
موقع إيطالي: حالات الانتحار تكشف انهيار جنود "إسرائيل" بسبب كابوس غزة
اضافة اعلان
وقال الكاتب أندريا أومبريلو إن دانيئيل إدري، وهو جندي احتياط في الجيش الإسرائيلي، أضرم النار في نفسه قرب مدينة صفد بعد أن خدم في غزة ولبنان، ليتحول من جلاد إلى ضحية بعد أن طاردته صور الأجساد المتفحمة التي لم يكن قادرا على نسيانها.
وأضاف الكاتب أن اللهب الذي اختاره إدري ليُنهي به معاناته، يلتهم مبررات الحرب ومصالح الدولة التي حولت شبابها إلى جنود يمارسون القتل بشكل يومي، ثم ترتكهم وحدهم مع أشباح العنف الذي صنعوه بأيديهم ودمرهم في نهاية المطاف.
ونقل الكاتب عن والدة دانيئيل قولها لوسائل الإعلام الإسرائيلية إن العذاب الداخلي كان ينهش ابنها بعد الخدمة العسكرية، حيث طاردته رؤى من ساحات الحرب في غزة ولبنان، وعجز عن التحرر من رائحة اللحم المحترق وصور القتلى والمصابين.
وكان إدري قد عبر في الأيام التي سبقت انتحاره عن حاجته الماسة إلى دخول مستشفى للعلاج النفسي بسبب قلة النوم وذكريات الحرب، لكنه تلقى ردا مفاده وجود فترات انتظار طويلة.
"عقلي ينهار"
وذكر الكاتب أن دانيئيل إدري كان يتيم الأب، وقد بحث في الخدمة العسكرية عن معنى لوجوده، خاصة بعد أن خسر صديقين في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث طلب استدعاءه كجندي احتياط مدفوعًا بمزيج من الولاء واليأس.
من نوفمبر/تشرين الثاني 2023 إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أدى دانييل مهمة نقل جثث رفاقه القتلى، وهي مهمة حولت أيامه إلى معاناة لا تتوقف.
وفي رسالة إلى أحد رفاقه اعترف بتحوله إلى تهديد للمحيطين به قائلًا: "أخي، عقلي ينهار. لقد أصبحت خطرا، قنبلة جاهزة للانفجار".
وفقا للكاتب، فإن تلك الكلمات تكشف عن تبعات العنف الذي عاشه ومارسه، ثم رافقته إلى حياته العائلية وجعلت منه قنبلة موقوتة.
ولفت الكاتب إلى أن عائلة إدري طلبت أن يُدفن مع مرتبة الشرف العسكرية، لكن وزارة الدفاع رفضت هذا الطلب حتى الآن، لأن البيروقراطية العسكرية الإسرائيلية تعتبر أن الانتحار بعد التسريح من الخدمة يعني حرمان الجندي من التكريمات التي تُمنح للقتلى في المعارك.
ذكر موقع والا الإسرائيلي هذا الأسبوع أن عدد الجنود المنتحرين منذ بدء الحرب على غزة ارتفع إلى 43 بسبب أعراض ناتجة عن القتال.
ارتفاع حالات الانتحار
وبحسب الموقع الإيطالي، تكشف بيانات الجيش الإسرائيلي عن زيادة مذهلة في حالات الانتحار بين الجنود، حيث تم تسجيل 38 حالة بين عامي 2023 و2024، من بينها 28 حالة بعد بدء الحرب على غزة، مقارنة بـ14 حالة عام 2022، و11 حالة عام 2021.
ويؤكد الكاتب أن التعبئة الاستثنائية لـ300 ألف جندي احتياط عرضت الجنود لمستويات قصوى من العنف والضغط النفسي في غزة والمنطقة الحدودية مع لبنان، ويواجه الجيش الإسرائيلي حاليا عواقب إخضاع جنوده لتجارب تتجاوز حدود الاحتمال.
وتكشف الإحصاءات الرسمية -يضيف إنسايد أوفر- أن الانتحار يحتل المرتبة الثانية بين أسباب الوفاة في صفوف قوات الجيش الإسرائيلي.
ففي 2023، وقعت 558 حالة وفاة بين الجنود، منها 512 أثناء العمليات، و10 لأسباب طبية، و17 نتيجة للانتحار. وتُظهر البيانات الجزئية لعام 2024 تسجيل 363 حالة وفاة، من بينها 295 في عمليات عسكرية، و13 بسبب المرض، و21 حالة انتحار.
وتُبين تحليلات وسائل الإعلام الإسرائيلية أن ما لا يقل عن 11 جندي احتياط أقدموا على الانتحار بسبب مشاكل صحية نفسية مرتبطة بالخدمة العسكرية، منذ بداية الإبادة الجماعية في غزة.
وكان موقع والا الإسرائيلي قد ذكر هذا الأسبوع أن عدد الجنود المنتحرين منذ بدء الحرب على غزة ارتفع إلى 43 بسبب أعراض ناتجة عن القتال.
واقع مأساوي
يضيف الكاتب أن الإحصاءات تُظهر زيادة عدد الجنود الإسرائيليين الذين تخلوا عن الخدمة بسبب اضطرابات نفسية حادة. وتشير بيانات يناير/ كانون الثاني 2024 إلى أن 1600 جندي يخضعون للعلاج من اضطراب ما بعد الصدمة الحاد، في حين أن 75% من المحاربين القدامى احتاجوا إلى دعم نفسي.
وقد طبق الجيش الإسرائيلي تدابير طارئة، من بينها خدمة مساعدة مستمرة تعاملت مع 3900 مكالمة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ونشرت 800 مختص في الصحة النفسية.
غير أن هذه التدابير تصطدم -حسب الكاتب- بواقع موثق من نقص الإحاطة النفسية بالجنود، إذ تصف شهادات العائلات والمنظمات المدنية نظاما عاجزا عن مواكبة موجة الطلبات الكبيرة على الدعم النفسي.
واعتبر الكاتب أن قصة إليران مزراحي، جندي الاحتياط الذي خدم في غزة، تقدم مثالا واضحا على هذا الواقع الصعب. فبعد أشهر من العذاب النفسي، أقدم على الانتحار فور تلقيه استدعاء جديدا للخدمة العسكرية.
وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، عبرت والدته بكلمات قاسية عن واقع يعيشه كثير من الجنود الإسرائيليين: "لقد خرج من غزة، لكن غزة لم تخرج منه أبدا".
وأشار الكاتب إلى أن منظمات قدامى المحاربين، ومن بينها "كسر الصمت"، توثق منذ فترة طويلة نقص الدعم النفسي للجنود بعد نهاية الخدمة، وحالة التكتم التي تُحيط بتجاربهم النفسية القاسية في مجتمع تحتل فيه المؤسسة العسكرية موقعا مركزيا.-(الجزيرة)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 41 دقائق
- رؤيا نيوز
الجامعة العربية تدين خططاً إسرائيلية لإقامة مخيم للفلسطينيين جنوبي قطاع غزة
دانت جامعة الدول العربية بأشد العبارات خططاً إسرائيلية تم تداولها مؤخراً تهدف لحشر الفلسطينيين في مخيم صغير جنوبي قطاع غزة. وشددت الجامعة العربية، في بيان، أن هذه الخطة التي يدعوها الاحتلال بمدينة إنسانية لا تمت للمدنية أو الإنسانية بأدنى صلة. وتؤكد الجامعة العربية أن الخطة المرفوضة شكلا وموضوعا، تعكس مستوى جديداً من الانحدار الأخلاقي والقيمي للاحتلال، وتكشف عن نية لمواصلة مخطط التطهير العرقي، وإعادة احتلال قطاع غزة وربما تهيئته لنشر المستوطنات. ودعت الجامعة العربية المجتمع الدولي إلى التصدي بقوة لمثل هذه المُخططات اللاإنسانية، والتي تُعيد للأذهان ذكرى أحداث سوداء شهدها القرن الـ 20، وكان المتصور أن العالم قد تجاوزها، مؤكدة أن المطلوب الآن هو التوصل في أسرع وقت لاتفاق لوقف إطلاق النار، وتوقف إسرائيل عن المماطلة واختراع العقبة تلو الأخرى للتهرب من استحقاق وقف إطلاق النار.


الغد
منذ 4 ساعات
- الغد
انسحاب حزب هتوراه الإسرائيلي من حكومة نتنياهو
اضافة اعلان وكتب ستة من الأعضاء السبعة المتبقين من حزب يهدوت هتوراه، الذي يتألف من فصيلي ديجيل هتوراه وأجودات يسرائيل، رسائل استقالة. وكان إسحاق جولدكنوب، رئيس حزب يهدوت هتوراه، قد استقال قبل شهر.ومن شأن ذلك أن يترك لنتنياهو أغلبية ضئيلة للغاية بواقع 61 مقعدا في الكنيست الذي يضم 120 مقعدا.ولم يتضح ما إذا كان حزب شاس، وهو حزب آخر متزمت دينيا، سيحذو حذوه.وقال فصيل ديجيل هتوراه في بيان، إنه بعد التشاور مع حاخاماته الرئيسيين "وبعد الانتهاكات المتكررة من قبل الحكومة لالتزاماتها بضمان وضع طلاب المدارس الدينية اليهودية المقدسة الذين ينخرطون بجد في دراستهم... أعلن (أعضاء الكنيست) استقالتهم من الائتلاف والحكومة".وتقول الأحزاب المتزمتة دينيا إن صياغة مشروع قانون لإعفاء طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية كان وعدا رئيسا عند موافقتهم على الانضمام إلى الائتلاف في أواخر عام 2022.


الغد
منذ 4 ساعات
- الغد
جيش الاحتلال يعترف بثالث واقعة انتحار متتالية بين جنوده ويكشف تفاصيلها
اضافة اعلان وأعلن المتحدث باسم "الجيش الإسرائيلي" إيفي دفرين أن "جنديا في الخدمة النظامية من لواء نحال أقدم على الانتحار صباحا داخل قاعدة عسكرية في هضبة الجولان".وأضاف المتحدث أن "الشرطة العسكرية فتحت تحقيقا في أعقاب الحادث"، مشيرا إلى أنه "ستجري إحالة نتائج التحقيق إلى النيابة العسكرية لفحصها عند الانتهاء منه".والجندي المنتحر كان قد شارك في القتال بقطاع غزة، وهو ثالث جندي في جيش الاحتلال ينتحر خلال أسبوع ونصف الأسبوع، بحسب القناة 12 العبرية.والأسبوع الماضي، انتحر جندي الاحتياط دانيال إدري، كما عُثر على جندي آخر- لم يُسمح بنشر اسمه- ميتا.فقد أقدم إدري على الانتحار في غابة بيريا قرب مدينة صفد، متأثرا بالصدمات التي خلفتها مشاركته في المعارك بقطاع غزة وجنوب لبنان.ونقل موقع "واللا" العبري عن سيغال والدة إدري قولها إن ابنها "لم يتحمل هول ما رآه، بالإضافة إلى فقدانه اثنين من أصدقائه المقربين في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023".وأضافت : "كان يقول لي: أمي، لا أستطيع التوقف عن شم رائحة الجثث"، وتابعت باكية "لقد رأى أهوالا. لم يعد قادرا على احتمال الألم".ويشهد جيش الاحتلال ارتفاعا غير مسبوق لحالات الانتحار والأزمات النفسية في صفوفه منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023.ففي العام الماضي، سُجلت 21 حالة انتحار بين الجنود، وهو أعلى رقم منذ أكثر من عقد، مقابل 17 حالة انتحار في 2023، وفق معطيات رسمية صادرة عن جيش الاحتلال.ومنذ بداية الحرب على غزة، قُتل 893 عسكريا إسرائيليا وأصيب 6099، حسب الأرقام المعلنة. وفي حين ينشر جيش الاحتلال معطيات محدَّثة لقتلاه ومصابيه بشكل شبه يومي، لكنه يواجه اتهامات بعدم الإفصاح عن الأرقام الحقيقية لخسائره للحفاظ على الروح المعنوية للجنود ومواطني "إسرائيل".وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، معلقا على انتحار الجندي: "خلال الأسبوع الأخير، انتحر 3 جنود. هذه حقيقة تخنق الأنفاس".وأضاف في تدوينة على حسابه بمنصة "إكس"، "منذ بداية هذا العام، انتحر ما لا يقل عن 15 جنديا. هذه الحرب تزهق الأرواح".وفي وقت سابق، قال جيش الاحتلال إنه "من أجل منع حالات الانتحار، افتُتح خط مساعدة للصحة العقلية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، كما تمت زيادة عدد موظفي الصحة العقلية".وفي 18 أيار/ مايو الماضي، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن تجنيد جيش الاحتلال في قوات الاحتياط مصابين بأمراض نفسية واضطرابات ما بعد الصدمة لتعويض النقص الكبير في تعداد الجنود، مع ارتفاع عدد من يُقدمون على الانتحار.ورفض جيش الاحتلال الإسرائيلي الاستجابة لطلب الصحيفة بنقل بيانات رسمية محدَّثة، تشمل أعداد الجنود الذين أقدموا على الانتحار خلال العام الحالي (2025)، "مما يثير تساؤلات بشأن الشفافية في التعامل مع هذه القضية الحساسة والمتفاقمة"، بحسب "هآرتس".وسلطت الصحيفة الضوء على الجنود الإسرائيليين الذين يتلقون العلاج جراء إصابتهم باضطرابات ما بعد الصدمة أو الأمراض النفسية المختلفة الناجمة عن الحرب.كما كشفت "هآرتس" عن لجوء جيش الاحتلال إلى تجنيد المرضى النفسيين في صفوف الاحتياط لتعويض النقص الحاصل مع استمرار الحرب.وفيما يتعلق بالحرب الحالية، يُعالَج في قسم إعادة التأهيل النفسي أكثر من 17 ألف مصاب، من بينهم نحو 9 آلاف مصاب نفسي، "مما يعكس الأبعاد النفسية العميقة والمتزايدة للحرب"، وفقا لمعطيات وزارة الدفاع الإسرائيلية. (الجزيرة نت)