
تقرير لـFinancial Times يتحدث عن حرب من نوع آخر قد تشنها إيران.. وهذا ما كشفه
ذكرت مجلة 'Financial Times' البريطانية أن 'الولايات المتحدة على وشك الدخول في حرب مباشرة مع إيران. ففي الوقت الذي يستعد فيه العالم للرد الإيراني المحتمل على الضربات الجوية الأميركية، يخشى كثيرون أن يؤدي التصعيد إلى استهداف طهران مرة أخرى لمضيق هرمز، وهو نقطة الاختناق التي تمر عبرها ربع تجارة النفط البحرية في العالم وخمس صادراتها من الغاز الطبيعي'.
وبحسب المجلة، 'في ثمانينيات القرن العشرين، ساهمت 'حرب الناقلات'، عندما أدت الحصارات الإيرانية والعراقية لمضيق هرمز الذي يبلغ عرضه 33 كيلومتراً، إلى تحويل شحنات النفط إلى أهداف عائمة. حينها، استخدمت كل من إيران والعراق الألغام البحرية والسفن الحربية والصواريخ المضادة للسفن في محاولة لإغلاق المضيق أمام ناقلات منافسيهما، وهو ما دفع الولايات المتحدة وإيران إلى حافة صراع مفتوح خطير، وهو الصراع الذي ينذر بما سيحدث في يومنا هذا'.
وتابعت المجلة، 'دعا عدد من أعضاء البرلمان الإيراني، الأحد، إلى إغلاق مضيق هرمز ردا على الضربات الجوية الأميركية، على الرغم من أن القرار في هذا الشأن لن يتخذه إلا المجلس الأعلى للأمن القومي في البلاد. وقال أحد المطلعين على شؤون النظام إنه لا توجد قرارات جذرية مطروحة حاليا على الطاولة، بما في ذلك إغلاق المضيق. ومع ذلك، في حالة نشوب صراع طويل الأمد مع الولايات المتحدة، يقول المحللون إن القوات البحرية الإيرانية، التي نجت إلى حد كبير من الأضرار التي لحقت بها في الضربات الجوية الإسرائيلية والأميركية الأخيرة، قد تهدد بتكرار 'حرب الناقلات': إغلاق المضيق أمام الشحن باستخدام أسلحة بسيطة نسبيا. وتتراوح هذه الأسلحة من الألغام المزروعة في قاع البحر إلى الألغام اللاصقة التي تحتوي على بضعة أرطال من المتفجرات الملتصقة مغناطيسيا بهيكل السفينة التي استخدمتها إيران في 'حرب الناقلات'.
وأضافت المجلة، 'قال سيد كوشال، الخبير في الحرب البحرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن: 'يعتمد الكثير على عوامل مثل ما إذا كانت إيران قادرة على زرع الألغام قبل أن تتمكن الولايات المتحدة من قصف المخزونات ومدى قدرة بطاريات الصواريخ المضادة للسفن الساحلية على البقاء'. وأضاف: 'في النهاية، ستنجح الولايات المتحدة. لكن إذا تحرك الإيرانيون أولاً، فقد يكون ذلك مكلفًا ويستغرق وقتًا طويلًا، وربما لا يخلو من خسائر بشرية'. ومن الجانب الإيراني، قد يتولى عباس غلام شاهي، وهو جنرال في الوحدة البحرية للحرس الثوري الإيراني، قيادة أي عملية لإغلاق المضيق، وفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية، وهي مؤسسة فكرية فرنسية. وفي حالة اندلاع الحرب، بحسب التقرير، فقد تم تكليفه بإغلاق المضيق باستخدام 2000 لغم بحري وطائرات من دون طيار وزوارق سريعة وطائرات هليكوبتر'.
وبحسب المجلة، 'قال نيك تشايلدز، وهو زميل بارز في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن: 'لقد طورت إيران مجموعة كبيرة من القدرات البحرية غير المتكافئة'. وأضاف: 'إذا تم استخدامها في حملة شاملة، فإنها قد تسبب اضطرابات كبيرة للوحدات البحرية الأميركية وغيرها من الوحدات الغربية'. لن تكون عملية إزالة أي ألغام إيرانية بالأمر السهل. فقد نشرت الولايات المتحدة أربع سفن قديمة من طراز أفنجر لإزالة الألغام وسفينة قتالية ساحلية واحدة على الأقل لإزالة الألغام في قاعدتها البحرية في المنامة بالبحرين. وظيفة هذه السفن تطهير مياه المضيق، الذي تشترك فيه إيران مع عُمان والإمارات العربية المتحدة. وخلال حرب الناقلات، تضررت ما لا يقل عن 50 ناقلة نفط وفرقاطة أميركية واحدة، هي صموئيل روبرتس، بسبب الألغام البحرية، مما دفع البحرية الأميركية إلى قصف منصات النفط الإيرانية. وقال المحللون إن كاسحات الألغام الأميركية لن تكون قادرة على القيام بهذه المهمة اليوم على الأرجح'.
وتابعت المجلة، 'قال إيثان كونيل، قائد فريق البحث في مؤسسة مراقبة الأمن التايوانية ومؤلف تقرير حديث عن كاسحات الألغام الأميركية لمركز الاستراتيجية البحرية ومقره أرلينغتون: 'ليس لدينا القدرة على إزالة الألغام للتعامل مع مضيق هرمز الملغوم بالكامل'. لقد تم إهمال هذه السفن من فئة أفنجر و'السبب الوحيد لعدم التخلص منها بشكل كامل هو أن البحرية لم تجد بعد بديلاً صالحًا للعمل'. وقال إن 'كاسحات الألغام في الأسطول الخامس المتمركز في البحرين وصفت بأنها من أقل السفن موثوقية في البحرية الأميركية'. وأضاف: 'تفضل البحرية وضع الأموال في مكان آخر'. لدى الولايات المتحدة أربع كاسحات ألغام إضافية من فئة أفنجر متمركزة في اليابان، قادرة على القيام برحلة طويلة إلى الخليج، كما تمتلك المملكة المتحدة بعض سفن كاسحات الألغام المتمركزة في البحرين، ولكن اثنتين منها اصطدمتا في حادث العام الماضي'.
وأضافت المجلة، 'تُنفَّذ عمليات مسح الألغام جوًا بواسطة مروحيات MH-60S Knighthawk، ولكن في عام 2016، صرَّح البنتاغون بأن هذه الطائرة، إذا زُوِّدت بتقنيات إزالة الألغام الحالية، لن تكون 'فعَّالة أو مناسبة عمليًا' لإزالة الألغام في القتال. إذا قامت إيران بزرع الألغام في مضيق هرمز، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى إثارة رد عسكري أميركي ضخم، ما سيؤدي أيضًا إلى إغلاق الطريق الرئيسي لصادرات إيران من الطاقة، وكذلك صادرات المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى. كما يمر عبر المضيق حوالي 40% من واردات الصين من النفط الخام'.
وبحسب المجلة، 'قال مطلعون مقربون من النظام للمجلة إن رد إيران على الضربات الأميركية سيكون تكثيف الهجمات على إسرائيل، مما يشير إلى أن طهران لا تريد حربا شاملة مع دونالد ترامب. حتى لو استطاعت الولايات المتحدة إعادة فتح المضيق، فإن الضرر الذي سيلحق بأسواق النفط سيطول أمده، ومن المرجح أيضًا أن ترتفع أسعار الشحن والتأمين بشكل كبير. وعلى النقيض من هجمات الصواريخ الحوثية في البحر الأحمر، والتي دفعت شركات الشحن العالمية إلى تحويل سفنها حول رأس الرجاء الصالح، لا يوجد بديل لإمدادات النفط الخليجية التي تمر عبر مضيق هرمز. وقال كوشال 'بمعنى ما، يمكن للإيرانيين أن ينجحوا استراتيجيا، من خلال رفع الأسعار، حتى لو لم يتمكنوا من إغلاق مضيق هرمز عسكريا على أساس دائم'. وقالت بورجو أوزجيليك، من معهد الخدمات الملكية المتحدة في لندن، إن إغلاق المضيق 'قد يؤدي إلى إحداث صدمة اقتصادية عالمية ويتعارض مع مصالح إيران'.'
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 4 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
هل شلَّ اغتيال علماء كبار البرنامج النووي الإيراني؟
تشمل حصيلة الضربات الإسرائيلية لإيران عمليات قتل مستهدفة لما لا يقل عن 14 عالماً، وهو هجوم غير مسبوق على العقول المدبرة للبرنامج النووي الإيراني، والذي يقول خبراء أجانب إنه لن يُوقفه؛ بل سيُعيقه. وقال سفير إسرائيل لدى فرنسا جوشوا زرقا، في مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس»، إن عمليات الاغتيال ستجعل من «شبه المستحيل» لإيران صنع أسلحة نووية، انطلاقاً من أي بنية تحتية ومواد نووية يُحتمل أنها صمدت لما يقرب من أسبوعين تحت الغارات الجوية الإسرائيلية والقنابل الضخمة الخارقة للتحصينات التي أسقطتها قاذفات الشبح الأميركية. وأضاف: «إن اختفاء مجموعة (العلماء) كلها يُعيد البرنامج إلى الوراء لسنوات كثيرة». غير أن محللين نوويين يقولون إن في إيران علماء آخرين يمكنهم أن يحلوا محل الذين اغتيلوا. كما تقول حكومات أوروبية إن القوة العسكرية وحدها لا تكفي للقضاء على الخبرة النووية الإيرانية، ولذلك فهي تريد حلاً تفاوضياً لتهدئة المخاوف بشأن البرنامج الإيراني. في هذا السياق، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في مجلس العموم: «لا يمكن للضربات أن تدمر المعرفة التي اكتسبتها إيران على مدى عقود، ولا أي طموح لدى النظام لاستخدام تلك المعرفة في صنع سلاح نووي». وكشف جوشوا زرقا أن الضربات الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 14 فيزيائياً ومهندساً نووياً، وهم قادة علميون إيرانيون بارزون «كانوا يعرفون كل شيء». وأضاف أنهم قُتلوا «ليس بسبب معرفتهم بالفيزياء، ولكن بسبب الصراع الذي شاركوا فيه شخصياً، عبر إنشاء وتصنيع وإنتاج سلاح نووي». وقد قُتل 9 من هؤلاء في الموجة الأولى من الهجمات في 13 يونيو (حزيران)، وفق الجيش الإسرائيلي الذي قال إنهم «يمتلكون خبرة متراكمة تمتد لعقود في تطوير الأسلحة النووية». وبث التلفزيون الرسمي الإيراني اليوم (الثلاثاء) خبر مقتل عالم نووي إيراني آخر، هو محمد رضا صديقي صابر، في غارة إسرائيلية، بعد نجاته من هجوم أودى بحياة ابنه البالغ من العمر 17 عاماً في 13 يونيو. وتهدف عمليات الاغتيال إلى تثبيط همم العلماء. ويقول خبراء إن عقوداً من العمل الإيراني في مجال الطاقة النووية والأسلحة النووية -كما تزعم القوى الغربية- وفّرت للبلاد مخزوناً من المعرفة وعدداً كبيراً من العلماء الذين يمكنهم مواصلة أي عمل نحو بناء رؤوس حربية تناسب الصواريخ الباليستية الإيرانية. في هذا السياق، قال مارك فيتزباتريك، المتخصص في منع الانتشار النووي والدبلوماسي الأميركي السابق: «ستكون المخططات جاهزة، وكما تعلمون، سيتمكن الجيل القادم من طلاب الدكتوراه من فهمها». وأضاف أن «قصف المنشآت النووية أو قتل الناس سيؤخرها فترة. القيام بكليهما سيؤخرها أكثر، ولكن سيُعاد تفعيل المخططات». وأضاف فيتزباتريك، وهو الآن محلل في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن: «لديهم بدلاء ربما من المستوى التالي، وهم ليسوا مؤهلين بالمقدار نفسه، ولكنهم سينجزون المهمة في النهاية». وتعتمد سرعة استئناف العمل النووي على ما إذا كانت الضربات الإسرائيلية والأميركية قد دمرت مخزون إيران من اليورانيوم المخصب والمعدات اللازمة لجعله فعالاً بما يكفي لاستخدامه في صنع الأسلحة النووية. وفي هذا الصدد، قال بافل بودفيغ، المحلل المقيم في جنيف، والمتخصص في الترسانة النووية الروسية: «العنصر الأساسي هو المادة. فبمجرد امتلاك المادة، يصبح الباقي معروفاً إلى حد بعيد». وأضاف أن قتل العلماء ربما كان يهدف إلى «تخويف الناس حتى لا يعملوا في هذه البرامج». وزاد: «السؤال هو: أين نتوقف؟ أعني: هل نبدأ في قتل الطلاب الذين يدرسون الفيزياء مثلاً؟ هذا مسلك خطير للغاية». من جهته، قال زرقا: «أعتقد أن من سيُطلب منهم المشاركة في برنامج مستقبلي للأسلحة النووية في إيران سيفكرون ملياً في الأمر». اغتيالات سابقة لطالما اشتُبه في أن إسرائيل هي من قتلت علماء نوويين إيرانيين، ولكنها لم تُعلن مسؤوليتها سابقاً كما فعلت هذه المرة. في عام 2020، ألقت إيران باللوم على إسرائيل في اغتيال كبير علمائها النوويين، محسن فخري زاده، بواسطة مدفع رشاش يتم التحكم فيه عن بُعد. وعن ذلك، قالت المحللة لوفا رينيل من مؤسسة البحوث الاستراتيجية في باريس: «لقد أُخِّر ذلك البرنامج، ولكن لا يزال لديهم برنامج. لذا الاغتيال رمزي أكثر من كونه استراتيجياً». أما الموقف الإسرائيلي فيلخصه زرقا بقوله: «كانت إيران لتحصل على قنبلة نووية منذ وقت بعيد» لولا الانتكاسات المتكررة التي مُني بها برنامجها النووي، والتي عزت إيران بعضها إلى عمليات تخريب إسرائيلية. وأضاف: «لم يصلوا إلى القنبلة بعد. كل حادث من هذه الحوادث أخر البرنامج قليلاً». القانون الدولي يحظر القانون الدولي الإنساني القتل العمد للمدنيين وغير المقاتلين. ولكن خبراء القانون يقولون إن هذه القيود قد لا تنطبق على العلماء النوويين إذا كانوا جزءاً من القوات المسلحة الإيرانية، أو شاركوا بشكل مباشر في الأعمال العدائية. ويقول ستيفن ر. ديفيد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة «جونز هوبكنز» الأميركية: «جميع هؤلاء العلماء يعملون لصالح نظام مارق يدعو باستمرار إلى القضاء على إسرائيل، ويساعدونه على تطوير أسلحة تسمح بحدوث هذا التهديد. وبالتالي، فهم أهداف مشروعة». ويضيف أن القادة الألمان النازيين واليابانيين الذين قاتلوا دول الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية «ما كانوا ليترددوا في قتل العلماء العاملين في مشروع مانهاتن» الذي أثمر إنتاج أول أسلحة ذرية في العالم. من جهتها، لفتت لوري بلانك، المتخصصة في القانون الإنساني من جامعة «إيموري» الأميركية، إنه من السابق لأوانه الجزم بقانونية الحملة الإسرائيلية. وقالت في رسالة إلكترونية أرسلتها لوكالة «أسوشييتد برس»: «بصفتنا مراقبين خارجيين، لا نملك جميع الحقائق ذات الصلة بطبيعة دور العلماء وأنشطتهم أو المعلومات الاستخباراتية التي بحوزة إسرائيل. ونتيجة لذلك، لا يمكن التوصل إلى أي استنتاجات قاطعة». أما جوشوا زرقا فيبرر العمليات الإسرائيلية بقوله: «إن تعلم الفيزياء ومعرفة طريقة عمل نواة الذرة بدقة أمرٌ مختلفٌ تماماً عن معرفة ماهية اليورانيوم». وأضاف أن «تحويل اليورانيوم إلى رؤوس حربية تُركّب على الصواريخ ليس بهذه البساطة. كان هؤلاء الأشخاص يمتلكون الخبرة اللازمة للقيام بذلك، وكانوا يطورون هذه الخبرة بشكل أكبر. ولهذا السبب أُزيحوا». انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


بيروت نيوز
منذ 13 ساعات
- بيروت نيوز
تقرير لـFinancial Times يتحدث عن حرب من نوع آخر قد تشنها إيران.. وهذا ما كشفه
ذكرت مجلة 'Financial Times' البريطانية أن 'الولايات المتحدة على وشك الدخول في حرب مباشرة مع إيران. ففي الوقت الذي يستعد فيه العالم للرد الإيراني المحتمل على الضربات الجوية الأميركية، يخشى كثيرون أن يؤدي التصعيد إلى استهداف طهران مرة أخرى لمضيق هرمز، وهو نقطة الاختناق التي تمر عبرها ربع تجارة النفط البحرية في العالم وخمس صادراتها من الغاز الطبيعي'. وبحسب المجلة، 'في ثمانينيات القرن العشرين، ساهمت 'حرب الناقلات'، عندما أدت الحصارات الإيرانية والعراقية لمضيق هرمز الذي يبلغ عرضه 33 كيلومتراً، إلى تحويل شحنات النفط إلى أهداف عائمة. حينها، استخدمت كل من إيران والعراق الألغام البحرية والسفن الحربية والصواريخ المضادة للسفن في محاولة لإغلاق المضيق أمام ناقلات منافسيهما، وهو ما دفع الولايات المتحدة وإيران إلى حافة صراع مفتوح خطير، وهو الصراع الذي ينذر بما سيحدث في يومنا هذا'. وتابعت المجلة، 'دعا عدد من أعضاء البرلمان الإيراني، الأحد، إلى إغلاق مضيق هرمز ردا على الضربات الجوية الأميركية، على الرغم من أن القرار في هذا الشأن لن يتخذه إلا المجلس الأعلى للأمن القومي في البلاد. وقال أحد المطلعين على شؤون النظام إنه لا توجد قرارات جذرية مطروحة حاليا على الطاولة، بما في ذلك إغلاق المضيق. ومع ذلك، في حالة نشوب صراع طويل الأمد مع الولايات المتحدة، يقول المحللون إن القوات البحرية الإيرانية، التي نجت إلى حد كبير من الأضرار التي لحقت بها في الضربات الجوية الإسرائيلية والأميركية الأخيرة، قد تهدد بتكرار 'حرب الناقلات': إغلاق المضيق أمام الشحن باستخدام أسلحة بسيطة نسبيا. وتتراوح هذه الأسلحة من الألغام المزروعة في قاع البحر إلى الألغام اللاصقة التي تحتوي على بضعة أرطال من المتفجرات الملتصقة مغناطيسيا بهيكل السفينة التي استخدمتها إيران في 'حرب الناقلات'. وأضافت المجلة، 'قال سيد كوشال، الخبير في الحرب البحرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن: 'يعتمد الكثير على عوامل مثل ما إذا كانت إيران قادرة على زرع الألغام قبل أن تتمكن الولايات المتحدة من قصف المخزونات ومدى قدرة بطاريات الصواريخ المضادة للسفن الساحلية على البقاء'. وأضاف: 'في النهاية، ستنجح الولايات المتحدة. لكن إذا تحرك الإيرانيون أولاً، فقد يكون ذلك مكلفًا ويستغرق وقتًا طويلًا، وربما لا يخلو من خسائر بشرية'. ومن الجانب الإيراني، قد يتولى عباس غلام شاهي، وهو جنرال في الوحدة البحرية للحرس الثوري الإيراني، قيادة أي عملية لإغلاق المضيق، وفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية، وهي مؤسسة فكرية فرنسية. وفي حالة اندلاع الحرب، بحسب التقرير، فقد تم تكليفه بإغلاق المضيق باستخدام 2000 لغم بحري وطائرات من دون طيار وزوارق سريعة وطائرات هليكوبتر'. وبحسب المجلة، 'قال نيك تشايلدز، وهو زميل بارز في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن: 'لقد طورت إيران مجموعة كبيرة من القدرات البحرية غير المتكافئة'. وأضاف: 'إذا تم استخدامها في حملة شاملة، فإنها قد تسبب اضطرابات كبيرة للوحدات البحرية الأميركية وغيرها من الوحدات الغربية'. لن تكون عملية إزالة أي ألغام إيرانية بالأمر السهل. فقد نشرت الولايات المتحدة أربع سفن قديمة من طراز أفنجر لإزالة الألغام وسفينة قتالية ساحلية واحدة على الأقل لإزالة الألغام في قاعدتها البحرية في المنامة بالبحرين. وظيفة هذه السفن تطهير مياه المضيق، الذي تشترك فيه إيران مع عُمان والإمارات العربية المتحدة. وخلال حرب الناقلات، تضررت ما لا يقل عن 50 ناقلة نفط وفرقاطة أميركية واحدة، هي صموئيل روبرتس، بسبب الألغام البحرية، مما دفع البحرية الأميركية إلى قصف منصات النفط الإيرانية. وقال المحللون إن كاسحات الألغام الأميركية لن تكون قادرة على القيام بهذه المهمة اليوم على الأرجح'. وتابعت المجلة، 'قال إيثان كونيل، قائد فريق البحث في مؤسسة مراقبة الأمن التايوانية ومؤلف تقرير حديث عن كاسحات الألغام الأميركية لمركز الاستراتيجية البحرية ومقره أرلينغتون: 'ليس لدينا القدرة على إزالة الألغام للتعامل مع مضيق هرمز الملغوم بالكامل'. لقد تم إهمال هذه السفن من فئة أفنجر و'السبب الوحيد لعدم التخلص منها بشكل كامل هو أن البحرية لم تجد بعد بديلاً صالحًا للعمل'. وقال إن 'كاسحات الألغام في الأسطول الخامس المتمركز في البحرين وصفت بأنها من أقل السفن موثوقية في البحرية الأميركية'. وأضاف: 'تفضل البحرية وضع الأموال في مكان آخر'. لدى الولايات المتحدة أربع كاسحات ألغام إضافية من فئة أفنجر متمركزة في اليابان، قادرة على القيام برحلة طويلة إلى الخليج، كما تمتلك المملكة المتحدة بعض سفن كاسحات الألغام المتمركزة في البحرين، ولكن اثنتين منها اصطدمتا في حادث العام الماضي'. وأضافت المجلة، 'تُنفَّذ عمليات مسح الألغام جوًا بواسطة مروحيات MH-60S Knighthawk، ولكن في عام 2016، صرَّح البنتاغون بأن هذه الطائرة، إذا زُوِّدت بتقنيات إزالة الألغام الحالية، لن تكون 'فعَّالة أو مناسبة عمليًا' لإزالة الألغام في القتال. إذا قامت إيران بزرع الألغام في مضيق هرمز، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى إثارة رد عسكري أميركي ضخم، ما سيؤدي أيضًا إلى إغلاق الطريق الرئيسي لصادرات إيران من الطاقة، وكذلك صادرات المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى. كما يمر عبر المضيق حوالي 40% من واردات الصين من النفط الخام'. وبحسب المجلة، 'قال مطلعون مقربون من النظام للمجلة إن رد إيران على الضربات الأميركية سيكون تكثيف الهجمات على إسرائيل، مما يشير إلى أن طهران لا تريد حربا شاملة مع دونالد ترامب. حتى لو استطاعت الولايات المتحدة إعادة فتح المضيق، فإن الضرر الذي سيلحق بأسواق النفط سيطول أمده، ومن المرجح أيضًا أن ترتفع أسعار الشحن والتأمين بشكل كبير. وعلى النقيض من هجمات الصواريخ الحوثية في البحر الأحمر، والتي دفعت شركات الشحن العالمية إلى تحويل سفنها حول رأس الرجاء الصالح، لا يوجد بديل لإمدادات النفط الخليجية التي تمر عبر مضيق هرمز. وقال كوشال 'بمعنى ما، يمكن للإيرانيين أن ينجحوا استراتيجيا، من خلال رفع الأسعار، حتى لو لم يتمكنوا من إغلاق مضيق هرمز عسكريا على أساس دائم'. وقالت بورجو أوزجيليك، من معهد الخدمات الملكية المتحدة في لندن، إن إغلاق المضيق 'قد يؤدي إلى إحداث صدمة اقتصادية عالمية ويتعارض مع مصالح إيران'.'


ليبانون 24
منذ 16 ساعات
- ليبانون 24
تقرير لـ"Financial Times" يتحدث عن حرب من نوع آخر قد تشنها إيران.. وهذا ما كشفه
ذكرت مجلة "Financial Times" البريطانية أن " الولايات المتحدة على وشك الدخول في حرب مباشرة مع إيران. ففي الوقت الذي يستعد فيه العالم للرد الإيراني المحتمل على الضربات الجوية الأميركية، يخشى كثيرون أن يؤدي التصعيد إلى استهداف طهران مرة أخرى لمضيق هرمز، وهو نقطة الاختناق التي تمر عبرها ربع تجارة النفط البحرية في العالم وخمس صادراتها من الغاز الطبيعي". وبحسب المجلة، "في ثمانينيات القرن العشرين، ساهمت "حرب الناقلات"، عندما أدت الحصارات الإيرانية والعراقية لمضيق هرمز الذي يبلغ عرضه 33 كيلومتراً، إلى تحويل شحنات النفط إلى أهداف عائمة. حينها، استخدمت كل من إيران والعراق الألغام البحرية والسفن الحربية والصواريخ المضادة للسفن في محاولة لإغلاق المضيق أمام ناقلات منافسيهما، وهو ما دفع الولايات المتحدة وإيران إلى حافة صراع مفتوح خطير، وهو الصراع الذي ينذر بما سيحدث في يومنا هذا". وتابعت المجلة، "دعا عدد من أعضاء البرلمان الإيراني، الأحد، إلى إغلاق مضيق هرمز ردا على الضربات الجوية الأميركية، على الرغم من أن القرار في هذا الشأن لن يتخذه إلا المجلس الأعلى للأمن القومي في البلاد. وقال أحد المطلعين على شؤون النظام إنه لا توجد قرارات جذرية مطروحة حاليا على الطاولة، بما في ذلك إغلاق المضيق. ومع ذلك، في حالة نشوب صراع طويل الأمد مع الولايات المتحدة، يقول المحللون إن القوات البحرية الإيرانية، التي نجت إلى حد كبير من الأضرار التي لحقت بها في الضربات الجوية الإسرائيلية والأميركية الأخيرة، قد تهدد بتكرار "حرب الناقلات": إغلاق المضيق أمام الشحن باستخدام أسلحة بسيطة نسبيا. وتتراوح هذه الأسلحة من الألغام المزروعة في قاع البحر إلى الألغام اللاصقة التي تحتوي على بضعة أرطال من المتفجرات الملتصقة مغناطيسيا بهيكل السفينة التي استخدمتها إيران في "حرب الناقلات". وأضافت المجلة، "قال سيد كوشال، الخبير في الحرب البحرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن: "يعتمد الكثير على عوامل مثل ما إذا كانت إيران قادرة على زرع الألغام قبل أن تتمكن الولايات المتحدة من قصف المخزونات ومدى قدرة بطاريات الصواريخ المضادة للسفن الساحلية على البقاء". وأضاف: "في النهاية، ستنجح الولايات المتحدة. لكن إذا تحرك الإيرانيون أولاً، فقد يكون ذلك مكلفًا ويستغرق وقتًا طويلًا، وربما لا يخلو من خسائر بشرية". ومن الجانب الإيراني، قد يتولى عباس غلام شاهي، وهو جنرال في الوحدة البحرية للحرس الثوري الإيراني، قيادة أي عملية لإغلاق المضيق، وفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية، وهي مؤسسة فكرية فرنسية. وفي حالة اندلاع الحرب، بحسب التقرير، فقد تم تكليفه بإغلاق المضيق باستخدام 2000 لغم بحري وطائرات من دون طيار وزوارق سريعة وطائرات هليكوبتر". وبحسب المجلة، "قال نيك تشايلدز، وهو زميل بارز في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن: "لقد طورت إيران مجموعة كبيرة من القدرات البحرية غير المتكافئة". وأضاف: "إذا تم استخدامها في حملة شاملة، فإنها قد تسبب اضطرابات كبيرة للوحدات البحرية الأميركية وغيرها من الوحدات الغربية". لن تكون عملية إزالة أي ألغام إيرانية بالأمر السهل. فقد نشرت الولايات المتحدة أربع سفن قديمة من طراز أفنجر لإزالة الألغام وسفينة قتالية ساحلية واحدة على الأقل لإزالة الألغام في قاعدتها البحرية في المنامة بالبحرين. وظيفة هذه السفن تطهير مياه المضيق، الذي تشترك فيه إيران مع عُمان والإمارات العربية المتحدة. وخلال حرب الناقلات، تضررت ما لا يقل عن 50 ناقلة نفط وفرقاطة أميركية واحدة، هي صموئيل روبرتس، بسبب الألغام البحرية، مما دفع البحرية الأميركية إلى قصف منصات النفط الإيرانية. وقال المحللون إن كاسحات الألغام الأميركية لن تكون قادرة على القيام بهذه المهمة اليوم على الأرجح". وتابعت المجلة، "قال إيثان كونيل، قائد فريق البحث في مؤسسة مراقبة الأمن التايوانية ومؤلف تقرير حديث عن كاسحات الألغام الأميركية لمركز الاستراتيجية البحرية ومقره أرلينغتون: "ليس لدينا القدرة على إزالة الألغام للتعامل مع مضيق هرمز الملغوم بالكامل". لقد تم إهمال هذه السفن من فئة أفنجر و"السبب الوحيد لعدم التخلص منها بشكل كامل هو أن البحرية لم تجد بعد بديلاً صالحًا للعمل". وقال إن "كاسحات الألغام في الأسطول الخامس المتمركز في البحرين وصفت بأنها من أقل السفن موثوقية في البحرية الأميركية". وأضاف: "تفضل البحرية وضع الأموال في مكان آخر". لدى الولايات المتحدة أربع كاسحات ألغام إضافية من فئة أفنجر متمركزة في اليابان، قادرة على القيام برحلة طويلة إلى الخليج، كما تمتلك المملكة المتحدة بعض سفن كاسحات الألغام المتمركزة في البحرين، ولكن اثنتين منها اصطدمتا في حادث العام الماضي". وأضافت المجلة، "تُنفَّذ عمليات مسح الألغام جوًا بواسطة مروحيات MH-60S Knighthawk، ولكن في عام 2016، صرَّح البنتاغون بأن هذه الطائرة، إذا زُوِّدت بتقنيات إزالة الألغام الحالية، لن تكون "فعَّالة أو مناسبة عمليًا" لإزالة الألغام في القتال. إذا قامت إيران بزرع الألغام في مضيق هرمز، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى إثارة رد عسكري أميركي ضخم، ما سيؤدي أيضًا إلى إغلاق الطريق الرئيسي لصادرات إيران من الطاقة، وكذلك صادرات المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى. كما يمر عبر المضيق حوالي 40% من واردات الصين من النفط الخام". وبحسب المجلة، "قال مطلعون مقربون من النظام للمجلة إن رد إيران على الضربات الأميركية سيكون تكثيف الهجمات على إسرائيل ، مما يشير إلى أن طهران لا تريد حربا شاملة مع دونالد ترامب. حتى لو استطاعت الولايات المتحدة إعادة فتح المضيق، فإن الضرر الذي سيلحق بأسواق النفط سيطول أمده، ومن المرجح أيضًا أن ترتفع أسعار الشحن والتأمين بشكل كبير. وعلى النقيض من هجمات الصواريخ الحوثية في البحر الأحمر، والتي دفعت شركات الشحن العالمية إلى تحويل سفنها حول رأس الرجاء الصالح، لا يوجد بديل لإمدادات النفط الخليجية التي تمر عبر مضيق هرمز. وقال كوشال "بمعنى ما، يمكن للإيرانيين أن ينجحوا استراتيجيا، من خلال رفع الأسعار، حتى لو لم يتمكنوا من إغلاق مضيق هرمز عسكريا على أساس دائم". وقالت بورجو أوزجيليك، من معهد الخدمات الملكية المتحدة في لندن، إن إغلاق المضيق "قد يؤدي إلى إحداث صدمة اقتصادية عالمية ويتعارض مع مصالح إيران"."