logo
الملك يؤثر على الرأي العام العالمي للاعتراف بالدولة الفلسطينية

الملك يؤثر على الرأي العام العالمي للاعتراف بالدولة الفلسطينية

الدستورمنذ 3 أيام
ماجدة أبو طيرأكد سياسيون أن العالم برمته كان شاهدا ومازال على الجهد الدبلوماسي الذي يقوده جلالة الملك عبد الله الثاني في المطالبة والتأكيد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.واكدوا في حديثهم لـ»الدستور» أن خطاب الملك وجهده لم يكن مجرد رد فعل على أزمة إنسانية، بل تجسيد لنهج دبلوماسي عميق، ثابت، وذي أفق استراتيجي، يرى في القضية الفلسطينية ليس فقط مأساة إنسانية، بل قضية وطنية لشعب له الحق في تقرير مصيره، وركيزة أساسية للأمن والاستقرار العالمي».وتمكن جلالته خلال علاقاته الواسعة في الشرق والغرب، بالتأثير على الرأي العام العالمي، وبالتأثير على قيادات المجتمع الدولي، لنرى اليوم أن دولا عظمى بدأت تعلن عن نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية. رؤية استراتيجيةوحول ذلك، تشير استاذة العلوم السياسية الدكتورة أريج جبر أن جلالة الملك عبدالله الثاني قد تبنى نهجا دبلوماسيا ثابتا وعميقا في الدفاع عن القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية أردنية مركزية ومتكاملة الأبعاد، لا يمكن التنازل عنها أو التغاضي عنها، مهما بلغت تعقيدات البيئة الدولية، ومهما اشتد ظلام المشهد السياسي أو اكتنفه الغموض، وخاصة في ظل سياسة الاحتلال السادية القائمة على لغة الارتهان للأمر الواقع في السيطرة الفعلية على الضفة وكذلك الحرب الإبادية على قطاع غزة.ومنذ تولي جلالته سلطاته الدستورية، اختط لنفسه مسارا سياسيا يستند إلى رؤية استراتيجية شاملة، تعكس إيمانا راسخا بأن الأمن والاستقرار الإقليميين لا يمكن أن يتحققا دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يستند إلى حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا النهج أدرك العالم أهميته متأخرا وحاولوا اختطاف هذا النهج باعتباره موجة تنافسية سياسية، في وقت اعتبرها الأردن عقيدة وثابتا لا يرتبط بمصالح أو أفق مصلحية، ومن هنا حاز ثقة العالم وخطابه الوجداني العقلاني كان أكثر اقناعا وحضورا.وبينت جبر ان جلالته خاطب النظام الدولي بأسره، مخاطبة عقلانية، ذكية، متدرجة، وعميقة التأثير، شملت صناع القرار في البيت الأبيض، والاتحاد الأوروبي، والبرلمانات الغربية، ومنصات الأمم المتحدة، ومؤتمرات القمم الثنائية ومتعددة الأطراف، ووضع المؤسسات والمنظمات الأممية والدولية والإنسانية عند حدود مسؤولياتها، وفي كل محطة من محطات هذا الحراك السياسي، كان يؤكد أن جدلية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي تعد جوهر أزمات الشرق الأوسط، وأن استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وتكريس سياسة الضم والتوسع والعدوان، وغياب العدالة، سيؤديان إلى انفجار دائم في المنطقة، ويغذيان دوامات التطرف والعنف والاضطراب العالمي، والأن بدأ الكيان بالفعل يخترق حدوده نحو تأزيم المشهد في الإقليم.وفي هذا السياق، لا يمكن النظر إلى تمسك جلالته بحل الدولتين كمجرد موقف سياسي ظرفي طارئ، بل هو مشروع متكامل، يدمج بين مبادئ الشرعية الدولية، ومتطلبات الأمن الجماعي، ومفاهيم العدالة التاريخية. ولذلك، فإن جهوده المستمرة تهدف إلى تحفيز العالم نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ليس فقط بوصفها حقا مشروعا للشعب الفلسطيني ورمزا وجوديا ووحدويا، بل باعتبارها خطوة أساسية لاستقرار الشرق الأوسط والنظام العالمي بأسره».ولفتت جبر الى انه ومنذ اندلاع أحداث السابع من أكتوبر 2023، برز الدور الأردني مجددا، حيث حرص جلالة الملك على تفنيد الرواية الإسرائيلية التي تزعم أنها «تواجه تهديدا وجوديا»، بينما الواقع يشير إلى سلوك عدواني توسعي مدفوع بسياسة تصفية كاملة للوجود الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة الذي يعاني من حصار خانق، وحرب إبادة، وتجويع ممنهج، وتدمير للبنى التحتية وتهجير قسري.إن جلالة الملك يوظف حضوره الدولي وثقله السياسي وكاريزما القيادة في تفعيل أدوات الدفاع الدبلوماسي عن فلسطين، ليس فقط كقضية عربية مركزية، بل كقضية إنسانية وأخلاقية عالمية، وقد استطاع أن يرفع الصوت الفلسطيني إلى أعلى منصات القرار الدولي، واضعا معاناة الشعب الفلسطيني، وحقوقه، وقضيته، في صلب أجندة الاتحاد الأوروبي، ومحور اهتمام القوى الكبرى، وعلى رأسها «الترويكا الغربية» (ألمانيا، فرنسا، وبريطانيا).وخلال لقائه الأخير مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في العاصمة برلين، كما في لقاءاته الأخرى مع القادة الدوليين، حرص جلالته على إعادة توجيه البوصلة نحو جوهر القضية، والتأكيد على أن لا أمن ولا استقرار في الإقليم دون حل جذري للقضية الفلسطينية، وفق مرجعيات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة تنص على قيام دولة فلسطينية كما جاء في المبادرة العربية للسلام ووفق تطلعات الشعب الفلسطيني، مشفوعا ذلك بتحرك دولي يلجم وحشية الكيان المحتل.وفي اللقاء أعاد جلالته التأكيد على موقفه الثابت تجاه الحرب في قطاع غزة، محذرا من أن الكارثة الإنسانية هناك بلغت مستويات حدود كارثية لا توصف ومشددا على ضرورة التحرك الدولي العاجل لوقف هذا النزيف.وركز جلالته، خلال الاجتماع، على الأبعاد الإنسانية الكارثية لما يجري، مستعرضا صور الأطفال، وحالة المجاعة المتفاقمة، والانهيار الإنساني الشامل . كما أكد أن المساعدات الإنسانية حق أصيل للشعب الفلسطيني، وضرورة استراتيجية لدعم صموده وبقائه على أرضه، مع التحذير من محاولات تسييس هذه المساعدات أو ربطها بشروط سياسية يستخدمها الاحتلال كأداة لتركيع الشعب الفلسطيني، وفرض مخططاته التهجيرية كجزء من مسار إبادة جماعية ممنهجة.وختمت جبر بالقول « كما أكد جلالة الملك على أهمية احترام القانون الدولي وقواعده الإنسانية، مطالبا بوقف فوري للتصعيد في الضفة الغربية، والذي وصفه بأنه يمثل شرارة محتملة لاشتعال صراع إقليمي أوسع، وأعاد جلالته التأكيد على أن الحل السياسي، القائم على حل الدولتين، هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل وشامل.هذا الموقف السياسي المتزن يعكس إيمان الملك العميق بأهمية العمل الدبلوماسي المتواصل، وتحريك المجتمع الدولي نحو تبني مقاربات عادلة ومستندة إلى الشرعية الدولية.وقد جاء موقف المستشار الألماني ميرتس ليعكس أثر هذا الجهد حيث أشار إلى أن ألمانيا تدرس إمكانية الاعتراف بدولة فلسطينية، وهو ما يشكل تحولا نوعيا في الموقف الأوروبي، ونتيجة مباشرة لتحركات القيادة الأردنية.بذلك، يظهر أن الخطاب الأردني، ممثلا بجلالة الملك، لم يكتف بإدانة العدوان، بل سعى إلى إعادة توجيه البوصلة السياسية الغربية نحو الاعتراف بالحق الفلسطيني في دولة ذات سيادة، مستندا إلى مزيج من الشرعية الأخلاقية والقانونية والسياسية». حراك فاعلوأكد استاذ العلوم السياسية، الدكتور الحارث الحلالمة أن جلالة الملك عبدالله الثاني واصل حراكا فاعلا في إقناع المجتمع الدولي بأن الحل الوحيد الذي يوفر الأمن والاستقرار في المنطقة هو إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وفقا لقرارات الشرعية الدولية وأن المقاربات العسكرية والأمنية التي تقوم بها الحكومات الاسرائيليه لن توفر الاستقرار للاسرائيلين والفلسطينيين ولا المنطقة .وبين الحلالمة أن جلالة الملك قبل احداث 7 اكتوبر بعدة شهور نبه العالم من على منصة الامم المتحدة من خطر عدم قيام الدولة الفلسطينية وفقا لحل الدولتين فالدول الاوروبية والكثير من دول العالم أصبحت تتبنى الطرح الملكي بأنه صوت العقل والحكمة والمنطق وهو المسار الوحيد لتوفير الاستقرار في المنطقةوبين الحلالمة أن جلالة الملك حمل القضية الفلسطينية في كل محفل ذهب اليه وخاطب الضمير الدولي وبين أن بقاء اسرائيل في هذا التعنت والصلف لن يجعلها دولة آمنة مستقره فنجح بتغيير المزاج الدولي واقناع الكثير من شعوب العالم وتغيير المزاج الشعبي في العالم ليقرع دولة الاحتلال بنواياها القائمة على القضاء على حل الدولتين من خلال اجراءات ضم الضفة الغربية والقضاء على كل ما يمكنه أن يبقي الامل للفلسطينيين من اقامة دولتهم بحيث استحث الجهد الدولي للمسارعه في اغلاق الطريق امام اسرائيل للاعتراف بالدولة الفلسطينية من اغلب دول العالم ومنها دول عظمى فنجح بخلق حالة عزلة دولية لإسرائيل ما لم تعطي الفلسطينيين حقهم يإقامة دولتهم. الشرق والغربمن جانبه، قال عضو مجلس النواب، الأمين العام للحزب الوطني الإسلامي الدكتور مصطفى العماوي أن الأردن بقيادة جلالة الملك يتمسك بالسلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين وهذا يحقق استقرارا وعدالة في المنطقة، فالأردن مرتبط بالقضية الفلسطينية ارتباطا مباشرا ويعتبرها من أولوياته، وجلالته أكد خلال خطاباته وخلال لقاءاته القيادات على أهمية اقامة الدولة الفلسطينية، وكما هو معروف فإن جلالته يتمتع بعلاقات واسعة في الشرق والغرب، باعتباره قائدا حكيما متوازنا، وهذا كان له دور بعدم تصفية القضية الفلسطينية، وفي ذات الوقت خفف الضغوطات على الأردن، فجلالته دوما مصر ان لا سلام دائما بدون قيام دولة فلسطينية وفقا لقرارات الشرعية.تحريك الوجدان العالميمن جهته ، قال رئيس اللجنة الاعلامية في حزب النهج الجديد، أشرف العمري أن جهود جلالة الملك عبد الله الثاني الدبلوماسية هي الأساس في تحويل بوصلة الرأي العام العالمي حول القضية الفلسطينية، واهمية اقامة دولة فلسطينينة وفقا لقرارات الشرعية الدولية، بالاضافة إلى محاولات متواصلة للمطالبة بانهاء الحرب على غزة . جهود جلالته يشهد لها العالم، ففي كل الخطابات في المحافل الدولية والاقليمية كانت القضية الفلسطينية حاضرة بشكل أساسي وعملت على تحريك الوجدان العالمي.وبين العمري أن جلالته بذل جهدا كبيرا في مساندة الاشقاء في غزة، وكانت الدولة الاردنية اول دولة عملت على كسر الحصار وعملت على ايصال الاغاثات والمعونات باشكالها المختلفة بالاضافة الى التنسيق مع المجتمع الدولي لتكثيف هذا الدعم، مما يساهم في توسيع قاعدة الدول التي تعترف بدولة فلسطين، مما يعزز مشروعيتها على الساحة الدولية . استقرار المنطقةويشير الأمين العام لحزب الغد الأردني، محمد رمضان الى أن الدور الدبلوماسي لجلالة الملك عبد الله الثاني ركيزة أساسية في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ويسهم في تعزيز الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، في ظل تحديات متزايدة تسعى لتهميش حقوق الشعب الفلسطيني وفرض حلول أحادية الجانب.وبين رمضان أن جهد الأردن في التأكيد على اهمية اقامة دولة فلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ليس له مثيل، ولم ينقطع ، ولم يقتصر هذا الجهد على المطالبات بل الوقوف والمساندة عمليا للقضية برمتها سواء عبر الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية والتي يشدد الملك على أهميتها في الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للمدينة، ووقف الانتهاكات التي تستهدف هوية القدس ومقدساتها.وختم رمضان بالقول : هنالك تأكيد أردني دائم بأن القضية الفلسطينية وحلها، هو اساس استقرار المنطقة، وبالفعل فإن هذا الاصرار اثبت صحته، فضلا عن جهود الأردن للتصدي الى أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«ماغا» والطريق إلى دعم غزة
«ماغا» والطريق إلى دعم غزة

العرب اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • العرب اليوم

«ماغا» والطريق إلى دعم غزة

هل اكتسبت القضية الفلسطينية زخماً حقيقياً في الأيام القليلة الفائتة، لا سيما في ظل الإعلان المشترك الذي صدر عن المملكة العربية السعودية وفرنسا، بعد مؤتمر الأمم المتحدة الخاص بدعم قضية الدولة الفلسطينية المستقلة؟ من الواضح أن هذا هو ما جرت به المقادير، بخاصة في ظل الموقفيْن البريطاني والكندي، المتغيريْن بسرعة شديدة في الساعات الأخيرة لصالح عدالة قضية طال ظلم أبنائها وشتاتهم في رياح الأرض الأربع. إلا أن تغيراً مثيراً جداً يجري في الداخل الأميركي، وبات وعن حق يمثل ضغطاً متزايداً على إدارة الرئيس ترمب، وعلى شخص سيد البيت الأبيض بصورة غير متوقعة. التغير الذي نحن بصدد الحديث عنه يجري داخل حركة «ماغا»، التي ناصرت الرئيس الأميركي دونالد ترمب ودعمته على كافة الأصعدة، غير أنه بات من الواضح أن صورة الجوع والمجاعة، الفاقة والبؤس والمعاناة في غزة، أعطت زخماً جديداً للنقاش الذي كان يتصاعد على استحياء داخل أروقتها. ارتفع صوت المؤثرين بالنقد لإسرائيل، وكان النائب السابق مات غيتز، ومستشار ترمب السابق ستيف بانون، على رأس من أدانوا تصرفات إسرائيل وحذروا من أن هذه القضية تشكل عبئاً سياسياً على إدارة ترمب وقاعدته الشعبية. هل ما يجري في جنبات «ماغا» بداية لتغير جوهري في السياسات الأميركية؟ الأكيد أن إسرائيل حظيت دائماً بدعم واسع النطاق من الحزبين الأميركيين الكبيرين، الجمهوري والديمقراطي، لكنَّ صعود حركة «ماغا» في عهد ترمب يتحدى الأسس الآيديولوجية لهذه «العلاقة الخاصة». لم يعد سراً القول إن السياسة الواقعية التي تتبناها حركة «جعل أميركا عظيمة مرة أخرى» تسعى إلى الحد من مشاركة الولايات المتحدة في الحروب الخارجية، بحيث تقتصر على تلك التي تؤثر بشكل مباشر على مصالحها، بخاصة الطبقة العاملة المتواضعة أو المتوسطة التي تشكل قاعدة ترمب. لا تبدو «ماغا» وحدها من يغير اتجاهاته السياسية في الداخل الأميركي، بل تجاوز الأمر إلى غيرها من المؤسسات. على سبيل المثال، دعت مؤسسة «هيرتاغ»، أو التراث، التي تعد العقل المفكر والناطق لحكومة ترمب، برئاسة كيفن روبرتس، إلى «إعادة توجيه علاقتها مع إسرائيل، من علاقة خاصة إلى شراكة استراتيجية متساوية». تأثيرات «ماغا»، بفعل الدراما غير المسبوقة في غزة، تمتد إلى أكثر وأشد الأطراف والأطياف السياسية الأميركية يمينيةً، فعل سبيل المثال، أصبحت النائبة مارغوري تايلور غرين أول عضو جمهوري في الكونغرس يصف أفعال إسرائيل في قطاع غزة بـ«الإبادة الجماعية والأزمة الإنسانية في غزة»، وعدّت ما يجري على الأرض هناك من أعمال وحشية لا يقل بشاعة عن هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. أبعد من ذلك، فقد دعت تايلور إلى إلغاء تمويل بقيمة 500 مليون دولار لنظام الدفاع الصاروخي. ولعل القارئ المعمق للأحداث يدرك كيف أن الدعم غير المشروط لإسرائيل، الذي عُدَّ لعقود طوال حقيقةً أساسيةً وفكرةً عضويةً، بات اليوم موضع تحدٍ من قبل قاعدة تراب الشعبوية، وعلى رأسها «ماغا»، وأصبحت استدعاءات «العلاقة الخاصة» تقع على آذان صماء. تبدو «ماغا» في طور إعادة قراءة معمقة لفكرة أميركا العظيمة، وما الذي جعلها عند لحظات بعينها عظيمة بالفعل. تبين سطور التاريخ الأميركي أن المثل والقدوة، الحرية والمصداقية، احترام استقلال الدول الويستفالية، تقديم الدعم الإنساني من غير براغماتية ضيقة النظرة، هي ما جعلت أميركا «الدولة التي لا يمكن الاستغناء عنها بالفعل» (Indispensable). اليوم يبدو الرئيس الأميركي في أزمة موازنة بين دعمه لبنيامين نتنياهو وحكومته، وثورة الشك وسط شباب «ماغا»، حول جدوى نصرة إسرائيل ظالمة غير مظلومة، ولهذا لم يكن هناك من مفر من اعترافه بأن هناك حالةً غير مقبولة من الجوع في غزة. ومن باب الحقائق القول إن نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس هو القوة الآيديولوجية الضاربة في هذه الإدارة، وهو في الوقت ذاته رجل مؤسسة «هيرتاغ» المفضل، وقد كان لافتاً للنظر في مناسبة أقيمت في ولاية أوهايو، الأسبوع قبل الماضي، ذهابه إلى مدى أبعد من تصريحات ترمب، إذ ناقش صوراً «مفجعة» لأطفال صغار يتضورون جوعاً بوضوح، وطالب إسرائيل بالسماح بدخول المزيد من المساعدات. ما الذي يجري داخل صفوف «ماغا»؟ أفضل من قدم جواباً مقبولاً، عالمُ السياسة والدبلوماسي الأميركي السابق مايكل مونتغمري، الذي عدَّ أن «أي شعب متحضر لا يرى في التجويع سلاحاً مشروعاً في الحرب».

ويتكوف: الزيارة إلى غزة هدفها المساعدة في وضع خطة مساعدات جديدة
ويتكوف: الزيارة إلى غزة هدفها المساعدة في وضع خطة مساعدات جديدة

جفرا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • جفرا نيوز

ويتكوف: الزيارة إلى غزة هدفها المساعدة في وضع خطة مساعدات جديدة

جفرا نيوز - قال مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، الجمعة، إنّ هدف الزيارة إلى قطاع غزة هو المساهمة في إعداد خطة لإيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى سكان غزة. وأصبح ويتكوف أول مسؤول أميركي رفيع المستوى يزور قطاع غزة منذ بدء الحرب. وتقول الأمم المتحدة، إنّ مؤسسة غزة الإنسانية شريكة في المسؤولية عن وقوع شهداء في القطاع في أثناء محاولة تلقي المساعدات. وزار ستيف ويتكوف موقعا تديره مؤسسة غزة الإنسانية، برفح في محاولة لوضع خطة مساعدات جديدة للقطاع الذي مزقته الحرب. وبعد ساعات من زيارة ويتكوف، قال مسعفون فلسطينيون، إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت بالرصاص 3 فلسطينيين قرب أحد مواقع المؤسسة في المدينة الواقعة على الطرف الجنوبي لقطاع غزة. وتقول الأمم المتحدة، إن أكثر من ألف استشهدوا خلال محاولتهم الحصول على مساعدات في قطاع غزة منذ أن بدأت مؤسسة غزة الإنسانية عملها هناك في أيار، واستشهد معظمهم برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تنفذ عمليات قرب مواقع المؤسسة. ورفضت الأمم المتحدة العمل مع المؤسسة التي تقول إنها توزع المساعدات بطرق خطرة بطبيعتها وتنتهك مبادئ الحياد الإنساني، مما يؤجج أزمة الجوع في أنحاء القطاع. وتقول المؤسسة، إن نقاط توزيع المساعدات التابعة لها لم تشهد سقوط شهداء، وإنها تقوم بعمل أفضل من الأمم المتحدة في حماية عمليات تسليم المساعدات. ونشر مايك هاكابي السفير الأميركي لدى إسرائيل، الذي رافق ويتكوف إلى قطاع غزة اليوم، على إكس صورة تظهر سكان غزة الجائعين خلف أسلاك شائكة مع ملصق لمؤسسة غزة الإنسانية. وقال تشابين فاي المتحدث باسم المؤسسة في بيان "الرئيس ترامب يدرك المخاطر في غزة، وأن إطعام المدنيين، وليس حماس، يجب أن يكون الأولوية". وقال ويتكوف على إكس، إنه التقى أيضا مع وكالات أخرى. وأضاف: "تمثل الهدف من الزيارة في إعطاء (ترامب) فهما واضحا للوضع الإنساني والمساعدة في صياغة خطة لإيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى سكان غزة". وتأتي زيارة ويتكوف إلى غزة بعد يوم من وصوله إلى إسرائيل للضغط من أجل إجراء مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار، وفي وقت تتعرض فيه إسرائيل لضغوط دولية متزايدة؛ بسبب تدمير قطاع غزة وتزايد المجاعة بين سكانه البالغ عددهم نحو 2.2 مليون نسمة.

الدولة الفلسطينية !
الدولة الفلسطينية !

العرب اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • العرب اليوم

الدولة الفلسطينية !

انتهى القرن التاسع عشر ومن بعده الحرب العالمية الأولى على زوال الإمبراطوريات الكبرى، وطوال القرن العشرين خرجت من عباءة انهيارها دول مستقلة تقود أمما تفاوضت استنادا إلى هوية ومصالح مشتركة. أصبحت «الدولة الوطنية The Nation State» هى وحدة تكوين «النظام» الدولى الذى يحتوى على دول «مستقلة» وذات «سيادة». أصبح عدد أعضاء الأمم المتحدة 193 دولة، اثنتان منهم معترف بهما ولهما صفة «مراقب»: الفاتيكان وفلسطين. إعلان فرنسا عزم الاعتراف بالدولة الفلسطينية يضيف القليل للوضع الحالى، حيث بدءا من 10 مايو 2014 اعتمدت 143 دولة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار فلسطين دولة كاملة العضوية. هكذا فإن «القضية الفلسطينية» باتت تمثل وضعا خاصا عندما حصلت على الاعتراف الدولى قبل قيام الدولة نفسها، واكتمال شروطها من وجود سلطة تمارس السيادة على أرض وشعب. اتفاق أوسلو 1993 كان الاتفاقية التى أعطت سلطة وطنية فلسطينية شكلا من أشكال السيادة على الضفة الغربية وقطاع غزة، المحملة بالقيود والشروط التى باتت تنتظر «مفاوضات الوضع النهائى» التى لم تحدث مع إسرائيل. مسألة الدولة الفلسطينية المستقلة هكذا لن تكتمل ما لم يتوافر شرط الاعتراف بها من قبل إسرائيل، وبالطبع من ورائها دول مثل الولايات المتحدة القادرة على الدفع بها فى هذا الاتجاه. الشرط الآخر، والأكثر أهمية، هو الاعتراف الفلسطينى بالدولة، حيث دأبت تنظيمات سياسية وعسكرية فلسطينية على انتزاع أهم قرارات السيادة للدول وهى المتعلقة بالحرب والسلام من السلطة الوطنية التى هى الممثل الشرعى والوحيد الذى تلقى الاعتراف. الانتفاضة الفلسطينية الثانية فى مواجهة إسرائيل، وكذلك حروب غزة الخمس، كانت من ناحية مواجهة مع سلطة احتلال غاشمة ومتوحشة بالإيذاء والانتقام، ولكنها من ناحية أخرى لم تكن مقاومة حاصلة على شرعية السلطة السياسية التى اعترف بها العالم. السعى العربى نحو حل الدولتين عليه حل هذا التناقض من خلال سلطة واحدة فلسطينية ونزع الشرعية عن كل ما عداها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store