
مواجهة أمريكية روسية على حافة إعادة رسم خريطة العالم
رمزية المكان وأبعاد التوقيت
يشير السيد إلى أن اختيار قاعدة جوية تعود إلى حقبة الحرب الباردة كمسرح لهذا اللقاء، ليس صدفة، بل يحمل دلالات واضحة على عودة أجواء المنافسة الاستراتيجية بين واشنطن وموسكو. ومع ذلك، فإن هذه القمة تمثل أيضًا فرصة نادرة للحوار المباشر بعد فترة جمود وعزلة دبلوماسية منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
ترامب… صانع الصفقات أم رهين التعقيدات؟
استراتيجيًا، يسعى ترامب إلى الظهور بمظهر "صانع الصفقات" القادر على حل الملفات المعقدة، وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا. ورغم وعوده السابقة بإنهاء الصراع في غضون 24 ساعة، إلا أن اعترافه مؤخرًا بصعوبة الوضع يعكس إدراكه لتعقيدات الملف الأوكراني وتشابك مصالح الأطراف المتصارعة.
بوتين وعرض اللحظة الأخيرة
من الجانب الروسي، يدخل بوتين القمة وهو يحمل عرضًا أخيرًا لاتفاق نووي محتمل، خطوة قد تعيد صياغة معادلة الردع بين القوتين. ومع ذلك، يرى السيد أن هذا العرض ليس مجرد مبادرة سلام، بل ورقة ضغط قوية تهدف إلى انتزاع تنازلات أمريكية في الملف الأوكراني.
قلق أوروبي وأوكراني مشروع
ويحذر السيد من أن غياب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن هذه القمة يزيد من مخاوف كييف والعواصم الأوروبية. فهناك خشية من أن يفضي اللقاء إلى تسوية سريعة قد تُفسر على أنها تخلي واشنطن عن التزاماتها تجاه أوكرانيا، أو على الأقل تقليص حجم هذا الدعم.
يرى اللواء نبيل السيد، أن قمة ألاسكا ليست مجرد اجتماع ثنائي، بل مباراة شطرنج سياسية كبرى قد تعيد ترتيب التحالفات وتحدد مسار النظام الدولي في السنوات المقبلة. والأنظار تتجه نحو ترامب ليرى العالم إن كان سيسلك طريق الضغط المستمر على موسكو، أم يفتح الباب أمام صفقة كبرى تنهي صراعًا استنزف الجميع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المنار
منذ 14 دقائق
- المنار
القادة الأوروبيون يرافقون زيلينسكي إلى البيت الأبيض لمناقشة الحرب في أوكرانيا
تجمع القادة الأوروبيون يوم الأحد حول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي سيرافقونه يوم الإثنين إلى البيت الأبيض، وذلك بعد القمة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، والتي لم تسفر عن أي إعلان رسمي بشأن الحرب في أوكرانيا. وأعلن حلفاء كييف الأوروبيون عن قرارهم مرافقة زيلينسكي إلى واشنطن قبل ساعات من مؤتمر عبر الفيديو عقده 'تحالف الراغبين'، المؤلف من داعمي أوكرانيا، لبحث مسألة الضمانات الأمنية لكييف والخطوط العريضة لاتفاق سلام محتمل للحرب في البلاد. وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، والأمين العام لحلف الأطلسي مارك روته أنهم سيكونون حاضرين في واشنطن الإثنين. وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في بروكسل، قبيل انطلاق مؤتمر حلفاء كييف، قال زيلينسكي: 'لا أعرف بالتحديد ما دار بين بوتين والرئيس ترامب'، مضيفًا أن 'ما يقوله لنا الرئيس ترامب بشأن الضمانات الأمنية يفوق أفكار بوتين'. ورحبت فون دير لايين بعزم الرئيس ترامب على توفير ضمانات أمنية مشابهة للمادة الخامسة من معاهدة الناتو لأوكرانيا، مشددة على وجوب تمكّن هذا البلد من الحفاظ على وحدة أراضيه. واقترح ترامب لدى عودته من ألاسكا تقديم ضمانة أمنية لكييف شبيهة بتلك التي ينص عليها البند الخامس من معاهدة الحلف الأطلسي بشأن 'الدفاع المشترك'، من دون أن يشمل ذلك انضمام أوكرانيا إلى الناتو، وهو ما تعتبره موسكو تهديدًا وجوديًا عند حدودها. وينظم قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا هذا الاجتماع ضمن 'تحالف الراغبين'، الذي يضم معظم الدول الأوروبية الكبرى والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، بالإضافة إلى دول غير أوروبية مثل كندا. ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي بعد قمة أنكوريج التي لم تفضِ إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، ولا إلى فرض عقوبات جديدة على موسكو، بل أتاحت لبوتين العودة إلى الساحة الدولية بعد أن عُزل منها عقب بدء الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022. وكان زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون يدعون إلى وقف إطلاق النار يسبق تسوية النزاع، لكن ترامب أوضح بعد محادثاته مع بوتين أن جهوده باتت تركز على بلورة اتفاق سلام لم تُحدد معالمه بعد، إلا أنه يعتزم كشف التفاصيل يوم الإثنين عند استقباله القادة الأوروبيين. وأوضحت ميلوني أن الأمر يتطلب تحديد 'بند أمن جماعي يسمح لأوكرانيا بالحصول على دعم جميع شركائها، بمن فيهم الولايات المتحدة، ليكونوا مستعدين للتحرك إذا تعرضت للهجوم مجددًا'. ويؤيد ترامب اقتراحًا روسيًا يقضي بتعزيز وجودها في شرق أوكرانيا، وفق ما علمت وكالة فرانس برس من مسؤول مطلع على المحادثات الهاتفية التي جرت يوم السبت بين ترامب وقادة أوروبيين، كما يشمل تجميد الجبهة في منطقتي خيرسون وزابوريجيا في الجنوب. ونشر ترامب يوم الأحد على منصته 'تروث سوشال' تغريدة قال فيها: 'تقدم كبير حول روسيا. ترقبوا الأخبار!' دون تفاصيل إضافية. وبعد أشهر من بدء الحرب في أوكرانيا، أعلنت روسيا في سبتمبر 2022 ضم هذه المناطق الأربع الأوكرانية، رغم أن قواتها لا تسيطر عليها بالكامل حتى الآن. لكن زيلينسكي يرفض التنازل عن أي أراض، مؤكدًا أن يديه مكبلتان بالدستور الأوكراني. غير أن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف أكد الأحد أن روسيا قدمت 'بعض التنازلات بشأن المناطق الخمس'، في إشارة إلى المناطق الأربع إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014. وأبدى ويتكوف أمله في أن يكون الاجتماع مع الأوروبيين 'مثمرًا'، مؤكداً: 'أنا متفائل بأننا سنعقد اجتماعًا مثمرًا يوم الإثنين، سنتوصل إلى توافق فعلي، سنتمكن من العودة إلى الروس والدفع قدمًا باتفاق السلام هذا وإنجازه'. من جانبه، حذر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من 'تداعيات' تشمل إمكانية فرض عقوبات جديدة على روسيا في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام. ولمح الرئيس الأميركي إلى إمكانية عقد قمة ثلاثية مع بوتين وزيلينسكي إذا 'سارت الأمور على ما يرام' خلال استقباله الرئيس الأوكراني، بعد لقاء سابق في وقت سابق هذا العام شهد مشهدًا عاصفًا بين ترامب ونائبه جاي دي فانس وزيلينسكي أمام كاميرات التلفزيون، وأثار صدمة لدى الحلفاء الأوروبيين. وقالت فون دير لايين الأحد إن مثل هذه القمة يجب أن تُعقد 'في أسرع وقت ممكن'، لكن زيلينسكي أبدى تشاؤمًا مؤكّدًا: 'في هذه المرحلة، لا يتوافر أي مؤشر من جانب روسيا على أن القمة الثلاثية ستُعقد'. وبعد ثلاث سنوات ونصف من النزاع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، تسيطر القوات الروسية على نحو 20% من أراضي أوكرانيا، بما في ذلك منطقة لوغانسك بصورة شبه تامة، وقسم كبير من منطقة دونيتسك، حيث تسارعت تقدماتها مؤخرًا. أما منطقتا زابوريجيا وخيرسون، فلا تزال كييف تسيطر على مدنهما الرئيسية. ميدانيًا، تواصلت الهجمات بين الجانبين، حيث شنت كل من كييف وموسكو ليل السبت – الأحد هجمات بطائرات مسيرة أوقعت عددًا من القتلى. المصدر: أ.ف.ب.


بيروت نيوز
منذ 14 دقائق
- بيروت نيوز
بوتين بين ذهب ماغادان وأشباح ألاسكا.. رسائل تاريخية من أقصى الشرق الروسي!
قد يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد فكّر خارج الصندوق حين قرر زيارة مدينة ماغادان في أقصى الشرق الروسي، المعروفة بثرائها بالذهب والفضة، في رحلةٍ بدت وكأنها محاولة لتجاوز إرث بيع ألاسكا للولايات المتحدة وقصة تفكك الاتحاد السوفيتي. فبعد نحو 14 عامًا، اختار بوتين للمرة الأولى أن يزور المدينة التي تختزن معادن نفيسة في باطنها، حيث أظهرت مقاطع مصورة موكبه وهو يتوقف عند عدد من مواقعها، في وقتٍ اعتُبر فيه ذلك تذكيرًا رمزيًا بموقع القمة التاريخية التي جمعته مؤخرًا بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في ألاسكا. من ستالين إلى القيصر المنطقة التي عُرفت قديمًا باسم كوليما، كانت موطنًا لشعوب الإيفينز قبل أن يصل الروس في القرن السابع عشر بحثًا عن الفراء والذهب. ومع بدايات القرن التاسع عشر اكتُشف الذهب والبلاتين، لتصبح المنطقة لاحقًا، في عهد ستالين، إحدى ركائز التصنيع السوفيتي السريع. أما ألاسكا، فقد بيعت عام 1867 إلى الولايات المتحدة مقابل 7.2 مليون دولار (نحو 133 مليون دولار حاليًا). قرار البيع جاء بدعوى صعوبة الحياة في المنطقة، والخوف من فقدانها في حال نشوب حرب مع بريطانيا، قبل أن يُكتشف لاحقًا أنها تعج بالذهب والنفط. دبلوماسية الرموز في ماغادان، وضع بوتين إكليلًا من الزهور عند نصب 'أبطال طريق ألاسيبا الجوي'، تخليدًا للتعاون الأميركي–السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية، في خطوة فسّرها مراقبون على أنها إشارة إلى استعداد روسيا لإعادة فتح صفحة جديدة مع واشنطن رغم جراح التاريخ. اختيار ترامب لاحقًا لموقع القمة في ألاسكا لم يكن مصادفة، بل رسالة مشبعة بذكريات الحرب الباردة، خصوصًا وأن القاعدة الجوية التي استضافت اللقاء لعبت دورًا محوريًا ضد اليابان ثم في مراقبة الاتحاد السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية. السياسة تحت تأثير العائلة العلاقة بين ترامب وبوتين لم تخلُ من بعد شخصي، إذ أقرّ ترامب بأن زوجته ميلانيا لعبت دورًا في إعادة تشكيل نظرته تجاه الرئيس الروسي. تصريحاتها السابقة بأنها تقدّم له النصائح، 'أحيانًا يستمع وأحيانًا لا'، أضافت بُعدًا غير متوقع للمفاوضات الكبرى بين البلدين. إشارات الملابس ورسائل التاريخ وفي خضم كل ذلك، أثارت صورة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بقميص يحمل شعار 'CCCP' (الاتحاد السوفيتي) ضجة في الإعلام الغربي، واعتُبرت لفتة استفزازية تجاه أوكرانيا. وهو ما يؤكد أن الرموز، سواء في القمصان أو في اختيار المدن، ما زالت أداة رسائل سياسية بامتياز. بهذه الخلفية، جاءت زيارة بوتين لماغادان وكأنها استدعاء لذاكرة الذهب والخرائط الممزقة، ورسالة بأن روسيا، رغم خسائر الماضي، لا تزال تطمح لتثبيت مكانتها كقوة عظمى على المسرح الدولي.


ليبانون ديبايت
منذ 14 دقائق
- ليبانون ديبايت
بعد قمة ألاسكا.. ترامب: تقدم ملموس مع روسيا بشأن أوكرانيا
أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، بـ"تقدم كبير" أُحرز في ما يتعلق بروسيا، بعد لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين في قمة ألاسكا التي وُصفت بأنها عالية المخاطر وهدفت إلى إيجاد مخرج للحرب في أوكرانيا. وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال": "تقدم كبير بشأن روسيا. ترقّبوا!" من دون تقديم أي تفاصيل إضافية. وكانت القمة بين ترامب وبوتين قد امتدت ثلاث ساعات، الجمعة، حيث ناقش الزعيمان سبل إنهاء أكثر الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وعلى الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب، وصف الطرفان المحادثات بأنها "مثمرة". وبحسب تقارير صحافية، عرض بوتين خلال القمة التنازل عن بعض المطالب الإقليمية مقابل السيطرة على إقليم دونيتسك. وأعلن ترامب أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيزور البيت الأبيض، الإثنين، مضيفاً: "إذا سارت الأمور على ما يرام فسنحدد موعداً لعقد اجتماع مع الرئيس بوتين". من جانبه، كشف المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لشبكة CNN أن بوتين وافق للمرة الأولى على إدراج "بند دفاعي مشترك" لأوكرانيا في أي اتفاق سلام مستقبلي، شبيه بالمادة الخامسة في ميثاق الناتو، التي تعتبر أي اعتداء على أحد الأعضاء اعتداءً على الجميع. وأوضح ويتكوف أن هذا البند سيكون صيغة بديلة لانضمام أوكرانيا إلى الناتو، الذي تعتبره موسكو خطاً أحمر. وقال: "لقد توصلنا إلى اتفاق يسمح للولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى بتقديم صيغة شبيهة بالمادة الخامسة لضمان أمن أوكرانيا". واعتبر ويتكوف أن قبول موسكو بهذا المبدأ يشكّل "المرة الأولى التي نسمع فيها موافقة الروس" على إدراج ضمانة أمنية بهذا الحجم في اتفاق محتمل.