
ترامب والتحول الحاد من قوة الدبلوماسية الى دبلوماسية القوة.. ما الذي تغير؟
ترامب كان مترددا بين إنهاء الحرب بالوسائل الدبلوماسية أو الانضمام إليها، حتى أنه تحدث علنا في وقت ما عن قتل الزعيم الأعلى لإيران. ويشكل قراره بدعم حملة إسرائيل العسكرية على إيران المقامرة الأكبر والأكثر خطورة وضبابية، وقبل وقت طويل من انتهاء الموعد النهائي الذي حدده بأسبوعين لاتخاذ قرار...
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه "محا" المواقع النووية الإيرانية الرئيسية في ضربات جوية خلال الليل بقنابل ضخمة خارقة للتحصينات، في تصعيد جديد وخطير للصراع في الشرق الأوسط.
ووصف ترامب، في كلمة للشعب الأمريكي بثها التلفزيون، الضربات بأنها "نجاح عسكري مذهل" وحذر طهران من الرد، قائلا إنها ستواجه المزيد من الهجمات المدمرة إذا لم ترضى بالسلام.
وكان ترامب مترددا بين إنهاء الحرب بالوسائل الدبلوماسية أو الانضمام إليها، حتى أنه تحدث علنا في وقت ما عن قتل الزعيم الأعلى لإيران. ويشكل قراره بدعم حملة إسرائيل العسكرية على إيران المقامرة الأكبر والأكثر خطورة وضبابية في السياسة الخارجية لترامب خلال ولايتيه الرئاسيتين حتى الآن.
وبعد أيام من المشاورات، وقبل وقت طويل من انتهاء الموعد النهائي الذي حدده بأسبوعين لاتخاذ قرار بهذا الشأن، يمثل قرار ترامب بالانضمام إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية على إيران، عدوها اللدود، تصعيدا كبيرا في الصراع.
وقال ترامب في كلمة بثها التلفزيون من البيت الأبيض "حققت الضربات نجاحا عسكريا مذهلا". وأضاف "مُحيت المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية لتخصيب اليورانيوم بشكل كامل وكلي".
وفي الكلمة التي لم تستغرق أكثر من ثلاث دقائق، قال ترامب إن مستقبل إيران يواجه "إما السلام أو المأساة"، وإن هناك عددا من الأهداف الأخرى التي يمكن أن يضربها الجيش الأمريكي.
وأضاف "إذا لم يتحقق السلام بسرعة، فسوف نلاحق تلك الأهداف الأخرى بدقة وسرعة ومهارة".
وذكرت شبكة (سي.بي.إس نيوز) أن الولايات المتحدة تواصلت مع إيران دبلوماسيا يوم السبت لتقول إن الضربات هي كل ما تخطط له الولايات المتحدة ولا تهدف إلى تغيير النظام.
وكتب ترامب على تروث سوشيال "تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع الرئيسي، فوردو.
وأضاف "انتهى فوردو".
وقال الرئيس الأمريكي "على إيران أن توافق الآن على إنهاء هذه الحرب".
عودة الى طاولة المفاوضات بموقف أضعف
بقراره غير المسبوق بقصف المواقع النووية في إيران والانضمام مباشرة إلى هجوم إسرائيل الجوي على عدوها اللدود في المنطقة، اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطوة طالما تعهد بتجنبها وهي التدخل عسكريا في حرب خارجية كبرى.
وكان ترامب قد قال قبل يومين من الضربة الامريكية 'بالنظر الى وجود فرصة حيوية لإجراء مفاوضات قد تحصل وقد لا تحصل مع ايران في المستقبل القريب، سأتخذ قراري في شأن المضي قدما أو لا خلال الاسبوعين المقبلين'.
فما الذي غير موقف ترامب من الدخول الى الحرب؟
وقال محللون إن أفعال ترامب، الذي أصر يوم السبت على أن إيران يجب أن تتوصل إلى حل يؤدي للسلام الآن أو تواجه المزيد من الهجمات، يمكن أن تدفع طهران إلى الرد بإغلاق مضيق هرمز، أهم شريان للنفط في العالم، ومهاجمة القواعد العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط وتكثيف القصف الصاروخي على إسرائيل والاستعانة بالجماعات الحليفة لاستهداف المصالح الأمريكية والإسرائيلية في أنحاء العالم.
ومن الممكن أن تتصاعد هذه التحركات إلى صراع أوسع نطاقا وأطول أمدا مما يتصوره ترامب، مما يعيد إلى الأذهان "الحروب الأبدية" التي خاضتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، والتي سخر منها ترامب ووصفها بأنها "غبية" ووعد بعدم الانجرار إلى مثلها.
وقال آرون ديفيد ميلر، وهو مفاوض سابق في شؤون الشرق الأوسط بإدارات من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة "الإيرانيون أصبحوا ضعفاء للغاية وتدهورت قدراتهم العسكرية... لكن لديهم كل أنواع السبل غير المتكافئة التي يمكنهم الرد بها.... لن ينتهي هذا الأمر سريعا".
وفي الفترة التي سبقت القصف الذي أُعلن عنه في وقت متأخر من يوم السبت، تأرجح ترامب بين التهديد بعمل عسكري ومناشدة استئناف المفاوضات لإقناع إيران بالتوصل إلى اتفاق لتفكيك برنامجها النووي.
وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إنه بمجرد أن اقتنع ترامب بأن طهران ليست مهتمة بالتوصل إلى اتفاق نووي، قرر أن الضربات هي "الشيء الصحيح الذي يجب القيام به".
وقال المسؤول إن ترامب أعطى الأمر بمجرد أن تأكد من "احتمالية نجاح عالية"، وهو قرار تم التوصل إليه بعد هجمات جوية إسرائيلية على مدار أكثر من أسبوع على المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية والتي مهدت الطريق أمام الولايات المتحدة لتوجيه الضربة التي قد تتوج الأمر.
وأشاد ترامب "بالنجاح الكبير" للضربات التي قال إنها تضمنت استخدام قنابل ضخمة "خارقة للتحصينات" في محطة فوردو الرئيسية. لكن بعض الخبراء يرون أن التهديد لم ينته بعد على الرغم من أن البرنامج النووي الإيراني ربما انتكس لسنوات عديدة.
وتنفي إيران سعيها لامتلاك سلاح نووي، وتؤكد أن برنامجها لأغراض سلمية بحتة.
وقالت (رابطة الحد من الأسلحة)، وهي منظمة غير حزبية مقرها الولايات المتحدة وتدعو إلى تشريعات للحد من الأسلحة، في بيان "على المدى البعيد، من المرجح أن يدفع العمل العسكري إيران إلى قرار يخلص إلى أن الأسلحة النووية ضرورية للردع، وأن واشنطن لا ترغب في الدبلوماسية".
وأضافت الرابطة "الضربات العسكرية وحدها لا يمكن أن تدمر المعرفة النووية الواسعة لإيران. ستؤدي الضربات إلى تراجع برنامج إيران، لكن في المقابل ستقوي من عزيمة طهران على إعادة بناء أنشطتها النووية الحساسة".
قال إريك لوب الأستاذ المساعد في قسم السياسة والعلاقات الدولية بجامعة فلوريدا الدولية إن خيارات الخطوة التالية لإيران لم تتضح بعد، وذكر أن صور الرد قد تتضمن ضرب "أهداف سهلة" للولايات المتحدة وإسرائيل داخل المنطقة وخارجها.
لكنه أشار أيضا إلى احتمال عودة إيران إلى طاولة المفاوضات -"مع أنها ستفعل ذلك من موقف أضعف"- أو السعي إلى مخرج دبلوماسي.
وفي أعقاب الضربات الأمريكية مباشرة، لم تبدِ إيران رغبة تذكر في تقديم تنازلات.
وقالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إنها لن تسمح بوقف تطوير "صناعتها الوطنية"، وقال معلق في التلفزيون الإيراني الرسمي إن كل مواطن أو عسكري أمريكي في المنطقة أصبح الآن هدفا مشروعا.
وكتب كريم سجادبور المحلل في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي على منصة إكس "يشير ترامب إلى أن الوقت قد حان للسلام. من المرجح ألا ينظر الإيرانيون إلى الأمر بنفس الطريقة. من المرجح أن يفتح هذا فصلا جديدا من النزاع الأمريكي الإيراني المستمر منذ 46 عاما، لا أن ينهيه".
وأشار بعض المحللين إلى أن ترامب، الذي أنكرت إدارته في السابق أي سعي للإطاحة بالقيادة الإيرانية، قد ينجر للسعي إلى "تغيير النظام" إذا ردت طهران بقوة كبيرة أو تحركت لصنع سلاح نووي.
ومن شأن هذا أن يجلب بدوره مخاطر إضافية.
وقالت لورا بلومنفيلد محللة شؤون الشرق الأوسط في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة في واشنطن "احذروا من اتساع المهمة لما هو أكبر من أهدافها الأساسية، إلى السعي لتغيير النظام وحملات لدعم الديمقراطية... ستجدون بقايا العديد من المهام الأخلاقية الأمريكية الفاشلة مدفونة في رمال الشرق الأوسط".
وقال جوناثان بانيكوف النائب السابق لمسؤول المخابرات الأمريكية المعني بشؤون الشرق الأوسط إن القيادة الإيرانية ستسارع إلى شن "هجمات غير متكافئة" إذا شعرت أن بقاءها مهدد.
لكنه قال إن على طهران أيضا أن تضع في اعتبارها العواقب. ففي حين أن اتخاذ إجراءات مثل إغلاق مضيق هرمز سيؤدي إلى مشاكل لترامب مع ما سينتج عنه من ارتفاع أسعار النفط والتأثير التضخمي المحتمل على الولايات المتحدة، إلا أنه سيضر أيضا بالصين، أحد حلفاء إيران الأقوياء القلائل.
في الوقت نفسه، يواجه ترامب بالفعل معارضة قوية من الديمقراطيين في الكونجرس للهجوم على إيران، وسيتعين عليه أيضا مواجهة معارضة الجناح المناهض للتدخلات في قاعدته من الجمهوريين المؤيدين لشعار "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا".
ولم يواجه ترامب أي أزمة دولية كبيرة خلال ولايته الرئاسية الأولى، لكنه يخوض واحدة الآن بعد ستة أشهر فقط من عودته للبيت الأبيض.
وحتى لو كان يأمل في أن يكون التدخل العسكري الأمريكي محدودا من حيث الوقت والنطاق، فإن تاريخ مثل هذه الصراعات غالبا ما يحمل عواقب غير مقصودة بالنسبة للرؤساء الأمريكيين.
ومن المؤكد أن شعار ترامب "السلام من خلال القوة" سيخضع لاختبار لم يسبق له مثيل، خاصة مع فتحه جبهة عسكرية جديدة دون الوفاء بوعود حملته الانتخابية بإنهاء حربي أوكرانيا وغزة بسرعة.
وقال ريتشارد جاون مدير شؤون الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية "عاد ترامب إلى نشاط الحرب... لست متأكدا من أن أي شخص في موسكو أو طهران أو بكين صدق كلامه المعسول عن أنه صانع سلام. لطالما بدت وكأنها عبارة انتخابية أكثر من كونها استراتيجية".
رهان على القوة بدلا من الدبلوماسية
وقال كينيث بولاك، المحلل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ويشغل الآن منصب نائب رئيس السياسات في معهد الشرق الأوسط 'لن نعرف مدى نجاحها (الضربات) إلا إذا مضت السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة دون حصول النظام الإيراني على أسلحة نووية'.
واعتبر المحلل الذي كان من مؤيدي الغزو الأميركي للعراق عام 2003، أن طهران بات لديها الآن 'أسباب مقنعة للسعي لامتلاك' الأسلحة الذرية.
ولم تتوصل الاستخبارات الأميركية لاستنتاج بأن إيران تسعى لتطوير سلاح نووي، علما بأن طهران نفت مرارا الاتهامات الغربية لها بذلك.
ويرى تريتا بارسي، وهو باحث سويدي إيراني منتقد للعمل العسكري، إن ترامب 'زاد من احتمالية أن تصبح إيران دولة نووية خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة'.
وأضاف بارسي، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي في الولايات المتحدة، 'علينا أن نحرض على عدم الخلط بين النجاح التكتيكي والنجاح الاستراتيجي'، متابعا 'حرب العراق كانت ناجحة أيضا في الأسابيع الأولى، لكن إعلان الرئيس (جورج) بوش عن +إنجاز المهمة+ لم يصمد مع مرور الوقت'.
مع ذلك، جاء هجوم ترامب بعد عشرة أيام من بدء إسرائيل حملة عسكرية واسعة النطاق طالت على وجه الخصوص مواقع نووية وعسكرية، في وقت تبدو الجمهورية الإسلامية في إحدى أضعف مراحلها منذ انتصار ثورة الإمام الخميني في العام 1979 على الشاه محمد رضا بهلوي المدعوم من الغرب.
ومنذ هجوم حماس الحليفة لإيران على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وجهت الدولة العبرية ضربات قاسية الى المجموعات الموالية لطهران في المنطقة، خصوصا الحركة الفلسطينية وحزب الله اللبناني.
وفي سوريا، سقط نظام بشار الأسد، الحليف الرئيسي لإيران بين القادة العرب، في كانون الأول/ديسمبر.
واعتبر مؤيدو ضربة ترامب بأن الدبلوماسية لم تُجد نفعا وسط تمسك إيران بتخصيب اليورانيوم، بينما كانت واشنطن ترفض هذا الأمر.
وقال عضو الكونغرس الديموقراطي السابق ورئيس اللجنة اليهودية الأميركية تيد دوتش 'بعكس ما سيقوله البعض في الأيام القادمة لم تتسرع الإدارة الأميركية في الحرب. بل منحت الدبلوماسية فرصة حقيقية'، مضيفا 'النظام الإيراني القاتل رفض إبرام صفقة'.
وأشار السناتور الجمهوري جون ثون إلى تهديدات طهران لإسرائيل ولهجتها ضد الولايات المتحدة، مضيفا أن إيران 'رفضت جميع السبل الدبلوماسية للسلام'.
وهاجم معظم أعضاء الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي لطالما اعتبر إيران تهديدا وجوديا، اتفاق العام 2015 لأنه سمح لطهران بتخصيب اليورانيوم بمستويات متدنية، ولأن بنوده الرئيسية كانت محددة المدة.
لكن ترامب الذي يقدم نفسه كصانع سلام، قال خلال زيارته دولا خليجية الشهر الماضي إنه متفائل بالتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران. وأتت الضربات الاسرائيلية في 13 حزيران/يونيو، قبل يومين من جولة جديدة من المباحثات النووية بين واشنطن وطهران.
وبدّل ترامب سريعا بعد ذلك موافقه.
وقالت مديرة التحليل العسكري في مؤسسة 'أولويات الدفاع' جينيفر كافانا إن 'قرار ترامب تقليص جهوده الدبلوماسية سيصعّب أيضا التوصل إلى اتفاق على المديين المتوسط والطويل'.
أضافت 'لم يعد لدى إيران الآن ما يدفعها لتثق بترامب أو للاعتقاد بأن التوصل إلى تسوية سيعزز مصالحها'.
وتواجه القيادة الإيرانية أيضا تداعيات الاحتجاجات التي شهدتها البلاد عام 2022 بعد وفاة مهسا أميني.
إما السلام أو المأساة
وكان ترامب مترددا بين إنهاء الحرب بالوسائل الدبلوماسية أو الانضمام إليها، حتى أنه تحدث علنا في وقت ما عن قتل الزعيم الأعلى لإيران. ويشكل قراره بدعم حملة إسرائيل العسكرية على إيران المقامرة الأكبر والأكثر خطورة وضبابية في السياسة الخارجية لترامب خلال ولايتيه الرئاسيتين حتى الآن.
لكنه أبقى على احتمال تجنب صراع أوسع إذا استجابت طهران للمطالب. وقال إن مستقبل إيران يحمل "إما السلام أو المأساة"، وإن هناك عددا من الأهداف الأخرى التي يمكن أن يستهدفها الجيش الأمريكي. وأضاف "إذا لم يتحقق السلام بسرعة، فسوف نقصف تلك الأهداف الأخرى بدقة وسرعة ومهارة".
وذكرت شبكة سي.بي.إس نيوز أن الولايات المتحدة تواصلت مع إيران دبلوماسيا يوم السبت لتخبرها أن الضربات هي كل ما تخطط له وأنها لا تهدف إلى تغيير النظام.
وصرح عراقجي الموجود حاليا في إسطنبول بأن طهران تدرس خياراتها للرد، ولن تفكر في اللجوء إلى الدبلوماسية إلا بعد تنفيذ ردها.
وقال "أظهرت الولايات المتحدة عدم احترامها للقانون الدولي. إنها لا تفهم إلا لغة التهديد والقوة".
وهنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترامب على "قراره الجريء"، كما أشاد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد بترامب، قائلا إن العالم أصبح الآن أكثر أمانا.
وعبر إيرانيون تواصلت معهم رويترز عن خوفهم من احتمال اتساع الحرب في ظل انضمام الولايات المتحدة.
وقالت بيتا (36 عاما) وهي معلمة من مدينة كاشان بوسط البلاد قبل انقطاع الاتصال "مستقبلنا مظلم. ليس لدينا مكان نذهب إليه، وكأننا نعيش في فيلم رعب".
وعبرت دول الخليج، التي سعت في السنوات القليلة الماضية إلى تهدئة خلافاتها القديمة مع إيران، عن قلقها إزاء التصعيد. وتخشى هذه الدول أن تُستهدف صادراتها الحيوية من الطاقة في أي صراع موسع.
حرب إسرائيل وليست حربنا
ويُعد قرار ترامب أكبر مغامرة في السياسة الخارجية خلال فترتي رئاسته، وقد رافقه خلال الإعلان نائبه جيه.دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، ووزير الخارجية ماركو روبيو.
وفي الأيام القليلة الماضية، قال مشرعون ديمقراطيون وبعض الجمهوريين إن ترامب يجب أن يحصل على إذن من الكونجرس الأمريكي قبل إلزام الجيش الأمريكي بأي قتال ضد إيران.
وأشاد رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الجمهوري روجر ويكر من ولاية ميسيسيبي بالعملية لكنه حذر من أن الولايات المتحدة تواجه الآن "خيارات خطيرة للغاية في المستقبل".
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جيم ريش، وهو جمهوري، إنه على الرغم من القصف الأمريكي المكثف على إيران فإن "هذه الحرب هي حرب إسرائيل وليست حربنا"، وأضاف "لن تكون هناك قوات أمريكية على الأرض في إيران."
وقال أحد المشرعين الجمهوريين، وهو النائب توماس ماسي من ولاية كنتاكي، ببساطة "هذا ليس دستوريا".
وقالت النائبة الديمقراطية ألكسندريا أوكاسيو كورتيز إن هذا "يشكل أساسا واضحا لمساءلة الرئيس".
وقال السناتور الديمقراطي تيم كاين من ولاية فيرجينيا إن الرأي العام الأمريكي "يعارض بأغلبية ساحقة شن الولايات المتحدة حربا على إيران".
دول الخليج في حالة تأهب
وأصبحت دول الخليج التي تستضيف قواعد عسكرية أمريكية متعددة في حالة تأهب قصوى يوم الأحد بعد أن زادت الضربات الأمريكية على إيران من احتمالات اتساع رقعة الصراع في المنطقة.
وأفاد مصدران مطلعان لرويترز يوم الأحد بأن السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، في حالة تأهب أمني قصوى بعد الضربات الأمريكية، بينما حثت البحرين قائدي السيارات على تجنب الطرق الرئيسية، وأقامت الكويت ملاجئ في مجمع وزاري.
وسبق أن توعدت طهران باستهداف الأصول الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك القواعد العسكرية، إذا ما تعرضت لهجوم أمريكي.
وتستضيف البحرين مقر الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، وتوجد كذلك قواعد أمريكية في السعودية والكويت وقطر والإمارات.
وأعلنت السلطات النووية في السعودية والإمارات أنها لم ترصد أي علامات تلوث نووي عقب الضربات على إيران.
وقال حسن الحسن، الباحث في سياسات الشرق الأوسط بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "بما أن الحرب لم تُحتو خلال الأعمال القتالية المباشرة بين إسرائيل وإيران حتى الآن، فإن التدخل الأمريكي المباشر يمثل علامة فارقة تهدد بجر دول الخليج، ولا سيما البحرين والكويت وقطر، التي تستضيف منشآت عسكرية أمريكية كبيرة، إلى الصراع".
وأشار إلى أن خطر اندلاع صراع مفتوح بين الولايات المتحدة وإيران قد يغرق المنطقة في صراع مدمر وربما طويل الأمد.
وقالت وزارة الداخلية البحرينية في منشور على إكس "في ضوء التطورات الأخيرة بالموقف الأمني الإقليمي، نهيب بالمواطنين والمقيمين أن يكون إشغال الطرق الرئيسية عند الضرورة، حفاظا على السلامة العامة، وذلك من أجل إفساح المجال لاستخدام الطرق من قبل الأجهزة المعنية".
وقال جهاز الخدمة المدنية في البحرين إنه "تقرر تفعيل العمل بالوزارات والأجهزة الحكومية عن بعد بنسبة 70 في المئة ما عدا في القطاعات التي يتطلب عملها الحضور الشخصي، أو التي لديها إجراءات عمل خاصة في حالات الطوارئ، وبما تقتضيه السلامة العامة، وذلك اعتبارا من اليوم وحتى إشعار آخر".
وأعلنت السلطات البحرينية قبل أيام أنها فعلت الخطة الوطنية للطوارئ المدنية والمركز الوطني لإدارة الطوارئ تأهبا لأي احتمالات وشرعت في اختبار صفارات الإنذار في المملكة.
وذكرت وسائل إعلام كذلك أن البحرين أقامت 33 مركز إيواء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ ساعة واحدة
- ليبانون ديبايت
أميركا ترصد تحركات لـ"هجوم وشيك" على قواعدها في العراق
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول أميركي قوله أن مسؤولين عسكريين واستخباراتيين أميركيين رصدوا مؤشرات على أن المنظمات المسلحة المدعومة من إيران تستعد لشن هجمات محتملة على القواعد العسكرية الأميركية في العراق وربما سوريا، وذلك ردا على الضربات الأميركية داخل إيران. ووفقا للمسؤول: "لم تقع أي هجمات حتى الآن، والمسؤولون العراقيون يبذلون جهودا كبيرة لثني الميليشيات عن تنفيذ أي عمل عدائي". وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها قصفت مواقع نووية إيرانية بأكثر من 182 طنا من المتفجرات، مستخدمة 75 سلاحا، في أكبر عملية تنفذها طائرات الشبح "بي-2" في تاريخ الولايات المتحدة، وقد استغرقت العملية 25 دقيقة فقط. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن، صباح أمس الأحد، أن الجيش الأميركي نفذ عملية استهدفت مواقع نطنز وفوردو وأصفهان النووية الإيرانية. وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال": "تم تدمير موقع فوردو". وذكر وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، في مؤتمر صحافي عقد الأحد، في مقر البنتاغون، أن الضربات التي نفذتها القوات الأميركية ضد المنشآت النووية الإيرانية كانت "دقيقة ومباشرة وحققت نجاحا مذهلا"، مضيفا أن "الهدف من العملية لم يكن إسقاط النظام، بل حماية إسرائيل". وكانت إسرائيل قد شنت هجمات واسعة النطاق على أهداف إيرانية في 13 حزيران الجاري، قائلة إنها تهدف إلى منع البلاد من بناء سلاح نووي، وهو اتهام لطالما نفته إيران. وقد ردت إيران بموجات من الضربات الصاروخية وبالمسيرات على إسرائيل.


IM Lebanon
منذ ساعة واحدة
- IM Lebanon
هاتف جديد في الأسواق قريباً… Trump Mobile!
في خطوة جديدة قد تفتح جبهة تجارية وسياسية في آنٍ معًا، قدمت شركة DTTM Operations LLC، الذراع المختصة بإدارة العلامات التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، طلبًا لاستخدام علامتي 'ترامب' و'T1″ في مجال الاتصالات المحمولة. الطلب الذي قُدِّم لمكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأميركي، يشمل خدمات الهاتف اللاسلكي، والهواتف المحمولة، وملحقاتها من أغطية وشواحن، إضافة إلى متاجر بيع التجزئة لهذه المنتجات. ورغم أن تسجيل العلامات لا يعني إطلاقًا وشيكًا للمشروع، إلا أن المحامي المختص بالعلامات التجارية جوش جيربن اعتبر أن 'تفاصيل الطلبات تشير إلى جدية النوايا'، موضحًا أن محامي ترامب وقّع إقرارًا قانونيًا يؤكد نية حقيقية لطرح هذه المنتجات في الأسواق. لكن الطريق إلى 'شبكة ترامب' ليس خاليًا من العقبات، إذ قد تعترض شركة T-Mobile على استخدام اسم 'T1' باعتباره مشابهًا لعلامتها التجارية، فضلًا عن التحديات التنظيمية المحتملة، خصوصًا أن رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية، بريندان كار، يُعد من المعينين من قبل ترامب نفسه. ويأتي دخول ترامب المحتمل إلى قطاع الاتصالات، بينما يشهد المجال اهتمامًا متزايدًا من مشاهير آخرين، مثل رايان رينولدز الذي سبق أن استثمر في 'Mint Mobile'، والثلاثي الهوليوودي ويل أرنيت وجيسون بيتمان وشون هايز الذين أطلقوا مؤخرًا خدمة 'SmartLess Mobile' المرتبطة بودكاستهم الشهير. هل تكون 'شبكة ترامب' خطوة جديدة في بناء إمبراطوريته الإعلامية والتجارية؟ الأيام المقبلة قد تحمل الإجابة. (the verge)


IM Lebanon
منذ ساعة واحدة
- IM Lebanon
نتنياهو يريد تجنب 'حرب استنزاف' مع إيران
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تهدف إلى تجنب 'حرب استنزاف' مع إيران، حسبما ذكرت صحيفة 'تايمز أوف إسرائيل'. ونقلت الصحيفة عن ترامب قوله: 'لن نواصل أفعالنا بما يتجاوز ما هو مطلوب لتحقيق الأهداف، لكننا لن ننتهي مبكرا أيضا'. كما أشاد بالولايات المتحدة لإلحاقها 'أضرارا بالغة الخطورة' بمنشأة فوردو الإيرانية لتخصيب اليورانيوم شديدة التحصين خلال هجمات ليلية، رغم أنه لم يقدم تفاصيل محددة بشأن مدى الضرر. وقال نتنياهو إن الأمر يتعلق بالقضاء على 'التهديدين الملموسين لوجودنا: التهديد النووي وتهديد الصواريخ الباليستية. نحن نتحرك خطوة بخطوة نحو تحقيق هذه الأهداف. نحن قريبون جدا جدا من إتمامها'، وفقا لصحيفة 'تايمز أوف إسرائيل'. وأضاف: 'عندما تتحقق الأهداف، حينها تكتمل العملية ويتوقف القتال'.