logo
إشارات الحرب تسبق الرد: واشنطن تتشدد و"الحزب" في تأهب

إشارات الحرب تسبق الرد: واشنطن تتشدد و"الحزب" في تأهب

ليبانون 24منذ يوم واحد
من المرتقب أن يسلم لبنان غدا نسخته المعدلة من الرد الرسمي على الورقة الأميركية التي حملها الموفد توماس براك، وذلك بعد أن رفضت واشنطن الصيغة الأولى التي اطلعت عليها اليوم، معتبرةً أنها لا ترقى إلى مستوى التحديات ولا توفر أجوبة واضحة، لا سيما في ما يخص مستقبل سلاح حزب الله. فالرفض الأميركي، الذي جاء بصيغة غير دبلوماسية، كما تقول أوساط سياسية، حمل تحذيراً صريحاً من أن التصعيد قد يكون عنوان المرحلة المقبلة ما لم يقدم رد لبناني معدل يستجيب لمطالب الإدارة الأميركية. على إثر ذلك، شهدت بعبدا منذ الساعات المساء الاولى اتصالات واجتماعات مكثفة، شارك فيها مسؤولون سياسيون وأمنيون، بهدف إعادة صياغة الرد وتنقيح النقاط الخلافية، في محاولة لاحتواء الغضب الأميركي وتفادي أي ذريعة قد تستغلها إسرائيل لتوسيع دائرة المواجهة، لا سيما أن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يبدي قناعة أن هامش المناورة بات ضيقا، وأن فترة السماح انتهت ، ويسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري من جهته إلى تدوير الزوايا لتمرير الرد اللبناني ضمن مظلة رسمية، تجنبًا لأي تصعيد.
النسخة الأولى من الرد كانت قد أُنجزت بتوافق بين رئيس الجمهورية، رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة نواف سلام، وانطلقت من معادلة مفادها: الشرعية مقابل الانسحاب. فقد أكّد لبنان التزامه بحصرية السلاح بيد الدولة، في مقابل تحرّك دولي ضاغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة. لكن هذه المقاربة لم تقنع واشنطن، التي قرأت في النص مراوغة سياسية ورفضا مبطنا لتنفيذ مطلبها الأساسي، أي نزع سلاح حزب الله وفق جدول زمني محدّد. فكانت النتيجة: رفض قاطع، وإنذار دبلوماسي.
الرد الذي يتألف من 11 بندًا، تضمّن في صيغته الأولى النقاط التالية:
التمسك بقرار مجلس الأمن 1701 وتفاهمات وقف الأعمال العدائية، مع التأكيد على التزام لبنان بمندرجاته.
دعم وتجديد ولاية قوات اليونيفيل وتوسيع دور الجيش اللبناني جنوب الليطاني، مع مطالبة المجتمع الدولي بتقديم دعم مالي ولوجستي للجيش.
تفكيك منشآت حزب الله في الجنوب، في سياق تثبيت سيادة الدولة وتكريس منطقة خالية من السلاح غير الشرعي.
الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس المتنازع عليها، وعلى رأسها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، مع تجديد المطالبة بعودة الأسرى اللبنانيين وكشف مصير المفقودين.
تأكيد التزام اتفاق الطائف وقرار 1701 كمرجعيتين أساسيتين.
تفعيل لجنة 'الميكانيزم' ووقف الاعتداءات، مع دعوة واشنطن إلى لعب دور فاعل في ضبط إسرائيل ومنعها من خرق التفاهمات.
رعاية عربية للعلاقة اللبنانية – السورية تضمن عودة النازحين بشكل آمن وكريم، وضبط الحدود المشتركة.
التمسك بخطاب القسم والبيان الوزاري في ما يخص حماية السيادة والإصلاحات ودور الدولة. المضي قدمًا في الإصلاح المالي والاقتصادي لإعادة بناء الثقة بالاقتصاد اللبناني واستعادته لعلاقته الطبيعية مع النظام المالي الدولي.
طرح ملف سلاح الفصائل الفلسطينية للنقاش، بما يتناسب مع اتفاق الطائف ومندرجات القرار 1701.
ضرورة تسهيل عملية إعادة الإعمار، بما يعزز فرص الاستقرار.
وتشير المعلومات إلى أن براك، الذي سيلتقي عون وبري وسلام ووزير الخارجية جو رجي، سيبلِغ لبنان رسائل حاسمة، مفادها أن الولايات المتحدة لم تعد مستعدة لقبول المعادلات السابقة، وأن أي مراوغة إضافية قد تواجَه بتصعيد عسكري مباشر. لذلك، فإن الساعات المقبلة ستكون مفصلية: إما ينجح المعنيون في تعديل بنود الرد ويتم تبنيه رسميا، أو تجد إسرائيل ذريعة لشن موجة جديدة من الهجمات، وسط إصرار أميركي متزايد على فرض واقع جديد في لبنان تحت سقف الشروط الأميركية.
في المقابل، أشار الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، إلى أن المرحلة الحالية تنقسم إلى اثنتين: الأولى الاتفاق، والثانية تنفيذ القرار 1701، مؤكداً أن أي تطبيق يجب أن يبدأ بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة ووقف اعتداءاتها، قبل الحديث عن أي التزامات لبنانية أخرى. وشدد قاسم على أن الحزب "مستعد للسلم والتعاون وبذل أقصى الجهود من أجل الاستقرار، كما أنه مستعد للمواجهة والدفاع إن اقتضى الأمر"، مضيفاً: "نحن قوم لا نهزم، ولن نتخلى عن أرضنا وكرامتنا. "
وتشير مصادر سياسية إلى أن حزب الله دخل في حالة استنفار واسعة، مع استشعار خطر حقيقي من احتمال شن إسرائيل ضربات عسكرية جديدة، خصوصاً وانها شنت ليلا سلسلة غارات وصفتها بـ "الاستثنائية" على مواقع للحزب في البقاع والجنوب. ورغم تأكيد الحزب أنه لا يسعى إلى الحرب، إلا أن التطورات قد تفرض عليه خوضها، وسط غياب أي ضمانات إسرائيلية لوقف العمليات العسكرية.
الأكيد أن ملف السلاح لم يعد قابلا للتأجيل، إذ ان هناك ضغوطا أميركية ودولية متزايدة تدعو إلى نزعه ضمن إطار الدولة اللبنانية، في ظل توازنات إقليمية جديدة فرضت واقعا مختلفا عن السنوات الماضية. في المقابل، يشعر الشارع الشيعي بخطر وجودي حقيقي، خصوصا مع تصاعد الدعوات لاتخاذ قرار حكومي رسمي بتفكيك منظومة السلاح، ضمن آلية محددة وزمن واضح.
المشهد السياسي يشي بتحول حاسم، مع تراجع مرحلة التسويات الهشة وبدء حقبة الشروط الخارجية الصارمة،ف لم يعد بالإمكان الاتكاء على "ستاتيكو" هشّ، تحكمه توازنات إقليمية سابقة لم تعد قائمة. فالولايات المتحدة، تتجه إلى فرض شروط أمنية صلبة على لبنان، والحديث المتجدد عن استراتيجية دفاعية لم يعد يقنع أحدا، فالأميركيون يعتبرونه محاولة للهروب من الحسم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نتنياهو يطلب ضوءًا أخضر من ترامب لضربات محددة في لبنان
نتنياهو يطلب ضوءًا أخضر من ترامب لضربات محددة في لبنان

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 33 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

نتنياهو يطلب ضوءًا أخضر من ترامب لضربات محددة في لبنان

انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... ذكر مراسل الـmtv في واشنطن، أن 'رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيعرض أمام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قراءة للوضع في الجنوب اللبناني وكيفيّة نزع سلاح حزب الله، وسيطلب ضوءاً أخضر لتنفيذ ضربات محدّدة لا خوض حربٍ شاملة'. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حلفاء أمريكا في لبنان يصابون بخيبة أمل بعد مواقف براك من بعبدا
حلفاء أمريكا في لبنان يصابون بخيبة أمل بعد مواقف براك من بعبدا

المنار

timeمنذ 34 دقائق

  • المنار

حلفاء أمريكا في لبنان يصابون بخيبة أمل بعد مواقف براك من بعبدا

أُصيب حلفاء الولايات المتحدة في لبنان بخيبة أمل كبيرة بعد سماعهم مواقف الموفد الأمريكي توماس براك من بعبدا، وهم الذين مهدوا الطريق لزيارته عبر حملة تهويل وتهديد واسعة. بدأت الحملة السياسية والإعلامية، التي سبقت زيارة براك إلى لبنان، بتحريض قوى سياسية وإعلامية، على رأسها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي أصدر بياناً هدّد فيه اللبنانيين بمسؤوليات كبيرة في حال إضاعة هذه الفرصة، وسط ترديد واسع لعبارة 'الفرصة الأخيرة' مع تحذيرات من عواقب وخيمة في المستقبل القريب. وقبل وصول براك بلحظات، نقلت إحدى المحطات التلفزيونية عن مصادر أميركية أن الموفد سيعود إلى واشنطن لتسليم الرد خلال زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض، معربة عن خشيتها من أن يؤدي هذا الأمر إلى تصعيد خطير باتجاه بيروت. المحطة التي ربطت الاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب برد لبنان على ورقة براك، ووقف عقارب الساعة عند زيارة هذا الموظف الأميركي، استغلت الأمر لأغراض توتيرية وتهويلية تخدم أجندات معروفة. وعندما لم تتطابق التوقعات مع الواقع، عاد جعجع مجدداً معبراً عن امتعاضه من رد الرؤساء الثلاثة على الورقة الأميركية، واصفاً إياه بأنه غير دستوري ولا قانوني ولا رسمي. واقترح عبر منصة 'إكس' دعوة مجلس الوزراء لمناقشة الورقة واتخاذ الموقف الدستوري والرسمي منها، محذراً من أن أقل خطأ من المسؤولين قد يقود البلاد إلى الهاوية، ومهدداً بشلل في المؤسسات الحكومية وعودة تدريجية إلى الوراء. وفي سياق التهديد بشل المؤسسات الدستورية، أعلن نائب رئيس حزب القوات جورج عقيص أن القوات قد تنسحب من الحكومة وتسحب الثقة عنها، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي في البلاد. المصدر: موقع المنار

حلفاء أمريكا في لبنان يصابون بخيبة أمل بعد مواقف براك من بعبدا
حلفاء أمريكا في لبنان يصابون بخيبة أمل بعد مواقف براك من بعبدا

المنار

timeمنذ ساعة واحدة

  • المنار

حلفاء أمريكا في لبنان يصابون بخيبة أمل بعد مواقف براك من بعبدا

أُصيب حلفاء الولايات المتحدة في لبنان بخيبة أمل كبيرة بعد سماعهم مواقف الموفد الأمريكي توماس براك من بعبدا، وهم الذين مهدوا الطريق لزيارته عبر حملة تهويل وتهديد واسعة. بدأت الحملة السياسية والإعلامية، التي سبقت زيارة براك إلى لبنان، بتحريض قوى سياسية وإعلامية، على رأسها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي أصدر بياناً هدّد فيه اللبنانيين بمسؤوليات كبيرة في حال إضاعة هذه الفرصة، وسط ترديد واسع لعبارة 'الفرصة الأخيرة' مع تحذيرات من عواقب وخيمة في المستقبل القريب. وقبل وصول براك بلحظات، نقلت إحدى المحطات التلفزيونية عن مصادر أميركية أن الموفد سيعود إلى واشنطن لتسليم الرد خلال زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض، معربة عن خشيتها من أن يؤدي هذا الأمر إلى تصعيد خطير باتجاه بيروت. المحطة التي ربطت الاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب برد لبنان على ورقة براك، ووقف عقارب الساعة عند زيارة هذا الموظف الأميركي، استغلت الأمر لأغراض توتيرية وتهويلية تخدم أجندات معروفة. وعندما لم تتطابق التوقعات مع الواقع، عاد جعجع مجدداً معبراً عن امتعاضه من رد الرؤساء الثلاثة على الورقة الأميركية، واصفاً إياه بأنه غير دستوري ولا قانوني ولا رسمي. واقترح عبر منصة 'إكس' دعوة مجلس الوزراء لمناقشة الورقة واتخاذ الموقف الدستوري والرسمي منها، محذراً من أن أقل خطأ من المسؤولين قد يقود البلاد إلى الهاوية، ومهدداً بشلل في المؤسسات الحكومية وعودة تدريجية إلى الوراء. وفي سياق التهديد بشل المؤسسات الدستورية، أعلن نائب رئيس حزب القوات جورج عقيص أن القوات قد تنسحب من الحكومة وتسحب الثقة عنها، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي في البلاد. المصدر: موقع المنار

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store