logo
ديوكوفيتش يفتح ملفات ماضيه: من أسرار والده إلى عالم التنس

ديوكوفيتش يفتح ملفات ماضيه: من أسرار والده إلى عالم التنس

العربي الجديدمنذ 4 ساعات

لم تكن رحلة الصربي نوفاك ديوكوفيتش (38 عاماً)، في عالم
كرة المضرب
مفروشة بالورود، بعدما شق طريقه وسط صعوبات كبيرة واجهها مع عائلته، التي اتخذت قرارات قاسية وصلت إلى حد التعامل مع مجرمين ومطاردات في الشوارع من أجل تقديم المساعدة للطفل الصغير حينها، حتى استطاع أن يصبح خلال السنوات الماضية أحد أفضل نجوم
التنس
عبر التاريخ.
وأكد نوفاك ديوكوفيتش، في حديثه الذي نقلته صحيفة ذا صن البريطانية أمس الثلاثاء، أن والده سردجان ديوكوفيتش كان مضطراً لأن يكون صديقاً لبعض من أسوأ الناس في صربيا، لأنه لم يكن يمتلك خيارات كثيرة ليتمكن من صناعة أحلام طفله الصغير، الذي أراد الدخول إلى عالم التنس، في تسعينيات القرن الماضي، وبخاصة أن وطنه خضع في تلك الفترة لعقوبات دولية.
وقال نوفاك ديوكوفيتش: "لقد شاهدت والدي وهو يهرب في سيارته من مجموعات إجرامية معروفة في صربيا، لأنه أراد التضحية من أجلي، حتى أنه اقترض أموالاً وبفوائد خيالية وصلت أحياناً إلى ثلاثين بالمائة كي يُعطيني ثمن التذكرة التي حجزتها للسفر إلى الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في بطولة تنس للناشئين، وكل ذلك جاء بعد خسارته مطعم البيتزا ومنتجع التزلج بسبب التضخم وانهيار العملة".
رياضات أخرى
التحديثات الحية
الأسطورة يعترف بخليفته.. نادال مندهش من ألكاراز بعد نهائي باريس
واعترف ديوكوفيتش بأن والده لاحظ موهبته في التنس عندما بلغ سن العاشرة، لكن هذه الرياضة لم تكن لديها فرصة النجاح في صربيا حينها، نتيجة عدم امتلاك بنية تحتية خاصة بها، بالإضافة إلى المعاناة المالية الكبيرة، الأمر الذي دفع أباه إلى اتخاذ قرارات مؤلمة، ولا يزال يتذكرها، مثل اقتراض خمسة آلاف دولار من أحد الأشخاص الذين يطلق عليهم "سماسرة قروض" يعملون خارج إطار القانون، وكان عليه دفع 1500 دولار كل شهر فائدة، ودائماً ما كانوا يعملون على إرهابه وتهديده في حال تأخر عن الدفع.
وختم ديوكوفيتش حديثه قائلاً "والدي سبب بروز اسمي في عالم التنس والحال الذي وصلت إليه الآن من شهرة بين الجماهير الرياضية، لأنه شخص لا يقهر من وجهة نظري، وفعل أشياء خارقة لأجلي، لأنه باختصار آمن بي وبموهبتي وشجعني على الدخول إلى عالم كرة المضرب، رغم الألم الكبير الذي كان يشعر به، والديون التي تراكمت عليه، لكنني في النهاية حققت حُلمه ولم أقصر معه نهائياً، لأنه الرجل الذي وقف معي وحارب كثيراً لأجلي".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ديوكوفيتش يفتح ملفات ماضيه: من أسرار والده إلى عالم التنس
ديوكوفيتش يفتح ملفات ماضيه: من أسرار والده إلى عالم التنس

العربي الجديد

timeمنذ 4 ساعات

  • العربي الجديد

ديوكوفيتش يفتح ملفات ماضيه: من أسرار والده إلى عالم التنس

لم تكن رحلة الصربي نوفاك ديوكوفيتش (38 عاماً)، في عالم كرة المضرب مفروشة بالورود، بعدما شق طريقه وسط صعوبات كبيرة واجهها مع عائلته، التي اتخذت قرارات قاسية وصلت إلى حد التعامل مع مجرمين ومطاردات في الشوارع من أجل تقديم المساعدة للطفل الصغير حينها، حتى استطاع أن يصبح خلال السنوات الماضية أحد أفضل نجوم التنس عبر التاريخ. وأكد نوفاك ديوكوفيتش، في حديثه الذي نقلته صحيفة ذا صن البريطانية أمس الثلاثاء، أن والده سردجان ديوكوفيتش كان مضطراً لأن يكون صديقاً لبعض من أسوأ الناس في صربيا، لأنه لم يكن يمتلك خيارات كثيرة ليتمكن من صناعة أحلام طفله الصغير، الذي أراد الدخول إلى عالم التنس، في تسعينيات القرن الماضي، وبخاصة أن وطنه خضع في تلك الفترة لعقوبات دولية. وقال نوفاك ديوكوفيتش: "لقد شاهدت والدي وهو يهرب في سيارته من مجموعات إجرامية معروفة في صربيا، لأنه أراد التضحية من أجلي، حتى أنه اقترض أموالاً وبفوائد خيالية وصلت أحياناً إلى ثلاثين بالمائة كي يُعطيني ثمن التذكرة التي حجزتها للسفر إلى الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في بطولة تنس للناشئين، وكل ذلك جاء بعد خسارته مطعم البيتزا ومنتجع التزلج بسبب التضخم وانهيار العملة". رياضات أخرى التحديثات الحية الأسطورة يعترف بخليفته.. نادال مندهش من ألكاراز بعد نهائي باريس واعترف ديوكوفيتش بأن والده لاحظ موهبته في التنس عندما بلغ سن العاشرة، لكن هذه الرياضة لم تكن لديها فرصة النجاح في صربيا حينها، نتيجة عدم امتلاك بنية تحتية خاصة بها، بالإضافة إلى المعاناة المالية الكبيرة، الأمر الذي دفع أباه إلى اتخاذ قرارات مؤلمة، ولا يزال يتذكرها، مثل اقتراض خمسة آلاف دولار من أحد الأشخاص الذين يطلق عليهم "سماسرة قروض" يعملون خارج إطار القانون، وكان عليه دفع 1500 دولار كل شهر فائدة، ودائماً ما كانوا يعملون على إرهابه وتهديده في حال تأخر عن الدفع. وختم ديوكوفيتش حديثه قائلاً "والدي سبب بروز اسمي في عالم التنس والحال الذي وصلت إليه الآن من شهرة بين الجماهير الرياضية، لأنه شخص لا يقهر من وجهة نظري، وفعل أشياء خارقة لأجلي، لأنه باختصار آمن بي وبموهبتي وشجعني على الدخول إلى عالم كرة المضرب، رغم الألم الكبير الذي كان يشعر به، والديون التي تراكمت عليه، لكنني في النهاية حققت حُلمه ولم أقصر معه نهائياً، لأنه الرجل الذي وقف معي وحارب كثيراً لأجلي".

الأهلي بالميراس مباراة القرن
الأهلي بالميراس مباراة القرن

العربي الجديد

timeمنذ 20 ساعات

  • العربي الجديد

الأهلي بالميراس مباراة القرن

انطلقت مباريات كأس العالم للأندية في أميركا بمشاركة 32 فريقاً، من بينها خمسة أندية عربية، الأهلي المصري والترجي التونسي و الوداد المغربي من أفريقيا، والهلال السعودي والعين الإماراتي من آسيا، في البطولة التي ستستمر من 14 يونيو/حزيران الحالي وحتى 13 يوليو/تموز المقبل بنسختها الأولى الاستثنائية، وقُسِّمت الأندية إلى ثماني مجموعات، حيثُ يتأهل الأول والثاني إلى دور الـ16 وما يليه، وصولاً إلى المباراة النهائية، وستشهد البطولة جوائز مالية بأرقام فلكية وإغراءات مادية غير مسبوقة من شأنها أن تُغير قواعد اللعبة. واعتُمدت الجوائز المالية وفقاً للمعايير الرياضية، التسويقية والتجارية لكل ناد مشارك بحسب القارة، إذ ينال كل ناد مكافأة أولية للمشاركة تتراوح قيمتها بين 12 و38 مليون دولار أميركي لكل ناد من أوروبا، 15 مليون دولار أميركي لأندية أميركا الجنوبية وأفريقيا وآسيا، 10 ملايين دولار أميركي لأندية أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي، و3.5 ملايين دولار أميركي لأندية أوقيانوسيا. ويُضاف إلى هذه المبالغ جوائز الفوز بكل مباراة، إذ يحصل كل ناد على 2 مليون دولار أميركي، وينال الفريق مقابل التعادل مليون دولار أميركي، ثم يستفيد نظير الفوز في مباراة في دور الـ16 من 7.5 ملايين دولار أميركي، في حين أن الفوز في الدور ربع النهائي يعني الحصول على 13,5 مليون دولار أميركي، وتقدر قيمة الفوز في الدور نصف النهائي بـ 21 مليون دولار أميركي، ثم ينال الوصيف 30 مليون دولار أميركي، في وقت ينال البطل 40 مليون دولار أميركي، ومن المتوقع أن يحصد النادي البطل المُتوج بلقب بطولة مونديال الأندية نحو 125 مليون دولار أميركي. وحصلت المواجهة الافتتاحية على اهتمام جماهيري وإعلامي كبير بحضور النادي الأهلي المصري أمام منافسه، فريق الدولة المنظمة، إنتر ميامي الأميركي في المجموعة الأولى، وأهدر الأهلي في المواجهة فوزاً تاريخياً أمام فريق الأسطورة العالمية والأرجنتينية ليونيل ميسي، بتعادل سلبي في النتيجة النهائية، بعد شوط أول مثالي للنسر الأحمر، من تنظيم وانضباط وحضور، رغم خسارة نجم الفريق إمام عاشور في وقت مبكر لإصابة بالترقوة. وفرض الأهلي أسلوب لعبه وبذل اللاعبون جهداً خارقاً مع ضغط عالٍ، حسن تحركات وانتشار صحيح، ودقة تمرير، مع سرعة التحول بالمرتدات، ومع إهدار ركلة جزاء من محمود تريزيغيه، وإهدار فرص كثيرة مع تألق غير عادي للحارس الأرجنتيني لإنتر ميامي، أوسكار أوستاري. ولكن مستوى النادي الأهلي تراجع في الشوط الثاني وتأثر بدنياً كثيراً ولم يستفد من التبديلات، مع ارتكاب أخطاء في التمرير، وبطء في التحولات الهجومية، وارتكاب أخطاء بالقرارات، وخصوصاً فرصة الثواني الأخيرة لحسين الشحات، مع تألق محمد الشناوي الخارق للعادة أمام فرص إنتر ميامي، وأدوار مميزة لياسر إبراهيم وأشرف داري قلبي الدفاع وفي الوسط مروان عطية، حمدي فتحي والتونسي محمد علي بن رمضان وبمشاركة أحمد مصطفى زيزو، القادم من الزمالك، بديلاً لإمام عاشور واستبداله بعد أن لعب لمدة 59 دقيقة. وشهدت بطولة مونديال الأندية تعادلاً سلبياً بين بالميراس البرازيلي وبورتو البرتغالي في المجموعة الأولى، مباراة كانت الأمتع والأقوى، بالميراس فريق شرس، قوي بدنياً ومنظم دفاعياً، يضغط بقوة بطول الملعب، ولديه سرعة في نقل الهجمة مع التحولات السريعة المؤثرة، وهو فريق يملك الكثير من المواهب، مثل ستيفاو صاحب الـ18 سنة، الذي سينتقل إلى تشلسي الإنكليزي بعد نهاية البطولة، روكي جونيور المهاجم السابق لنادي برشلونه وريال بيتيس في إسبانيا، والمهاجم المخضرم، فيليبي أندرسون. ورغم سلبية النتيجة، إلا أن المباراة هي الأكثر تنافسية في البطولة حتى الآن، والتعادل فتح كل المجالات في المجموعة ومباراتا الجولة الثانية، الخميس المقبل، بين الأهلي وبالميراس وإنتر ميامي أمام بورتو، ستُحدد بشكل كبير خريطة الطريق. كرة عربية التحديثات الحية 5 أسباب وراء تعادل الأهلي أمام إنتر في افتتاح مونديال الأندية وسيلعب الأهلي المصري المباراة الأهم بتاريخه في بطولات كأس العالم للأندية، وهو الذي وصل ست مرات إلى الدور نصف النهائي وحصل على الميدالية البرونزية أربع مرات بنظامها القديم، ويسعى الأهلي للفوز والاقتراب من التأهل إلى دور الـ16 والذهاب بعيداً، ويملك كل المقومات لتحقيق ذلك في اختبار حقيقي للشخصية والهوية، ولكن بشروط حسن اختيارات المدير الفني الجديد، الإسباني خوسيه ريبيرو، للتشكيل وتوظيف اللاعبين وحسن إدارة المباراة وإجراء التبديلات الصحيحة. ومن المتوقع أن يعتمد الأهلي على التشكيلة نفسها التي لعب بها ضد إنتر ميامي، محمد الشناوي في حراسة المرمي، في خط الدفاع، محمد هاني وأشرف داري وياسر إبراهيم، وأحمد نبيل كوكا في الوسط مع مروان عطية وحمدي فتحي ومحمد علي بن رمضان، وفي الهجوم تريزيغيه ووسام بن علي، ومع التعديل الوحيد المُمكن، أحمد مصطفى زيزو مكان إمام عاشور (مع الاستعانة وفقاً لسير المباراة بالأسماء الأقرب للمشاركة وهي: أشرف بن شرقي، غراديشار، طاهر محمد طاهر، محمد مجدي قفشة، إليو ديانغ وحسين الشحات). وتُعد هذه التشكيلة قوية وقادرة على اللعب تحت الضغط، إذ تملك سرعات، دقة تمرير، مهارات تسديد، ذكاء في التصرف على أرض الملعب. كما وهناك سرعة في البناء من الخط الخلفي والخروج السلس الآمن من الخط الخلفي لتجنب الأخطاء المكلفة، أما ثالثاً فهناك التركيز مع الفرص المتاحة واستغلالها، والتسجيل من أنصاف الفرص وتجنب أخطاء مباراة ميامي بعدم التسجيل في الشوط الأول، وثم رابعاً توظيف اللاعبين في مراكزهم ومنحهم الأدوار التي يجيدون تنفيذها، ثم خامساً الكرات الثابتة والعرضيات عنصر هام يجب استغلالها بشكل قوي وحاسم، وسادساً الجماعية في الأداء، حسن التحركات والانتشار الجيد المتسم بالمرونة، التفاهم والانسجام، تغطية الأخطاء للزملاء واستغلال المساحات لخلخلة المنافس. سابعاً، تبرز نقطة مهمة والتي تتمثل بتوزيع الجهد على زمن المباراة للتعامل من حرارة الجو والرطوبة والجهد البدني الكبير، وثامناً استمرار المساندة الجماهيرية لجماهير القلعة الحمراء والحضور بالملعب للمؤازرة والمساندة وهو أمر مفروغ منه لما ظهر من حضور قوي باللقاء الافتتاحي للجماهير الحمراء، خاصة أن جماهير بالميراس البرازيلي معروفة بالتشجيع الحماسي الذي لا يتوقف ولها حضور قوي في أميركا وشعبية وجماهيرية، وأخيراً تاسعاً التوفيق عنصر مهم لكي يكون حليفاً للنادي الأهلي في المباريات المقبلة. يملك الأهلي فرصةً كبيرةً للتفوق وهو قادر، وتُعد المكاسب العديدة والتاريخية حافزاً كبيراً له، في حال الفوز سيخطو خطوة كبيرة نحو التأهل لأبعد نقطة في البطولة والظفر بالانتصارات وتحقيق مكاسب تاريخية، مكانة عالمية، ومكاسب مالية تساعده على تحقيق أمجاد وإنجازات لكتابة تاريخ جديد من التألق في البطولات العالمية.

لابوبو... أيقونة الفراغ الساحر
لابوبو... أيقونة الفراغ الساحر

العربي الجديد

timeمنذ يوم واحد

  • العربي الجديد

لابوبو... أيقونة الفراغ الساحر

أذنان طويلتان، وعينان دائريتان، وتكشيرة مفترسة... نقدّم إليكم لابوبو (LABUBU)، دمية الوحش الصغير، التي ابتكرها الفنان كاسينغ لونغ (من هونغ كونغ)، وقد اجتاحت حرفياً عالم البالغين فتجاوز بيع بعضها 50 ألف نسخة خلال أسابيع قليلة، فيما بيعت النسخ النادرة منها بأكثر من ألف يورو، وبلغت قيمتها 150 ألف دولار في أحد المزادات العلنية. توزّع الدمية شركة "بوب مارت" الصينية العملاقة، المتخصّصة في ما تُعرف بـ"ألعاب المصمّمين"، ضمن سلسلة رسوم مصوّرة بعنوان "الوحوش"، مستوحاة من الأساطير الاسكندنافية، لكن لابوبو ليست لعبةً للأطفال، بل أثر فيتشي للكبار، وهنا المفارقة، فخلف ابتسامتها المائلة ومظهرها البريء دميةٌ قطنيةٌ، تجسّد لابوبو زمناً متخماً فائضاً بالأشياء، جائعاً إلى المعنى، لذا ترى أنّ هذه اللعبة المخصّصة للكبار، التي تُجمَع بهوسٍ حقيقي، تقول كثيراً عن عصرنا الحالي. والحال أن ألعاب الكبار ليست ظاهرةً جديدةً، لكنّها تجسّد انقلاباً في الدلالة، إذ لا ترمز لابوبو إلى الحنين إلى الطفولة، بقدر ما تمثّل جمالية الالتباس: كائن ليس جميلاً ولا قبيحاً، لا هو إنسان ولا حيوان، رقيق إنما مُقلق، يُلبسه خيالُنا رغباتٍ مبهمة. تُطمئن لابوبو بألوانها وأشكالها المستديرة، لكنّها تحمل، في الوقت نفسه، سخريةً خفيّةً في نظرتها. وحشٌ مصغّر تحوّل أيقونةَ زينةٍ، وهذا هو ربّما ما يخطف عقول محبّيها وقلوبهم. أتأمّل شكل هذا المخلوق الدمية، وأتساءل عن الذي يعنيه، وعن أيّ شيء تمكّن من إرضائه أو ملئه في النفوس؟ لماذا يرغب فيه الإنسان المعاصر إلى هذا الحدّ، ولماذا يمارس عليه هذا الشكلُ المتأرجح بين الجمال والبشاعة، هذا السحر كلّه؟... دمية لابوبو لا تؤدّي وظيفةً بعينها، هي لا تسلّي، ولا تفيد، ولا تروي حكاية. إنها موجودةٌ فحسب، وتُصوَّر برغم ذلك كما لو أنها نجمة صامتة. وبسبب ما تثيره من ضجّةٍ واهتمام، قد ننزع إلى القول إنّ الفراغ الذي يخترقنا اليوم ليس غياباً، بل هو فيضان الفائض: في الرسائل، وفي الأغراض، وفي الشاشات، وفي المحفّزات. ومع هذا، ففي الداخل خواء. غياب للمعنى، وللوجهة، وللعمق، فتظهر لابوبو أشبه بضمادة لا نعرف ما غرضها، لكنّها تلهي، وتشغل الحواس، وتصرف الانتباه عن خواء هائل، هي لا تملأه، بل تؤكّده، لأن ما يملأ الفراغ، إنما يزيده اتساعاً. لهذا الفراغ أصل، جذوره تمتدّ إلى ما سمّاه ماكس فيبر "نزع السحر عن العالم"، أي اختفاء المقدّس، والغامض، والماورائي، لصالح عقلنة شاملة. الفيلسوف داريوس شايغان، من جانبه أشار إلى ذلك أيضاً من خلال وصف عالم مُسطّح، وظيفيّ منزوع الرمزية. لقد اختفى السحر (!) ومعه تبخّرت المعاني والتأويلات والتخيّلات، وبقي النافع، القابل للبيع، الأملس ولطيف المظهر. في مواجهة هذا العالم المسطّح، من دون خفايا وثنايا، نشأت الحاجة إلى بدائل، وقد تكون دمية لابوبو واحدةً منها: طوطم صغير، خوف مروّض، أسطورة مصبوبة في بلاستيك ملوّن. نظرتها رقيقة، وأنيابها مستعدّة للعضّ، وحش آمن، رُعب منزلي، رمز قلق مغلّف باللطافة، وقد يكون هذا الالتباس بالتحديد هو سرّ الجاذبية. ما لا يُحتمل اليوم ليس الملل، بل الصمت، واللحظة التي لا تُشغل فيها الحواس. لابوبو تخنق هذا الصمت وتمنع الفراغ من أن يُقال، لكن خلف هذا الحضور الناعم، هذه الابتسامة المعلّقة: لا شيء. الفراغ من جديد، مُزيَّن، مُلوَّن، قابل للتداول التجاري. وقد تُجسّد لابوبو أيضاً حساسيةً جديدةُ: حزناً مُزركشاً، كآبةً لطيفةً، أحلاماً مُصنّعةً، وبهذا هي تكشف بوصفها ظاهرةً عن توتّر عميق: الحاجة إلى السحر والرغبة في الغموض وسط زمن الشفافية في أسوأ معانيها. إنها "الشيء الانتقالي" لعصر ينتقل من نقص إلى آخر، مُخفياً الفقدَ بأشكال جذّابة، رمزٌ لفراغ لم يعُد يُقال، بل يُباع، وهذا الفراغ نريده مطمئناً، مرغوباً، شبه ساحر. هكذا، ينتهي هذا الوحش الصغير المعاصر إلى تجسيد الرعب الأعمق فينا: عالم مسطّح يفتقد إلى سحر المعنى، إذ الفراغ يستدعي مزيداً من الفراغ.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store