logo
محمد السادس في خطاب العرش: المغرب يواصل صعوده الاقتصادي ويمدّ اليد مجددًا نحو الجزائر

محمد السادس في خطاب العرش: المغرب يواصل صعوده الاقتصادي ويمدّ اليد مجددًا نحو الجزائر

صقر الجديانمنذ 2 أيام
محمد السادس في خطاب العرش: المغرب يواصل صعوده الاقتصادي ويمدّ اليد مجددًا نحو الجزائر
تطوان – صقر الجديان
في خطاب تاريخي موجه إلى الأمة، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتوليه عرش المملكة، استعرض صاحب الجلالة الملك محمد السادس أبرز ملامح مسار التنمية بالمغرب، مجددًا التأكيد على الانفتاح تجاه الجارة الجزائر، وداعيًا إلى تنمية مجالية شاملة تُنهي الفوارق الاجتماعية والمجالية.
📈 المغرب الصاعد: إنجازات اقتصادية رغم التحديات
أبرز جلالته أن الاقتصاد الوطني حافظ على نمو منتظم، رغم الأزمات الدولية والجفاف المتكرر، مشيرًا إلى أن ما تحقق لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة لرؤية تنموية واضحة واختيارات استراتيجية طويلة الأمد.
وأشار إلى أن المغرب يشهد نهضة صناعية غير مسبوقة، تجلت في مضاعفة الصادرات الصناعية منذ عام 2014، خاصة في قطاعات السيارات، الطيران، الطاقات المتجددة، والصناعات الغذائية.
'المغرب أصبح شريكًا موثوقًا يرتبط بما يناهز 3 مليارات مستهلك عبر اتفاقيات التبادل الحر'، يقول جلالة الملك.
👪 التنمية البشرية وتحسين معيشة المواطن في الصدارة
أكد الملك أن تحسين ظروف المواطنين من كل الفئات والمناطق يظل في صميم اهتماماته، مشيرًا إلى:
تراجع الفقر متعدد الأبعاد من 11.9٪ عام 2014 إلى 6.8٪ في 2024؛
من 11.9٪ عام 2014 إلى 6.8٪ في 2024؛ تصنيف المغرب ضمن الدول ذات التنمية البشرية العالية لأول مرة.
ورغم هذه المكاسب، شدد جلالته على أن بعض المناطق، لا سيما القروية، ما زالت تعاني من الفقر والهشاشة، داعيًا إلى تجاوز 'مغرب يسير بسرعتين'.
🛠️ جيل جديد من برامج التنمية المجالية
دعا الملك إلى نقلة نوعية في التنمية المجالية، من خلال:
دعم التشغيل الجهوي؛
تحسين خدمات التعليم والصحة؛
إدارة مستدامة للموارد المائية؛
مشاريع تأهيل ترابي مندمج.
ووجّه الحكومة إلى إطلاق جيل جديد من البرامج التنموية المرتكزة على الجهوية المتقدمة، والتكامل بين المناطق.
🗳️ الانتخابات التشريعية المقبلة: تأكيد على الشفافية والإعداد الجيد
دعا جلالة الملك إلى التحضير الجيد للاستحقاقات التشريعية لسنة 2026، في إطار الشفافية واحترام الآجال القانونية، ووجّه وزير الداخلية إلى فتح مشاورات سياسية مع مختلف الفاعلين في أقرب الآجال.
🤝 اليد الممدودة للجزائر والتشبث بالاتحاد المغاربي
أكد جلالة الملك مجددًا موقفه الثابت تجاه الشعب الجزائري الشقيق، مبرزًا عمق الروابط التاريخية والدينية والجغرافية بين الشعبين.
'حرصت دومًا على مدّ اليد لأشقائنا في الجزائر، ونحن مستعدون لحوار صريح ومسؤول'، قال الملك.
كما شدد على أن الاتحاد المغاربي لا يمكن أن يتحقق دون المغرب والجزائر، داعيًا إلى تجاوز الخلافات بما يخدم مصالح شعوب المنطقة.
🏜️ قضية الصحراء المغربية: دعم دولي متزايد
عبّر الملك عن اعتزازه بالدعم الدولي المتنامي لمبادرة الحكم الذاتي، التي وصفها بـ'الحل الوحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية'.
وشكر كل من المملكة المتحدة والبرتغال على مواقفهما البناءة والداعمة لسيادة المغرب.
🛡️ تحية خاصة للقوات الأمنية ومؤسسات الدولة
في ختام الخطاب، وجّه جلالة الملك تحية تقدير إلى:
القوات المسلحة الملكية
الدرك الملكي
الأمن الوطني
الإدارة الترابية
القوات المساعدة
الحماية المدنية
مشيدًا بتفانيهم في الدفاع عن أمن الوطن واستقراره.
وفي ما يلي نص الخطاب الملكي السامي:
'الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآلهوصحبه.
شعبي العزيز،
يشكل الاحتفال بعيد العرش المجيد، مناسبة سنوية لتجديد روابط البيعة المتبادلة، ومشاعر المحبة والوفاء، التي تجمعنا على الدوام، والتي لا تزيدها الأيام إلا قوة ورسوخا.
وهي مناسبة أيضا للوقوف على أحوال الأمة : ما حققناه من مكاسب، وما ينتظرنا من مشاريع وتحديات، والتوجه نحو المستقبل، بكل ثقة وتفاؤل.
لقد عملنا، منذ اعتلائنا العرش، على بناء مغرب متقدم، موحد ومتضامن، من خلال النهوض بالتنمية الاقتصادية والبشرية الشاملة، مع الحرص على تعزيز مكانته ضمن نادي الدول الصاعدة.
فما حققته بلادنا لم يكن وليد الصدفة، وإنما هو نتيجة رؤية بعيدة المدى، وصواب الاختيارات التنموية الكبرى، والأمن والاستقرار السياسي والمؤسسي، الذي ينعم به المغرب.
واستنادا على هذا الأساس المتين، حرصنا على تعزيز مقومات الصعود الاقتصادي والاجتماعي، طبقا للنموذج التنموي الجديد، وبناء اقتصاد تنافسي، أكثر تنوعا وانفتاحا؛ وذلك في إطار ماكرو – اقتصادي سليم ومستقر.
ورغم توالي سنوات الجفاف، وتفاقم الأزمات الدولية، حافظ الاقتصاد الوطني على نسبة نمو هامة ومنتظمة، خلال السنوات الأخيرة.
كما يشهد المغرب نهضة صناعية غير مسبوقة، حيث ارتفعت الصادرات الصناعية، منذ 2014 إلى الآن، بأكثر من الضعف، لاسيما تلك المرتبطة بالمهن العالمية للمغرب.
وبفضل التوجهات الاستراتيجية، التي اعتمدها المغرب، تعد اليوم، قطاعات السيارات والطيران والطاقات المتجددة، والصناعات الغذائية والسياحة، رافعة أساسية لاقتصادنا الصاعد، سواء من حيث الاستثمارات، أو خلق فرص الشغل.
ويتميز المغرب الصاعد بتعدد وتنوع شركائه، باعتباره أرضا للاستثمار، وشريكا مسؤولا وموثوقا، حيث يرتبط الاقتصاد الوطني، بما يناهز ثلاثة ملايير مستهلك عبر العالم، بفضل اتفاقيات التبادل الحر.
كما يتوفر المغرب اليوم، على بنيات تحتية حديثة ومتينة، وبمواصفات عالمية.
وتعزيزا لهذه البنيات، أطلقنا مؤخرا، أشغال تمديد خط القطار فائق السرعة، الرابط بين القنيطرة ومراكش، وكذا مجموعة من المشاريع الضخمة، في مجال الأمن المائي والغذائي، والسيادة الطاقية لبلادنا.
شعبي العزيز،
تعرف جيدا أنني لن أكون راضيا، مهما بلغ مستوى التنمية الاقتصادية والبنيات التحتية، إذا لم تساهم، بشكل ملموس، في تحسين ظروف عيش المواطنين، من كل الفئات الاجتماعية، وفي جميع المناطق والجهات. لذا، ما فتئنا نولي أهمية خاصة للنهوض بالتنمية البشرية، وتعميم الحماية الاجتماعية، وتقديم الدعم المباشر للأسر التي تستحقه.
وقد أبانت نتائج الإحصاء العام للسكان 2024، عن مجموعة من التحولات الديمغرافية والاجتماعية والمجالية، التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار، في إعداد وتنفيذ السياسات العمومية.
وعلى سبيل المثال، فقد تم تسجيل تراجع كبير في مستوى الفقر متعدد الأبعاد، على الصعيد الوطني، من 11,9 في المائة سنة 2014، إلى 6,8 سنة 2024.
كما تجاوز المغرب، هذه السنة، عتبة مؤشر التنمية البشرية، الذي يضعه في فئة الدول ذات 'التنمية البشرية العالية'.
غير أنه مع الأسف، ما تزال هناك بعض المناطق، لاسيما بالعالم القروي، تعاني من مظاهر الفقر والهشاشة، بسبب النقص في البنيات التحتية والمرافق الأساسية.
وهو ما لا يتماشى مع تصورنا لمغرب اليوم، ولا مع جهودنا في سبيل تعزيز التنمية الاجتماعية، وتحقيق العدالة المجالية.
فلا مكان اليوم ولا غدا، لمغرب يسير بسرعتين.
شعبي العزيز،​
لقد حان الوقت لإحداث نقلة حقيقية، في التأهيل الشامل للمجالات الترابية، وتدارك الفوارق الاجتماعية والمجالية.
لذلك ندعو إلى الانتقال من المقاربات التقليدية للتنمية الاجتماعية، إلى مقاربة للتنمية المجالية المندمجة.
هدفنا أن تشمل ثمار التقدم والتنمية كل المواطنين، في جميع المناطق والجهات، دون تمييز أو إقصاء.
ولهذه الغاية، وجهنا الحكومة لاعتماد جيل جديد من برامج التنمية الترابية، يرتكز على تثمين الخصوصيات المحلية، وتكريس الجهوية المتقدمة، ومبدأ التكامل والتضامن بين المجالات الترابية.
وينبغي أن تقوم هذه البرامج، على توحيد جهود مختلف الفاعلين، حول أولويات واضحة، ومشاريع ذات تأثير ملموس، تهم على وجه الخصوص :​
– أولا : دعم التشغيل، عبر تثمين المؤهلات الاقتصادية الجهوية، وتوفير مناخ ملائم للمبادرة والاستثمار المحلي؛
– ثانيا : تقوية الخدمات الاجتماعية الأساسية، خاصة في مجالي التربية والتعليم، والرعاية الصحية، بما يصون كرامة المواطن، ويكرس العدالة المجالية؛
– ثالثا: اعتماد تدبیر استباقي ومستدام للموارد المائية، في ظل تزايد حدة الإجهاد المائي وتغير المناخ؛
– رابعا : إطلاق مشاريع التأهيل الترابي المندمج، في انسجام مع المشاريع الوطنية الكبرى، التي تعرفها البلاد.
شعبي العزيز،​
ونحن على بعد سنة تقريبا، من إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة، في موعدها الدستوري والقانوني العادي، نؤكد على ضرورة توفير المنظومة العامة، المؤطرة لانتخابات مجلس النواب، وأن تكون معتمدة ومعروفة قبل نهاية السنة الحالية.
وفي هذا الإطار، أعطينا توجيهاتنا السامية لوزير الداخلية، من أجل الإعداد الجيد، للانتخابات التشريعية المقبلة، وفتح باب المشاورات السياسية مع مختلف الفاعلين.​
شعبي العزيز،​
بموازاة مع حرصنا على ترسیخ مكانة المغرب كبلد صاعد، نؤكد التزامنا بالانفتاح على محيطنا الجهوي، وخاصة جوارنا المباشر، في علاقتنا بالشعب الجزائري الشقيق.​
وبصفتي ملك المغرب، فإن موقفي واضح وثابت؛ وهو أن الشعب الجزائري شعب شقيق، تجمعه بالشعب المغربي علاقات إنسانية وتاريخية عريقة، وتربطهما أواصر اللغة والدين، والجغرافيا والمصير المشترك.
لذلك، حرصت دوما على مد اليد لأشقائنا في الجزائر، وعبرت عن استعداد المغرب لحوار صريح ومسؤول؛ حوار أخوي وصادق، حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين.​
وإن التزامنا الراسخ باليد الممدودة لأشقائنا في الجزائر، نابع من إيماننا بوحدة شعوبنا، وقدرتنا سويا، على تجاوز هذا الوضع المؤسف.
كما نؤكد تمسكنا بالاتحاد المغاربي، واثقين بأنه لن يكون بدون انخراط المغرب والجزائر، مع باقي الدول الشقيقة.
ومن جهة أخرى، فإننا نعتز بالدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي، كحل وحيد للنزاع حول الصحراء المغربية.
وفي هذا الإطار، نتقدم بعبارات الشكر والتقدير للمملكة المتحدة الصديقة، وجمهورية البرتغال، على موقفهما البناء، الذي يساند مبادرة الحكم الذاتي، في إطار سيادة المغرب على صحرائه، ويعزز مواقف العديد من الدول عبر العالم.
وبقدر اعتزازنا بهذه المواقف، التي تناصر الحق والشرعية، بقدر ما نؤكد حرصنا على إيجاد حل توافقي، لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف.
شعبي العزيز،
نغتنم مناسبة تخليد عيد العرش المجيد، لنوجه تحية إشادة وتقدير، لكل مكونات قواتنا المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والإدارة الترابية، والأمن الوطني، والقوات المساعدة والوقاية المدنية، على تفانيهم وتجندهم الدائم، تحت قيادتنا، للدفاع عن وحدة الوطن وأمنه واستقراره.​
كما نستحضر بكل خشوع، الأرواح الطاهرة لشهداء المغرب الأبرار، وفي مقدمتهم جدنا ووالدنا المنعمان، جلالة الملكين محمد الخامس والحسن الثاني، أكرم الله مثواهما. ​
ومسك الختام، قوله تعالى: 'فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف'. صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته '.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الإمارات.. التنمية قاطرة العلاقات الخارجية
الإمارات.. التنمية قاطرة العلاقات الخارجية

الاتحاد

timeمنذ 29 دقائق

  • الاتحاد

الإمارات.. التنمية قاطرة العلاقات الخارجية

الإمارات.. التنمية قاطرة العلاقات الخارجية قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بزيارات إلى تركيا وبعض دول منطقة البلقان، واختتمها بجمهورية المجر. ماذا تعني هذه الزيارات لدولة الإمارات خاصة، وبالنسبة لمنطقة «البلقان» بشكل عام؟ تعني التطلع للمستقبل، والاستمرار في تعزيز مسارات التنمية عبر العلاقات المتميزة والتعاون المثمر بين الدول من أجل مصلحة الشعوب وازدهارها. ودأبت الإمارات منذ تأسيسها على فتح آفاق التعاون في محيطها الإقليمي وفي آسيا الوسطى والبلقان، وأيضاً على الصعيد العالمي، من أجل تعزيز فرص النمو والاستثمار، وفق منطق المنافع المتبادلة والمصالح المشتركة. أعود للفترة الزمنية التي تعود إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي، وقد حضرت مؤتمراً عن النفط في أذربيجان بمركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية بالعاصمة أبوظبي، وقد كتبت في حينها مجموعة مقالات عن محاور هذا المؤتمر المهم في توقيته وموضوعه. في ذلك التوقيت كان العالم عينه على نفط أذربيجان على أساس جعله بديلاً لنفط الخليج، وليس شريكاً له، نظراً لقربه من أوروبا، وإمكانية إمداد أنابيبه بسهولة، ولكن حالت ظروف الحرب بين أذربيجان وأرمينيا على ناغورنو وكرباخ من دون تحقيق هذا الهدف الأوروبي الذي يحمل في طياته الكثير من التحديات الجيوسياسية والمواقف المتضاربة في الحرب الدائرة آنذاك بين الدولتين الجارتين؟! اليوم لقد استطاعت الإمارات برؤيتها المتوازنة والحيادية الجلوس مع رئيس البلدين لترسيخ مبدأ السلام بينهما والشراكة في مجالات المصالح المشتركة، وهو دور نجحت الإمارات في تفعيله عبر رصيدها الثري من العلاقات المتوازنة والرشيدة مع دول العالم. دور يعكس رسالتها الإنسانية التي تنتصر للحوار والتسامح والأخوة الإنسانية. والإمارات في جوهر سياستها الخارجية تمد يدها بالسلام من خلال الاقتصاد والتنمية المستدامة في المجالات كافة. ولدى الإمارات رؤية استراتيجية طويلة المدى قاطرتها الاقتصاد والتنمية البشرية المستدامة، وهي التي تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار حتى تتمكن من التحرك نحو فضاء أوسع في عالم متغيراته في سباق مع ثوابته. وتتبنى الإمارات استراتيجية واضحة تعتمد على قطاعات جديدة كالصناعات المتقدمة، والطاقة المتجددة، والخدمات المالية، وتكنولوجيا المعلومات مع التركيز على الاستدامة والابتكار، من أجل ترسيخ المكانة الرائدة عالمياً للدولة في مجال التنوع الاقتصادي والتقدم التكنولوجي. قطار التجارة والاقتصاد لا شيء يعطل سكته الحديدية غير الصراعات السياسية التي لا تبحث إلا عن النفوذ بحكم القوة البعيدة عن الحكمة. هكذا سطر حكماء الغرب في القرن السابع عشر، وعلى رأسهم جان جاك روسو الذي أضاء سويسرا بفكره النير حين قال: «بالتجارة الحرة يستفيد الجميع، نحن- الأوروبيين- نؤمن باستعباد الآخرين، وإخضاعهم بالسلاح لنزع خيراتهم أنا متأكد لو أننا اكتفينا بالتجارة مع الجميع ستتوازن كفة هذا العالم». اليوم صوتُ الاقتصاد في الإمارات يصل صداه إلى كل أنحاء العالم، وهو ما أقره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «في تصويت دولي على الثقة في اقتصاد دولة الإمارات.. ووفقاً للتقرير الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الاونكتاد) بلغت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر للدولة في آخر عام 167 مليار درهم بنمو 48% عن العام الذي سبقه واستحوذت دولة الإمارات على 37% من إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي على مستوى المنطقة.. كما جاءت الإمارات في المرتبة الثانية عالمياً في عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة بعد الولايات المتحدة. هدفنا الجديد هو جذب تدفقات استثمار أجنبية مباشرة تبلغ 1.3 تريليون درهم، خلال الستة أعوام القادمة بإذن الله. لدينا أجندة تنموية واضحة رسمها محمد بن زايد.. ولدينا فريق عمل واحد ملتزم بتعليماته.. ولدينا شعب ملتف حول قيادته.. هذا هو سر نجاحنا. ورسالتنا من الإمارات: التنمية هي مفتاح الاستقرار.. والاقتصاد هو أهم سياسة». *كاتب إماراتي

أزمة "حزب الله".. بين ضغوط تسليم السلاح والمعاناة المالية
أزمة "حزب الله".. بين ضغوط تسليم السلاح والمعاناة المالية

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 6 ساعات

  • سكاي نيوز عربية

أزمة "حزب الله".. بين ضغوط تسليم السلاح والمعاناة المالية

وبينما يكثّف الجيش الإسرائيلي ضرباته للبنية التحتية العسكرية للحزب في البقاع والجنوب، تتصاعد أيضا المؤشرات عن أزمة مالية خانقة تضرب أوصاله من الداخل، لتزيد من حرج موقفه السياسي والعسكري. مشهد داخلي محتقن: خطاب جريء من الرئاسة في خطاب لافت بمناسبة عيد الجيش، وضع الرئيس اللبناني جوزيف عون الأمور في نصاب مختلف. ودعا عون إلى "تسليم السلاح اليوم قبل غد"، مؤكدا حتمية سيادة الدولة اللبنانية، ورافعا سقف الطموحات بتنفيذ الورقة الأميركية عبر عرضها على مجلس الوزراء خلال أسبوع. وأكد أن السلاح يجب أن يكون حصرا بيد الجيش والقوى الأمنية لاستعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان. ووجه الرئيس عون رسائل مباشرة لحزب الله ، طالبا من "القوى الوطنية" المراهنة على الدولة لا على "المقاومة"، مؤكدا أن المرحلة "مصرية ولا تحتمل استفزازات"، وسط دعوات لإنهاء ما وصفها بـ"الحروب العبثية". حزب الله يتمسك بالسلاح.. لكن بأي ثمن؟ في مقابل دعوات الرئاسة، جاء رد حزب الله عبر أمينه العام نعيم قاسم الذي أعاد التأكيد على تمسك الحزب بسلاحه "لأنه يحمي لبنان ويعزز قوة الدولة". واعتبر الكاتب والمحلل السياسي بشارة شربل خلال حديثه إلى برنامج "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية" هذا الخطاب نوعا من المراوغة، مشيرا إلى أن الرئيس استعاد في كلمته "لياقته الرئاسية" بعد فترة تردد خيّبت الكثيرين. ويرى شربل أن خطاب عون خرج من الرماديات، ووضع الحزب أمام "مسؤولياته التاريخية" إما بتسليم السلاح ضمن آلية توافقية، أو بالمضي في انتحار سياسي ووطني. والأهم، وفق شربل، أن الرئيس اللبناني ترك لحزب الله "ثغرة سياسية" عبر تعديلات لبنانية على الورقة الأميركية تُعرض على الحكومة، وتشمل آلية "تزامنية" تبدأ بوقف الاعتداءات الإسرائيلية مقابل خطوات تدريجية لتسليم السلاح. تصدع داخلي وأزمة مالية غير مسبوقة إلى جانب الضغوط السياسية والعسكرية، تكشف تقارير عدة من بينها تقرير لصحيفة "إسرائيل هيوم" أن حزب الله يمرّ بأزمة مالية غير مسبوقة، فهناك تأخر في دفع رواتب عناصره، وعائلات القتلى لم تعد تتلقى الامتيازات المعتادة مثل العلاج والتعليم والمساعدات الاجتماعية. كما أن "القرض الحسن"، الذراع المالية الأبرز للحزب، تلقى ضربات موجعة بعد عقوبات أميركية واسعة، فضلا عن الهجمات الإسرائيلية التي طالت مراكز مالية ولوجستية في الضاحية الجنوبية. ووفق التقارير، يعاني الحزب من صعوبات في دفع مستحقات مقاولين لترميم مبانٍ مدمرة بفعل الغارات، ما يفاقم الضغوط عليه. ويؤكد شربل في هذا السياق أن "حزب الله في لحظة ضعف استراتيجي"، معتبرا أن تمسكه بالسلاح في هذا التوقيت "لا يمكن تفسيره إلا بكونه قرارا إيرانيا"، ومرتبطا برغبة طهران في إبقاء ورقة لبنان على طاولة التفاوض مع واشنطن. الرئاسة اللبنانية تسعى إلى تمرير "فتوى توافقية" تتجنب انفجار الحكومة وتستبقي حزب الله داخل المعادلة التنفيذية، عبر صيغة تسمح له "بالتريث" دون التخلي الكامل عن سلاحه فورا. لكن شربل يشدد على أن هذا الخيار، وإن كان يُجنب الانهيار الآني، قد لا يُرضي الراعي الأميركي ولا الدول العربية المساندة لسيادة لبنان. وفي المقابل، ترفض إسرائيل أي انسحاب من التلال المحتلة أو إعادة إعمار القرى الجنوبية دون حسم ملف سلاح الحزب. ويترجم التصعيد الإسرائيلي عبر غارات مركزة على مواقع استراتيجية، في رسالة واضحة للحكومة اللبنانية بأنها مسؤولة عن بقاء "الدويلة المسلحة" داخل الدولة. لبنان يقف اليوم أمام مفترق حاسم: إما أن تنجح المبادرة الرئاسية في تدشين طريق نحو حصرية السلاح وإنقاذ الحكومة، أو ينزلق البلد إلى فوضى قد تكون غير قابلة للضبط. ويحذر شربل من "خسارة الفرصة السانحة"، مشيرا إلى أن الاستمرار في الرضوخ للفيتو الذي يفرضه الحزب يعمّق الاحتلال في الجنوب ويعيق إعادة الإعمار ويمنع تدفق الاستثمارات. الأزمة المالية التي يعاني منها الحزب باتت حديث الأوساط السياسية وحتى الشيعية، فبينما لا تزال قاعدة جماهيرية كبيرة تؤيده، تبرز أصوات شيعية تنتقد مسار الانتحار السياسي الذي يقوده، لا سيما بعد المغامرة "المشؤومة" في حرب الإسناد، والتغيرات الإقليمية الجارية في سوريا والمنطقة. وشدد شربل خلال حديثه على أن لبنان لا يمكنه الاستمرار "رهينة لفئة ضمن طائفة"، وأن المجتمع الدولي والعربي، ومعظم اللبنانيين، يريدون دولة لا دويلة، وسلاحا شرعيا لا موازٍ. وتابع قائلا: "على الرئيس اللبناني أن يكمل مبادرته، حتى لو بقي حزب الله متمسكا بالسلاح، لأن السردية القديمة لم تعد تقنع أحدا". المرحلة المقبلة ستكون اختبارا لقدرة لبنان على الخروج من نفق السلاح والانقسام، فإما أن تفتح بوابة الدولة، أو أن يظل البلد غارقا في أزماته ومحروما من أبسط مقومات السيادة والازدهار.

حمدان بن محمد يشهد العروض التخصصية لبرنامج الخدمة الوطنية للعام 2024/2025
حمدان بن محمد يشهد العروض التخصصية لبرنامج الخدمة الوطنية للعام 2024/2025

الاتحاد

timeمنذ 11 ساعات

  • الاتحاد

حمدان بن محمد يشهد العروض التخصصية لبرنامج الخدمة الوطنية للعام 2024/2025

شهد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، اليوم الخميس، عروضاً تخصصية قدمها مجندو الدفعة الثانية والعشرين من منتسبي الخدمة الوطنية ضمن فعاليات البرنامج للعام 2024-2025، وذلك في مركز تدريب سيح حفير، بحضور اللواء الركن الشيخ أحمد بن طحنون آل نهيان، نائب رئيس أركان القوات المسلحة، وعدد من كبار ضباط وزارة الدفاع، إضافة إلى أُسر المجندين. وأشاد سموّه بالمستوى الرفيع من الانضباط والجاهزية التي أظهرها المجندون، منوهاً بالمهارات العسكرية والمعرفية التي اكتسبوها مؤهلةً إياهم لتحمّل مسؤولية الدفاع عن الوطن بكل انتماء وفخر وإخلاص، فيما أثنى سموّه على جهود القائمين على برنامج الخدمة الوطنية في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة وتوجيهاتها الدائمة بتوفير أعلى مستويات التدريب والتأهيل للكوادر الملتحِقة بالبرنامج. وقال سموّ ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع «إن ما نشهده اليوم من أداء احترافي وتكامل في الجاهزية البدنية والمعرفية والتكتيكية لمنتسبي الخدمة الوطنية هو ثمرة الدعم المستمر والتوجيهات السديدة من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، إذ يأتي هذا الأداء، الذي نعتز به ونقدّره، كتجسيدٍ حقيقي لرؤية دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة بشأن توفير كافة المعطيات اللازمة لبناء الإنسان القادر على حماية مكتسبات الوطن وصون سلامته وضمان مقومات ازدهاره». وأضاف سموّه أن «إعداد العنصر الوطني وضمان جاهزيته الميدانية والمعرفية، يتطلب استثماراً استراتيجياً في التدريب المتخصص الذي يجمع بين المعارف والعلوم العسكرية المتقدمة، والجاهزية البدنية العالية، والمهارات التكتيكية الدقيقة.. وهذا ما لمسناه في العروض التي عكست مستوياتٍ مُشرّفةً من الاحترافية والكفاءة وبيّنت المدى المتقدم لما اكتسبه منتسبو الخدمة الوطنية من قدرات تؤهلهم لأداء المهام الدفاعية بكل اقتدار». وافتُتحت العروض بعزف السلام الوطني، تبعها استعراض ميداني تضمّن تنفيذ تمارين قتالية وتكتيكية متقدمة، بالإضافة إلى عروض للمشاة والتنسيق الجماعي ومهارات الميدان، والتي عكست الاحترافية العالية في أداء المهام. وقد خضع المجندون لتدريبات شاملة خلال فترة برنامج الخدمة الوطنية شملت الجوانب النظرية والعملية، بالإضافة إلى اللياقة البدنية والفنون القتالية والانضباط، لضمان تكامل كافة العناصر التي تكفل إعداد الكوادر القادرة على تقديم أعلى مستويات الأداء الميداني والكفاءة التامة في تنفيذ المهام.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store