logo
هل تدعم واشنطن سيطرة إسرائيلية كاملة على قطاع غزة؟

هل تدعم واشنطن سيطرة إسرائيلية كاملة على قطاع غزة؟

الجزيرةمنذ 4 أيام
واشنطن- عقب موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (الكابينت) على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب ل لمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- بالاستيلاء الكامل على قطاع غزة، ونقل السلطة فيه من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى إدارة عربية، ظهرت أصوات كثيرة معارضة ومتحفظة على هذه الرؤية داخل واشنطن.
ويمثل قرار احتلال مدينة غزة رسميا في الأسابيع المقبلة نقطة تحول مهمة. ويخشى العديد من الخبراء الأميركيين ألا تنجح إسرائيل في مسعاها، مما يضعها في مواجهة خيارات صعبة حاولت أن تتفاداها من قبل، ويرى بعضهم أنها تراهن على أخطار كبيرة عسكريا ودبلوماسيا وسياسيا.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعطى تل أبيب الضوء الأخضر لفعل ما تشاء في غزة ، وقال في تصريحات لموقع أكسيوس إن "الخطوة التالية متروكة إلى حد كبير لإسرائيل". وشدد على ممارسة مزيد من الضغط العسكري على حركة حماس، لأنه رجح ألا تفرج الحركة عن المحتجزين في الوضع الحالي.
وتجنب ترامب المصادقة بشكل مباشر على خطة إسرائيل المعلنة حديثا "للقضاء على حركة حماس"، بما في ذلك السيطرة على المناطق التي وصفها نتنياهو بأنها "المعقل الأخير" للحركة في مدينة غزة.
يرى أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية بجامعة سيراكيوز في نيويورك أسامة خليل أن إدارة ترامب مثل إدارة سلفه جو بايدن ، فهي تطالب باستسلام حماس ونزع سلاحها ونفي قيادتها، وهو ما يتطابق مع مطالب نتنياهو.
ويوضح في حديثه للجزيرة نت أن هدف إسرائيل ثابت منذ أكثر من 22 شهرا، ويتمثل في طرد الفلسطينيين من غزة وضم الأراضي كجزء من خطة أكبر للاستيلاء على الضفة الغربية.
وكان نتنياهو قد أكد أن الهجوم القادم لا يشير إلى احتلال دائم وأن قواته لن تبقى في غزة، وأضاف أن إسرائيل "تخطط لنقل المدنيين من القطاع إلى مناطق إنسانية".
وحدد رئيس الوزراء الإسرائيلي ما أسماه "المبادئ الخمسة لإنهاء الحرب"، والتي شملت:
تدمير حركة حماس.
نزع السلاح من غزة.
إطلاق سراح المحتجزين.
السيطرة الأمنية الإسرائيلية.
إنشاء إدارة مدنية سلمية غير إسرائيلية لا تشمل حماس أو السلطة الفلسطينية.
واعتبر الأستاذ خليل أن مشروع "إسرائيل الكبرى" يحظى بدعم إدارتي بايدن وترامب، وإلا لكانت الحملة العسكرية الإسرائيلية قد توقفت بعد أول هدنة إنسانية في ديسمبر/كانون الأول 2023، لكن بدلا من ذلك، سُمح ل لإبادة الجماعية بالاستمرار بمشاركة نشطة من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين الرئيسيين.
ويرى خبراء أميركيون أن إسرائيل تهدف للضغط وتغيير الحسابات الإستراتيجية لحركة حماس لدفعها لقبول عروض الإفراج عن المحتجزين والوقف المؤقت للقتال.
واعتبر أليكس بليتساس، الخبير بالمجلس الأطلسي بواشنطن، والرئيس السابق للأنشطة الحساسة للعمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب في مكتب وزير الدفاع الأميركي، أن قرار تل أبيب باحتلال مدينة غزة خطوة طموحة تهدف إلى تسريع المرحلة النهائية في حرب لا يمكن إنهاؤها بسهولة.
وقال، في تقدير موقف نشره على موقع المركز الأطلسي، إنها محاولة لإجبار حماس على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وإعادة تأكيد هيمنة إسرائيل الإستراتيجية، وهي أيضا مقامرة تتطلب قوة ساحقة وتخطيطا دقيقا وخطة ذات مصداقية لما سيأتي بعد ذلك.
وأضاف بليتساس أنه بدون هذه التهديدات، تخاطر إسرائيل بمقايضة شكل من أشكال الصراع بآخر: من الحرب ضد حماس إلى الحرب ضد مقاومة جديدة آخذة في الاختمار.
فقدان الدعم
من جانبه، اعتبر السفير ديفيد ماك، المساعد السابق لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، والخبير حاليا بالمجلس الأطلسي، أن الهيمنة الإسرائيلية الحالية على غزة تفقد تدريجيا دعم الجالية اليهودية الأميركية، إلى جانب معظم جماعات المسيحيين الأميركيين الرئيسيين.
وتابع في حديث للجزيرة نت أن معظم أعضاء المجموعة الأخيرة يريدون أن يروا حلا وسطا عربيا إسرائيليا ينهي هذا الصراع المروع، ويجعل من الممكن تخفيف المعاناة الإنسانية في غزة والحد من الصراعات في القدس الشرقية والضفة الغربية.
في السياق نفسه، كتب المفكر بريت ستيفنز، وهو أحد أهم مؤيدي تل أبيب، في صحيفة نيويورك تايمز، يقول "كونك مؤيدا لإسرائيل يعني النظر إلى غزة من خلال العدسة الأوسع لمصالحها العامة، والتي تشمل إعادة تأهيل سمعتها الدولية واستئناف العمل الدبلوماسي لتحويل نجاحاتها العسكرية الإقليمية إلى مكاسب سياسية دائمة".
وحذر في مقاله أنه إذا ارتكب نتنياهو "خطأ فادحا بمحاولة إعادة احتلال غزة على المدى الطويل، فلا يمكن لأي شخص عاقل أن يكون مؤيدا لإسرائيل دون أن يكون ضده أيضا".
واختتم ستيفنز مقاله بالقول إنه مهما كان ما قد يقوله رئيس الوزراء الإسرائيلي عن قرار حكومته بالاستيلاء على مدينة غزة، فإن نتيجته المحتملة ستكون احتلالها على المدى الطويل. وفي حالة حدوثه، فمن المرجح أن تفقد تل أبيب المزيد من مؤيديها الأميركيين المتبقين.
ورغم سيطرة جيش الاحتلال على نحو 75% من أراضي قطاع غزة، وقيامه بعمليات مكثفة في جميع أنحائه، بما في ذلك عمليات توغل مستهدفة في مدن غزة و خان يونس ورفح، فإن أيا من هذه العمليات لم تشكل إعادة احتلال طويلة الأمد للمراكز الحضرية الكبرى.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شاهد: سرايا القدس تتعهد بالقتال حتى آخر رصاصة ردا على احتلال غزة
شاهد: سرايا القدس تتعهد بالقتال حتى آخر رصاصة ردا على احتلال غزة

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

شاهد: سرايا القدس تتعهد بالقتال حتى آخر رصاصة ردا على احتلال غزة

تعهد مقاتلو سرايا القدس ، الجناح العسكري ل حركة الجهاد الإسلامي – بالثبات في ميادين المعارك والاستمرار في القتال حتى آخر طلقة رصاص من أجل تحرير الأرض والإنسان من الاحتلال الإسرائيلي. جاء ذلك في فيديو بثته سرايا القدس اليوم الأحد -عبر قناتها في تليغرام- ويظهر عناصرها من داخل إحدى العقد القتالية "المتقدمة"، وكذلك قصف قوات الاحتلال المتوغلة شرقي مدينة غزة بقذائف الهاون ضمن معركة " طوفان الأقصى". ويأتي بث هذا الفيديو بالتزامن مع تصديق رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير على خطة أقرها المجلس الوزاري المصغر لاحتلال مدينة غزة وفصلها عن وسط القطاع وجنوبه. وأكد مقاتلو السرايا أن الهدف "تحرير كامل فلسطين من الاحتلال المجرم النازي"، وقال أحدهم "بإذن الله سوف نقاتل حتى آخر طلقة في بارودتنا. وبإذن الله سنبقى باقون حتى يأذن الله لنا بالنصر أو الشهادة إن شاء الله". كما وجه المقاتلون تحية إلى اللواء محمد سعيد إيزدي "الحاج رمضان" قائد ملف فلسطين في قوة القدس ب الحرس الثوري الإيراني الذي اغتالته إسرائيل خلال الحرب الأخيرة على إيران. ووصف مقاتلو السرايا "الحاج رمضان" بـ"رجل الظل في المقاومة"، وأنه كان صاحب هم كبير تجاه القضية الفلسطينية، ودائم السؤال على مقاتلي سرايا القدس و كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتلبية كافة الاحتياجات. ووفق أحد المقاتلين، فإن "الحاج رمضان" كان له رصيد كبير في مقارعة الاحتلال، و"كل طلقة وصاروخ وقذيفة في غزة للشهيد بصمة عليها"، مؤكدا أن اسمه "سيبقى محفورا في صدورنا وعقولنا وفعلنا المقاوم على أرض الميدان". وختمت سرايا القدس الفيديو بلقطات توثق قصف مقاتليها بقذائف الهاون قوات الاحتلال الإسرائيلي وآلياته المتوغلة شرقي مدينة غزة. وقد دأبت فصائل المقاومة في غزة على توثيق عملياتها ضد قوات جيش الاحتلال وآلياته في مختلف محاور القتال منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ألبانيزي: حماس حركة سياسية وليسوا قتلة كما يصورهم البعض
ألبانيزي: حماس حركة سياسية وليسوا قتلة كما يصورهم البعض

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

ألبانيزي: حماس حركة سياسية وليسوا قتلة كما يصورهم البعض

قالت المفوضة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي إن كثيرين ليس لديهم معرفة حقيقية واضحة عن ماهية حركة حماس ، وكونها حركة سياسية لا مجموعة من القتلة. وأضافت ألبانيزي أن "حماس حركة سياسية وصلت إلى حكم غزة عبر انتخابات وُصفت بأنها الأكثر ديمقراطية، وليست مجموعة من القتلة، كما يصورها البعض". وأوضحت أن "الناس يواصلون تكرار نفس الرواية بخصوص حماس لكنني لا أعتقد أن كثيرين لديهم فكرة واضحة عمّا هي". وتابعت ألبانيزي بالقول إن "حماس قوة سياسية وصلت للسلطة بعد فوزها في انتخابات عام 2006 التي وصفت بأنها الأكثر ديمقراطية. شئنا أم أبينا، وقد قامت حماس ببناء مدارس ومنشآت عامة ومستشفيات، وكانت ببساطة السلطة القائمة بحكم الأمر الواقع". وشددت على أنه "من الضروري أن نفهم أنه عند الحديث عن حماس لا يجب بالضرورة التفكير في جماعة من القتلة المتعطشين للدماء أو المقاتلين المدججين بالسلاح فالأمر ليس كذلك". وكانت ألبانيزي تعرضت إلى عقوبات أميركية، حيث أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إدراجها على قائمة العقوبات على جهودها لدفع المحكمة الجنائية الدولية إلى اتخاذ إجراءات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل. ودعت البعثة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة في بيان مطلع يوليو/تموز الجاري، إلى إدانة ألبانيزي وإقالتها من منصبها، زاعمة أنها صعّدت أخيرا خطابها "المعادي للسامية" و"المعادي لإسرائيل". كما طالبت الولايات المتحدة الأميركية الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإقالة ألبانيزي من منصبها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store