السعودية.. أيقونة السلام وصناعة المستقبل
تنطلق السياسة الخارجية للمملكة من ثوابت وطنية تستند إلى احترام القوانين الدولية، وعدم التدخل في شؤون الغير، والبحث عن الحلول السياسية التي تحفظ الأمن والاستقرار. وفي ضوء هذه المبادئ، لعبت المملكة دور الوسيط الفاعل في نزاعات دولية معقدة، بدءًا من الملف الأوكراني الروسي، مرورًا بجهود المصالحة في آسيا، وانتهاءً بإعادة بناء العلاقات مع إيران.
لم تكن العلاقة بين الرياض وواشنطن وليدة اللحظة، بل جذورها ضاربة منذ اللقاء التاريخي بين الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت. واليوم، ومع تجدد التحديات، تواصل هذه الشراكة نموّها، معززة بمصالح متبادلة في مجالات الطاقة، الأمن، التكنولوجيا، والاقتصاد الرقمي.
زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للرياض في بداية ولايته، وحضوره القمة الخليجية ورفع العقوبات عن دولة سوريا الشقيقة، وعقد اجتماع مع رئيس الدولة السورية في الرياض بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردغان عبر الهاتف، رسّخت مكانة السعودية كحليف استراتيجي لا غنى عنه، وكشريك في صياغة حلول عالمية للتحديات المشتركة، وكشفت عن تحوّل عميق في النهج السياسي العربي، تقوده السعودية بواقعية وحنكة، تهدف لتحقيق سلام شامل وتنمية مستدامة.
لم يكن حديث سمو ولي العهد عن "الشرق الأوسط الجديد" مجرد طموح إعلامي، بل مشروع سياسي واقتصادي متكامل، بدأ يتبلور من خلال التقارب العربي، وعودة سوريا إلى الصف العربي، وانطلاق مبادرات التنمية الإقليمية، وتحقيق التكامل في مشاريع البنية التحتية، والطاقة، والتقنية. أصبحت الرياض اليوم أكثر من مجرد عاصمة سياسية؛ إنها منصة عالمية تتشكل فيها القرارات، وتُبنى منها المبادرات، ويُطلق منها الأمل نحو شرق أوسط أكثر استقرارًا. الرياض ، بما تحمله من رمزية سياسية، واقتصادية، وثقافية، أصبحت ملتقى القادة، ووجهة الاستثمارات، ومصدر الحلول.
في خضم هذا التحول الجيوسياسي، لم تغفل المملكة جانب الابتكار التكنولوجي، فقد أعلنت عن تأسيس شركة "هيوماين – Humane"، لتكون ذراعًا تقنية متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، بإشراف مباشر من سمو ولي العهد. تسعى هذه الشركة لتقديم حلول مبتكرة تُعيد صياغة العلاقة بين الإنسان والتقنية، وتضع المملكة في موقع الريادة في الثورة الصناعية الرابعة. وتُعد "هيوماين" مؤشرًا على عزم المملكة الدخول بثقلها في سباق الاقتصاد الرقمي العالمي، عبر توطين التقنيات الحديثة، وتمكين الكفاءات الوطنية.
إن ما تحقق خلال أعوام قليلة، من إنجازات نوعية في مختلف الميادين، هو انعكاس لرؤية طموحة يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي جمع بين الحزم والطموح، وبين الواقعية والشجاعة في اتخاذ القرار. لقد وعد سموه بتحقيق نهضة شاملة، وها نحن نرى آثار تلك النهضة تتجلى في كل ميدان: في الدبلوماسية، في الاقتصاد، في التقنية، في الثقافة، وفي الوعي الوطني الجديد.
شكراً سمو الأمير على قيادتك الاستثنائية، وعلى أنك صنعت من الحلم واقعًا، ومن الطموح مشروعًا، ومن الرياض عاصمةً للمستقبل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 11 ساعات
- Independent عربية
"هيوماين" مستقبل السعودية المدفوع بالذكاء الاصطناعي
في الـ 13 من مايو (أيار) الجاري أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان شركة "هيوماين"، وهي شركة وطنية رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي ومدعومة من صندوق الاستثمارات العامة ومقرها الرئيس في الرياض، وتطمح "هيوماين" إلى أن تصبح واحدة من أفضل شركات الذكاء الاصطناعي في العالم بحلول عام 2030. ومع خطط استثمارية تتجاوز 100 مليار دولار أميركي ستطور الشركة نماذج أساس وبنية تحتية سيادية للذكاء الاصطناعي مع إقامة شراكات عالمية، مما يضع الرياض في موقع ريادي في الابتكار الأخلاقي والفعال في مجال الذكاء الاصطناعي. وعلى عكس الشركات التقليدية فقد جرى تصميم "هيوماين" لتكون منصة تعاونية تبني نماذج لغوية كبيرة باللغة العربية وتعزز السيادة الرقمية وتسهم في النظام البيئي العالمي للذكاء الاصطناعي، ويمثل إطلاقها محطة تحول كبيرة في رحلة السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي، ويعكس رؤية الأمير محمد بن سلمان للانتقال من دور المتبني إلى الريادة والابتكار في هذا المجال. وفي خضم السباق العالمي لتسخير الذكاء الاصطناعي فعادة ما تسلط الأضواء على الأسواق المتقدمة مثل الولايات المتحدة، ومع ذلك برزت السعودية خلال العامين الماضيين كقصة نجاح استثنائية، فوسط تحولات اجتماعية وثقافية واقتصادية شاملة رسخت السعودية مكانتها كمنافس جريء في تبني الذكاء الاصطناعي، وجذبت الاهتمام العالمي لتغيير الصورة النمطية حول الابتكار في الشرق الأوسط، ولا تكتفي السعودية بتجربة الذكاء الاصطناعي بل تدمجه في جوهر إستراتيجيتها للتحول الوطني، فقد خصص صندوق الاستثمارات العامة 40 مليار دولار أميركي لدعم الابتكار وتطوير بنية تحتية قوية للبيانات ورعاية الشركات الناشئة، وإضافة إلى ذلك يهدف هذا المشروع، بقيمة تتجاوز100 مليار دولار، إلى بناء منظومة متكاملة للذكاء الاصطناعي، من مراكز البيانات المتقدمة إلى برامج تدريب القوى العاملة، وتعكس هذه الاستثمارات طموح السعودية في تأسيس قدرات عالمية المستوى وترسيخ موقعها كقائد عالمي في التنمية المدفوعة بالتكنولوجيا. واستناداً إلى "رؤية 2030" الطموحة تسعى السعودية إلى بناء مستقبل يجمع بين الابتكار والطموح والهدف من خلال تنويع الاقتصاد بعيداً من الاعتماد على النفط، ويعد مشروع "نيوم" بمجتمعاته الذكية برؤية مستقبلية تدمج الذكاء الاصطناعي والروبوتات والتحليلات المتقدمة مثالاً رمزياً على هذا التوجه، كما أن إطلاق "علام" الذي جرى دمجه في "هيوماين"، النموذج اللغوي العربي الكبير المطور في بداياته من قبل الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، يعزز خدمات الذكاء الاصطناعي باللغة العربية ويدفع عجلة الابتكار في قطاعات متنوعة مثل التعليم والرعاية الصحية. وفي السعودية لا يقتصر دمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات العامة والصناعات على تحقيق الطموحات بل يتعداها لإحداث فرق حقيقي في حياة الناس، فحوالى 39 في المئة من الجهات الحكومية تستخدم الذكاء الاصطناعي أو تختبره، و81 في المئة من هذه الجهات أبلغت عن تحسن ملحوظ في تقديم الخدمات، من إدارة القوى العاملة إلى التخطيط العمراني والتعليم وأنظمة المرور، إذ يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل الحياة اليومية والحكم من خلال تحسين الأداء وتحقيق فوائد ملموسة للمواطنين. وهذا ليس بجديد، فخلال جائحة كورونا حرصت وزارة التعليم السعودية على استمرار التعليم من خلال أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لا تزال تعزز نتائج التعلم من خلال تجارب مخصصة للطلاب والمعلمين، مما يمهد لإعداد الجيل القادم لاقتصاد تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي مجال التنمية الحضرية تستخدم وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالطلب على السكن ومراقبة النمو العمراني وتحسين توزيع الموارد، ومن خلال تحليل البيانات السكانية واتجاهات الهجرة تضمن الوزارة تطوير مشاريع مدروسة ومدعومة بالبنية التحتية الأساس مثل المستشفيات والمدارس والنقل. وفي إدارة المرور أسهمت تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة مثل المسح الحراري والطائرات من دون طيار والأنظمة التكيفية في مراقبة وتحسين حركة المرور والحد من الازدحام وتحسين السلامة، بخاصة خلال موسم الحج، وأدت هذه التقنيات إلى تقليل أوقات الذروة في المدن الكبرى. أما في سوق العمل فإن منصات مثل "مساند" المدعومة من وزارة الموارد البشرية تضمن الامتثال لأنظمة العمل وتساعد في معالجة تحديات البطالة وعدم تطابق المهارات عبر تحليل الاتجاهات وتفعيل المشاركة الفاعلة في سوق العمل، كما تستخدم وزارة العدل تقنيات الذكاء الاصطناعي لأتمتة العمليات القانونية مما يخفف الأعباء الإدارية ويحسن وصول المواطنين إلى الخدمات العدلية. وما يميز النهج السعودي هو تكامله الكامل عبر جميع الجهات الحكومية، إذ تنبع هذه الاستخدامات من التزام السعودية بتحقيق هدفين أساسين ضمن "رؤية 2030"، بناء مجتمع حيوي وتحقيق اقتصاد مزدهر من خلال تنويع مصادر الدخل وتحسين جودة الحياة. وعلى رغم أن القطاع العام مهد الطريق لاعتماد الذكاء الاصطناعي فإن القطاع الخاص يحمل المفتاح الحقيقي لتحقيق إمكاناته الكاملة، ومع توقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بنمو كبير مدفوع بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 29 في المئة، فإن دور القطاع الخاص في تسريع هذا النمو لا يمكن تجاهله، ومع ذلك تظهر مستويات الجاهزية الحالية وجود فجوة بين الطموح والتنفيذ، وقد أظهر تقرير حديث أجرته "أي بي إم" أن 76 في المئة من الرؤساء التنفيذيين في السعودية يسرعون تبني الذكاء الاصطناعي، على رغم شعور بعض مؤسساتهم بعدم الراحة تجاه هذا التغيير السريع، وعلى رغم جهود كيانات مثل "سدايا" و "كاوست" في بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، لكن تقرير "مؤشر جاهزية الذكاء الاصطناعي 2024" من "سيسكو" يشير إلى أن نسب الجاهزية في القطاع الخاص لا تزال منخفضة. وتكمن الأخطار في التأخر عن تبني الذكاء الاصطناعي في انخفاض الكفاءة وتراجع الحصة السوقية وعدم القدرة على تلبية توقعات المستهلكين المتطلعين للتكنولوجيا، فالشركات التي تتباطأ في التكيف مع هذا التوجه العالمي ستكافح للبقاء تنافسية، ولا تقتصر الرهانات على الريادة السوقية بل تمتد لتشمل قيادة الابتكار الذي يخدم الشركات والمجتمع، إذ يمتلك القطاع الخاص القدرة على تعظيم أثر الذكاء الاصطناعي عبر دعم منظومات الشركات الناشئة وتسريع تطوير المنتجات ودمج حلول الذكاء الاصطناعي في العمليات التشغيلية. ويقف القطاع الخاص اليوم أمام مفترق طرق بين الفرصة والمسؤولية، والطريق واضح وهو التماهي مع المبادرات الوطنية واحتضان الابتكار والمشاركة النشطة في بناء منظومة الذكاء الاصطناعي في السعودية، ولا يكفي الطموح وحده بل يجب اتخاذ خطوات إستراتيجية ذات أثر ملموس، والتعاون مع الحكومة يمثل نقطة انطلاق مهمة إذ تتيح مبادرات مثل صندوق "بي أي أف" بقيمة 40 مليار دولار ومشروع "تجاوز" فرصاً للمشاركة في الابتكار، ويمكن للشركات الاستفادة من البنية التحتية والأدوات الحكومية والدخول في برامج التدريب لسد الفجوات، ولا سيما في معايير خصوصية البيانات العالمية. أما على صعيد التنفيذ فيجب على الشركات دمج الذكاء الاصطناعي بذكاء داخل عملياتها، من الصيانة التنبؤية في قطاع الطاقة إلى اكتشاف الاحتيال المالي وتحسين مسارات الشحن، وتقدم هذه الحلول نتائج قابلة للقياس تزيد الكفاءة وتقلل الكُلف، كما يجب تبني نهج مسؤول يوازن بين الابتكار والمساءلة، ويتطلب ذلك الالتزام بقانون حماية البيانات الشخصية السعودي وإطار تبني الذكاء الاصطناعي الذي يضمن الشفافية والعدالة والخصوصية، ومن خلال هذا التوازن يمكن للشركات بناء الثقة والمساهمة في نمو مستدام وشامل بما يتماشى مع أهداف "رؤية 2030".

سعورس
منذ 15 ساعات
- سعورس
مكتسبات الزيارة التاريخية للسعودية
أوضح الرئيس ترامب انبهاره بما رأه في السعودية خلال هذه الزيارة عن ما رأه في زيارته خلال الفترة الأولى لرئاسته الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2017. هذه المشاهدات والانطباعات المبنية على حقائق مثبتة على أرض الواقع، فالمملكة في ظل قيادتها الحكيمة تسير بوتيرة أسرع مما يتخيل البشر، لتحقيق مستهدفات بنيت على رؤية طموحة "رؤية المملكة 2030". من بين أكثر الانطباعات التي يجب أن تشعرنا بالفخر، هو رؤية الرئيس الأمريكي لمنجزات قائد الرؤية سمو ولي العهد – حفظه الله -. خلال زيارته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية في مايو 2025، أعرب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن إعجابه الكبير بسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مشيدًا بذكائه وحكمته، وقدرته في قيادة المرحلة. وفي حديث سمو ولي العهد خلال مؤتمر الإستثمار السعودي الأمريكي أكد سموه على عمق العلاقات السعودية الأمريكية ، ومدى الشراكة الاقتصادية التي فتحت افاقا عظيمة في تبادل الخبرات والتكامل في تحقيق الرفاه والتنمية في المنطقة. كما أوضح سموه أن المملكة تعمل على تحويل اقتصادها من الاعتماد على الموارد الطبيعية إلى اقتصاد متنوع يعتمد على المعرفة والابتكار، مشيرًا إلى أن الاقتصاد السعودي هو الأكبر في المنطقة وأسرع الاقتصادات نموًا ضمن مجموعة العشرين. وفي هذا الصدد أعلن الأمير محمد بن سلمان عن توقيع اتفاقيات استثمارية مع الولايات المتحدة بقيمة تزيد على 300 مليار دولار خلال المنتدى، مع خطة لرفع حجم الشراكة إلى تريليون دولار في المستقبل القريب. وبين سموه أن الولايات المتحدة تعد وجهة رئيسية لصندوق الاستثمارات العامة، حيث تستحوذ على نحو 40% من استثماراته العالمية، مما يعكس الثقة في الاقتصاد الأمريكي. في إطار رؤية المملكة 2030 أكد ولي العهد أنها حققت جزء كبيرا من مستهدفاتها، مشيرًا إلى ارتفاع الصادرات غير النفطية إلى 82 مليار دولار في عام 2024م، وتوظيف أكثر من 2.4 مليون مواطن ومواطنة، وانخفاض نسبة البطالة إلى أدنى مستوياتها التاريخية. واختتم سموه كلمته بالتأكيد على أن التعاون بين المملكة والولايات المتحدة لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، بل يشمل أيضًا العمل المشترك لإحلال الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم. في المقابل أشاد الرئيس ترامب بالعلاقة القوية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، واصفًا إياها بأنها "ركيزة للأمن والازدهار"؛ وأعرب عن امتنانه للترحيب الحار الذي حظي به من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، واصفًا إياه ب"الرجل الرائع" و"الصديق". وأعلن ترامب عن توقيع اتفاقيات استثمارية بقيمة تتجاوز 600 مليار دولار بين الولايات المتحدة والسعودية، تشمل مجالات الدفاع، الطاقة، التكنولوجيا، والبنية التحتية. وأشار إلى أن هذه الاتفاقيات ستسهم في خلق مئات الآلاف من فرص العمل في كلا البلدين. واكب هذه الزيارة حضور كبير لرؤساء الشركات الأمريكية الكبرى على مستوى العالم. ويُعد هذا التجمع غير المسبوق لرؤساء الشركات الأمريكية في الرياض مؤشرًا على تحول مركز الثقل الاقتصادي نحو الشرق الأوسط، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة. وجود هذه الشركات والتي سبق أن أسست أو نقلت مقارها في الشرق الأوسط إلى السعودية يعطي انطباعا على حجم ومكانة التأثير الاقتصادي والسياسي والمعرفي للمملكة. مواكبة التطورات الكبرى في العالم تتطلب التحول نحو مشاريع الذكاء الاصطناعي، والتي تم توقيع اتفاقيات لشركات أمريكية مثل Nvidia وAMD مع شركة هيوماين "Humain" السعودية، والتي أعلن سمو ولي العهد عن تأسيسها كرائد عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، وتستهدف الحصول على أحدث تقنيات المعالجات والذكاء الاصطناعي، والذي سيسهم في تبوء المملكة موقعاً ريادياً في هذا المجال. إضافة إلى مشاريع البنية التحتية التقنية، والتي أعلنت Amazon Web Services عن خططها لاستثمار أكثر من 5.3 مليار دولار في المملكة، لإنشاء مراكز بيانات تدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي. هذا وغيره كثير من المشاريع التي سترى النور خلال الفترات القادمة لتعزيز التعاون الدفاعي والتكنولوجي وفي كافة المجالات. خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية خلال شهر مايو 2025، تحققت مكاسب سياسية بارزة عززت مكانة البلدين على الساحة الدولية، وأسهمت في إعادة تشكيل دورهما في معالجة القضايا الإقليمية والدولية. والتي تشمل على الصعيد الدولي مشاركة المملكة في تقريب وجهات النظر بين روسيا وأوكرانيا بالتنسيق مع واشنطن ، في سياق الجهود المشتركة للتهدئة وإنهاء الصراع، استنادًا إلى حيادية المملكة الجغرافية والسياسية. ومشاركة المملكة في تحقيق وقف إطلاق النار في النزاع القائم بين الهند وباكستان والذي يؤكد على مكانة المملكة كداعم للاستقرار في جنوب آسيا، ما يعكس تحولها إلى لاعب دولي يتجاوز حدود الشرق الأوسط. وعلى المستوى الإقليمي فقد أعلن الرئيس الأمريكي عن رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا منذ عام 2011، وأبان أنه بناءً على طلب مباشر من الأمير محمد بن سلمان، لدعم المرحلة الانتقالية في سوريا ، لتمكين الدولة السورية من الانضمام لركب التنمية. هذه المنجزات التي تحققت خلال الزيارة، لم تكن لتحدث لولا أن وراءها رجل عظيم هو سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. الذي يعمل ليل نهار لمصلحة هذه البلاد وهذه المنطقة. وخدمة للإنسانية على وجه الأرض. القائد الذي يمثل نموذجًا نادرًا يجمع بين الطموح الاستراتيجي، والقدرة التنفيذية، والجرأة في إعادة تشكيل الواقع السياسي والاقتصادي والثقافي لبلاده.


العربية
منذ 2 أيام
- العربية
"إنفيديا" تقلص اعتمادها على عمالقة التكنولوجيا وسط صراع على النفوذ
في خطوة استراتيجية تهدف إلى تقليل اعتمادها على عمالقة التكنولوجيا مثل " مايكروسوفت"، و"أمازون"، و"غوغل"، بدأت شركة إنفيديا، الرائدة في صناعة الرقائق الإلكترونية، في بناء شبكة جديدة من الشراكات تمتد من الخليج العربي إلى الشركات الناشئة في مجال الحوسبة السحابية، فيما يُعرف بـ"النيو كلاود"، وفقاً لما ذكرته صحيفة "فاينانشال تايمز"، واطلعت عليه "العربية Business". وأعلنت "إنفيديا" الأسبوع الماضي عن صفقة بمليارات الدولارات مع شركة "هيوماين" السعودية، في وقت كشفت فيه الإمارات عن خطط لبناء أحد أكبر مراكز البيانات في العالم بالتعاون مع الحكومة الأميركية. هذه التحركات تأتي ضمن ما يُعرف بـ"الذكاء الاصطناعي السيادي"، حيث تسعى الدول إلى امتلاك بنيتها التحتية الخاصة بالذكاء الاصطناعي. وتُعد هذه الصفقات جزءاً من استراتيجية أوسع تتبناها إنفيديا لتوسيع قاعدة عملائها خارج نطاق "الهايبرسكيلرز" — أي شركات الحوسبة السحابية العملاقة التي لا تزال تُشكل أكثر من نصف إيرادات الشركة من مراكز البيانات. وتُراهن إنفيديا على شركات ناشئة مثل "CoreWeave" و"Nebius" و"Crusoe وLambda"، والتي تُعرف باسم "النيو كلاود"، لتكون البديل المستقبلي عن عمالقة السحابة. هذه الشركات تحصل على امتيازات خاصة، مثل الوصول المباشر إلى فرق إنفيديا الهندسية، وتسريع عمليات الشراء، وحتى استثمارات مباشرة من الشركة. وفي فبراير الماضي، أعلنت إنفيديا أن CoreWeave أصبحت أول مزود سحابي يُطلق منصتها الجديدة "Blackwell"، وهي الجيل الأحدث من معالجات الذكاء الاصطناعي. الخليج.. بوابة التوسع الجيوسياسي جولة الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ في الخليج الأسبوع الماضي، برفقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كشفت عن طموحات إنفيديا في تكرار نموذج "الذكاء السيادي" في مناطق أخرى من العالم. ويُقدّر محللون أن صفقات السعودية والإمارات قد تُضيف مليارات الدولارات إلى إيرادات الشركة السنوية. ورغم هذا التوسع، لا تزال إنفيديا تُواجه تحدياً كبيراً: عمالقة التكنولوجيا الذين كانوا عملاءها الأوفياء، باتوا الآن يُطورون رقائقهم الخاصة. أمازون، على سبيل المثال، تُروّج لمعالجات "Trainium" الخاصة بها، والتي تستخدمها شركة Anthropic لتدريب نماذجها. وقال فيبول فيد براكاش، الرئيس التنفيذي لشركة Together AI، إحدى شركاء إنفيديا الجدد: "إذا كانت شركات السحابة العملاقة ستتحول إلى منافسين، فمن المهم أن تبني إنفيديا منظومتها السحابية الخاصة". هل تنجح إنفيديا في كسر احتكار "الهايبرسكيلرز"؟ رغم أن مبيعات مراكز البيانات للشركات تضاعفت في الربع المالي الأخير، إلا أن إنفيديا لا تزال تُحذر من اعتمادها على "عدد محدود من العملاء"، في إشارة إلى شركات التكنولوجيا الكبرى. لكن مع تصاعد الطلب العالمي على الذكاء الاصطناعي، وتزايد رغبة الدول في امتلاك بنيتها التحتية الرقمية، قد يكون رهان إنفيديا على "الذكاء السيادي" و"النيو كلاود" هو الورقة الرابحة في معركة السيطرة على مستقبل الذكاء الاصطناعي.