آداب جرش تحتفي بيوم الأدب العالمي بعروض أدبية مميزة
في أجواء أدبية ووسط حضور طلابي وأكاديمي مميز، نظّم قسم اللغة الإنجليزية والترجمة في كلية الآداب في جامعة جرش فعالية "يوم الأدب العالمي" واشتملت على سلسلة من العروض الثقافية والقراءات الأدبية التي سلّطت الضوء على الإرث الأدبي العالمي، وخصوصًا أعمال الأديب العالمي ويليام شكسبير.
و ألقى رئيس قسم اللغة الإنجليزية والترجمة الدكتور هيثم العمري كلمة ترحيبية نوّه فيها إلى أهمية الأدب كوسيلة للحوار الحضاري وتعزيز الهوية الثقافية.
وجاءت العروض التقديمية موزعة على محاور متنوعة تناولت جوانب مختلفة من أدب شكسبير، حيث قدّمت الطالبة أسيل الشربيني عرضًا افتتاحيًا حول "ويليام شكسبير: الأثر والخلود"، تلاها الطالب عارف حسين في عرض بعنوان "غموض شخصية شكسبير"، والذي ناقش النظريات المختلفة حول هويته الحقيقية.
ثم استعرضت مجموعة من الطلبة مختارات من أعمال شكسبير، حيث قدم مجـد أبو زيد قراءات في سونيتات شكسبير، وناقشت هبة أبو طحيمر البنية النثرية في كتاباته، بينما سلّطت علا الكرنز الضوء على مفاهيم السحر والشعوة في أعماله، وتطرّقت رنيم أبو زنيمة إلى التعابير الاصطلاحية التي أوجدها شكسبير وما زالت مستخدمة حتى اليوم.
واختتمت العروض بتقديم حلا عثمان لعرض بعنوان "علم الفلك وشكسبير"، والذي أبرز العلاقة بين علم الفلك والأدب في نصوصه المسرحية.
وفي نهاية الفعالية، تم توزيع الشهادات التقديرية على جميع المشاركين من الطلبة، تعبيرًا عن امتنان الكلية لجهودهم في إنجاح هذه المحاضرة .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وطنا نيوز
٢٨-٠٦-٢٠٢٥
- وطنا نيوز
هيلين وإغواء فاوست
الروائي والقاص والشاعر د. محمد عبد الله القواسمة هيلين تلك المرأة الأسطورية، التي وردت في ملحمة الإلياذة لهوميروس، الشاعر الإغريقي. وهي من أجمل النساء عند الإغريق، عشقها ملوكهم، لكنها اختارت منيلاوس ملك سبارتا زوجا لها، وجعلتها فينوس آلهة الجمال تغرم بباريس ابن ملك طروادة عندما نزل ضيفًا عند زوجها، وهربت معه إلى طروادة، فكانت الحرب التي سميت حرب طروادة، التي سير فيها اليونانيون ألف سفينة للفوز بعشيقتهم هيلين من عشيقها باريس. وتمكنوا بعد عشر سنوات من القتال والحصار من دخول مدينة طروادة باستخدام الحيلة، بإهداء مليكها حصانًا خشبيًا وفي داخله الجنود، وانتهت الحرب بحرق طروادة، وتدميرها، وقتل ملكها بريام وأميرها هكتور شقيق باريس، وأخذ نسائها محظيات عند اليونانيين، وعادت هيلين مع انتهاء سحر فينوس إلى زوجها منيلاوس . كانت هيلين من أهم الشخصيات الأسطورية، التي وظفت في الأدب والفن على مستوى العالم، وكان أول توظيف لها في مسرحية «الدكتور فاوستس» التي كتبها كريستوفر مارلو (1564 -1593م)، معاصر شكسبير، الذي قيل إنه المؤلف الأصلي لمسرحيات شكسبير وقصائده. وجاء الممثل والمخرج الإنجليزي ريتشارد ببيرتون (1925-1984م) واختار مسرحية مارلو دون غيرها من المسرحيات التي كتبت عن هيلين باستخدام أسطورة فاوست ومن أشهرها تلك التي كتبها غوته الأديب الألماني؛ لأن مارلو إنجليزي مثله، وسبق أن قدم المسرحية نفسها على المسرح، وحظيت بالنجاح من ناحية أخرى. ويقال إن فاوست شخصية حقيقية، ظهرت في العصور الوسطى لأستاذ ألماني بلغ من العلم مكانة عالية، ثم مارس السحر وباع روحه للشيطان، في مقابل أن ينال ما يشتهي من المتع والملذات الحسية والمادية لعدة سنوات. وتجلت شخصية فاوست في صورة أسطورية أول مرة في كتاب نُشِر عام 1587م في فرانكفورت لمؤلف مجهول، عنوانه «تاريخ الدكتور يوهان فاوست، الساحر الذائع الصيت، ذي الأعمال الجهنمية» إن فاوست، كما أظهره مارلو أسطورة لعالم لم يكتف بما وصل إليه من علم، فطمح إلى الوصول إلى العلم المطلق، وامتلاك القوة والسلطة، ولتحقيق ذلك لجأ إلى السحر واستحضار والأرواح؛ مما أوقعه في حبائل الشيطان مفستوفوليس، مندوب لوسيفر كبير الشياطين، الذي استخدم شبح هيلين؛ ليثير فيه قوة الشهوة الحسية، ويدفعه للتحالف معه، وعقد اتفاق بينهما على أن يكون الشيطان عبدًا له، يقدم له ما يشاء من الملذات الجسدية والمادية. في المقابل يسلمه روحه بعد أربع وعشرين سنة. ووقع فاوست الاتفاقية بدمه. من أشهر المشاهد، التي ظهرت فيها هيلين في مسرحية مارلو ذلك المشهد الذي ظهر فيه ثلاثة من تلاميذ فاوست، ويرجو أحدهم منه أن يجسد أمامهم هيلين، بوصفها أجمل نساء الأرض، فيستجيب لهم فاوست، وتظهر هيلين فائقة الجمال وبجانبها الشيطان. وبعد ذهابهم يخلو فاوست بهيلين، ويتوجه إليها بقول أبيات مشهورة: أهذا الوجه الجميل الذي أطلق ألف سفينة لحصار طروادة وحرق أبراجها الشاهقة؟ .. أي هيلين الحبيبة، امنحيني الخلود بقُبلة من شفتيكِ العذبتين! … عودي يا هيلين! ورُدِّي إلي روحي.. سأُقيم هُنا .. شفتاكِ هما الفردوس، وكلُّ شيءٍ ما خلا هيلين لا قيمة له وقبض الريح. هكذا كانت هيلين الطروادية في مسرحية مارلو، التي ترجمها كثيرون من بينهم صديقنا عودة القضاة العامل المهم في وقوع فاوست في قبضة الشيطان، وارتكابه الخطايا السبع: الفخر، الجشع، الحسد، الغضب، الشهوة، الشراهة، والكسل. وترديه الجحيم في النهاية؛ لأنه لم يستمع إلى صوت الحق في أعماقه الذي حذِّره من اتباع وساوس الشيطان، والانخداع بحيله السحرية وألاعيبه. في هذه النهاية البائسة لفاوست نتعلم بأن عدم سمو الإنسان الروحي يجعله تحت سيطرة الرغبات الدنيوية وفسادها، ويفقده المعرفة بحدوده في القوة والسلطة والمعرفة. وهذا هو حال الإنسان في عصرنا الحالي؛ عندما استند إلى القوة التي منحتها له التكنولوجيا الرقمية، وسلم روحه لها، وتحدى إرادة الله، كما فعل فاوست حين أغواه الشيطان بهيلين، مما سيجلب له المتاعب في الدنيا، ويكون مصيره الجحيم في الآخرة. كما وعد الله تعالى» وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ» (الأعراف:175)


الدستور
٢٦-٠٦-٢٠٢٥
- الدستور
هيلين وإغواء فاوست
د. محمد عبدالله القواسمة هيلين تلك المرأة الأسطورية، التي وردت في ملحمة الإلياذة لهوميروس، الشاعر الإغريقي. وهي من أجمل النساء عند الإغريق، عشقها ملوكهم، لكنها اختارت منيلاوس ملك سبارتا زوجا لها، وجعلتها فينوس آلهة الجمال تغرم بباريس ابن ملك طروادة عندما نزل ضيفًا عند زوجها، وهربت معه إلى طروادة، فكانت الحرب التي سميت حرب طروادة، التي سير فيها اليونانيون ألف سفينة للفوز بعشيقتهم هيلين من عشيقها باريس. وتمكنوا بعد عشر سنوات من القتال والحصار من دخول مدينة طروادة باستخدام الحيلة، بإهداء مليكها حصانًا خشبيًا وفي داخله الجنود، وانتهت الحرب بحرق طروادة، وتدميرها، وقتل ملكها بريام وأميرها هكتور شقيق باريس، وأخذ نسائها محظيات عند اليونانيين، وعادت هيلين مع انتهاء سحر فينوس إلى زوجها منيلاوس . كانت هيلين من أهم الشخصيات الأسطورية، التي وظفت في الأدب والفن على مستوى العالم، وكان أول توظيف لها في مسرحية «الدكتور فاوستس» التي كتبها كريستوفر مارلو (1564 -1593م)، معاصر شكسبير، الذي قيل إنه المؤلف الأصلي لمسرحيات شكسبير وقصائده. وجاء الممثل والمخرج الإنجليزي ريتشارد ببيرتون (1925-1984م) واختار مسرحية مارلو دون غيرها من المسرحيات التي كتبت عن هيلين باستخدام أسطورة فاوست ومن أشهرها تلك التي كتبها غوته الأديب الألماني؛ لأن مارلو إنجليزي مثله، وسبق أن قدم المسرحية نفسها على المسرح، وحظيت بالنجاح من ناحية أخرى. ويقال إن فاوست شخصية حقيقية، ظهرت في العصور الوسطى لأستاذ ألماني بلغ من العلم مكانة عالية، ثم مارس السحر وباع روحه للشيطان، في مقابل أن ينال ما يشتهي من المتع والملذات الحسية والمادية لعدة سنوات. وتجلت شخصية فاوست في صورة أسطورية أول مرة في كتاب نُشِر عام 1587م في فرانكفورت لمؤلف مجهول، عنوانه «تاريخ الدكتور يوهان فاوست، الساحر الذائع الصيت، ذي الأعمال الجهنمية» إن فاوست، كما أظهره مارلو أسطورة لعالم لم يكتف بما وصل إليه من علم، فطمح إلى الوصول إلى العلم المطلق، وامتلاك القوة والسلطة، ولتحقيق ذلك لجأ إلى السحر واستحضار والأرواح؛ مما أوقعه في حبائل الشيطان مفستوفوليس، مندوب لوسيفر كبير الشياطين، الذي استخدم شبح هيلين؛ ليثير فيه قوة الشهوة الحسية، ويدفعه للتحالف معه، وعقد اتفاق بينهما على أن يكون الشيطان عبدًا له، يقدم له ما يشاء من الملذات الجسدية والمادية. في المقابل يسلمه روحه بعد أربع وعشرين سنة. ووقع فاوست الاتفاقية بدمه. من أشهر المشاهد، التي ظهرت فيها هيلين في مسرحية مارلو ذلك المشهد الذي ظهر فيه ثلاثة من تلاميذ فاوست، ويرجو أحدهم منه أن يجسد أمامهم هيلين، بوصفها أجمل نساء الأرض، فيستجيب لهم فاوست، وتظهر هيلين فائقة الجمال وبجانبها الشيطان. وبعد ذهابهم يخلو فاوست بهيلين، ويتوجه إليها بقول أبيات مشهورة: أهذا الوجه الجميل الذي أطلق ألف سفينة لحصار طروادة وحرق أبراجها الشاهقة؟ .. أي هيلين الحبيبة، امنحيني الخلود بقُبلة من شفتيكِ العذبتين! ... عودي يا هيلين! ورُدِّي إلي روحي.. سأُقيم هُنا .. شفتاكِ هما الفردوس، وكلُّ شيءٍ ما خلا هيلين لا قيمة له وقبض الريح. هكذا كانت هيلين الطروادية في مسرحية مارلو، التي ترجمها كثيرون من بينهم صديقنا عودة القضاة العامل المهم في وقوع فاوست في قبضة الشيطان، وارتكابه الخطايا السبع: الفخر، الجشع، الحسد، الغضب، الشهوة، الشراهة، والكسل. وترديه الجحيم في النهاية؛ لأنه لم يستمع إلى صوت الحق في أعماقه الذي حذِّره من اتباع وساوس الشيطان، والانخداع بحيله السحرية وألاعيبه. في هذه النهاية البائسة لفاوست نتعلم بأن عدم سمو الإنسان الروحي يجعله تحت سيطرة الرغبات الدنيوية وفسادها، ويفقده المعرفة بحدوده في القوة والسلطة والمعرفة. وهذا هو حال الإنسان في عصرنا الحالي؛ عندما استند إلى القوة التي منحتها له التكنولوجيا الرقمية، وسلم روحه لها، وتحدى إرادة الله، كما فعل فاوست حين أغواه الشيطان بهيلين، مما سيجلب له المتاعب في الدنيا، ويكون مصيره الجحيم في الآخرة. كما وعد الله تعالى» وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ» (الأعراف:175)

الدستور
١٣-٠٦-٢٠٢٥
- الدستور
الدكتور عبد الفتاح النجار.. الناقد الاستثنائي وأســتــاذ الـــرفــض والـثــورة
عمان – نضال برقان غيَّب الموت، يوم الأربعاء الماضي، الناقد الأستاذ الدكتور عبد الفتاح النجار، عن 89 عاما قضى جلها في التدريس والنقد، وقد شكّل علامة فارقة في المشهد الثقافي الأردني المعاصر. وكان أدب الراحل وإنتاجه النقدي متفاعلاً دائماً مع حياته وحياة الناس وفي كل ما كتب كان يصور واقعاً عاشه أو تأثر به، بحسب الناقد والشاعر نضال القاسم، الذي يشير إلى أن الراحل كانت له «عين الفنان النفاذة وحسه الشفاف المرهف، لذا فإنّ النجار لم ينْحُ في نقده منحىً وجدانيّاً فردانيّاً بقدر ما كانت معاناته عبر نقده مرتبطة بواقع ذي ملامح محدودة في الزمان والمكان، وقد استطاع النجار عبر مدوّنته النقدية المنشورة أن يتميّز بصوته الخاص، فهو ناقد استثنائي علمَّ كثيراً من الشعراء معنى الرفض والثورة، وكيف تصيرُ الكلمة قدراً جميلاً، وكيف يكون اختيار اللفظ بداية لاقتناص القصيدة. وعلى الرغم من أن معظم أعماله النقدية قد كتبت بشكل أساسي بمواضيع نقد الشعر المعاصر في الأردن إلا أن مواهبه النقدية الفريدة أعطتها جاذبية عالمية شاملة، فكان مبدعاً في كتاباته كما كان مبدعاً في حياته ومسيرته، وقد لفت نشاطه ومقالاته الأنظار إليه كناقد ومفكر ومعلم جاد ونشيط، فكان مرجعاً لكثير ٍمن المهتمين». وقد عمل الراحل أستاذا لمادة الأدب العربيّ ونقده في جامعة جرش الأهليّة، وعمل محاضرا (غير متفرّغ) في أقسام اللغة العربية في جامعات: اليرموك، وإربد الأهلية، وجرش الأهليّة، وكذلك مشرفا تربويا لمادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية في وكالة الغوث الدولية، ومديرا لأحدى مدارسها، كذلك عمل معلما لمواد اللغة الإنجليزيّة، واللغة العربيّة، والتربية الإسلامية فيها. وقد حصل د. عبدالفتاح النجار على: درجة الدكتوراه اللبنانية في اللغة العربية وآدابها (دكتوراه دولة) من الجامعة اللبنانية في بيروت، وماجستير في اللغة العربية وآدابها من جامعة القدّيس يوسف في بيروت، ودبلوم في التربية من الجامعة الأردنية في عمّان. وليسانس في الآداب من قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة بيروت العربيّة في بيروت. والراحل عضو لعدة مؤسسات علمية وتربوية وأدبية منها: مجلس جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنيّة للعامين 1998، و1999. مجلس قسم اللغة العربيّة - جامعة جرش. اللجنة التحضيريّة لمؤتمر النقد الأدبيّ في جامعة جرش للسنوات 2003، و2004، و2005. الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب. رابطة الكتاب الأردنيين. الهيئة الإدارية في رابطة الكتاب الأردنيين - فرع إربد سنة 1986. لجنة اللغة العربيّة في مركز التطوير التربويّ - معهد التربية - أونروا - يونسكو من 1984 - 1991. من مؤلّفاته المطبوعة: التجديد في الشعر الأردني (1950 - 1978)، دار ابن رشد، عمان، ط1، 1990، مطابع الدستور التجارية. تيسير سبول شاعراً مجدّداً، عمان، ط1، 1993، مطابع الدستور التجارية. حركة الشعر الحر في الأردن (1979 - 1992)، ط1، 1998، مطبعة البهجة - إربد. الشعر الحرّ الموجّه إلى الأطفال في الأردن (1979 - 1992) ، ط1، 1998، مطبعة البهجة - إربد. قصيدة النثر في الأردن (1979-1992)، ط1، 1998، مطبعة البهجة - إربد.