
هل انتهت وجاهة رؤساء الأندية؟
بعد مضي أكثر من ثلاثة عقودٍ على تطبيقنا الاحتراف للاعبي كرة القدم، أشعر وكأننا كنا نعيش في غمامةٍ بادعاء قوة الدوري السعودي مقارنةً بنظرائه العرب، وجودة التنظيم والاستقرار، ولربما كنا نشعر بأننا نسير في الطريق الصحيح، وأننا ننافس خليجيًّا وآسيويًّا، وتظهر بيننا المواهب المتألقة، والتغطيات الإعلامية الضخمة التي لا ينافسنا فيها أحد.
غير أننا وبعد هذه السنوات، يبدو أننا اقتنعنا بأن كل ما كنا نفعله أشبه ما يكون بإدارات تسيير مسابقاتٍ رياضيةٍ، تقضي بأن تسير روزنامة السنة بأقل التعديلات الممكنة التي لا تُغضب أحدًا، وتغيير المسابقات، وإعادة تسميتها بين حين وآخر، واختيار مدربين، وتغييرهم مع كل خسارةٍ، أو إقصاءٍ، ومشاركاتٍ عشوائيةٍ لمنتخبٍ، يلمع أحيانًا، ويخبو كثيرًا، ثم نتحسَّر... وتدور العجلة.
وبعد أن قيض الله لهذا الوطن قائدًا شابًّا طموحًا، لا يرضيه إلا الريادة في كل المجالات، أثمر ذلك التغيير عن تحركاتٍ سريعةٍ في جانبين، أولهما وأهمهما أن تكون السعودية موطنًا للأحداث الرياضية الكبرى خلال مدةٍ قياسيةٍ، وهو ما تمَّ خلال خمسة أعوامٍ فقط، نظَّمت فيها المملكة أكثر من 100 فعاليةٍ وبطولةٍ كبرى، وتقدمت لمشروعاتٍ ضخمةٍ، مثل استضافة دورة الألعاب الآسيوية، ومونديال كأس العالم. والتنظيمات الـ 100 التي تمت، كانت بأعلى المعايير العالمية الممكنة في التنظيم، وإدارة الحشود، والحضور الإعلامي.
أما الجانب الثاني، فكان في حوكمة القطاع الرياضي ودعمه بشكلٍ استثنائي، وأبرز مشروعاته «برنامجُ استراتيجية دعم الأندية» الذي يصل دعمه للأندية المطبِّقة لمعايير الحوكمة، وقد يصل الدعم إلى 100 مليون ريالٍ لكل نادٍ، ناهيك عن الرعايات، والدخل الناتج عن النقل والتذاكر، وأخيرًا برنامج خصخصة الأندية الرياضية الذي نترقَّب انطلاق مساره الثاني خلال الفترة المقبلة.
هذه المعطيات تقودنا إلى آلية رئاسة الأندية الرياضية في مرحلة «ما قبل الرؤية»، وكيف كان رئيس النادي نجمًا جماهيريًّا كبيرًا، يصرِّح كل مرةٍ بعد نهاية المباراة، ويجري لقاءاتٍ صحافيةً كل أسبوعٍ، ويظهر في برامج حواريةٍ، ويدخل في صراعٍ سطحي من أجل شراء عقد لاعبٍ مغمورٍ حتى يصفق له الجماهير، ثم ينفجر غضبًا بعد الخروج من البطولة، ليقيل المدرب «الذي اختاره هو بنفسه» مبرِّرًا ذلك بأن المدرب ضعيفٌ، وغير قادرٍ على قراءة المباراة، و«تكثيف العمق الهجومي» وغيرها من الجمل التي كانت تتردَّد!
صحيحٌ أن هناك نماذجَ مشرقةً، قدَّمت الكثير لمحاولة التغيير، كيلا أكون مجحفًا بحق مَن تعب وعمل، لكنْ اليد الواحدة لا تصفِّق، ولا يمكن السباحة عكس التيار.
لذلك، التحول الذي تشهده الأندية التي تمَّ تخصيصها، نسف بمفهوم الرئيس الوجيه، وأصبح قائد النادي يعمل كرئيس شركةٍ له مستهدفاتٌ محددةٌ وبمؤشراتٍ ربعيةٍ، وخلفه مجلس إدارةٍ، يرصد كل صغيرةٍ وكبيرةٍ. لقد ولَّى زمن الرؤساء الباحثين عن «المكس زون»، وانتهت التصاريح الرنَّانة، بل وحتى في الظهور الإعلامي أصبح أكثر هدوءًا وتنظيمًا.
أنا متفائلٌ جدًّا بمشروع التخصيص، لا سيما إن واكبه حضورٌ استثماري من شركاتٍ عالميةٍ كبرى، ستضيف الكثير والكثير لأنديتنا. ستحضر وتضيف بخبراتها وأفكارها لرياضتنا الشيء الكثير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ 3 ساعات
- سعورس
أفراح "العميد" ببطولة "روشن" تتواصل
بلان: علينا إيقاف الأفراح والتفكير في القادسية البيشي: جمهورنا خلف الإنجاز وبنزيما احتوى الجميع تزينت عروس البحر الأحمر جدة مساء الخميس الماضي بالمقلم الأصفر والأسود بعد أن أطلق الحكم السلوفاني راد اوبرينوفيتش صافرة نهاية مباراة الاتحاد والرائد ضمن مباريات الجولة 32 من مسابقة دوري "روشن" للمحترفين والتي أقيمت على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية ببريدة وسط حضور جماهيري غفير والتي انتهت بنتيجة 3-1 سجلها ستيفن بيرجيون ودانيلو بيريرا وعبدالرحمن العبود وحسم فريق الاتحاد بتحقيقه بطولة دوري "روشن" للمحترفين 2025 قبل نهاية الدوري بجولتين والوصول للنقطة 78، وتوجهت الجماهير الاتحادية مباشرة صوب مقر النادي بشارع الصحافة للاحتفال داخل الملعب الرديف حتى ساعات الصباح الأولى على أنغام أهزوجة "يا اتي ماشاء الله" والألعاب النارية، ووصلت بعثة الفريق عند الساعة الرابعة فجرا إلى مدينة جدة عبر طائرة خاصة وكان في استقبالهم رئيس النادي لؤي مشعبي. وتحدث المدرب الفرنسي لوران بلان في المؤتمر الصحفي بعد المباراة قائلا: "أنا سعيد وفخور بلاعبي الفريق وحسمهم بطولة الدوري وقدم شكره للجمهور الاتحادي الذي وقف وساند ودعم الفريق وكذلك أعضاء الجهازين الفني والإداري على كل مجهوداتهم التي قدموها طوال الموسم". وعن مشاركة حارس المرمي الصربي رايكوفيتش قال: "تمت بعد أن تم منحه الضوء الأخضر من قبل الجهاز الطبي لكنه تعرض للإصابة في بداية المباراة وخرج متاثرا منها وكان هناك مخاطرة صغيرة لأنه تنتظره عملية جراحية ونحن على علم بذلك وأشكره على مشاركته رغم الإصابة". وتذكر لوران بلان أول مباراة له هذا الموسم ضد فريق الخلود على نفس الملعب وأضاف: "تحدثت مع اللاعبين بأننا حققنا بطولة الدوري والآن نفكر ببطولة كاس الملك". من جهته عبر لاعب الفريق عبدالعزيز البيشي عن سعادته بتحقيق فريقه لقب بطولة دوري "روشن" للمحترفين وقدم التهنئة للجمهور الاتحادي الذي وصفه بأنه هو الوقود الحقيقي لهم داخل المستطيل الاخضر، وأنهم داعمون ومساندون دائما في كل الملاعب وقال: "هذا الجمهور يستحق أكثر والحمد لله أننا حسمنا البطولة قبل نهاية الدوري بجولتين وبإذن الله عقبال بطولة كاس خادم الحرمين الشريفين، نحن داخل الفريق كنا طوال الموسم أسرة واحدة وعلى قلب واحد وكانت روح الاتحاد حاضرة معنا وكل شخص لديه إحساس بالمسؤولية ووجود نجوم كبار مع الفريق كقائد الفريق كريم بنزيما والفرنسي انغولو كانتي كان تأثيرهم إيجابي قوي على الفريق". فرحة اتحادية الرئيس يهنئ القائد من الاحتفالات بنزيما


المدينة
منذ 6 ساعات
- المدينة
الوسط الصحفي يودع الزميل سليمان مخاشن
فُجع الوسط الإعلامي والصحفي، أمس السبت، بخبر وفاة الزميل الصحفي سليمان مخاشن، الصحفي بجريدة «المدينة»، والذي وافته المنية أمس بعد مسيرة مهنية امتدت لعقود من الزمن. وكان الراحل يعمل صحفيًا في القسم الرياضي بجريدة «المدينة» وخاض تجارب في صحف أخرى، إذ عرف طيلة مشواره المثابرة والاجتهاد في العمل، وتميز بالبساطة في كل شيء، وحمل في قلبه حب الجميع، وبرز بشكل خاص في الصحافة الرياضية والفنية. وقد نعاه عدد كبير من الزملاء والإعلاميين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معبرين عن حزنهم العميق لفقدانه، ومشيدين بأخلاقه الرفيعة، وتفانيه في العمل، وروحه الطيبة التي تركت أثرًا في كل من عرفه أو عمل معه. «إنا لله وإنا إليه راجعون» نسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.


صحيفة المواطن
منذ 9 ساعات
- صحيفة المواطن
نصائح للحجاج لتهيئة أجسامهم بدنيا لأداء المناسك دون تعب
قدم المدرب الرياضي عبد الله الدباس، العديد من النصائح لحجاج بيت الله الحرام، وذلك من أجل تهيئة أجسامهم بدنيا، من خلال ممارسة الرياضة لرفع مستوى اللياقة القلبية لأن أداء مناسك الحج تحتاج إلى مجهود بدني كبير. وقال الدباس خلال مداخلة هاتفية إلى الإخبارية إنه يجب عمل تمارين المقاومة العضلية، والمشي أو ركوب الدراجة من 20 إلى 30 دقيقية يوميا، لا سيما أن موسم الحج مدة المشي فيه طويلة، ويحتاج إلى مجهود البدني وقوة عضلية، وبالتالي يجب أن يكون الجسم على قدرة عالية من تحمل ذلك.