logo
درس بالقاهرة وخبير بالمنطقة.. إريك تريجر ناصح ترامب حول الشرق الأوسط

درس بالقاهرة وخبير بالمنطقة.. إريك تريجر ناصح ترامب حول الشرق الأوسط

الجزيرة١٣-٠٢-٢٠٢٥

واشنطن- كان لافتا جلوسه في الصف الثاني خلف جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي خلال المؤتمر الصحفي للرئيس دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، الثلاثاء قبل الماضي في الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض. كما ظهر واقفا في أقصى يمين المكتب البيضاوي على يسار ترامب عند اجتماعه بملك الأردن عبد الله الثاني الثلاثاء الماضي، إنه منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى مجلس الأمن القومي الأميركي إريك تريجر.
وفي كلتا المناسبتين حمل تريجر ملفا ورقيا يُعتقد أنه يتضمن ملفات هامة وبيانات وملخصات ومواقف وأرقام قد يحتاجها الرئيس عند لقائه ضيوفه القادمين من الشرق الأوسط ، حيث يعد أهم وأعلى مستشار للرئيس ترامب في قضايا الشرق الأوسط، ولا يقتصر دوره على تقديم النصح له، بل هو أحد أهم صانعي القرار الأميركي تجاه المنطقة.
من هنا حرص وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ومن قبله الأردني أيمن الصفدي ، على لقائه في مبنى كبار الموظفين المجاور للجناح الغربي داخل البيت الأبيض ، خلال زيارتهم واشنطن في الأيام القليلة الماضية.
وشغل هذا المنصب أثناء رئاسة جو بايدن بريت ماكغورك، الذي لعب دورا محوريا في ملف التفاوض مع حركة حماس والتوصل لوقف إطلاق النار في لبنان، وقام بزيارات مكوكية للقاء محمد بن سلمان ولي العهد السعوي مرات عدة، ويعكس ذلك أهمية منصب تريجر ولعبه دورا رئيسيا في تشكيل سياسة إدارة ترامب في كل ملفات الشرق الأوسط.
ولا يتصادم منصب ومهام تريجر بمبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف ، حيث لا يمتلك الأخير -رجل العقارات في نيويورك وصديق ترامب- أي خبرات سياسية بالمنطقة، ويعتمد على أسلوب الصفقات، كما يدعم تريجر ويتكوف ويمده بما يحتاج من ملخصات أو بمواقف الإدارة تجاه مختلف قضايا الشرق الأوسط.
خبرة عميقة
ولد تريجر بمدينة نيويورك ، ويعرف عنه تشجيعه لفرق نيويورك في رياضة البيسبول، ويسكن في منطقة شمال غربي واشنطن المرموقة.
تخرج من جامعة هارفارد ، حيث درس العلوم السياسية واللغتين العربية والعبرية، ثم حصل على درجة الماجستير من الجامعة الأميركية في القاهرة، مركزا على الإصلاح القانوني الإسلامي.
أكمل دراساته العليا ونال الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة بنسلفانيا، متعمقا بدراسة المعارضة المصرية للرئيس السابق حسني مبارك ، بما فيها ما جرى في ميدان التحرير أثناء موجة الربيع العربي.
كما سبق أن عاش تريجر في القاهرة، حيث درس كزميل لمنحة "فولبرايت" في برنامج الحضارات الإسلامية، ودرس في الجامعة الأميركية في القاهرة، وحصل على الماجستير في الدراسات العربية مع التركيز على الدراسات الإسلامية.
ويعد تريجر أحدث خريجي معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (WINEP)، ممن يشغلون مناصب قيادية في عرين السياسة الأميركية، وبعد تركه عام 2017، انتقل إلى مجلس الشيوخ موظفا في لجنة العلاقات الخارجية المعنية بقضايا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ثم أصبح كبير موظفي لجنة القوات المسلحة بالمجلس تحت رئاسة السيناتور الجمهوري جيمس أنهوف.
يُذكر أن معهد واشنطن تأسس عام 1985، وخرج من عباءة لجنة العلاقات العامة الأميركية الإسرائيلية " أيباك"، أكبر منظمات اللوبي الإسرائيلي، ولا يُعرف عن المعهد انتماء محدد سواء للحزبين الديمقراطي أو الجمهوري، وعادة ما تضم كل إدارة أميركية عددا من كبار باحثيه، سواء في البيت الأبيض، أو وزارة الخارجية، أو مجلس الأمن القومي، أو وزارة الدفاع " البنتاغون" أو الكونغرس.
وسبق تريجر كثيرون من باحثي المعهد بإدارات أميركية مختلفة في الماضي، وكان من أبرزهم ممن خدموا في ملفات الشرق الأوسط اسمان لهما باع طويل، هما مارتن إنديك ودينيس روس، كما ضم عددا من كبار المسؤولين والعسكريين الإسرائيليين، أبرزهم رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير.
ويقول المعهد على موقعه الإلكتروني إن مهمته تتمثل بـ "جلب المعرفة للتأثير على صنع السياسة الأميركية بهذه المنطقة الحيوية من العالم، وخدمة مصالح الولايات المتحدة بالشرق الأوسط".
الشرق الأوسط تخصصه
ركز تريجر خلال سنوات حياته المهنية التي قضاها باحثا في معهد واشنطن على مصر و جماعة الإخوان المسلمين ، وحث أعضاء الكونغرس في مناسبات عدة قدم فيها شهادته، على عدم الاجتماع بمسؤولين منهم، واصفا إياهم بأنهم "جماعة كراهية متطرفة".
كما دأب على زيارة القاهرة أثناء فترة الربيع العربي، والتقى كثيرا بالعديد من شباب الثورة وقادة الجماعات الإسلامية بما فيهم الإخوان المسلمون، ورصد عملية صنع القرار في الجماعة طوال تلك الفترة، التي بدأت بثورة يناير/كانون الثاني عام 2011 وانتهت بالإطاحة بنظام الرئيس محمد مرسي.
كما سبق أن انتقد إدارة باراك أوباما على فشلها في إدارة علاقتها مع مصر بشكل صحيح عندما جمدت المساعدات العسكرية للقاهرة لعدة شهور عقب اقتحام ميداني رابعة العدوية و النهضة ، وحذر من مغبة الضغط على الحكومة المصرية، وقال "إن حظر إمداد مصر بالأسلحة لا يخدم المصالح المصرية ولا الإسرائيلية ولا الأميركية في المنطقة".
وفي جوانب أخرى، طالب تريجر بالتشدد مع إيران وندد بالاتفاق النووي الذي وقعته معها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما عام 2015، وعُرف عنه قربه وعلاقته القوية بالسفير الإماراتي بواشنطن يوسف العتيبة ، وأغلب الدبلوماسيين العرب ممن خدموا بواشنطن على مدار العقدين الأخيرين.
وأكدت تقارير تبرع تريجر بالمال لدعم كنيس يهودي في واشنطن العاصمة، ولجماعة الطلاب اليهود بجامعة هارفارد، وفقا لبيانات جمع التبرعات بتلك المنظمات.
إنتاجه الفكري
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 توقف تريجر عن نشر أرائه الخاصة على حسابه على منصة "إكس"، واكتفى بإعادة نشر تعليقات كبار أعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ حول الصراع في الشرق الأوسط، لا سيما بخصوص المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
ونشر انتقادات موجهة لإدارة الرئيس جو بايدن عن العدوان الإسرائيلي على القطاع، خاصة حجب بعض الأسلحة مؤقتا عن إسرائيل، والدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وعرف عن تريجر غزارة الإنتاج، سواء في صورة مقالات رأي بكبريات الصحف والمجلات الأميركية، مثل " نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" و" واشنطن بوست" و"فورين أفيرز" و" فورين بوليسي"، وصدر له العشرات من تقديرات المواقف السياسية وتوصيات السياسية أثناء عمله بمعهد واشنطن.
وأصدر كتابا عام 2016 بعنوان "الخريف العربي: كيف ربح الإخوان المسلمون مصر وخسروها في 891 يوما" شرح فيه فهمه لسبب انضمام جماعة الإخوان ل ثورة يناير 2011، وترشحها لأغلبية المقاعد في الانتخابات البرلمانية 2011-2012، وترشيحها مرشحا رئاسيا في انتخابات مايو/أيار ويونيو/حزيران 2012، رغم وعدها الأولي بعدم القيام بذلك.
واستند في تأليف كتابه إلى بحث مكثف في مصر، وأجرى مقابلات مع العشرات من قادة وكوادر الإخوان بمن فيهم الرئيس السابق محمد مرسي، ووصل إلى نتيجة مفادها أن "الخصائص ذاتها التي ساعدت جماعة الإخوان على الفوز بالسلطة ساهمت أيضا في زوالها السريع".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حماس: استخدام إسرائيل للفلسطينيين دروعا بشرية جريمة حرب تكشف انهيارها الأخلاقي
حماس: استخدام إسرائيل للفلسطينيين دروعا بشرية جريمة حرب تكشف انهيارها الأخلاقي

الجزيرة

timeمنذ 30 دقائق

  • الجزيرة

حماس: استخدام إسرائيل للفلسطينيين دروعا بشرية جريمة حرب تكشف انهيارها الأخلاقي

قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن استخدام الاحتلال للفلسطينيين دروعا بشرية باعتراف جنوده يمثل دليلا إضافيا على ارتكابه جرائم حرب وانتهاكات ممنهجة. واعتبرت في بيان لها أن ما ورد في التقرير الصادر عن وكالة "أسوشيتد برس"، والذي وثّق -بشهادات من جنود وضباط في جيش الاحتلال- ارتكاب قوات الاحتلال الصهيوني جرائم بشعة باستخدام المدنيين الفلسطينيين دروعا بشرية في قطاع غزة و الضفة الغربية ، بأوامر صريحة من قيادات عسكرية عليا؛ يشكّل جريمة حرب موصوفة يحظرها القانون الدولي الإنساني ، واتفاقيات جنيف، وكل المواثيق الدولية. وقالت إن التحقيق الذي نشرته الوكالة، وما تضمّنه من شهادات صادمة حول إجبار فلسطينيين، على دخول المباني وتفتيش الأنفاق، والتمركز أمام الجنود وآلياتهم خلال العمليات العسكرية، لا يمثّل حوادث فردية، بل "يكشف عن سياسة منهجية مدروسة، تعكس الانهيار الأخلاقي والمؤسسي في صفوف هذا الجيش الإرهابي". وشددت الحركة على أن اعترافات الجنود أنفسهم، ومواقف منظمة "كسر الصمت"، التي وضَّحت أن هذه الممارسات منتشرة وغير معزولة، تؤكد أن جيش الاحتلال يمارس أبشع صور الاستغلال الإجرامي للأسرى والمدنيين. ودعت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها كافة، إلى التحرّك لوقف هذه الانتهاكات المستمرة، ومحاسبة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة الدولية، ومغادرة حالة الصمت والعجز، التي تشكل غطاء للاحتلال للاستمرار في جرائمه. سياسة ممنهجة وكانت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية قد نقلت عن معتقلين فلسطينيين وعدد من جنود الجيش الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية تجبر المدنيين الفلسطينيين بشكل منهجي على العمل كدروع بشرية. وحسب الوكالة، فإن 7 فلسطينيين من غزة والضفة الغربية المحتلة قدّموا شهادات تفصيلية حول إجبارهم على تنفيذ مهام خطرة لصالح الجيش، من بينها التقدّم أمام القوات إلى أماكن يُشتبه بوجود مسلحين فيها. تهديد بالقتل وأوضح معتقل فلسطيني سابق لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي أنه أُجبر على دخول منازل في قطاع غزة مرتديا زيا عسكريا ومزودا بكاميرا على جبينه، للتأكد من خلوّها من المتفجرات أو المسلحين، مؤكدا أن كل وحدة عسكرية كانت تنقله إلى الأخرى بمجرد الانتهاء من استخدامه. وأضاف الفلسطيني، الذي يبلغ من العمر 36 عاما، أن الجنود ضربوه وهددوه بالقتل إن لم ينفذ الأوامر، مشيرا إلى أنه بقي محتجزا لدى الجيش الإسرائيلي في شمال غزة لمدة أسبوعين ونصف خلال الصيف الماضي. كما تحدث فلسطيني اعتُقل سابقا لدى الاحتلال أنهم استخدموه درعًا بشرية لمدة أسبوعين، مشيرا إلى أنه توسل لأحد الجنود قائلا "لدي أطفال وأريد العودة إليهم". وأوضح أنه أُجبر على دخول منازل ومبانٍ ومستشفى لحفر مواقع يُشتبه بوجود أنفاق فيها وتفتيشها. وفي الضفة الغربية المحتلة، روت فلسطينية أن جنود الاحتلال اقتحموا منزلها في مخيم جنين وأجبروها على تفتيش شقق وتصويرها قبل اقتحامها، مشيرة إلى أنهم تجاهلوا توسلاتها للعودة إلى طفلها الرضيع، وقالت "خفت أن يقتلوني وألا أرى ابني مجددا". وعلى الجانب الإسرائيلي، في المقابل، قال ضابط إسرائيلي للوكالة -مفضلا عدم الكشف عن هويته- إن أوامر استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية كانت تصدر في الغالب من قيادات عليا، وإن هذا الأسلوب اتبعته تقريبا كل كتيبة ميدانية. إعلان كما تحدث جنديان إسرائيليان عن ممارسات مشابهة، مؤكدَين أن استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية بات أمرا شائعا، وأشارا إلى استخدام مصطلحات مهينة في وصفهم. من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه "يحظر استخدام المدنيين دروعا بشرية"، متهما حركة حماس باتباع هذا الأسلوب، لكنه أقر بأنه يحقق في عدد من الحوادث، دون تفاصيل إضافية. من جهتها، اعتبرت منظمة "كسر الصمت" وهي منظمة إسرائيلية غير حكومية، تنشر شهادات جنود سابقين حول انتهاكات الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن هذه الشهادات "لا تمثل حوادث فردية، بل تشير إلى فشل ممنهج وانهيار أخلاقي خطير". وسبق أن كشفت تحقيقات للجزيرة استخدام جنود الاحتلال لمدنيين فلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، دروعا بشرية في الحرب على غزة.

حماس: استخدام إسرائيل للفلسطينيين دروعا بشرية جريمة حرب تكشف انهياره الأخلاقي
حماس: استخدام إسرائيل للفلسطينيين دروعا بشرية جريمة حرب تكشف انهياره الأخلاقي

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

حماس: استخدام إسرائيل للفلسطينيين دروعا بشرية جريمة حرب تكشف انهياره الأخلاقي

قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن استخدام الاحتلال للفلسطينيين دروعا بشرية باعتراف جنوده يمثل دليلا إضافيا على ارتكابه جرائم حرب وانتهاكات ممنهجة. واعتبرت في بيان لها أن ما ورد في التقرير الصادر عن وكالة "أسوشيتد برس"، والذي وثّق -بشهادات من جنود وضباط في جيش الاحتلال- ارتكاب قوات الاحتلال الصهيوني جرائم بشعة باستخدام المدنيين الفلسطينيين دروعا بشرية في قطاع غزة و الضفة الغربية ، بأوامر صريحة من قيادات عسكرية عليا؛ يشكّل جريمة حرب موصوفة يحظرها القانون الدولي الإنساني ، واتفاقيات جنيف، وكل المواثيق الدولية. وقالت إن التحقيق الذي نشرته الوكالة، وما تضمّنه من شهادات صادمة حول إجبار فلسطينيين، على دخول المباني وتفتيش الأنفاق، والتمركز أمام الجنود وآلياتهم خلال العمليات العسكرية، لا يمثّل حوادث فردية، بل "يكشف عن سياسة منهجية مدروسة، تعكس الانهيار الأخلاقي والمؤسسي في صفوف هذا الجيش الإرهابي". وأكدت الحركة أن اعترافات الجنود أنفسهم، ومواقف منظمة "كسر الصمت"، التي أكدت أن هذه الممارسات منتشرة وغير معزولة، تؤكد أن جيش الاحتلال يمارس أبشع صور الاستغلال الإجرامي للأسرى والمدنيين. ودعت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها كافة، إلى التحرّك لوقف هذه الانتهاكات المستمرة، ومحاسبة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة الدولية، ومغادرة حالة الصمت والعجز، التي تشكل غطاء للاحتلال للاستمرار في جرائمه. سياسة ممنهجة وكانت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية قد نقلت عن معتقلين فلسطينيين وعدد من جنود الجيش الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية تجبر المدنيين الفلسطينيين بشكل منهجي على العمل كدروع بشرية. وحسب الوكالة، فإن 7 فلسطينيين من غزة والضفة الغربية المحتلة قدّموا شهادات تفصيلية حول إجبارهم على تنفيذ مهام خطرة لصالح الجيش، من بينها التقدّم أمام القوات إلى أماكن يُشتبه بوجود مسلحين فيها. تهديد بالقتل وأوضح معتقل فلسطيني سابق لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي أنه أُجبر على دخول منازل في قطاع غزة مرتديا زيا عسكريا ومزودا بكاميرا على جبينه، للتأكد من خلوّها من المتفجرات أو المسلحين، مؤكدا أن كل وحدة عسكرية كانت تنقله إلى الأخرى بمجرد الانتهاء من استخدامه. وأضاف الفلسطيني، الذي يبلغ من العمر 36 عاما، أن الجنود ضربوه وهددوه بالقتل إن لم ينفذ الأوامر، مشيرا إلى أنه بقي محتجزا لدى الجيش الإسرائيلي في شمال غزة لمدة أسبوعين ونصف خلال الصيف الماضي. كما تحدث فلسطيني اعتُقل سابقا لدى الاحتلال عن استخدامه درعا بشريا لمدة أسبوعين، مشيرا إلى أنه توسل لأحد الجنود قائلا "لدي أطفال وأريد العودة إليهم". وأوضح أنه أُجبر على دخول منازل ومبانٍ ومستشفى لحفر مواقع يُشتبه بوجود أنفاق فيها وتفتيشها. وفي الضفة الغربية المحتلة، روت فلسطينية أن جنود الاحتلال اقتحموا منزلها في مخيم جنين وأجبروها على تفتيش شقق وتصويرها قبل اقتحامها، مشيرة إلى أنهم تجاهلوا توسلاتها للعودة إلى طفلها الرضيع، وقالت "خفت أن يقتلوني وألا أرى ابني مجددا". وعلى الجانب الإسرائيلي، في المقابل، قال ضابط إسرائيلي للوكالة -مفضلا عدم الكشف عن هويته- إن أوامر استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية كانت تصدر في الغالب من قيادات عليا، وإن هذا الأسلوب اتبعته تقريبا كل كتيبة ميدانية. إعلان كما تحدث جنديان إسرائيليان عن ممارسات مشابهة، مؤكدَين أن استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية بات أمرا شائعا، وأشارا إلى استخدام مصطلحات مهينة في وصفهم. من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه "يحظر استخدام المدنيين دروعا بشرية"، متهما حركة حماس باتباع هذا الأسلوب، لكنه أقر بأنه يحقق في عدد من الحوادث، دون تفاصيل إضافية. من جهتها، اعتبرت منظمة "كسر الصمت" وهي منظمة إسرائيلية غير حكومية، تنشر شهادات جنود سابقين حول انتهاكات الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن هذه الشهادات "لا تمثل حوادث فردية، بل تشير إلى فشل ممنهج وانهيار أخلاقي خطير". وسبق أن كشفت تحقيقات للجزيرة استخدام جنود الاحتلال لمدنيين فلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، دروعا بشرية في الحرب على غزة.

معاريف: عقوبات أوروبا وموقف ترامب يقلبان الساعة الرملية لحرب غزة
معاريف: عقوبات أوروبا وموقف ترامب يقلبان الساعة الرملية لحرب غزة

الجزيرة

timeمنذ 4 ساعات

  • الجزيرة

معاريف: عقوبات أوروبا وموقف ترامب يقلبان الساعة الرملية لحرب غزة

رأت المراسلة لصحيفة معاريف الإسرائيلية آنا براسكي أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بدأت تدخل مرحلة العدّ التنازلي، مشيرة إلى أن الغرب بدأ يتحرك بشكل منسق للضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب، في وقت يوشك فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الانضمام لهذا المسار، بعد أن بدأ صبره بالنفاد، وهو ما سيُجبر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عاجلا أم آجلا على إصدار أمر بوقف إطلاق النار في غزة. العد التنازلي لوقف الحرب وقالت براسكي في مستهل مقال موسع إن نتنياهو "يبذل كل ما بوسعه لرسم صورة مختلفة للواقع"، رغم أن الوقائع تتجه نحو نهاية للحرب، وليس كما يخطط لها. وكشفت المراسلة أنها شاركت مطلع هذا الأسبوع مع عدد من الصحفيين المتخصصين في الشؤون الدبلوماسية في "محادثة مطوّلة مع دبلوماسي غربي رفيع"، وُصفت بأنها سرية وغير مخصصة للنشر في معظمها. وكان الهدف من المحادثة إيصال رسالة واضحة إلى الإعلام الإسرائيلي بشأن الجو السائد في الغرب، لكن "ليس هذا فحسب، بل إعدادهم نفسيا لخطوة دبلوماسية منسقة مقبلة". وحسب براسكي، فإن هذه الجلسة كانت بمثابة الطلقة الافتتاحية في "حملة ضغط دبلوماسية هائلة على إسرائيل لإنهاء الحرب في قطاع غزة"، مشيرة إلى أن الدبلوماسي "جاء غاضبا باسم بلاده والدول الغربية الأخرى"، ورغم أنه تحدث بلهجة دبلوماسية محسوبة، فإن رسالته كانت حاسمة "العد التنازلي لإنهاء الحرب قد بدأ". وقالت إن الرسالة كانت أن "توقيت الحرب في غزة بدأ يدق بصوت عالٍ في أوروبا، والمراحل المقبلة ستكون من التهديد بعقوبات جماعية، وصولا إلى تمرير قرار في مجلس الأمن الدولي يفرض على إسرائيل وقف الحرب، دون أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضده". نتنياهو لا يزال يكابر وللرد على هذا الضغط، عقد نتنياهو مساء الأربعاء الماضي مؤتمرا صحفيا هو الأول له منذ أكثر من 6 أشهر، وقالت براسكي إن دافعه لعقد هذا المؤتمر لم يكن الوضع الميداني، بل "الاحتياج السياسي الداخلي لتهدئة قاعدته الغاضبة، بسبب قرار استئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة". ورغم ذلك، فإن نتنياهو -حسب الكاتبة- كرر رسائله القديمة ذاتها، وتحدث كما لو أن لا شيء قد تغيّر منذ اندلاع الحرب. وقال في المؤتمر "هناك من يقول لنا في العالم أو هنا في إسرائيل كفى، أنهِ الحرب. لديّ أخبار لكم. أنا مستعد لإنهاء الحرب بشروط واضحة تضمن أمن إسرائيل: إعادة جميع الأسرى إلى ديارهم، تخلي حماس عن أسلحتها وتنحيها عن الحكم، ويتم نفي ما تبقى من قيادتها خارج قطاع غزة، الذي سيتم تجريده بالكامل من السلاح، وتنفيذ خطة الرئيس الأميركي التي تقول شيئا بسيطا: سكان غزة الذين يريدون المغادرة يمكنهم المغادرة". وعلّقت المراسلة السياسية على هذه التصريحات بقولها "ربما يدرك أصحاب النظر الحاد أن قائمة الشروط التي يطرحها نتنياهو لإنهاء الحرب تتوسع أكثر فأكثر"، مشيرة إلى أن القائمة باتت تشمل، إضافة إلى القضاء على حماس، تنفيذ ما يُعرف بخطة "الهجرة الطوعية" لسكان غزة. وتتابع الكاتبة أن "تحقيق هذه الشروط كلها، حتى في أفضل الظروف، ليس قصة أسابيع، وربما ليس حتى قصة شهور"، ما يعني أن رغبة نتنياهو الحقيقية هي إطالة أمد الحرب شهورا عديدة دون وجود أي أفق سياسي. وتلفت براسكي إلى أن ما يقوله نتنياهو من "رسائل النصر الكامل" لا يتطابق مع الواقع المتغير في الغرب، مضيفة أن "رئيس الوزراء يعرف ذلك جيدا، لكنه يصر على إظهار العكس أمام الرأي العام الإسرائيلي". وترى أنه على مستوى الفكرة المجردة، فإن نتنياهو على حق، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يتم بها إظهار الموقف المتشدد دون إظهار أدنى مستوى من الضعف أو الاستعداد لتقديم تنازلات أمام العدو. وقالت براسكي "إذا لاحظت قيادة حماس تنازلات في لهجة نتنياهو، فإنهم سيرفعون مستوى مطالبهم"، على حد زعمها. ولكنها في المقابل تحذّر من أن "التهديدات الأوروبية بالعقوبات، وتبريد العلاقات، وتجميد الاتفاقات الاقتصادية، والاعتراف بالدولة الفلسطينية ليست خطابا سياسيا فارغا، بل هي المحطة الأولى على الطريق لفرض نهاية للحرب على إسرائيل، إن لم تبادر الحكومة الإسرائيلية بخطتها الخاصة لإنهاء القتال". وترى المراسلة أن نتنياهو في خطابه يظهر أنه غير مستعد للتنازل، وأنه يقاتل حتى "النصر الكامل"، لكنه في الوقت ذاته يدرك أن استمرار هذا النهج سيصطدم قريبا بسقف الواقع الدولي. وفي تحليلها لمآلات المفاوضات، تشير براسكي إلى أن "الاتفاق مع حماس كان قاب قوسين أو أدنى"، ولكن ترى أن اغتيال محمد السنوار الذي لا تزال إسرائيل متشككة من نجاحه "قلب الحسابات رأسا على عقب". وفيما ترى براسكي أن محمد السنوار كان "من الرافضين للاتفاق، وكان يُنظر إليه كالعقبة الأكبر في مسار صفقة محتملة"، فإنها تعتقد أن قتله أدى إلى ما أسمته بالفوضى في قيادة حماس، وجعل من تبقوا "يخشون الموافقة على أي اتفاق لم يقرّه شقيقه قبل مقتله"، على حد زعمها. وتحاول التدليل على استنتاجها بالقول "في الشرق الأوسط، الاتفاقات تُبرم عادة مع أكثر القادة تطرفا.. الذين لديهم من المكانة والسلطة ما يكفي لفرض ما لا يقبله الرأي العام.. هكذا كان رئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استُشهد في اشتباك مع القوات الإسرائيلية، وكذلك شقيقه محمد". تدخل ترامب المحتمل وتذهب مراسلة معاريف من هذه المعطيات إلى مقاربة محتملة، وتقول إن "نهاية الحرب لن تحدث غدا صباحا، لأن الرئيس ترامب لا يزال في مكان مختلف عن القادة الأوروبيين"، لكنها تضيف معطى مستجدا، وهو أن الموقف الأميركي بدأ يتغير هو الآخر، إذ "بدأ الغضب الأوروبي والعربي من الوضع الإنساني المروع في غزة بالتسرّب إلى البيت الأبيض". وتشير إلى أن ترامب، الذي تزعم أنه يحتقر القادة الأوروبيين في العادة، لا يمكنه تجاهلهم تماما هذه المرة، خصوصا إذا كانت هذه القضية تهدد مشاريعه الكبرى، كالحصول على "جائزة نوبل للسلام"، أو إنجاز صفقات اقتصادية ضخمة في المنطقة العربية والعالم. وحسب براسكي، فإن "ترامب لم يعد كما كان في البداية. فخطابه تغيّر ومحيطه تغيّر، وحتى إشاراته إلى الحرب في غزة باتت تنطوي على نفاد صبر واضح". ولفتت إلى اقتباسات عديدة لمسؤولين أميركيين كبار يقولون إن "كلا الجانبين متمسكان بمواقفهما، وبالتالي لم يتم التوصل لاتفاق"، وهو ما يعكس تململا أميركيا متزايدا. وتختم براسكي مقالها بتوقعات لمكالمة قريبة بين نتنياهو وترامب على خلفية الوضع الإنساني المزري في غزة، سيكون فحواها كما يلي: "بيبي، يا صديقي، منحتك الوقت لفتح أبواب الجحيم، منحتك الشرعية لتهجير سكان غزة، ومنحتك مظلات سياسية وعسكرية.. لكن لا يمكنني قضاء فترة ولايتي كلها على هذا الملف. دعنا ننتقل إلى المرحلة الأخيرة". وتخلص إلى أن تصور محدد لموقف نتنياهو في غزة، وتقول "الحل الأمثل ليس ما حلم به نتنياهو بالنصر المطلق، ولكن تحقيق أقصى قدر من الربح، والتفاوض مع ترامب كما يعرفه، وتحقيق إنجازات علنية وسرية". لكنها تضيف "من الصعب توقّع كيف ستنتهي هذه المرحلة، إن وقعت، ولكن ما يمكن توقعه بسهولة هو أن الملف الإيراني سيكون حاضرا بقوة على طاولة الصفقة الكبرى".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store