمنح شرعية لحماس".ووصف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة مساعي الاعتراف الأوروبي بأنها "مكافأة للإرهاب وتكرار لخطأ غزة"، محذرا من أن إقامة دولة فلسطينية في الوقت الراهن ستشكل "منصة لإبادة إسرائيل".وتنسجم الخطوة بإقامة المؤتمر مع توجه أوروبي آخذ في التصاعد نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فخلال عام 2024 اعترفت كل من أيرلندا والنرويج وإسبانيا رسميا بدولة فلسطين.ورغم تحفظ دول غربية أخرى نافذة فإن محللين يرون أن تصاعد العنف في غزة وتدهور الأوضاع الإنسانية وتوسع الاستيطان الإسرائيلي غيّر قناعات كثيرين في أوروبا بأن حكومة الاحتلال الحالية لا تعتزم فعليا إنهاء الاحتلال، ما يدفع هؤلاء إلى اعتبار الاعتراف الأحادي بفلسطين "ورقة ضغط" ممكنة لتغيير حسابات تل أبيب.-(وكالات)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 2 ساعات
- رؤيا نيوز
الملك يتسلم نسخة من التقرير السنوي الحادي والعشرين لحالة حقوق الإنسان في المملكة للعام 2024 -صور
تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني نسخة من التقرير السنوي الحادي والعشرين لحالة حقوق الإنسان في المملكة للعام 2024، الصادر عن المركز الوطني لحقوق الإنسان.


الرأي
منذ 3 ساعات
- الرأي
الحكومة اللبنانية تبدأ بحث حصر السلاح بيد الدولة
بدأت الحكومة اللبنانية بعد ظهر الثلاثاء اجتماعا في القصر الرئاسي، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام، للبحث في مسألة حصر السلاح بيد الدولة، على وقع ضغوط تقودها واشنطن لتحديد جدول زمني لنزع سلاح حزب الله. وخرج الحزب المدعوم من طهران منهكا من مواجهة مفتوحة خاضها العام الماضي مع إسرائيل، قتل خلالها عدد كبير من قادته ودمّر جزء كبير من ترسانته. وانعكس ذلك أيضا تراجعا في نفوذه في لبنان التي كان يحتكر القرار فيها إلى حدّ بعيد منذ سنوات. وانعقد مجلس الوزراء الساعة الثالثة (12,00 ت غ) برئاسة رئيس الجمهورية جوزاف عون. وعلى جدول أعماله "استكمال البحث في تنفيذ البيان الوزاري في شقّه المتعلّق ببسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصرا"، إضافة إلى "البحث في الترتيبات الخاصة بوقف" إطلاق النار الذي أنهى الحرب بين حزب الله وإسرائيل في 27 تشرين الثاني. والتقى عون قبل الجلسة رئيس الحكومة نواف سلام. ويشكّل نزع سلاح حزب الله، وهو الفصيل الوحيد الذي احتفظ بترسانته العسكرية بعد انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990)، قضية شائكة في لبنان. وقال مصدر لبناني مطلع على مضمون المباحثات الجارية حول هذا الموضوع لوكالة فرانس برس، من دون الكشف عن هويته، "تضغط واشنطن على لبنان ليسلّم حزب الله سلاحه ضمن جدول زمني". ودعا الموفد الأميركي توم باراك الحكومة قبل نحو أسبوعين إلى "التصرّف فورا"، لناحية ترجمة تعهداتها بأن "تحتكر الدولة السلاح". وتأتي الجلسة بعد تأكيد عون الخميس الالتزام بـ"سحب سلاح جميع القوى المسلّحة، ومن ضمنها حزب الله، وتسليمه إلى الجيش اللبناني". وشدّد على أن "المرحلة مصيرية ولا تحتمل استفزازا من أي جهة كانت"، مضيفا "علينا اليوم أن نختار، إما الانهيار وإما الاستقرار"، مع ربط المجتمع الدولي مساعداته بنزع سلاح الحزب. وبحسب المصدر اللبناني، فإن "حزب الله لن يقدم على تسليم سلاحه بلا مقابل، وهو ما يدركه الأميركي جيدا". أ ف ب


رؤيا نيوز
منذ 4 ساعات
- رؤيا نيوز
قبيلة 'العجارمة' وعشيرة 'الشهوان' تشكر تعازي الملك وولي العهد والاسرة الأردنية بوفاة الشيخ عطا فضيل الشهوان العجارمة
بعظيم مشاعر العرفان و التقدير ، تتقدم عشيرة الشهوان خاصة وقبيلة العجارمة عامه بجزيل الشكر و عظيم الامتنان الى مقام صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم و سمو ولي عهده الامير الحسين بن عبدالله الثاني حفظهما الله ، على تفضلهما بانتداب معالي رئيس الديوان الملكي العامر لتعزيتنا ، و الى صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال حفظه الله ، لانتداب سموه عطوفة أحمد باشا جويبر وعطوفة ناصر باشا المهيرات لتعزيتنا ، و الى صاحبة السمو الملكي الاميرة بسمة بنت طلال حفظها الله لتعزيتنا و مواساتنا ، و الى صاحب السمو الملكي الأمير علي بن نايف حفظه الله ، لحضور سموه ومشاركتنا بمراسم تشييع جثمان فقيدنا المغفور له باذن الله تعالى : عطا فضيل مصطفى الشهوان العجارمة كما و نتقدم بجزيل الشكر و عظيم الامتنان الى كافة افراد الاسرة الاردنية الواحدة من السادة الأفاضل دولة رئيس مجلس الأعيان ، سعادة رئيس مجلس النواب ، أصحاب الدولة والمعالي ، عطوفة رئيس هيئة الأركان المشتركة و منتسبي القوات المسلحة ، عطوفة مدير المخابرات العامة ، عطوفة مدير الأمن العام ، و أصحاب السماحة والنيافة والعطوفة و السعادة والشيوخ والوجهاء والمخاتير والأهل والأصدقاء وكافة الأخوة داخل المملكة الأردنية الهاشمية وخارجها ، والأخوة في دول الخليج العربي ، على المشاركة بتقديم التعزية و المواساة بوفاة فقيدنا المغفور له باذن الله تعالى سواء كان ذلك بالمشاركة في مراسم الدفن أو بالحضور إلى بيت العزاء أو بالتعزية عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة . لقد كان لتعزيتكم الصادقة و المواساة الحسنة الاثر الطيب والعميق في التخفيف من مصابنا الجلل راجين اعتبار هذه الكلمات بمثابة رسالة شكر خاص لكل واحد ، ملتمسين العذر لمن لم تسمح له الظروف بذلك . جزاكم الله خير الجزاء ولا أراكم مكروهاً بعزيز وشكر سعيكم وجعلها في ميزان حسناتكم ، و نختم شكرنا بقول رسولنا عليه افضل الصوات و السلام : ' ما من مؤمنٍ يعزِّي أخاهُ بمصيبتِهِ إلَّا كساهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ من حُلَلِ الكرامةِ يومَ القيامة ' . ' انا لله و انا اليه راجعون '