logo
نتنياهو يوسّع عدوان غزة بـ 3 ألوية... ويستعد لتنازلات دراماتيكية

نتنياهو يوسّع عدوان غزة بـ 3 ألوية... ويستعد لتنازلات دراماتيكية

غداة استدعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فريقه المفاوض من الدوحة، بعد أسبوع من إجراء مباحثات غير مباشرة مع «حماس»، لم تفض إلى أي اتفاق بشأن مقترح أميركي لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وإنهاء حرب غزة، أفاد جيش الاحتلال بأن أعداد قواته المقاتلة في القطاع ازدادت، بعد دخول 3 ألوية نظامية إضافية هي «هناحال» و«جولاني» و«كفير» لتوسع عملية «عربات جدعون» ليل الثلاثاء ـ الأربعاء.
ورغم شدة الضغط الدولي على الدولة العبرية لوقف عدوانها على المنطقة الفلسطينية التي تعاني من مجاعة، نقلت أوساط عبرية عن مسؤولين أن الجيش الإسرائيلي يخطط للسيطرة على معظم أراضي القطاع المنكوب ضمن عمليته الواسعة التي ستستمر نحو شهرين.
ونشرت «القناة 12» خريطة لآخر 24 ساعة، بينت من خلالها أن الجيش يسيطر على أكثر من 50 في المئة من أراضي غزة، في قسم منها يسيطر عملياتياً بينما تشهد معظم الأراضي المتبقية وجوداً فقط للقوات، وفيها كلها لا يوجد فلسطينيون، إذ يتنقلون بين مناطق مختلفة مثل مدينة غزة ومخيمات المحافظة الوسطى والمواصي وخانيونس.
في موازاة ذلك، حذر نتنياهو، في مشاورات أمنية من أن «الضغوط تتزايد من جانب أوروبا والولايات المتحدة، ومن دون دعم لا يمكن استمرار الحرب».
وتطرق إلى تحذيرات واشنطن لتل أبيب بشأن المجاعة واستمرار القتال، مضيفاً «قالوا لنا إن علينا أن نقرر إلى أين ستكون وجهتنا».
وبحسب تقرير عبري، فإن «إسرائيل وصلت إلى مرحلة يتوجب عليها اتخاذ قرارات ومنها دراماتيكية، وأحياناً تتطلب هذه القرارات أثماناً، لكن لا مفر من ذلك وإلا سنفقد كل الإنجازات التي تحققت حتى الآن».
من جانب آخر، أعلنت الإمارات اتفاقها مع إسرائيل على السماح بتسليم مساعدات إنسانية عاجلة سترسلها إلى غزة خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية عبدالله بن زايد ونظيره العبري جدعون ساعر.
وفيما تباينت الروايات بشأن دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بعد إعلان سلطات الاحتلال سماحها بدخول نحو 100 شاحنة أمس الأول، تحت وطأة ضغوط أميركية وأوروبية شديدة تهدد بعزل الدولة العبرية، نفى المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، دخول أي مساعدات فعلياً.
ميدانياً، قتِل وأصيب العشرات بسلسلة غارات استهدفت عدة مناطق.
وعلى جبهة أخرى، أطلق الاحتلال النار بشكل مباشر تجاه وفد يضم 25 سفيرا ودبلوماسياً من دول عربية وأوروبية خلال زيارة لمخيم جنين بالضفة الغربية ما تسبب بازمة دبلوماسية كبرى.
من جهة ثانية، ذكرت «فايننشال تايمز» أن بريطانيا تدرس فرض عقوبات على وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير رداً على الزيادة الكبيرة في هجمات المستوطنين بالضفة.
وبعد تأكيد رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو أن التحرك للاعتراف بدولة فلسطينية مع بريطانيا وكندا «لن يتوقف»، أوضح الرئيس محمود عباس أنه يتطلع لمؤتمر نيويورك، يونيو المقبل، لدفع «حل الدولتين».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نتنياهو: الجيش الاسرائيلي سيسيطر على 'كامل قطاع غزة' بعد انتهاء الهجوم
نتنياهو: الجيش الاسرائيلي سيسيطر على 'كامل قطاع غزة' بعد انتهاء الهجوم

المدى

timeمنذ 13 ساعات

  • المدى

نتنياهو: الجيش الاسرائيلي سيسيطر على 'كامل قطاع غزة' بعد انتهاء الهجوم

أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء استعداده لوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة لضمان الإفراج عن الأسرى المحتجزين هناك، موضحاً أن 20 منهم لا يزالون أحياء 'في شكل مؤكد'. وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي: 'إذا كان ثمة خيار لوقف مؤقت لإطلاق النار بهدف الإفراج عن الأسرى، سنكون جاهزين' لذلك، مضيفاً: 'هناك 20 أسيراً من المؤكد أنهم أحياء'. بالإضافة إلى ذلك، أعلن نتنياهو أن إسرائيل ستكون مستعدة لوقف الحرب في قطاع غزة حال إطلاق سراح جميع الأسرى المحتجزين، ونزع السلاح في القطاع، ومغادرة حركة حماس أراضي غزة. في سياق آخر، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن إسرائيل ربما قتلت القيادي في حركة حماس محمد السنوار. كما أعلن نتنياهو أن الجيش الاسرائيلي سيسيطر على 'كامل قطاع غزة' بعد انتهاء الهجوم، مشدداً على أن 'كل مناطق قطاع غزة ستكون تحت سيطرة أمنية إسرائيلية'. وأضاف: 'نوجه ضربات قوية وعنيفة ضد حماس في غزة.. وقواتنا ستتوسع أكثر في غزة'. وأضاف نتنياهو إن على إسرائيل أن 'تتجنب أزمة إنسانية' في غزة 'لتحتفظ بحرية التحرك'، حسب تعبيره، مضيفاً: 'سنسمح بدخول المساعدات الأساسية لغزة.. وقد وضعنا خطة من 3 مراحل لتوزيع المساعدات الأساسية في غزة. كما كشف أن 'شركات أميركية ستتولى توزيع المساعدات في غزة تحت حراسة إسرائيلية'. The post نتنياهو: الجيش الاسرائيلي سيسيطر على 'كامل قطاع غزة' بعد انتهاء الهجوم appeared first on AlMada - أخبار لبنان والعالم.

نتنياهو يوسّع عدوان غزة بـ 3 ألوية... ويستعد لتنازلات دراماتيكية
نتنياهو يوسّع عدوان غزة بـ 3 ألوية... ويستعد لتنازلات دراماتيكية

الجريدة

timeمنذ 15 ساعات

  • الجريدة

نتنياهو يوسّع عدوان غزة بـ 3 ألوية... ويستعد لتنازلات دراماتيكية

غداة استدعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فريقه المفاوض من الدوحة، بعد أسبوع من إجراء مباحثات غير مباشرة مع «حماس»، لم تفض إلى أي اتفاق بشأن مقترح أميركي لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وإنهاء حرب غزة، أفاد جيش الاحتلال بأن أعداد قواته المقاتلة في القطاع ازدادت، بعد دخول 3 ألوية نظامية إضافية هي «هناحال» و«جولاني» و«كفير» لتوسع عملية «عربات جدعون» ليل الثلاثاء ـ الأربعاء. ورغم شدة الضغط الدولي على الدولة العبرية لوقف عدوانها على المنطقة الفلسطينية التي تعاني من مجاعة، نقلت أوساط عبرية عن مسؤولين أن الجيش الإسرائيلي يخطط للسيطرة على معظم أراضي القطاع المنكوب ضمن عمليته الواسعة التي ستستمر نحو شهرين. ونشرت «القناة 12» خريطة لآخر 24 ساعة، بينت من خلالها أن الجيش يسيطر على أكثر من 50 في المئة من أراضي غزة، في قسم منها يسيطر عملياتياً بينما تشهد معظم الأراضي المتبقية وجوداً فقط للقوات، وفيها كلها لا يوجد فلسطينيون، إذ يتنقلون بين مناطق مختلفة مثل مدينة غزة ومخيمات المحافظة الوسطى والمواصي وخانيونس. في موازاة ذلك، حذر نتنياهو، في مشاورات أمنية من أن «الضغوط تتزايد من جانب أوروبا والولايات المتحدة، ومن دون دعم لا يمكن استمرار الحرب». وتطرق إلى تحذيرات واشنطن لتل أبيب بشأن المجاعة واستمرار القتال، مضيفاً «قالوا لنا إن علينا أن نقرر إلى أين ستكون وجهتنا». وبحسب تقرير عبري، فإن «إسرائيل وصلت إلى مرحلة يتوجب عليها اتخاذ قرارات ومنها دراماتيكية، وأحياناً تتطلب هذه القرارات أثماناً، لكن لا مفر من ذلك وإلا سنفقد كل الإنجازات التي تحققت حتى الآن». من جانب آخر، أعلنت الإمارات اتفاقها مع إسرائيل على السماح بتسليم مساعدات إنسانية عاجلة سترسلها إلى غزة خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية عبدالله بن زايد ونظيره العبري جدعون ساعر. وفيما تباينت الروايات بشأن دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بعد إعلان سلطات الاحتلال سماحها بدخول نحو 100 شاحنة أمس الأول، تحت وطأة ضغوط أميركية وأوروبية شديدة تهدد بعزل الدولة العبرية، نفى المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، دخول أي مساعدات فعلياً. ميدانياً، قتِل وأصيب العشرات بسلسلة غارات استهدفت عدة مناطق. وعلى جبهة أخرى، أطلق الاحتلال النار بشكل مباشر تجاه وفد يضم 25 سفيرا ودبلوماسياً من دول عربية وأوروبية خلال زيارة لمخيم جنين بالضفة الغربية ما تسبب بازمة دبلوماسية كبرى. من جهة ثانية، ذكرت «فايننشال تايمز» أن بريطانيا تدرس فرض عقوبات على وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير رداً على الزيادة الكبيرة في هجمات المستوطنين بالضفة. وبعد تأكيد رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو أن التحرك للاعتراف بدولة فلسطينية مع بريطانيا وكندا «لن يتوقف»، أوضح الرئيس محمود عباس أنه يتطلع لمؤتمر نيويورك، يونيو المقبل، لدفع «حل الدولتين».

«عربات جدعون»... مغامرة إسرائيل الإستراتيجية في غزة
«عربات جدعون»... مغامرة إسرائيل الإستراتيجية في غزة

الرأي

timeمنذ 2 أيام

  • الرأي

«عربات جدعون»... مغامرة إسرائيل الإستراتيجية في غزة

مع إطلاق إسرائيل أحدث حملاتها العسكرية العدوانية والدموية في قطاع غزة - عملية «عربات جدعون» - بعد أيام من القصف المكثف والعشوائي على خان يونس وشمال القطاع، والذي أودى بحياة مئات الفلسطينيين، وبعد أكثر من 20 شهراً من الحرب المفتوحة، تُصوّر إسرائيل العملية على أنها جهد حاسم لتفكيك ما تبقى من البنية التحتية العسكرية لحركة «حماس»، وشل جهازها الحكومي، وتأمين إطلاق الرهائن المتبقين. هذه الأهداف المعلنة تكمن وراءها شبكة معقدة من التناقضات الإستراتيجية، والقيود اللوجستية، والمخاطر السياسية التي تُلقي بظلال من الشك على جدوى العملية واستمرارها على المدى الطويل. ومع وجود 20 رهينة فقط يُعتقد أنهم على قيد الحياة، و38 آخرين مؤكد مقتلهم، تبدو التوقعات بتحقيق اختراق في هذه المرحلة النهائية بعيدة المنال في شكل متزايد، خصوصاً بعد سلسلة من العمليات الفاشلة على مدار العام ونصف العام الماضيين، ومازال من غير الواضح كيف يتوقع الجيش الإسرائيلي أن يحقق في هذه الحملة الأخيرة ما فشل في تحقيقه من قبل. خطة على ثلاث مراحل وفقاً لمصادر إسرائيلية وأميركية، فإن خطة «عربات جدعون» مُهيكلة على ثلاث مراحل متداخلة. تُركز الأولى - وهي جارية بالفعل - على تدمير البنية التحتية العسكرية لـ«حماس» وقدراتها على الحكم. كما تتضمن إعداد جنوب غزة لعمليات نقل سكاني واسعة النطاق من خلال إنشاء مراكز توزيع مساعدات إنسانية تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية، وتديرها شركات أميركية. وتهدف الثانية إلى نقل السكان المدنيين إلى مناطق معزولة، عن مناطق نفوذ «حماس»، مع فحص السكان فرداً فرداً لتحديد انتماءاتهم من عدمها. أما في المرحلة الأخيرة، فستُجري قوات الاحتلال مناورات برية في المناطق المُطهرة، وتقضي (باعتقادها) على عناصر «حماس» المتبقين، وتُرسي وجوداً احتلالياً طويل الأمد. وتتضمن الخطة خمس أدوات ضغط: احتلال عسكري دائم للممرات الرئيسية، عزل «حماس» عن السكان المدنيين، منع وصول المساعدات الإنسانية، تفكيك شبكات القيادة والسيطرة التابعة لـ«حماس»، والحرب النفسية. ومع ذلك، يعتمد العديد من هذه العناصر على مستوى من السيطرة اللوجستية والموافقة الدولية التي قد لا تتحقق. معضلة الاحتلال تتمثل إحدى الفجوات الإستراتيجية الجوهرية في عملية «عربات جدعون» في مسألة ما سيحدث في اليوم التالي. لم يقدم المسؤولون الإسرائيليون أي رؤية متماسكة لمن سيحكم غزة بعد «إزاحة حماس». فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض عودة السلطة الفلسطينية، ورفضت قوى إقليمية ملء الفراغ. وهذا يعني أنه عملياً، تفكيك «حماس» سيجبر إسرائيل على تولي السيطرة الإدارية. في أغسطس 2024، عيّنت إسرائيل العميد إيلاد غورين رئيساً للشؤون المدنية في غزة، ليقوم فعلياً بدور الحاكم العسكري للقطاع. وأشار هذا التعيين إلى خطوة نحو وجود إسرائيلي طويل الأمد في القطاع، على غرار دور رئيس الإدارة المدنية في الضفة الغربية المحتلة. ويعبر إنشاء هذا المنصب عن نيات إسرائيل الإشراف المباشر على الشؤون الإنسانية والمدنية، ما يعزز سيطرتها على غزة. ويؤشر إنشاء هذا الدور إلى أن إسرائيل تستعد لاحتلال ممتد، حيث يشرف الحاكم العسكري ليس فقط على الأمن، بل أيضاً على الحكم اليومي في غزة. وأثار هذا التطور مخاوف في شأن مستقبل استقلال غزة واحتمال زيادة التوترات في المنطقة. يعني هذا الواقع الحاجة إلى ما بين خمس وسبع فرق عسكرية لاحتلال غزة بالكامل - وهو التزام يراوح بين 60 ألفاً و80 ألف جندي، مع الحاجة إلى عشرات الآلاف الآخرين لتحقيق الاستقرار والإدارة. ويعكس هذا العدد تجربة إسرائيل الطويلة والمؤلمة في جنوب لبنان قبل انسحابها عام 2000، وهو يُمثل السيناريو الدقيق الذي سعى أرييل شارون إلى منعه في غزة عام 2005. وليس مبالغة القول إن ذلك يجري في لحظة تشتت الجيش الإسرائيلي على جبهات عدة، بما في ذلك الضفة والحدود الشمالية مع «حزب الله»، حيث نقلت إسرائيل من هذه الجبهة فرقتين لدعم احتلالها لغزة، وتالياً فإن احتلالاً طويل الأمد للقطاع لن يُرهق الموارد العسكرية فحسب، بل سيفرض أيضاً تكلفة سياسية عالية. المخاطر الإنسانية إن محاولة إسرائيل لإدارة التداعيات الإنسانية من خلال إنشاء مراكز لوجستية في رفح وممر نتساريم محفوفة بالمخاطر. وقد رفض مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) المشاركة، مُشيراً إلى انتهاكات القانون الدولي وعدم كفاية نماذج توزيع المساعدات. ومن دون شركاء دوليين موثوقين، قد يقع عبء توزيع المساعدات مباشرة على القوات الإسرائيلية، وهو سيناريو يعارضه رئيس الأركان إيال زامير. وعلاوة على ذلك، إذا ظلت «حماس» تعمل في أي شكل من الأشكال، فمن المرجح استهداف قوافل المساعدات وأفراد قوات الاحتلال، ما يزيد من تقويض الجهود الإنسانية. قد تُلحق ظاهرة النزوح، إلى جانب تدهور ظروف سكان غزة، ضرراً طويل الأمد بشرعية إسرائيل الدولية. وقد دعت هولندا الاتحاد الأوروبي بالفعل إلى مراجعة اتفاقيتها التجارية مع إسرائيل، وقد يتبع ذلك تداعيات دبلوماسية أوسع نطاقاً. «حماس» مُتضررة لا مهزومة منذ بدء الحرب، تكبدت «حماس» خسائر لأنها تخوض حرباً ضروس من دون هوادة. وتدنت قدرتها على العمل في تشكيلات شبه عسكرية كبيرة. ومع ذلك، فقد تكيفت من خلال التحول إلى تكتيكات حرب العصابات، بما في ذلك نيران القناصة والعبوات الناسفة المرتجلة وهجمات الكر والفر - وهي أساليب تتطلب موارد أقل بكثير ولكنها قد تُقوّض بشدة الاحتلال المستدام. في يناير 2025، قدّرت الاستخبارات الأميركية، أن «حماس» جنّدت 15 ألف عنصر جديد خلال الصراع، وأن هيكلها المتبقي مازال يتمتع بقدر كافٍ من المرونة لشنّ مقاومة طويلة الأمد. وأفادت التقارير أيضاً بأن هذه الجماعة بدأت في إعادة استخدام الذخائر الإسرائيلية غير المنفجرة في عبوات ناسفة، وهو تكتيك مستوحى من صراعات العراق وأفغانستان. في هذه الأثناء، تواصل «حماس» ممارسة سيطرة جزئية على الخدمات الأساسية في غزة، وغالباً ما تنسق مع المنظمات غير الحكومية الدولية. ورغم الضغوط التي تتعرض لها حكومتها، إلا أنها مازالت بحكم الأمر الواقع الجهة المسؤولة عن إرساء النظام في العديد من المناطق. وتالياً، فهي تحتفظ برأسمال سياسي وقدرة على إعادة بناء نفسها تحت الاحتلال. وفي حين يزعم صانعو السياسات في إسرائيل أن عملية «عربات جدعون» ستُنتج غزة «ما بعد حماس»، إلا أن الخطة لا تتضمن آليات للانتقال السياسي. ومن غير المرجح أن يدوم نزع السلاح من دون وجود بديل ذي صدقية لحكم مدني. ومن المتوقع أن يؤدي غياب تسوية سياسية طويلة الأمد إلى تأجيج التمرد بدلاً من تهدئة الوضع في المنطقة. وبدأت واشنطن في إعادة تقييم موقفها. إذ تشير تعليقات الرئيس دونالد ترامب خلال زيارته للشرق الأوسط بكلامه عن «الحرب المروعة» والحاجة إلى إنهائها «بأسرع وقت ممكن»، إلى رغبة في ضبط النفس. مقامرة بلا خطة خروج تكمن المفارقة الجوهرية في «عربات جدعون» في أن منطقها العسكري مُقوّض بغياب حل سياسي. فبينما قد تُضعف هذه العملية «حماس» على المدى القصير، إلا أنها لا تُقدّم إطاراً عملياً لما سيأتي لاحقاً. إذ كلما طالت مدة بقاء إسرائيل في غزة، زاد خطر الوقوع في فخ مألوف قوامه الإفراط في التوسع، والإدانة الدولية، وحركة مقاومة مُتمكّنة. قد تعتقد حكومة نتنياهو أن الوقت والضغط سيُفضيان إلى نتيجة أكثر إيجابية ويبقى الائتلاف الحكومي على تماسكه. لكن في غياب سلطة انتقالية متفق عليها، أو دعم إقليمي، أو تحالف أميركي، قد تحقق عملية «عربات جدعون» نجاحاً تكتيكياً على حساب عدم استقرار إستراتيجي طويل الأمد، وقد تغرق «عربات جدعون» في وحول حرب بلا أفق ومن دون طريق واضح للعودة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store