
اكتشاف قاعدة نووية أميركية سرية من حقبة الحرب الباردة تحت جليد غرينلاند
كشف علماء في وكالة الفضاء الأميركية 'ناسا' عن موقع عسكري أمريكي سري يعود إلى حقبة الحرب الباردة، كان مدفونا لعقود تحت الجليد في غرينلاند، ويضم منشآت مخصصة لإطلاق صواريخ نووية.
وقد أفادت صحيفة 'وول ستريت جورنال' بأن فريقا من العلماء اكتشف الموقع المسمى 'Camp Century' أثناء اختبارهم رادارا جديدا قادرا على اختراق طبقات الجليد، في ربيع العام الماضي.
وبينت الأبحاث أن الموقع يحتوي على شبكة من الأنفاق والهياكل التي تبين لاحقا أنها تعود لهذا المعسكر المهجور.
ويأتي هذا الاكتشاف في ظل اهتمام متجدد من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالسيطرة على الجزيرة، ليعيد إلى الواجهة العلاقات الطويلة والمعقدة بين الولايات المتحدة وغرينلاند، التي تتبع إداريا للدنمارك.
وقد بدأ إنشاء القاعدة جزئيا عام 1959، في ذروة التوترات بين المعسكرين الشرقي والغربي خلال الحرب الباردة، لكن الولايات المتحدة قررت إيقاف المشروع عام 1967 بعد أن تبين أن الغطاء الجليدي غير مستقر ولا يمكن الاعتماد عليه لإطلاق الصواريخ.
وبحسب الصحيفة، فقد صممت القاعدة لتستوعب 600 صاروخ باليستي متوسط المدى.
ولا يزال نحو 150 جنديا أمريكيا متمركزين حاليا في غرينلاند في قاعدة 'بيتوفيك الفضائية'، المعروفة سابقا باسم 'قاعدة ثول الجوية'.
ويعد هذا الرقم تراجعا كبيرا مقارنة بنحو 10 آلاف جندي أمريكي كانوا ينتشرون في 17 قاعدة بالجزيرة خلال الحرب الباردة.
وتستند الولايات المتحدة في وجودها العسكري إلى اتفاقية دفاع وقعت عام 1951 مع الدنمارك، تتيح لها إنشاء وصيانة قواعد عسكرية في غرينلاند. وقد أشار الساسة الدنماركيون مرارا إلى هذه الاتفاقية في محاولاتهم للحد من اهتمام ترامب المتزايد بالجزيرة.
وقال أولريك برام جاد، الباحث في المعهد الدنماركي للدراسات الدولية، للصحيفة: 'في الأربعينيات، تعلمت الدنمارك أنه إذا قلت لا للولايات المتحدة، فإن الأخيرة ستمضي قدما على أي حال'.
وقد شكلت الأنشطة النووية الأمريكية في غرينلاند خلال الحرب الباردة مصدر توتر كبير مع الحكومة الدنماركية، وخصوصا بعد حادثة عام 1968، حين تحطمت قاذفة أمريكية من طراز B-52 محملة بأسلحة نووية قرب قاعدة بيتوفيك، ما أدى إلى تلوث إشعاعي في الجليد البحري.
وكشفت الحادثة عن أن الولايات المتحدة كانت تخزّن أسلحة نووية في القاعدة دون علم الدنمارك، ما أثار جدلًا واسعًا في أوساط الرأي العام الدنماركي، بحسب ما أوردته الصحيفة.
وتم التكتم على الغرض النووي من إنشاء 'كامب سنتشري'، حتى من قبل العديد من الجنود الأمريكيين الذين خدموا فيه. ولم يكشف عن هذا السر إلا بعد رفع السرية عن الوثائق المتعلقة بالمعسكر في عام 1996.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


التحري
منذ 3 أيام
- التحري
تحالف رقمي يعيد هندسة المستقبل بين أبوظبي وواشنطن
تبرز الشراكات الدولية بوصفها حجر الأساس في بناء مستقبل رقمي متكامل، ومن بين أبرز هذه الشراكات، تأتي العلاقة المتنامية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية، والتي تُمثل نموذجاً للتكامل الاستراتيجي في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، وهو ما أكدته زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للإمارات، والتي شهدت إطلاق المرحلة الأولى من مجمع الذكاء الاصطناعي، ضمن شراكة تسريع الذكاء الاصطناعي بين البلدين. تمتد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين لتشمل مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، انطلاقاً من إيمان مشترك بأن هذا القطاع سيكون عصب المنافسة الدولية في العقود المقبلة. تُظهر الخطوات الأخيرة التي اتخذها البلدان التزاماً سياسياً واقتصادياً واضحاً بترسيخ حضورٍ مشترك في قطاع الذكاء الاصطناعي، سواء من خلال تبادل المعرفة، أو ضخ الاستثمارات في البنية التحتية الرقمية، أو تطوير مراكز الأبحاث والمواهب المتخصصة. وتُمثل هذه الجهود منعطفاً جديداً في مسار العلاقات الثنائية، حيث بات الذكاء الاصطناعي أحد محاورها الرئيسية، بفضل ما يتيحه من فرص هائلة لتعزيز الإنتاجية وتحقيق التنمية المستدامة. ومن ثم يأتي تدشين مشروع طموح مشترك كمؤشر قوي على حجم الرهانات المستقبلية لدى الطرفين، ومع طموح الإمارات لتعزيز مكانتها كمركز للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بناءً على الجهود المستمرة في هذا السياق والخطوات المتسارعة التي تتخذها الدولة. مجمع الذكاء الاصطناعي واحدة من أبرز المحطات الرئيسية في جولة الرئيس الأميركي الخليجية كانت إطلاق المرحلة الأولى من مجمع الذكاء الاصطناعي بسعة 5 غيغاوات في أبوظبي، وذلك خلال محطته الثالثة ضمن الجولة الخليجية، حيث وصل الإمارات الخميس. شهد رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ونظيره الأميركي دونالد ترامب، في قصر الوطن في أبوظبي، إعلان تدشين مجمّع الذكاء الاصطناعي الإماراتي- الأميركي الشامل بسعة قدرها 5 غيغاوات. يعد المركز الأكبر من نوعه خارج الولايات المتحدة، وفق وكالة الأنباء الإماراتية 'وام'. سيحتضن هذا المجمّع شركات أميركية قادرة على الاستفادة من الإمكانات لتوفير خدمات الحوسبة الإقليمية مع إمكانية خدمة دول الجنوب العالمي. كما يوفر سعة قدرها 5 غيغاوات لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في أبوظبي، مما يخلق منصة إقليمية تمكن الشركات الأميركية العملاقة من تقديم خدمات سريعة لما يقرب من نصف سكان العالم. سيستخدم هذا المجمّع عند اكتماله، الطاقة النووية والطاقة الشمسية وطاقة الغاز، لتقليل الانبعاثات الكربونية، كما سيضم مركزاً علمياً يُسهم في دفع عجلة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي. ستتولى شركة 'جي 42' بناء هذا المجمّع وتشغيله بالشراكة مع عدة شركات أميركية. يستند هذا التعاون إلى إطار عمل جديد بين حكومتي دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، يُطلق عليه 'شراكة تسريع الذكاء الاصطناعي بين الولايات المتحدة الأميركية ودولة الإمارات العربية المتحدة'، لتعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة. وستعمل دولة الإمارات والولايات المتحدة معاً على تنظيم عملية الوصول للخدمات الحوسبية والاستفادة منها، حيث أنها مخصصة لمُصنّعي الحوسبة الضخمة ومُزوّدي خدمات الحوسبة السحابية المعتمدين في الولايات المتحدة، وفق 'وام'. مركز إقليمي في الـ AI من جانبه، يقول العضو المنتدب لشركة 'أي دي تي' للاستشارات والنظم التكنولوجية، محمد سعيد، في تصريحات خاصة لموقع 'اقتصاد سكاي نيوز عربية': زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دولة الإمارات مثّلت لحظة فارقة في مسار طموح الدولة للتحوّل إلى مركز إقليمي في مجال الذكاء الاصطناعي. الإمارات تمتلك بالفعل بنية تحتية قوية، وشراكات دولية استراتيجية، إلى جانب تطوّر ملحوظ في قطاع التعليم، حيث بات الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من المناهج من الروضة حتى المرحلة الثانوية والجامعية، مما يُسهم في بناء جيل رقمي بمهارات متقدمة يؤهل الدولة لتصدّر السباق العالمي. اللافت في هذه الزيارة تحديداً هو الدفع السياسي والاقتصادي المباشر من أكبر قوة تكنولوجية في العالم. ويشير إلى أن الاتفاقات المبرمة بين الإمارات والولايات المتحدة ستفتح آفاقاً واسعة أمام تدفقات ضخمة من الاستثمارات والتقنيات المتقدمة، منبهاً إلى الاتفاقات المبرمة مع شركات أميركية عملاقة مثل 'مايكروسوفت' و'أوراكل'. والدور الذي تلعبه شركة 'G42' الإماراتية. ويستطرد: العلاقات الاستراتيجية بين الإمارات والولايات المتحدة تُعد ركيزة أساسية في هذا التقدّم، فالإمارات تُعد الشريك التجاري الأكبر للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط. هذه الزيارة والاتفاقات المرافقة لها لا تدعم الإمارات فقط بالتكنولوجيا، بل تعزز مكانتها كقوة دولية كمركز إقليمي للذكاء الاصطناعي، وتُعزز من جاذبيتها للاستثمارات العالمية والمحلية. الإمارات اليوم أصبحت لاعبًا محوريًا في صناعتها وتطويرها، وهي في طريقها لتصدّر مشهد الذكاء الاصطناعي إقليميًا وربما عالمياً في المستقبل القريب. ويعد إطلاق مجمع الذكاء الاصطناعي بسعة 5 غيغاوات في أبوظبي، من أهم التطورات التي شهدتها الزيارة. ويسهم بدوره في طموحات الإمارات كمركز إقليمي للذكاء الاصطناعي. وبحسب نائب حاكم إمارة أبوظبي، رئيس مجلس إدارة مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، فإن 'المجمع يمثل نموذجاً للتعاون المستمر والبناء بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية في مجال الذكاء الاصطناعي، كما يجسّد التزام دولة الإمارات بتعزيز آفاق الابتكار والتعاون العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يُرسّخ مكانة الدولة مركزاً رائداً للأبحاث المتطورة والتنمية المستدامة، ويحقق مصلحة البشرية جمعاء'، وفق وام. وقال وزير التجارة الأميركي، هوارد لوتنيك، إن: المجمع يطلق شراكة تاريخية في الشرق الأوسط في مجال الذكاء الاصطناعي بين البلدين، ويعزز الاستثمارات الكبيرة في أشباه الموصلات المتقدمة ومراكز البيانات في جميع أنحاء الولايات المتحدة ودولة الإمارات، مشيرا إلى أن شركات أميركية ستتولى تشغيل مراكز البيانات في دولة الإمارات، وتُقدّم خدمات سحابية مُدارة من الطرف الأميركي في جميع أنحاء المنطقة. من خلال توسيع نطاق مجموعة التكنولوجيا الأميركية الرائدة عالمياً لتشمل شريكاً إستراتيجياً مهماً في المنطقة، فإن هذا المجمع يعد إنجازاً مهماً في تحقيق رؤية الرئيس دونالد ترامب الرامية إلى تعزيز دور الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي. نقطة تحول وفي السياق، يشير أستاذ علم الحاسوب وخبير الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في السيليكون فالي كاليفورنيا، الدكتور حسين العمري، في تصريحات خاصة لموقع 'اقتصاد سكاي نيوز عربية'، إلى أن: زيارة الرئيس الأميركي التي بدأت الخميس لدولة الإمارات ضمن جولته الخليجية، تُشكل نقطة تحول استراتيجية في مساعي الدولة للتحول إلى مركز إقليمي وعالمي في مجال الذكاء الاصطناعي. خلال هذه الزيارة، تم الإعلان عن اتفاقيات ومشاريع رئيسية تعزز من مكانة الإمارات في هذا القطاع الحيوي. تسعى الإمارات إلى بناء مراكز بيانات ضخمة تدعم تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال استثمارات كبيرة في البنية التحتية التقنية. وتُعد هذه المراكز أساسية لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مما يعزز من قدرة الدولة على الابتكار والتطوير في هذا القطاع. تعمل الإمارات على تعزيز شراكاتها مع شركات تقنية رائدة مثل إنفيديا ومايكروسوفت وأوبن إيه آي. وتهدف هذه الشراكات إلى نقل المعرفة والتكنولوجيا، وتطوير حلول ذكاء اصطناعي محلية، مما يدعم رؤية الدولة في تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال. ويستطرد: 'تُظهر زيارة ترامب إلى الإمارات والاتفاقيات المبرمة خلالها التزام دولة الإمارات القوي بالتحول إلى مركز إقليمي وعالمي في مجال الذكاء الاصطناعي. من خلال تعزيز البنية التحتية، وتطوير الشراكات الاستراتيجية، والالتزام بالمعايير الأمنية، تمضي الإمارات قدمًا نحو تحقيق رؤيتها الطموحة في هذا القطاع الحيوي. يذكر أن دولة الإمارات تعمل على تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحكومية وقطاعات الأعمال، فهي الدولة الأولى التي تعيّن وزيراً للذكاء الاصطناعي في عام 2017، كما قامت في عام 2019 بتأسيس جامعة متخصصة للذكاء الاصطناعي هي جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي. وكانت الإمارات أيضاً من أوائل الدول التي أطلقت إستراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي في عام 2017، هي إستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، والإمارات في طريقها لتصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي. وتعد هذه الرؤية الطَموحة من أولوياتها لدمج الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والنقل والطاقة، مما يعزز دور ومكانة الدولة كرائدة في المشهد العالمي للذكاء الاصطناعي، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية. تعزيز الشراكة التكنولوجية ويشير المستشار الأكاديمي في جامعة سان خوسيه الحكومية في كاليفورنيا، أحمد بانافع، في تصريحات خاصة لموقع 'اقتصاد سكاي نيوز عربية' إلى أن: تسعى الإمارات بنشاط إلى الحصول على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وخاصة أشباه الموصلات، من الولايات المتحدة. سيوفر الاستثمار المتزايد رأس المال اللازم للإمارات لتوسيع قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي وبناء نظام بيئي قوي للذكاء الاصطناعي. تستثمر الإمارات أيضًا مبالغ كبيرة في الولايات المتحدة، للمساعدة في بناء مراكز البيانات هناك. هذا يساعد كلا البلدين على تنمية البنية التحتية للذكاء الاصطناعي المطلوبة. ويوضح أن الزيارات رفيعة المستوى مثل هذه تعزز مكانة الإمارات كشريك استراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة، خاصة في قطاع التكنولوجيا، وتعزز مكانة الدولة كمركز للذكاء الاصطناعي ويجذب المزيد من التعاون الدولي، والشراكات والمشاريع المختلفة، على غرار إطلاق المرحلة الأولى من مجمع الذكاء الاصطناعي بسعة 5 غيغاوات في أبوظبي. الجدير بالذكر أن دولة الإمارات هي الدولة الأولى في العالم التي تعيّن وزيراً للذكاء الاصطناعي في عام 2017، كما قامت في عام 2019 بتأسيس جامعة متخصصة للذكاء الاصطناعي هي جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي. وكانت الإمارات أيضاً من أوائل الدول التي أطلقت إستراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي في عام 2017، هي إستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، والإمارات في طريقها لتصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي. وتعد هذه الرؤية الطَموحة من أولوياتها لدمج الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والنقل والطاقة، مما يعزز دور ومكانة الدولة كرائدة في المشهد العالمي للذكاء الاصطناعي.


IM Lebanon
منذ 4 أيام
- IM Lebanon
تحالف رقمي يعيد هندسة المستقبل بين أبوظبي وواشنطن
تبرز الشراكات الدولية بوصفها حجر الأساس في بناء مستقبل رقمي متكامل، ومن بين أبرز هذه الشراكات، تأتي العلاقة المتنامية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية، والتي تُمثل نموذجاً للتكامل الاستراتيجي في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، وهو ما أكدته زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للإمارات، والتي شهدت إطلاق المرحلة الأولى من مجمع الذكاء الاصطناعي، ضمن شراكة تسريع الذكاء الاصطناعي بين البلدين. تمتد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين لتشمل مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، انطلاقاً من إيمان مشترك بأن هذا القطاع سيكون عصب المنافسة الدولية في العقود المقبلة. تُظهر الخطوات الأخيرة التي اتخذها البلدان التزاماً سياسياً واقتصادياً واضحاً بترسيخ حضورٍ مشترك في قطاع الذكاء الاصطناعي، سواء من خلال تبادل المعرفة، أو ضخ الاستثمارات في البنية التحتية الرقمية، أو تطوير مراكز الأبحاث والمواهب المتخصصة. وتُمثل هذه الجهود منعطفاً جديداً في مسار العلاقات الثنائية، حيث بات الذكاء الاصطناعي أحد محاورها الرئيسية، بفضل ما يتيحه من فرص هائلة لتعزيز الإنتاجية وتحقيق التنمية المستدامة. ومن ثم يأتي تدشين مشروع طموح مشترك كمؤشر قوي على حجم الرهانات المستقبلية لدى الطرفين، ومع طموح الإمارات لتعزيز مكانتها كمركز للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بناءً على الجهود المستمرة في هذا السياق والخطوات المتسارعة التي تتخذها الدولة. مجمع الذكاء الاصطناعي واحدة من أبرز المحطات الرئيسية في جولة الرئيس الأميركي الخليجية كانت إطلاق المرحلة الأولى من مجمع الذكاء الاصطناعي بسعة 5 غيغاوات في أبوظبي، وذلك خلال محطته الثالثة ضمن الجولة الخليجية، حيث وصل الإمارات الخميس. شهد رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ونظيره الأميركي دونالد ترامب، في قصر الوطن في أبوظبي، إعلان تدشين مجمّع الذكاء الاصطناعي الإماراتي- الأميركي الشامل بسعة قدرها 5 غيغاوات. يعد المركز الأكبر من نوعه خارج الولايات المتحدة، وفق وكالة الأنباء الإماراتية 'وام'. سيحتضن هذا المجمّع شركات أميركية قادرة على الاستفادة من الإمكانات لتوفير خدمات الحوسبة الإقليمية مع إمكانية خدمة دول الجنوب العالمي. كما يوفر سعة قدرها 5 غيغاوات لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في أبوظبي، مما يخلق منصة إقليمية تمكن الشركات الأميركية العملاقة من تقديم خدمات سريعة لما يقرب من نصف سكان العالم. سيستخدم هذا المجمّع عند اكتماله، الطاقة النووية والطاقة الشمسية وطاقة الغاز، لتقليل الانبعاثات الكربونية، كما سيضم مركزاً علمياً يُسهم في دفع عجلة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي. ستتولى شركة 'جي 42' بناء هذا المجمّع وتشغيله بالشراكة مع عدة شركات أميركية. يستند هذا التعاون إلى إطار عمل جديد بين حكومتي دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، يُطلق عليه 'شراكة تسريع الذكاء الاصطناعي بين الولايات المتحدة الأميركية ودولة الإمارات العربية المتحدة'، لتعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة. وستعمل دولة الإمارات والولايات المتحدة معاً على تنظيم عملية الوصول للخدمات الحوسبية والاستفادة منها، حيث أنها مخصصة لمُصنّعي الحوسبة الضخمة ومُزوّدي خدمات الحوسبة السحابية المعتمدين في الولايات المتحدة، وفق 'وام'. مركز إقليمي في الـ AI من جانبه، يقول العضو المنتدب لشركة 'أي دي تي' للاستشارات والنظم التكنولوجية، محمد سعيد، في تصريحات خاصة لموقع 'اقتصاد سكاي نيوز عربية': زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دولة الإمارات مثّلت لحظة فارقة في مسار طموح الدولة للتحوّل إلى مركز إقليمي في مجال الذكاء الاصطناعي. الإمارات تمتلك بالفعل بنية تحتية قوية، وشراكات دولية استراتيجية، إلى جانب تطوّر ملحوظ في قطاع التعليم، حيث بات الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من المناهج من الروضة حتى المرحلة الثانوية والجامعية، مما يُسهم في بناء جيل رقمي بمهارات متقدمة يؤهل الدولة لتصدّر السباق العالمي. اللافت في هذه الزيارة تحديداً هو الدفع السياسي والاقتصادي المباشر من أكبر قوة تكنولوجية في العالم. ويشير إلى أن الاتفاقات المبرمة بين الإمارات والولايات المتحدة ستفتح آفاقاً واسعة أمام تدفقات ضخمة من الاستثمارات والتقنيات المتقدمة، منبهاً إلى الاتفاقات المبرمة مع شركات أميركية عملاقة مثل 'مايكروسوفت' و'أوراكل'. والدور الذي تلعبه شركة 'G42' الإماراتية. ويستطرد: العلاقات الاستراتيجية بين الإمارات والولايات المتحدة تُعد ركيزة أساسية في هذا التقدّم، فالإمارات تُعد الشريك التجاري الأكبر للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط. هذه الزيارة والاتفاقات المرافقة لها لا تدعم الإمارات فقط بالتكنولوجيا، بل تعزز مكانتها كقوة دولية كمركز إقليمي للذكاء الاصطناعي، وتُعزز من جاذبيتها للاستثمارات العالمية والمحلية. الإمارات اليوم أصبحت لاعبًا محوريًا في صناعتها وتطويرها، وهي في طريقها لتصدّر مشهد الذكاء الاصطناعي إقليميًا وربما عالمياً في المستقبل القريب. ويعد إطلاق مجمع الذكاء الاصطناعي بسعة 5 غيغاوات في أبوظبي، من أهم التطورات التي شهدتها الزيارة. ويسهم بدوره في طموحات الإمارات كمركز إقليمي للذكاء الاصطناعي. وبحسب نائب حاكم إمارة أبوظبي، رئيس مجلس إدارة مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، فإن 'المجمع يمثل نموذجاً للتعاون المستمر والبناء بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية في مجال الذكاء الاصطناعي، كما يجسّد التزام دولة الإمارات بتعزيز آفاق الابتكار والتعاون العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يُرسّخ مكانة الدولة مركزاً رائداً للأبحاث المتطورة والتنمية المستدامة، ويحقق مصلحة البشرية جمعاء'، وفق وام. وقال وزير التجارة الأميركي، هوارد لوتنيك، إن: المجمع يطلق شراكة تاريخية في الشرق الأوسط في مجال الذكاء الاصطناعي بين البلدين، ويعزز الاستثمارات الكبيرة في أشباه الموصلات المتقدمة ومراكز البيانات في جميع أنحاء الولايات المتحدة ودولة الإمارات، مشيرا إلى أن شركات أميركية ستتولى تشغيل مراكز البيانات في دولة الإمارات، وتُقدّم خدمات سحابية مُدارة من الطرف الأميركي في جميع أنحاء المنطقة. من خلال توسيع نطاق مجموعة التكنولوجيا الأميركية الرائدة عالمياً لتشمل شريكاً إستراتيجياً مهماً في المنطقة، فإن هذا المجمع يعد إنجازاً مهماً في تحقيق رؤية الرئيس دونالد ترامب الرامية إلى تعزيز دور الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي. نقطة تحول وفي السياق، يشير أستاذ علم الحاسوب وخبير الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في السيليكون فالي كاليفورنيا، الدكتور حسين العمري، في تصريحات خاصة لموقع 'اقتصاد سكاي نيوز عربية'، إلى أن: زيارة الرئيس الأميركي التي بدأت الخميس لدولة الإمارات ضمن جولته الخليجية، تُشكل نقطة تحول استراتيجية في مساعي الدولة للتحول إلى مركز إقليمي وعالمي في مجال الذكاء الاصطناعي. خلال هذه الزيارة، تم الإعلان عن اتفاقيات ومشاريع رئيسية تعزز من مكانة الإمارات في هذا القطاع الحيوي. تسعى الإمارات إلى بناء مراكز بيانات ضخمة تدعم تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال استثمارات كبيرة في البنية التحتية التقنية. وتُعد هذه المراكز أساسية لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مما يعزز من قدرة الدولة على الابتكار والتطوير في هذا القطاع. تعمل الإمارات على تعزيز شراكاتها مع شركات تقنية رائدة مثل إنفيديا ومايكروسوفت وأوبن إيه آي. وتهدف هذه الشراكات إلى نقل المعرفة والتكنولوجيا، وتطوير حلول ذكاء اصطناعي محلية، مما يدعم رؤية الدولة في تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال. ويستطرد: 'تُظهر زيارة ترامب إلى الإمارات والاتفاقيات المبرمة خلالها التزام دولة الإمارات القوي بالتحول إلى مركز إقليمي وعالمي في مجال الذكاء الاصطناعي. من خلال تعزيز البنية التحتية، وتطوير الشراكات الاستراتيجية، والالتزام بالمعايير الأمنية، تمضي الإمارات قدمًا نحو تحقيق رؤيتها الطموحة في هذا القطاع الحيوي. يذكر أن دولة الإمارات تعمل على تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحكومية وقطاعات الأعمال، فهي الدولة الأولى التي تعيّن وزيراً للذكاء الاصطناعي في عام 2017، كما قامت في عام 2019 بتأسيس جامعة متخصصة للذكاء الاصطناعي هي جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي. وكانت الإمارات أيضاً من أوائل الدول التي أطلقت إستراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي في عام 2017، هي إستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، والإمارات في طريقها لتصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي. وتعد هذه الرؤية الطَموحة من أولوياتها لدمج الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والنقل والطاقة، مما يعزز دور ومكانة الدولة كرائدة في المشهد العالمي للذكاء الاصطناعي، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية. تعزيز الشراكة التكنولوجية ويشير المستشار الأكاديمي في جامعة سان خوسيه الحكومية في كاليفورنيا، أحمد بانافع، في تصريحات خاصة لموقع 'اقتصاد سكاي نيوز عربية' إلى أن: تسعى الإمارات بنشاط إلى الحصول على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وخاصة أشباه الموصلات، من الولايات المتحدة. سيوفر الاستثمار المتزايد رأس المال اللازم للإمارات لتوسيع قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي وبناء نظام بيئي قوي للذكاء الاصطناعي. تستثمر الإمارات أيضًا مبالغ كبيرة في الولايات المتحدة، للمساعدة في بناء مراكز البيانات هناك. هذا يساعد كلا البلدين على تنمية البنية التحتية للذكاء الاصطناعي المطلوبة. ويوضح أن الزيارات رفيعة المستوى مثل هذه تعزز مكانة الإمارات كشريك استراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة، خاصة في قطاع التكنولوجيا، وتعزز مكانة الدولة كمركز للذكاء الاصطناعي ويجذب المزيد من التعاون الدولي، والشراكات والمشاريع المختلفة، على غرار إطلاق المرحلة الأولى من مجمع الذكاء الاصطناعي بسعة 5 غيغاوات في أبوظبي. الجدير بالذكر أن دولة الإمارات هي الدولة الأولى في العالم التي تعيّن وزيراً للذكاء الاصطناعي في عام 2017، كما قامت في عام 2019 بتأسيس جامعة متخصصة للذكاء الاصطناعي هي جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي. وكانت الإمارات أيضاً من أوائل الدول التي أطلقت إستراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي في عام 2017، هي إستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، والإمارات في طريقها لتصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي. وتعد هذه الرؤية الطَموحة من أولوياتها لدمج الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والنقل والطاقة، مما يعزز دور ومكانة الدولة كرائدة في المشهد العالمي للذكاء الاصطناعي.


النشرة
منذ 4 أيام
- النشرة
بن زايد وترامب شهدا إعلان تدشين أكبر مجمع للذكاء الاصطناعي خارج أميركا
ذكرت "وكالة أنباء الإمارات- وام"، أنّ "رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان والرّئيس الأميركي دونالد ترامب شهدا في قصر الوطن في أبوظبي، إعلان تدشين مجمّع الذّكاء الاصطناعي الإماراتي- الأميركي الشّامل بسعة قدرها 5 غيغاوات، الّذي يُعدّ الأكبر من نوعه خارج الولايات المتّحدة، وذلك في إطار زيارة دولة يقوم بها ترامب إلى الإمارات". وأوضحت أنّ "هذا المجمّع سيحتضن شركات أميركيّة قادرة على الاستفادة من الإمكانات لتوفير خدمات الحوسبة الإقليميّة، مع إمكانيّة خدمة دول الجنوب العالمي، كما يوفّر سعة قدرها 5 غيغاوات لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في أبوظبي، ممّا يخلق منصّةً إقليميّةً تمكّن الشّركات الأميركيّة العملاقة من تقديم خدمات سريعة لما يقرب من نصف سكان العالم". وبهذه المناسبة، شدّد رئيس مجلس إدارة مجلس الذّكاء الاصطناعي والتّكنولوجيا المتقدّمة نائب حاكم إمارة أبوظبي طحنون بن زايد آل نهيان على أنّ "المجمع يمثّل نموذجًا للتّعاون المستمر والبنّاء بين الإمارات والولايات المتّحدة الأميركيّة في مجال الذّكاء الاصطناعي، كما يجسّد التزام الإمارات بتعزيز آفاق الابتكار والتّعاون العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، ممّا يُرسّخ مكانة الدّولة مركزًا رائدًا للأبحاث المتطوّرة والتّنمية المستدامة؛ ويحقّق مصلحة البشريّة جمعاء". من جانبه، لفت وزير التّجارة الأميركي هوارد لوتنيك، إلى أنّ "المجمّع يطلق شراكةً تاريخيّةً في الشّرق الأوسط في مجال الذّكاء الاصطناعي بين بلدينا، ويعزّز الاستثمارات الكبيرة في أشباه الموصلات المتقدّمة ومراكز البيانات في جميع أنحاء الولايات المتّحدة والإمارات"، مشيرًا إلى أنّ "شركات أميركيّة ستتولّى تشغيل مراكز البيانات في الإمارات، وتُقدّم خدمات سحابيّة مُدارة من الجانب الأميركي في جميع أنحاء المنطقة".