
المكمِّلات الغذائية ممنوعة أيضًا.. آلاف الأطفال مهدَّدون بسوء تغذية قاتل في غزَّة
غزة/ صفاء سعيد
مع تفاقم الكارثة الإنسانية التي تعصف بقطاع غزة ودخول المجاعة مرحلتها الخامسة حسب تصنيف "شبكة نظم الإنذار المبكر بالمجاعة"، يواصل الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال المكملات الغذائية والفيتامينات الأساسية الخاصة بالأطفال.
منع أدى إلى تدهور الحالة الصحية لآلاف الأطفال وظهور حالات مرضية خطيرة نتيجة النقص الحاد في العناصر الغذائية الحيوية في ظل منع ادخال المواد الأساسية من الطعام الضرورية لنمو الأطفال بشكل صحي وسليم.
فمنذ أكثر من شهرين، يمنع الاحتلال دخول حليب النمو، الحديد، فيتامين "د"، الزنك، والكالسيوم، وهي عناصر حيوية للأطفال في سنواتهم الأولى. هذا المنع أدى إلى زيادة حالات التقزم، الأنيميا، هشاشة العظام، وتأخر النمو العقلي والحركي، وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن "كل يوم تأخير في إدخال هذه المكملات يعني أطفالًا يسقطون في دوامة لا يمكن علاجها لاحقًا".
الطفل هاشم السقا (5 سنوات) من مدينة غزة يعاني من أنيميا حادة، وشحوب دائم وعدم اتزان وقدرة على المشي بسبب دوخة متكررة تسبب بها عدم توفر طعام صحي أو مكملات غذائية يمكن أن تعوض هذا النقص، هكذا أجملت والدة هاشم معاناتها اليومية مع ابنها.
وتقول أم هاشم:" لا يوجد ما يمكن أن أطعمه لطفلي الوحيد، الأسواق خالية من الطعام وكذلك العيادات الحكومية والصيدليات لا يوجد بها أي نوع من الفيتامينات"، مضيفةً:" كل يوم أرى ابني يعاني وليس بيدي شيء لأفعله".
وتوضح في حديثها لـ "فلسطين أون لاين": لم أتوقف عن زيارة العيادات الصحية دون فائدة، مشيرةً إلى أن الأطباء أخبروها أن فقر الدم الذي يعاني منه ابنها يؤثر على دماغه وأنه يحتاج إلى شراب الحديد الذي لا يسمح الاحتلال بإدخاله منذ شهور.
أما الطفل محمد مدوخ من شمال غزة (3 أعوام) فيعاني من تقوس في الساقين، تأخر في المشي، وضعف عام في النمو. والدته سمية مدوخ تقول:" محمد كان يمشي ويلعب، لكن منذ توقف حليب الأطفال المدعم، فقد قدرته على الوقوف، الأطباء يقولون إنه بحاجة عاجلة لفيتامين "د" وكالسيوم والاثنان غير متوفرين".
وتضيف في حديثها لـ "فلسطين أون لاين": لم ندخر أي جهد من أجل توفير أي نوع من المكملات المطلوبة وشرائها وإن كانت بأثمان مرتفعة ولكن في الفترة الأخيرة انقطعت بشكل كامل وإن وجدت فتكون منتهية الصلاحية لا يمكن استعمالها على طفل صغير يعاني من ضعف في صحته.
تهديد للحياة
تقارير أممية موثقة تؤكد أن أكثر من 15,000 طفل في قطاع غزة يعانون من سوء التغذية، من بينهم 3,288 طفلًا في حالة "سوء تغذية حاد وخطير"، ما يجعلهم مهددين بالموت المباشر ورغم هذه التحذيرات يواصل الاحتلال إغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية.
الطفل خليل بركات (11 عاماً)، لاحظت عليه والدته ظهور بقع حمراء في وجهه وجسده حاولت معالجتها بداية ببعض المراهم المتوفرة لديها ولكنها لم تأتي بفائدة، فاضطرت بعدها للتوجه لأحد المراكز الطبية للاستعلام حولها.
وتوضح والدة الطفل أن الطبيب أخبرها أن هذه البقع سببها نقص الطعام الصحي وقلة الفيتامينات التي يستفيد منها جسم الطفل، مطالبة إياه بصرف بعض هذه الفيتامينات إلا أنه اعتذر لها لعدم توفرها بسبب اغلاق المعابر وعدم دخول أي نوع من الفيتامينات والمكملات منذ فترة طويلة.
وتلفت إلى ان الطبيب كتب لها روشتة للعلاج علها تجدها في بعض الصيدليات، إلا أنها قصدت ما يقرب من 10 صيدليات وكانت دائماً ما يخبرها العاملين فيها بعدم توفر أي نوع من الفيتامينات الخاصة بالأطفال.
سمية ماضي صيدلانية تعمل في مدينة غزة تؤكد أن المنظومة الصحية في غزة تعاني من الانهيار الكامل ولم تعد قادرة على تقديم الرعاية اللازمة لهؤلاء الأطفال بسبب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وإغلاق المعابر.
تقول لـ "فلسطين أون لاين":" أعمل متطوعة في أحد العيادات وأشاهد الأمهات يوميًا يأتين بأطفال يعانون من أمراض سببها عدم توفر الطعام الصحي والفيتامينات البسيطة، ورغم محاولاتنا تعويضها ببعض الأغذية ولكن الوضع في القطاع وصل إلى مستوى كارثي لا يصلح مع أي حلول".
وتضيف:" قطاع غزة يعاني من انعدام كامل للأمن الغذائي الكلي وأيضًا الأمن الدوائي، فأطفال غزة أصبحوا محرومون من كل شي لا طعام ولا مياه ولا حتى دواء وفيتامينات تعينهم على العيش بشكل جيد".
ويشكل منع إدخال المكملات الغذائية انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف، واتفاقية حقوق الطفل، ويُصنف كجريمة حرب، حيث يستخدم الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والدواء كوسيلة ضغط في الصراع، ما يعد سياسة تجويع ممنهجة ومقصودة تهدف لإضعاف المدنيين، وبالأخص الأطفال.
في الوقت الذي تواصل فيه الأمم المتحدة التحذير من "مجاعة غير مسبوقة" تهدد حياة نصف مليون طفل غزة، تطالب منظمات حقوقية بالضغط على الاحتلال لفتح المعابر وإدخال الإمدادات الطبية الغذائية العاجلة، خاصة المكملات الحيوية للأطفال لتفادي كارثة صحية جماعية قد تكون الأسوأ في تاريخ القطاع.
بينما يستمر الحصار ويتعمق الجوع، يبقى أطفال غزة الضحية الأضعف في هذه الكارثة، محرومين من أبسط حقوقهم في الغذاء والدواء وأمام أعين العالم الذي يكتفي بالمراقبة بصمت دولي مريب، يجعل من كل تأخير في التحرك جريمة تضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات.
المصدر / فلسطين أون لاين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين اليوم
منذ 2 أيام
- فلسطين اليوم
"الصحة العالمية": النظام الصحي في غزة وصل إلى نقطة ما بعد الانهيار
فلسطين اليوم - غزة قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأربعاء، إن العمليات البرية الإسرائيلية المكثفة على غزة وطلبات الإخلاء الجديدة، دفعت النظام الصحي إلى ما هو أبعد من نقطة الانهيار. وفي منشور على إكس، أشار غيبريسوس، إلى أن مستشفيات الإندونيسي وكمال عدوان والعودة، و3 مستوصفات و4 نقاط صحية، تقع ضمن منطقة الإخلاء، التي أعلن عنها جيش الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء. كما أشار إلى أن مستشفيين آخرين و4 مستوصفات و6 نقاط صحية، تقع على بعد كيلومتر واحد عن المنطقة المذكورة. وذكر غيبريسوس، أن مستشفى غزة الأوروبي، ونقاط صحية أخرى في جنوب غزة تقع ضمن مناطق الإخلاء، التي جرى الإعلان عنها الاثنين. ولفت إلى أن مجمع ناصر الطبي، ومستشفى شهداء الأقصى، و5 مستوصفات، و17 نقطة صحية، تقع على بعد نحو كيلومتر واحد من هذه المنطقة. وتابع: "حتى لو لم يتم مهاجمة المرافق الصحية في غزة أو تُجبر على الإخلاء، فإن الهجمات على المناطق هناك وتواجد الجنود يمنع المرضى من الحصول على الرعاية الصحية، ويمنع منظمة الصحة العالمية من إعادة إمداد المستشفيات. هذا الأمر قد يُعطّل عمل المستشفيات بسرعة". وشدد غيبريسوس، على مطالبة منظمة الصحة العالمية بالحماية الفورية للخدمات الصحية. مؤكدا على ضرورة عدم استهداف المستشفيات، ووقف إطلاق النار


فلسطين أون لاين
منذ 2 أيام
- فلسطين أون لاين
خلال 48 ساعة .. 14 ألف طفل قد يموتون في غزَّة إذا لم تصلهم المساعدات
متابعة/ فلسطين أون لاين حذر الأمين العام للأمم المتحدة، الثلاثاء، من أن ما يصل إلى "14 ألف طفل" في غزة قد يموتون "خلال الـ48 ساعة المقبلة" إذا لم تصل إليهم المساعدات الإنسانية على الفور. وفي حديثه لبرنامج توداي على راديو بي بي سي 4، أكد توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، على خطورة الوضع، قائلاً إن آلاف الشاحنات المحملة بأغذية الأطفال والإمدادات الغذائية جاهزة لدخول غزة لكنها لا تزال متوقفة على الحدود. قال فليتشر: "نحن نواجه خطر التعرض للقصف كجزء من الهجوم العسكري الإسرائيلي. نواجه جميع أنواع المخاطر في محاولة إيصال طعام الأطفال إلى الأمهات اللواتي لا يستطعن إطعام أطفالهن الآن بسبب سوء التغذية". سمحت إسرائيل مساء الاثنين لخمس شاحنات مساعدات محملة بأغذية الأطفال وإمدادات أساسية أخرى بالدخول إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم)، الواقع في الطرف الجنوبي من قطاع غزة، في أول عملية تسليم من هذا النوع منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر. لكن فليتشر وصف عملية التسليم بأنها "قطرة في محيط"، وأضاف أن المساعدات لم تصل بعد إلى المجتمعات المحتاجة. تفاقمت الأزمة الإنسانية في غزة بشكل كبير خلال الأسابيع الأحد عشر الماضية بسبب الحصار الشامل الذي تفرضه إسرائيل، والذي قيد بشدة دخول الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع. ووفقًا للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة، يواجه واحد من كل خمسة سكان غزة خطر المجاعة، ويواجه ما يقرب من 71 ألف طفل دون سن الخامسة خطر سوء التغذية الحاد. تزايدت الضغوط الدولية على إسرائيل لتخفيف الحصار مؤخرًا. يوم الاثنين، أعلنت المملكة المتحدة وفرنسا وكندا أنها ستتخذ "إجراءات ملموسة" ضد إسرائيل إذا لم ترفع القيود المفروضة على المساعدات وتوقف هجومها المتجدد على غزة. وحث بيان مشترك إضافي وقعته 22 دولة، سلطات الاحتلال أيضًا على استئناف العمليات الإنسانية المحايدة بشكل كامل. وقالت الأمم المتحدة أيضا إن الناس يموتون من أمراض يمكن الوقاية منها بينما تنتظرهم الأدوية على الحدود، في حين تحرم الهجمات على المستشفيات الناس من الرعاية وتثنيهم عن طلبها. على مدى الأسبوع الماضي، أدت الغارات الإسرائيلية إلى تعطيل مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس، جنوب غزة، والمستشفى الإندونيسي في شمال غزة، مما أدى إلى إجلاء الآلاف وقطع الوصول إلى الخدمات الطبية الحيوية للمجتمعات الضعيفة بالفعل.


فلسطين أون لاين
منذ 2 أيام
- فلسطين أون لاين
الأمم المتَّحدة: 14 ألف طفل قد يموتون في غزَّة إذا لم تصلهم المساعدات
متابعة/ فلسطين أون لاين حذر الأمين العام للأمم المتحدة، الثلاثاء، من أن ما يصل إلى "14 ألف طفل" في غزة قد يموتون "خلال الـ48 ساعة المقبلة" إذا لم تصل إليهم المساعدات الإنسانية على الفور. وفي حديثه لبرنامج توداي على راديو بي بي سي 4، أكد توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، على خطورة الوضع، قائلاً إن آلاف الشاحنات المحملة بأغذية الأطفال والإمدادات الغذائية جاهزة لدخول غزة لكنها لا تزال متوقفة على الحدود. قال فليتشر: "نحن نواجه خطر التعرض للقصف كجزء من الهجوم العسكري الإسرائيلي. نواجه جميع أنواع المخاطر في محاولة إيصال طعام الأطفال إلى الأمهات اللواتي لا يستطعن إطعام أطفالهن الآن بسبب سوء التغذية". سمحت إسرائيل مساء الاثنين لخمس شاحنات مساعدات محملة بأغذية الأطفال وإمدادات أساسية أخرى بالدخول إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم)، الواقع في الطرف الجنوبي من قطاع غزة، في أول عملية تسليم من هذا النوع منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر. لكن فليتشر وصف عملية التسليم بأنها "قطرة في محيط"، وأضاف أن المساعدات لم تصل بعد إلى المجتمعات المحتاجة. تفاقمت الأزمة الإنسانية في غزة بشكل كبير خلال الأسابيع الأحد عشر الماضية بسبب الحصار الشامل الذي تفرضه إسرائيل، والذي قيد بشدة دخول الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع. ووفقًا للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة، يواجه واحد من كل خمسة سكان غزة خطر المجاعة، ويواجه ما يقرب من 71 ألف طفل دون سن الخامسة خطر سوء التغذية الحاد. تزايدت الضغوط الدولية على إسرائيل لتخفيف الحصار مؤخرًا. يوم الاثنين، أعلنت المملكة المتحدة وفرنسا وكندا أنها ستتخذ "إجراءات ملموسة" ضد إسرائيل إذا لم ترفع القيود المفروضة على المساعدات وتوقف هجومها المتجدد على غزة. وحث بيان مشترك إضافي وقعته 22 دولة، سلطات الاحتلال أيضًا على استئناف العمليات الإنسانية المحايدة بشكل كامل. وقالت الأمم المتحدة أيضا إن الناس يموتون من أمراض يمكن الوقاية منها بينما تنتظرهم الأدوية على الحدود، في حين تحرم الهجمات على المستشفيات الناس من الرعاية وتثنيهم عن طلبها. على مدى الأسبوع الماضي، أدت الغارات الإسرائيلية إلى تعطيل مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس، جنوب غزة، والمستشفى الإندونيسي في شمال غزة، مما أدى إلى إجلاء الآلاف وقطع الوصول إلى الخدمات الطبية الحيوية للمجتمعات الضعيفة بالفعل.