
قطاع الذكاء الاصطناعي يسعى إلى تقليص استهلاك الطاقة
بفضل تقنيات تبريد جديدة ورقائق أكثر كفاءة وتطورات سريعة بالبرمجة، يسعى قطاع الذكاء الاصطناعي إلى الحد من استهلاكه للطاقة في ظل النمو المحموم في السنوات القليلة الماضية.
تعتمد البنية التحتية للذكاء الاصطناعي على مراكز البيانات، التي من المتوقع، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة أن تُمثل حوالي 3 في المائة من احتياجات الكهرباء العالمية بحلول عام 2030، أي ضعف النسبة الحالية.
ويزور الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، ولاية بنسلفانيا ليعلن، بحسب وسائل إعلامية، عن استثمارات في الولاية بقيمة 70 مليار دولار تقريباً في مجال الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للطاقة.
تتحدث شركة «ماكينزي» الاستشارية عن «سباق» لبناء مواقع كافية «لمواكبة التسارع الهائل للذكاء الاصطناعي»، مُحذرة في الوقت نفسه من خطر نقص داهم في هذا المجال.
يقول الأستاذ في جامعة «ميشيغان» مشرّف شودري: «هناك طرق عدة لمعالجة هذه المشكلة». ويضيف: «يمكن زيادة مصادر الطاقة»، وهو مسار تتبعه أيضاً شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة، «أو تقليل الطلب» على الكهرباء بالقدرة نفسها.
وبالنسبة للأكاديميين، يمكن إيجاد حلول «ذكية» على مختلف مستويات سلسلة الذكاء الاصطناعي، من المعدات المادية إلى الخوارزميات.
وبحسب غاريث ويليامز من شركة «أروب» الاستشارية، تُمثل الطاقة اللازمة لصيانة مركز بيانات حاليا 10 في المائة من استهلاك الخوادم نفسها، مقارنة بنسبة 100 في المائة قبل 20 عاماً.
يُعزى هذا الانخفاض، من بين أمور أخرى، إلى الاستخدام الواسع النطاق للتبريد السائل الذي يحل محل التهوية التقليدية التي تتضمن حتى تدوير السوائل مباشرةً عبر الخوادم.
يُشير غاريث ويليامز إلى أن «كل الشركات الكبرى تستخدمه الآن، وقد أصبح أساسياً في منتجاتها».
زادت الرقائق الجديدة من شركة «إنفيديا» العملاقة في صناعة الشرائح المستخدمة في الذكاء الاصطناعي، استهلاك الطاقة في حامل الخوادم بأكثر من 100 مرة مقارنة بما كان عليه قبل 20 عاماً.
ونتيجة ذلك، يُمكن للسائل أن يصل إلى درجات حرارة أعلى بكثير من ذي قبل، وفق غاريث ويليامز، ولكن هذا يُسهّل في المقابل التبريد عند ملامسة الهواء الخارجي، نظراً لاختلاف درجة الحرارة.
وفي أوائل يوليو (تموز)، كشفت «أمازون» عن نظام تبريد سائل جديد يُسمى «آي آر إتش إكس» IRHX يُمكن تركيبه في مركز بيانات من دون الحاجة إلى دمجه في البنية الأساسية.
خفض الأرباح
ومن التطورات الأخرى، تجهيز مراكز البيانات بأجهزة استشعار مدعومة بالذكاء الاصطناعي لمراقبة درجة الحرارة، ليس على مستوى الموقع، بل في «مناطق دقيقة» و«تحسين استهلاك المياه والكهرباء» بشكل استباقي، وفق بانكاج ساشديفا من «ماكينزي».
وقد طور مختبر مشرّف شودري خوارزميات لتقييم دقيق لكمية الكهرباء اللازمة لتشغيل كل شريحة، ما أدى إلى توفير يتراوح بين 20 و30 في المائة.
كما أُحرز تقدم في مجال المعالجات الدقيقة نفسها.
ويشير بانكاج ساشديفا إلى أن «كل جيل من الشرائح يتمتع بكفاءة أكبر في استخدام الطاقة» مقارنة بالجيل السابق.
وتوضح الأستاذة في جامعة «بيردو» يي دينغ لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن فريقها أثبت أنه يمكن إطالة عمر أقوى شرائح الذكاء الاصطناعي، سواءً كانت وحدات معالجة الرسومات (GPUs) أو بطاقات الرسومات، «من دون التأثير على الأداء».
وتضيف: «لكن من الصعب إقناع مصنعي أشباه الموصلات بخفض أرباحهم» من خلال تشجيع المستهلكين على استخدام المعدات نفسها لفترة أطول.
ويُخاض الصراع أيضاً في برمجة وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الكبيرة.
وفي يناير (كانون الثاني)، قدمت شركة «ديبسيك» الصينية نموذجها «آر 1» للذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يُضاهي أداء الشركات الأميركية الكبرى على الرغم من تطويره باستخدام وحدات معالجة رسومية أقل قوة.
وحقق مهندسو الشركة الناشئة ذلك جزئياً من خلال برمجة بطاقات الرسومات بدقة أكبر. كما أنهم تخطوا بالكامل تقريباً خطوة تدريب النموذج التي كانت تُعد أساسية حتى ذلك الحين.
ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الاختراقات التكنولوجية: «لن نتمكن من تقليل إجمالي استهلاك الطاقة، بسبب مفارقة جيفونز»، وفق يي دينغ.
وبحسب الاقتصادي البريطاني ويليام ستانلي جيفونز (1835 - 1882)، فإن تحسين كفاءة استخدام مورد محدود يزيد الطلب تلقائيا لأن تكلفته تنخفض.
إلى ذلك تحذّر يي دينغ من أن «استهلاك الطاقة سيستمر في الارتفاع» رغم كل الجهود المبذولة للحد منه، «ولكن ربما بوتيرة أبطأ».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

السوسنة
منذ 9 ساعات
- السوسنة
سميرات: اقتصاد رقمي مستدام يتطلب بيئة محفزة
السوسنة - أكد وزير الاقتصاد الرقمي والريادة المهندس سامي سميرات أن بناء اقتصاد رقمي ريادي ومستدام يتطلب بيئة رقمية داعمة للنمو الاقتصادي وريادة الأعمال، وممكنة للاستقرار الاجتماعي والسياسي. جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمها المجلس الاقتصادي والاجتماعي ضمن سلسلة حواراته حول رؤى التحديث الاقتصادي والإداري والسياسي، وأدارها رئيس المجلس الدكتور موسى شتيوي.وأوضح سميرات أن الاستراتيجية الأردنية للألعاب والرياضات الإلكترونية 2023-2027 تهدف إلى جعل الأردن مركزاً إقليمياً وعالمياً لتطوير هذا القطاع، مشيراً إلى أن الوزارة تستهدف رفع مساهمة هذا القطاع بنسبة 1% من الناتج المحلي الإجمالي، وتوفير 3000 فرصة عمل، واستقطاب خمس شركات عالمية، وإنشاء أربعة مراكز تدريب متخصصة، وزيادة مشاركة المنتخب الوطني بنسبة 50% في البطولات.وأشار إلى تراجع ترتيب الأردن إلى المرتبة 49 من أصل 188 دولة في مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي لعام 2024، بعد أن كان في المرتبة 43 في 2023، واحتلاله المرتبة الخامسة عربياً. كما أكد أن السياسة الوطنية للذكاء الاصطناعي تهدف إلى تعزيز كفاءة المؤسسات العامة والخاصة، وحماية المجتمع من الآثار السلبية لهذه التقنية.واستعرض الوزير أبرز إنجازات التحول الرقمي، مشيراً إلى توفر 500 خدمة حكومية رقمية على تطبيق "سند"، مع توقع الوصول إلى 80% من الخدمات الرقمية نهاية عام 2025، و100% بنهاية 2026. ولفت إلى تفعيل 1.76 مليون هوية رقمية والعمل على تفعيلها للأردنيين بالخارج ولغير الأردنيين ورجال الأعمال.وتحدث عن تطوير بنية تحتية رقمية متقدمة تشمل مراكز بيانات ومراكز خدمات حكومية منتشرة في محافظات المملكة، إلى جانب تنفيذ 68 مشروعاً ضمن الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، التي تشمل قطاعات مثل الصحة، التعليم، الطاقة، الزراعة، والمدن الذكية.كما أشار إلى تدريب أكثر من 6000 موظف حكومي حتى 2024 ضمن مشروع وطني لرفع الجاهزية لتبني الذكاء الاصطناعي، مع هدف لتدريب 15000 موظف بحلول 2027. وأوضح أن الوزارة بدأت مشاريع تستخدم الذكاء الاصطناعي في التعليم والصحة والطاقة والزراعة، منها مشروع سيراج، والتنبؤ بالمخزون الدوائي، والأحمال الكهربائية، وخصوبة التربة.وفي سياق تشجيع الاستثمار، أشار سميرات إلى خطط لدعم صناديق رأس المال المغامر والاستثمار الملائكي، وتوفير بيئة محفزة عبر حاضنات أعمال ومسرعات وبيئات اختبار تنظيمية. كما نوه إلى تطوير بوابة البيانات الحكومية المفتوحة لتعزيز الشفافية وصناعة القرار القائم على البيانات، بالتعاون مع ست وزارات ودائرة الإحصاءات العامة.وتحدث الوزير عن برنامج الشباب والتكنولوجيا والوظائف بقيمة 200 مليون دولار، والذي يهدف إلى تطوير المهارات الرقمية للشباب، وتسريع رقمنة الخدمات والمدفوعات الحكومية، ودعم الشركات الريادية للوصول إلى أسواق جديدة.وأشار إلى مشاريع في إطار شبكة الألياف الضوئية وتوسعة البنية التحتية الرقمية، وتفعيل سياسة الذكاء الاصطناعي 2020 لتطوير البنية المؤسسية والمهارات والاستثمار في هذا المجال. كما أكد ضرورة مواكبة الثورة الصناعية الرابعة لتحقيق تنمية اقتصادية وزيادة دخل الفرد الأردني.وتحدث عن الاستراتيجية الوطنية لمحطات المستقبل 2024، والمجلس الوطني لريادة الأعمال وإدارة الابتكار، ودور الوزارة في محاور التحديث الإداري، لا سيما في رقمنة الإجراءات الحكومية.وأعلن عن إنشاء تسعة مراكز خدمات حكومية شاملة في مختلف المحافظات، إضافة إلى إطلاق سياسة المشاركة الإلكترونية وتفعيل بوابة "تواصل". وبيّن أنه تم افتتاح أول مركز تكنولوجي باسم "The Platform" في ماركا، وسيتم إنشاء مراكز إضافية في الشمال والجنوب.كما تم إطلاق أربعة مراكز للرياضات الإلكترونية في عمان، الزرقاء، إربد، والعقبة، مع التوسع المخطط له خلال الأعوام القادمة، بالتعاون مع شركة تطوير العقبة.من جهته، أوضح الدكتور موسى شتيوي أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي يعقد سلسلة من الحوارات مع الجهات الحكومية المعنية بتنفيذ مخرجات رؤى التحديث، مؤكداً أهمية هذه الحوارات في تقييم الأداء وتعزيز المشاركة المجتمعية في مسارات الإصلاح الشاملة التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني.


الوكيل
منذ 16 ساعات
- الوكيل
دوجكوين ومستقبل التعدين: لماذا يُعد HashJ طريقك لتحقيق...
الوكيل الإخباري- عملة دوجكوين تتمتع بمكانة راسخة وفريدة في سوق العملات المشفرة المتنامي. فمنذ بدايتها كصورة رمزية، نمت دوجكوين لتصبح عملة رقمية شائعة، يدعمها ملايين المعدّنين والتجار وحاملي العملات حول العالم. ومع تزايد بحث الناس عن طرق للربح من تعدين دوجكوين، تنضم منصات مثل HashJ إلى هذا المضمار لجعل تعدين العملات المشفرة ليس مفتوحًا فحسب، بل مفيدًا أيضًا للمستخدمين من جميع مستويات المهارة. اضافة اعلان دوجكوين: ما هو؟ دوجكوين (DOGE) كعملة رقمية نشطة تركز على المجتمع، لكنها تطورت منذ ذلك الحين لتصبح عملة أكبر بكثير. تعتمد دوجكوين على تقنية إثبات العمل (PoW) ، تمامًا مثل بيتكوين ، إلا أنها تتميز بمعاملاتها السريعة والرخيصة . حافظت دوجكوين على مكانتها رغم المنافسة الشديدة في السوق، بفضل شعبيتها في تقديم الإكراميات عبر الإنترنت، والمساهمات، والمدفوعات اليومية الصغيرة، بالإضافة إلى دعمها من شخصيات مرموقة مثل إيلون ماسك. تعدين Dogecoin: هل لا يزال يستحق العناء في عام 2025؟ تعدين الدوجكوين ممكنًا ومربحًا حتى عام ٢٠٢٥، خاصةً عند دمجه مع أدوات ذكية ومنصات تعدين سحابية. نظرًا لزيادة صعوبة التعدين وتكاليف الطاقة، يستخدم المعدنون الأفراد أنظمة سحابية توفر سعة معالجة مشتركة، وتُقلل العمليات، وتُعزز الربحية. فيما يلي عندما يصبح HashJ مفيدًا. فوائد استخدام HashJ تشرح هذه المقالة سبب اختيار HashJ كمنصة التعدين لعملة Dogecoin والعملات الرقمية الشهيرة الأخرى من قبل الآلاف من الأشخاص حول العالم: • بساطة سحابية: لا حاجة لمعدات تعدين باهظة الثمن أو إعدادات معقدة. ما عليك سوى التسجيل لبدء جني الأرباح. • لا حاجة للصيانة: يتولى فريق HashJ الكفؤ إدارة جميع عمليات إدارة الأجهزة والتبريد والتحديثات . • دفعات سريعة: يمكنك عادةً تحصيل أموالك وعرض النتائج فورًا على لوحة التحكم الخاصة بك. • وصول عالمي: بفضل منصة HashJ السحابية، يمكنك الوصول إلى أرباح التعدين الخاصة بك في أي وقت. • آمن ومفتوح: تقديرات شفافة لعائد الاستثمار وعقود تعدين مفتوحة مع دفعات آمنة. أنشطة HashJ: لا تفوت هذه المكافآت الترحيبية! HashJ بتشغيل إعلان مؤقت للمستخدمين الجدد: • سجّل الآن واحصل على مكافأة تجريبية بقيمة 100 دولار وابدأ التعدين بسرعة. • احصل على 18 دولارًا نقدًا إضافية بعد إتمام خطوات التسجيل والتحقق. هذه فرصة رائعة لاختبار الموقع دون مخاطرة والبدء في كسب المال باستخدام Dogecoin أو العملات الأخرى بطريقة سرية دون الحاجة إلى دفع أي شيء مقدمًا. أخبار العملات المشفرة الحالية: ماذا يحدث؟ • وصل سعر الإيثريوم إلى 3600 دولار بسبب زيادة نشاط التخزين وترقيات الشبكة، بينما بقي سعر البيتكوين فوق 118 ألف دولار، مع تقديرات تشير إلى أنه قد يتجاوز 130 ألف دولار بحلول نهاية العام بسبب الطلب المتزايد على صناديق الاستثمار المتداولة . و FLOKI تشهد ارتفاعات غير متوقعة. • أدى إعلان إحدى سلاسل البيع الكبرى عن استخدام DOGE للمدفوعات عبر الإنترنت إلى زيادة الاهتمام بتعدين Dogecoin ، مما تسبب في ارتفاع Dogecoin بنسبة 14٪ في منتصف يوليو 2025. ماذا يحدث الآن في عالم العملات المشفرة؟ عملة Dogecoin زيادة بنسبة 14% في منتصف يوليو 2025 بعد أن أعلنت سلسلة متاجر تجزئة كبرى أن DOGE تقبل المدفوعات عبر الإنترنت، مما أدى إلى بدء الاهتمام بتعدين Dogecoin. • بفضل تحسينات الشبكة ونشاط التخزين المتزايد، وصل سعر الإيثريوم إلى 3600 دولار. نظرًا للطلب المتزايد على صناديق الاستثمار المتداولة ، يبقى سعر البيتكوين فوق 118,000 دولار أمريكي ، وقد يصل إلى 130,000 دولار أمريكي قبل نهاية العام. يبقى الدوجكوين أصلًا موثوقًا به، على الرغم من الزيادات غير المتوقعة في أسعار العملات البديلة مثل SHIB و PEPE وFLOKI. ملاحظات ختامية مهما كان استثمارك في العملات المشفرة أو مهارتك في التعدين، فإن دوجكوين تُقدم وسيلة رائعة ومفيدة للمشاركة في ثورة البلوك تشين. بالإضافة إلى ذلك، تُسهّل HashJ وخدمات الدعم الأخرى عملية التعدين، مما يجعلها في متناول الجميع. اجعل العملات المشفرة تُناسب احتياجاتك؛ ابدأ الآن واربح المال دون استخدام أي تقنية أو جهد. ما عليك سوى التسجيل في HashJ، واحصل على مكافأة تجريبية بقيمة 100 دولار أمريكي ومكافأة نقدية بقيمة 18 دولارًا أمريكيًا، وابدأ التعدين! جهة الاتصال الإعلامية الشركة: HashJ البريد الإلكتروني: [email protected] الموقع الرسمي:


خبرني
منذ 17 ساعات
- خبرني
دمج روبوت الدردشة غروك في سيارات تسلا يثير مخاوف حول الخصوصية
خبرني - علم مالكو سيارات تسلا الكهربائية مؤخرًا أنهم سيحصلون على ميزة مجانية؛ ابتداءً من 12 يوليو، أصبح روبوت روبوت الدردشة "غروك" مُثبتًا تلقائيًا ومتاحًا للاستخدام في جميع سيارات تسلا الجديدة. و"غروك" هو روبوت دردشة معتمد على الذكاء الاصطناعي طورته "xAI"، وهي شركة ذكاء اصطناعي أطلقها إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، قبل عامين. ويبدو أن ماسك يستغل أصوله المتنوعة ومشروعاته التجارية لمنح العملاء قيمة إضافية. ولكن في هذه الحالة، من المنطقي التساؤل عن المستفيد الأكبر من "الهدية"، التي تُعزز أعمال ماسك، بحسب تقرير لمجلة فورتشن، اطلعت عليه "العربية Business". ومع هذا التحديث، أصبح "غروك" يظهر الآن في شكل زر على الشاشة الرئيسية لسيارة تسلا. ويمكن للمستخدمين طرح أسئلة عليه أو تكليفه بمهام لأداءها، تمامًا كما يفعلون مع أي روبوت دردشة آخر، سواءً كان "شات جي بي تي" من شركة "OpenAI" أو "Gemini" من "غوغل. وفي الوقت الحالي، لا يمكن لغروك التحكم في أيٍّ من وظائف السيارة، مثل النوافذ أو مكيف الهواء، لكن ليس من الصعب تخيّل استخدامات عملية كثيرة للنموذج اللغوي الكبير داخل السيارة، بدءًا من الرد على رسائل البريد الإلكتروني ووصولًا إلى تلخيص كتاب. من المستفيد؟ من المرجح أن يجعل الاتفاق الجديد بين "تسلا" و"xAI" من "تسلا" عميلًا رئيسيًا لشركة الذكاء الاصطناعي، على الرغم من أن أيًا من الشركتين لم تكشف عن أي تفاصيل مالية تتعلق بهذه الشراكة. وباعت "تسلا" ما يقرب من 1.8 مليون سيارة العام الماضي فقط، مما يعني أن هذه الشراكة الجديدة ستفتح الباب أمام ملايين العملاء لبدء استخدام "غروك". وإذا استفادت ولو نسبة صغيرة من مالكي "تسلا" الجدد من هذه الميزة، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة تكاليف الحوسبة لشركة "xAI"، التي تُنفق بالفعل حوالي مليار دولار شهريًا لبناء مراكز بياناتها وشراء ما يكفي من رقائق الكمبيوتر لمنافسة شركات الذكاء الاصطناعي الأخرى. لكن من المهم التفكير في طريقة مشاركة البيانات التي قد تحدث الآن بعد تثبيت "غروك" في سيارات تسلا. في إفصاحاتها، قالت "تسلا" إن محادثات السائقين مع "غروك" ستُعالج بأمان بواسطة "xAI"، بما يتماشى مع سياسة خصوصية "xAI"، مشيرةً إلى أن المحادثات ستكون مجهّلة الهوية ولن تُربط بسيارة بعينها. وتوضح نظرة على سياسة خصوصية "xAI" أن الشركة تجمع معلومات شخصية، ومحتوى المستخدم، ومعلومات من مواقع التواصل الاجتماعي، وبيانات أخرى مرتبطة باستخدام الخدمة، وأنها ستشارك البيانات مع مزودي خدمات متعاقدين معها، والشركات المرتبطة بها، والجهات الخارجية التي يوافق العملاء على مشاركة المعلومات معها. لكن السؤال الأهم هو: ما هي البيانات الدقيقة التي ستتمكن "xAI" من الوصول إليها عند استخدام "غروك" في السيارات؟. اقترح ماسك إضافة "كلمة تنبيه" لتفعيل روبوت الددرشة، لكن هل سيحد هذا من أجزاء المحادثات التي يلتقطها "غروك" داخل السيارة؟ أم أنه سيستمع إلى كل ما يُقال في السيارة بمجرد تفعيله عبر الشاشة الرئيسية؟. والمحادثات ليست سوى جزء من البيانات المتاحة. ففي النهاية، أصبحت السيارات من أقوى أجهزة جمع البيانات في الحياة اليومية. وتحتوي السيارات على أجهزة كمبيوتر وأجهزة استشعار متعددة، وتشير بعض التقديرات إلى أنها تُنتج حوالي 25 غيغابايت من البيانات كل ساعة، وهي بيانات قد تكون قيّمة بشكل خاص لشركة لديها نموذج ذكاء اصطناعي ضخم تحتاج إلى بيانات لتدريبه. تقول "تسلا" في سياسة الخصوصية الخاصة بها إنها تستخدم بيانات السيارات في نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بالقيادة الذاتية، وتسمح للعملاء بتنزيل نسخ من البيانات التي تجمعها لأنفسهم. لكن "تسلا" لا توضح بالتفصيل أنواع هذه البيانات التي تستخدمها ولأي غرض، ولم تُحدّث سياسة الخصوصية الخاصة بها منذ إضافة "غروك" في 12 يوليو، لذا من غير الواضح كيف سيتم استخدام المحادثات في السيارات. خطر كبير قال ألبرت كاهن، المدير التنفيذي لـ" Surveillance Technology Oversight Project"، وهي منظمة معنية بالمصلحة العامة وتقدم خدمات قانونية وتُركز على كيفية استخدام التكنولوجيا لاستهداف الأفراد: "هذا جزء من اتجاه أوسع نراه في صناعة السيارات". وأضاف: "السيارات تحولت من رمز للاستقلالية على الطرق المفتوحة إلى أكثر جوانب حياتنا خضوعًا للمراقبة. هناك قدر هائل من الخطر في استخدام البيانات التي تُجمع في سرية من سياراتنا ضدنا، سواء من قِبل جهات إنفاذ القانون أو مسؤولي الهجرة، أو ببساطة استغلالها لتحقيق ربح دون موافقتنا". وتحتوي سيارات تسلا، على وجه التحديد، على سلسلة من الكاميرات، وتجمع البيانات من مقاطع الفيديو والكاميرات، وبيانات أجهزة الاستشعار بالموجات فوق الصوتية، ونظام تحديد المواقع العالمي ومعلومات الموقع، وبيانات القراءات الحيوية للمركبة، مثل السرعة، واستخدام البطارية، وقراءات عداد المسافات، وسجلات الأحداث مثل بيانات الاصطدامات أو الأعطال، وبيانات تفاعل المستخدم. وهذه جميعها بيانات قدمتها "تسلا" للسلطات الحكومية للعثور على المجرمين أو لمساعدة جهات إنفاذ القانون في التحقيقات. ومن غير الواضح ما إذا كان يُسمح باستخدام المحادثات مع "غروك" في التحقيقات أيضًا. وقال كاهن إنه مع زيادة عدد الكاميرات وأجهزة الاستشعار في المركبات ذاتية القيادة، يتم جمع عدد متزايد من أنواع البيانات من السائقين، مضيفًا: "تسارع هذه الشركات إلى الادعاء بأن بياناتنا تُخفي هويتها، لكن من الصعب جدًا فعليًا إخفاء هوية هذا النوع من المعلومات بطريقة لا يمكن معها إعادة تحديد هوية أصحابها لاحقًا". وبصفته الشخص الذي يقف وراء بعض أشهر المنتجات التقنية اليوم -من السيارات الكهربائية، وتقنيات القيادة الذاتية، والنماذج اللغوية الكبيرة، إلى مواقع التواصل الاجتماعي وأقمار ستارلينك للإنترنت- يبدو أن ماسك يُصرّ بشكل متزايد على دمج مختلف مكونات إمبراطوريته التجارية لتقديم منتج جديد وفريد للمستهلكين، وسيكون قرار المستهلكين بشأن جدوى هذه التنازلات متروكًا لهم.