logo
بـ 'درع السماء'.. أوروبا تتحرك لمواجهة روسيا في أوكرانيا

بـ 'درع السماء'.. أوروبا تتحرك لمواجهة روسيا في أوكرانيا

IM Lebanon٠٧-٠٣-٢٠٢٥

يبحث خبراء عسكريون خطة لإنشاء قوة جوية أوروبية تضم 120 مقاتلة لحماية أجواء أوكرانيا من الهجمات الروسية، دون أن يؤدي ذلك بالضرورة إلى تصعيد أوسع مع موسكو، حسبما أفادت صحيفة الغارديان البريطانية.
الخطة، المعروفة باسم 'Sky Shield' أو درع السماء، تهدف إلى إقامة منطقة حماية جوية بقيادة أوروبية تعمل بشكل مستقل عن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بهدف التصدي لهجمات الطائرات المسيرة وصواريخ كروز الروسية على المدن والبنية التحتية الأوكرانية. ويقترح مؤيدوها أن تكون جزءًا من 'هدنة في السماء' التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الأسبوع.
منطقة الحماية المقترحة
وفقًا للخطة، ستغطي الحماية الجوية ثلاثة محطات نووية عاملة في أوكرانيا، بالإضافة إلى مدينتي أوديسا ولفيف، لكنها لن تشمل الجبهة الشرقية أو خطوط القتال المباشرة.
ووفقًا لدراسة حديثة، فإن تنفيذ Sky Shield قد يكون له أثر عسكري وسياسي واقتصادي يفوق نشر 10,000 جندي أوروبي على الأرض.
بحسب الغارديان، يحظى الاقتراح بدعم عدد من القادة العسكريين والسياسيين السابقين، من بينهم: فيليب بريدلاف، القائد السابق للقوات الجوية الأمريكية في أوروبا، والسير ريتشارد شيريف، نائب القائد الأعلى السابق لحلف الناتو، وألكسندر كفاشنيفسكي، الرئيس البولندي الأسبق.
جابريليوس لاندسبيرجيس، وزير الخارجية الليتواني السابق، الذي قال: 'تنفيذ Sky Shield سيمثل خطوة رئيسية لتعزيز الدور الأوروبي في ضمان أمن أوكرانيا بشكل فعال وكفء.'
زخم جديد بعد تعليق الدعم الأمريكي
رغم أن فكرة إنشاء منطقة حماية جوية فوق أوكرانيا طُرحت منذ بداية الغزو الروسي في فبراير 2022، إلا أنها لم تحرز تقدمًا يُذكر. لكن الخطة اكتسبت زخمًا جديدًا هذا الأسبوع بعد الاجتماع المتوتر بين زيلينسكي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة، والذي أعقبه تعليق الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية لكييف.
أدى القرار الأمريكي إلى إعادة تقييم أوروبي لدوره في دعم أوكرانيا، خاصة مع تزايد المخاوف من احتمال اضطرار القارة إلى تحمل مسؤولية الأمن الأوكراني بمفردها، سواء خلال الحرب أو كجزء من اتفاق سلام مستقبلي.
مخاوف من تصعيد النزاع
لا يزال بعض القادة الأوروبيين مترددين في تبني الخطة بسبب المخاوف من أن تؤدي إلى مواجهة مباشرة مع روسيا، خاصة إذا تم استهداف مقاتلات أوروبية أو إسقاطها خلال تنفيذ المهام الجوية.
لكن مؤيدي المشروع يرون أن 'المخاطر على طياري Sky Shield منخفضة'، حيث لم تجرؤ روسيا على إرسال مقاتلاتها إلى ما وراء خطوط الجبهة منذ أوائل 2022. وبحسب مصممي الخطة، فإن المقاتلات الأوروبية ستبقى على بعد أكثر من 200 كيلومتر من الطائرات الروسية.
التحديات أمام أوكرانيا
تواصل روسيا شن هجمات منتظمة بالصواريخ والطائرات المسيرة بعيدة المدى، ويُعتقد أن الدوريات الجوية الأوروبية يمكن أن تساعد كييف في اعتراضها.
وقالت القوات الأوكرانية يوم الأربعاء إن روسيا أطلقت 181 طائرة مسيرة وأربعة صواريخ على أهداف مختلفة.
ورغم نجاح الدفاعات الجوية الأوكرانية في إسقاط معظم الطائرات المسيرة، إلا أن شخصًا واحدًا قُتل في مدينة أوديسا، كما استُهدفت البنية التحتية في المنطقة.
نقص الإمدادات العسكرية
تعاني أوكرانيا من نقص في الذخيرة والأنظمة الدفاعية، خاصة مع اعتمادها على صواريخ باتريوت الأمريكية، والتي تواجه قيودًا على الإمداد بعد قرار البيت الأبيض وقف الدعم العسكري.
في المقابل، تواصل موسكو تعزيز ترسانتها الصاروخية، حيث تحصل على إمدادات عسكرية من إيران وكوريا الشمالية، بينما تستخدم كييف صواريخ ATACMS الأمريكية وStorm Shadow البريطانية-الفرنسية لاستهداف مواقع داخل روسيا.
ولم يتم حتى الآن اتخاذ قرار نهائي بشأن تنفيذ Sky Shield، لكن التطورات الأخيرة قد تدفع القادة الأوروبيين إلى إعادة النظر في الفكرة، خاصة مع تزايد الضغط على أوروبا لتحمل مسؤولية دعم أوكرانيا في غياب المساعدات الأمريكية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زيلينسكي: لفرض المزيد من العقوبات على روسيا بعد الهجوم الليلي
زيلينسكي: لفرض المزيد من العقوبات على روسيا بعد الهجوم الليلي

النهار

timeمنذ 42 دقائق

  • النهار

زيلينسكي: لفرض المزيد من العقوبات على روسيا بعد الهجوم الليلي

رأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت أن وحدها عقوبات دولية إضافية من شأنها اجبار موسكو على القبول بوقف إطلاق النار، بعد إصابة 15 شخصا في هجوم روسي بواسطة مسيرات وصواريخ خلال الليل. وقال زيلينسكي على إكس "إن وحدها عقوبات إضافية تستهدف قطاعات رئيسية في الاقتصاد الروسي ستجبر موسكو على وقف إطلاق النار"، مضيفا أن "سبب إطالة أمد الحرب يكمن في موسكو".

باريس والرياض تطالبان بـ"إجراءات" ملموسة باتجاه حل الدولتين
باريس والرياض تطالبان بـ"إجراءات" ملموسة باتجاه حل الدولتين

النهار

timeمنذ ساعة واحدة

  • النهار

باريس والرياض تطالبان بـ"إجراءات" ملموسة باتجاه حل الدولتين

دعت فرنسا والسعودية اللتان ترأسان مؤتمراً دولياً بشأن القضية الفلسطينية الشهر المقبل إلى اتخاذ "إجراءات" ملموسة لتنفيذ "خطة" نحو حل الدولتين. تترأس فرنسا بالاشتراك مع السعودية مؤتمراً دولياً في نيويورك بين 17 و20 حزيران/ يونيو لإعطاء دفع لحلّ الدولتين. وقالت آن كلير لوجاندر مستشارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للشرق الأوسط أمام الأمم المتحدة الجمعة خلال اجتماع تحضيري للمؤتمر إنَّه في سياق الحرب في غزة و"توسع الاستيطان في الضفة الغربية"، هناك "ضرورة ملحة ليعود الى الواجهة البحث عن حل سياسي". وأضافت: "يجب أن يكون مؤتمر حزيران/ يونيو خطوة حاسمة نحو التنفيذ الفعال لحل الدولتين. يجب أن ننتقل من الأقوال إلى الأفعال، ومن نهاية الحرب في غزة إلى نهاية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني". وأصرت على الحاجة إلى "نزع سلاح وإزالة حماس" من أجل بناء "إطار قوي وموثوق لليوم التالي". غزة (وكالات). من جانبها، أكدت منال رضوان مستشارة وزير الخارجية السعودي أن نتائج هذا المؤتمر "يجب أن تكون أكثر من مجرد إعلان بل يجب أن تكون خطة عمل"، مؤكدةً أن السلام في المنطقة "يبدأ بالاعتراف بفلسطين". وكان وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو أكد هذا الأسبوع أن فرنسا عازمة على الاعتراف بدولة فلسطين، وهو قرار من المرجح أن يسبب اضطرابات في العلاقة مع إسرائيل. لكن لوجاندر أصرت على أن "المسار الذي نريد اتباعه واضح وهو مسار الاعتراف المتبادل". وفي العام 2020، أدت "اتفاقات أبراهام" التي رعاها دونالد ترامب خلال ولايته الأولى في البيت الأبيض، إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وثلاث دول عربية هي الإمارات والبحرين والمغرب. لكن العديد من الدول العربية ترفض حتى الآن الانضمام إلى هذه الاتفاقات، خصوصاً السعودية، وكذلك جارتي إسرائيل سوريا ولبنان. ويعترف نحو 150 بلداً بدولة فلسطين التي تتمتع بصفة عضو مراقب في الأمم المتحدة، ولكنها لا يمكن أن تمنح العضوية الكاملة إلا بتصويت مؤيد من مجلس الأمن.

الشرق الأوسط على شفير التحوّل: لبنان بين الانكشاف والصمود
الشرق الأوسط على شفير التحوّل: لبنان بين الانكشاف والصمود

المردة

timeمنذ 2 ساعات

  • المردة

الشرق الأوسط على شفير التحوّل: لبنان بين الانكشاف والصمود

تتشكل خرائط جديدة في الإقليم، وتتراجع أخرى كانت ثابتة لعقود. ليس في السياسة شيء دائم، لكن ما يجري اليوم في الشرق الأوسط لا يُقاس بالمواسم السياسية العابرة، بل بالزلازل الجيوسياسية التي تُعيد صياغة موازين القوة، وتفرز محاور، وتُسقط أخرى. في قلب هذا المشهد المتحرك، يقف لبنان كعادته، وسط العاصفة، لا يملك ترف الحياد، ولا رفاهية العزلة. الولايات المتحدة لم تغادر المنطقة رسميًا، لكنها تراجعت فعليًا. منذ عودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض مطلع العام 2025، تسير واشنطن في مسار مختلف: لا حروب جديدة، ولا التزامات ثقيلة، بل تحالفات تجارية، وصفقات نفطية، وإعادة توزيع للأولويات نحو المحيط الهادئ. في هذا السياق، تحوّل الشرق الأوسط إلى ساحة 'إدارة مصالح' بدل 'مشروع نفوذ'، وهو ما فتح الباب أمام قوى إقليمية أخرى لتوسيع أدوارها. إسرائيل، شهدت فترة ولاية دونالد ترامب الثانية بداية عام 2025 تحولًا جذريًا في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، حيث برز توجه جديد يضع المصالح الاقتصادية في المقام الأول على حساب التحالفات التقليدية، بما في ذلك العلاقة مع إسرائيل. رغم الدعم العسكري الضخم لإسرائيل، شهدت العلاقة بين الطرفين توترًا ملحوظًا بسبب قرارات أميركية تركز على صفقات النفط والتجارة مع دول إقليمية أخرى، مثل السعودية وقطر، دون التنسيق الكامل مع تل أبيب. هذا النهج أدى إلى إحباط في الأوساط الإسرائيلية التي شعرت بتراجع الدعم السياسي في بعض الملفات الحساسة، كالتعامل مع إيران والتوسع الاستيطاني، ما دفع إسرائيل إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الإقليمية في ظل سياسة أميركية باتت تُدار بمنطق 'المصلحة أولاً' وليس الحليف أولًا. إيران، على الرغم من العقوبات والضغوط، لا تزال لاعبًا أساسيًا في هذا التحول. ففي العراق، رسّخت طهران نفوذها من خلال دعم حكومة ائتلافية قوية منذ منتصف 2024، بينما استمرت فصائل الحشد الشعبي في تعزيز قدراتها، وهدنة أميركا مع الحوثيين كان لها أثر ايجابي على مستقبل دور إيران في المنطقة، وكذلك صمود حزب الله في لبنان بوجه العدوان الإسرائيلي الأخير وعدم قدرتها على تفيكه والقضاء عليه بالرغم من الضربات غير المسبوقة التي تعرض لها، أيضا تعطي إيران دون شك ورقة قوة إضافية. أما تركيا، فقد دخلت هي الأخرى مرحلة جديدة من الدور الإقليمي، خاصة بعد نجاح الانتخابات الرئاسية في مايو 2023، والتي منحت الرئيس رجب طيب أردوغان تفويضًا أقوى لإعادة هندسة السياسة الخارجية. انخرطت أنقرة في عمق المشهد العراقي، ووسعت وجودها العسكري شمال الموصل، كما أطلقت مبادرة جديدة للحوار مع طهران، وطرحت نفسها كضامن مشترك في معادلات غزة ولبنان. تركيا لم تعد تكتفي بدورها كتوازن بين الغرب والشرق، بل باتت تسعى لتشكيل قطب ثالث قادر على التفاوض من موقع القوة. في هذا المناخ المتحرك، يبدو لبنان مكشوفًا أكثر من أي وقت مضى. منذ نوفمبر 2022، والأزمة المالية التي التهمت أكثر من 90% من القدرة الشرائية للبنانيين، تعيش الدولة حالة شللًا تامًّا. ومع توقف الدعم الخليجي، وتراجع الانخراط الغربي، باتت بيروت في عين العاصفة بلا مظلة. على الرغم من كل المتغيرات والتحولات الإقليمية، بقيت المقاومة في لبنان حجر الزاوية في معادلة التوازن الإقليمي. حزب الله وجناحاته العسكرية والسياسية استطاعوا الحفاظ على قوتهم التنظيمية والقتالية، مع تطوير قدراتهم الدفاعية والهجومية في مواجهة التحديات المتجددة. فقد برزت المقاومة خلال التصعيدات الأخيرة في الجنوب، وخاصة في مواجهات عدة مع إسرائيل، كقوة قادرة على الحفاظ على الاستقرار النسبي رغم الضغوط الدولية والإقليمية. كذلك، استمرت في تعزيز تحالفاتها مع القوى المقاومة في العراق وفلسطين واليمن، مما يعكس قدرتها على التكيف مع المشهد الجديد، والحفاظ على دورها المركزي كحامٍ للمقاومة والمشروع الوطني في وجه محاولات الإضعاف والتطبيع. هذا الحضور يؤكد أن المقاومة ليست مجرد قوة مسلحة، بل مشروع سياسي واجتماعي لا تزال تمثل خيارًا حيويًا لدى قطاعات واسعة من الشعب اللبناني. هذا الحضور العسكري يتكامل مع بنية سياسية تعبّر عنها قوى متحالفة داخل البرلمان، ورصيد اجتماعي لا يزال قائمًا في البيئة المقاومة، رغم الأزمة الاقتصادية؛ فبحسب استطلاع أجراه 'مركز الدراسات الوطنية' في مارس 2025، فإن 61% من سكان الجنوب والبقاع لا يزالون يعتبرون أن سلاح المقاومة 'ضرورة في مواجهة إسرائيل'، مقابل 27% فقط يطالبون بتجريده دون ضمانات، وظهر ذلك جلياً من خلال الانتخابات المحلية في البقاع وتسونامي الجنوب، حيث فازت ٩٥ بلدية و ٧٧ مختاراً بالتزكية في محافظتي النبطية ولبنان الجنوبي، لكن الأزمة لا تقتصر على المقاومة. القوى السيادية تعاني من انكشاف مماثل. مع تراجع الدعم الغربي، لم تعد تمتلك قدرة التفاوض أو التأثير، بل باتت أسيرة رهانات خارجية لم تعد قائمة. تيارات كانت تراهن على تدخل دولي أو مبادرة فرنسية أو غطاء خليجي، وجدت نفسها فجأة في العراء، تتنازع المواقف، دون مشروع جامع أو قدرة على الفعل. هكذا، يعود السؤال الجوهري إلى الواجهة: من يحمي لبنان؟ هل المشروع هو بناء دولة تعتمد على ميزان قوى خارجي متبدل، أم إعادة إنتاج دولة مقاومة، تنبع من قدراتها الذاتية وتحالفاتها الحقيقية؟ في زمن الخرائط المتبدلة، لا مكان للفراغ، ولا مكان للضعفاء. وحدهم الذين يملكون رؤية متماسكة، وقدرة على الفعل، يستطيعون فرض وجودهم في معادلة لا تعرف الانتظار. لبنان لا يحتاج إلى وهم الحياد، بل إلى وضوح التموضع. فالمعركة اليوم لم تعد بين محورين فقط، بل بين من يملك قراره وبين من ينتظر أن تُكتب له الأدوار من الخارج. وفي هذا الشرق، من لا يكون فاعلًا يُصبح مفعولاً به… أو خارج المعادلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store