
اللواء: احتواء رسمي وعسكري للإشكال مع «اليونيفيل»: موقف واحد مع الجيش في الجنوب.. لودريان يتحدث عن فرصة وبحذر من الإبطاء بتسليم السلاح.. وتوقيف وزير الإقتصاد السابق يطرح انتقائية القضاء
كتبت صحيفة 'اللواء': احتوى لبنان الرسمي الاشكالات الاخيرة مع اليونيفيل، على المستويات الرسمية والروحية والعسكرية والشعبية والحزبية، من زاوية ان وحدات حفظ السلام مرحب بها في لبنان، وان الجنوب والجنوبين ممتنون لدور قوات الطوارئ جنوبي الليطاني كشاهد على همجية الاحتلال والبربرية الاسرائيلية غير المسبوقة في ازمنة ما بعد الحرب العالمية الثانية..
واكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان لبنان حريص على بقاء عمل قوات اليونيفيل في الجنوب، واشارت الى عدم تبلغه اي قرار رسمي بشأن إنهاء مهامها، وان ما اثير في هذا السياق يندرج في اطار الحملة الاسرائيلية لإبتزاز لبنان.
وقالت ان الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا لم تبلغا لبنان اي امر في هذا الشأن،كما ان الدول المشاركة في هذه القوات ابدت رغبة في ابقائها تعمل وفق ما هو منصوص عنه في القرارات الدولية.
الى ذلك، أفادت المصادر ان لبنان يبدي تعاونا مع لجنة وقف اطلاق النار وهو ملتزم بالإتفاق الذي صدر في السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي والجيش يقوم بمهامه، في حين ان اسرائيل تواصل خروقاتها واكبر دليل ما أقدمت عليه عشية عيد الاضحى المبارك وبدء الموسم السياحي.
اما في ملف سلاح حزب الله، فإن المصادر تحدثت عن تواصل يتم بين رئاسة الجمهورية والحزب والأمور تأخذ مداها علما ان الموضوع دقيق وله تشعباته، في حين ان موضوع تسليم السلاح الفلسطيني داخل المخيمات ولا سيما الواقعة في جنوب الليطاني كالرشيدية والبرج الشمالي وفق التاريخ المحدد له في منتصف الشهر الجاري فلا يزال قائما اما اذا كان هناك من تأخير لأي سبب فلن يلغي بأي حال من الأحوال القرار المتخذ بسحب هذا السلاح.
وفي اطار المعالجة التقى الرئيس نوافق سلام المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جنين هينيس بلاسخارت، وتطرق الحديث الى ما يجري في الجنوب، وموقف لبنان الرسمي من الاشكال الاخير مع اليونيفيل.
وبعث الرئيس سلام ببرقية تهنئة إلى كل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، وإلى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بمناسبة نجاح موسم الحج لهذا العام ١٤٤٦ هجري، حيث سخّرت القيادة الرشيدة للمملكة كافة إمكانياتها لخدمة ضيوف الرحمن مما مكّن الحجاج من أداء الفريضة بكل يسر وأمن وسلامة، وتمنى سلام للملكة العربية السعودية، قيادة وشعباً، المزيد من التقدم والنجاحات.
وسط ذلك، يتوجه الرئيس جوزف عون الى الفاتيكان اليوم مع عائلته في زيارة تستغرق يومين، حيث سيلتقي البابا لاون الرابع عشر في اليوم التالي (غداً الجمعة) الى جانب عدد من اللقاءات الرسمية، ويعود بعد غد السبت الى بيروت.
اليوم الثاني للقاءات لودريان
دولياً، استكمل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لقاءاته اللبنانية امس، مع عدد من النواب المستقلين والقوى السياسية. فيما تستكمل الحكومة تباعاً انجاز ملفاتها ومنها التعيينات والتشكيلات الدبلوماسية التي باتت شبه ناضجة بعد حل الخلاف على تعيين السفير في واشنطن، وقد يتم بتها في جلسة لمجلس الوزراء قد تعقد يوم الاثنين المقبل قبل سفر رئيس الحكومة الثلاثاء الى نيويورك لتمثيل لبنان في مؤتمر «حل الدولتين» المتعلق بالقضية الفلسطينية الذي يعقد في مبنى الامم المتحدة.
وبقيت التشكيلات القضائية عالقة على تعيين المدعي العام المالي الذي يطرح له الرئيس نبيه بري اسم القاضي زاهر حمادة ويقول للمتصلين به «اذا كان عليه شي قولوا والّا تعيينه»، بينما لا يوافق وزير العدل عادل نصار على تعيينه.
وأفادت أجواء متابعة للقاءات لودريان، بأن «الجانب الفرنسي اعرب من جديد عن ضرورة قيام الدولة اللبنانية بواجباتها في ما يتعلق بالملف الاصلاحي وموضوع السلاح والتهدئة في الجنوب، «وإلّا فسيتعذر امكان قيام مؤتمر الدعم للبنان في الخريف المقبل». وكشفت المصادر عن ان لودريان اوضح مجدداً أن «الوقت لا يلعب لصالح لبنان لكن لا تزال هناك فرصة وامل»، مضيفة أن «على لبنان الرسمي حسم مواقفه والعمل على تطبيقها سريعا اذ ان المجتمع الغربي بدأ يلمس محاولات محلية لابطاء ملف تسليم السلاح».
والتقى لودريان امس، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في مكتب الكتلة بحارة حريك. رافقه سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو بحضور مسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله السيد عمار الموسوي.
وحسب بيان للعلاقات الاعلامية في حزب الله: استعرض الجانبان تطورات الأوضاع السياسية في لبنان والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان وخروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار. كما استعرض لودريان الجهود التي تبذلها فرنسا لتنظيم مؤتمر لإعادة إعمار جنوب لبنان، والتجديد لمهمة قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل).
وقد أكد رعد «اهتمام الحزب بمناقشة مشاريع قوانين الإصلاح المحالة إلى المجلس النيابي، كما أكد موقف الحزب الداعم لموقف الدولة في التمديد لقوات اليونيفيل».
وقبل ذلك التقى لودريان بحضور السفير هيرفيه ماغرو في قصر الصنوبر، النواب في المعارضة فؤاد مخزومي وميشال معوض وميشال دويهي وابراهيم منيمنة، واعلن النائب فؤاد مخزومي عبر «اكس» «ناقشنا الأوضاع العامة في لبنان والتطورات الإقليمية والدولية. وتطرق البحث إلى الوضع الاقتصادي وتم التشديد على ضرورة تطبيق الإصلاحات التي يطلبها المجتمع الدولي تمهيدًا لوضع لبنان على سكة التعافي الاقتصادي. وشددنا على ضرورة تطبيق القرار 1701 من قبل الطرفين، على أن يتم ذلك وفق آلية عمل واضحة تعتمد على الشفافية والوضوح.
كم التقى لودريان رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، ورئيس حزب القوات اللبنانية سميرجعجع، وتركز البحث مع هذه الاطراف على استكمال الاصلاحات في الحكومة والمجلس النيابي، وعلى سبل وقف الاعتداءات الاسرائيلية والانسحاب من المناطق المحتلة تنفيذاللقرار 1701 وموضوع سلاح حزب الله..
وزار لودريان ليلاً، الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، برفقة ماغرو، في كليمنصو بحضور النائب تيمور جنبلاط والسيدة نورا جنبلاط.
التمسك باليونيفيل
شيعياً، وعلى المستوى الرسمي، ابدى الرئيس نبيه بري حرص ابن الجنوب على بقاء اليونيفيل، مشيراً الى انه لم يتبلغ من اي دبلوماسي غربي عن نيته بانسحاب «اليونيفيل» من الجنوب.
واعلن رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب ان «ما يحصل من اشكالات بين «اليونيفيل» والمواطنين لا يخدم القضية الوطنية ولا تحرير الارض ولا وقف العدوان الإسرائيلي».
من جانبه حزب الله، على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اعلن امام لودريان ان الحزب يدعم التمديد للطوارئ وفقاً للقرار 1701.
وزار قائد الجيش العماد رودولف هيكل قيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان- اليونيفيل في الناقورة، حيث اجتمع برئيسها وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو.
خلال الاجتماع، جرى عرض آخر التطورات في قطاع جنوب الليطاني، وأهمية التنسيق والتعاون الوثيق بين الجيش واليونيفيل ضمن إطار القرار ١٧٠١، إلى جانب الدور الأساسي والضروري لليونيفيل في جهود استعادة الاستقرار في الجنوب، وسط مواصلة العدو الإسرائيلي اعتداءاته وانتهاكاته لسيادة لبنان وأمنه، واحتلاله أراضيَ لبنانية، ما يعيق استكمال انتشار الجيش في الجنوب.
ملاحقة وزير الاقتصاد السابق
قضائياً، وفي تطور بارز، أمر النائب العام التمييزي القاضي جهاد الحجار بتوقيف وزير الاقتصاد السابق امين سلام، بعد استجوابه لمدة 3 ساعات امام شعبة المعلومات، في ملف التزوير وابرام عقود مشبوهة، والتصرُّف بالاموال بخلاف القانون، وهو ملف جديد اضافة الى ملفات الإثراء غير المشروع وشركات التأمين.
والتهمة المركزية هي ابرام عقود مشبوهة، والتصرُّف بأموال بخلاف القانون خلال توليه وزارة الاقتصاد.
والمعروف ان الملاحقة جاءت على خلفية الإخبار المقدم ضده من رئيس لجنة الاقتصاد النائب فريد البستاني.
وفي تطور متصل، ادعت هيئة القضايا في وزارة العدل على سلام بجرائم هدر المال العام والاختلاس والتزوير وتبييض الاموال.
ورأت مصادر مطلعة على اللقاءات ان توقيف سلام وشقيقه يطرح انتقائية القضاء في فتح ملفات الفساد في البلاد.
وقف التحرك في الشارع
نقابياً، أعلن رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري بسام طليس تعليق تحرك اتحادات ونقابات القطاع، غدا مؤكدا ان «اجتماعاتنا ستبقى مفتوحة»، وذلك بعد الاجتماع الذي عقد في السراي الحكومي وجمع وزير العمل محمد حيدر مع ممثلي قطاع النقل البري المشترك ورئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر برئاسة سلام صباح أمس في السراي حضره: وزير الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار، وزير العمل محمد حيدر ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر ورئيس اتحادات النقل البري بسام طليس وممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي ابو شقرا، وعدد من اعضاء الاتحاد العمالي العام.
واتفق على:
1- اعطاء ذات الزيادة التي اعطيت للعسكريين الى موظفي القطاع العام المتقاعدين.
2- تطبيق قانون السير حماية لسائقي الاجرة، والبحث عن موارد لاصحاب اللوحات الحمراء او زيادة التعرفة..
3- اجراء دراسة تمكن موظفي القطاع العام في الخدمة، من الاستفادة من هذه الزيادة.
الاعتداءات الاسرائيلية قتل وتجريف واختراقات
واستمرت عمليات المطاردة والخرق الاسرائيلي جنوباً، فشنت مسيّرة اسرائيلية غارة على سيارة في بيت ليف، وادت الغارة الى سقوط شهيد واصابة 3 اشخاص بجروح، والشهيد هو ابراهيم علي ملك.
كما توغل جنود العدو في الاراضي اللبنانية واجتاز اكثر من 50 جندياً الخط الازرق باتجاه منطقة «بئر شعيب» شرق بلدة بليدا، مع جرافتين للتلاعب بالاراضي، كما توغلت قوة مشاة الى اطراف بلدة كفركلا.
وشهدت مدينة صيدا وجوارها ظهراً تحليقاً مكثفاً لطائرات العدو الاسرائيلي الحربية التي تخرق الاجواء على مستوى منخفض. كما حلّق الطيران المعادي في اجواء القطاع الغربي والشرقي والأوسط من الجنوب. كما سُجّل تحليق للطيران الحربي المعادي على علو منخفض في اجواء منطقة البقاع وبعلبك الهرمل.
وأجرى الجيش اللبناني ظهر اليوم، كشفًا ميدانيًا في المبنى الذي كشف عليه أمس في منطقة السانت تيريز – الحدث في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقام بحفريات في الانقاض، وذلك بناءً على طلب من لجنة الإشراف الخماسية المختصة بمتابعة تنفيذ وقف اطلاق النار وتنفيذالقرار 1701 التي تلقت طلبا من قوات لاحتلال الاسرائيلي بذلك.واستمرت اعمال الحفر ساعات بحثا عن عتادعسكري او اسلحة وذخائر.
وسجل إنهيار مبنى في شارع عبد النور بين برج البراجنة والرويس وحارة حريك، في الضاحية الجنوبية لبيروت، كان قد استُهدف في الحرب الأخيرة على لبنان. وافاد احد مخاتير البرج ان جرافة كانت تقوم بعمليات هدم وجرف لمبنى مجاور فانهار المبنى الملاصق المتضرر ولم تسجل اصابات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
اللحظة هي الأنسب لحصر السلاح والا ضاعت الفرصة!
فيما تدعي إسرائيل ان حزب الله يعمل على انتاج مسيرات مستفيدا من التكتيكات التي برزت في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وموضحة ان المسيرات تعتبر ابسط واسرع في التصنيع والاستخدام مقارنة بالصواريخ والقذائف، وان الوصول الى مكوناتها وتجميعها اسهل بكثير، ما يمنح الحزب قدرة على المناورة والتطور العسكري رغم القيود الإقليمية، عُلم ان جيشها ابلغ الاميركيين والفرنسيين انه لن ينسحب من النقاط الخمس في الجنوب حتى اشعار اخر، وان الخبراء والمحللين في الشؤون العسكرية يرجحون ان توسع القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية والأمنية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وربما في بيروت لكنهم يستبعدون اجتياحا إسرائيليا بريا للجنوب لاسباب عدة، أبرزها عدم الحاجة للتقدم البري في ظل الإمكانات التكنولوجية والاستخباراتية والعسكرية ولتفادي الانزلاق الى مواجهة مكلفة بشريا في ظل التخبط والانهيار المعنوي وضعف القدرة داخل الجيش الاسرائيلي الذي يعتبر ان بقاء سلاح مع الحزب يعني انه سوف يعود الى بناء قوته من جديد وتهديد الامن الإسرائيلي بعد سنوات لذلك تحاول إسرائيل الاستفادة من فرصة الظروف الدولية والإقليمية وموازين القوى الجديدة للقضاء على حزب الله او نزع سلاحه الثقيل بالحد الأدنى. عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب رازي الحاج يقول لـ "المركزية": ان النيات او المخططات الإسرائيلية حيال لبنان وغزة والمنطقة واضحة تماما. تل ابيب تبلغ الولايات المتحدة بما تعزم تنفيذه من اعمال عسكرية بدليل اعتراف واشنطن بأنها كانت على علم مسبق باستهداف الضاحية عشية عيد الأضحى. هناك اتفاق واضح يقضي بوقف الاعمال العدائية نص عليه القرار 1701، ووافق عليه حزب الله . بالتالي كل ما حاول الحزب إعادة بناء قدراته العسكرية تعرّض وعرّض لبنان معه للقتل والتدمير. سياسية المراوغة والتنصل من الاتفاقيات والقرارات الدولية لم تعد تنطلي على احد ولم تعد تجديه نفعا. على الدولة ان تحسم امرها بنزع السلاح غير الشرعي تنفيذا لما جاء في خطاب القسم والبيان الوزاري. العالم اجمع يترقب هذه الخطوة ويراقبنا. الوقت لم يعد لصالحنا وهو ما حذرت منه القوات اللبنانية في مطالبتها الدولة بضرورة وضع مهلة زمنية لحصرية السلاح بيدها كما وعدت. إسرائيل تحذر من توسيع اعتداءاتها لتطال لبنان بعد ايران مستفيدة من الظروف الإقليمية والدولية. على لبنان تحمل مسؤوليته، إضاعة الفرصة المتاحة له للنهوض قد لا تتكرر كل يوم بل كل عقد. الدول تتعامل مع بعضها انطلاقا من قدرتها بالحفاظ على سيادتها وامساكها بقرارها. قد تأخذ سوريا الجديدة التي تتهيأ للالتحاق بالاتفاقيات الابراهيمية الدور اللبناني. فهل يعقل كرمى لحزب الله والسلاح غير الشرعي ان يبقى لبنان مركونا على هامش مسيرة المنطقة بانتظار من يقرر عنه. المركزية – يوسف فارس انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

المدن
منذ ساعة واحدة
- المدن
حرب إسرائيل على إيران لم تقع
سريعاً ما تحولت الحرب القائمة بين إسرائيل وايران، إلى حرب من ينتصر بالصورة، من يكسب الرأي العام. إسرائيل في صور هجومها على إيران، أظهرت قدراتها الاستخباراتية الدقيقة والخارقة، قتلت علماء وقادة صف أول في بداية هجوم، على طريقة اغتيال قادة حزب الله في "حرب الاسناد"، نشرتْ صور الموساد في قلب إيران يشاركون في الحرب، قيل إنها أطلقت مسيرات انتحارية من أماكن ايرانية ضد ايران، على طريقة الهجوم الاوكراني على روسيا، ودمرت مفاعلات نووية ومطارات، اغتالت شخصية من نافذة شقة... هناك سعي من إسرائيل في خلال الصور التي تنشرها للحديث عن دقة في الهدف، عن احتراف عن امتلاك إطار التفوق التقني والسرعة، في هذا الإطار يقول الفيلسوف الفرنسيّ بول فيريليو إن من يسيطر على السرعة يسيطر على كلّ شيء. الإيراني من خلال الوقائع والمعطيات، بدا في حالة استرخاء، غير مستعد لاحتمالات أي هجوم رغم الضجيج الإعلامي، ربما كان مطمئناً لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تحدث عن إيجابية في التفاوض، ولم يعط الجانب الإيراني أهمية لتبليغات دولة صديقة عن احتمال الحرب. بدأ أن لديه ثقة زائدة بدوره وأن الأمور تسير على ما يرام، فجأة وجد نفسه في تحت النار والقصف في ساعات الفجر الأولى في 13 حزيران في مشهد شبهه البعض بحرب 5 حزيران 1967. المشترك في خطاب الحرب بين إيران وإسرائيل هو اللغة النابعة من أصول دينية وإيديولوجية فقهية وتوراتية، مرشد الجمهورية الإسلامية، علي خامنئي وصف الضربات الاسرائيلية بأنها "شيطانية"، وتحدث عن "الطبيعة الشريرة" لإسرائيل وكأنه لا يعرفها، ولا يعلم أنها فخخت البيجر لعناصر حزب الله، واغتالت عشرات القادة المقربين منه، ودمرت دول الشرق الأوسط. وكالة "مهر" تحدثت عن الكيان الصهيوني "المزيف" و"الاجرامي" و"المعادي للإنسانية". إسرائيل في المقابل، أطلقت على عمليتها العسكرية، اسم "الأسد الصاعد"، المستوحى من آية من التوراة تعِد بمستقبل ملؤه النصر لإسرائيل، وتحديداً من "سفر العدد" (24:9)، تقول: "هُوَذا شعب يقوم كلبوة ويرتفع كأسد؛ لا ينام حتى يأكل الفريسة ويشرب دم القتلى"، استخدام أسماء ذات طابع ديني ليس تفصيلًا عابرًا في العقيدة العسكرية الإسرائيلية، بل يوظف كجزء من خطاب تعبوي يضفي على العمليات بعدًا صهيونياً، يستوحي الكيان اسم معركته من التوراة ويدعو إلى شرب دم القتلى بينما يحرض رئيس وزرائه نتنياهو الإيرانيين بأنه: "حان الوقت للإطاحة بالنظام الديكتاتوري الدموي". هنا يكون السؤال من هو الدموي؟ ربما هي لعبة الميديا ومن يربح بالصورة، عدا الأعمال العسكرية، اللافت سريعاً ما أصبح هجوم المقاتلات الاسرائيلية قس اليوم الأول على إيران في دائرة النسيان والحدث العابر، وركز البث المباشر على تل أبيب التي تتعرض للضرب بالصواريخ الإيرانية، ركز الاعلام كلامه عن سقوط بعضها على أحياء سكنية ومدنية، بعض الاعلام الإسرائيلي تحدث بجموح عن دمار غير مسبوق في الضربات، وتشرّد العشرات من المستوطنين. إسرائيل عتل الجلاد الذي يهدف إلى اقناع العالم بأنه الضحية المستهدف وسط عشوائية الصواريخ الإيرانية التي تذكرنا بصواريخ سكود التي أطلقها الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين في حرب الخليج الثانية بعد غزوه الكويت، وكانت مقدمة لتدمير العراق. إسرائيل عبر خطاب نتنياهو، لعبت بمكر وحققت جزءاً كبيراً من أهدافها الخبيثة، ما تهربت منه أميركا طوال سنوات، أي الحرب، فعلته إسرائيل أخيراً وجعلته واقعاً لا مفر ولا مهرب من مشاركة الدول الغربية فيه، بشكل مباشر أو غير مباشر. في هجوم إسرائيل على إيران نتذكر كتاب "حرب الخليج لم تقع"، إذ تحدّث الفيلسوف الفرنسي جان بودريار عن دور الإعلام كمنتج للأيديولوجيا في عصر ثورة المعلومات الرقمية، واعتبر أنّ من يتحكّم بالإعلام هو من يتحكّم بإنتاج الآلة الذكية الرقمية. وخلافًا للعنوان، يؤمن الكاتب بأنّ الأحداث والعنف قد حصلت بالفعل في حرب الخليج، ولكن الكتاب حاول الإجابة عن السؤال إذا ما كانت الأحداث التي وقعت مماثلة لكيفية تقديمها على وسائل الإعلام الغربية؟ وهل يمكن تسميتها بالحرب؟


بيروت نيوز
منذ 2 ساعات
- بيروت نيوز
ليس عسكرياً.. هكذا سيُساند حزب الله إيران
ما ظهر بشكل واضحٍ وجلي هو أن إيران قررت الرد بنفسها على الضربة الإسرائيلية التي طالتها، فجر الجمعة، والدليل على ذلك القصف الصاروخي الكثيف الذي تعرضت له إسرائيل ليل أمس السبت واليوم. أوّل إشارة من الهجوم الذي حصل هو أن إيران لم تعد تلجأ إلى وكلائها في المنطقة، مثل 'حزب الله' والجماعات العراقية و'حماس' لمواجهة إسرائيل. يكفي فقط في خضم هذا المشهد أن تُرسل إيران مجموعة من الصواريخ للرد على ضربة قاصمة للظهر عسكرياً واستراتيجياً، وبالتالي 'حفظ ماء الوجه' بعد الاستهداف القاسي الذي طال قادتها العسكريين. ولكن.. كيف بإمكان 'حزب الله' أن يُساعد؟ وما الذي يختلف هذه المرة مقارنة بالمرات السابقة؟ مما لا شكّ فيه هو أنَّ 'حزب الله' ليس قادراً على تحقيق خطوة عسكريّة لصالح إيران، ذلك أن وحداته وقواته التي كانت متواجدة على الحدود مع إسرائيل، انسحبت وباتت في الخطوط الخلفية. وعليه، تكشف المعلومات أنَّ الحزب لم يعلن أي استنفار أو 'تعبئة' في صفوفه المدنية والعسكرية إبان الهجوم الإسرائيلي على إيران، ذلك أنَّ المسألة 'لا تعنيه' إطلاقاً، وما البيانات التي صدرت عنه سوى كافية لمؤازرة إيران بالموقف وإسنادها بالكلمة لا بالعسكر. لكن في المقابل، يبرز دورٌ آخر لـ'حزب الله' على الصعيد المعلوماتي لصالح إيران، فهو الأقرب إلى إسرائيل والأكثر قدرة على خرقها معلوماتياً وجوياً بواسطة 'طائرات الهُدهد' التي استخدمها قبل فترات لرصد التجمعات الإسرائيلية. هنا، ترجح مصادر معنية بالشأن العسكري أن يكون 'حزب الله' هو الذي ساعد إيران على تقديم 'داتا' معلومات جمعها بنفسه لمنشآت إسرائيلية دقيقة، مشيرة إلى أن التكامل بين الحزب والحرس الثوري الإيراني يساهم في حصول هذه المهمّة، وبالتالي ثبوت 'تبادل المعلومات'. هنا، تقول وجهة نظر إن إيران قد لا تحتاج إلى 'الحزب' للحصول على بيانات حساسة، لكن هناك وجهة نظر أخرى تفيدُ بأنَّ الحزب يمكن أن يؤدي دوراً عسكرياً – معلوماتياً من خلال الأدوار التي قام بها سابقاً، وكل ذلك يمثل 'قيمة مضافة' للبيانات الإيرانية التي لا تغيب عن الحزب أبداً، باعتبار أن التنسيق المشترك وتقاسم الأدوار قائم بشكلٍ ثابت. كذلك، لا تستبعد المصادر أن يكون 'حزب الله' هو من ساعد إيران على تسريب معلومات استخباراتية حساسة، وذلك من خلال شبكة عملائه التي تتعامل معه وتنقل إليه المعلومات من داخل إسرائيل، علماً أن لإيران جواسيسها أيضاً. لكن في الوقت نفسه، تعود هنا مسألة 'التكامل' ومقاطعة المعلومات لتفرض نفسها، ولهذا السبب يمكن أن يكون 'حزب الله' عين إيران في المنطقة، و'المراقب' الأبرز بالنسبة لها لتنفيذ عمليات الرّد الإستراتيجية. إذاً، ما يمكن قوله هو أنَّ 'حزب الله' يخدم إيران 'معلوماتياً' بدرجات كبيرة، ذلك أنَّ جيشه السيبراني والتجسسي ما زال فعالاً ولم يتأثر بالحرب الإسرائيلية على لبنان. هنا، تقول المصادر إن 'القوة التقنية' لـ'حزب الله' ما زالت على حالها وقوتها، وبالتالي لا يمكن ملاحقتها باعتبار أنها لا تمتلك قواعد أو أماكن محددة، أي أنه يمكن استخدامها للعمليات الاستخباراتية من جهة وللهجمات السيبرانية من جهة أخرى في وقتٍ قد تعجز فيه إسرائيل عن لجم هذا النوع من العمليات كونه لا ساحة معركة حقيقية لها.