
"نيويوركر": الحرب على أطفال غزة
ركّزت تصريحات إلدر، على التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية للأطفال في قطاع غزة تحت الحصار والعدوان الإسرائيليين، مع تركيز خاص على سوء التغذية الحاد، وانهيار النظام الصحي، وصعوبة الوصول إلى المساعدات، وآثار الصدمة النفسية الجماعية.
أدناه نص المقابلة منقولاً إلى العربية:
تواصل الأزمة الإنسانية في قطاع غزة تفاقمها، وخاصةً بالنسبة للأطفال. فخلال الشهر الفائت، أعلنت "اليونيسف" أنّ عدد الأطفال الذين يجري إدخالهم إلى مستشفيات غزة نتيجة سوء التغذية الحاد قد ارتفع بنسبة 50% بين شهري نيسان/أبريل وأيار/مايو.
ووفقاً لبيان المنظمة، فإنّ "من بين 5119 طفلاً دخلوا المستشفى في أيار/مايو، يعاني 636 طفلاً من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهو أشد أشكال سوء التغذية فتكاً. ويحتاج هؤلاء الأطفال إلى علاج مستمر خاضع للإشراف، وإلى مياه شرب نظيفة، ورعاية طبية للبقاء على قيد الحياة؛ وهي جميعها نادرة بشكل مطرد في غزة اليوم. وقد ارتفع عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم بنسبة 146% منذ شباط/فبراير".
وقد أدى وقف إطلاق النار المؤقت بين "إسرائيل" وحماس في وقت سابق من هذا العام إلى سماح "إسرائيل" بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة. ولكن منذ ذلك الحين، قامت بقطع كل المساعدات أو سمحت بدخول كميات قليلة فحسب. كما استبدلت "إسرائيل" نظام تسليم المساعدات السابق، الذي كان يعمل جزئياً من خلال الأمم المتحدة، بنظام جديد تديره منظمة خاصة تدعى "مؤسسة غزة الإنسانية"، بحيث يضطر الفلسطينيون إلى السفر إلى أحد المراكز الأربعة للحصول على المساعدات الغذائية. ووفقاً للأمم المتحدة، أطلقت القوات الإسرائيلية والمتعاقدون الأميركيون من القطاع الخاص الذين يشرفون على هذه المراكز، النار على الفلسطينيين أثناء اقترابهم، ما أدى إلى مقتل أكثر من 600 فلسطيني أثناء جمعهم المساعدات.
وقد أجريتُ مؤخراً مكالمة هاتفية مع جيمس إلدر، المتحدث العالمي باسم "اليونيسف"، الذي عاد لتوّه من قطاع غزة. وقد سبق أن عمل إلدر في دول مثل أنغولا وزيمبابوي وليبيا وسريلانكا. وخلال محادثتنا، ناقشنا وضع الأطفال الجرحى الذين تحدث إليهم في غزة، والمخاطر التي بات الناس اليوم على استعداد لتحملها من أجل العثور على الطعام، وكيف يحاول الآباء التعامل مع الخسارة التي لا يمكن تصورها.
زرتُ غزة آخر مرة في حزيران/ يونيو، ومكثتُ هناك مدة أسبوعين. وكانت هذه زيارتي الخامسة لغزة منذ أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر. في حالات الطوارئ النموذجية، تتمثل مهمتي في استطلاع الوضع والإبلاغ عنه ومشاركة ما تفعله "اليونيسف". أما في غزة، فقضيتُ أياماً كاملة في المستشفيات والمخيمات أستمع إلى شهادات الناس وأراقب ما يجري. لقد علمتُ في وقت مبكر جداً من عام 2023 أنه من المهم جداً قضاء وقتي في مشاركة الانتهاكات الجسيمة التي تحدث باستمرار للأطفال بدلاً من التحدث عما يفعله برنامجنا. وفي ما يتعلق بما يحدث، كان هناك قدر كبير من التضليل، وقدر كبير من المصداقية لتصريحات تبّين أنها كاذبة تماماً. لذا، أعتقد أنه كان من المهم جداً أن أستمع إلى شهادات الناس، وقد التقيتُ بمئات الأطفال والعائلات.
نعم، كانت مختلفة، مع أني لم أتوقع ذلك. كانت مختلفة لعدّة أسباب. وأحدها الجروح التي رأيتها على أجساد الأطفال. كانت هناك حروق تغطي أجساد الفتيان والفتيات الصغار، حروق من الدرجة الرابعة لم أكن أعرف بوجودها. وهناك شظايا مصممة لاختراق الإسمنت اخترقت أجسام الأطفال الصغار. في إحدى رحلاتي السابقة، شاهدتُ حافلة تحمل أطفالاً قضوا يومين في محاولة للانتقال من الشمال إلى الجنوب بعد احتجازهم على نقاط التفتيش الإسرائيلية. وسرتُ في الحافلة، وكل ما استطعتُ شمّه هو رائحة أجساد الأطفال المحترقة التي لا تُفارقني. ومن الأمور التي أدهشتني هذه المرة أنني لم أكن أرى هؤلاء الأطفال فحسب، بل كنتُ أسمعهم. هناك نقصٌ مُريعٌ في مُسكّنات الألم، لدرجة أنني عندما أكون في المستشفى، والمستشفيات مُكتظّةٌ بجرحى الحرب، كنتُ أسمع صراخ الأطفال. لذا، لاحظتُ ذلك بالتأكيد كشخص، وكوالد، وكإنسان.
والأمر الآخر يتعلق بالغذاء والماء. فكلما صدرت تحذيرات من حدوث مجاعة، زاد الضغط الدولي على "إسرائيل" لتخفيف قيود السماح بوصول المزيد من المساعدات. لكن الضغط الدولي تراجع، وأُعيد تشديد القيود مرة جديدة. وبمجرد أن تحدث المجاعة، يموت الناس بأعداد كبيرة. ولكن هناك مجاعة من نوع آخر، حيث يتدهور جسم الطفل ويبدأ جهازه المناعي بالانهيار، وهذا ما يحدث بالفعل. لذا، فإن أجساد الأطفال لا تنتظر هذا التعريف التقني.
إضافة إلى ذلك، يعاني القطاع من نقص حاد في المياه التي تخضع بالكامل للسيطرة الإسرائيلية. فمنذ انقطاع الكهرباء عن غزة بعد أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر، بات الوقود ضرورياً لمعالجة المياه وتوزيعها، إلا أن الحصار المفروض على الوقود استمر لأكثر من 100 يوم. وقد وصلنا إلى نقطة بحيث إذا لم يتغير هذا الوضع أو إذا لم تجرِ إعادة تشغيل الكهرباء، وهو أمر من شأنه أن يحل الكثير من المشكلات، فسنبدأ برؤية الأطفال يموتون من العطش. لقد كانت مسألة المياه من الأمور التي أدهشتني حقاً لأنها سياسية بحت وليست لوجيستية. فلو سمحت "إسرائيل" بتزويد محطات تحلية المياه بالوقود أو شغّلت الكهرباء، لحُلّت هذه المشكلة.
أما الأزمة الأشد فتكاً، فليست الجوع أو العطش فحسب، بل هي التصادم الوحشي بينهما. وفي أغلب الأحيان، لا يتم تسجيل هذه الوفيات؛ فعندما يعاني الأطفال من سوء التغذية الحاد، فإنهم أكثر عرضة للوفاة بسبب أمراض الطفولة الشائعة بمقدار 11 مرة. وفي كثير من الأحيان، لا يتمكنون من الوصول إلى المستشفى؛ أولاً، لأن المستشفيات تعجّ بالأشخاص المصابين بجروح الحرب، وثانياً، إذا نظرت إلى الجنوب وحده، يوجد مستشفى واحد يعمل بكامل طاقته، وهو يقع في منطقة إخلاء. ويكاد يكون من المستحيل الوصول إلى هناك إلا إذا كنت في سيارة إسعاف، لأنك ستضطر إلى السير عبر منطقة إخلاء عسكرية. اليوم 13:51
اليوم 12:56
الموت جوعاً هو الموت بسبب سوء التغذية الحاد الوخيم؛ وهناك عدد من الحالات، ولكن بصراحة، لست متأكداً من مدى موثوقيتها. والمشكلة هي أنه بالنسبة للغالبية العظمى من الأطفال، في حال ماتوا أو كانوا يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم وماتوا، فمن غير المعتاد أن "يموتوا جوعاً". أن تموت بسبب الإسهال أو الإسهال المائي الحاد لهو أمر شائع جداً اليوم، خاصةً مع القيود المفروضة على المياه والطعام. والأطفال يُقتلون نتيجة إصابة يستطيع الجهاز المناعي للطفل السليم مقاومته بسهولة بالغة.
نادراً ما التقيتُ بأناس غاضبين. كانوا يحملون استمارات الإجلاء الطبي، أي إنهم حصلوا على الموافقة للإجلاء الطبي من غزة. لكن هناك آلاف الأطفال الذين يحتاجون إلى الإجلاء الطبي من غزة. وأنا أعني الآلاف حرفياً. إنهم يحملون هذا الأمل الكاذب بين أيديهم. وكان من لطفهم وكرمهم أن تحدثوا معي، على الرغم من الحزن العميق الذي يشعرون به.
هناك مستوى من العجز لاحظته منذ أكثر من عام، عندما كان أحد الوالدين يشرح لي أن طفله أدرك أنه لم يعد قادراً على حمايته، ويا لها من لحظة مرعبة. هؤلاء الآباء يدركون أنهم فقدوا القدرة على حماية أطفالهم، وهذا أمر يجعلهم يشعرون بالعجز ويدفعهم للبكاء.
أمسكت بي امرأةٌ ما وأنا خارجٌ من المستشفى، وأرادت أن تروي قصتها، وكان اليأس قد تملّكها. لم تكن تريد شيئاً، كل ما أرادته هو أن تروي قصتها. لقد أنجبت طفلها بعد معاناة استمرت 9 سنوات وقد قُتل زوجها وابنها للتو. لذا لم تكن تعرف ما تريده. لا يوجد ما يمكن فعله في مثل هذه المواقف. من الناحية الثقافية، لا يمكنك معانقة شخص ما، لذا لا يوجد خيار سوى الإنصات.
في كثير من الأحيان، يشرح الناس ما حدث لطفل، وأدرك أن والديه ليسا مسؤولين، لأنهما قُتلا في غارة جوية. لقد قابلت أكثر من 12 طفلاً فقدوا جميع أفراد عائلاتهم. لا أقصد الأم والأب والإخوة فحسب، بل أبناء العمومة والخالات والعمّات والأعمام والأجداد.
ما القصص التي سمعتموها عن أشخاص يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الجديدة؟ وما هي القرارات التي يتخذها الناس بشأن محاولة الوصول إليها في ظلّ حجم العنف الدائر؟
لقد كان هذا الأمر أحد أبرز اهتماماتي، إن لم يكن محورها. في البداية تعمّدت البحث عن أشخاص، ثم أدركتُ أنني لستُ مضطراً للبحث عنهم. فلكلٍّ منهم قصة. لكن في البداية، كانت لديّ قصة، لأنه في الأيام الأولى كان واضحاً للأمم المتحدة سبب فشل هذا الأمر. عندما دخلتُ غزة، كانت مراكز الإغاثة قد بدأت للتو، وكنا نتلقى بالفعل تقارير عن حوادث سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، وعن كل ما كنا نخشاه. فإذا كان الناس ينتقلون من النقطة أ إلى النقطة ب، وكانت النقطة أ هي الجوع واليأس، والنقطة ب هي مكان الطعام، لكنها منطقة عسكرية، فقد يكون هناك مبرر لإطلاق النار على الناس - لأنها منطقة عسكرية. وهذا أمر سخيف.
كان هناك صبي صغير يُدعى عبد الرحمن. كان في الـ13 من عمره، وقد أعطاه والده مالاً لشراء الخبز. فخرج إلى الشوارع ورأى الناس يتجمهرون. كانت هناك فوضى عارمة ومعلومات مضللة. ولم يكن الناس متأكدين أيّ المراكز مغلقة وأيها مفتوحة. ولم يجد خبزاً، فتبع الناس إلى مركز توزيع تابع لمؤسسة غزة الإنسانية. وقال إنه كان محاصراً في منطقة شبه مغلقة، ولم يمكث هناك سوى ساعة أو ساعتين. ولكن قبل أن يقترب من المساعدات، سمع إطلاق نار في السماء مما سمّاه طائرات رباعية المراوح، فركض. ثم أُطلقت قذيفة من دبابة وأصابت جسده بعض شظاياها. كان هذا الأمر بالنسبة لي بالغ الأهمية، لأن طرفاً واحداً في النزاع يمتلك دبابات. وكان هذا الصغير استثنائياً. كان يحمل استمارة إجلاء طبي، وكان يصرخ من الألم، بينما كان شقيقه الأكبر يحاول بين الحين والآخر تعديل ساقيه، محاولاً فعل أي شيء لتخفيف ألمه. كان هذا أول طفل أقابله. ويوم غادرت غزة، توفي ذلك الصغير. مات متأثراً بتلك الجروح. مات بسبب عدم وجود المعدات الطبية في المستشفى وبسبب عدم إجلائه.
وفي إحدى المرات، التقيتُ بـ3 شبان، جميعهم إخوة زاروا المركز 7 مرات ولم يتلقوا أي مساعدة. شرحوا لي بوضوح أنهم سيذهبون إلى مناطق توزيع المساعدات من جديد وكانت العائلة تتناقش دائماً حول هذا الموضوع. وقد التقيتُ بـ6 عائلات على الأقل، وكانت تُجري نقاشات ديمقراطية. وكان هناك دائماً شابٌّ يرغب في الذهاب، وعائلته تقول له: "لا، لا، ستُقتل". فكان بعضهم يتسلل ليلاً ويخرج بحثاً عن المساعدات. كما التقيتُ برجل نجح في مهمته، وقد استغرق وصوله إلى منزله 36 ساعةً ظنًّا منه أنّ المؤن التي كانت بحوزته ستُسرق.
وأخبرني رجلٌ يجيد الإنكليزية أنه ذهب إلى أحد المراكز وانتظر، فحلّقت طائرةٌ مُسيّرةٌ فوقه وأطلقت النار على بضعة أشخاصٍ بالقرب منه، وكان بإمكانه رؤيتهم. وقال: "رأيتُ الناس ينزفون، رأيتُهم قتلى... لقد فعلنا كل ما طُلب منا، فلماذا فعلوا بنا ذلك؟" ليس من صلاحيتي أن أشرح السبب. لكن الناس أعطوني إجابةً مفادها أنهم فعلوا ذلك لأنهم قادرون على ذلك.
كذلك التقيتُ بامرأة تبلغ من العمر 23 عاماً ذهبت إلى أحد مراكز المساعدات. فأصيبت بتمزقات بالغة في ساقها وصدرها بسبب الأسلاك الشائكة بعد دفعها إليها بطريقة ما ولم تتلقَّ أي مساعدة. لكنها الأكبر سناً في عائلتها، ووالدها يعاني من مرض في القلب. سألتُها: "هل ستعودين مجدداً؟" قالت: "نعم، فأنا لا أريد الموت جوعاً". واليوم، يُخاطر الناس بحياتهم أكثر من ذي قبل من أجل الحصول على المساعدات.
ذهبتُ إلى العاصمة الأردنية عمّان، ثم ركبتُ حافلة في الصباح الباكر تعبر جسر الملك حسين. ودخلتُ "إسرائيل"، ثم ركبتُ حافلة عبر أحد المعابر إلى غزة. وهناك خضعتُ لمزيد من التفتيش الأمني، واستقبلني أشخاص من قبل المنظمة ومركبة مدرعة. ومن ثم انطلقت الحافلة، ووصلتُ إلى غزة، حيث السيطرة الوحيدة هي للـ"جيش" الإسرائيلي. قيل لنا إنّ الطريق آمن وإنهم لن يهاجمونا. ثم بدأت رحلة القيادة عبر غزة، وهي رحلة مُرعبة. إذ تمر في البداية عبر أرض قاحلة، ثم تتحول إلى كارثة حقيقية و360 درجة من الدمار.
وفجأة، تظهر نقاط في الأفق، ثم يحيط آلاف الأشخاص بالمركبات، ويرفعون أيديهم إلى أفواههم. رأيت أطفالاً يرفعون قمصانهم باكين، ويطرقون على النوافذ، ويكشفون عن أضلاعهم. وبمجرد أن يروا مركبات تابعة للأمم المتحدة، يأملون أن يكون وراءها قافلة محملة بالمساعدات.
من المبالغة أن نتحدث عن أنفسنا. لكن من السذاجة أيضاً أن نقول إننا نشعر بالأمان. الأمر واضح تماماً. لقد تعلم الجميع في غزة أن عمّال الإغاثة والصحافيين، وبالطبع الأطفال، ليسوا آمنين أبداً. وهناك شعور بالذنب في ذلك ليلاً. أشعر بالذنب عندما أضع وسادة فوق رأسي في الواحدة صباحاً وأحاول النوم والتغلب على القصف الذي لا هوادة فيه.
في الصباح، كنتُ آكل القليل من العصيدة، وأبقى طيلة النهار من دون طعام. وفي المساء، كان هناك طباخ يحضّر أيّ طبق قد تتوفر مكوناته، وقد يكون بسيطاً جداً مثل حساء العدس.
هناك حديث عن احتمال حدوث وقف إطلاق نار آخر في وقت قريب، لكن لا شيء مما تفضلتم به يجعلني أعتقد أنّ هذه الجروح ستلتئم مع الوقت.
لم أكن حاضراً خلال وقف إطلاق النار، لكن الناس تحدثوا عنه، وظننتُ أنهم يسخرون مني في البداية. لقد تحدثوا عن ذهابهم إلى المقاهي في اليوم الأول لوقف إطلاق النار. لذا، فإن القدرة على التعافي موجودة. مع ذلك، نحن اليوم نعيش مرحلة جديدة في ما يتعلق بالصدمات النفسية. ولم يسبق للـ"يونيسف" أن أعلنت في أي مكان آخر في العالم أنّ كل طفل يحتاج إلى دعم نفسي.
نعمل في مجال علاج الصدمات النفسية في غزة، ويذكرني المختصون هناك بأنه لا يُطلق عليه اضطراب ما بعد الصدمة في غزة لأنه لا يوجد شيء بعد الصدمة، وهناك دائماً صدمات جديدة قادمة. وهم يساعدون الأطفال في اكتساب مهارات التعامل مع الكوابيس الليلية. وقد شرحت لي طفلة صغيرة كيف كانت تتظاهر بأنها في حديقة جدها وتحاول شم رائحة الريحان لتساعدها على التخلص من الكوابيس. لكن كما يقول اختصاصي علم نفس الأطفال، إنها ليست مجرد كوابيس، بل هي حقيقة واقعة.
كذلك كنتُ مدركاً تماماً لمعدل الإلمام بالقراءة والكتابة البالغ 98% هناك. إذ يقول الناس إن أهم شيء هو إلحاق الأطفال بالمدارس، أكثر من أي مكان آخر زرته. وهذا خوف حقيقي؛ فنظام تعليم الأطفال تعرّض لدمار هائل الآن. وقد قالت لي فتاة صغيرة: "انظر إليّ. لقد كنتُ جميلةً في ما مضى. أما الآن، فكل ما أفعله طوال اليوم هو مطاردة شاحنات المياه".
نقلته إلى العربية: زينب منعم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


LBCI
منذ 3 ساعات
- LBCI
بعد تشخيص إصابتها بسرطان الدماغ... ما فعله زوجها بها لا يُصدق: "أنا أسترد ما أنفقتُه بالإضافة إلى المزيد لمستقبلي!"
شاركت امرأة تُصارع السرطان رسائل صادمة من زوجها الذي تركها وسرق كافة أموالهما. وفي التفاصيل، قالت ماري، التي تخضع لعلاج ورم في الدماغ، إن حالتها كانت خطيرة، وتطلبت عمليات جراحية وعلاجات عدة. وكتبت ماري في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: "اختفى زوجي، بعد زواج دام ست سنوات، وأفرغ حسابنا المشترك، وأرسل لي هذه الرسالة". وأضافت ماري: "حالتي الصحية سيئة، خضعت لعمليات جراحية وعلاجات متعددة، وما إلى ذلك... لكنني كنت دائمًا وفية له، واستمريتُ في إعداد وجبات العشاء إلى أن حدث هذا الأمر. إنه مُقتنع تمامًا بأنني ميتة تمامًا، وأعتقد شخصيًا أن لديّ فرصة". بالإضافة إلى منشورها، أرفقت ماري صورة بالرنين المغناطيسي تُظهر الورم، ورسالة نصية من زوجها يشرح فيها سبب رحيله، جاء فيها: "اسمعي، لقد كان الأمر صعبًا، لا أستطيع تحمّل مشاهدتكِ تموتين. أشعر بالوحدة، أشعر بالحصار، لست متأكدًا إلى أين أو ماذا سأفعل... لقد أنفقتُ الكثير خلال علاجكِ، لذا فأنا أسترد ما أنفقتُه، بالإضافة إلى المزيد لمستقبلي. لا يزال بإمكاني تأمين مستقبل أفضل." ثمّ واصل زوجها حديثه قائلًا: "يجب أن تكوني سعيدة من أجلي، وأن أعيش من أجلنا كلينا"، كما أرسل لها ثلاثة مقاطع فيديو ظهر فيها أمام الكاميرا وهو يحمل النبيذ ويتحدث عن امرأة أخرى. وكشفت دراسة حديثة نُشرت في صحيفة التايمز أن الرجال أكثر عرضة لترك زوجاتهم بعد تشخيص إصابتهن بالسرطان.


الميادين
منذ 6 ساعات
- الميادين
الأمم المتحدة: 875 شهيداً قرب "مراكز المساعدات" في قطاع غزة خلال 6 أسابيع
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، استشهاد 875 فلسطينياً في محيط "مراكز توزيع المساعدات" في قطاع غزة خلال الأسابيع الستة الماضية، بينهم 674 شخصاً استشهدوا بالقرب من مواقع تابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية". في السياق نفسه، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أنّ طفلاً من كل 10 أطفال يخضعون للفحص الطبي في عياداتها المنتشرة في غزة يعاني سوء التغذية. اليوم 11:23 اليوم 11:14 وقالت جولييت توما، مديرة الاتصالات في "الأونروا"، إنّ "فرقنا الصحية تؤكد ارتفاع معدلات سوء التغذية في غزة، خاصة منذ تشديد الحصار قبل أكثر من أربعة أشهر". وفي الضفة الغربية، أوضح المتحدث باسم المفوضية الأممية السامية لحقوق الإنسان، ثمين الخيطان، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، أنّ "المستوطنين وقوات الأمن الإسرائيلية كثّفوا عمليات القتل والهجمات والمضايقات ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، خلال الأسابيع الماضية". يأتي ذلك فيما يواصل الاحتلال تصعيد عدوانه على مدن الضفة الغربية ومناطق القدس عبر تنفيذه حملات اقتحام واسعة واعتقالات وهدم منازل الفلسطينيين، والتوسع في إنشاء المستوطنات، وسط تصريحات إسرائيلية داعية إلى ضم الضفة الغربية.


الديار
منذ 19 ساعات
- الديار
اللقاحات سلاح لبنان في وجه الأزمات... دعم دولي وتخطيط مُستدام
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب بالتزامن مع مشاركة وزير الصحة العامة السيد ركان ناصر الدين، في القمة العالمية لتحالف اللقاحات "غافي"، التي انعقدت في العاصمة البلجيكية بروكسل، تحت شعار "الصحة والازدهار من خلال التطعيم"، والتي جمعت أكثر من 55 من القادة وصناع القرار حول العالم، عُقد اجتماع ثنائي بين الوزير والرئيسة التنفيذية للتحالف السيدة سانيا نيشتار. وقد خلص اللقاء إلى تأكيد التزام لبنان بسدّ الفجوة في التحصين الأساسي، وهي فجوة فُرضت بفعل التحديات الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي مرّ بها البلد في السنوات الأخيرة. وفي إطار تعزيز هذا التوجه، اتفق الجانبان على ضرورة قيام وفد من مسؤولي تحالف "غافي" بزيارة إلى لبنان قريبًا، بهدف تعميق التعاون المشترك، وتفعيل الشراكة الاستراتيجية في مجال التحصين وضمان وصول اللقاحات إلى جميع الفئات، لا سيما الأطفال، بما يعزز الأمن الصحي الوطني. وكان لـ "الديار" حوار خاص مع الرئيس التنفيذي لتحالف اللقاحات "جافي" السيدة "سانيا نيشتار". صمود صحي رغم الأزمات شهد لبنان منذ عام 2019 سلسلة من الأزمات المتلاحقة، بدءاً بالانهيار الاقتصادي، مروراً بجائحة كوفيد-19، وصولاً إلى انفجار مرفأ بيروت، إضافة إلى استضافة أعداد هائلة من اللاجئين. ورغم هذه الظروف القاسية التي أنهكت النظام الصحي، أظهرت الدولة اللبنانية التزاماً لافتاً في الحفاظ على برامج التحصين. وقد أشادت السيدة نيشتار بالجهود التي يقودها وزير الصحة وفريقه، والذين أصروا على اعتبار التحصين أولوية وطنية لا يمكن التهاون بها. وأكدت "أن التجربة اللبنانية نموذج ملهم، حيث أظهرت كيف يمكن لدولة صغيرة تمر بأزمة أن تُبقي على برامجها الصحية الحيوية، معتمدة على رؤية واضحة بأن كل دولار يُستثمر في الوقاية، يعود بفوائد صحية واقتصادية مضاعفة". تحالف "غافي" يدعم لبنان في مواجهة التحديات ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية وتراجع التمويل الحكومي، تفاقمت التحديات التي تواجه برامج التحصين في لبنان. ورغم محدودية الموارد، أظهرت وزارة الصحة اللبنانية مرونة كبيرة، من خلال اعتماد أنظمة جرد ذكية لإدارة اللقاحات وتفادي نفادها، بالإضافة إلى التعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية لتقاسم البنى التحتية وتوفير الخدمات الصحية في مواقع يسهل الوصول إليها. وأكدت نيشتار أن "غافي" يواصل تقديم الدعم المالي والفني للبنان، لتمكينه من مواجهة هذه التحديات، والحفاظ على استمرارية خدمات التحصين في جميع المناطق، بما فيها المخيمات ومناطق النزوح. وفي ما يخص استعادة معدلات التغطية باللقاحات، أوضحت نيشتار أن لبنان بالتعاون مع "غافي" وشركائه مثل اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر اللبناني، تمكن من إعادة تفعيل حملات التحصين تدريجياً. كما تم تدريب الكوادر الصحية ودعم سلاسل التبريد والتوزيع لضمان وصول اللقاحات بأمان وفعالية. وقد ساهم الصليب الأحمر اللبناني بشكل خاص في إيصال اللقاحات إلى المناطق النائية، مما ساعد في تقليص عدد الأطفال الذين لم يتلقوا أي جرعة من اللقاحات الأساسية، وهو ما تعتبره السيدة نيشتار خطوة محورية في تعزيز الأمن الصحي. الأولوية: عودة التغطية إلى مستوياتها السابقة تراجع مستويات التغطية بالتطعيمات الروتينية منذ عام 2019 يُعدّ من أكبر التحديات الحالية، بحسب نيشتار. ولكن وجود شبكة واسعة من مراكز الرعاية الصحية الأولية، يشكل ركيزة قوية يمكن البناء عليها. وأشادت بجهود الفرق الميدانية، لا سيما في المناطق المحرومة، حيث تم إحراز تقدم لافت في إيصال اللقاحات للأطفال الذين لم يتلقوا أي جرعة سابقاً. هذا، ورأت أن بناء الثقة باللقاحات يبدأ من توعية المجتمع. ففي المناطق التي تشهد ضعفاً في الثقافة الصحية، يزداد التردد في تلقي اللقاح. ولذلك، فإن حملات التوعية تلعب دوراً أساسياً في إزالة الشكوك وبناء قناعة مجتمعية بأهمية التحصين. لقاح HPV: خطوة وقائية استراتيجية وصفت نيشتار إدخال لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) ضمن الروزنامة الوطنية، بأنه خطوة استراتيجية لحماية صحة المرأة. ويهدف هذا اللقاح إلى الوقاية من سرطان عنق الرحم، أحد الأسباب الرئيسية لوفيات النساء المرتبطة بالسرطان. وأكدت أن تحقيق هذا الهدف بحلول 2026 هو أمر واقعي، في ظل الالتزام السياسي القائم، والدعم الفني والمالي من جافي وشركائه، إلى جانب دور المجتمع في رفع الوعي وضمان قبول اللقاح لدى الفئة المستهدفة من الفتيات في سنّ المراهقة. كما أشارت نيشتار إلى أن نجاح إدخال لقاح HPV يعتمد على التخطيط الدقيق، وتفعيل الشراكات بين وزارات الصحة والتعليم، والمؤسسات الصحية والمجتمع المحلي. وشددت على أهمية إشراك الأهل والمعلمين والأطباء لضمان تقبل اللقاح، وزيادة نسب التغطية، وتحقيق أهداف المبادرة على نحو مستدام. زيارة مرتقبة إلى لبنان وأكدت نيشتار أن زيارة وفد "غافي" المرتقبة إلى لبنان تهدف إلى مراجعة الإنجازات والتحديات، وتحديد الخطوات المستقبلية، لا سيما في ما يخص إطلاق لقاح HPV. كما ستعمل الزيارة على تعزيز التنسيق مع وزارة الصحة، وتأكيد التزام التحالف بدعم لبنان في ظل أزماته المتواصلة. وأوضحت أن التحالف يعمل على تعزيز التعاون مع الحكومات التي تواجه أوضاعاً مشابهة للبنان، مثل سوريا والسودان وغزة. وكشفت عن تخصيص 20 مليون دولار لدعم اللقاحات في غزة والضفة الغربية، وكذلك للاجئين الفلسطينيين في لبنان، كجزء من التزام التحالف بضمان المساواة في الوصول إلى اللقاحات. فجوة تمويلية ومصادر مبتكرة رغم جمع "غافي" أكثر من 9 مليارات دولار خلال قمته الأخيرة، فإن الفجوة التمويلية ما بين عامي 2026 و2030 ما تزال تقارب 11.9 مليار دولار. ويسعى التحالف إلى إيجاد مصادر تمويل مبتكرة وجذب مانحين جدد للحفاظ على استمرارية برامجه، لا سيما في الدول الهشة. في ختام حديثها، وجهت السيدة نيشتار رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي: "التحصين ليس رفاهية، بل ضرورة. هو أداة إنقاذ، واستثمار فعّال في الصحة والاستقرار. واليوم، أكثر من أي وقت مضى، يحتاج العالم إلى وقفة تضامنية لدعم برامج التحصين، من أجل حماية الأجيال المقبلة وتحقيق تنمية صحية واقتصادية مستدامة".