logo
استطلاع عالمي: نظرة سلبية متزايدة تجاه إسرائيل ونتنياهو في أنحاء العالم

استطلاع عالمي: نظرة سلبية متزايدة تجاه إسرائيل ونتنياهو في أنحاء العالم

الجزيرةمنذ 2 أيام

نشر مركز "بيو" الأميركي للأبحاث استطلاعا عالميا واسع النطاق أظهر تزايدا ملحوظا في المشاعر السلبية تجاه إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في معظم دول العالم.
وشمل الاستطلاع 24 دولة بمشاركة أكثر من 28 ألف شخص، وكشف أن نتنياهو لم يحصل على تأييد يتجاوز الثلث في أي من الدول المستطلعة، باستثناء كينيا ونيجيريا، وفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
كما أظهرت النتائج أن النظرة العامة تجاه إسرائيل كانت سلبية في 20 من أصل 24 دولة شملها الاستطلاع، إذ عبرت الأغلبية التي شملها الاستطلاع عن آراء غير مؤيدة لإسرائيل.
ففي الولايات المتحدة، عبّر 53% من المشاركين عن مواقف سلبية من إسرائيل، بزيادة 11 نقطة مئوية مقارنة بعام 2022، بينما ارتفعت نسبة غير المؤيدين في المملكة المتحدة من 44% عام 2013 إلى 61% اليوم.
من جهتها، أشارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن منظمات ترصد معاداة السامية في الولايات المتحدة لاحظت تزايد الربط بين الهجمات ضد اليهود وإسرائيل أو الصهيونية.
كما أظهرت استطلاعات رأي أمريكية، بحسب الصحيفة، ارتفاعا في النظرة السلبية تجاه إسرائيل منذ بدء الحرب على غزة، مقابل تنامي الدعم لحركة التضامن مع الفلسطينيين.
وكانت هيئة البث الإسرائيلة، قالت إن "إسرائيل تعيش أزمة دبلوماسية غير مسبوقة"، بسبب تصعيدها الحرب على قطاع غزة، واصفة ما يجري بأنه "تسونامي دبلوماسي".
وأوضحت أن ذروة تراجع الدعم الغربي لإسرائيل تجلت في قرارات تصعيدية اتخذتها دول أوروبية كبرى، بينها فرنسا التي دعت لإعادة النظر في اتفاقية الشراكة الأوروبية، وبريطانيا التي فرضت عقوبات على مستوطنين واستدعت السفيرة الإسرائيلية للتوبيخ، وأوقفت مفاوضات اتفاقية التجارة الجديدة مع تل أبيب.
وصعّد الاحتلال من عدوانه على المدنيين في غزة، مستهدفا المستشفيات وخيام النازحين وتدمير الأحياء السكنية، بالتزامن مع منع الغذاء والماء والدواء عن 2.4 مليون فلسطيني في القطاع المحاصر.
وبدعم أميركي ، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 179 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ليبرمان كشف المستور..عصابة أبو شباب في رفح أداة مؤقتة للاحتلال
ليبرمان كشف المستور..عصابة أبو شباب في رفح أداة مؤقتة للاحتلال

الجزيرة

timeمنذ 34 دقائق

  • الجزيرة

ليبرمان كشف المستور..عصابة أبو شباب في رفح أداة مؤقتة للاحتلال

بعد أيام قليلة من بدء الحرب الإسرائيلية على غزة جرى الإعلان مرارا عن أن إسرائيل سوف تستعين بنظام حمائل وعشائر لإدارة الوضع في قطاع غزة. وكان هذ الكلام يتكرر كلما ارتفع صوت في إسرائيل أو خارجها: من سيتولى الحكم أو السيطرة في قطاع غزة "في اليوم التالي"؟ ولخص رئيس الحكومة الإسرائيلية موقفه هذا بإعلان أن غزة لن تكون بعد الحرب "لا حماستان ولا فتحستان" مما فتح الباب للزعم أن البديل الوحيد المتوفر هو حكم العائلات. والواقع أن مثل هذا التفكير في إسرائيل ليس قصرا على قطاع غزة بل هو مطروح منذ سنوات كبديل للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية مثلما كان مطروحا في أواخر السبعينيات ضمن ما عرف بـ"روابط القرى". وينطلق هذا التفكير أساسا من فهم استشراقي لا يرى في العرب سوى قبائل وعشائر تعيش مرحلة ما قبل الوطنية والدولة القومية. وقد جرت في غزة أثناء الحرب عدة محاولات لتأليب عشائر وعائلات ضد حكم حركة حماس واستغلال المصاعب التي يواجهها الناس في ظل اشتداد الحصار. ولقي عدد من المتواطئين مع الاحتلال مصرعهم خصوصا في غزة لأنهم كانوا يعيشون في منطقة ضيقة وبين الناس، وكان يصعب على الاحتلال حمايتهم. لكن هذا الوضع تغير بشكل جوهري بعد أن انتقلت الحرب بشدة إلى الجنوب عموما ورفح خصوصا. ونظرا لأن رفح مدينة حدودية من جهة، وهي آخر السهل الساحلي بالتقائه مع الصحراء سواء جنوبا مع سيناء، أو شرقا مع النقب يكثر وجود عائلات وقبائل يشتغل أبناؤها في تهريب البضائع والممنوعات والمخدرات. كما تكثر في هذه المنطقة التضاربات بين مصالح أي حكم ومصالح أبناء هذه العائلات والقبائل. إعلان ولعموم السكان في قطاع غزة برز اسم ياسر أبو شباب كأحد قطاع الطرق الذين يتصدون لسرقة قوافل الإغاثة خصوصا بعد احتلال إسرائيل لمعبر رفح. وكانت عمليات سرقة القوافل تتم بشكل علني وأمام نظر جنود وقادة الدبابات الإسرائيلية في المنطقة. وانتشرت أنباء وإشاعات تفيد بأن أبو شباب جمع حوله مجموعة من المنتفعين من السرقات وبيعها، وشكلوا ما أشبه بأول مليشيا إجرامية تنشأ في غزة أثناء الحرب. وقد وصفت مذكرة داخلية للأمم المتحدة، سُرّبت إلى صحيفة "واشنطن بوست"، أبو شباب بأنه "العامل الأكثر تأثيرًا وراء النهب المنظم للمساعدات" في منطقة كرم أبو سالم، ويعمل برعاية "سلبية، إن لم تكن فاعلة، من الجيش الإسرائيلي". وقد وقعت صدامات دموية بين هذه المليشيا وقوات "سهم" التابعة لوزارة الداخلية في غزة أودت بأرواح كثيرين من أفراد الشرطة ومن أعضاء هذه المليشيات. لكن هذه الصدامات منعت تمدد قوة هذه العصابة وإن لم تمنع نشوء عصابات عائلية أقل وزنًا في مناطق مختلفة خصوصا قرب محاور حركة قوافل الإغاثة. وكان معلومًا أن عصابة ياسر أبو شباب تتمركز في منطقة الشوكة في رفح وهي منطقة تقع داخل منطقة أوسع احتلها الجيش الإسرائيلي شرقي رفح وجنوب شرق خان يونس. وكان كثيرون يرون في التمركز بهذه المنطقة والعمل فيها ضد القوافل نوعًا من التعامل مع إسرائيل. وكان هناك من برّر -إما لأسباب مصلحية أو لمكايدة حماس- أعمال عصابة أبو شباب، في حين كان آخرون وضمن نظرية مؤامرة يرون تعاونا بينهما. لكن الأمر الذي صدم كثيرين كان نشر كتائب القسام شريط فيديو يظهر عددا من أفراد عصابة أبو شباب المسلحين وهم يحاولون تفتيش بيوت ويتهمهم بأنهم يعملون في خدمة قوات الاحتلال. ويُظهر الشريط استهداف القسام لهذه القوة بعبوة ناسفة مما أدى إلى مقتل عدد منهم. افتضاح اللعبة في نطاق محاولات إنجاح مشروع المساعدات الأميركي-الإسرائيلي جرى استغلال أفراد هذه العصابة في العمل بمراكز توزيع المساعدات. وبعدها أعلن ياسر أبو شباب عن أنه افتتح مخيما لإيواء النازحين ودعا سكان شرق رفح إلى "العودة إلى منازلهم سالمين في ظل حمايتنا". وأظهر فيديو نشره عناصره وهم ينصبون خيامًا ويوزعون دقيقًا في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، رغم أن الجيش الإسرائيلي كان يطالب بإجلاء المدنيين من المنطقة آنذاك. وترافقت دعوته السكان إلى العودة للسكن في منطقته، بتبرير أن ذلك يمنع التهجير مؤكدا أنه منسَّق مع القوات الإسرائيلية وزاعما أن الأمر مرتب مع السلطة الفلسطينية. ونشر أبو شباب أشرطة تشير إلى تشكيله فرقة لمكافحة الإرهاب قبل أن يسميها "القوات الشعبية" على طريق مناهضة حماس ملمحًا إلى ارتباطه بالسلطة الفلسطينية في رام الله وداعيًا الشباب للالتحاق بهذه القوات مبينا كيفية الوصول. وطبعا أثارت هذه الأشرطة جدلا واسعا في غزة ، بين من يرى في ظاهرة أبو شباب عنوانا للصراع الفلسطيني-الفلسطيني وبين من يحصر هذه الظاهرة في إطارها الإسرائيلي. وطبعا كانت هناك اتهامات لعدد من قادة الأمن في السلطة الفلسطينية مما زاد من انعدام الثقة بين الفلسطينيين. غير أن ما بدا للبعض لغزا شائكا ومعقدا سرعان ما وجد الحل من حيث لا يحتسب. فقد كشف وزير الحرب والمالية الأسبق في إسرائيل وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان وفي مخالفة صريحة للرقابة العسكرية، عن السر. وأعلن في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية أن "دولة إسرائيل تنقل إلى جميع أنواع العشائر في غزة -بعضها تابع لداعش- أسلحة. زودت إسرائيل عائلات الجريمة في غزة ببنادق هجومية وأسلحة خفيفة، بأوامر من نتنياهو". وأضاف "في رأيي، لم يحظَ هذا بموافقة مجلس الوزراء. رئيس الشاباك يعلم، ولست متأكدًا من أن رئيس الأركان يعلم. نحن نتحدث عن ما يعادل داعش في غزة. وكما حاول في السابق بناء حماس كقوة مضادة للسلطة الفلسطينية، فهو الآن يبني داعش كقوة مضادة لحماس". من دون إنكار وفور ذلك أصدر ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية بيانًا لم ينفِ فيه تصريحات ليبرمان، جاء فيه: "تعمل إسرائيل على هزيمة حماس بطرق متنوعة، بناءً على توصية جميع رؤساء الأجهزة الأمنية". ونقلت "معاريف" عن مسؤولين أمنيين قولهم إن "نتنياهو أمر الإدارة المدنية في غزة بتوزيع أسلحة على العشائر في جنوب قطاع غزة. بعض هذه المجموعات، وفقًا للمصادر، مُرتبط بجماعات سلفية. وتقول الأجهزة الأمنية إن الهدف من تعزيز هذه الجماعات هو الحد من نفوذ حماس في القطاع". وأضافت الصحيفة أن "إحدى هذه الجماعات، التي يُقدّر أنها تكتسب زخمًا، هي "القوات الشعبية"، بقيادة ياسر أبو شباب، المولود عام 1993، وهو أحد أفراد عشيرة الترابين البدوية. وكان أبو شباب نزيل سجون حماس حتى أكتوبر/تشرين الأول 2023 بتهمة السرقة والمخدرات، وجاء إطلاق سراحه تحت غطاء هجوم إسرائيلي على منشآت أمنية في قطاع غزة في بداية الحرب. ومنذ تلك اللحظة، برز اسمه كشخص يملأ الفراغ الأمني ​​في شرق رفح." وبحسب "يديعوت" هاجم الليكود والحكومة ليبرمان بشدة لكشفه السر. وقال مصدر حكومي "هذا الرجل ببساطة مجنون. لقد تسبب في أضرار جسيمة. لا حدود لها". وزعم مسؤولون كبار في الليكود أن هذا انتهاك لأمن إسرائيل وجنود الجيش الإسرائيلي: "يكشف ليبرمان مرة أخرى عن نفسه كشخص غير مسؤول، مستعد للكشف عن معلومات حساسة وتعريض جنودنا والمختطفين للخطر؛ بغرض تحقيق مكاسب سياسية". وأضافت أن هذه المسألة نوقشت في إحدى اللجان السرية في الكنيست. وأن مصادر أمنية نفت أي صلة بين مليشيا أبو شباب وتنظيم داعش، بل زعمت أن أعضاءها قاتلوا سابقًا ضد خلايا داعش في سيناء. وقالت لقد بادر جهاز الشاباك نفسه بهذه العملية وقادها، ونُفذت بموافقة القيادة السياسية، وكان رئيس الأركان، ووزير الدفاع، ورئيس الوزراء، والوزير ديرمر، من بين آخرين، مطلعين على الأمر. حجم الظاهرة لا ريب أن بوسع إسرائيل تجنيد عملاء بين الفلسطينيين لأسباب مختلفة لكن من المؤكد أنها لن تجد فعلا بينهم عميلًا أيديولوجيًا يؤمن بحق إسرائيل في نهب أرض وإرث الفلسطينيين. وليست بين الفلسطينيين كجماعة تناقضات اجتماعية أو سياسية تصل حد الارتباط بإسرائيل ضد جهات فلسطينية أخرى لصالح إسرائيل. ولذلك فإن كل جهة أو جماعة كبرت أو صغرت كانت تنتهي إذا ثبت ارتباطها بإسرائيل. هذا كان الحال حتى في مناطق 48 التي رفضت الأسرلة ورموزها وأصرت على الهوية الفلسطينية رغم كل الضغوط والظروف. كما أن ظاهرة روابط القرى سرعان ما انتهت ولم تعمّر طويلا رغم أنه تم منحها جزئيا غطاء وظيفيا أردنيا. ومن المؤكد أن ظاهرة أبو شباب هامشية ويصعب تخيل أن تزداد حجما حتى في ظل المجاعة والحصار الخانق المفروض على قطاع غزة. فلا شيء يبرر في نظر المجتمع الفلسطيني الارتباط بإسرائيل و تشبّه هذه الظاهرة بجيش لحد في جنوب لبنان. وعصابة أبو شباب، مهما حملت من أسماء لا تهدف إلا لتحقيق مصالح شخصية للقائمين عليها والمشاركين فيها ويصعب تخيل وقوف شرائح اجتماعية أو قبلية أو عائلية إلى جانبهم. يدل على ذلك بيان قبلي لعائلة أبو شباب تبرأت من أفعال ياسر عندما ثبت بالدليل القاطع ارتباطه بإسرائيل. بل إن نظرة موضوعية إلى الأمر تثبت أن هذه ظاهرة عابرة إذْ رَغم كل ما بُذل معهم منذ احتلال رفح قبل أكثر من عام لا يزيد عددهم عن 300 شخص على أبعد تقدير. فأبو شباب يدعو سكان شرقي رفح للعودة تحت رعايته فيما إسرائيل تطالب الناس بإخلاء رفح بعد تدميرها. و"القوات الشعبية" ترى في عملها منعا للتهجير بينما هدف إسرائيل المعلن هو التهجير. وأخيرا يصعب تصور أن أبو شباب – حتى وفق التوصيفات الإسرائيلية المشار إليها- والذي يعمل وفق مصالحه المالية، يريد أن يكون تحت إمرتهم. فبحسب "يديعوت" لا صلة لهؤلاء بداعش فدافعهم الرئيس مالي، "وهم متورطون بشكل رئيسي في تهريب المخدرات والدعارة وحماية أنفسهم لزيادة ثرواتهم".

الحريديم يواصلون التهديد بحل الكنيست وإسقاط حكومة نتنياهو
الحريديم يواصلون التهديد بحل الكنيست وإسقاط حكومة نتنياهو

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

الحريديم يواصلون التهديد بحل الكنيست وإسقاط حكومة نتنياهو

تُصعّد الأحزاب الدينية في إسرائيل "الحريديم" تهديداتها بحل الكنيست وإسقاط الحكومة رغم تأكيدات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن تحقيق تقدم في المباحثات معها خلال الساعات الأخيرة. وأجرى نتنياهو أمس الخميس مباحثات مع ممثلين عن تلك الأحزاب على خلفية قرار مجلس حكماء التوراة في حزب "أغودات يسرائيل" الانضمام إلى مشروع قانون ستقدمه أحزاب المعارضة الأسبوع المقبل لحل الكنيست، وبالتالي إسقاط حكومة نتنياهو، حسبما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية اليوم الجمعة. وأوضحت الهيئة أنه رغم بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحدث فيه عن "إحراز تقدم كبير" والنية لمواصلة الجهود لحسم القضايا العالقة فإن تحالف "يهدوت هتوراة" قلل من أهمية هذا التفاؤل الذي تحدث عنه نتنياهو. وجدد التحالف تمسكه بموقفه بشأن مشروع قانون حل الكنيست، مؤكدا في بيانه أن القانون سيُطرح للقراءة الأولى الأسبوع المقبل، بحسب المصدر ذاته. وإذا ما أٌقرّ مشروع قانون حل الكنيست بالقراءات الثلاث فسيحدد موعد لانتخابات مبكرة وفق الإجراءات القانونية المعمول بها. جذور الأزمة وتعود جذور الأزمة بين حكومة نتنياهو والأحزاب الحريدية إلى تعثر إقرار قانون التجنيد الذي ينص على إعفاء المتدينين من الخدمة العسكرية، وهو مطلب تعتبره تلك الأحزاب غير قابل للتنازل. ويمارس تحالف "يهدوت هتوراة" ضغوطا لتمرير مشروع قانون يعفي المتدينين اليهود (الحريديم) من الخدمة العسكرية، أو على الأقل تعليق الإجراءات العقابية بحق الرافضين للخدمة إلى حين إقرار القانون. ويتكون تحالف "يهدوت هتوراة" من حزبي "ديغل هتوراة" و"أغودات يسرائيل"، وهما من الأحزاب الحريدية الصغيرة، ويشكلان جزءا من التيار الديني المتشدد في إسرائيل. وفي هذا السياق، وجّه آشر ميدينا المتحدث باسم حزب "شاس" المشارك في الائتلاف الحكومي رسالة إلى نتنياهو عبر عمود نشر في صحيفة محلية قال فيها إن "المفتاح بيدك، فأنت من يتخذ القرار، والمسؤولية تقع على عاتقك"، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية. وأضاف ميدينا موجها حديثه إلى نتنياهو أن حزب "شاس" قطع شوطا طويلا إلى جانبه، وتحمّل انتقادات كثيرة دفاعا عنه، مشددا على أن "الاختبار الحقيقي للولاء قد حان الآن". وحذر ميدينا من أنه إذا كانت حكومة نتنياهو تعني له شيئا فإن عليه التحرك بسرعة، لافتا إلى أن حل الكنيست سيقود إلى انتخابات مبكرة، وهو ما يرفضه نتنياهو بدعوى أن إجراء انتخابات في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة أمر غير ممكن. كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن موتي بابشيك -وهو أحد أبرز أعضاء حزب "أغودات يسرائيل"- دعوته لنتنياهو إلى تقديم مشروع قانون يعفي المتدينين من الخدمة العسكرية، قائلا له بوضوح "أحضروا قانونا". ولدى تحالف "يهدوت هتوراة" 7 مقاعد في الكنيست من حزبي "ديغل هتوراة" و"أغودات يسرائيل"، في حين لدى الحكومة 68 مقعدا ويلزمها 61 من أجل البقاء. بالمقابل، فإن "لدى حزب "شاس" الديني المشارك في الائتلاف الحكومي 11 مقعدا بالكنيست من أصل 120″. مشروع قانون حل الكنيست وتتزامن الأزمة بين الأحزاب الحريدية ونتنياهو مع إعلان المعارضة -بينها "هناك مستقبل" برئاسة يائير لبيد، و" إسرائيل بيتنا" بقيادة أفيغدور ليبرمان- عزمها التقدم الأسبوع المقبل بمشاريع قوانين لحل الكنيست. وتتهم المعارضة نتنياهو بالسعي لإقرار قانون يعفي "الحريديم" من التجنيد، استجابة لمطالب حزبي "شاس" و"يهدوت هتوراه" المشاركين في الائتلاف الحكومي، بهدف الحفاظ على استقرار حكومته ومنع انهيارها. وكانت صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس" ذكرتا أول أمس الأربعاء أن حاخامات من أحزاب حريدية دعوا إلى الانسحاب من الحكومة بسبب الجمود بتشريع قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية للمتدينين، كما أصدر أحد الحاخامات تعليمات لأحد الأحزاب بدعم التصويت لحل الكنيست للسبب ذاته. وفي اليوم نفسه، قالت القناة الـ13 إن حزب "شاس" قرر الانضمام إلى مشروع حل الكنيست وإسقاط حكومة نتنياهو في أعقاب الجمود المستمر في ملف قانون إعفاء المتدينين من التجنيد. وأشارت القناة إلى أن هذا الإعلان يعزز احتمال حدوث تصدع محتمل داخل الائتلاف الحاكم، خاصة إذا انضمت أحزاب حريدية أخرى إلى المسار نفسه، مما قد يقرّب موعد الانتخابات المبكرة في إسرائيل. وكانت آخر انتخابات أجريت في إسرائيل في نهاية العام 2022، مما يعني أن موعد الانتخابات المقبلة نهاية العام المقبل ما لم يتم الذهاب إلى انتخابات مبكرة. ويواصل الحريديم احتجاجاتهم ضد الخدمة في الجيش عقب قرار المحكمة العليا الصادر في 25 يونيو/حزيران 2024 إلزامهم بالتجنيد ومنع تقديم المساعدات المالية للمؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية. ويعلو صوت كبار الحاخامات -الذين ينظر إلى أقوالهم باعتبارها فتوى دينية للحريديم- بالدعوة إلى رفض التجنيد، بل و"تمزيق" أوامر الاستدعاء. ويشكل "الحريديم" نحو 13% من سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، ويرفضون الخدمة العسكرية بدعوى تكريس حياتهم لدراسة التوراة، مؤكدين أن الاندماج في المجتمع العلماني يشكل تهديدا لهويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم. وعلى مدى عقود تمكن أفراد الطائفة من تفادي التجنيد عند بلوغهم سن 18 عاما عبر الحصول على تأجيلات متكررة بحجة الدراسة في المعاهد الدينية حتى بلوغهم سن الإعفاء من الخدمة عند بلوغ الـ26 من العمر.

بين عرفات وغزة.. حين يتحد الإيمان بالصمود وتسمو الروح بالتضحية
بين عرفات وغزة.. حين يتحد الإيمان بالصمود وتسمو الروح بالتضحية

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

بين عرفات وغزة.. حين يتحد الإيمان بالصمود وتسمو الروح بالتضحية

بالأمس، في التاسع من ذي الحجة، وقف على صعيد عرفات أكثر من مليون ونصف المليون مسلم، لأداء ركن الحج الأعظم، رافعين أكفَّ الضراعة بقلوب خاشعة، يرجون رحمة الله ومغفرته، في مشهدٍ يمثل خلاصة الإيمان وتجلياته. ولكن في مكان مختلف، وبينما نفر المسلمون من صعيد عرفات إلى المزدلفة، يُكمِلون ما تبقَّى من مناسك الحج في أيامٍ معدودات، يقف أهل غزة على صعيدٍ آخر لا يهدأ، ولا ينفرون منه، وقد نذروا أنفسهم حُرَّاسًا لكرامة الأمة، يرفعون راية الثبات، ويجسدون العناق بين الإيمان والصمود، وبين الروح والتضحية. "الحج عرفة"، كما جاء في الحديث الصحيح. ويقول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} في مكة شعيرة الحج، وفي غزة شعيرة الجهاد ضد المحتل الغاصب؛ هنا عبادة، وهناك مقاومة. يا له من رابطٍ بين بُعدٍ روحيٍّ وإنسانيٍّ عميق، يجعل من "غزة هاشم" شاهدًا على أن الأمة ما زالت حية برجالها ونسائها وأطفالها حتى في أحلك اللحظات "أيامٌ معدودات" يعلو فيها العبد إلى ربه الحج والوقوف بعرفة أيامٌ معدودات يعلو فيها العبد إلى ربه، يقف الحجيج على صعيد عرفات في لحظة تجلٍّ، يتجردون فيها من دنياهم، في مشهدٍ يُذكّر بيوم الحشر. يرفع الحجيج أكفهم بالدعاء، يتضرعون، يبكون ذنوبهم، طامعين في رحمة الله. إنه اليوم الذي قال عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما من يومٍ أكثرُ من أن يعتِقَ اللهُ فيه عبيدًا من النَّارِ من يومِ عرفةَ، وإنه لَيدنو، ثم يباهي بهم الملائكةَ فيقول: ما أراد هؤلاءِ؟ اشهَدوا ملائكتي أني قد غفرتُ لهم." في الحج، وفوق جبل الرحمة، وفي أداء المناسك، تولد روح المسلم من جديد. هناك تغيب أشياء كثيرة: لا قومية، ولا لغة، ولا وطن محدود، بل أمة واحدة، تشتاق إلى المغفرة والقبول. وقفة عرفات ووقفة غزة على صعيد غزة، ما زال أكثر من مليوني مسلم يقفون بلا خيام ولا تلبيات، صامدين تحت قصفٍ لا ينقطع، وقلوبهم تجذَّر فيها الصبر. إنها وقفة الأمة على ثغرها الحي، حيث يختلط الثبات بالإيمان، والدعاء بالدماء، والعبادة بالمقاومة، في أيامٍ تُغفر فيها الذنوب، ويُكتب فيها النصر بإذن الله. في مشهدٍ فريد -تكرر لعامين متتالين- لا يمكن أن يحدث إلا في هذه الأمة، توازت وقفة الحجيج في عرفات مع وقفة أهل غزة في مواجهة أعتى آلات البطش التي عرفتها البشرية. رمزية وقوف قد لا تخطر على بال: هؤلاء وقفوا لله طلبًا للرحمة، وأولئك وقفوا لله دفاعًا عن الحق. موقفان كلاهما "وقفة"، لكن كيف تُقاس المسافة بين دموع الرجاء، ودماء الشهداء؟ في مكة شعيرة الحج، وفي غزة شعيرة الجهاد ضد المحتل الغاصب؛ هنا عبادة، وهناك مقاومة. يا له من رابطٍ بين بُعدٍ روحيٍّ وإنسانيٍّ عميق، يجعل من "غزة هاشم" شاهدًا على أن الأمة ما زالت حية برجالها ونسائها وأطفالها حتى في أحلك اللحظات. غزة.. صعيد الأمة الذي لا يهدأ بينما يُكمل المسلمون مناسك الحج بعد أن وقفوا في عرفات، هناك من لم يستطع ذلك؛ لأنهم يقفون على أنقاض بيوتهم، يبحثون عن الناجين من تحت الركام، أو يُدارون جروحهم بصمت. في غزة العزة، لا ماء زمزم يُتضلع به، بل دماء الشهداء تُروى بها الأرض. لا ثياب إحرام، بل أكفان الشهداء. على صعيد عرفات يقف الحجيج، وعلى صعيد غزة يقف من نذروا أنفسهم حُرَّاسًا لكرامة الأمة. في غزة، يأتي عيد الأضحى لعام 1446 هجري، الموافق لعام 2025 ميلادي، وهي تُحاصرها الحرب منذ أكثر من 18 شهرًا. لا خيام تُنصب، بل بيوت تُهدم على من فيها. ومع ذلك، في عيون الجميع بريقُ تحدٍّ لا يُطفأ، وإيمان لا يمكن أن ينكسر. "ثغرٌ من ثغور الأمة" حين نصف غزة بأنها "ثغر من ثغور الأمة"، فذلك لأنها في المواجهة، وتمثل خط الدفاع الأول عن عقيدة الأمة وهويتها وكرامتها. لا جيوش جرارة، بل شعب غزة هو الجيش، يواجه آلة حرب فتاكة بالروح والدم، دفاعًا عن القدس والأقصى، والأرض والعِرض. غزة لا تبكي، ولكن فيها رجال لا يعرفون الانكسار، هم في رباط دائم، كما قال المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: "لا تزالُ طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحقِّ، لعدوِّهم قاهرين، لا يضرُّهم من خالفهم، إلا ما أصابهم من لأْواءَ، فهُم كالإناءِ بين الأَكَلةِ، حتى يأتيَهم أمرُ اللهِ وهم كذلك." قالوا: يا رسولَ الله، وأين هم؟ قال: ببيتِ المقدسِ وأكنافِ بيتِ المقدسِ." إن غزة اليوم هي أوضح نموذج لتلك الطائفة الصابرة، الذين لا يضرهم من خالفهم. إن أهل غزة يُعيدون، بصمتهم وهيبتهم الطاغية، تعريف "التضحية". فما قيمة أن تذبح الأضحية، إن لم تكن مستعدًا أن تذبح هواك، وتترك رفاهيتك، وتتخلى عن صمتك في وجه الظلم؟ رسالة للأمة الإسلامية يردد كثيرون سؤالًا صعبًا مريرًا: كيف يفرح المسلمون بالعيد وهو مخصبٌ بدماء الأبرياء من إخوانهم؟ وكيف يحج الحجيج وفلسطين تُذبح من الوريد إلى الوريد؟ في عيد الأضحى نحيي شعيرة الأضحية، ولكن في غزة لا تُذبح الأضاحي، بل يُضحّى بأهلها. في غزة يُذبح القهر بدلًا من الأضاحي. في غزة ليس العيد لمن لبس جديدًا، بل لمن لقي ربه شهيدًا. إن أهل غزة يُعيدون، بصمتهم وهيبتهم الطاغية، تعريف "التضحية". فما قيمة أن تذبح الأضحية، إن لم تكن مستعدًا أن تذبح هواك، وتترك رفاهيتك، وتتخلى عن صمتك في وجه الظلم؟ في غزة، كل بيت فيها محراب، وكل أمٍّ شهيدة مدرسة صبر، وكل طفلٍ يُصاب يرتّل القرآن بدموعه. لنرفع الدعاء، من صعيد المناسك، ومن كل صعيد، أن يُفرِّج الله كرب غزة، وأن ينصر أهلها، ويكتب لنا شرف الوقوف معهم، كما وقفنا يومًا في عرفة، عسى أن يُكتب لنا القبول في صعيد الأرض والسماء أهل غزة يُلبون والحجيج ينادون في هذه الأيام المباركة، وقف المسلمون على صعيد عرفات، يؤدون مناسكهم، في الوقت الذي يقف فيه أهل غزة وفلسطين على صعيدٍ عظيم من التضحية، لا يُدركه كثيرون. وقفة الحجيج إعلانٌ للتوبة، ووقفة أهل غزة اختبارٌ للأمة: هل ما زالت حيَّة، واعية، تتقاسم الوجع والرجاء؟ لنرفع الدعاء، من صعيد المناسك، ومن كل صعيد، أن يُفرِّج الله كرب غزة، وأن ينصر أهلها، ويكتب لنا شرف الوقوف معهم، كما وقفنا يومًا في عرفة، عسى أن يُكتب لنا القبول في صعيد الأرض والسماء. إعلان يقول الله تعالى: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِيثَاقٌ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} ويقول جل شأنه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} في الحج، وعلى صعيد عرفات، يردد الحجاج بألسنتهم: "لبيك اللهم لبيك"، أما في غزة، فإنهم يرددونها عملًا لا قولًا. يلبّون نداء الأمة الإسلامية والعربية، ونداء القدس، ونداء الكرامة. لبيك اللهم لبيك. لبيك غزة..

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store