logo
إسرائيل توقف إمدادت الغاز لمصر والأردن.. وتعطل العمل بـ"كاريش"

إسرائيل توقف إمدادت الغاز لمصر والأردن.. وتعطل العمل بـ"كاريش"

المدنمنذ 2 أيام

أعلنت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الاحتلال الإسرائيلي أغلق مؤقتًا حقل "ليفياثان" البحري، أكبر منشآتها لإنتاج الغاز الطبيعي، على خلفية التصعيد العسكري مع إيران، ما أدى إلى وقف ضخ الغاز إلى كل من مصر والأردن، وسط مخاوف من تداعيات أوسع على الأمن الطاقي في المنطقة. وقالت الصحيفة إن وزارة البترول المصرية فعلت خطة طوارئ لضمان استمرارية إمدادات الغاز والحفاظ على تشغيل شبكة الكهرباء، بعد القرار الإسرائيلي الذي جاء في أعقاب هجمات جوية شنتها تل أبيب فجر أمس الجمعة، استهدفت مواقع عسكرية ونووية داخل إيران.
وجاء إغلاق حقل "ليفياثان" نتيجة مخاوف أمنية عقب الهجوم الإسرائيلي وتعهد إيران بالرد، وهو ما دفع السلطات الإسرائيلية إلى اتخاذ إجراءات احترازية تشمل البنية التحتية الحيوية، وعلى رأسها منشآت الغاز البحرية. ويُعد حقل "ليفياثان"، الواقع شرق البحر الأبيض المتوسط، أحد أبرز مصادر الغاز في المنطقة، وتبلغ طاقته الإنتاجية نحو 1.2 مليار قدم مكعبة يوميًا. ويدار المشروع من قبل شركة "شيفرون" الأمريكية، ويغذي السوق المحلي في الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب مصر والأردن.
عرقلة خطط مصر
وكانت مصر قد بدأت في استيراد الغاز من حقلي "ليفياثان" و"تمار" عبر خطوط أنابيب تمر في المياه الإقليمية بالبحر المتوسط منذ عام 2020، بموجب اتفاقية تمتد لـ15 عامًا، بعدما تحولت القاهرة من مصدر إلى مستورد للطاقة بفعل التحديات في الإنتاج المحلي.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية لحقل "تمار"، الذي تديره أيضًا شركة "شيفرون"، نحو 1.1 مليار قدم مكعبة يوميًا، ما يجعل الحقلين معًا مصدرًا حيويًا لتلبية جزء كبير من احتياجات مصر من الغاز، خاصة في أشهر الصيف التي يشهد فيها الطلب ارتفاعًا ملحوظًا. وتوقع خبراء أن تؤدي الانقطاعات المتواصلة في تصدير الغاز الإسرائيلي إلى اضطراب في الإمدادات الإقليمية، لا سيما في مصر التي تواجه أصلًا صعوبات في تغطية الطلب المحلي، مما قد يدفعها إلى التوجه نحو شراء شحنات من الغاز الطبيعي المسال من السوق العالمية، في وقت يشهد فيه هذا السوق شحًّا متزايدًا. وحذر خبراء من أن استمرار الإغلاق قد يعرقل خطط مصر لتصدير الغاز المسال ويضع ضغوطًا إضافية على احتياطاتها الاستراتيجية، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الأحمال الكهربائية.
توقف إنتاج الغاز من حقل كاريش
في سياق متصل، أعلنت شركة "إنرجيان" اليونانية أنها علقت إنتاج الغاز من حقل "كاريش" الواقع قبالة السواحل الإسرائيلية، وذلك بناء على توجيه رسمي من وزارة الطاقة الإسرائيلية، التي عزت القرار إلى "التصعيد الجيوسياسي الأخير في المنطقة".
وأوضحت الشركة في بيان أصدرته أمس الجمعة أنها أوقفت كافة عمليات الإنتاج والأنشطة على متن وحدة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة (FPSO)، مشيرة إلى أنها أبلغت جميع العملاء والجهات المعنية بهذا التعليق، ووضعت سلامة موظفيها على رأس أولوياتها. وأشارت "إنرجيان" إلى أنها تجري محادثات مستمرة مع الحكومة الإسرائيلية بهدف استئناف العمليات بأمان في أقرب فرصة ممكنة، رغم عدم وجود جدول زمني محدد حتى اللحظة.
ورغم أن حقل "كاريش" يُعد أصغر حجمًا من "ليفياثان" و"تمار"، إلا أنه يمثل مكونًا مهمًا في شبكة الإمداد المحلي في الاحتلال الإسرائيلي. وقد زادت "إنرجيان" إنتاجها من هذا الحقل منذ أواخر عام 2022، ليصل إلى طاقة إنتاجية سنوية تقارب 8 مليارات متر مكعب (أي نحو 775 مليون قدم مكعبة يوميًا).
وفي القاهرة، أكدت مصادر في قطاع الطاقة أن السلطات المصرية تتابع عن كثب تطورات الموقف في الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه لم يُبلغ الجانب المصري حتى الآن بأي خفض رسمي في كميات الغاز المصدرة، غير أن الاحتياطات الجارية تعكس مستوى القلق من توقف الإمدادات بشكل كامل.
وأوضحت المصادر أن مخزونات الوقود الحالية في محطات توليد الكهرباء المصرية غير كافية لمواجهة انقطاع طويل الأمد في ضخ الغاز الإسرائيلي، مما دفع وزارة الكهرباء إلى اتخاذ إجراءات عاجلة. وفي هذا السياق، عقد وزير الكهرباء المصري، محمود عصمت، اجتماعًا طارئًا مع قيادات الوزارة أمس الجمعة، لبحث سبل الاستعداد لمختلف السيناريوهات المحتملة. ووجه عصمت مسؤولي شركات التوزيع برفع درجة التأهب، وضمان استقرار التغذية الكهربائية، وتوفير الطاقة لجميع الاستخدامات، بالتنسيق مع مراكز التحكم في الشركة المصرية لنقل الكهرباء.
ووفق أحدث البيانات استوردت مصر نحو 2.55 مليار متر مكعب من الغاز الإسرائيلي خلال الربع الأول من العام الجاري (ما يعادل مليار قدم مكعبة يوميًا)، مقارنة بـ2.63 مليار متر مكعب (1.03 مليار قدم مكعبة يوميًا) خلال الفترة نفسها من عام 2024.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل توقف إمدادت الغاز لمصر والأردن.. وتعطل العمل بـ"كاريش"
إسرائيل توقف إمدادت الغاز لمصر والأردن.. وتعطل العمل بـ"كاريش"

المدن

timeمنذ 2 أيام

  • المدن

إسرائيل توقف إمدادت الغاز لمصر والأردن.. وتعطل العمل بـ"كاريش"

أعلنت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الاحتلال الإسرائيلي أغلق مؤقتًا حقل "ليفياثان" البحري، أكبر منشآتها لإنتاج الغاز الطبيعي، على خلفية التصعيد العسكري مع إيران، ما أدى إلى وقف ضخ الغاز إلى كل من مصر والأردن، وسط مخاوف من تداعيات أوسع على الأمن الطاقي في المنطقة. وقالت الصحيفة إن وزارة البترول المصرية فعلت خطة طوارئ لضمان استمرارية إمدادات الغاز والحفاظ على تشغيل شبكة الكهرباء، بعد القرار الإسرائيلي الذي جاء في أعقاب هجمات جوية شنتها تل أبيب فجر أمس الجمعة، استهدفت مواقع عسكرية ونووية داخل إيران. وجاء إغلاق حقل "ليفياثان" نتيجة مخاوف أمنية عقب الهجوم الإسرائيلي وتعهد إيران بالرد، وهو ما دفع السلطات الإسرائيلية إلى اتخاذ إجراءات احترازية تشمل البنية التحتية الحيوية، وعلى رأسها منشآت الغاز البحرية. ويُعد حقل "ليفياثان"، الواقع شرق البحر الأبيض المتوسط، أحد أبرز مصادر الغاز في المنطقة، وتبلغ طاقته الإنتاجية نحو 1.2 مليار قدم مكعبة يوميًا. ويدار المشروع من قبل شركة "شيفرون" الأمريكية، ويغذي السوق المحلي في الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب مصر والأردن. عرقلة خطط مصر وكانت مصر قد بدأت في استيراد الغاز من حقلي "ليفياثان" و"تمار" عبر خطوط أنابيب تمر في المياه الإقليمية بالبحر المتوسط منذ عام 2020، بموجب اتفاقية تمتد لـ15 عامًا، بعدما تحولت القاهرة من مصدر إلى مستورد للطاقة بفعل التحديات في الإنتاج المحلي. وتبلغ الطاقة الإنتاجية لحقل "تمار"، الذي تديره أيضًا شركة "شيفرون"، نحو 1.1 مليار قدم مكعبة يوميًا، ما يجعل الحقلين معًا مصدرًا حيويًا لتلبية جزء كبير من احتياجات مصر من الغاز، خاصة في أشهر الصيف التي يشهد فيها الطلب ارتفاعًا ملحوظًا. وتوقع خبراء أن تؤدي الانقطاعات المتواصلة في تصدير الغاز الإسرائيلي إلى اضطراب في الإمدادات الإقليمية، لا سيما في مصر التي تواجه أصلًا صعوبات في تغطية الطلب المحلي، مما قد يدفعها إلى التوجه نحو شراء شحنات من الغاز الطبيعي المسال من السوق العالمية، في وقت يشهد فيه هذا السوق شحًّا متزايدًا. وحذر خبراء من أن استمرار الإغلاق قد يعرقل خطط مصر لتصدير الغاز المسال ويضع ضغوطًا إضافية على احتياطاتها الاستراتيجية، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الأحمال الكهربائية. توقف إنتاج الغاز من حقل كاريش في سياق متصل، أعلنت شركة "إنرجيان" اليونانية أنها علقت إنتاج الغاز من حقل "كاريش" الواقع قبالة السواحل الإسرائيلية، وذلك بناء على توجيه رسمي من وزارة الطاقة الإسرائيلية، التي عزت القرار إلى "التصعيد الجيوسياسي الأخير في المنطقة". وأوضحت الشركة في بيان أصدرته أمس الجمعة أنها أوقفت كافة عمليات الإنتاج والأنشطة على متن وحدة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة (FPSO)، مشيرة إلى أنها أبلغت جميع العملاء والجهات المعنية بهذا التعليق، ووضعت سلامة موظفيها على رأس أولوياتها. وأشارت "إنرجيان" إلى أنها تجري محادثات مستمرة مع الحكومة الإسرائيلية بهدف استئناف العمليات بأمان في أقرب فرصة ممكنة، رغم عدم وجود جدول زمني محدد حتى اللحظة. ورغم أن حقل "كاريش" يُعد أصغر حجمًا من "ليفياثان" و"تمار"، إلا أنه يمثل مكونًا مهمًا في شبكة الإمداد المحلي في الاحتلال الإسرائيلي. وقد زادت "إنرجيان" إنتاجها من هذا الحقل منذ أواخر عام 2022، ليصل إلى طاقة إنتاجية سنوية تقارب 8 مليارات متر مكعب (أي نحو 775 مليون قدم مكعبة يوميًا). وفي القاهرة، أكدت مصادر في قطاع الطاقة أن السلطات المصرية تتابع عن كثب تطورات الموقف في الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه لم يُبلغ الجانب المصري حتى الآن بأي خفض رسمي في كميات الغاز المصدرة، غير أن الاحتياطات الجارية تعكس مستوى القلق من توقف الإمدادات بشكل كامل. وأوضحت المصادر أن مخزونات الوقود الحالية في محطات توليد الكهرباء المصرية غير كافية لمواجهة انقطاع طويل الأمد في ضخ الغاز الإسرائيلي، مما دفع وزارة الكهرباء إلى اتخاذ إجراءات عاجلة. وفي هذا السياق، عقد وزير الكهرباء المصري، محمود عصمت، اجتماعًا طارئًا مع قيادات الوزارة أمس الجمعة، لبحث سبل الاستعداد لمختلف السيناريوهات المحتملة. ووجه عصمت مسؤولي شركات التوزيع برفع درجة التأهب، وضمان استقرار التغذية الكهربائية، وتوفير الطاقة لجميع الاستخدامات، بالتنسيق مع مراكز التحكم في الشركة المصرية لنقل الكهرباء. ووفق أحدث البيانات استوردت مصر نحو 2.55 مليار متر مكعب من الغاز الإسرائيلي خلال الربع الأول من العام الجاري (ما يعادل مليار قدم مكعبة يوميًا)، مقارنة بـ2.63 مليار متر مكعب (1.03 مليار قدم مكعبة يوميًا) خلال الفترة نفسها من عام 2024.

إسرائيل تغلق أكبر حقل غاز في البحر المتوسط إثر الهجمات على إيران
إسرائيل تغلق أكبر حقل غاز في البحر المتوسط إثر الهجمات على إيران

بيروت نيوز

timeمنذ 3 أيام

  • بيروت نيوز

إسرائيل تغلق أكبر حقل غاز في البحر المتوسط إثر الهجمات على إيران

أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، إغلاق أكبر حقل غاز طبيعي لديها في البحر المتوسط مؤقتًا. ويأتي إغلاق حقل 'ليفياثان' البحري عقب مخاوف أمنية بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران وتعهد طهران بالرد. كما أوقفت شركة Energean Plc إنتاجها من الغاز بناءً على أوامر من الوزارة، في ظل التصعيد السريع للتوترات الجيوسياسية. ومن المرجح أن تؤثر هذه الاضطرابات على إمدادات الغاز في المنطقة، لا سيما إلى مصر، في وقت يتزايد فيه الطلب على الغاز في البلاد مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف. وإذا طال أمد تراجع الإمدادات الإسرائيلية، فقد تضطر القاهرة إلى تسريع عمليات شراء الغاز الطبيعي المسال، مما قد يؤدي إلى مزيد من التوتر في الأسواق العالمية. وقد ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا بنسبة وصلت إلى 6.6%، وفقا لوكالة بلومبرغ. ويُدار حقل 'ليفياثان' في شرق البحر المتوسط من قبل شركة 'شيفرون' (Chevron Corp)، ويزود الغاز المستهلكين المحليين وأيضًا الدول المجاورة مثل الأردن ومصر. في المقابل، يلبي حقل 'كاريش' التابع لشركة Energean الطلب المحلي في إسرائيل فقط. ولم يتضح بعد ما إذا كان حقل 'تمار'، الذي تديره أيضًا شيفرون، قد تم تعليقه هو الآخر. وأحالت شركة شيفرون الأسئلة إلى وزارة الطاقة الإسرائيلية، مؤكدة في الوقت نفسه أن 'موظفينا ومنشآتنا في أمان'.

إسرائيل تغلق أكبر حقل غاز في البحر المتوسط إثر الهجمات على إيران
إسرائيل تغلق أكبر حقل غاز في البحر المتوسط إثر الهجمات على إيران

ليبانون 24

timeمنذ 3 أيام

  • ليبانون 24

إسرائيل تغلق أكبر حقل غاز في البحر المتوسط إثر الهجمات على إيران

أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي ، إيلي كوهين، إغلاق أكبر حقل غاز طبيعي لديها في البحر المتوسط مؤقتًا. ويأتي إغلاق حقل "ليفياثان" البحري عقب مخاوف أمنية بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران وتعهد طهران بالرد. كما أوقفت شركة Energean Plc إنتاجها من الغاز بناءً على أوامر من الوزارة، في ظل التصعيد السريع للتوترات الجيوسياسية. ومن المرجح أن تؤثر هذه الاضطرابات على إمدادات الغاز في المنطقة، لا سيما إلى مصر، في وقت يتزايد فيه الطلب على الغاز في البلاد مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف. وإذا طال أمد تراجع الإمدادات الإسرائيلية ، فقد تضطر القاهرة إلى تسريع عمليات شراء الغاز الطبيعي المسال، مما قد يؤدي إلى مزيد من التوتر في الأسواق العالمية. وقد ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا بنسبة وصلت إلى 6.6%، وفقا لوكالة بلومبرغ. ويُدار حقل "ليفياثان" في شرق البحر المتوسط من قبل شركة "شيفرون" (Chevron Corp)، ويزود الغاز المستهلكين المحليين وأيضًا الدول المجاورة مثل الأردن ومصر. في المقابل، يلبي حقل "كاريش" التابع لشركة Energean الطلب المحلي في إسرائيل فقط. ولم يتضح بعد ما إذا كان حقل "تمار"، الذي تديره أيضًا شيفرون، قد تم تعليقه هو الآخر. وأحالت شركة شيفرون الأسئلة إلى وزارة الطاقة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store