logo
نافذة - "كارثة إنسانية صامتة".. ملايين السودانيين يواجهون المجاعة مع احتدام الحرب

نافذة - "كارثة إنسانية صامتة".. ملايين السودانيين يواجهون المجاعة مع احتدام الحرب

السبت 28 يونيو 2025 02:50 مساءً
مع استمرار الصراع الدامي في السودان، الذي اندلع في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تتكشف مأساة إنسانية غير مسبوقة تدفع ملايين السودانيين إلى حافة الهاوية، فبينما تتصاعد حدة القتال وتتسع رقعته، يجد المدنيون أنفسهم محاصرين في دوامة من الجوع القاتل، ويلجأ الكثيرون إلى حلول يائسة لدرء شبح المجاعة، حيث أصبحت الأعشاب والنباتات البرية، مثل نبتة "خديجة كورو"، طوق نجاة مؤقت في بلد كان يُعرف ذات يوم بسلة غذاء العالم، وهذه الكارثة، التي تعد الأكبر من نوعها عالمياً، تتفاقم بفعل ارتفاع جنوني في الأسعار، وقيود مشددة على وصول المساعدات، وتقلص حاد في الأراضي الزراعية، مما يجعل مصير 24.6 مليون شخص – ما يقرب من نصف سكان السودان – مجهولًا.
واقع قاسٍ
وفي ظل هذه الظروف القاسية، يروي "أ.ح"، وهو مدرس متقاعد يبلغ من العمر 60 عاماً، كيف أصبحت نبتة "خديجة كورو" بلسماً شافياً له ولغيره من الجوعى، ويصفها في قصيدته بأنها "بلسم انتشر عبر مساحات الخوف"، وأنها كانت السبب في بقائهم على قيد الحياة، لقد اضطر هو وغيره إلى غلي هذه النباتات في الماء مع قليل من الملح لدرء آلام الجوع، في مشهد يعكس حجم المعاناة التي يعيشها السكان، وهذه الشهادات المباشرة، التي يفضل أصحابها عدم الكشف عن أسمائهم كاملة خوفاً من انتقام الأطراف المتحاربة، تسلط الضوء على الوضع المتردي الذي يواجهه الملايين، وفقًا لـ"أسوشيتد برس".
وتنتشر مأساة انعدام الأمن الغذائي بشكل خاص في مناطق مثل إقليم كردفان وجبال النوبة ودارفور، وتشير ماتيلد فو، عاملة إغاثة من المجلس النرويجي للاجئين، إلى صعوبة الوصول إلى مناطق مثل الفاشر ومخيم زمزم، ويعيش السكان هناك على وجبة واحدة يومياً، غالبًا ما تكون عبارة عن عصيدة الدخن، وفي شمال دارفور، بلغ اليأس حداً جعل البعض يمتص الفحم لتخفيف الشعور بالجوع، وهذه المناطق، التي كانت تعاني بالفعل من هشاشة أمنية، أصبحت اليوم مسارح لكارثة إنسانية صامتة، مع تدهور مستمر في الأوضاع المعيشية.
دعوات إغاثية
ومع تصاعد الأزمة، تتوالى الدعوات لوقف القتال وتيسير وصول المساعدات. في محاولة لتخفيف المعاناة، طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من قائد الجيش السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان، وقف إطلاق نار لمدة أسبوع في الفاشر لتسهيل توصيل المساعدات، ورغم موافقة البرهان، يظل مصير هذه الهدنة غير مؤكد بانتظار موقف قوات الدعم السريع، وهذا التنسيق المتقطع للمساعدات، الذي لا يوفر سوى راحة طفيفة، لا يلبي الاحتياجات الهائلة للسكان، كما يوضح "أ.ح" الذي تعاني عائلته في الأبيض من ارتفاع الأسعار وصعوبة تأمين الغذاء.
وعلى الرغم من تصريحات وزير الزراعة السوداني أبو بكر البشاري، في أبريل الماضي، التي نفت وجود مجاعة في البلاد، مؤكداً وجود نقص في الإمدادات الغذائية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، فإن الواقع على الأرض يتحدث عن نفسه، وتشير ليني كينزلي المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في السودان، إلى أن 17 منطقة في الجزيرة، ومعظم منطقة دارفور، والخرطوم، بما في ذلك جبل أولياء، معرضة لخطر المجاعة، ويتلقى البرنامج مساعدة لأكثر من 4 ملايين شخص شهرياً، منهم 1.7 مليون في مناطق تواجه المجاعة أو معرضة لها.
قيود قاتلة
والوضع في السودان يتفاقم بسبب تداخل صراعات متعددة؛ فإلى جانب القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، هناك صراع آخر مع الحركة الشعبية لتحرير السودان – الشمال، وهذه التحديات مجتمعة تجعل الوصول إلى الغذاء والماء النظيف والأدوية أمراً شبه مستحيل، ولا يستطيع "أ.ح" السفر إلى الأبيض لزيارة عائلته بسبب حواجز الطرق التي تضعها قوات الدعم السريع، كما أن العنف والنهب جعلا التنقل محفوفاً بالمخاطر، مما يجبر السكان على البقاء في أحيائهم، وبالتالي يحد من وصولهم إلى الغذاء والمساعدات، وهذه القيود على الحركة تعني أن شبح المجاعة يطارد السكان في كل زاوية، بينما تتباطأ عملية حصول "أ.ح" على معاشه التقاعدي، مما يضطره للاعتماد على وظائف تدريب مؤقتة لا توفر دخلاً كافياً لعائلته.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأمم المتحدة تؤكد التزامها في دعم العراق
الأمم المتحدة تؤكد التزامها في دعم العراق

الدولة الاخبارية

timeمنذ 7 ساعات

  • الدولة الاخبارية

الأمم المتحدة تؤكد التزامها في دعم العراق

الإثنين، 14 يوليو 2025 06:27 مـ بتوقيت القاهرة أكد نائب الممثل الخاص والمنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في العراق، غلام إسحاق زاي، اليوم الاثنين، التزام الأمم المتحدة بدعم العراق في المضي قدمًا بأولوياته المتعلقة بالسكان. وأشاد إسحاق في المؤتمر السنوي لمناسبة اليوم العالمي للسكان، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العراقية 'واع' بجهود الحكومة العراقية المستمرة في تطوير وتنفيذ سياساتها السكانية التي تستجيب لاحتياجات شعبها وتضع الأساس للتنمية المستدامة، موضحًا أن دعم الأمم المتحدة يشمل تطلعات الشعب العراقي بشأن الخصوبة، وتمكين النساء والشباب، وضمان أن تكون جميع السياسات قائمة على بيانات ديموغرافية شاملة والتزام بحقوق الإنسان. وأشار إسحاق إلى أن العراق يقف على مفترق طرق ديموغرافي، والذي يمتلك عددًا كبيرًا من الشباب، إلى جانب المتغيرات في معدلات الخصوبة، مما يجعل الحوار مستنيرًا أكثر، مضيفًا "نجتمع اليوم أيضًا لعرض التقرير الرئيس لصندوق الأمم المتحدة للسكان لعام 2025 بشأن حالة سكان العالم، والتأمل في سياسات العراق السكانية في ظل التحولات الديموغرافية العميقة". وأكد إسحاق استمرار صندوق الأمم المتحدة للسكان 'UNFPA'، من خلال برنامجه القطري الجديد للفترة من 2025، 2029، في تنفيذ مشاريع وبرامج حيوية وتركز على تحقيق ثلاث نتائج تحويلية طموحة بحلول عام 2030، وهي إنهاء وفيات الأمهات التي يمكن الوقاية منها، وأيضا إنهاء الحاجة غير الملبية لتنظيم الأسرة، حتى يتمكن الأفراد والأزواج من اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، وكذلك إنهاء العنف ضد النساء والفتيات، بما في ذلك الممارسات الضارة مثل زواج الأطفال. ولفت نائب الممثل الخاص والمنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في العراق إلى ضرورة التركيز على توصيات عملية تقف الأمم المتحدة على أهبة الاستعداد للعمل جنبا إلى جنب مع الحكومة العراقية لتعزيز سياسات الصحة الإنجابية والاجتماعية، بما يضمن ضرورة تحقيق الشمولية والاستدامة، والتركيز على جميع الجهود، وعدم ترك أي شخص خارج الركب، لاسيما النساء والفتيات الأكثر ضعفًا.

الأمم المتحدة تعلن دعمها الكامل لرؤية الدولة المصرية فى تمكين الشباب
الأمم المتحدة تعلن دعمها الكامل لرؤية الدولة المصرية فى تمكين الشباب

الدستور

timeمنذ 13 ساعات

  • الدستور

الأمم المتحدة تعلن دعمها الكامل لرؤية الدولة المصرية فى تمكين الشباب

أعلنت إلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، عن دعمها الكامل لرؤية الدولة المصرية في تمكين الشباب وتعزيز حقوقهم الإنجابية، مؤكدة أن الأمم المتحدة تقف جنبًا إلى جنب مع الحكومة المصرية في رحلتها نحو التنمية الشاملة والمستدامة. وقالت بانوفا، خلال كلمتها التي ألقتها ضمن فعاليات الاحتفال بيوم السكان العالمي 2025، إن الشعار الذي يحمله هذا اليوم هذا العام – "تمكين الشباب من تكوين الأسر التي يرغبون بها في عالم عادل ومليء بالأمل" – يجب أن يدفعنا للتفكير بعمق، ليس فقط في الأرقام والسياسات، بل في القرارات الشخصية والإنسانية العميقة التي يتخذها الأفراد بشأن الحب، والزواج، والإنجاب. وأشارت إلى أن مستقبل السكان لا يُصاغ فقط بالسياسات الحكومية– رغم أهميتها– بل يتحدد أيضًا عبر تلك اللحظات الإنسانية التي يقرر فيها الإنسان ما إذا كان مستعدًا لأن يكون شريك حياة أو والدًا. السياسات الوطنية وخطط التنمية وأضافت: "في الوقت الذي نتابع فيه السياسات الوطنية وخطط التنمية، لا يجب أن نغفل أن لكل رقم في الإحصاءات قصة، ولكل قرار إنجابي خلفية من التحديات والأحلام والطموحات". ولفتت إلى أن العالم يمر حاليًا بمرحلة شديدة الهشاشة، حيث لم تعد الأزمات تُعالج فرادى، بل أصبحت متشابكة تتضاعف آثارها وتتفاقم. وقالت بانوفا إن عام 2024 شهد أعلى معدلات للنزاعات المسلحة منذ الحرب العالمية الثانية، ما أدى إلى توقف مسارات التنمية في مناطق عديدة، بينما يتزايد تأثير التغيرات المناخية، وتستمر تكاليف المعيشة في الارتفاع بشكل يهدد الفئات الأشد ضعفًا حول العالم. وحذرت من أن العالم يسابق الزمن، مشيرة إلى تحذير الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، من أننا في سباق حقيقي مع الوقت، وتابعت قائلة: "أصبح الاستقرار أمرًا نادرًا، ولم تعد الإجراءات الروتينية كافية. نحن بحاجة إلى تحركات جريئة وقرارات غير تقليدية".

70 ألف طن مواد سامة تهدد البحر الأحمر.. وتحركات عاجلة لاحتواء الكارثة
70 ألف طن مواد سامة تهدد البحر الأحمر.. وتحركات عاجلة لاحتواء الكارثة

النهار المصرية

timeمنذ 14 ساعات

  • النهار المصرية

70 ألف طن مواد سامة تهدد البحر الأحمر.. وتحركات عاجلة لاحتواء الكارثة

أصدرت السفارة الأمريكية لدى اليمن أمس الأحد، بيانًا حذرت فيه من تبعات هجمات الحوثيين على السفن، مؤكدة أن الجماعة "ضحت بالبيئة البحرية فقط لتصوير فيديو لانتصاراتهم المزيفة". وأوضحت السفارة أن إغراق الحوثيين لسفينة الشحن "ماجيك سيز" أدى إلى تسرب نحو 17 ألف طن متري من نترات الأمونيوم في البحر، وهو ما يهدد التنوع البحري وسلسلة الغذاء البحرية. وشددت على أن هذه الأعمال العدائية تظهر تجاهل الحوثيين الكامل لتأثيرها على الأسر اليمنية والتجارة وصيد الأسماك والبيئة البحرية. كما أدانت السفارة بشدة هجوم الحوثيين على سفينة "إترنيتي سي" وما تلاه من اختطاف للعديد من أفراد طاقمها الناجين، مؤكدة أن الحوثيين يظهرون "تجاهلاً صارخاً لحياة البشر" ويقوضون حرية الملاحة في البحر الأحمر. وأشارت إلى أن "القتل المتعمد للبحارة الأبرياء يظهر للجميع حقيقة الحوثيين ولن يؤدي إلا إلى زيادة عزلتهم". تحرك يمني لمواجهة التلوث البحري من جهته، صرح وزير النقل اليمني عبدالسلام حميد، بأن السفن التي استهدفتها الميليشيات كانت تحمل ما يقارب 70 ألف طن من مادة نترات الأمونيوم الكيميائية. وأضاف الوزير أن هذه المادة المركبة والخطيرة تؤثر بشدة على الحياة البحرية والثروة السمكية بما في ذلك الشعاب المرجانية. وحذر "حميد" من أن غرق هذه السفن في المياه اليمنية لن يطال اليمن وحدها، بل يمتد أثره السلبي إلى دول البحر الأحمر المجاورة، مشيراً إلى أن نحو 12% من حجم التجارة العالمية و9% من صادرات الغاز والنفط العالمية تمر عبر هذا الممر الدولي الحيوي. ووجهت الحكومة اليمنية، ممثلة بوزير النقل، الهيئة العامة للشؤون البحرية بإنشاء غرفة عمليات لمواجهة التلوث البحري ومعالجة إغراق ميليشيات الحوثي لسفن الشحن. تحذيرات بيئية دولية وتوالت ردود الفعل الدولية المنددة بشدة بهجمات الحوثيين الأخيرة في البحر الأحمر، مع تركيز خاص على المخاطر البيئية والإنسانية والاقتصادية التي تشكلها هذه الأعمال. واعتبر الاتحاد الأوروبي أن الهجوم يشكل «تصعيدًا خطيرًا» قد يؤدي إلى «كارثة بيئية كبيرة، فيما شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على أن هذه الأعمال تعد «انتهاكًا صارخًا» للأمن الملاحي وتشكل «مخاطر جوهرية» بأضرار بيئية واقتصادية وإنسانية جسيمة. وفي الوقت نفسه، حذرت منظمات بيئية دولية مثل "جرينبيس" من أن تسرب نترات الأمونيوم بكميات كبيرة من مثل هذه السفن قد يسبب "تأثيرات كبيرة على النظم البيئية البحرية". الأمم المتحدة تحذر من المخاطر أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بشدة استئناف هجمات الحوثيين على السفن المدنية العابرة للبحر الأحمر، خاصة تلك التي وقعت بين 6 و8 يوليو. وصف "جوتيريش" هذه الهجمات بـ "غير المقبولة"، مؤكداً أنها تعرض سلامة وأمن أفراد الطاقم للخطر، وتشكل انتهاكاً صارخاً لحرية الملاحة، وتعطل النقل البحري الحيوي. ولم يقتصر تحذير الأمين العام على الجوانب الأمنية والاقتصادية، بل امتد ليشمل "مخاطر بيئية واقتصادية وإنسانية خطيرة"، إذ شدد على ضرورة احترام القانون الدولي بشكل كامل من قبل جميع الأطراف، مذكراً بقرار مجلس الأمن رقم 2768 (2025) المتعلق بهجمات الحوثيين على السفن التجارية. من جانبه، أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس جروندبرغ، عن قلقه العميق إزاء التصعيد الأخير، وحذر بشكل خاص من الأضرار البيئية المحتملة، بما في ذلك التلوث البحري، ودعا الحوثيين إلى وقف الهجمات التي تزيد من التوترات في اليمن والمنطقة المحيطة. الاتحاد الأوروبي يحذر من كارثة بيئية وشيكة بدوره، أدان الاتحاد الأوروبي بشدة هجوم 6 يوليو على السفينة "إم في ماجيك سيز"، مؤكداً أن الهجوم عرض حياة الطاقم للخطر، وخلق "خطر كارثة بيئية كبرى في المنطقة" نظراً لأن السفينة كانت تنجرف ومعرضة لخطر الغرق. واعتبر أن هذه الهجمات تشكل تصعيداً خطيراً يهدد الأمن البحري في ممر ملاحي حيوي للمنطقة والعالم، وتهدد بشكل مباشر السلام والاستقرار الإقليميين والتجارة العالمية وحرية الملاحة كمنفعة عامة عالمية. المنظمة البحرية الدولية تدعو للحوار وتدين التلوث فيما أعرب الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية (IMO)، أرسينيو دومينجيز، عن قلقه البالغ إزاء الهجمات المتجددة، مؤكداً أن "استئناف الهجمات المؤسفة في البحر الأحمر يشكل انتهاكاً متجدداً للقانون الدولي وحرية الملاحة". وشدد "دومينجيز" على أن "البحارة الأبرياء والسكان المحليين هم الضحايا الرئيسيون لهذه الهجمات، وللتلوث الذي تسببه"، مما يبرز البعد الإنساني والبيئي المباشر لهذه الأعمال. ودعا إلى "حوار بناء" لحل الأزمات الجيوسياسية المستمرة التي تُؤثر على البحارة والشحن الدولي، مُشدداً على أن السلامة البحرية لا يمكن فصلها عن الاستقرار الإقليمي. وعلى الصعيد الدولي، أدانت فرنسا بشدة استئناف هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر، مؤكدة أنها "عقبة غير مقبولة أمام حرية الملاحة وتهدد الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة"، ودعت إلى وقفها الفوري. كما أدانت بريطانيا الاستهدافات، ووصفتها بأنها انتهاك واضح للقانون الدولي وحرية الملاحة، بينما جددت المنظمة البحرية الدولية (IMO) التزامها بحماية البحارة والسفن. وشهدت الأيام الأولى من يوليو 2025 تصعيداً غير مسبوق في هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر، مما أدى إلى غرق سفينتين تجاريتين رئيسيتين وخسائر بشرية فادحة. إغراق "ماجيك سيز" وفي السادس من يوليو الجاري، استأنف الحوثيون هجماتهم باستهداف السفينة "إم في ماجيك سيز"، وهي ناقلة بضائع ترفع علم ليبيريا وتديرها اليونان. وتعرضت السفينة لهجوم متعدد الأوجه شمل زوارق مسيرة وصواريخ باليستية ومجنحة وطائرات مسيرة، بالإضافة إلى إطلاق نار وأسلحة خفيفة وقنابل يدوية صاروخية، حيث أدت شدة الهجوم إلى اشتعال النيران في السفينة وتضرر حمولتها. وأجبر طاقم السفينة المكون من 22 فرداً على إخلاء السفينة بعد الهجوم، وتم إنقاذهم بالكامل من قبل سفينة تجارية عابرة، مما حال دون وقوع خسائر بشرية فورية في هذا الحادث. وأعلن الحوثيون غرق "ماجيك سيز" ، ونشروا مقطع فيديو قالوا إنه يوثق عملية الهجوم على السفينة التي كانت تحمل الأسمدة والحديد وفي طريقها بين الصين وتركيا. وحذر الاتحاد الأوروبي بشدة من أن هجوم "ماجيك سيز" قد تسبب في "خطر كارثة بيئية كبرى في المنطقة"، حيث كانت السفينة تنجرف ومعرضة لخطر الغرق. الهجوم على "إترنيتي سي" وبعد يومين فقط من حادثة "ماجيك سيز"، وتحديداً في الثامن من يوليو الجاري، تعرضت ناقلة البضائع "إم في إترنيتي سي"، التي ترفع علم ليبيريا وتديرها اليونان، لهجوم آخر في البحر الأحمر. و كان هذا الهجوم أكثر فتكاً، حيث أسفر عن مقتل ثلاثة إلى أربعة بحارة وإصابة اثنين آخرين، أحدهم فقد ساقه، بينما لا يزال 15 من أفراد الطاقم في عداد المفقودين حتى الآن، حيث غرقت السفينة بالكامل في صباح 9 يوليو. وأدانت السفارة الأمريكية في اليمن بشدة هذا الهجوم، وأكدت أن الحوثيين قاموا باختطاف العديد من أفراد الطاقم الناجين من سفينة "إترنيتي سي" بعد الهجوم، ودعت إلى إطلاق سراحهم الفوري وغير المشروط.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store