logo
محمد الجوهري يكتب: الفجوة الرقمية والمحتوى.. من يملك الوصول يحكم المستقبل

محمد الجوهري يكتب: الفجوة الرقمية والمحتوى.. من يملك الوصول يحكم المستقبل

الطريق١٩-٠٤-٢٠٢٥

السبت، 19 أبريل 2025 04:08 مـ بتوقيت القاهرة
بين من يعانق المستقبل ومن يلاحقه بلا جدوى
تخيل أن المستقبل يُوزع الآن مثل تذاكر قطار سريع، بعضهم على متن القطار يحلق عبر المدن الذكية نحو عوالم الذكاء الاصطناعي والميتافيرس، وآخرون يركضون حفاةً خلف العربة الأخيرة، ممسكين بآمال تتآكل مع كل ثانية، في أحد أطراف العالم، طفلة تبحث عن إشارة هاتف وسط غابة كثيفة لتكمل واجبها المدرسي، وفي طرف آخر، شاب يبني عوالم افتراضية ويربح ملايين الدولارات، بين هؤلاء وأولئك تتسع هوة اسمها: الفجوة الرقمية.
معركة صامتة تحدد من سيكتب قصة البشرية القادمة… ومن سيُمحى صوته من السجلات.
تعريف الفجوة الرقمية الحديثة.. أكثر من مجرد اتصال
الوصول إلى الإنترنت ليس كافيًا لتجاوز الفجوة الرقمية، لكن يشمل أبعادًا أعقد، منها القدرة على شراء الأجهزة، مهارات التعامل مع التكنولوجيا، وتوفر بنية تحتية موثوقة.
بحسب تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات لعام 2024، يعيش نحو 35% من سكان العالم بلا اتصال موثوق بالإنترنت، رغم دخولنا عصر 'الثورة الصناعية الرابعة'، والأخطر، أن فجوة الجودة (سرعة الإنترنت، أمان الشبكات، حرية التصفح) تتسع بوتيرة أسرع من فجوة الوصول الأولي.
في دراسة حديثة نشرتها مؤسسة 'أكسفورد إنترنت'، ظهر أن أقل من 12% من المحتوى الرقمي العالمي متاح باللغات الإفريقية مجتمعة، مما يكشف عن فجوة ثقافية خطيرة تتزاوج مع الفجوة الرقمية.
المحتوى.. السلاح الجديد في معركة النفوذ
في العالم الرقمي، من يملك القدرة على نشر روايته يتحكم في الذاكرة الجمعية للبشرية،
صحيح أن وسائل التواصل الاجتماعي أطلقت العنان للأصوات الشعبية، لكنها أيضًا عكست الفوارق، ففي حين يتمكن صانعو المحتوى في نيويورك أو لندن من الوصول إلى مئات الملايين بضغطة زر، يعجز مبدعون في قرى نائية عن إيصال قصصهم خارج حدود قريتهم.
فمثلا، أثناء حرائق أستراليا 2020، أنقذ بث مباشر عبر تيك توك حياة مئات العائلات من مناطق الخطر.
في المقابل، خلال مجاعة مدغشقر 2021، لم تصل قصص الضحايا للعالم لأن المنطقة كانت محرومة من البنية التحتية الرقمية.
هذه حيوات تُنقذ أو تُفقد وفق من يملك حق البث.
الاقتصاد والتعليم.. قطار لا ينتظر أحدًا
لا يرحم الاقتصاد الرقمي المتخلفين عنه، تتوقع 'ماكينزي' أن الاقتصاد القائم على الذكاء الاصطناعي سيضيف نحو 13 تريليون دولار للاقتصاد العالمي بحلول 2030، ولكن الغالبية الساحقة من هذه الأرباح ستُحصد في دول محدودة.
من ناحية التعليم، تشير تقارير اليونيسف إلى أن 70% من أطفال المدارس في أفريقيا جنوب الصحراء لم يتمكنوا من مواصلة تعليمهم عن بُعد أثناء جائحة كورونا، مما خلق 'جيل الجائحة' المهدد بالتهميش طويل الأمد.
تظهر بيانات عام 2024 أن الشركات الكبرى أصبحت تشترط في إعلانات التوظيف مهارات مثل التعامل مع الذكاء الاصطناعي أو تطوير المحتوى الرقمي بنسبة زادت 55% مقارنة بعام 2020.
نماذج للمقاومة والابتكار.. حيث تُخلق المعجزات
الهند
بعد إطلاق مشروع 'ديجيتال إنديا'، ارتفع عدد مستخدمي الإنترنت الريفيين بنسبة 45% خلال خمس سنوات، مما فجر طفرة محتوى محلي غير مسبوقة.
سوريا
نشطت شبكات بثّ عبر 'البلوتوث' في المخيمات لإيصال الأخبار والتعليمات الهامة رغم انعدام الاتصال.
أوكرانيا
أثبت نظام 'ستارلينك' أثناء الحرب أهمية الأقمار الصناعية في توفير بدائل فورية للاتصال التقليدي، بل وتحقيق تفوق ميداني.
ملامح المستقبل.. هل نحن على مشارف استعمار رقمي؟
مع ظهور الميتافيرس، تحذر تقارير الأمم المتحدة من أن الفجوة الرقمية قد تتسع لتصبح فجوة وجودية، من لا يمتلك سرعة اتصال عالية وأجهزة متطورة سيُحرم من التعليم، العمل، وحتى المشاركة الاجتماعية،
أما الذكاء الاصطناعي، فقد بدأ بالفعل في تعزيز تحيزات العالم الواقعي عبر تهميش الثقافات غير الغربية في خوارزميات الترجمة والتصنيف والرؤية الآلية.
بعض المختبرات الآن تطور أجهزة تعمل بالطاقة الشمسية وتوفر شبكة 'إنترانت' محلية دون الحاجة إلى الإنترنت العام.
من يمتلك حق الحكاية، يمتلك المستقبل
إن الفجوة الرقمية معركة على من يُسمع صوته، ومن يظل حبيس الصمت.
كما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: 'ينبغي ألا يكون الوصول إلى التكنولوجيا امتيازًا، بل حقًا لكل إنسان.'
السؤال الأهم الآن: هل سنسمح بأن يصبح المستقبل حكرًا على نخبة رقمية صغيرة، أم نعيد اختراعه ليشمل الجميع؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أحمد العطيفي :مصر لديها فرصة كبيرة لجذب الاستثمارات الأجنبية بمجال مراكز البيانات
أحمد العطيفي :مصر لديها فرصة كبيرة لجذب الاستثمارات الأجنبية بمجال مراكز البيانات

أهل مصر

timeمنذ 10 ساعات

  • أهل مصر

أحمد العطيفي :مصر لديها فرصة كبيرة لجذب الاستثمارات الأجنبية بمجال مراكز البيانات

أكد المهندس أحمد العطيفي مؤسس المنتدى العربي للاقتصاد الرقمي وخبير الاتصالات ،أن تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة بدراسة تدريس مادة الذكاء الاصطناعي في المدارس المصرية الخطوة تعكس مدى وعي القيادة السياسية بأهمية الذكاء الاصطناعي ودوره الكبير في مواجهة التحديات المستقبلية وأضاف مؤسس المنتدى العربي للاقتصاد الرقمي في تصريحات صحفية اليوم ،أن الذكاء الاصطناعي أصبح ركيزة أساسية في الثورة الصناعية الخامسة. وأوضح أن التحول نحو تدريس الذكاء الاصطناعي ليس مجرد إضافة لمادة جديدة، بل هو نظام متكامل يجب أن يبدأ من المراحل الابتدائية وليس الثانوية، حتى يتم تأسيس الطلاب بشكل صحيح على أسس التكنولوجيا. ونوه أن البدء من المرحلة الثانوية كان أحد الأخطاء التي رافقت مشروع إدخال التكنولوجيا في التعليم خلال الفترة الماضية، إلى جانب خطأ توزيع أجهزة التابلت على جميع الطلاب دون تحديد الفئات المستحقة، مما أثقل كاهل الدولة بتكاليف ضخمة. كما أن التركيز على الامتحانات الرقمية بدلاً من تطوير العملية التعليمية ككل أدى إلى خلق مقاومة من جانب الطلاب وأولياء الأمور. ولفت العطيفي إلى أن تطوير التعليم باستخدام الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى بنية تحتية قوية تشمل مراكز بيانات حديثة، وشبكات إنترنت عالية السرعة، وأجهزة إلكترونية حديثة للطلاب والمدرسين. وأشار إلى أن تطبيق الذكاء الاصطناعي في التعليم يمكن أن يسهم في تحليل أداء الطلاب بشكل دقيق، وتحديد نقاط القوة والضعف، وتقديم حلول تعليمية مخصصة لكل طالب. كما أشار إلى أن الاستثمار في التعليم الرقمي والذكاء الاصطناعي يتطلب ميزانيات ضخمة، مما يستدعي إشراك القطاع الخاص في تمويل المشاريع الكبرى، وخاصة في إنشاء مراكز بيانات ضخمة يمكن أن تجعل مصر مركزًا إقليميًا لتخزين البيانات ومعالجتها، مستفيدة من موقعها الجغرافي وتحكمها في 10% من حركة البيانات العالمية عبر الكابلات البحرية. وذكر العطيفي أن العالم يحتاج إلى استثمارات تصل إلى 7 تريليونات دولار لتطوير مراكز البيانات، وأن مصر يمكنها استهداف 500 مليار دولار من هذه الاستثمارات خلال السنوات العشرين القادمة، مما يجعلها قادرة على تحقيق قفزة نوعية في مجال تكنولوجيا المعلومات. وأوضح أن تطبيق الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية يجب ألا يقتصر على مجرد تدريس مادة جديدة، بل يجب أن يشمل تطوير المناهج بالكامل وتدريب المعلمين على استخدام الأدوات الرقمية والذكاء الاصطناعي في التدريس. وأكد أن هذا النظام يمكن أن يقلل من الفجوة التعليمية بين المحافظات والمناطق الريفية، ويوفر للطلاب فرصًا متساوية للحصول على تعليم رقمي متطور. العطيفي تحدث أيضاً عن أهمية تقليل أيام الحضور الفعلي للطلاب في المدارس، مقابل زيادة الاعتماد على التعليم الإلكتروني، مما قد يسهم في تقليل كثافة الفصول وتوفير تكاليف بناء المدارس. وأوضح أن تقليل أيام الحضور إلى ثلاثة أيام أسبوعياً يمكن أن يخفف العبء على البنية التحتية التعليمية ويوفر فرصاً أكبر لتطوير المحتوى التعليمي الرقمي. وأشار العطيفي إلى أن مصر لديها فرصة كبيرة لجذب الاستثمارات الأجنبية في مجال مراكز البيانات، خاصة مع توافر الكفاءات الهندسية والتكنولوجية المحلية. وأكد أن هناك مبادرات عديدة يجب إطلاقها لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في هذا المجال، مثل توفير الأراضي بأسعار رمزية أو مجاناً، وتقديم إعفاءات ضريبية للمستثمرين. وأضاف أن مصر يمكنها أيضاً أن تصبح مركزاً إقليمياً لصناعة التعهيد، خاصة في ظل توافر العمالة الماهرة والكفاءات في مجال تكنولوجيا المعلومات. ودعا إلى وضع خطة طموحة لتحقيق عائدات تصل إلى 30 مليار دولار سنوياً من صناعة التعهيد، بما يسهم في زيادة الصادرات الرقمية وتقليل العجز التجاري. وفيما يتعلق بالشركات الناشئة، طالب العطيفي بإطلاق صندوق استثماري بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن مصر تمتلك الكفاءات اللازمة لتحويل هذه الشركات إلى كيانات عالمية قادرة على المنافسة والتصدير للأسواق الدولية. وفي ختام حديثه، أكد العطيفي على ضرورة إطلاق حملة ترويجية ضخمة لجذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع التكنولوجيا، وخاصة من الدول التي تعاني من ارتفاع تكاليف الإنتاج مثل الصين والهند. وأشار إلى أن مصر لديها فرصة كبيرة لاستقطاب استثمارات تقدر بمئات المليارات من الدولارات، خاصة في ظل اهتمام العالم حالياً بإنشاء مراكز بيانات جديدة وتحسين البنية التحتية الرقمية. واختتم العطيفي حديثه بالإشارة إلى أهمية تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق هذه الأهداف، مؤكداً أن التحول الرقمي ليس خياراً بل ضرورة حتمية لتحقيق التنمية المستدامة في مصر.

إقتصاد : "واعد فنتشرز".. 500 مليون دولار لرسم ملامح الاقتصاد التقني السعودي
إقتصاد : "واعد فنتشرز".. 500 مليون دولار لرسم ملامح الاقتصاد التقني السعودي

نافذة على العالم

timeمنذ 11 ساعات

  • نافذة على العالم

إقتصاد : "واعد فنتشرز".. 500 مليون دولار لرسم ملامح الاقتصاد التقني السعودي

الثلاثاء 20 مايو 2025 10:00 مساءً نافذة على العالم - الرياض - مباشر: خلال عشر سنوات، رسّخ "واعد فنتشرز"، صندوق رأس المال الجريء التابع لأرامكو السعودية، مكانته كأحد أبرز الجهات الداعمة لريادة الأعمال والتقنية في المملكة. وانطلق "واعد فنتشرز" عام 2013 بصندوق قيمته 200 مليون دولار، ورفع لاحقًا إلى 500 مليون دولار، استثمر منها حتى الآن 270 مليون دولار في أكثر من 75 شركة ناشئة، وفقا لحساب شركة "أرامكو" على منصة "إكس". محطات رئيسية 2011: تأسيس مركز "واعد" لدعم رواد الأعمال. 2013: إطلاق "واعد فنتشرز" بميزانية 200 مليون دولار، وحد استثماري 5 ملايين دولار. 2021: رفع الحد الاستثماري إلى 20 مليون دولار لتغطية فجوة التمويل في "المرحلة المتأخرة". 2022: زيادة رأس المال إلى 500 مليون دولار للتركيز على التقنيات العميقة. 2023: تغيير الاسم إلى "واعد فنتشرز" لتأكيد التحول الكامل لصندوق رأس مال جريء. 2024: تخصيص 100 مليون دولار لاستثمارات الذكاء الاصطناعي المبكرة. قطاعات التركيز الذكاء الاصطناعي، الفضاء، الروبوتات، الطيران بدون طيار، الحوسبة الكمية، تقنيات 5G، الطباعة ثلاثية الأبعاد، والخدمات المالية الرقمية (Fintech). أبرز الاستثمارات باسكال (فرنسا): أول حاسوب كمي في المملكة. ريبيليونز (كوريا): رقائق AI لمراكز بيانات أرامكو. aiXplain (أمريكا): منصة بنية تحتية للذكاء الاصطناعي، افتتحت مقرًا بالرياض. تيرا درون (اليابان): شركة طائرات مسيّرة، أنشأت فرعًا سعوديًا. OQ Technology (لوكسمبورغ): اتصالات 5G عبر الأقمار الصناعية. آيريس (السعودية): زراعة بالمياه المالحة وتقنيات دفيئة متطورة، توسعت إلى أمريكا وأوروبا. زد (السعودية): حلول تجارة إلكترونية توسعت إقليميًا. دور محوري في الابتكار المحلي: "واعد فنتشرز" شريك في برنامج "الشركات الوطنية الرائدة" لأرامكو، بالتعاون مع: Lab7: لتطوير المنتجات التقنية. تليد: لتسريع نمو المنشآت الصغيرة والمتوسطة. نماءات: لتحويل الشركات إلى كيانات وطنية رائدة. الأثر وأسهم واعد فنتشرز في تسريع التحول الرقمي لأرامكو، وتعزيز منظومة الابتكار في المملكة، وتوطين شركات وتقنيات عالمية، وتحويل الأفكار الواعدة إلى شركات قادرة على التوسع العالمي. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر.. اضغط هنا ترشيحات اليابان تبدأ محادثات بشأن اتفاقيات الصرف الأجنبي مع أمريكا

مؤسس المنتدى العربي للاقتصاد الرقمي: الذكاء الاصطناعي سيغير مستقبل التعليم في مصر
مؤسس المنتدى العربي للاقتصاد الرقمي: الذكاء الاصطناعي سيغير مستقبل التعليم في مصر

الأسبوع

timeمنذ 18 ساعات

  • الأسبوع

مؤسس المنتدى العربي للاقتصاد الرقمي: الذكاء الاصطناعي سيغير مستقبل التعليم في مصر

رضا المسلمى أكد المهندس أحمد العطيفي مؤسس المنتدى العربي للاقتصاد الرقمي وخبير الاتصالات، أن تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة بدراسة تدريس مادة الذكاء الاصطناعي في المدارس المصرية الخطوة تعكس مدى وعي القيادة السياسية بأهمية الذكاء الاصطناعي ودوره الكبير في مواجهة التحديات المستقبلية. وأضاف مؤسس المنتدى العربي للاقتصاد الرقمي في تصريحات صحفية اليوم، أن الذكاء الاصطناعي أصبح ركيزة أساسية في الثورة الصناعية الخامسة. وأوضح أن التحول نحو تدريس الذكاء الاصطناعي ليس مجرد إضافة لمادة جديدة، بل هو نظام متكامل يجب أن يبدأ من المراحل الابتدائية وليس الثانوية، حتى يتم تأسيس الطلاب بشكل صحيح على أسس التكنولوجيا. ونوه أن البدء من المرحلة الثانوية كان أحد الأخطاء التي رافقت مشروع إدخال التكنولوجيا في التعليم خلال الفترة الماضية، إلى جانب خطأ توزيع أجهزة التابلت على جميع الطلاب دون تحديد الفئات المستحقة، مما أثقل كاهل الدولة بتكاليف ضخمة، كما أن التركيز على الامتحانات الرقمية بدلاً من تطوير العملية التعليمية ككل أدى إلى خلق مقاومة من جانب الطلاب وأولياء الأمور. ولفت «العطيفي» إلى أن تطوير التعليم باستخدام الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى بنية تحتية قوية تشمل مراكز بيانات حديثة، وشبكات إنترنت عالية السرعة، وأجهزة إلكترونية حديثة للطلاب والمدرسين. وأشار إلى أن تطبيق الذكاء الاصطناعي في التعليم يمكن أن يسهم في تحليل أداء الطلاب بشكل دقيق، وتحديد نقاط القوة والضعف، وتقديم حلول تعليمية مخصصة لكل طالب. كما أشار إلى أن الاستثمار في التعليم الرقمي والذكاء الاصطناعي يتطلب ميزانيات ضخمة، مما يستدعي إشراك القطاع الخاص في تمويل المشاريع الكبرى، وخاصة في إنشاء مراكز بيانات ضخمة يمكن أن تجعل مصر مركزًا إقليميًا لتخزين البيانات ومعالجتها، مستفيدة من موقعها الجغرافي وتحكمها في 10% من حركة البيانات العالمية عبر الكابلات البحرية. وذكر العطيفي أن العالم يحتاج إلى استثمارات تصل إلى 7 تريليونات دولار لتطوير مراكز البيانات، وأن مصر يمكنها استهداف 500 مليار دولار من هذه الاستثمارات خلال السنوات العشرين القادمة، مما يجعلها قادرة على تحقيق قفزة نوعية في مجال تكنولوجيا المعلومات. وأوضح أن تطبيق الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية يجب ألا يقتصر على مجرد تدريس مادة جديدة، بل يجب أن يشمل تطوير المناهج بالكامل وتدريب المعلمين على استخدام الأدوات الرقمية والذكاء الاصطناعي في التدريس. وأكد أن هذا النظام يمكن أن يقلل من الفجوة التعليمية بين المحافظات والمناطق الريفية، ويوفر للطلاب فرصًا متساوية للحصول على تعليم رقمي متطور. «العطيفي» تحدث أيضًا عن أهمية تقليل أيام الحضور الفعلي للطلاب في المدارس، مقابل زيادة الاعتماد على التعليم الإلكتروني، مما قد يسهم في تقليل كثافة الفصول وتوفير تكاليف بناء المدارس. وأوضح أن تقليل أيام الحضور إلى ثلاثة أيام أسبوعياً يمكن أن يخفف العبء على البنية التحتية التعليمية ويوفر فرصاً أكبر لتطوير المحتوى التعليمي الرقمي. وأشار «العطيفي» إلى أن مصر لديها فرصة كبيرة لجذب الاستثمارات الأجنبية في مجال مراكز البيانات، خاصة مع توافر الكفاءات الهندسية والتكنولوجية المحلية. وأكد أن هناك مبادرات عديدة يجب إطلاقها لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في هذا المجال، مثل توفير الأراضي بأسعار رمزية أو مجاناً، وتقديم إعفاءات ضريبية للمستثمرين. وأضاف أن مصر يمكنها أيضاً أن تصبح مركزاً إقليمياً لصناعة التعهيد، خاصة في ظل توافر العمالة الماهرة والكفاءات في مجال تكنولوجيا المعلومات. ودعا إلى وضع خطة طموحة لتحقيق عائدات تصل إلى 30 مليار دولار سنوياً من صناعة التعهيد، بما يسهم في زيادة الصادرات الرقمية وتقليل العجز التجاري. وفيما يتعلق بالشركات الناشئة، طالب العطيفي بإطلاق صندوق استثماري بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن مصر تمتلك الكفاءات اللازمة لتحويل هذه الشركات إلى كيانات عالمية قادرة على المنافسة والتصدير للأسواق الدولية. وفي ختام حديثه، أكد العطيفي على ضرورة إطلاق حملة ترويجية ضخمة لجذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع التكنولوجيا، وخاصة من الدول التي تعاني من ارتفاع تكاليف الإنتاج مثل الصين والهند.وأشار إلى أن مصر لديها فرصة كبيرة لاستقطاب استثمارات تقدر بمئات المليارات من الدولارات، خاصة في ظل اهتمام العالم حالياً بإنشاء مراكز بيانات جديدة وتحسين البنية التحتية الرقمية. واختتم العطيفي حديثه بالإشارة إلى أهمية تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق هذه الأهداف، مؤكداً أن التحول الرقمي ليس خياراً بل ضرورة حتمية لتحقيق التنمية المستدامة في مصر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store