
في رحاب الجامع الأزهر.. الأمانة والمسئولية محور ندوة الأسبوع الدعوي التاسع
وحضر اللقاء الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور أيمن الحجار، الباحث بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، وأدار الندوة الدكتور يوسف منسي، عضو أمانة اللجنة العليا لشؤون الدعوة.
تأتي الفعالية في ضوء توجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وباعتماد فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
الدكتور محمود الهواري: الأخلاق لا تقل منزلة عن العبادات
وخلال كلمته، أكد الدكتور محمود الهواري، أن الأخلاق لا تقل منزلة عن العبادات، موضحًا أن المسلم كما يُطالَب بالصلاة والزكاة والصيام والحج، يُطالَب كذلك بطهارة القلب وحُسن الخلق والسلوك، مضيفًا أن الأمانة خلقٌ جوهري في الإسلام، وأن الناس اختزلوها في مجرد "الوديعة" في حين أن معانيها أوسع وأشمل.
وبيَّن أن النبي ﷺ كان نموذجًا للأمانة في كل حالاته: في السلم والحرب، في الغضب والرضا، فاستحق لقب "الصادق الأمين" حتى قبل بعثته، موضحًا أن من صور الأمانة: أمانة العرض والكلمة، حيث قال ﷺ: "لا إيمان لمن لا أمانة له"، مؤكدًا أن التخلق بالأمانة ضرورة في كل موقع ومجال.
من جانبه، أوضح الدكتور أيمن الحجار، أن الأمانة أمرٌ رباني محبوب إلى الله، مستشهدًا بقوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا"، وفي المقابل نهى الله تعالى عن الخيانة حيث قال:"إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كفور"، مبينًا أن التفريط في الأمانة ظلمٌ للنفس وللناس، مشددًا على أن اللسان أمانة، فكل كلمة تخرج من الفم تُعبر عن القلب، داعيًا إلى التفكير في رضا الله قبل النطق بأي كلمة.
وأشار إلى أن الأبناء والأسرة والعلم أمانات، ينبغي رعايتها وأداء حقوقها، كما أن الأوطان أمانة يجب الحفاظ عليها والتصدي لمن يسعى لإضعافها بأفكار مغلوطة أو مدمرة.
وفي كلمته التي أدار بها الندوة، أكد الدكتور يوسف منسي أن الأمانة مسؤولية عظيمة، وقد عرضها الله على السموات والأرض والجبال، فأبين أن يحملنها، وقبلها الإنسان رغم ثقلها، كما في قوله تعالى: "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا"، لافتًا إلى أن القيم التي يتغنّى بها الغرب قد تُكتب وتُمحى، بينما الأمانة التي أمرنا الله بها هي جزء من الدين والعقيدة، مشيرًا إلى قوله تعالى: "وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ" [المؤمنون: 8]، موصيًا بترجمة الأمانة إلى واقع عملي، وسلوك يومي يعكس التمسك بهذا الخلق في القول والفعل.
وتُختتم فعاليات الأسبوع الدعوي التاسع، الذي يُقام تحت شعار: "القيم الإسلامية حصن الأوطان ونبض الاستقرار"، يوم الخميس المقبل، وتشهد أنشطة متنوعة ولقاءات فكرية وندوات علمية يُحاضر فيها نخبة من كبار علماء الأزهر الشريف، بهدف ترسيخ القيم، وبناء وعي ديني وأخلاقي، يعزز استقرار المجتمع ويُحصّن الشباب من الانحرافات الفكرية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المنار
منذ ساعة واحدة
- المنار
الإمام الخامنئي يعيّن لاريجاني ممثلاً للقيادة في المجلس الأعلى للأمن القومي
عيّن الإمام السيد علي الخامنئي يوم الخميس الدكتور علي لاريجاني ممثلاً للقيادة الإيرانية في المجلس الأعلى للأمن القومي. وقال الإمام الخامنئي في قرار تعيين لاريجاني 'نظرًا إلى تكليف الدكتور أحمديان بمسؤوليات حكومية مهمة، أعيّن الدكتور علي لاريجاني ممثلاً للقيادة في المجلس الأعلى للأمن القومي، وذلك استنادًا إلى المادة 176 من الدستور'. وأضاف الإمام الخامنئي 'أتقدّم بالشكر إلى الدكتور أحمديان على حضوره وجهوده الموفّقة طوال السنوات الماضية في أداء هذه المسؤولية. وأسأل الله المتعالي التوفيق للجميع'.


المنار
منذ ساعة واحدة
- المنار
الإمام الخامنئي يعيّن لاريجاني ممثلاً للقيادة في المجلس الأعلى للأمن القومي
عيّن الإمام السيد علي الخامنئي يوم الخميس الدكتور علي لاريجاني ممثلاً للقيادة الإيرانية في المجلس الأعلى للأمن القومي. وقال الإمام الخامنئي في قرار تعيين لاريجاني 'نظرًا إلى تكليف الدكتور أحمديان بمسؤوليات حكومية مهمة، أعيّن الدكتور علي لاريجاني ممثلاً للقيادة في المجلس الأعلى للأمن القومي، وذلك استنادًا إلى المادة 176 من الدستور'. وأضاف الإمام الخامنئي 'أتقدّم بالشكر إلى الدكتور أحمديان على حضوره وجهوده الموفّقة طوال السنوات الماضية في أداء هذه المسؤولية. وأسأل الله المتعالي التوفيق للجميع'. المصدر: موقع المنار


صدى البلد
منذ 3 ساعات
- صدى البلد
دار الإفتاء: تبادل الحلوى في المولد النبوي سنة محمودة ومظهر من مظاهر المحبة
أكدت دار الإفتاء المصرية أن تبادل الحلوى بمناسبة المولد النبوي الشريف لا يُعد أمرًا ممنوعًا، بل هو من التصرفات المستحبة شرعًا، لما فيه من نشر المودة وتعميق روابط المحبة بين الناس، استنادًا لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "تهادوا تحابوا". وأشارت الدار، من خلال صفحتها الرسمية على فيسبوك، إلى أن الشريعة لم تضع قيدًا زمنيًا يحظر أو يبيح هذا الفعل في وقت معين، بل العبرة بالمقصد، فإن اقترن إهداء الحلوى بمقاصد طيبة كإدخال السرور على الأهل وصلة الرحم، فإنه يكون حينها أكثر استحبابًا، ويُعد تعبيرًا عن الفرح بميلاد النبي الكريم، وهو ما يمنحه بعدًا روحيًا ومعنويًا عظيمًا. وفي سياق متصل، شددت دار الإفتاء على أن إحياء ذكرى مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أعظم القربات إلى الله، لما فيه من دلالة على حب النبي وإجلاله، وهو أحد ركائز الإيمان. واستشهدت بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"، وهو ما رواه البخاري ومسلم. كما نقلت عن الإمام ابن رجب أن محبة النبي جزء لا يتجزأ من الإيمان، وهي متلازمة لمحبة الله عز وجل، بل إن الله سبحانه وتعالى حذر من تقديم أي محبة دنيوية على محبته ومحبة رسوله، سواء كانت متعلقة بالأهل أو المال أو الوطن. حكم الاحتفال بالمولد النبوي من جانبه أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن إحياء ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو تعبير صادق عن توقير الجناب النبوي الشريف، ودليل عملي على محبته التي تمثل ركنًا أساسيًّا من أركان الإيمان. وأوضح المركز أن الاحتفال بهذه المناسبة لا يقتصر على مجرد المظاهر، بل يشمل صورًا من الطاعات والقربات، مثل التجمع للذكر، والإنشاد في مدح النبي، وتوزيع الطعام، والصيام، والقيام، وكلها أعمال تعبر عن الامتنان والفرح بقدوم خاتم الأنبياء إلى الحياة، فميلاده كان بداية لحياة جديدة للبشرية. وأشار إلى أن القرآن الكريم أشار إلى بركة أيام الميلاد، كما ورد في قوله تعالى عن يحيى عليه السلام: "وسلام عليه يوم وُلد"، وهو ما يدل على خصوصية هذه الأيام وما تحمله من نعم عظيمة، مؤكدًا أن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم هو أصل كل نعمة نعيشها في الدنيا والآخرة. كما بيّن المركز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه أشار إلى فضل يوم مولده، فعندما سُئل عن سبب صيامه ليوم الاثنين، أجاب: "ذاك يوم وُلدت فيه"، وهو ما يُعد إقرارًا صريحًا بمشروعية إحياء هذا اليوم بما يُظهر محبته. ونقل الأزهر عن الإمام السخاوي أن المسلمين على مر العصور اعتادوا الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف، من خلال الولائم، والصدقات، وإظهار الفرح، وقراءة السيرة النبوية، لما في ذلك من خير عميم يعود على القلوب والمجتمعات. وبناءً عليه، فإن مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي مشروعة، وتندرج ضمن وسائل التعبير عن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حب مطلوب شرعًا، بل واجب إيماني.