logo
غزة: أكثر من 100 شهيد منذ الفجر.. و650 ألف طفل دون سن الخامسة يواجهون سوء التغذية

غزة: أكثر من 100 شهيد منذ الفجر.. و650 ألف طفل دون سن الخامسة يواجهون سوء التغذية

الميادينمنذ يوم واحد
أكد مراسل الميادين ارتقاء أكثر من 100 شهيد بنيران "جيش" الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ فجر اليوم، بينهم 30 من منتظري المساعدات.
وأضاف أنّ نصف الشهداء ارتقوا في المناطق الجنوبية من القطاع ولا سيما مواصي خان يونس.
ويواصل الاحتلال حرب الإبادة الجماعية، إذ أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة وصول 59 شهيداً (منهم 9 شهداء انتشال) و208 إصابات إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية.
وسجّلت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليوم، ارتقاء 17 شهيداً وإصابة 53 آخرين من منتظري المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية، لتبلغ حصيلة شهداء لقمة العيش 805 شهداء وأكثر من 5252 جريحاً.
"الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة جديدة بحق منتظري المساعدات في قطاع غزة."مراسل #الميادين أكرم دلول#غزة pic.twitter.com/HjQzrubP6fوأكدت الوزارة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 57882 شهيداً 138095 إصابة، منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023. اليوم 12:13
12 تموز
على صعيد الأزمة الإنسانية، أفادت مصادر طبية في قطاع غزة بأنّ عدد الأطفال الذين استشهدوا بسبب سوء التغذية بلغ 67 طفلاً حتى الآن.
ويستمر أكثر من 650 ألف طفل دون سن الـ5 في مواجهة خطر حقيقي ومباشر من سوء التغذية الحادّ خلال الأسابيع المقبلة، من بين 1.1 مليون طفل في القطاع.
وأضافت المصادر أنّ الحصار المُحكم على القطاع دخل يومه الـ133، منذ أن أقدم الاحتلال على إغلاق المعابر كافة ومنع دخول الغذاء والدواء والوقود، في "واحدة من أشدّ جرائم الحصار الجماعي في العصر الحديث".
ولفتت إلى أنّ المجاعة التي تضرب القطاع تشتدّ يوماً بعد يوم، حيث تمّ تسجيل خلال الأيام الـ3 الماضية عشرات حالات الوفاة نتيجة نقص الغذاء والمكمّلات الدوائية الأساسية، في مشهد إنساني بالغ القسوة.
وأوضحت المصادر أنّ الاحتلال يُمعن في جريمته بمنع إدخال الطحين وحليب الأطفال والمواد والمكمّلات الغذائية والطبية بشكل كامل، في سياسة ممنهجة لتجويع السكان وخاصة الأطفال وحرمانهم من أبسط مقوّمات الحياة.
وأضافت أنّ نحو مليون وربع المليون شخص في غزة يعيشون حالياً حالة "جوع كارثي"، ويُعاني 96% من سكان القطاع من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، من بينهم ما يزيد عن مليون طفل.
ووصفت المصادر الطبية الأوضاع بـ"واقع صادم يعكس حجم المأساة الإنسانية غير المسبوقة في غزة".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سبب غير متوقع وراء إصابة بعض الأشخاص بالصداع المستمر... هذا ما كشفه العلماء!
سبب غير متوقع وراء إصابة بعض الأشخاص بالصداع المستمر... هذا ما كشفه العلماء!

LBCI

timeمنذ 4 ساعات

  • LBCI

سبب غير متوقع وراء إصابة بعض الأشخاص بالصداع المستمر... هذا ما كشفه العلماء!

كشف العلماء في دراسة جديدة، أن جينات نياندرتال هي السبب وراء إصابة العديد من الأشخاص بالصداع المستمر. وتؤدي هذه الجينات إلى إصابة الدماغ بعيوب تُعرف باسم تشوهات كياري والتي تحدث عندما يمتد الجزء السفلي من الدماغ إلى عمق الحبل الشوكي. واقترح العلماء أن هذه العيوب ربما نشأت عندما تزاوج الإنسان العاقل مع أنواع بشرية أخرى في الماضي البعيد بسبب امتلاك البشر القدماء جماجم وجينات مختلفة. وقام العلماء بفحص جماجم أنواع بشرية مختلفة لفهم كيفية انتقال هذه التشوهات، وقارنوا نماذج ثلاثية الأبعاد لـ 103 أشخاص معاصرين مصابين بتشوهات كياري أو غير مصابين بها مع نماج أخرى من أشباه البشر القدماء. وشملت هذه النماذج جماجم الإنسان المنتصب، وإنسان هايدلبرغ، وإنسان نياندرتال. وأظهر الإنسان الحديث المصاب بهذه التشوهات عددًا من الاختلافات في شكل الدماغ، لا سيما في مناطق اتصال الدماغ بالعمود الفقري. ومع ذلك، عندما فحص العلماء جماجم أشباه البشر القدماء، كان النوع الوحيد الذي يتشابه شكل جمجمته مع شكل جمجمة الإنسان الحديث هو إنسان نياندرتال. وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة د. كيمبرلي بلومب إن "النتائج أظهرت أن بعض جماجم البشر لها أشكال يُحتمل أن تكون ناجمة عن جينات إنسان نياندرتال، والتي يمكن أن تؤدي إلى تشوهات كياري". وأضافت: "تشير دراستنا إلى أن التشوّه يمكن أن يحدث لأن شكل الدماغ لا يتناسب أحياناً مع الجمجمة التي تحمل شكل إنسان نياندرتال".

"نيويوركر": الحرب على أطفال غزة
"نيويوركر": الحرب على أطفال غزة

الميادين

timeمنذ 6 ساعات

  • الميادين

"نيويوركر": الحرب على أطفال غزة

مجلة "نيويوركر" الأميركية تنشر مقابلة مع جيمس إلدر، المتحدث العالمي باسم "اليونيسف"، بعد عودته من زيارة قام بها قطاع غزّة. ركّزت تصريحات إلدر، على التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية للأطفال في قطاع غزة تحت الحصار والعدوان الإسرائيليين، مع تركيز خاص على سوء التغذية الحاد، وانهيار النظام الصحي، وصعوبة الوصول إلى المساعدات، وآثار الصدمة النفسية الجماعية. أدناه نص المقابلة منقولاً إلى العربية: تواصل الأزمة الإنسانية في قطاع غزة تفاقمها، وخاصةً بالنسبة للأطفال. فخلال الشهر الفائت، أعلنت "اليونيسف" أنّ عدد الأطفال الذين يجري إدخالهم إلى مستشفيات غزة نتيجة سوء التغذية الحاد قد ارتفع بنسبة 50% بين شهري نيسان/أبريل وأيار/مايو. ووفقاً لبيان المنظمة، فإنّ "من بين 5119 طفلاً دخلوا المستشفى في أيار/مايو، يعاني 636 طفلاً من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهو أشد أشكال سوء التغذية فتكاً. ويحتاج هؤلاء الأطفال إلى علاج مستمر خاضع للإشراف، وإلى مياه شرب نظيفة، ورعاية طبية للبقاء على قيد الحياة؛ وهي جميعها نادرة بشكل مطرد في غزة اليوم. وقد ارتفع عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم بنسبة 146% منذ شباط/فبراير". وقد أدى وقف إطلاق النار المؤقت بين "إسرائيل" وحماس في وقت سابق من هذا العام إلى سماح "إسرائيل" بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة. ولكن منذ ذلك الحين، قامت بقطع كل المساعدات أو سمحت بدخول كميات قليلة فحسب. كما استبدلت "إسرائيل" نظام تسليم المساعدات السابق، الذي كان يعمل جزئياً من خلال الأمم المتحدة، بنظام جديد تديره منظمة خاصة تدعى "مؤسسة غزة الإنسانية"، بحيث يضطر الفلسطينيون إلى السفر إلى أحد المراكز الأربعة للحصول على المساعدات الغذائية. ووفقاً للأمم المتحدة، أطلقت القوات الإسرائيلية والمتعاقدون الأميركيون من القطاع الخاص الذين يشرفون على هذه المراكز، النار على الفلسطينيين أثناء اقترابهم، ما أدى إلى مقتل أكثر من 600 فلسطيني أثناء جمعهم المساعدات. وقد أجريتُ مؤخراً مكالمة هاتفية مع جيمس إلدر، المتحدث العالمي باسم "اليونيسف"، الذي عاد لتوّه من قطاع غزة. وقد سبق أن عمل إلدر في دول مثل أنغولا وزيمبابوي وليبيا وسريلانكا. وخلال محادثتنا، ناقشنا وضع الأطفال الجرحى الذين تحدث إليهم في غزة، والمخاطر التي بات الناس اليوم على استعداد لتحملها من أجل العثور على الطعام، وكيف يحاول الآباء التعامل مع الخسارة التي لا يمكن تصورها. زرتُ غزة آخر مرة في حزيران/ يونيو، ومكثتُ هناك مدة أسبوعين. وكانت هذه زيارتي الخامسة لغزة منذ أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر. في حالات الطوارئ النموذجية، تتمثل مهمتي في استطلاع الوضع والإبلاغ عنه ومشاركة ما تفعله "اليونيسف". أما في غزة، فقضيتُ أياماً كاملة في المستشفيات والمخيمات أستمع إلى شهادات الناس وأراقب ما يجري. لقد علمتُ في وقت مبكر جداً من عام 2023 أنه من المهم جداً قضاء وقتي في مشاركة الانتهاكات الجسيمة التي تحدث باستمرار للأطفال بدلاً من التحدث عما يفعله برنامجنا. وفي ما يتعلق بما يحدث، كان هناك قدر كبير من التضليل، وقدر كبير من المصداقية لتصريحات تبّين أنها كاذبة تماماً. لذا، أعتقد أنه كان من المهم جداً أن أستمع إلى شهادات الناس، وقد التقيتُ بمئات الأطفال والعائلات. نعم، كانت مختلفة، مع أني لم أتوقع ذلك. كانت مختلفة لعدّة أسباب. وأحدها الجروح التي رأيتها على أجساد الأطفال. كانت هناك حروق تغطي أجساد الفتيان والفتيات الصغار، حروق من الدرجة الرابعة لم أكن أعرف بوجودها. وهناك شظايا مصممة لاختراق الإسمنت اخترقت أجسام الأطفال الصغار. في إحدى رحلاتي السابقة، شاهدتُ حافلة تحمل أطفالاً قضوا يومين في محاولة للانتقال من الشمال إلى الجنوب بعد احتجازهم على نقاط التفتيش الإسرائيلية. وسرتُ في الحافلة، وكل ما استطعتُ شمّه هو رائحة أجساد الأطفال المحترقة التي لا تُفارقني. ومن الأمور التي أدهشتني هذه المرة أنني لم أكن أرى هؤلاء الأطفال فحسب، بل كنتُ أسمعهم. هناك نقصٌ مُريعٌ في مُسكّنات الألم، لدرجة أنني عندما أكون في المستشفى، والمستشفيات مُكتظّةٌ بجرحى الحرب، كنتُ أسمع صراخ الأطفال. لذا، لاحظتُ ذلك بالتأكيد كشخص، وكوالد، وكإنسان. والأمر الآخر يتعلق بالغذاء والماء. فكلما صدرت تحذيرات من حدوث مجاعة، زاد الضغط الدولي على "إسرائيل" لتخفيف قيود السماح بوصول المزيد من المساعدات. لكن الضغط الدولي تراجع، وأُعيد تشديد القيود مرة جديدة. وبمجرد أن تحدث المجاعة، يموت الناس بأعداد كبيرة. ولكن هناك مجاعة من نوع آخر، حيث يتدهور جسم الطفل ويبدأ جهازه المناعي بالانهيار، وهذا ما يحدث بالفعل. لذا، فإن أجساد الأطفال لا تنتظر هذا التعريف التقني. إضافة إلى ذلك، يعاني القطاع من نقص حاد في المياه التي تخضع بالكامل للسيطرة الإسرائيلية. فمنذ انقطاع الكهرباء عن غزة بعد أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر، بات الوقود ضرورياً لمعالجة المياه وتوزيعها، إلا أن الحصار المفروض على الوقود استمر لأكثر من 100 يوم. وقد وصلنا إلى نقطة بحيث إذا لم يتغير هذا الوضع أو إذا لم تجرِ إعادة تشغيل الكهرباء، وهو أمر من شأنه أن يحل الكثير من المشكلات، فسنبدأ برؤية الأطفال يموتون من العطش. لقد كانت مسألة المياه من الأمور التي أدهشتني حقاً لأنها سياسية بحت وليست لوجيستية. فلو سمحت "إسرائيل" بتزويد محطات تحلية المياه بالوقود أو شغّلت الكهرباء، لحُلّت هذه المشكلة. أما الأزمة الأشد فتكاً، فليست الجوع أو العطش فحسب، بل هي التصادم الوحشي بينهما. وفي أغلب الأحيان، لا يتم تسجيل هذه الوفيات؛ فعندما يعاني الأطفال من سوء التغذية الحاد، فإنهم أكثر عرضة للوفاة بسبب أمراض الطفولة الشائعة بمقدار 11 مرة. وفي كثير من الأحيان، لا يتمكنون من الوصول إلى المستشفى؛ أولاً، لأن المستشفيات تعجّ بالأشخاص المصابين بجروح الحرب، وثانياً، إذا نظرت إلى الجنوب وحده، يوجد مستشفى واحد يعمل بكامل طاقته، وهو يقع في منطقة إخلاء. ويكاد يكون من المستحيل الوصول إلى هناك إلا إذا كنت في سيارة إسعاف، لأنك ستضطر إلى السير عبر منطقة إخلاء عسكرية. اليوم 13:51 اليوم 12:56 الموت جوعاً هو الموت بسبب سوء التغذية الحاد الوخيم؛ وهناك عدد من الحالات، ولكن بصراحة، لست متأكداً من مدى موثوقيتها. والمشكلة هي أنه بالنسبة للغالبية العظمى من الأطفال، في حال ماتوا أو كانوا يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم وماتوا، فمن غير المعتاد أن "يموتوا جوعاً". أن تموت بسبب الإسهال أو الإسهال المائي الحاد لهو أمر شائع جداً اليوم، خاصةً مع القيود المفروضة على المياه والطعام. والأطفال يُقتلون نتيجة إصابة يستطيع الجهاز المناعي للطفل السليم مقاومته بسهولة بالغة. نادراً ما التقيتُ بأناس غاضبين. كانوا يحملون استمارات الإجلاء الطبي، أي إنهم حصلوا على الموافقة للإجلاء الطبي من غزة. لكن هناك آلاف الأطفال الذين يحتاجون إلى الإجلاء الطبي من غزة. وأنا أعني الآلاف حرفياً. إنهم يحملون هذا الأمل الكاذب بين أيديهم. وكان من لطفهم وكرمهم أن تحدثوا معي، على الرغم من الحزن العميق الذي يشعرون به. هناك مستوى من العجز لاحظته منذ أكثر من عام، عندما كان أحد الوالدين يشرح لي أن طفله أدرك أنه لم يعد قادراً على حمايته، ويا ​​لها من لحظة مرعبة. هؤلاء الآباء يدركون أنهم فقدوا القدرة على حماية أطفالهم، وهذا أمر يجعلهم يشعرون بالعجز ويدفعهم للبكاء. أمسكت بي امرأةٌ ما وأنا خارجٌ من المستشفى، وأرادت أن تروي قصتها، وكان اليأس قد تملّكها. لم تكن تريد شيئاً، كل ما أرادته هو أن تروي قصتها. لقد أنجبت طفلها بعد معاناة استمرت 9 سنوات وقد قُتل زوجها وابنها للتو. لذا لم تكن تعرف ما تريده. لا يوجد ما يمكن فعله في مثل هذه المواقف. من الناحية الثقافية، لا يمكنك معانقة شخص ما، لذا لا يوجد خيار سوى الإنصات. في كثير من الأحيان، يشرح الناس ما حدث لطفل، وأدرك أن والديه ليسا مسؤولين، لأنهما قُتلا في غارة جوية. لقد قابلت أكثر من 12 طفلاً فقدوا جميع أفراد عائلاتهم. لا أقصد الأم والأب والإخوة فحسب، بل أبناء العمومة والخالات والعمّات والأعمام والأجداد. ما القصص التي سمعتموها عن أشخاص يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الجديدة؟ وما هي القرارات التي يتخذها الناس بشأن محاولة الوصول إليها في ظلّ حجم العنف الدائر؟ لقد كان هذا الأمر أحد أبرز اهتماماتي، إن لم يكن محورها. في البداية تعمّدت البحث عن أشخاص، ثم أدركتُ أنني لستُ مضطراً للبحث عنهم. فلكلٍّ منهم قصة. لكن في البداية، كانت لديّ قصة، لأنه في الأيام الأولى كان واضحاً للأمم المتحدة سبب فشل هذا الأمر. عندما دخلتُ غزة، كانت مراكز الإغاثة قد بدأت للتو، وكنا نتلقى بالفعل تقارير عن حوادث سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، وعن كل ما كنا نخشاه. فإذا كان الناس ينتقلون من النقطة أ إلى النقطة ب، وكانت النقطة أ هي الجوع واليأس، والنقطة ب هي مكان الطعام، لكنها منطقة عسكرية، فقد يكون هناك مبرر لإطلاق النار على الناس - لأنها منطقة عسكرية. وهذا أمر سخيف. كان هناك صبي صغير يُدعى عبد الرحمن. كان في الـ13 من عمره، وقد أعطاه والده مالاً لشراء الخبز. فخرج إلى الشوارع ورأى الناس يتجمهرون. كانت هناك فوضى عارمة ومعلومات مضللة. ولم يكن الناس متأكدين أيّ المراكز مغلقة وأيها مفتوحة. ولم يجد خبزاً، فتبع الناس إلى مركز توزيع تابع لمؤسسة غزة الإنسانية. وقال إنه كان محاصراً في منطقة شبه مغلقة، ولم يمكث هناك سوى ساعة أو ساعتين. ولكن قبل أن يقترب من المساعدات، سمع إطلاق نار في السماء مما سمّاه طائرات رباعية المراوح، فركض. ثم أُطلقت قذيفة من دبابة وأصابت جسده بعض شظاياها. كان هذا الأمر بالنسبة لي بالغ الأهمية، لأن طرفاً واحداً في النزاع يمتلك دبابات. وكان هذا الصغير استثنائياً. كان يحمل استمارة إجلاء طبي، وكان يصرخ من الألم، بينما كان شقيقه الأكبر يحاول بين الحين والآخر تعديل ساقيه، محاولاً فعل أي شيء لتخفيف ألمه. كان هذا أول طفل أقابله. ويوم غادرت غزة، توفي ذلك الصغير. مات متأثراً بتلك الجروح. مات بسبب عدم وجود المعدات الطبية في المستشفى وبسبب عدم إجلائه. وفي إحدى المرات، التقيتُ بـ3 شبان، جميعهم إخوة زاروا المركز 7 مرات ولم يتلقوا أي مساعدة. شرحوا لي بوضوح أنهم سيذهبون إلى مناطق توزيع المساعدات من جديد وكانت العائلة تتناقش دائماً حول هذا الموضوع. وقد التقيتُ بـ6 عائلات على الأقل، وكانت تُجري نقاشات ديمقراطية. وكان هناك دائماً شابٌّ يرغب في الذهاب، وعائلته تقول له: "لا، لا، ستُقتل". فكان بعضهم يتسلل ليلاً ويخرج بحثاً عن المساعدات. كما التقيتُ برجل نجح في مهمته، وقد استغرق وصوله إلى منزله 36 ساعةً ظنًّا منه أنّ المؤن التي كانت بحوزته ستُسرق. وأخبرني رجلٌ يجيد الإنكليزية أنه ذهب إلى أحد المراكز وانتظر، فحلّقت طائرةٌ مُسيّرةٌ فوقه وأطلقت النار على بضعة أشخاصٍ بالقرب منه، وكان بإمكانه رؤيتهم. وقال: "رأيتُ الناس ينزفون، رأيتُهم قتلى... لقد فعلنا كل ما طُلب منا، فلماذا فعلوا بنا ذلك؟" ليس من صلاحيتي أن أشرح السبب. لكن الناس أعطوني إجابةً مفادها أنهم فعلوا ذلك لأنهم قادرون على ذلك. كذلك التقيتُ بامرأة تبلغ من العمر 23 عاماً ذهبت إلى أحد مراكز المساعدات. فأصيبت بتمزقات بالغة في ساقها وصدرها بسبب الأسلاك الشائكة بعد دفعها إليها بطريقة ما ولم تتلقَّ أي مساعدة. لكنها الأكبر سناً في عائلتها، ووالدها يعاني من مرض في القلب. سألتُها: "هل ستعودين مجدداً؟" قالت: "نعم، فأنا لا أريد الموت جوعاً". واليوم، يُخاطر الناس بحياتهم أكثر من ذي قبل من أجل الحصول على المساعدات. ذهبتُ إلى العاصمة الأردنية عمّان، ثم ركبتُ حافلة في الصباح الباكر تعبر جسر الملك حسين. ودخلتُ "إسرائيل"، ثم ركبتُ حافلة عبر أحد المعابر إلى غزة. وهناك خضعتُ لمزيد من التفتيش الأمني، واستقبلني أشخاص من قبل المنظمة ومركبة مدرعة. ومن ثم انطلقت الحافلة، ووصلتُ إلى غزة، حيث السيطرة الوحيدة هي للـ"جيش" الإسرائيلي. قيل لنا إنّ الطريق آمن وإنهم لن يهاجمونا. ثم بدأت رحلة القيادة عبر غزة، وهي رحلة مُرعبة. إذ تمر في البداية عبر أرض قاحلة، ثم تتحول إلى كارثة حقيقية و360 درجة من الدمار. وفجأة، تظهر نقاط في الأفق، ثم يحيط آلاف الأشخاص بالمركبات، ويرفعون أيديهم إلى أفواههم. رأيت أطفالاً يرفعون قمصانهم باكين، ويطرقون على النوافذ، ويكشفون عن أضلاعهم. وبمجرد أن يروا مركبات تابعة للأمم المتحدة، يأملون أن يكون وراءها قافلة محملة بالمساعدات. من المبالغة أن نتحدث عن أنفسنا. لكن من السذاجة أيضاً أن نقول إننا نشعر بالأمان. الأمر واضح تماماً. لقد تعلم الجميع في غزة أن عمّال الإغاثة والصحافيين، وبالطبع الأطفال، ليسوا آمنين أبداً. وهناك شعور بالذنب في ذلك ليلاً. أشعر بالذنب عندما أضع وسادة فوق رأسي في الواحدة صباحاً وأحاول النوم والتغلب على القصف الذي لا هوادة فيه. في الصباح، كنتُ آكل القليل من العصيدة، وأبقى طيلة النهار من دون طعام. وفي المساء، كان هناك طباخ يحضّر أيّ طبق قد تتوفر مكوناته، وقد يكون بسيطاً جداً مثل حساء العدس. هناك حديث عن احتمال حدوث وقف إطلاق نار آخر في وقت قريب، لكن لا شيء مما تفضلتم به يجعلني أعتقد أنّ هذه الجروح ستلتئم مع الوقت. لم أكن حاضراً خلال وقف إطلاق النار، لكن الناس تحدثوا عنه، وظننتُ أنهم يسخرون مني في البداية. لقد تحدثوا عن ذهابهم إلى المقاهي في اليوم الأول لوقف إطلاق النار. لذا، فإن القدرة على التعافي موجودة. مع ذلك، نحن اليوم نعيش مرحلة جديدة في ما يتعلق بالصدمات النفسية. ولم يسبق للـ"يونيسف" أن أعلنت في أي مكان آخر في العالم أنّ كل طفل يحتاج إلى دعم نفسي. نعمل في مجال علاج الصدمات النفسية في غزة، ويذكرني المختصون هناك بأنه لا يُطلق عليه اضطراب ما بعد الصدمة في غزة لأنه لا يوجد شيء بعد الصدمة، وهناك دائماً صدمات جديدة قادمة. وهم يساعدون الأطفال في اكتساب مهارات التعامل مع الكوابيس الليلية. وقد شرحت لي طفلة صغيرة كيف كانت تتظاهر بأنها في حديقة جدها وتحاول شم رائحة الريحان لتساعدها على التخلص من الكوابيس. لكن كما يقول اختصاصي علم نفس الأطفال، إنها ليست مجرد كوابيس، بل هي حقيقة واقعة. كذلك كنتُ مدركاً تماماً لمعدل الإلمام بالقراءة والكتابة البالغ 98% هناك. إذ يقول الناس إن أهم شيء هو إلحاق الأطفال بالمدارس، أكثر من أي مكان آخر زرته. وهذا خوف حقيقي؛ فنظام تعليم الأطفال تعرّض لدمار هائل الآن. وقد قالت لي فتاة صغيرة: "انظر إليّ. لقد كنتُ جميلةً في ما مضى. أما الآن، فكل ما أفعله طوال اليوم هو مطاردة شاحنات المياه". نقلته إلى العربية: زينب منعم.

الصحة في غزة: 360 من الكوادر الطبية اعتقلوا منذ بدء الحرب ونطالب بالإفراج عنهم
الصحة في غزة: 360 من الكوادر الطبية اعتقلوا منذ بدء الحرب ونطالب بالإفراج عنهم

الميادين

timeمنذ 7 ساعات

  • الميادين

الصحة في غزة: 360 من الكوادر الطبية اعتقلوا منذ بدء الحرب ونطالب بالإفراج عنهم

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم، أن 360 من الكوادر الطبية تعرضوا للاعتقال منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع. وناشدت الوزارة الجهات المعنية "التدخل لتجريم ممارسات الاحتلال ضد أسرى الطواقم الطبية والضغط للإفراج عنهم". اليوم 14:12 13 تموز وأشارت إلى أنّ الأسرى من الطواقم الطبية في معتقلات الاحتلال يعيشون "ظروفاً مأسوية وصعبة". وفي السياق نفسه، قالت الوزارة إن "محامية الأسير الدكتور حسام أبو صفية وصفت حالته الصحية في ظل الحرمان المتعمد من العلاج، بأنها صعبة". وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق القطاع الصحي في غزة، وسط صمت دولي وتجاهل متواصل للمطالبات بالإفراج عن الأسرى من الطواقم الطبية ووقف استهدافهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store