
سويف في أحد الشعانين: نريد لبناناً وحكّاماً يجعلون الخير العام خيارهم الأول والأخير
احتفل رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف بقداس أحد الشعانين في كنيسة مار مارون في طرابلس، عاونه الخوراسقف نبيه معوض والمونسنيور جوزاف غبش، وخدمت القداس جوقة كنيسة مار مارون، في حضور حشد من المؤمنين من مختلف رعايا أبرشية طرابلس المارونية، تخلله زياح الشعانين، بحيث طاف المؤمنون في الشوارع المحيطة بالكنيسة على وقع قرع الاجراس ومرتلين "هوشعنا في الاعالي مبارك الاتي باسم الاب" وسط اجراءات امنية اتخذتها عناصر الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي.
بعد الإنجيل ألقى سويف عظة شدد فيها على معاني العيد، واكد ان " لبنان ينتظر بإيمان وفرح ورجاء أن يطعّمَ كزيتون بري في أصالة المحبة والإيمان والحرية، نريد لبناناً وحكّاماً يجعلون الخير العام خيارهم الأول والأخير، بعيداً عن خيارات سابقة دمّرت البلد وجرحت المواطنين، وقال: "نستقبل في هذا الاحد المبارك، شعانين النخل والزيتون، يسوع المسيح ملك الملوك وسيد السادة. ومعه ندخل الى الفصح الجديد والى الاحتفال بعبور قد سبق وأتمّه بموته وقيامته معطيا الحياة الجديدة للعالم. فبنقاوة الأطفال وعزتهم نصرخ الى الرب قائلين : هوشعنا مبارك الآتي باسم الرب . "ماراناتا " تعال أيها الرب واملك على القلوب والعقول وحوّل البشرية كلها الى عائلة تشهد للوحدة والمحبة".
أضاف: "بالمحبة تُحمل أغصان الزيتون والنخيل، وبدونها تمسي حطباً يابساً يُلقى في الهشيم والنار. هي أغصان الزيتون والمسيح هو بشخصه الزيتون هو المرسَل من الآب ليطعّم الزيتون البرّي، العالم القديم، بروح الله وبحياته. عالمنا اليوم أيها الأحباء، يتهافت ليتطعّم بأفكار وثقافات وإيديولجيات تُبعد الإنسان عن الله. إنسان اليوم يركض في سباق ليصل الى المادة ويتباهى بالقوة ويفتخر بأن الكبير يأكل الصغير والقوي يسيطر على الضعيف، ظنّاً منه أنه الرابح. وللأسف فالفئة الرابحة هي قلة قليلة والأكثرية هي المظلومة والمسحوقة. فبدخولنا اليوم الى أورشليم، تعالوا نرفع الدعاء لعودة العالم الى الرب والى الإنسانية. فمن يطعّم بالمسيح يثمر البرّ والحق والقداسة والسلام. فطُعم المسيح يجدّدنا بالله وبالروح القدس ويجدّد إنسانيّتنا لصون كرامة كل إنسان".
وتابع: "لا طعم ولا معنى لدخولنا الى الإسبوع الفصحي إلا بتواضع المسيح. فربّ الأرباب وخالق السماء والأرض، نراه اليوم يمتطي جحشا ابن أتان ليصبح هو بتواضعه وإنحنائه وغسل أرجل تلاميذه وبموته وقيامته فصحنا الجديد. فالعبور الحقيقي من الإنسان القديم الذي مازال فينا حتى هذه اللحظة الى انسان جديد بالمسيح، لا يتمّ إلا بالتواضع ونقاوة القلب. فيا أيها الانسان، اخرج من كبريائك وحطّمه بقوة النعمة وتزّين بالتواضع الذي يقودك الى محبة الرب ومحبة أخيك الإنسان. نحتفل اليوم برمزية شعانين النخل والزيتون. فالنخل قوي ذات جذور عميقة وثابتة، لذا فإنه يأخذ المياه من عمق الأرض. وهكذا هو الإنسان المستقيم والعميق بالإيمان يأخذ القوة من زيتون الروح القدس رمز الخير والشفاء والسلام "الصدّيق كالنخل يزهر ومثل أرز لبنان ينمو " (مز 92: 12).
وقال: "يوبيل الرجاء الذي تحتفل به الكنيسة هذا العام هو يوبيل لبنان الرجاء. لقد وطأت أقدامنا عيد لبنان ونحن نعبر نحو الحالة الجديدة المنتظرة منذ الثالث عشر من نيسان 1975 بدء الحرب اللبنانية المشؤومة. يوبيلونا اليوم هو يوبيل المصالحة والغفران وتنقية ذاكرة اللبنانيين من جراح الحرب، التي من دونها لا قيامة للبنان ثابت وراسخ وحديث. يوبيلنا اليوم هو صلاة نرفعها بحرارة وعمل وطني مشترك يساعد الدولة في تمكين حضورها وبسط نظامها على كافة الأراضي اللبنانية. نعم أيها الأحباء، لبنان ينتظر بإيمان وفرح ورجاء أن يطعّمَ كزيتون بري في أصالة المحبة والإيمان والحرية. نريد لبناناً وحكّاماً يجعلون الخير العام خيارهم الأول والأخير، بعيداً عن خيارات سابقة دمّرت البلد وجرحت المواطنين. لبنان يريد أن يحمل زيتون الخير والعمران والإزدهار رأفة بأطفال وشباب يصرخون للرب هوشعنا ويواصلون صراخهم الى القييمين كونوا معنا ولنا حتى نبقى في وطننا ونبني فيه غدُنا ونحافظ على فيسفساء التعددية في الوحدة. ومع أطفال هذا الشرق في كلّ بلدانه نصرخ من صميم القلب: لا تتخلّوا عنا لنصبح ضحايا العنف والكراهية ورفض الآخر المختلف. فالمسيح أتى ليوحّد البشرية بفعل حبّ عظيم يبذل فيه الحبيب ذاته لأجل أحبائه".
وختم: "نعم يا أحبائي، بهذا الإيمان وبهذا الرجاء وبهذه المحبة نستقبل اليوم ملك الملوك بهوشعنا اليوبيل وتسبيح الشكران مع العذراء مريم والرسل والشهداء والقديسين".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 40 دقائق
- ليبانون ديبايت
إعادة إعمار الجنوب: فضل الله يعلن اقتراب نهاية المرحلة الأولى
قال النائب حسن فضل الله إن المرحلة الاولى من اعادة الاعمار والتي قام بها حزب الله شملت "400 ألف اسرة بين إيواء أي تأمين ايجار لمدة سنة وتأمين بدل أثاث المنزل للذين تهدمت منازلهم بشكل كامل واصلاح الأضرار من خلال دفع قيمة بدل ترميم المنازل المتضررة مهما كان مستوى الضرر". وفي تصريح لوكالة "رويتر"، أوضح فضل الله أنَّ "المرحلة الأولى من إعادة الأعمار أصبحت تشارف على نهايتها رغم محاولات العرقلة من جهات خارجية وأيضا أحيانا من خلال بعض الإجراءات الداخلية، وهذه العرقلة هي لمنع وصول الأموال إلى المتضررين لأن هذا المال الذي سيصل إلى لبنان هو للناس والذين يحاولون تعطيل وصول هذا المال انما هم يمنعونه عن مواطنين لبنانيين تضررت منازلهم بسبب العدوان الإسرائيلي". وأشار إلى أن "ملف إعادة الاعمار هو بالأساس من مسؤولية الحكومة اللبنانية وعليها تأمين الأموال اللازمة لتدفع إلى المتضررين، ولكن الحكومة الحالية لم تجر أي تحركات فعالة في هذا السياق". وقال: "لا يمكن للدولة أن تبنى وأن تنجح وأن تستقر في الوقت الذي تترك مئات الآلاف من الشعب اللبناني يعانون جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي والاعتداءات الإسرائيلية وعدم إعادة الإعمار، نحن نتحدث عن عشرات آلاف البيوت المهدمة يسكنها مئات آلاف اللبنانيين، هؤلاء إذا بقوا خارج بيوتهم وإذا شعروا أن الدولة تخلت عنهم فلا يمكن لهذه الدولة حينها أن تستقر، هل يمكن أن يستقر جزء من الوطن وجزء آخر يتألم؟ هذا لا يستقيم".


صوت لبنان
منذ 41 دقائق
- صوت لبنان
قبلان: مقياس الوطنية سيادة لبنان لا العراضات السخيفة
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، توجه فيها الى أهل الجنوب الأوفياء :"أنتم مدعوون لتأكيد اللحظة الانتخابية في الاستحقاق البلدي كإستفتاء وطني، وأنتم أهل الخيارات الوطنية، ورمز التضحيات السيادية، والثنائي الوطني خشبة الخلاص الوطني، وقوة التصويت رسالة حاسمة على أننا أهل الأرض وحراس القرى الامامية التي شهدت أكبر ملاحم القتال السيادي على أرض الجنوب الضامن لسيادة وطننا العزيز لبنان". وذكر المفتي قبلان، "انطلاقا من الضرورة الوطنية الماسة، "أن السيادة المستعارة لا قيمة لها، وتذكروا دائما أن الإسرائيلي وحش، ونحن لن نكون فريسة لهذا الوحش أبدا إن شاء الله، ولعبة بدائل القوة السيادية هي لعبة فارغة وخطيرة، وهي حتما لا تخدم لبنان". ولفت الى أنه "لا نريد قوة سيادية مشلولة، أو قوة بحكم "غير الموجودة"، وما يقوم به الإسرائيلي من غارات واستباحة وقتل في الجنوب والبقاع والضاحية يدوس كرامة هذا البلد، بل يدفعنا لمراكمة القوة لا التخلي عنها، وجماعة السيادية الجوفاء خونة للدماء اللبنانية والتضحيات الوطنية التاريخية". وتوجه للدولة بالقول:" مقياس الوطنية سيادة لبنان لا العراضات السخيفة، وهنا يجب أن نذكر البعض بأن ضمانات المبعوث الأمريكي "فيليب حبيب" الشهيرة للبنان انتهت باحتلال إسرائيل للعاصمة بيروت وليس العكس، فالأميركي منحاز في المطلق لإسرائيل، والقضية عندنا هي قضية بلد وشعب وتضحيات كبيرة وهائلة ما زال شاهد ركامها واشلائها على الأرض، ومع ذلك للأسف هناك الى الآن من يتعامل مع الجنوب والضاحية والبقاع بنزعة انتقام وبنزعة الترك والتخلي والخنق". وتوجه المفتي قبلان الى أهل الجنوب والبقاع والضاحية:" دولتكم تعاقبكم بسبب تضحياتكم الوطنية، وهذا الشكل من أدائها خطير للغاية، ولا ضمانة فيه أبدا، والخطورة الأشد هي في السياسات المستعارة، ومنها سياسة ترك كوارث هذا البلد ومشاريعه الإنقاذية لصالح أولويات خارجية تريد رأس لبنان، والغريب أن بعض الخارج يتعامل مع لبنان وكأنه بلده، فيما بعض أهل هذا البلد يتعاملون مع لبنان وكأنه بلد الآخرين، فالمواقف الرمادية عار، واللحظة لإنقاذ لبنان، وسياسات الهدف الأخير تدور مدار المصالح الوطنية للعائلة اللبنانية فقط، وإلا البلد سيقع في كارثة أكبر ليس لها نهاية". أما بخصوص مذبحة غزة وحرائق المنطقة ومخاطرها، توجه المفتي قبلان للدول العربية والإسلامية :"الغرق في التبعية الأميركية كَشَفَ المنطقة عن إبادة وخراب هائل، والخراب الأسوأ بطريقه لكل الشرق الأوسط، وهذه غزة تلفظ أنفاسها، وبقية أهل غزة تُذبح من الوريد الى الوريد، وما يجري فيها إبادة وجرائم لا سابق لها في التاريخ، على يد جزّار تل أبيب نتنياهو. وتوجه للعرب والمسلمين :ألا تخافون الله؟ ألا تخجلون من رسول الله؟ ألا يجب أن تبادروا؟ أو تكونوا أحرارا في دنياكم كما تزعمون". ولعواصم العالم، عواصم الحضارة والإنسانية والديموقراطية وحقوق الانسان، قال: أين ضميركم؟ وأين وجدانكم؟ وأين وجع الإنسانية فيكم؟ أما تخشون لعنة السماء؟ أما والله لا تنقضي هذه الدنيا إلا عن لعنة تصيبكم كما أصابت قوم عاد وثمود، أين محافل الإنسانية التي تخفي وراءها ألف ألف ترسانة قتل وإبادة؟ كلها تتشارك ذبح أطفال ونساء وعجائز ومواطني قطاع غزة وبقية مظلومي العالم، فبئس العالم أنتم، وبئس الأمم المتحدة، وبئس الاتحاد الأوروبي، وبئس محافل واشنطن ومواثيقها، وبئس مؤسسات حقوق الانسان الغارقة في بحر مذابح غزة والشرق الأوسط، وجواب الله على هذا الطغيان ليس ببعيد إن شاء الله".


IM Lebanon
منذ 44 دقائق
- IM Lebanon
انتخاب رؤساء بلديات ونوابهم في سرايا حلبا
تواصلت عملية الانتخاب على موقع رئيس للبلدية ونائب له في مكتب امينة سر المحافظة رولا البايع في سرايا حلبا الحكومية. وقد انتخب اليوم : – احمد سليمان الحاج رئيسا لبلدية عيات وعلي حسن باكيش نائبا للرئيس. – علاء الدين الاحمد عثمان المرعبي رئيسا لبلدية عيون الغزلان وفضل الله احمد عبد اللطيف نائبا للرئييس. – حمزات يوسف سليمان رئيسا لبلدية عين الزيت وجوزف محمد المحمد نائبا للرئيس. – وليد مالك قاسم رئيسا لبلدية عمار البايكات وعاطف أسعد محمود برهان نائبا للرئيس. – ربيع الياس المكاري رئيسا لبلدية ضهر الليسينة وميلاد نقولا ابراهيم نائبا للرئيس. – غسان ابراهيم تامر رئيسا لبلدية سيسوق وميلاد يوسف الراعي نائبا للرئيس. – جوزيف بطرس عيد الله رئيسا لبلدية سفينة الدريب واميل رزق الله عيس نائبا للرئيس. – علاء فايز الخليل رئيسا لبلدية شدرة ومايز عفيف طعمة نائبا للرئيس.