logo
العملات المستقرة ليست بديلاً للنقود رغم التوسع في استخدامها

العملات المستقرة ليست بديلاً للنقود رغم التوسع في استخدامها

البيانمنذ 6 ساعات

كريس غايلز
قال دونالد ترامب، الخميس الماضي، إن جيروم باول «أحد أغبى وأكثر الأشخاص تدميراً في الحكومة»، ثم صعّد من انتقاده في عطلة نهاية الأسبوع بقوله، إن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي «معتوه تماماً».
في المقابل تكاتف مسؤولو المصارف المركزية مع الاحتياطي للفيدرالي، وقال فرانسوا فيليروي دي جالو، محافظ البنك المركزي الفرنسي، إن باول «يظهر وبشكل مثير للإعجاب ما يجب أن يفعله محافظ البنك المركزي المستقل، وهو قول الحقيقة وضمان الاستقرار المالي واستقرار الأسعار».
كذلك فقد انضم بنك التسويات الدولي، المعروف بأنه «بنك البنوك المركزية»، إلى حملة مضادة للرئيس الأمريكي، بتحليل مفصل ينتقد بشدة العملات المستقرة، المشروع النقدي المفضل لترامب. وكان ترامب وقّع أمراً تنفيذياً في يناير الماضي بدعم تطوير وانتشار العملات المستقرة عالمياً، وخلال الأسبوع الماضي أقر مجلس الشيوخ بأغلبية ساحقة «قانون جينيوس»، الذي ينظم ويضفي شرعية على إصدار الكيانات الخاصة بالولايات المتحدة للعملات المستقرة.
من جانبه، عبر بنك التسويات الدولية عن عدم رضاه، وجاء النقد حاداً، لكنه كان في الوقت نفسه شديد الحذر والتحفظ. وذكر في فصل خاص من تقريره السنوي أن العملات المستقرة ستظل دائماً بديلاً ضعيف الأداء للنقود.
وخلص إلى أن المجتمعات هنا أمام خيارين إما تحديث نظام المدفوعات بحكمة، وإما سلوك مسار العملات المستقرة، وإذا اختارت المسار الثاني «فيمكن لهذه المجتمعات أن تعاود تعلم الدروس التاريخية عن عيوب المال غير السليم، وما يترتب عليها من تكاليف اجتماعية حقيقية، إذا اتجهت إلى عملات رقمية خاصة لا تحقق نجاحاً في الاختبار الثلاثي المتمثل في: التفرد، والمرونة، والموثوقية».
وتقع مسألة «تفرّد النقود» في صميم الانتقادات التي وجهها مصرف التسويات الدولية إلى العملات المستقرة، والفكرة هنا أن الدولار الواحد سيساوي دولاراً واحداً دوماً، بغض النظر عما إن كان ممثلاً بعملة ورقية، أو في حساب مصرفي، أو لدى الاحتياطي الفيدرالي.
ومن خلال إصدار الأوراق النقدية وتسوية المدفوعات بين البنوك المختلفة يضمن الاحتياطي الفيدرالي أننا لا نضطر أبداً للتساؤل عما إذا كنا نحمل دولاراً من «بنك وادي السيليكون» أو دولاراً من «بنك أوف أمريكا»، فكلها دولارات أمريكية.
أما العملات المستقرة فهي أصول مشفرة، وترتبط عموماً بالدولار، ومدعومة بأصول بالدولار، لكن بنك التسويات الدولية شدد على أن العملات المستقرة ليست دولارات فعلية، بالتالي فإن قيمتها غير مضمونة، وبدلاً من أن تمتلك دولارات، وربما عن طريق وساطة بنك تجاري ستمتلك عملات «تيثر» أو «يو إس دي سي»، التي تحتاج لتحويلها إلى دولارات أمريكية إذا كنت ترغب في إنفاقها. وكما تكشف بيانات 5 سنوات فإن هذه العملات لم تكن مستقرة.
لكن لماذا تزدهر العملات المستقرة؟
إن المال السيّئ يطرد المال الجيد من السوق، ورغم أن العملات المستقرة ليست بدائل مثالية للدولار، لكنها تنمو بقوة. وتكشف البيانات أنه تم إصدار عملات مستقرة تزيد قيمتها على 200 مليار دولار، ويرتفع تداولها بسرعة.
وفي حين يعتبر هذا الحجم ضئيلاً إذا قورن بمبلغ 18.7 تريليون دولار من الدولارات الورقية والعملات والودائع السائلة في البنوك إلا أنه ينبغي علينا أن نتساءل لماذا تنمو الأصول الرقمية بهذه السرعة، فقد نشأت العملات المستقرة لتكون بوابة يمكن العبور من خلالها إلى عالم الأصول المشفرة، ما يسهل الاستثمار في مختلف العملات المشفرة وسحب الأموال منها لمن يرغبون في ممارسة هذا النشاط، لكن تعتبر الجريمة عنصراً واضحاً في نمو العملات المستقرة، إذ يمكن لمستخدميها أن يكونوا مجهولين، وأن يتداولوا خارج البورصات الرئيسية.
ويصف بنك التسويات الدولية العملات المستقرة بأنها «خيار أمثل للاستخدام غير القانوني»، ولا يوجد ضمان بأن المستخدمين يتبعون لوائح «اعرف عميلك» أو مكافحة غسل الأموال. وبينما يستخدم النقد أيضاً في الجريمة، إلا أن هذا الأمر يعد أحد الأسباب المهمة لنمو العملات المشفرة، لأنها جديدة نسبياً على الساحة.
وليست الجريمة وحدها السبب وراء جاذبية العملات المستقرة، فقد وفرت أوجه القصور في أنظمة المدفوعات المحلية والعابرة للحدود بالولايات المتحدة فرصة لنمو العملات المستقرة، ورغم أن التحويل بين العملات المستقرة والنقود الورقية يمكن أن يكون مكلفاً، ويمكن أن تكون الأنظمة غير عملية، إلا أن إجراء مدفوعات مشروعة غالباً ما يكون أرخص عن طريق الأصول المشفرة مقارنة بالنظام المصرفي الأمريكي. كما أن الأصول الرقمية أرخص كثيراً في الاستخدام في حالة التحويلات النقدية العابرة للحدود. ويشكل هذا تحدياً خطيراً لمشغلي أنظمة الدفع الحالية، ويبرهن على فوائد التكنولوجيا الجديدة.
وبالنسبة للأخطار فإن توفير القطاع الخاص للنقود ليس بالأمر الجديد بالطبع، ففي حقبة الصيرفة الحرة بالولايات المتحدة من ثلاثينيات القرن التاسع عشر وحتى ستينياته كانت هناك عدة أشكال من الدولار الأمريكي شهدت نجاحات متفاوتة، غير أنها مرت بأزمات متكررة.
وقد تفتق عن هذا النموذج الفاشل عن النظام الذي تشكل فيه المصارف المركزية قلب إصدار العملات. وذكر باري إيخينغرين من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، أن قانون جينيوس، الذي يدعمه ترامب يشكل تهديداً بإعادتنا إلى الحقبة الفوضى المصرفية.
فقط تخيل أنه إذا انخفضت أسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى الصفر مرة أخرى يمكن لمقدمي العملات المستقرة من القطاع الخاص أن يفلسوا بسهولة، مع تجاوز التكاليف للعائدات، ما سيسفر عن هروب جماعي.
والجريمة وعدم الاستقرار المالي النابعين من إخفاق المزودين ليسا الخطرين الوحيدين وفقاً لبنك التسويات الدولية، فمن دون دعم بنك مركزي لا يمكن للعملات المستقرة ضمان معالجة مدفوعات كبيرة للغاية، وهو ما يسهله الفيدرالي باستعداده لإقراض قدر غير محدود من الدولارات إلى المصارف خلال اليوم مقابل ضمانات عالية الجودة.
وفي حال اتجه حاملو العملات المستقرة إلى الهروب سريعاً منها فإنها كبيرة حالياً بما يكفي للتسبب في تقلبات بأسواق كبيرة، مثل سوق أذون الخزانة الأمريكية قصيرة الأجل، وذلك يعود إلى أن مزوّدي العملات المستقرة كانوا ثالث أكبر مشترٍ لأذون الخزانة هذا العام.
كذلك يمكن لنمو العملات المستقرة العابر للحدود أن يقوض السيادة النقدية لدول أخرى، وستكون الاقتصادات الكبرى ذات التضخم المستقر بمأمن من ذلك، لكن يمكن للعملات المستقرة أن تشكّل أخطاراً على الدول النامية. وبرغم وجود فوائد للمنافسة التي توفرها العملات المستقرة، مثل تقويضها للقيود على الصرف الأجنبي، وإجبارها لبعض الدول على تعزيز الاستقرار النقدي والمالي، إلا أن التهديد الأوسع نطاقاً الذي تمثله للسيادة النقدية والإدارة المحلية للاقتصاد يظل قائماً.
وإن لم تكن العملات المستقرة، فماذا إذن؟ تحتاج أنظمة الدفع للتحديث لمواجهة التهديد، الذي تمثله العملات المستقرة. ويدعو بنك التسويات الدولية إلى نظام يعتمد الرموز، ويستند إلى البنوك المركزية من شأنه أن يحافظ على تفرد النقود مع إجراء معاملات مالية محلية، وعابرة للحدود على نحو أكثر كفاءة، وقد انتهى البنك بالفعل من المرحلة المفاهيمية لمشروع «أجورا» الخاص به، ويتجه حالياً إلى تأسيس نموذج أولي. وسيجمع هذا النموذج بين مزايا نظام يقوم على الرموز، والمفاهيم التقليدية للنقود التجارية والبنك المركزي.
وستكون الفوائد الرئيسة لهذا المشروع هي تحسين السرعة، وضمان ألا تصبح النقود عالقة على طول سلسلة بنوك المراسلة، التي تنفذ فحوصات ضرورية مثل مكافحة غسل الأموال و«اعرف عميلك»، ولأن هذه بنية دفع وليست رسمياً عملة رقمية فإن الاحتياطي الفيدرالي سيشارك فيها، كما أن إدارة ترامب لم تحظر مشاركة الفيدرالي في هذه الجهود، لذا، يجب أن نتمنى التوفيق لبنك التسويات الدولية، والبنوك المركزية، فهي في سباق مع الزمن.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل تتساءل: أين 400 كيلوغرام من يورانيوم إيران المخصب؟
إسرائيل تتساءل: أين 400 كيلوغرام من يورانيوم إيران المخصب؟

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

إسرائيل تتساءل: أين 400 كيلوغرام من يورانيوم إيران المخصب؟

وأكد المسؤولون لصحيفة "جيروسالم بوست" الإسرائيلية، أنه "لا شك أن منشآت تخزين اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب، الذي يبلغ وزنه 400 كيلوغرام، تعرضت للقصف في الغارات الجوية الأميركية والإسرائيلية". ومع ذلك، فإنه "لا يُعرف حجم اليورانيوم الذي تم تدميره، ولا ما إذا كانت إيران قادرة على الوصول إلى اليورانيوم الذي لم يتضرر"، وفقا لما قاله المسؤولون الإسرائيليون الذين لم تذكر الصحيفة أسماءهم. وأضافوا لـ"جيروسالم بوست"، أنهم "شبه متأكدين من أن إيران لم تتمكن من إخراج اليورانيوم من منشآت التخصيب النووي قبل الغارات أو بعدها". لكن بمزيد من التشكك قالوا: "مع ذلك، من المستحيل الجزم بذلك تماما". وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب صرح في وقت سابق من الأربعاء، أن كل اليورانيوم المخصب الذي كانت إيران تمتلكه كان داخل المواقع التي تعرضت للقصف، وأكد: "من الصعب جدا نقله". كما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين، إن الجيش يراقب عن كثب احتمال نقل إيران لليورانيوم المخصب من مواقع تضررت أو دمرت إلى مواقع أخرى، وذلك ردا على سؤال طرح خلال مؤتمر صحفي، الأحد. وكانت إيران قد كشفت سابقا أنها نقلت يورانيوم مخصبا من موقع "فوردو" إلى مواقع أخرى، وفقا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. وأضاف التقرير أنه "تم نقل 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب إلى درجة نقاء 60 بالمئة، أي أقل من نسبة 90 بالمئة اللازمة لصنع أسلحة نووية". وأظهرت صور أقمار اصطناعية ملتقطة قبل أيام من الضربات الأميركية على 3 مواقع نووية إيرانية، شاحنات مصطفة على الطريق المجاور لمنشأة " فوردو" الواقعة وسط الجبال. وفي السياق ذاته، لم يتمكن نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس ، من تأكيد حالة مخزون إيران من اليورانيوم المخصب. وقال فانس في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي" الإخبارية بعد الغارات الأميركية صباح الأحد، إن إدارة ترامب "ستعمل في الأسابيع المقبلة على ضمان اتخاذ إجراءات بشأن هذا الوقود، وهذا أحد الأمور التي سنجري محادثات بشأنها مع الإيرانيين". وسبق أن أشار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، إلى أن "إيران لم تُخفِ أنها تحمي هذه المواد"، وأن آخر مرة شاهد فيها مفتشو الوكالة اليورانيوم المخصب كانت قبل الهجمات الإسرائيلية على إيران.

رواتب الدوري الأميركي.. ميسي يغرد وحيدا
رواتب الدوري الأميركي.. ميسي يغرد وحيدا

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

رواتب الدوري الأميركي.. ميسي يغرد وحيدا

وأعلنت رابطة لاعبي الدوري الأميركي لكرة القدم، الأربعاء، أن راتب ميسي الأساسي يبلغ 12 مليون دولار، في عقده الممتد مع إنتر ميامي لنهاية العام الجاري، ويشمل مكافآت تسويقية ورسوم الوكلاء، بينما لا يتضمن هذا الرقم أي اتفاقيات إضافية مع النادي أو الشركات التابعة له، أو أي مكافآت أداء. وبلغ متوسط ​​التعويضات المضمونة لميسي نحو 650 ألف دولار، بزيادة قدرها 9.2 بالمئة عن مايو 2024. وحل لورينزو إنسيني جناح تورونتو في المركز الثاني خلف ميسي بقائمة أعلى الرواتب، بإجمالي 15.4 مليون دولار، يليه سيرجيو بوسكتس لاعب وسط إنتر ميامي (8.7 مليون دولار)، ثم ميغيل ألميرون جناح أتلانتا (7.8 مليون دولار). وتصدر إنتر ميامي قائمة أعلى الرواتب برقم قياسي في الدوري بلغ 46.8 مليون دولار حتى 23 مايو، بزيادة 41.7 مليون دولار مقارنة بنهاية الموسم الماضي. وبلغت رواتب إنتر ميامي ضعف رواتب معظم الفرق، باستثناء تورونتو (43.1 مليون دولار) وأتلانتا (27.6 مليون دولار). وحل فريق سينسيناتي رابعا في قائمة أعلى الرواتب بـ23.2 مليون دولار، يليه حامل اللقب لوس أنجلوس غالاكسي (22.9 مليون دولار)، ولوس أنجلوس إف سي (22.4 مليون دولار)، وشيكاغو (22.1 مليون دولار).

مسلم داعم لفلسطين يترشح لرئاسة بلدية نيويورك
مسلم داعم لفلسطين يترشح لرئاسة بلدية نيويورك

صحيفة الخليج

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة الخليج

مسلم داعم لفلسطين يترشح لرئاسة بلدية نيويورك

فاز اليساري المسلم، والناشط الشاب زهران ممداني بترشيح الحزب الديمقراطي لرئاسة بلدية نيويورك، متقدماً على السياسي المخضرم أندرو كومو، الحاكم السابق للولاية، في الانتخابات التمهيدية التي جرت، أمس الأول الثلاثاء، في خطوة مفاجئة قلبت المعادلة السياسية في كبرى مدن الولايات المتحدة. وحصل ممداني، المناصر للقضية الفلسطينية والبالغ من العمر 33 عاماً، على نحو 43% من الأصوات بعد فرز 95% منها، متقدماً بفارق ملحوظ على كومو الذي نال 36%. ويُنظر إلى هذا الفوز على أنه رسالة من القاعدة الديمقراطية تعكس ميلاً متزايداً نحو الجناح التقدمي للحزب، خصوصاً في ظل التوترات السياسية المتصاعدة مع إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن ممداني ولد في أوغندا، وانتقل إلى نيويورك في سن السابعة. وهو يبلغ من العمر 33 عاماً، وإذا انتُخب عمدةً، فسيكون أصغر زعيم للمدينة منذ عام 1917. وأثار موقف ممداني من القضية الفلسطينية ردود فعل حادة، خصوصاً بعد أن وصف سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين ب«الإبادة»، ما جعله هدفاً للهجمات السياسية من مؤيدي إسرائيل داخل الحزب الديمقراطي وخارجه. وفي خطاب النصر الذي ألقاه أمام حشد من أنصاره، قال ممداني، النائب عن منطقة كوينز في جمعية ولاية نيويورك: «دخلنا التاريخ اليوم...فزنا لأن أهالي نيويورك دافعوا عن مدينة يمكنهم العيش فيها بكرامة، وليس فقط الكفاح من أجل البقاء». وأضاف أن حملته ركزت على تحسين معيشة الناس في مدينة تعاني غلاء المعيشة، مشيراً إلى أن برنامجه الانتخابي يتضمن حظر زيادات الإيجارات وتوفير مواصلات ورعاية أطفال مجانية. في المقابل، اعترف كومو، البالغ 67 عاماً، بهزيمته، وقال لأنصاره: «الليلة لم تكن ليلتنا.اتصلت بزهران وهنأته. هو من فاز». ورغم أن ممداني لم يحصل على الأغلبية المطلقة، فإن تقدّمه بات شبه محسوم في ظل النظام الانتخابي المعتمد، والذي يسمح للناخبين بترتيب خمسة مرشحين مفضلين. ودعا المرشح الثالث براد لاندر، الحاصل على 11% من الأصوات، أنصاره إلى اختيار ممداني كخيارهم الثاني، ما يعزز موقع الأخير في أي جولة فرز لاحقة. وتميّزت حملة ممداني بزخم جماهيري كبير، خاصة بين الشباب، واعتمدت بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، خلافاً للنهج التقليدي الذي اتبعه كومو. كما حصل ممداني على دع``م شخصيات تقدمية بارزة مثل السيناتور بيرني ساندرز والنائبة ألكسندريا أوكازيو كورتيز، التي قالت إن «أصحاب المليارات وجماعات الضغط أغدقوا ملايين الدولارات ضدك، ومع ذلك فزت». أما ساندرز فكتب: «واجهت المؤسسة السياسية والاقتصادية والإعلامية وهزمتها». في المقابل، وُوجه ممداني بانتقادات حادة من الجمهوريين، على رأسهم كيرتس سليوا، مرشح الحزب لرئاسة البلدية، الذي اعتبر أن فوز ممداني «رسالة خطيرة لمدينة تعيش حالة اضطراب». كما دعاه السيناتور الجمهوري تيد كروز إلى مغادرة المدينة، بينما اتهمه مستشار ترامب السابق ستيفن ميلر بمحاولة «تغيير السياسة عبر تغيير تركيبة الناخبين»، بسبب مواقفه المؤيدة للهجرة. ويخوض ممداني، بعد تثبيت فوزه بترشيح الحزب، الانتخابات العامة في نوفمبر/تشرين الثاني، حيث سيواجه عدداً من المرشحين، من أبرزهم رئيس البلدية الحالي إريك آدامز، الذي تعهد بخوض السباق كمستقل. (وكالات)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store