
البحرين.. حيث يكون الإنسان أولاً
ليس هناك ما هو أثمن من حياة الإنسان، وهذه ليست مجرد كلمات، بل مبدأ راسخ تتبناه مملكة البحرين، قيادةً وحكومةً، منذ عقود. وعندما يتحقّق إنجاز طبي عالمي على أرضها، فهو ليس مصادفة، بل نتيجة لرؤية واضحة تؤمن بأن صحة الإنسان هي الأساس، وأن التطور الحقيقي يبدأ بتحسين جودة الحياة.
وفي إنجاز طبي تاريخي، نجحت مملكة البحرين عبر مركز البحرين للأورام في استكمال علاج مريض بفقر الدم المنجلي عبر تقنية زراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني «كريسبر»، ليكون أول شخص على مستوى العالم من خارج الولايات المتحدة الأمريكية يُعلن عن تلقيه العلاج بنجاح.
هذه الخطوة تعزّز ريادة البحرين في مجال الطب الدقيق والحلول الصحية المبتكرة، وتؤكد التزامها بضمان الوصول إلى أحدث التقنيات الطبية وفق أعلى المعايير الدولية.
تقنية «كريسبر» (CRISPR) التي تم استخدامها تُعد من أحدث الابتكارات في مجال الهندسة الوراثية، حيث تعتمد على تعديل الجينات بدقة متناهية، مما يسمح للجسم بإنتاج خلايا دم حمراء سليمة قادرة على نقل الأكسجين بكفاءة، دون التسبُّب في التجلّطات أو الألم الذي يعاني منه المرضى.
هذه التقنية تمثّل ثورة في عالم الطب، حيث تُتيح إمكانية علاج الأمراض الوراثية من جذورها، بدلاً من الاكتفاء بتخفيف الأعراض فقط.
وحرصت مملكة البحرين، تماشياً مع رؤى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، على توفير أحدث الخدمات الصحية، ومواكبة المستجدات العلاجية التي تُحقّق أفضل مستويات الرعاية الصحية المستدامة.
ويأتي اعتماد البحرين لعلاج «كاسجيفي»، (CASGEVY - Exa-cel) لمرضى فقر الدم المنجلي والثلاسيميا بيتا، كأول دولة في الشرق الأوسط والثانية عالمياً، ليؤكد التزامها بتقديم حلول علاجية متقدّمة بعد تقييم شامل لمعايير السلامة والجودة والفعالية.
وقد حرص سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، خلال زيارته لوحدة زراعة النخاع بمركز البحرين للأورام، على الاطمئنان على صحة المريض الذي استكمل علاجه، مؤكداً أن البحرين ماضية في تطوير القطاع الصحي وتعزيز شراكاتها مع المؤسسات الطبية العالمية، لضمان توفير أحدث العلاجات لأبناء الوطن.
هذه الزيارة تحمل دلالة كبيرة على الاهتمام المباشر الذي توليه القيادة الرشيدة لتطوير المنظومة الصحية، بما يُسهم في تحسين جودة الحياة ورفع كفاءة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين.
إن هذا الإنجاز يعكس التزام مملكة البحرين بتبنّي الابتكار الصحي، حيث لم تعد تكتفي بمواكبة التطورات، بل أصبحت شريكاً في صناعتها، من خلال الاستثمار في التقنيات الطبية المتقدّمة وتعزيز شراكاتها العالمية.
وبعد هذا الإنجاز الكبير، سيصبح مركز البحرين للأورام وجهةً طبيةً معتمدةً على المستوى الدولي في علاج أمراض الدم الوراثية باستخدام تقنيات الطب الدقيق، ما يجعله خياراً موثوقاً للعديد من الدول الباحثة عن هذه الإمكانيات والخبرات العلاجية المتقدمة.
ومع استمرار البحرين في تطوير استراتيجياتها الصحية، تواصل ترسيخ موقعها كدولة رائدة عالمياً في تقديم رعاية صحية متقدّمة، تواكب أحدث التطورات العلمية، وتُسهم في تحسين جودة الحياة، ليس فقط لمواطنيها، بل لكل من يبحث عن علاج متخصّص بأعلى المعايير الطبية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن
منذ 4 ساعات
- الوطن
التطور النوعي للمنظومة الصحية في البحرين
تطور ملحوظ ونوعي تشهده المنظومة الصحية في مملكة البحرين، تؤكد على الجهود القيمة والمتميزة التي يبذلها فريق البحرين، من خلال خطة وطنية استراتيجية، تهدف إلى تحقيق الرؤية الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبتوجيه ومتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، في ظل الجهود المبذولة من المجلس الأعلى للصحة برئاسة معالي الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، ووزيرة الصحة د. جليلة بنت السيد جواد حسن. هذا التطور النوعي والملحوظ أدى إلى التعاون المثمر والبناء بين مملكة البحرين والمنظمات والهيئات الطبية الدولية والعالمية لاسيما الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، وهذا ما أكده المدير العام لمنظمة الصحة العالمية د. تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال زيارته الأخيرة لمملكة البحرين، حيث أعرب عن تقديره لاهتمام القيادة الرشيدة في المملكة بدعم وتعزيز التعاون مع المنظمة، مؤكداً أن هذه الجهود تسهم بشكل فاعل في تحقيق الأهداف الصحية المشتركة، لاسيما مع حرص المملكة على تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع المنظمات والمؤسسات الصحية العالمية الرائدة، بما يسهم في بناء كوادر وطنية مؤهلة ورفع مستوى الخدمات الصحية، لضمان صحة وسلامة المواطنين والمقيمين والزائرين على حد سواء. من هذا المنطلق تمضي مملكة البحرين قدماً في تطوير وتحديث البنية التحتية الصحية، ولعل افتتاح مركز المحرق للرعاية الصحية الخاصة، خير دليل على ذلك، لاسيما وأنه بحسب المصادر الرسمية يهدف المركز إلى تقديم خدمات طبية وتأهيلية متقدمة للمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية صحية خاصة، مثل مرضى الشلل الدماغي والإعاقات المختلفة، إضافة إلى الحالات التي تتطلب تأهيلاً ورعاية طبية طويلة الأمد، مع الأخذ في الاعتبار أنه يضم 5 أجنحة طبية متكاملة، وصيدلية، ومختبر تحاليل، ووحدة أشعة، ووحدة متخصصة لإعادة تأهيل المرضى تشمل العلاج الطبيعي والعلاج المائي والمهني، كما يحتوي على 106 أسرّة ومزود بكافة الخدمات الطبية والإدارية. يضاف إلى ذلك، ما أنجزته المستشفيات الحكومية خلال عام 2024، حيث تحدثت الرئيس التنفيذي للمستشفيات الحكومية، د. مريم الجلاهمة، مؤخراً، خلال جولة قامت بها مع رؤساء تحرير الصحف المحلية، عن استقبال أكثر من 1.2 مليون زيارة خلال عام 2024، (أي بمتوسط 3287 زيارة يومياً)، منها أكثر من 400 ألف زيارة لقسم الطوارئ بمجمع السلمانية الطبي، (أي بمتوسط 1095 زيارة يومياً)، وأكثر من 509 آلاف زيارة للعيادات الخارجية، (أي بمتوسط 1394 زيارة يومياً)، فيما بلغت نسبة البحرينيين المراجعين للمستشفيات الحكومية 82% من إجمالي الزيارات، كما قامت بإجراء أكثر من 20.4 مليون فحص مختبري (بمعدل 56 ألف فحص يومياً)، وأكثر من 316 ألف فحص إشعاعي (بمعدل 866 فحصاً يومياً)، وإجراء 22944 عملية جراحية (بمعدل 63 عملية يومياً)، وتسجيل 7670 حالة ولادة (بمعدل 21 حالة ولادة يومياً). إن تلك الأرقام والإحصائيات تكشف مدى الإنجاز الذي يتحقق من أجل تطوير المجال الصحي في مملكة البحرين بالإضافة إلى الاهتمام بتحديث منظومة الرعاية الطبية للمجتمع، وهو ما ينعكس إيجاباً على تحقيق المسيرة التنموية الشاملة في المملكة.


البلاد البحرينية
منذ 14 ساعات
- البلاد البحرينية
وفاة ستراوي في بركة سباحة... إليكم ما نعرفه
وأخيرًا قطع الطبيب الشرعي النزاع المتداول حول وفاة مواطن من منطقة سترة، بعد أن تباينت الآراء في "السوشال ميديا" حول سبب وفاته. ففي الوقت الذي اعتبر عدد من المتداولين أن ثمة شبهة جنائية في وفاته، كانت هناك آراء تشير إلى أن السبب طبيعي، وبضرس قاطع أفاد الطبيب الشرعي أن سبب الوفاة سكتة قلبية. وفي التفاصيل، فقد انتشر في وقت مبكر من يوم الجمعة الماضي خبر وفاة مواطن من منطقة سترة في رحلة ببركة سباحة، وفي ضوء متابعة "البلاد" للواقعة، أفاد أحد أقرباء المتوفى بأن المرحوم لا يعاني من أي أمراض، إذ اعتاد الذهاب سنويًا مع أصدقاء عمره المقربين إلى برك السباحة في الفترات المسائية، إلا أنهم فضلوا الذهاب في الفترة الصباحية هذه المرة. وأوضح أنه خلال الساعة 11 صباحًا، شعر المرحوم بعدم قدرته على التنفس، فتوافد عليه المتواجدون وحاولوا إسعافه لحين وصول سيارة الإسعاف، إلا أنه توفى في سيارة الإسعاف خلال الطريق. وأكد بأنه استلم يوم أمس شهادة الوفاة والتي يتضح بها أن سبب الوفاة "سكتة قلبية"، وليس كما تم تداوله بوجود شبهة جنائية. وأوضح مصدر آخر من أهالي منطقة سترة أنه في صباح اليوم المتفق عليه، خرج الجميع إلى الموقع المحدد، وكان المرحوم في صحة طبيعية تمامًا، بل وكان في قمة النشاط والسعادة. وأضاف: "بدأنا يومنا بالسباحة، ثم لعبنا مباراة كرة قدم، وبعدها عدنا للسباحة مرة أخرى، تلاها الشوط الثاني من المباراة، ومن ثم نزلنا للسباحة للمرة الثالثة، وبعد ذلك تناولنا المرطبات (الآيس كريم) لتخفيف حرارة الجو". وأشار المصدر إلى أن الفقيد نزل وحده بعد ذلك إلى البركة، وفوجئ الجميع بخروجه السريع من الماء وهو ممسك بصدره من الجهة اليسرى، ثم سقط على الدرج قبل أن يخرج تمامًا. وتابع: "أسرعنا إليه وأخرجناه من الماء، وكان يتنفس بصعوبة، شبه فاقد للحركة، وقد قمنا له ببعض الإسعافات الأولية، ولاحظنا خروج دم من أنفه، فاستدعينا الإسعاف على الفور." وبيّن المصدر أن المسعفين وصلوا بسرعة إلى الموقع، وقدموا له الرعاية الأولية، ثم نُقل إلى المستشفى، حيث حاول الأطباء إنعاش قلبه، إذ كان لا يزال ينبض، إلا أن قضاء الله كان أسرع. وأكد أن تقرير التشريح أوضح أن سبب الوفاة هو سكتة قلبية، ما يدل على أن الوفاة وقعت أثناء نزوله الثالث للسباحة بعد تناوله الآيس كريم. ونفى المصدر صحة ما تم تداوله من شائعات حول ظروف الوفاة، مؤكدًا أن "ما يُشاع عن تعرض عبد الله لمزاح عنيف أو وجود شبهة جنائية لا أساس له من الصحة، ولم يُؤخذ من مصادر موثوقة." وأضاف أن كافة الإجراءات الطبية والقانونية جرت بسلاسة، وتم تسليم الجثة إلى ذويه، الذين شيّعوه في أجواء يملؤها الحزن والأسى، دون أن تواجههم أي عوائق من الجهات المعنية. واختتم المصدر حديثه بالقول: "الفقيد، رحمه الله، كان محبوبًا في منطقته، يحظى باحترام واسع بين أصدقائه، وكان أكبرنا سنًا، ومعروفًا في سترة بسمعته الطيبة، وحُسن تعامله، وتواصله الفعّال مع الناس، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون."


الوطن
منذ يوم واحد
- الوطن
التخصص الجامعي.. ومستقبل أبنائنا الطلبة
لعل أبرز ما يشغل بال أبنائنا الطلاب والطالبات، وأولياء أمورهم، مسألة كيفية اختيار التخصّص الجامعي المناسب، حيث دائماً ما يدور في خَلَدهم، مجموعة من الأسئلة، التي يكون مبعثها القلق، لاسيما وأن الأمر يتعلّق بتحديد مستقبلهم العلمي والعملي، حيث يبدأ أبناؤنا الطلاب والطالبات بعد التخرّج بشق طريقهم في الحياة العملية وخروجهم المباشر إلى سوق العمل، وهذا ما يؤكد أهمية الاختيار الصحيح للتخصّص الجامعي. من هذا المنطلق، لابد أن يضع الطالب وهو يختار تخصّصه الجامعي، مجموعة من الاعتبارات التي تتشابك مع بعضها، من حيث الأهمية، لعل أبرزها، التوافق بين ما يحتاجه سوق العمل، وميول ورغبات الطالب في الإبداع والابتكار، مع الأخذ في الاعتبار التخصّصات الحديثة التي يجب أن تكون تحت مجهر الطالب في اختياراته، حيث يتوقف الأمر أيضاً على مستوى قدراته في هذا المجال. وفي ظل ثورة التحوّل الرقمي عالمياً، ووفقاً لما ترصده مراكز ومعاهد الأبحاث والدراسات الدولية، فإن أبرز التخصّصات العلمية المطلوبة خلال السنوات المقبلة، تتمثل في، الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وأمن الشبكات، وتحليل البيانات، والهندسة الطبية الحيوية، وهندسة الروبوت، والعلوم المالية، وإدارة الأعمال، والتسويق الرقمي، بالإضافة إلى العلوم الصحية، لاسيما تخصّصات الطب والتمريض والتغذية الإكلينيكية، وكيمياء التغذية. إن ما يبعث على الاطمئنان لأبنائنا الطلاب والطالبات في مملكة البحرين وخارجها، ما تتمتع به الجامعات الخاصة في المملكة من تطور علمي ملحوظ، ومن خلال ما تقدّمه من برامج أكاديمية نوعية، تهتم بمتطلبات واحتياجات سوق العمل، وهو الأمر الذي انعكس على التصنيفات الدولية لتلك الجامعات، والحصول على الاعتمادات العالمية من جهات وهيئات علمية وأكاديمية عالمية متميّزة. إن المتتبّع لمسيرة التعليم الجامعي في البحرين يلحظ جلياً اهتمام الجامعات الخاصة في المملكة بتطوير البرامج الأكاديمية بما يتناسب مع احتياجات ومتطلبات سوق العمل، بالإضافة إلى السعي الحثيث لتوفير فرص التدريب والتوظيف، من خلال مواكبة التحولات الرقمية. كل الأمنيات الطيبة لأبنائنا الطلاب والطالبات في أن يوفقهم الله في مستقبلهم العلمي والعملي من أجل خدمة ونهضة وازدهار مملكة البحرين.