
مصادر في مستشفيات غزة للجزيرة: 22 شهيدا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم بينهم 16 من طالبي المساعدات.
يتم قراءة الآن
هل تغزو الفصائل السوريّة البقاع؟
جهد رئاسي للوصول الى صيغة توافقيّة لحصريّة السلاح... وإلّا المجهول؟ حزب الله يزور عون في الرابية الاثنين... ولقاء قريب مع جنبلاط الانتخابات النيابيّة مفصليّة: الحريريّون باشروا التحضيرات... وتحالف «الاشتراكي» و«القوات»
إتصالات مكثفة لمخرج قبل الثلاثاء... وعون لا يريد "دعسة ناقصة"
لماذا فتحت سوريا باب موسكو مجدداً؟
اشترك بنشرة الديار لتصلك الأخبار يوميا عبر بريدك الإلكتروني
إشترك
عاجل 24/7
12:16
هآرتس عن والدة أسير إسرائيلي قتله الجيش في غزة: علينا الخضوع لمطالب حماس وهذا أهون من ترك أبنائنا يموتون جوعا.
12:16
مصادر في مستشفيات غزة للجزيرة: 22 شهيدا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم بينهم 16 من طالبي المساعدات.
12:13
مصادر للجزيرة: نحو 3000 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى صباح اليوم بحماية من شرطة الاحتلال.
12:11
كهرباء لبنان ترد على اتهامات الفساد: افتراءات بلا دليل ومناقصة ضمن القانون
12:06
حريق كبير بين معركة وباريش شرق صور ومناشدات لإخماده قبل وصوله إلى المنازل
09:45
وزارة الصحة في غزة: من المقرر إدخال شاحنات تحمل أدوية ومعدات طبية إلى مستشفيات القطاع اليوم عبر اليونيسف

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 15 دقائق
- ليبانون 24
مصادر مقربة من حزب الله لـ "الجديد": تصعيد قاسم جاء رداً على الورقة الأميركية "المتشددة" وعلى ضغوط خارجية مورست على الرؤساء مؤخراً
مصادر مقربة من حزب الله لـ "الجديد": تصعيد قاسم جاء رداً على الورقة الأميركية "المتشددة" وعلى ضغوط خارجية مورست على الرؤساء مؤخراً Lebanon 24


المنار
منذ 26 دقائق
- المنار
الشيخ قاسم : لسنا معنيين بسحب السلاح..والمقاومة جزء من اتفاق الطائف ومسألة ميثاقية
اعتبر الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم انه 'يجب إدراج على جدول أعمال مجلس الوزراء بند واضح بعنوان: كيف نواجه العدوان الإسرائيلي ونحمي السيادة؟ ما هي الإجراءات العملية المطلوبة؟ ما هو الجدول الزمني لتنفيذها؟ ما هي المقومات التي يمكن الاستفادة منها؟ كيف يمكن إشراك الأحزاب والقوى والطوائف والشعب وسائر المعنيين في عملية الدفاع عن لبنان؟ كيف نقف معًا من أجل إخراج الاحتلال الإسرائيلي؟ كيف نزيد الضغط على العدو الإسرائيلي من خلال الرعاة المتواطئين أو بطرق أخرى؟'. وأضاف سماحته خلال كلمة في الذكرى الأربعين لاستشهاد القائد الكبير، شهيد فلسطين، اللواء محمد سعيد إيزدي، 'الحاج رمضان' (رضوان الله تعالى عليه)،: 'هذه هي الأولوية، وليست الأولوية هي سحب السلاح إرضاءً للعدو الإسرائيلي. لسنا معنيين بسحب السلاح لأن الولايات المتحدة أو إحدى الدول العربية تسعى وتضغط بكل ما أوتيت من جهد لفرض هذا الخيار'. وتساءل الشيخ قاسم: ' إذا كنتم فعلاً تدعمون لبنان، فعليكم أن تكونوا مع وقف العدوان، وإخراج الاحتلال الإسرائيلي، والبدء بإعادة الإعمار، والإفراج عن الأسرى. بعد ذلك تعالوا وتحدثوا معنا في أي شأن تشاؤون، ونحن جاهزون'. وأكد أن 'المقاومة جزء من اتفاق الطائف، وهي منصوص عليها في الإجراءات المطلوبة لحماية لبنان بكافة الوسائل، ولا يمكن أن يُناقش أمر دستوري بالتصويت، بل يتطلب توافقاً ومشاركة مختلف مكونات المجتمع حول القضايا المشتركة'. وتابع الشيخ قاسم : 'كما أن إلغاء الطائفية السياسية يتطلب توافقاً عاماً، وكما أن توزيع المناصب وفقاً للاطمئنان الطائفي يُعدّ ميثاقياً، فإن المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي أيضاً مسألة ميثاقية لا تُناقش إلا بالتوافق'. ودعا الشيخ قاسم إلى نقاش وطني حول استراتيجية الأمن الوطني والدفاعية، قائلاً: 'الأمن الوطني يتجاوز مسألة السلاح، ويأخذ في الاعتبار تراكم القوة، ووحدتها، والدفاع عن لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي. الاستراتيجية ليست لنزع السلاح وفق جدول زمني كما يتوهّم البعض'. وأردف سماحته: 'كنا ننتظر أن نجتمع مع المعنيين كمقاومة لمناقشة استراتيجية الأمن الوطني، لكنهم بدلاً من ذلك اختزلوا كل شيء بمطلب نزع السلاح، ولم يقدموا أي تصور حقيقي عن أمن وطني جامع. نحن لا نقبل بذلك، ونعتبر أنفسنا مكوّناً أساسياً من مكونات لبنان، وبالتالي نحن بحاجة إلى إعادة نظر في مقاربة هذا الملف'. كما أكد حرص حزب الله على 'استمرار التعاون والتفاهم والنقاش مع الرؤساء الثلاثة'، مشدداً على أنه 'لا يجوز أن يُشعر أحد بالضغط فيلجأ إلى ممارسة الضغوط الداخلية، لأن مصلحة لبنان تقتضي أن يعرف الجميع أن هذا البلد له خصوصيته'. وتابع سماحته قائلاً: 'لا يصح أن يُمارَس الضغط على الداخل اللبناني بهدف انتزاع التنازلات عن الحقوق والسيادة. هذه نقطة خاطئة. يجب أن نواجه الغرب والولايات المتحدة وكل الجهات الضاغطة بالقول: في لبنان لدينا مقومات. وعلينا أن نتفاهم بيننا. كما ينبغي أن ننتبه لدعاة الفتنة الداخلية، ومن تلطّخت أيديهم بالدماء، ومن يعملون كخدام للمشروع الإسرائيلي في الداخل والخارج'. ودعا الشيخ قاسم إلى عدم الانجرار خلف الإملاءات الخارجية، مضيفاً: 'لا أحد مرتاح في هذا البلد، فالضغوط تتوالى علينا تباعاً. لكننا نقول بوضوح: هذه قضايا داخلية لا تُناقش إلا بين اللبنانيين. لا يحق لأحد أن يفرض علينا اتفاقات من الخارج. نحن نريد اتفاقاً فيما بيننا من أجل السيادة والاستقلال'. وأكد سماحته أن 'حل أي أزمة في لبنان لا يتم إلا بالتوافق، وهذا موضوع استراتيجي وأساسي يجب أن ننجزه من خلال المؤسسات، والجيش، والمقاومة التي تُعد جزءاً لا يتجزأ من هذا النسيج الوطني'. وأضاف الشيخ قاسم : 'اليوم، يمكن للدولة اللبنانية أن تعلن أمام المجتمع الدولي مسؤوليتها عن الحدود الجنوبية والشرقية. ولتُحاسب الدولة اللبنانية إذا وقع أي حادث هناك، لأنها تقوم بواجبها كاملاً على المستوى الداخلي، وقد أثبتت قدرتها على ضبط الإيقاع ومنع المجازر والتعقيدات في القرى'. وأردف: 'يجب أن يُقال للعالم إن الدولة اللبنانية تضمن حماية حدودها وسيادتها، وهي تتحمّل مسؤولية ما يجري داخلها. ولكن لا يجوز أن يُستخدم المجتمع الدولي للمطالبة بتحقيق أهداف العدو الإسرائيلي التي عجز عن تحقيقها بالحرب'. وتابع سماحته: 'لا يحق لأحد أن يحرم لبنان من عناصر قوته التي تحمي سيادته، ولا يحق لأحد أن يمنع لبنان من أن يكون عزيزاً. هذا أمر أساسي، ويجب أن يُرسّخ في الأذهان. لقد قدمنا الكثير، وقدّم اللبنانيون والجيش والشعب تضحيات عظيمة. لا يحق لأحد أن يستخف بذلك'. وقال الشيخ قاسم: 'من قدّم التضحيات وحرّر الأرض أكثر وطنية ممن عبث بالوطن وقتل المواطنين. لا أحد يُزايد علينا. لنا تاريخ مشرف، وتاريخنا يختصره سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، الذي رحل شهيداً مقداماً، شجاعاً، وقدّم للإنسانية، ولفلسطين، ولبنان ما لم يقدّمه الكثيرون'. وتابع: 'لدينا السيد الهاشمي والقادة الشهداء، ولدينا خمسة آلاف شهيد في معركة طوفان الأقصى ومعركة أولي البأس، ولدينا 13 ألف جريح، ولدينا دمار ونزوح، وكل هذا تم تقديمه من أجل إيقاف العدوان. وقد نجحنا في ذلك'. وأوضح أن' العدوان الإسرائيلي كان سيصل إلى بيروت، وكان يستهدف تغيير كل شيء في لبنان، لكن المقاومة والجيش والشعب وقفوا في وجهه ومنعوه من تحقيق أهدافه'. وأضاف: 'المقاومة بخير، قوية، تمتلك الإيمان والإرادة، وهي مصممة على حماية سيادة لبنان واستقلاله. جمهور المقاومة صابر ومتماسك، والمجاهدون على أتمّ الجهوزية للتضحية. وهذه حقيقة يعرفها الجميع'. شهيد فلسطين الإيراني واستهل الشيخ قاسم كلمته بالإشارة إلى أن الشهيد إيزدي، شهيد فلسطين الإيراني، جاء من أقاصي الأرض ليكون في خدمة فلسطين، شعباً وأرضاً، وقضية، ومقاومة، مؤكداً أن بوصلته كانت دائماً متجهة نحو القدس. واضاف سماحته :'ولد الحاج رمضان عام 1964 في محافظة كرمنشاه، والتحق بالحرس الثوري الإسلامي منذ تأسيسه، وشارك في الحرب المفروضة على إيران منذ بداياتها. وعندما بلغ سن التاسعة عشرة، عُيّن نائباً لقائد لواء النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو ما يعكس نبوغه ووعيه وإمكاناته القيادية منذ ريعان شبابه'. وتابع سماحته :'في العام 1984، قَدِم إلى لبنان مسؤولاً عن مقر الحرس في منطقة الهرمل، ثم انتقل للعمل في مكتب فلسطين، الذي يعنى بالتنسيق مع فصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان. وفي السابع عشر من كانون الأول/ديسمبر 1992، حين أبعد العدو الإسرائيلي 415 مقاومًا فلسطينيًا إلى مرج الزهور جنوب لبنان، أمضى الحاج رمضان ثلاثة عشر شهراً معهم، يقاسمهم المأكل والمشرب والمسكن، ويؤمّن لهم حاجاتهم، ويشرف على تدريبهم ورعايتهم، وكان من بينهم القادة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، الحاج إسماعيل هنية، عماد العلمي، والدكتور محمود الزهار، وقد استشهد معظمهم لاحقاً'. واردف بالقول :'بقي الحاج رمضان في لبنان حتى عام 1995، ثم عاد إلى إيران. وبعد تحرير جنوب لبنان عام 2000، ومع بدايات إرهاصات انتفاضة الأقصى، عاد مجدداً إلى لبنان بطلب من الشهيد القائد عماد مغنية (رضوان الله عليه) وبموافقة من الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني (رضوان الله عليه)، قائد قوة القدس آنذاك، وبرضى سماحة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه). تولّى عندها مسؤولية ملف فلسطين في قوة القدس في الحرس الثوري الإسلامي'. الرسالة والنهج وقال الشيخ قاسم إن الآية القرآنية: {الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون}، تنطبق تمامًا على الشهيد الحاج رمضان وإخوانه. فقد واكب تطورات الانتفاضة الفلسطينية، ودعم المقاومة في فلسطين، ونقل الخبرة والتجربة والسلاح والتدريب إلى مختلف فصائل المقاومة. وأضاف:' أن الحاج رمضان، إلى جانب الشهيد عماد مغنية، أشرف بعد تحرير غزة عام 2005 على إعداد الخطة الدفاعية للقطاع، وكان له اهتمام خاص بتطوير العمل المقاوم في فلسطين، ومتابعة مختلف شؤونها السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية والاجتماعية'. وأشار سماحته إلى أن' الشهيد آمن بوحدة الصف الفلسطيني، وكان يلتقي دائماً بقيادات الفصائل الفلسطينية. وعند جمعه لهذه القيادات في لبنان، كثيراً ما كان يتواصل معنا للحضور، تأكيداً على العلاقة المباشرة مع الإخوة الفلسطينيين. كما كان الشهيد رمضان يشرف على اللقاءات المشتركة بين حزب الله والفصائل الفلسطينية في طهران'. فلسطين فوق الجغرافيا وتطرق الشيخ قاسم إلى الوضع الفلسطيني الحالي، مشيراً إلى حجم المأساة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، قائلاً: 'ما من شعب في العالم يمكنه تحمّل ما يتحمّله الفلسطينيون. أكثر من 61 ألف شهيد، و150 ألف جريح، وأكثر من مليونين ومئتي ألف نازح يتنقلون من مكان إلى آخر، معرضين للقتل والتجويع، بل يُقتلون وهم يبحثون عن الطعام والمساعدات'. وأضاف أن' هذا الإجرام الممنهج هو نتاج تواطؤ منظّم بين الولايات المتحدة الأميركية والكيان الإسرائيلي لإبادة الشعب الفلسطيني، في محاولة للاستيلاء الكامل على الأرض لصالح الكيان الغاصب. إلا أن الشعب الفلسطيني، صامد منذ 77 عاماً، حاملاً راية المقاومة والحق، وماضٍ في طريقه بثبات حتى النصر'. وتابع: 'قال الحاج رمضان عن طوفان الأقصى إنه معجزة لم تحققها أي مقاومة في العالم، وأكد أن القدس ترفع وتعز من يخدمها'، مشيراً إلى أن هذه النظرة تنبع من منهج الإمام الخميني (قدّس سره) الذي وصف الكيان الإسرائيلي بالغدة السرطانية الخبيثة، التي لا علاج لها سوى الاستئصال. نهج الثورة الإسلامية وأوضح الشيخ قاسم أن' الإمام الخميني (قدّس سره) منذ اليوم الأول لانتصار الثورة الإسلامية عمل على دعم فلسطين عملياً، من خلال تشكيل قوة القدس، وإنشاء جيش العشرين مليون، وتحويل سفارة الكيان إلى سفارة لفلسطين، وإعلان يوم القدس العالمي، انطلاقاً من رؤية واضحة تعتبر فلسطين أولوية تتقدم على ما سواها'. وأشار إلى أن' الإمام الخامنئي (دام ظله) سار على هذا النهج، مؤكداً أن 'الدفاع الصريح عن الشعوب المظلومة، لا سيما الشعب الفلسطيني، كان في صلب أولويات نهج الإمام الخميني'، لافتاً إلى أن فلسطين ليست مجرد قطعة أرض، بل قضية إنسانية وأخلاقية ودينية وتربوية وعالمية'. العلاقة بحزب الله وأشاد الشيخ قاسم بالعلاقة الوثيقة التي ربطت الحاج رمضان بقيادة حزب الله، وعلى رأسها سماحة السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه)، وقال إنه كان يعرف كل قادة الحزب، وشارك في حرب تموز 2006 وفي معركة 'أولي البأس'، وعاد إلى لبنان بعد يومين فقط من استشهاد السيد نصر الله، واضعاً نفسه بتصرّف الحزب. وأكد أنه كان عاشقاً لحزب الله، وللمقاومة، وللسيد نصر الله، ولكل من يعمل في سبيل الله تعالى، مشيراً إلى أن الحاج رمضان كان يتمتع بصفات شخصية رفيعة: مؤمن، عرفاني، عاشق للإمام الخميني (قدّس سره)، وللإمام الخامنئي (دام ظله)، متواضع وحازم في آن، ذو هيبة وكرم نفس، وكان لأبناء الشهداء مكانة خاصة جدا في قلبه واهتماماته'. الاغتيال واضاف سماحته:'استشهد اللواء محمد سعيد إيزدي في 21 حزيران/يونيو 2025، في مدينة قم المقدسة في إيران، خلال العدوان الإسرائيلي الغادر. وعلّق وزير حرب العدو الإسرائيلي على عملية الاغتيال بالقول: 'إن اغتيال محمد سعيد إيزدي أبرز إنجازات الحرب على إيران'، وهو ما يُعدّ دليلاً على حجم تأثيره ودوره في إيلام العدو'. دعوة لإنهاء ملف المرفأ ورفضٌ لإملاءات براك الجديدة وتوقّف الشيخ قاسم، عند الذكرى السنوية الخامسة لانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب، واصفاً إياه بـ'الكارثة الكبيرة' التي أدت إلى وقوع ضحايا وجرحى وخلّفت دمارًا وألمًا، وأثّرت في أوضاع العديد من المواطنين، فضلاً عن إحداثها 'جرحًا بليغًا في لبنان، لمواطنيه ولكل المحبّين'. ودعا الشيخ قاسم إلى 'الإسراع في إنجاز المحاكمات والتحقيقات بعيدًا عن التسييس الذي أخّر النتيجة إلى هذا الوقت'، متمنيًا أن تكون المرحلة المقبلة 'مرحلة إنجاز سريع، بعيدًا عن التسييس والتطييف، وبعيدًا عن الاتهامات الجاهزة والأوامر الخارجية'، حتى يعرف الناس الحقيقة وتصل القضية إلى نتيجة صحيحة، 'فيُعاقب المرتكب ويُبرّأ البريء'. وختم هذا المحور بالدعاء للضحايا بالرحمة، وللجرحى بالشفاء، ولعائلاتهم بالصبر والسلوان. مصلحة لبنان هي استعادة السيادة والاستقلال والتحرير وانتقل الشيخ قاسم إلى الوضع السياسي، مشيرا الى 'خارطة الطريق لبناء لبنان وتثبيت الاستقرار فيه'، مؤكدًا أن هناك ثلاث قواعد أساسية لتحقيق ذلك: المشاركة والتعاون في إطار وحدة وطنية ليكون الشعب اللبناني 'قلبًا واحدًا' في سبيل النهضة. تحديد الأولويات التي تؤسّس للواقع اللبناني وعدم الانشغال بالقشور أو الطلبات الخارجية. عدم الخضوع للوصاية الأجنبية، سواء كانت أمريكية أو غيرها، لأن الخضوع 'يُبطل قدرتنا وإنجازاتنا ويدفعنا باتجاه آخر'. وأشار سماحته إلى أن' الاتفاق الذي جرى في 27 تشرين الثاني 2024 كان 'اتفاقًا غير مباشر بين الدولة اللبنانية والعدو الإسرائيلي' لوقف العدوان، وقد أظهر 'تعاونًا وثيقًا ومميزًا بين المقاومة والدولة'. ولفت إلى أن 'المقاومة، لا سيما حزب الله، سهّلت للدولة جميع الإجراءات دون مناكفة أو تأخير'، مشيدًا بالالتزام الكامل من قبل حزب الله مع الحكومة والجيش ورئاسة الجمهورية. وأكد عدم تسجيل أي خرق من المقاومة لا في مواجهة العدو الإسرائيلي ولا في التنسيق مع الجيش اللبناني والدولة'. وقال الشيخ قاسم إن' هذا التعاون يُشكّل 'نموذجًا لكيفية تفاعل المقاومة مع الدولة عند وجود توافق وإيمان مشترك'، بينما في المقابل، 'لم تلتزم إسرائيل بالاتفاق، ونفّذت آلاف الخروقات'، معتبرًا أن ما جرى في سوريا أثّر على موقف الاحتلال الذي 'ندم على صياغة الاتفاق، لأنه أعطى لبنان وحزب الله قدرة على الاستمرار'. وتابع: 'لذلك، قررت إسرائيل أن تستمر كما فعلت في سوريا، وتحاول تكرار الأمر في لبنان، وتسعى إلى تغيير الاتفاق الذي لم تلتزم به أصلًا'. وأضاف سماحته: 'مصلحة لبنان هي استعادة السيادة والاستقلال والتحرير، أما مصلحة الكيان الإسرائيلي فهي إضعاف لبنان للتحكّم بمساره'، مؤكدًا: 'نحن كمسؤولين ومقاومة وشعب وجيش، علينا أن نفتّش عن مصلحة لبنان، لا عن مصلحة الاحتلال الإسرائيلي'. وحول الوساطة الأمريكية الجديدة، قال: 'أمريكا لم تأتِ لتطرح اتفاقًا جديدًا، بل جاءت بإملاءات، تسعى لنزع قدرة حزب الله ولبنان بالكامل، وتجريد المقاومة والشعب من قوته، لجعل لبنان مكشوفًا أمام الكيان الإسرائيلي'. وأشار إلى أن 'ما أتى به الموفد الأمريكي عاموس براك يصبّ بالكامل في مصلحة الاحتلال'. ولفت إلى أن 'المذكرة الثالثة التي حملها براك إلى الحكومة اللبنانية، أسوأ من سابقتيها'، مضيفًا: 'فيها بندٌ يقول إن المرحلة الثانية تمتد بين 15 و60 يومًا، وتشمل نزع السلاح، مع ذكر أمثلة للأسلحة التي يجب تسليمها، مثل الهاون، القنابل اليدوية، المتفجرات، الصواريخ أرض – جو، والطائرات المسيّرة، وغيرها'. وأوضح: 'بحسب المذكرة، يجب تفكيك هذه الأسلحة خلال 30 يومًا، أي أن كل الإمكانات العسكرية يجب أن تُسلّم خلال 45 يومًا للدولة اللبنانية'. وتابع قائلاً: 'هم لا يتحدثون عن سلاح ثقيل أو متوسط فقط، بل عن القنابل اليدوية وقذائف الهاون التي تُعد أسلحة بسيطة، وتنتشر لدى العديد من العشائر والجهات، ويطلبون أن تُسلَّم جميعها'. واستنكر ذلك بالقول: 'حتى القنابل يريدونها، ويطلبون نزعها'. وأشار سماحته إلى' بند آخر في المذكرة ينص على 'تفكيك 50% من البنية التحتية بحلول اليوم الثلاثين'، وعلّق على ذلك : 'أحد القادة العسكريين سألهم: كيف نعرف ما هو 50%، إن لم نكن نعرف ما هو 100%؟'، معتبراً أن هذا 'لغم' يُمكن للعدو استخدامه لاحقًا للادعاء بعدم الالتزام الكامل'. وأضاف: 'إذا تم تنفيذ كل ما ورد، نكون قد وصلنا إلى اليوم 45، فتبدأ إسرائيل حينها بالانسحاب من النقاط الخمسة، لكن يشترط للانتقال إلى المرحلة الثالثة أن تنسحب من ثلاث نقاط على الأقل، بين اليوم 60 واليوم 90، عندها يبدأ الحديث عن إطلاق الأسرى'. واشار الشيخ قاسم الى ان ' المطلوب اليوم هو تجريد لبنان من قدرته العسكرية، عبر تجريد المقاومة، ومنع الجيش اللبناني من امتلاك السلاح إلا بما يؤدي وظيفة داخلية، ولا يؤثر على الكيان الإسرائيلي لا من قريب ولا من بعيد'، مؤكداً أن هذا ما يُراد فرضه على لبنان حتى وإن تم تمرير المذكرة. وتساءل: 'لكن ماذا لو أن الاحتلال الإسرائيلي لم ينفذ حتى هذه البنود عديمة القيمة؟'. وأضاف الشيخ قاسم أن' المذكرة تنص على عواقب في حال حدوث خرق من قبل أي طرف، متسائلاً: 'ما هي عواقب الخرق الإسرائيلي؟ قالوا إنها الإدانة من مجلس الأمن الدولي وإعادة النظر في عدم الاشتباك العسكري! وكأنهم يقولون: 'أقسم أيها الكاذب'!'. وتابع: 'هل أصبحنا اليوم نعوّل على صدق الأميركيين والإسرائيليين؟ هل مجرد توقيعهم وضماناتهم تكفي؟ الأميركي نفسه يقول الآن إنه لا ضمانات'. وتابع :'في حال تجاوز الكيان الإسرائيلي حدوده، تساءل الشيخ قاسم: 'ما الذي يمكننا فعله؟ أن نشتكي إلى مجلس الأمن؟ أهلاً وسهلاً! أنتم إذاً تقولون إن يد الكيان الإسرائيلي مفتوحة حتى مع تقديم كل هذه التنازلات من الجانب اللبناني'. وتابع: 'أما إذا التزم لبنان، فالعقوبة ستكون تجميد المساعدات العسكرية المشروطة وفرض العقوبات الاقتصادية، رغم أن لبنان خاضع للعقوبات أصلاً منذ عام 2019، والمساعدات متوقفة'. ورأى سماحته أن' الولايات المتحدة تتنصل من أي التزام تجاه لبنان، مشيراً إلى أن ما يُطلب من المذكرة هو 'تجريد لبنان من قوته مقابل انسحاب جزئي غير مضمون، في ظل اختلال واضح في ميزان القوى'. وأشار الشيخ قاسم إلى أن' المسار الذي سبق أن جرى الاتفاق عليه قد ألغي'، قائلاً: 'معناه أننا دخلنا في نفق جديد اسمه اتفاق جديد، ونحن لا نوافق على أي اتفاق غير القائم بين الدولة اللبنانية والكيان الإسرائيلي. فليُنفذ الاتفاق أولاً، ثم يمكن النقاش في أي شيء آخر'. وأكد سماحته أن 'أي جدول زمني يُعرض للتنفيذ تحت سقف العدوان الإسرائيلي مرفوض'، موضحًا أن 'الجدول الزمني يعني التزامًا من طرف واحد في ظل استمرار العدوان'. وتابع: 'هل المطلوب الذهاب إلى نقاش أم تسليم السلاح دون أي بحث في الأمن الوطني أو الاستراتيجية الدفاعية؟ هذا أمر مرفوض'. وشدد الشيخ قاسم على أن 'لا يمكن للبنان أن يلتزم بالتخلي التدريجي عن قوته، فيما تبقى كل أوراق القوة بيد العدو الإسرائيلي'، لافتًا إلى أن بعضهم يبرر هذا التوجه بذريعة 'إزالة الحجج' من أمام الخارج، تحت ضغط التهديد بوقف التمويل وفرض العقوبات. وتساءل: 'ما نفع التمويل إن سُلِب قرارنا، وانتهكت سيادتنا، وبقي جزء من أرضنا محتلًّا، وصار البلد بلا خيار؟ سنصبح عبيدًا! ونحن لا نقبل أن نكون عبيدًا لأحد، لا لأميركا، ولا لبعض الدول العربية، ولا لأي جهة في العالم'. وأشار الشيخ قاسم إلى أن الضغط الذي يُمارَس اليوم هدفه التخويف بالحرب وتوسيع العدوان، سائلاً: 'لماذا يعتمد الكيان الإسرائيلي اليوم الاعتداءات المحدودة والضغط السياسي الأميركي، ولا يذهب مباشرة إلى عدوان واسع؟ لأن مصلحته أن لا يخوض حربًا شاملة، إذ إن المقاومة، والجيش، والشعب سيدافعون، وسقوط الصواريخ في داخل الكيان الإسرائيلي سيُسقط كل الأمن الذي بنوه منذ ثمانية أشهر في ساعة واحدة'. وأضاف: 'العدو يدرك أن الرد سيكون مكلفًا، لذا يتجنب الحرب المفتوحة، وعلينا ألّا نسمح لأحد بتهويل الأمور علينا'، متسائلاً: 'هل إذا قدمنا كل شيء سيتوقف العدوان؟ لا! بل العكس، إذا لم يتبقَّ لدينا شيء، تصبح فرصة الاعتداء أكبر'. وأكد الشيخ قاسم أن' لا أحد يحمي لبنان وشعبه في حال التنازل، مستشهداً بتصريح وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش الذي قال إن 'الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من النقاط الخمس جنوب لبنان، وإن القرى التي دمّرت لن يُعاد إعمارها'، متسائلًا: 'ألا يعني هذا أن الاحتلال يُصرّ على إبقاء يده فوق لبنان؟'. ورأى سماحته أن 'الرهان على الخارج لا يُجدي، فإن كان الخارج يريد استقرار لبنان، سيرضخ لإرادته حين يصمد، أما إن لم يكن يعنيه، فلن تجدي كل التنازلات'. وأشار الشيخ قاسم إلى أن' الدعم المقدّم للجيش اللبناني اليوم هو في حدود ضيقة ولغايات داخلية فقط، وليس لمواجهة الكيان الإسرائيلي. وتابع: 'منذ عام 2019 يُقال للبنانيين: 'قوموا بواجبكم لنساعدكم'، لكن أميركا وبعض العرب أنهكوا لبنان تحت هذا العنوان'. وأكد أن 'لبنان يمتلك اليوم رئيسًا وحكومة ومؤسسات مستقرة إلى حدٍّ ما، وأن الأزمة الأساسية هي العدوان الإسرائيلي'. وتساءل: 'أين الحكومة من البيان الوزاري الذي ينص على تحصين السيادة؟ هل التخلي عن السلاح واستسلام لبنان للكيان الإسرائيلي هو تحصين للسيادة؟'. وذكّر بالفقرة الرابعة من البيان الوزاري التي تقول إن الدولة مسؤولة عن الدفاع عن حدودها وردع المعتدي، متسائلًا: 'أين الردع؟ أين حماية المواطنين؟ أين الدفاع عن الحدود؟ إن كنتم عاجزين، لا تزيدوا على أنفسكم. وإن كنتم غير قادرين، فلنبنِ خطة تمنح الجيش القدرة العسكرية والبشرية لمواجهة أي عدوان'. المقاومة ميثاقية وطالب سماحته بخطة دفاعية واضحة تتيح للجيش ردع الاعتداءات، مذكرًا بأن 'ثمانية أشهر مرّت من دون ردع حقيقي'، مضيفًا أن الفقرة الخامسة من البيان الوزاري، المأخوذة من وثيقة الوفاق الوطني (الطائف)، تنصّ على 'اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي'، متسائلًا: 'أين هذه الإجراءات؟ وأين الأعمال التي تثبت أن لدى الدولة القدرة على مواجهة العدو الإسرائيلي؟'. وشدد سماحته على ضرورة أن تضع الدولة خططاً واضحة لمواجهة التهديدات والضغوط، وتأمين الحماية بدلاً من تجريد المواطنين والمقاومة من عناصر قوتهم، معتبراً أن هذه القوة هي التي تمكّن لبنان من المطالبة بحقوقه، والمقايضة، والثبات، والمواجهة، وتحرير الأرض، وتحقيق السيادة الحقيقية. الجرحى اهل ايمان وبصيرة ونموذج لا يهزم وتوقف الشيخ قاسم عند ما وصفه بـ'النماذج العظيمة من الجرحى الذين يُعدّون شهداء أحياء'، مشيراً إلى أن بعضهم رغم فقدانه البصر، يسعى للتخصص في الذكاء الاصطناعي وحقق نجاحاً متقدماً في امتحانات الشهادة الرسمية، كما أن آخرين اختاروا دراسة علم النفس لخدمة الناس، مؤكداً أن 'هؤلاء الجرحى هم مصدر فخر، وهم من يُكملون المسيرة'. وأضاف: 'كل واحد من هؤلاء لديه راية مختلفة، لكن يجمعهم العزم والإيمان والصلابة. الجرحى ليسوا خارج المعركة، بل هم في قلبها، ويواصلون العطاء'. وتابع :'ايها الشهداء الاحياء ، ايها الجرحى لديكم ايمان وبصيرة وانتم نموذج لا يمكن ان يهزم'. واضاف:'جرحى 'البايجر' وكل الجرحى هم أصحاب بصيرة وأصحاب عزم وبقمة العطاءات والعزيمة وحققوا نجاحات في الامتحانات الرسمية'. وأكد الشيخ قاسم أن 'المقاومة لا تقتصر على حزب الله وحركة أمل، بل تشمل أحزاباً وقوى وشخصيات من مختلف الطوائف والأفكار، علمانيين، مؤمنين، شيوعيين وغيرهم، وهؤلاء جميعاً يشكلون رصيد المقاومة الكبير'. وأضاف 'عدونا لم يحقق أهدافه بعد، وهو ليس مطلق اليد. لا تسمحوا له أن يحقق ما فشل فيه عبر الهزيمة النفسية. نحن لسنا مهزومين. قولوا لكل من يضغط عليكم: راجعوا المقاومة. نحن باقون، صامدون، وسننتصر بإذن الله، وستبقى المقاومة، مع الجيش والشعب، في الميدان، ونحن جماعة هيهات منا الذلة'. وأوضع الشيخ قاسم ان'لبنان لا يستقر إلا بجميع أبنائه، وليس بإعطاء فئة على حساب فئة أخرى، ولا فئات على حساب فئات أخرى'، مشدّدًا على أن 'لبنان المستقر، الواحد والموحد، يجب أن تتجسّد فيه الدولة بكل مكوناتها، ومن ضمنها المقاومة، كجسم واحد، فلا يوجد فريق باسم الدولة وآخر باسم المقاومة، بل إن المقاومة جزء من تركيبة الدولة'. وأضاف الشيخ قاسم: 'اعلموا أننا متفاهمون ومتعاونون، ولا صحة لما يُشاع عن وجود خلاف بين حزب الله وحركة أمل. على العكس، نحن كالسمن والعسل، متفاهمون، وعلى قلبكم مجتمعون'، '، في إشارة إلى ثبات العلاقة بين الطرفين رغم ما يُثار من محاولات التشكيك'. وأكد أن 'أحدًا لا يملك أن يُمارس التهويل علينا'، مضيفًا: 'من يمتلك الشرف والمقاومة لا يمكن إلا أن يكون صاحب عزّة وأنفة، يحافظ على قوته وعلى شعبه'. وحذّر الشيخ قاسم من أن المعركة الدائرة اليوم تمسّ الكيان الوطني بأسره، قائلًا: 'اعلموا أن هذه المعركة، إما أن يفوز فيها لبنان، كل لبنان، أو أن يخسر فيها لبنان، كل لبنان. لا يمكن لفريق أن يربح ولفريق آخر أن يخسر، بل كلنا نربح معًا أو نخسر معًا. ونحن على قناعة تامة بأننا قادرون على أن نربح معًا'. وأضاف: 'عندما يبدأ دعاة الفتنة وبعض الانهزاميين بالتحرك، محاولين خلق مشاكل وتعقيدات، وتسخير لبنان لمصلحة الأجنبي، فذلك يعني أنهم يتسببون بخسارة لبنان'. وأردف: 'من يُغلّب مصلحته الخاصة المتقاطعة مع المصلحة الإسرائيلية، هو المسؤول عن أي ضرر يلحق بلبنان'. ورأى سماحته أن 'العدوان هو المشكلة، وليس السلاح'، داعيًا إلى 'حل مشكلة العدوان أولًا، ثم مناقشة موضوع السلاح لاحقًا'، مؤكّدًا أن 'الحل يكون بامتلاك أسباب القوة، لا بالتخلي عنها'. وشدّد على أن 'الاعتماد يجب أن يكون على الله وعلى الشرفاء، لا على الذئب الطاغي الأميركي وزبانيته'، مضيفًا: 'يجب أن نكون كالأسود لعبور هذه المرحلة، لا أن نعجز أنفسنا فنكون كالحملان، فنُؤكَل ولا يبقى لنا أثر'. وختم الشيخ قاسم كلمته بتلاوة الآية الكريمة: 'يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا، واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون. وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين'. وأكد في الختام أن 'الوطن يواجه اليوم وصاية أجنبية، وتغوّلًا أميركيًا عربيًا، وتنمرًا داخليًا'، معتبرًا أن 'هذه المرحلة هي من أخطر مراحل استقلال لبنان، لكننا أقوى بالاستقلال، وبثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وبالوحدة الوطنية، وهذا هو ما سنواصل العمل عليه'. الكلمة الكاملة للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في ذكرى أربعين الشهيد القائد اللواء محمد سعيد إيزدي (الحاج رمضان): بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه الأبرار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نلتقي اليوم في ذكرى أربعين الشهيد القائد، شهيد فلسطين، اللواء محمد سعيد إزدي الحاج رمضان رضوان الله تعالى عليه، لنتحدث عن سيرته ومواقفه وعطاءاته وجهاده، وفي القسم الثاني من الحديث سنتكلم عن الأوضاع السياسية الحالية في لبنان.نبدأ مع شهيدنا الكبير، اللواء إزدي الحاج رمضان، شهيد فلسطين الإيراني الذي جاء من أقصى الأرض من أجل أن يكون في خدمة فلسطين وتحرير فلسطين وشعب فلسطين وبوصلة فلسطين.ولد في سنة 1964 في محافظة كرمانشاه، التحق بالحرس الثوري الإسلامي منذ تأسيسه وشارك في الحرب المفروضة على إيران من أولها، عندما أصبح في عمر 19 سنة، أصبح نائبًا لقائد لواء النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا يدل على نباهته وقدراته وإمكاناته التي جعلته قائدًا في موقع حساس منذ سن الشباب سنة 19.في العام 1984، جاء إلى لبنان كمسؤول مقر الحرس في منطقة الهرمل، لينتقل بعدها إلى العمل في مكتب فلسطين المعني بالتنسيق والمتابعة مع فصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان.في سنة 1992، وبالتحديد في 17-12-1992، أبعد العدو الإسرائيلي 415 مقاومًا من داخل فلسطين إلى مرج الزهور في جنوب لبنان، أمضى الحاج رمضان 13 شهرًا مع المبعدين، أي أكل، نام، شرب، جلس معهم، يؤمن لهم حاجاتهم ومتطلباتهم، يؤمّن كل الأمور المطلوبة، فضلًا عن التدريب والرعاية والاهتمام. ومنهم القادة: الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، الحاج إسماعيل هنية، عماد علمي، الدكتور محمود الزهار، والأغلب أصبحوا شهداء.بقي الحاج رمضان في لبنان إلى سنة 1995، ثم غادر إلى إيران، بعد تحرير جنوب لبنان سنة 2000، ومع بدء إرهاصات انتفاضة الأقصى، عاد إلى لبنان بطلب من الحاج الشهيد عماد مغنية رضوان الله تعالى عليه، ومن الحاج قاسم سليماني رضوان الله تعالى عليه، الذي كان وقتها هو المسؤول وقائد قوة القدس، وبالتالي بموافقة من سماحة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه.جاء الحاج محمد سعيد إزدي، الحاج رمضان، إلى لبنان ليكون مسؤولًا عن ملف فلسطين في قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية المباركة. ينطبق عليه قوله تعالى: 'الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون.'تابع الحاج رمضان وإخوانه تطورات الانتفاضة، ودعم المقاومة في فلسطين، ونقل التجربة والسلاح والتدريب إلى كل الفصائل الفلسطينية، بعد تحرير قطاع غزة في العام 2005، أشرف الحاج رمضان إلى جانب الحاج عماد مغنية، رضوان الله تعالى عليهما، على الخطة الدفاعية لغزة وتطوير المقاومة فيها، وكذلك، كان للحاج رمضان اهتمام خاص بتطوير العمل المقاوم في فلسطين، وهو الذي كان يتابع كل الشأن الفلسطيني: سياسيًا، وعسكريًا، وأمنيًا، وإعلاميًا، واجتماعيًا.آمن الحاج رمضان بوحدة الصف الفلسطيني، وكان دائمًا يجتمع مع القيادات المختلفة على المستوى الفلسطيني، وكان عندما يجمع القيادات الفلسطينية في لبنان، غالبًا يتصل بي ويطلب مني أن أكون حاضرًا، ليكون دائمًا حزب الله مع الفلسطينيين مباشرة مع القادة، كذلك، عندما كنا نذهب إلى طهران، كنا نجتمع معهم برعاية وإشراف الحاج رمضان، الذي كان ينسق الجلسة المشتركة بين حزب الله والفصائل الفلسطينية المختلفة.اليوم، ترون في فلسطين الإجرام والإبادة لهذا الشعب العظيم، ولا يمكن لأي شعب في العالم أن يتحمل ما يتحمله هذا الشعب الفلسطيني، إلى الآن: 61 ألف شهيد، 150 ألف جريح، مليونان و200 ألف من الذين ينتقلون من مكان إلى مكان آخر، وهم معرضون للقتل اليومي وللتجويع الدائم، بل يُقتلون عندما يأتون لأخذ التموين أو بعض المساعدات. هذا كله إجرام ممنهج، منظم، يومي، وقتل للأطفال والنساء في الخيم والبيوت والشوارع، وعند تلقي بعض الخدمات كالغذاء أو ما شابه. هذا يدل على أن أمريكا وإسرائيل تعملان بشكل منظم لإبادة هذا الشعب الفلسطيني، لأنهم يريدون أرضه لإسرائيل الغاصبة، ولا يريدونه أن يعيش ويحيا لكنه شعب سيستمر بإذن الله تعالى وهو الذي صمد كل هذه الفترة، صمد 77 سنة، وهو يحمي لواء المقاومة والحق المقدس، وصمد حوالي سنتين إلى الآن بهذا الإجرام البشع والقتل البشع، ومع ذلك هو أبيّ وسينتصر إن شاء الله تعالى. قال الحاج رمضان عن طوفان الأقصى: 'إنه معجزة لم تحققها أي مقاومة في العالم'، وقال: 'القدس ترفع وتعز من يدعمها ومن يخدمها.' هذه هي نظرته، هذه النظرة عند الحاج رمضان هي متأثرة بشكل أساسي بمنهجية الإمام الخميني، قدس الله روحه الشريفة، الذي كان يقول عن الكيان الإسرائيلي إنه 'غدة صهيونية سرطانية'، وتعرف السرطان، ينتشر بطريقة خبيثة، وبالتالي يؤثر على كل من حوله، وبالتالي أيضًا يؤثر في أن يقتل، وأن ينتشر بطريقة خبيثة، السرطان لا حل معه إلا بالاقتلاع، هذه نظرة الإمام الخميني قدس الله روحه الشريفة، الذي عمل من اللحظة الأولى على أن يدعم القضية الفلسطينية إجرائيًا وعمليًا، من خلال التشكيلات، ومن خلال قوة القدس، ومن خلال جيش العشرين مليون، ومن خلال تحويل السفارة الإسرائيلية إلى سفارة فلسطينية، وإعلان يوم القدس العالمي، كل هذا العمل من الإمام الخميني، قدس سره، لأنه يرى أن نصرة فلسطين أولوية وتتقدم على ما عداها.وهكذا أيضًا تابع الإمام الخامنئي، دام ظله، وهو القائل: 'إن الدفاع الصريح عن الشعوب المظلومة، لا سيما الشعب الفلسطيني، كان ضمن أولويات نهج الإمام الخميني، قدس سره'، وقال أيضًا: 'قضية غزة ليست قضية قطعة من الأرض، وقضية فلسطين ليست قضية جغرافية، إنها قضية الإنسانية.'هذه نظرة الولي الفقيه، هذه نظرة قيادتنا، التي تعتبر أن فلسطين تتجاوز الموضوع الجغرافي إلى الموضوع الإنساني، والأخلاقي، والديني، والتربوي، والعالمي، وهذا ما يجعل المسؤولية على الجميع بأن يدعموا فلسطين.الحاج رمضان كان على علاقة ممتازة مع حزب الله، على علاقة ممتازة مع سماحة سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، يعرف كل القادة في حزب الله، وكذلك كان له مشاركة في حرب تموز سنة 2006، في معركة أولي البأس، قدم إلى لبنان بعد يومين من اغتيال سماحة سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصر الله، رضوان الله تعالى عليه، يَدَعي نفسه بتصرف حزب الله، هو عاشق لحزب الله، وللمقاومة، وللسيد حسن، ولكل هؤلاء الذين يعملون في سبيل الله تعالى.الحاج رمضان تميز بصفات شخصية مهمة، هو مؤمن، عرفاني، عاشق للإمام الخميني قدس سره، والإمام الخامنئي دام ظله، متواضع وحازم في نفس الوقت، ذو هيبة، كريم النفس، وكان لأبناء الشهداء مكانة خاصة جدًا في قلبه وفي اهتماماته.استُشهد في 21 حزيران 2025 في مدينة قم المقدسة في إيران، قال وزير حرب العدو عن عملية الاغتيال: إن اغتيال محمد سعيد إزدي أبرز إنجازات الحرب على إيران، رحمك الله أيها اللواء الشهيد، أيها القائد الملهم، الحاج رمضان، شهيد فلسطين، إلى روحه وأرواح الشهداء نهدي ثواب السورة المباركة الفاتحة، مع الصلاة على محمد وآل محمد.قبل أن أتحدث عن الوضع السياسي، أتوقف عند الكارثة الكبيرة التي حصلت في الرابع من آب منذ خمس سنوات في انفجار المرفأ، وما أدّت إليه من ضحايا وجرحى ودمار وألم، وخرّبت أوضاع الكثيرين، فضلًا عن أنها أحدثت جرحًا بليغًا في لبنان، لمواطنيه ولكل المحبين.نحن ندعو إلى الإسراع في إنجاز المحاكمات والتحقيقات، بعيدًا عن التسييس الذي أخر النتيجة إلى هذه الفترة، نتمنى أن تكون هذه المرحلة، مرحلة إنجاز سريع، بعيدًا عن التسييس، بعيدًا عن التطييف، بعيدًا عن الاتهامات الجاهزة والأوامر الخارجية، حتى يعرف الناس الحقيقة، وحتى نصل إلى النتيجة الصحيحة، ويُعاقب المرتكب ويُبرّأ البريء، ولكن لا بد لهذا الملف أن ينتهي إلى خير وإلى نتيجة، وإن شاء الله الرحمة لكل الضحايا، ونطلب من الله تعالى الشفاء للجرحى، والصبر والسلوان للعوائل المكلومة التي أُصيبت بأولادها وأحبائها.أدخل إلى الوضع السياسي، سأتحدث عن خمس نقاط في الوضع السياسي:أولًا: ما هي خارطة الطريق لبناء لبنان وتثبيت الاستقرار فيه؟ نحن نعتبر أنه لا بد من ثلاث قواعد أساسية لبناء لبنان:القاعدة الأولى: أن نتشارك ونتعاون في إطار وحدة وطنية، حتى نكون قلبًا واحدًا لنهضة لبنان، يعني المشاركة والتعاون.ثانيًا: أن نضع الأولويات التي تؤثر وتؤسس لكل المبنى في الواقع اللبناني، ولا نتلهّى بالقشور وبالطلبات الخارجية. ثالثًا: عدم الخضوع للوصاية الأميركية أو غير الأميركية، لأن الخضوع للوصاية يُبطل قدرتنا ويُبطل إنجازاتنا، ويجعلنا نذهب في اتجاه آخر. إذًا، نحن نؤمن أنه لبناء لبنان لا بد من توفير هذه القواعد الثلاث:المشاركة والتعاون، رسم الأولويات، وعدم الخضوع للوصاية الأجنبية كائنًا ما كانت، دولية أو عربية.الاتفاق الذي انعقد في 27 تشرين الثاني سنة 2024 هو اتفاق غير مباشر لوقف العدوان الإسرائيلي ومترتبات وقف العدوان، وانعقد بين الدولة اللبنانية والعدو الإسرائيلي بشكل غير مباشر. هذا الاتفاق أبرز تعاونًا وثيقًا ومميزًا بين المقاومة والدولة، يعني من أرقى أشكال التعاون أن المقاومة سهّلت للدولة كل الإجراءات المطلوبة منها في الاتفاق من دون أن تُضطر إلى مناكفة أو تأجيل أو مشكلة أو حادثة.بالعكس 8 أشهر حزب الله والمقاومة بشكل عام، التزموا التزامًا كاملًا مع إجراءات الدولة اللبنانية، مع الحكومة، مع الجيش اللبناني، مع رئاسة الجمهورية، مع كل المعنيين، ولم يُسجَّل لا خرق في مواجهة العدو الإسرائيلي، ولا خرق في عدم الاستجابة للجيش اللبناني والتعاون مع الدولة اللبنانية.هذا نموذج لكيفية تعاون المقاومة مع الدولة عندما يكون هناك توافق وتعاون وإيمان مشترك وقلب واحد. في المقابل، إسرائيل انقلبت على الاتفاق، ولم تلتزم، وتجاوزت بآلاف الخروقات، ولأكن واضحًا معكم، ما حصل في سوريا أثّر كثيرًا على هذه الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل، حيث ندمت على صياغة الاتفاق، واعتبرت أنه يُعطي لبنان ويُعطي حزب الله قدرة وإمكانية لاستمرار القوة الموجودة في لبنان، لذلك اعتبروا أنه 'لا، دعونا نكمل كما نفعل في سوريا، دعونا نفعل في لبنان'، وبالتالي يريدون تغيير هذا الاتفاق، وهم لم يلتزموا به أصلًا. مصلحة لبنان: استعادة السيادة والاستقلال والتحرير، ومصلحة إسرائيل: إضعاف لبنان، ليتحكّموا بمساره.اليوم نحن، عندما نعمل كمسؤولين ومقاومة وشعب وجيش وكل المعنيين، نريد أن نبحث عن مصلحة لبنان، وليس عن مصلحة إسرائيل، جاءت أمريكا، أمريكا لم تأتِ لتطرح اتفاقًا جديدًا، من يطّلع على الاتفاق الذي جاء به باراك لا يجده اتفاقًا، بل يجده إملاءات، يجده نزع قوة وقدرة حزب الله ولبنان بالكامل، ونزع قوة المقاومة، ونزع قوة الشعب، يعني يريد أن يجعل لبنان مجردًا تمامًا أمام الكيان الإسرائيلي.ما أتى به باراك هو لمصلحة إسرائيل بالكامل، أنا أحببت أن أذكر بعض فقرات من المذكرة الثالثة، التي هي أسوأ من الأولى والثانية.مذكرة باراك إلى الحكومة اللبنانية تقول:المرحلة الثانية هي من 15 إلى 60 يومًا، يعني في أول 15 يومًا، على أساس أنه – قال – تحت عنوان وقف العدوان وما شابه، لكن كله إنشاء عربي. من 15 إلى 60 يومًا: نزع السلاح، مثلًا، يعطون أمثلة حتى يكون كل شيء واضح: مثل الهاون، وقاذفات الصواريخ، القنابل اليدوية والمتفجرات، وأجهزة الصواريخ الحارقة، جو-أرض، أرض-أرض، والأسلحة التي تسبب إصابات جماعية، والأسلحة البيولوجية والكيميائية، والطائرات من دون طيار، والتي يتم تفكيكها في جميع أنحاء البلاد في غضون 30 يومًا، يعني من 15 إلى 30 يومًا، يكون قد مرّ 45 يومًا، كل الإمكانات يجب أن تكون قد فُكِّكت واستلمتها الدولة اللبنانية.هذه ليست أسلحة ثقيلة، هذه ليست أسلحة متوسطة، القنبلة اليدوية يريدونها، القاذفات مثل الهاون يريدونها، والهاون يُعتبر من السلاح العادي البسيط، الذي عادة العشائر والجهات المختلفة لديها مثل الخبز، نحن نحمل مسدسًا، لكنهم يحملون RPG ويحملون مثل هذه الهاونات والقنابل، قال هذه كلها مطلوب أن تُفكَّك خلال 30 يومًا.الأحسن من ذلك، ضعه بين هلالين، لأنه قد يقول أحدهم: يا أخي، كلها صعب أن تُفكك كلها في 30 يومًا، قال: لا، الحمد لله هم عقلاء ويفهمون، قال: المطلوب تفكيك 50% من البنية التحتية بحلول اليوم الثلاثين.في أحد القيادات العسكرية، كنا هكذا نتحدث، قال: 'أنا سألتهم، قلت لهم: من يعرف كم هي 50%؟'، وهو لا يعرف كم هي 100%. وبالتالي، هذا اللغم، يعني غدًا يقول لك: 'لا، أنت الذي سحبته لم يصل بعد إلى 50%.' لو ظللت تسحب حتى تصل إلى 99%، سيقول لك: 'أنت لم تصل إلى 50%.' نحن نعرف الإسرائيلي، ونعرف كيف يتحرّك. قال: إذا فعلوا كل هذه، أين وصلنا؟ يوم 45؟ تبدأ إسرائيل الانسحاب من النقاط الخمسة، تبدأ، سيسهّل الانسحاب من ثلاث نقاط، نجاح المرحلة الثالثة، قال: بما أنه هناك خمس نقاط، إسرائيل تنسحب من الخمس نقاط، لكن كبداية، يعني تبدأ بالانسحاب على الأقل، مطلوب أن تنسحب من ثلاث نقاط، حتى ندخل في المرحلة الثالثة، التي هي من 60 إلى 90 يومًا، وساعتها يبدأ الحديث عن إطلاق الأسرى. هذا ماذا يُسمّى؟ هذا يُسمّى: تجريد لبنان من قدرته العسكرية، بتجريد مقاومته، وعدم السماح للجيش اللبناني أن يكون لديه سلاح، إلا بمقدار ما يؤدي وظيفة داخلية، ولا تؤثر على إسرائيل، لا من قريب ولا من بعيد، هذا هو المطلوب أن يُنَفّذ، حتى لو سلّمنا جدلًا بأن هذه المذكرة سارت، فماذا لو لم تنفّذ إسرائيل حتى هذا الأمر الذي لا طعم له؟قال: 'هناك عواقب للخرق'، أي إذا خرقت إسرائيل أو إذا خرق لبنان، فما هي عواقب الخرق الإسرائيلي؟ قال: 'إدانة من مجلس الأمن الدولي ومراجعات عدم الاشتباك العسكري'، قالوا للكذّاب احلف'، قال: 'جاءت والله جلبها'هل نحن الآن نراهن على أن يكون الأميركيون والإسرائيليون صادقين؟ وإذا قلنا لهم: 'احلفوا' سيمضي الأمر؟تعطون ضمانات؟ على كل حال، الأميركي يقول من الآن: 'لا توجد ضمانات'، ماذا نفعل إذا تجاوزت إسرائيل حدودها؟ نشتكي عليها في مجلس الأمن؟ أهلًا وسهلًا، يعني أنت في النهاية تقول: 'يد إسرائيل مفتوحة حتى عندما تقدمون كل هذا التنازل!، في المقابل، ماذا يحدث للبنان إذا افترضنا أنه لم يلتزم؟ قالوا: 'تجميد المساعدات العسكرية المشروطة والعقوبات الاقتصادية!'. أنتم أصلًا أهلكتم لبنان بالعقوبات الاقتصادية وبالمساعدات العسكرية منذ 2019 حتى الآن، ولم تعطوا شيئًا، وأمريكا تنصلت من كل ما له علاقة بالكيان الإسرائيلي، ما هي المساعدات التي تقدمها أمريكا؟ ما هي المساعدات التي تقدمها الدول العربية وغيرها؟ هل أحد يقدم شيئًا؟ إذن المطلوب من المذكرة هو تجريد لبنان من قوته مقابل انسحاب جزئي غير مضمون، والتفاوض بين الطرفين مع اختلال ميزان القوى، المسار الذي وافقنا عليه في الاتفاق الأول، أين أصبح؟ معناه أنه تم إلغاء الاتفاق الأول، وتمت تبرئة إسرائيل من كل هذه التجاوزات، ودخلنا في نفق جديد اسمه 'اتفاق جديد'، نحن لا نوافق على أي اتفاق جديد غير الاتفاق القائم بين الدولة اللبنانية والكيان الإسرائيلي.فليُنفّذوا الاتفاق أولًا، ثم ليتحدثوا عن كل ما يريدون الحديث فيه.الأمر الثاني: ما لا علاقة له بلبنان، أي جدول زمني يُعرض لينفذ تحت سقف العدوان الإسرائيلي، لا يمكن أن نوافق عليه، لأن الجدول الزمني يعني أن تلتزم بشيء والعدوان لا يزال قائمًا، كيف تضع جدولًا زمنيًا وتحدد أوقاتًا تصبح مطالبا فيها في حين أن الإسرائيلي لم يفعل شيئا حتى الآن.هل المطلوب أن نذهب إلى نقاش، أم أن نسلم السلاح دون نقاش لا أمن وطني، ولا استراتيجية دفاعية؟هذا أمر خاطئ، لا يمكن أن نقبل بأن يلتزم لبنان بالتخلي التدريجي عن قوته بينما تبقى كل أوراق القوة في يد العدو الإسرائيلي.ثانيًا: اليوم، ماذا يقولون لنا؟ يقولون: 'نحن مضطرون أن نزيل الذرائع'، لماذا؟ قالوا: 'لأن هناك ضغطًا خارجيًا بعدم التمويل وفرض العقوبات.' هل وفروا لنا شيئًا أصلًا؟ ثم ما فائدتنا إذا كان لدينا تمويل بينما سُلب قرارنا، وانتهكت سيادتنا، وبقي جزء من أرضنا محتلًا، وأصبحنا بلا خيار؟ ما فائدة هذا التمويل الذي يمكن أن يعطونا إياه؟لا فائدة فيه، لأننا سنصبح حينها أزلام وأتباع وعبيد، نحن لا نقبل أن نكون عبيدًا لأحد، لا لأمريكا، ولا لبعض الدول العربية، ولا لأي مخلوق على وجه الأرض، ماذا تقولون؟ ضغط خارجي؟ يمنعون عنا التمويل؟ فليمنعوه! هم يمنعونه أصلًا، هل هناك تمويل أصلًا؟ هل أعطونا مرة شيئًا؟ كل مرة يقولون: 'بعدما تنفذون، نعطيكم.'، لذلك، هذا ليس أمرًا يجوز لأحد أن يخضع له، فليهددوا ما يهددوا.يقولون: 'يخوفون من الحرب وتوسيع العدوان.'، أسألكم: لماذا تعتمد إسرائيل حاليًا هذه الطريقة في الاعتداء المحدود والضغط السياسي الأميركي، ولا تلجأ مباشرة إلى العدوان الواسع؟لأن مصلحة إسرائيل ألّا تذهب إلى العدوان الواسع، لأنه إذا حدث، فالمقاومة ستدافع، والجيش سيدافع، والشعب سيدافع،هذا الدفاع سيؤدي إلى سقوط صواريخ داخل الكيان الإسرائيلي، وكل الأمن الذي بنوه خلال 8 أشهر سينهار خلال ساعة واحدة، فكم من الوقت سيحتاجون لإعادة الترميم؟ لذلك، مصلحتهم ألّا يخوضوا هذه الحرب الواسعة كي لا يواجهوا ردة فعل المقاومة والدفاع، هذه هي مصلحتهم، وهم يفكرون بهذه الطريقة، لذا، لا يهوّل أحد عليكم كثيرًا، وهم في أي لحظة، يمكن أن يشنّوا هذا العدوان. لكن، هل إذا سلمتم لهم كل شيء، سيتوقف العدوان؟ لا، لن يتوقف، لأنه بيدهم كل شيء. بالعكس، إذا لم يعد لدينا شيء، فإن فرصة الاعتداء وفرصة العمل الإجرامي ستكون أكبر بكثير من أي وقت مضى.إذا لم يبقَ معنا شيء، فمن يحمي لبنان وشعب لبنان؟ألم تسمعوا وزير المالية 'سموتريتش'؟ وهو ركن أساسي في الحكومة الإسرائيلية.يقول: 'الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من النقاط الخمس في جنوب لبنان، وأن القرى التي دمّرها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان لن يُعاد بناؤها.'يقولها لكم ذلك بشكل واضح؟ نحن لدينا من يقول: 'لا، ليس كذلك فهذا كلام…'كيف لهذا أن يكون كلاما؟ فكل الذي قالوه فعلوه، كل ما قالوه فعلوه، وكل ما لم يقولوه يفعلوه.لذلك، إذا كان لبنان المستقر يعني الخارج، ويريدون أن يكون لبنان مستقرًا، تأكدوا أنهم سيرضخون عندما يثبت لبنان.وإذا كان لبنان الخارج لا يعني لهم شيئًا، فمهما قدمنا لهم، لن يعني ذلك شيئًا، لذلك، لا يراهن أحد على أن هذا الأمر مرتبط بما نقدّمه. اليوم هم يدعمون الجيش اللبناني بمقدار قليل جدًا، لماذا؟لأنهم يعتبرون أن هذا المقدار هو من أجل الشأن الداخلي فقط، أما بخصوص الأمر الإسرائيلي، فلا هذا ليس دعما. في عام 2019 حصلت التظاهرات وبدأ التغيير في لبنان، ومنذ 2019 حتى اليوم، ماذا يقولون لنا؟'نفّذوا حتى نعطيكم.'، 'افعلوا ما عليكم حتى نمنحكم.'أمريكا أنهكت لبنان، ومعها بعض الدول العربية، تحت عنوان: 'نفّذوا وسنقدّم.'، اليوم لدينا رئيس جمهورية، ولدينا حكومة، ومؤسسات تُبنى، ووضع داخلي مستقر، كل الأزمة الأساسية اليوم هي نتيجة العدوان الإسرائيلي.هنا، أعود إلى البيان الوزاري، لأنه يُقال دائمًا: 'لنعد إلى البيان الوزاري'، وكأن المقاومة تطلب مواقف خارجة عن مواقف الدولة، ماذا يقول البيان الوزاري؟الفقرة الثالثة منه تقول:'إن أولى الأهداف التي تضعها الحكومة أمام أعينها، وأرقى المهام التي ستنكب على إنجازها، هو العمل على قيام دولة القانون بعناصرها كافة، وإصلاح مؤسساتها، وتحصين سيادتها'، أخبرونا أيتها الحكومة، أين تعملون على تحصين السيادة؟'أخبرونا ما هي الإجراءات العملية التي أدت إلى تحصين السيادة؟ هل التخلي عن السلاح هو تحصين للسيادة؟ هل الاستسلام لإسرائيل هو تحصين للسيادة؟ هل تسليم السلاح لإسرائيل بناءً على طلبها وطلب أمريكا وبعض الدول العربية هو المطلوب في هذه المرحلة ويؤدي إلى سيادة لبنان؟في الفقرة الرابعة التي جاءت بعدها: 'والدولة التي نريد هي التي تلتزم بالكامل مسؤولية أمن البلاد والدفاع عن حدودها وثغورها، دولة تردع المعتدي، وتحمي مواطنيها، وتحصن الاستقلال.'أين ردع إسرائيل؟ أين الدولة التي تدفع البلاء عن لبنان؟ أين مسؤولية الأمن في مواجهة العدو الإسرائيلي؟ أين الدفاع عن الحدود والثغور؟تقولون لنا إنكم عاجزون، إذا كنتم عاجزين، لا تعجزوا أنفسكم أكثر، تقولون إننا لا نستطيع، نقول لكم على مهل دعونا نبني القدرة، دعونا نضع خطة عسكرية ليكون للجيش إمكانات عسكرية، وليكون لديه أعداد بشرية، وقدرة على مواجهة العدو الإسرائيلي إذا اعتدى علينا أو بقي محتلاً.الآن تقولون في بيانكم الوزاري في الفقرة الرابعة إنكم تريدون حفظ الدفاع عن الحدود والثغور، وأن هذه الدولة تردع المعتدي، أعطوني برنامجكم لردع المعتدي، أعطوني جدولاً زمنياً لردع المعتدي، أعطوني خطوات عملية لردع المعتدي، أين؟ صرنا ثمانية أشهر ولا يوجد ردع. في الفقرة الخامسة، كان دائماً يتغنى رئيس الحكومة –ومعه حق أن يتغنى – لأن هذه فقرة مهمة جداً، ونحن جميعاً نتغنى بها مثله، أخذ الفقرة من دستور الطائف، ماذا يقول الطائف؟ 'وتلتزم الحكومة، وفقاً لوثيقة الوفاق الوطني المقررة في الطائف، وهذا مكتوب في البيان، باتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي، وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها.'أول شيء يجب أن تقوموا به هو اتخاذ كل الإجراءات لتحرير الأرض اللبنانية، ماذا يعني 'كل الإجراءات'؟ يعني الجيش، يعني الشعب، يعني المقاومة، يعني الأحزاب. عندما يكون البلد مهدد، كل القوى معنية بأن تدافع وتتصدى، فإذن، في قلب الطائف، وفي قلب الوثيقة الوطنية، وقد أوردتموها أنتم في البيان الوزاري الذي وافقنا عليه جميعاً، تقولون: 'باتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي'، أرونا أين هي الإجراءات التي تُتخذ؟ أين الأعمال التي تثبت إمكانية أن نواجه العدو الإسرائيلي؟ على الدولة أن تضع خططاً لمواجهة الضغط والتهديد وتأمين الحماية، لا أن تُجرد مواطنيها من قدرتهم وقوتهم، وتُجرد مقاومتها من قدرتها وقوتها، وتخسر أسباب القوة التي تساعدها على أن تطالب وتُقايض وتثبت وتواجه وتُحرر الأرض، وتجعل هناك سيادة حقيقية للبنان.هذه هي الوظيفة التي يجب أن تقوم بها الدولة، يعني يجب أن نذهب إلى مجلس الوزراء ونضع بنداً: كيف نواجه العدوان الإسرائيلي ونحمي السيادة؟ ما هي الإجراءات العملية؟ ما هو الجدول الزمني لتحقيق ذلك؟ ما هي عناصر القوة التي نستفيد منها؟ كيف يمكن أن نُشرك الأحزاب والقوى والطوائف والشعب وكل المعنيين في عملية الدفاع عن لبنان؟ كيف نقف معاً من أجل إخراج إسرائيل؟ كيف نزيد الضغوط على العدو الإسرائيلي من خلال الرعاة المتواطئين أو بأي طريق آخر؟هذا ما يجب القيام به أن نضع برنامج في هذا الموضوع ونضع له جدول زمني، هذه الأولوية الموجودة، وليس الأولوية الذهاب لسحب السلاح كرمى لعيون إسرائيل، وليس سحب السلاح لأن الأمريكان ولأن إحدى الدول العربية تسعى وتضغط بكل جهد أن هذا أولوية، ماذا تريدون بإسرائيل؟ حتى لو بقيت، أين السيادة؟ أنتم، هل تعملون للبنان أم تعملون لمن؟ إذا كنتم تعملون للبنان، إذا كنتم تدعمون لبنان، فيجب أن تكونوا مع إيقاف العدوان، وإخراج الاحتلال الإسرائيلي، وبداية الإعمار، والإفراج عن الأسرى، بعد ذلك، تعالوا تحدثوا معنا بما شئتم، نحن حاضرون.وسأقولها بشكل واضح: المقاومة هي جزء من دستور الطائف، منصوص عليها هناك في الإجراءات التي يجب أن تُتخذ بكافة الأشكال لحماية لبنان، لا يمكن لأمر دستوري أن يُناقش بالتصويت، الأمر الدستوري يتطلب توافقاً، ويتطلب مشاركة مكونات المجتمع كافة لتتفاهم على القضايا المشتركة. كما أن إلغاء الطائفية السياسية يتطلب توافقاً عاماً، وإلغاء فكرة العدد لمصلحة التوزيع الطائفي الذي يطمئن الطوائف هو أمر ميثاقي، كذلك المقاومة لمواجهة إسرائيل أمر ميثاقي يُناقش بالتوافق. تعالوا نناقش استراتيجية أمن وطني، واستراتيجية دفاعية، الأمن الوطني يتجاوز موضوع السلاح، لأنه يأخذ بعين الاعتبار قوة لبنان، وتراكم القوة، وتجميع القوة، ومحاولة الدفاع، ومواجهة العدو الإسرائيلي.ليست الاستراتيجية جدول زمني لنزع السلاح، كنا ننتظر أن نجلس يوماً مع المعنيين كمقاومة لنناقش ماهية استراتيجية الأمن الوطني، يبدو أنهم وضعوا استراتيجية الأمن الوطني جانباً وبات الموضوع فقط أعطونا السلاح ولا أمن وطني، كيف ذلك؟ نحن لا نقبل، لأننا نعتبر أنفسنا مقوم أساسي من مقومات لبنان، لذلك، يجب إعادة النظر في كيفية المقاربة. ثالثاً، نحن حريصون على بقاء التعاون بيننا وبين الرؤساء الثلاثة، حريصون على النقاش، وعلى التفاهم، وعلى التعاون، لا يضغط أحد على الآخر، لا يعتبر أحد نفسه مضغوطاً، فيقوم بالضغط علينا في الداخل، لا، أحد مضغوط، في النهاية، كل شخص يعرف أن لبنان هو أصل: ما الذي ينفع لبنان ونفعله، لا يحصل أن تتعرض للضغط، فتضغط علينا لنتنازل عن الحق والسيادة، هذه نقطة خاطئة. نحن وإياكم يجب أن نكون معاً، قولوا للغرب، قولوا للأمريكيين، قولوا لكل من يضغط: نحن لدينا مقومات في لبنان، ونريد أن نتفاهم مع بعضنا، لا تستطيعون أن تلزمونا.علينا الانتباه أيضاً من دعاة الفتنة الداخلية، ومن الذين تلطخت أيديهم بالدماء، وعلينا الانتباه من الذين يعملون كخُدام للمشروع الإسرائيلي داخلياً وخارجياً.أتمنى عليكم ألّا تضيعوا الوقت بالعواصف التي تثيرها الإملاءات الخارجية، اليوم، البلد كله متلبك من أوله إلى آخره، لا أحد مرتاح، لأن باراك أتى إلينا ورمى الورقة الأولى والثانية والثالثة، أين أنتم واقفون؟ ما القصة؟ كلما تكلّم أحد أو جاء مسؤول عربي إلى المسؤولين وقال لهم: 'افعلوا… وإلا…'، ماذا تعني 'وإلا'؟ 'وإلا لا يوجد مال؟' (عمرها لا تكون الأموال)، من أنت لتشترينا بالمال؟ ماذا تقولون أنتم؟ هذا بلد، هذا بلد قُدمت فيه تضحيات، وقُدمت فيه دماء، ما يتعلق بلبنان، نناقشه نحن في لبنان، لا أحد يناقش في الداخل اللبناني ما نفعله نحن كلبنانيين، لا أحد يفرض علينا إملاءات، لا نريد أن نقوم بالاتفاق مع أحد في الخارج، نحن نريد أن نقوم بالاتفاق فيما بيننا من أجل سيادتنا واستقلالنا، نحن كلبنانيين نرتب وضعنا الداخلي بالتعاون والتفاهم، وليعلم الجميع: لن يحصل حل من دون توافق، هذا موضوع استراتيجي وأساسي، دعوهم ينفذون الاتفاق، ونحن ننفذ مصلحتنا في لبنان بالتوافق فيما بيننا من خلال المؤسسات، والجيش، والمقاومة جزء لا يتجزأ من هذا النسيج. أنا أقول لكم: تقدر اليوم الدولة اللبنانية أن تقف بقوة، وتتعهد للمجتمع الدولي أنها مسؤولة عن الحدودين الجنوبية والشرقية، دعوهم يطالبون الدولة اللبنانية، إذا حدث شيء على الحدود الشرقية أو الجنوبية — هذه ثمانية أشهر تجربة بيد الدولة اللبنانية — لم يحدث شيء على الحدود الجنوبية، وكذلك بيد الدولة ضبطت الإيقاع على الحدود الشرقية، ومنعت من إمكانية أن تحصل مجازر ومشاكل وتعقيدات في تلك القرى، ما زالت الدولة اللبنانية تقوم بواجبها تمامًا على المستوى الداخلي. قولوا للعالم: إذا كان مطلوبًا أن لا يكون لبنان مؤثرًا على أحد، فالدولة اللبنانية هي التي تضمن أن تعمل لحماية حدودها وسيادتها، وتتحمل مسؤولية ما يجري في داخلها، ومن داخلها تقدر أن تقف أمام العالم وأمامكم تجربة، ودعوا المجتمع الدولي يحاسب لبنان إذا قصر، لكن لا يتدخل المجتمع الدولي ليطالب لبنان بتحقيق أهداف إسرائيل التي لم تحققها بالحرب. لا، لا أحد يستطيع أن يحرم لبنان من قوته ليحمي سيادته وسياسته وقدراته، لا أحد يستطيع أن يمنع لبنان من أن يكون عزيزًا — ضعوا هذه الفكرة في رؤوسكم، ولتكن أساسًا.نحن جماعة أعطينا، قدمنا، قدم اللبنانيون، قدم الجيش، قدم الشعب تضحيات كثيرة، لا يأتي أحد ليعمل علينا ويقول إنه يعوّض عنا في سلامتكم، هذا زمن مضى.رابعًا، من قدّم التضحيات وحرر الأرض هو أكثر وطنية ممن عبث بالوطن وقتل المواطنين، لا يعمل أحد نفسه الآن شريفًا طاهرًا، أو أنه يأتي ليمثل دور الإنسان النقي من الأطهار. لا، كل واحد له تاريخ معروف، وتاريخنا أيضًا معروف، تاريخنا في سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، الذي انتقل إلى جوار الله تعالى شهيدًا عظيمًا كبيرًا مقدامًا شجاعًا، أعطى للإنسانية، وليس لفلسطين فقط، وليس للبنان فقط، ما لم يعطه الكثيرون. نحن عندنا هذه التضحية نحن عندنا السيد الهاشمي عندنا القادة الشهداء عندنا خمسة آلاف شهيد في معركة طوفان الأقصى ومعركة أولي البأس، 13 ألف جريح نتيجة لهذه المعارك، دمار، نزوح كل هذا تم تقديمه لإيقاف العدوان، وأوقفنا العدوان. قالوا لنا: ماذا فعلتم؟ أوقفنا العدوان، هذا العدوان كان سيصل إلى بيروت، هذا العدوان كان سيأخذ كل شيء، هذا العدوان كان يريد أن يغير نمط لبنان، حضور لبنان، جغرافية لبنان، استراتيجية لبنان، مستقبل لبنان. المقاومة والجيش والشعب هم الذين منعوا هذا العدو الإسرائيلي من أن يحقق أهدافه بهذه التضحيات العظيمة التي تم تقديمها.تقولون لي: هذا الذي قدمناه جعل وضعنا صعبًا؟ لا، لا، لا، المقاومة بخير، قوية، عزيزة، تمتلك الإيمان والإرادة، ومصممة على أن تكون سيدة في بلدها، وأن يكون بلدها لبنان سيدًا، مستقلاً، عزيزًا. جمهور المقاومة قوي، صابر، متماسك، مجاهدو المقاومة مستعدون لأقصى التضحيات، وأقصى التضحيات هذا أمر معروف للجميع.أما التاج الكبير والراية الكبيرة، أنا كنت البارحة يوم الاثنين، أشاهد على تلفزيون المنار حلقة عن جرحى البيجر، هؤلاء جرحى؟ هؤلاء أبطال، هؤلاء جماعة أعزاء، هؤلاء جماعة شهداء أحياء، شهود على كل أولئك المتخاذلين، جرحى البيجر، وكل الجرحى، هم أصحاب بصيرة، أصحاب عزم.سمعت كلماتهم؟ معقول أن أختًا لا ترى بعينيها، ولكنها ترى بقلبها وعقلها وإيمانها وشجاعتها، وتقول إنها تريد أن تتخصص بالذكاء الاصطناعي، وتخرج من الناجحات بدرجة جيد جدًا في امتحانات البكالوريا القسم الثاني؟ ما هذا العطاء والعزيمة! أو الآخر الذي ينجح بدرجة جيد جدًا، ويقول: أريد أن أدرس علم نفس من أجل أن أقدم خدمات للناس.لكل واحد راية مختلفة، لكن يجمعهم العزم، الإيمان، الصلابة. إذا فكّرت إسرائيل أن الجرحى لدينا أصبحوا خارج الدائرة لا، الجرحى لدينا يشتعلون، الجرحى لدينا يقدمون، الجرحى لدينا يتقدمون، والله هذه النماذج عظيمة جدًا. أنا أريد أن أقول لكم اليوم، يا جرحى البيجر، كل الجرحى، أتمنى أن تقبلوا أن أكون أنا وإياكم كالأصحاب الذين يكملون المسيرة معًا، لا يمكن أن تكون هناك مسيرة إلا بكم، المسيرة تتألق بكم، أيها الجرحى، أيها الشهداء الأحياء، أيها المعطاؤون، الذين، في الحقيقة، عندما يسمعكم أحد تتحدثون، يقول: هناك أناس مثقفون، فلاسفة، لديهم عشق لله تعالى، بصيرة استثنائية، مميزة، إيمان بالولاية، محبة لمحمد وآل محمد، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، هذا النموذج لا يمكن أن يُهزم، ولا يمكن أن يخسر. أنا أقول للذين يريدون أن يسمعوا: ماذا لدينا؟ لدينا هؤلاء الجرحى الذين نجحوا في الامتحانات، وهنا أريد أن أبارك لكل الذين نجحوا في الامتحانات من جميع الطوائف والمذاهب والمناطق، ولكن، حقيقةً، النجاحات المتقدمة بدرجة جيد وجيد جدًا لجرحى البيجر، أمر كبير جدًا.معنا أيضًا شرفاء لبنان الوطنيون، لا تظنوا أن المقاومة هي فقط حزب الله وحركة أمل، لا، المقاومة هي الأحزاب والقوى، هي الشخصيات من الطوائف، من القوى السياسية المختلفة، من الأفكار المختلفة: علمانية، مؤمنة، شيوعية، أفكار متفاوتة، كلهم يعتبرون أنفسهم مقاومة، نحن لدينا هذا الرصيد، الرصيد الكبير، لا يظننّ أحد أن رصيدنا صغير، لا، واعلموا أن عدونا ليس مطلق اليد، ولم يحقق إلى الآن ما يريد، لم يحقق. لا تتركوه يحقق بالانهزام، يا أخي، لا تنهزموا، نحن لسنا مهزومين، من قال لكم أن تتحدثوا باسمنا؟ من قال لكم أن تقفوا وأنتم خائفون من الآخرين؟ كونوا أقوياء.على كل حال، عندما يضغط أحد عليكم، قولوا لهم: راجعوا المقاومة، ونرى نحن وإياهم ما الذي سنفعله.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.العنوان في هذه الفقرة: نحن صامدون، وسنتجاوز هذه المرحلة، إن شاء الله تعالى، وسنبقى مرفوعي الرأس. واعلموا أن هذه الجماعة المقاومة، حركة أمل، حزب الله، كل المقاومين الشرفاء، مع الجيش اللبناني، مع الشعب اللبناني هؤلاء سيبقون في الميدان، وسينتصرون، هؤلاء جماعة 'هيهات منا الذلة'. أختم بالنقطة الخامسة: لبنان يستقر بجميع أبنائه، وليس بإعطاء فئة على حساب فئة أخرى وليس فئات على حساب فئات أخرى، يعني في لبنان المستقر الواحد الموحّد، الدولة بكل مكوّناتها، ومنها المقاومة، أمر واحد، لا يوجد فريقان فريق اسمه الدولة وفريق اسمه المقاومة، لا، نحن جزء من تركيبة الدولة، المقاومة جزء من تركيبة الدولة. واعلموا أننا متفاهمون ومتعاونون، يعني اليوم بعضهم يراهن على أن هناك خلافاً بين حزب الله وحركة أمل، لا، لا، لا، لا، لا يوجد خلاف، بالعكس، نحن كالسمن والعسل، متفاهمون، ونجلس على قلوبكم، ومن لا يعجبه فليضرب رأسه بالحائط. لا يظن أحد أنه قادر على التهويل علينا، لأن من يملك الشرف، من يملك المقاومة، لا يمكن إلا أن يكون صاحب عزّة وعنفوان، ويحافظ على قوّته، ويحافظ على شعبه.اعلموا أن هذه المعركة اليوم، إما أن يفوز فيها لبنان، كل لبنان، أو أن يخسر فيها لبنان، كل لبنان، لا يوجد أحد يربح في لبنان وآخر يخسر، لا، إما أن نربح سويا أو نخسر معاً، نحن قناعتنا أن نربح جميعاً معاً، وبإمكاننا أن نربح معاً، ولكن عندما يبدأ دعاة الفتنة وبعض الانهزاميين بمحاولة إثارة المشاكل والتعقيدات وتسخير لبنان لمصلحة الأجنبي، فهؤلاء هم من يخسرون لبنان.وإذا غلّب بعضنا المصلحة الخاصة التي تتقاطع مع المصلحة الإسرائيلية، فهو المسؤول عن أي ضرر يصيب لبنان، العدوان هو المشكلة، وليس السلاح، حلّوا مشكلة العدوان، وبعدها نناقش موضوع السلاح، والحل يكون بامتلاك أسباب القوة، لا بالتخلي عنها، والاعتماد على الله والشرفاء، لا على الذئب الطاغي الأمريكي وزبانيته. يجب أن نكون أسوداً لنجتاز هذه المرحلة، لا أن نُعجز أنفسنا فنكون حملان فنُؤكل ولا يبقى لنا أثر.'يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون، وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين' سنواجه الوصاية الأجنبية، والتغوّل الأمريكي-العربي، والتنمّر الداخلي، بالتأكيد هذه مرحلة خطيرة من مراحل استقلال لبنان، لكننا أقوى بالاستقلال، وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، والوحدة الوطنية، وهذا ما سنعمل عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. المصدر: موقع المنار


ليبانون 24
منذ 31 دقائق
- ليبانون 24
هل أجّل مجلس الوزراء البتّ في بند حصر السلاح؟
تضاربت المعلومات بشأن قرار مجلس الوزراء بتأجيل البتّ في بند حصر السلاح. فقد أفادت معلومات الجديد أن مجلس الوزراء قرر تأجيل البت في بند حصر السلاح الى جلسة الأسبوع المقبل، مشيرة إلى أنّ "تواصلاً حصل قبل الجلسة وبعدها بين المعنيين، وكان هناك تمن بتأجيل البند أسبوعا واحدا فقط لأجل إنضاج التفاصيل النهائية مع التأكيد على حتمية إقراره في جلسة الأسبوع المقبل، وقد اعترض بعض الوزراء على التأجيل وأصروا على إقراره اليوم وحصل نقاش بين اصحاب الرأيين وانتهى الأمر إلى تأجيل البند". من جهتها، أفادت معلومات الـ " mtv"، أن مجلس الوزراء ناقش إمكان استكمال النقاش ببند سلاح " حزب الله" في جلسة أخرى الأسبوع المقبل لكن الأمر لم يحسم بعد. في المقابل، أفادت الـLBCI، أنّه "حتى الساعة لا صحة لما يُتداول عن قرار مجلس الوزراء تأجيل البت في بند حصر السلاح وهو لا يزال يناقشه".