
14 حالة وفاة بينهم طفلان بسبب الجوع في غزة خلال 24 ساعة
وأضافت المصادر أنه بوفاة الـ14 حالة، يرتفع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 147، بينهم 88 طفلاً.
وكانت الوكالة أفادت في وقت سابق اليوم (الاثنين) بوفاة الرضيع محمد إبراهيم عدس، نتيجة سوء التغذية الحادّ ونقص حليب الأطفال في قطاع غزة، وفق ما أوردت نقلاً عن مصادر طبية في «مستشفى الشفاء».
ويشهد القطاع أزمة إنسانية حادة جراء استمرار الحصار الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي.
وتغلق إسرائيل منذ 2 مارس (آذار) 2025 جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية؛ ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
كانت «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأونروا) قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة تضاعف بين مارس ويونيو (حزيران) الماضيين، نتيجة استمرار الحصار، في حين أكدت منظمة الصحة العالمية أن معدلات سوء التغذية في غزة وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، وأن الحصار المتعمَّد وتأخير المساعدات تسببا في فقدان أرواح كثيرة، وأن ما يقارب واحداً من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني سوء تغذية حاداً.
وقالت «الأونروا» إن القطاع يحتاج ما لا يقل عن 500-600 شاحنة من المساعدات الأساسية يومياً. وشددت الوكالة التابعة للأمم المتحدة على أن فتح جميع المعابر وتدفق المساعدات هو السبيل الوحيدة لتجنب تفاقم الجوع بين سكان قطاع غزة.
كما أعربت «الأونروا» عن الأمل في السماح لها بجلب الآلاف من شاحنات الإغاثة الموجودة حالياً في مصر والأردن بانتظار الإذن بالدخول إلى القطاع. وأكدت الوكالة استعدادها للتعامل مع المساعدات قائلة: «فرقنا جاهزة. لدى (الأونروا) أكثر من 10000 موظف في غزة. وعندما تصل المساعدات سيقدمونها مباشرةً وبكرامة وأمان إلى المجتمعات التي نخدمها. فنحن لدينا القدرة على الوصول والمعرفة والثقة بهذه المجتمعات».
وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، إن واحداً من كل ثلاثة أشخاص في غزة لم يأكل منذ أيام، داعياً إلى إيصال المساعدات بشكل سريع وإرساء وقف دائم لإطلاق النار.
فلسطينيون يتجمعون لتلقي الطعام من إحدى التكيات وسط أزمة جوع في مدينة غزة (رويترز)
في حين قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إن كل المواطنين في قطاع غزة جوعى، لكن الأطفال هم «الأكثر معاناة». وتابعت: «بدلاً من الذهاب إلى المدرسة، يُخاطر الأولاد والبنات بحياتهم أملاً في الحصول على بعض الطعام».
ومنذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدواناً على قطاع غزة، أسفر عن مقتل قرابة 60 ألف شخص، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 144.851 آخرين، في حصيلة غير نهائية؛ إذ لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 2 ساعات
- عكاظ
صغار.. لكن بدناء !
السمنة ليست مشكلة جمالية، بل بوابة لأمراض مزمنة مبكرة مثل السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، وتشوّهات العظام والمفاصل وفق تأكيدات الدراسات الطبية. وطبقاً لاستشارية طب طوارئ الأطفال الدكتورة مشاعل العُمري في حديثها لـ«عكاظ»، تُعدّ السمنة لدى الأطفال من أكبر التحديات الصحية في القرن الواحد والعشرين، إذ تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 39 مليون طفل دون سن الخامسة في العالم كانوا يعانون من السمنة أو زيادة الوزن في 2020م، وهذا الرقم الصادم يعكس أبعاداً صحية ونفسية واجتماعية خطيرة، لاسيما أن السمنة في الطفولة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بأمراض مزمنة مثل السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، فضلاً عن آثارها على النمو النفسي والاجتماعي وجودة الحياة. الإحصاء: %14.6 من أطفالنا بدناء الدكتورة مشاعل ترى أنه في المملكة لا تختلف الصورة كثيراً، بل تظهر المؤشرات المحلية أن المشكلة آخذة في التفاقم، فقد كشفت هيئة الإحصاء السعودية في تقريرها لعام 2024م، أن نحو 14.6% من الأطفال السعوديين الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و14 عاماً يعانون من السمنة، بينما يعاني 33.3% منهم من زيادة الوزن. وزادت: في دراسة وطنية واسعة شملت أكثر من 350 ألف طفل ومراهق تبين أن 9.4% منهم مصابون بالسمنة، و11.2% بزيادة الوزن، مع نسب أعلى بين الفئة العمرية من 2 إلى 6 سنوات (12.3%)، وفرق واضح بين الذكور (10.4%) والإناث (8.3%). وأوضحت أن التحليلات تشير إلى أن عوامل نمط الحياة تلعب دوراً محورياً في هذه الظاهرة، مثل الجلوس المطوّل أمام الشاشات (أكثر من 3 ساعات يومياً)، وقلة النشاط البدني (أقل من 15 دقيقة يومياً)، إضافة إلى ارتفاع استهلاك الوجبات السريعة والمشروبات المحلاة، وهي عادة شائعة بين 62.5% من الأطفال الذين يعانون من البدانة، كما أن للبيئة الأسرية دوراً لا يُستهان به، حيث تزداد احتمالية إصابة الطفل بالسمنة في حال كان أحد الوالدين يعاني من زيادة الوزن، أو في حال وجود عادات صحية سلبية في المنزل مثل التدخين. تدني احترام الذات.. عُزلة وتنمّر استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين الدكتور عصام بن عائل الأمير يقول لـ«عكاظ»: إن السمنة يمكن أن تترك تأثيراً نفسياً عميقاً على الطفل، خصوصاً في مراحل النمو الحاسمة، فكثير من الأطفال الذين راجعت حالاتهم كانوا يعانون من تدني احترام الذات، مشاعر الخجل، والعزلة الاجتماعية، وغالباً ما يكون ذلك نتيجة للتنمر أو النظرة السلبية من الأقران، وهذه المعاناة غالباً ما تنتهي باضطرابات نفسية كاضطرابات القلق والاكتئاب واضطرابات الأكل والنوم، وكذلك الاضطرابات السلوكية في عمر مبكر. ولمواجهة هذا التحدي، يرى الدكتور الأمير أن الأمر لا يقتصر على المبادرات الفردية من الأطباء أو المؤسسات الصحية، بل أُطلقت عدة مبادرات وطنية ذات طابع شمولي، منها برنامج «رشاقة» الذي أطلقته وزارتا الصحة والتعليم 2016م، ويهدف إلى تحسين نمط الحياة في المدارس من خلال تعزيز النشاط البدني والتغذية السليمة. كما تبنت هيئة الغذاء والدواء سياسات للحد من تسويق المنتجات الغذائية غير الصحية للأطفال، وأطلقت حملات توعية مثل «السعرات أولاً» و«غذاؤك ميزان صحتك»، فيما تعمل وزارة الصحة، ضمن برنامج مكافحة السمنة، على الفحص المبكر لطلاب المدارس ونشر رسائل توعوية فعالة موجهة لأولياء الأمور والمعلمين على حد سواء. احذروا التوبيخ والضغط يضيف الدكتور الأمير: أنه في إطار رؤية السعودية 2030، أولت الجهات الصحية والتعليمية أهمية كبرى لمكافحة السمنة، من خلال تطوير الأنظمة الغذائية في المدارس، وتوسيع الوصول إلى الأنشطة الرياضية، خصوصاً للفتيات، وتعزيز مفهوم الحياة الصحية كركيزة أساسية لبناء جيل قوي. إن مواجهة السمنة تتطلب تضافراً فعلياً بين الأسرة، والمدرسة، والمؤسسات الوطنية، لتكوين بيئة صحية حاضنة، تُمكّن الأطفال من النمو في أجواء تدعم التوازن الجسدي والنفسي، وتؤسس لأجيال أكثر صحة وقدرة على الإسهام في مستقبل الوطن. وأكد أن التعاون بين الأطباء، والأسرة، والمدرسة يصنع فارقاً حقيقياً في حياة الطفل، ويفتح له المجال ليعيش تجربة نمو صحية ومتوازنة. كما أن الدعم الأسري المتوازن، الخالي من التوبيخ أو الضغط، يمكن أن يزرع في الطفل شعوراً بالأمان والقبول، كما أن للمدرسة دوراً مهماً في تعزيز بيئة تعليمية خالية من التنمر، تشجع على التفاهم والاحترام، وتوفر برامج دعم نفسي وسلوكي متخصصة عند الحاجة. الطفل لا يملك قراره ! أخصائي التغذية العلاجية إبراهيم بن دايل، يرى أن السمنة في مرحلة الطفولة لم تعد مجرد حالة عابرة تنتهي مع البلوغ، بل باتت مقدمة لسلسلة من الأمراض المزمنة التي قد تلازم الإنسان طيلة حياته، إذ تشير الدراسات إلى أن الأطفال المصابين بالسمنة معرّضون بشكل أكبر للإصابة بداء السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول واضطرابات النوم ومشكلات التنفس وآلام المفاصل وتشوهات العظام والاضطرابات النفسية كالاكتئاب والعزلة وضعف الثقة بالنفس. والأخطر أن هذه الأعراض لا تظهر فقط في مراحل متقدمة من العمر، بل قد تبدأ مبكراً، ما يجعلها عبئاً صحياً ونفسياً ومادياً على الأسر والمجتمع. ويضيف بن دايل: لسنا بحاجة إلى أبحاث معقدة لنفهم أسباب تفشي السمنة بين الأطفال. فالعوامل واضحة؛ منها توفر الأطعمة غير الصحية والمشروبات المحلاة بشكل مفرط وزيادة ساعات الجلوس أمام الشاشات والأجهزة الذكية وتراجع النشاط البدني في المدارس والبيوت وضعف التوعية الصحية لدى بعض أولياء الأمور وغياب الرقابة الغذائية داخل المؤسسات التعليمية، فالطفل لا يملك القرار في ما يأكل أو يمارس.. بل نحن من يصنع له بيئته اليومية، ونحن من نتحمل تبعاتها. ويرى الدكتور الأمير، الحل في تعزيز برامج التوعية الصحية داخل المدارس والمجتمع وتشجيع الرياضة اليومية كعادة أساسية في حياة الطفل وتنظيم إعلانات وتسويق الوجبات السريعة والمشروبات السكرية وتمكين الأسرة بالمعرفة اللازمة للطبخ الصحي والتوعية الغذائية وتطوير بيئة مشجعة على الحركة واللعب، فالسمنة لم تعد مسألة مظهر.. بل أصبحت خطراً داخلياً يهدد جيلاً بأكمله إن لم نتعامل مع المشكلة بجدية اليوم سندفع ثمنها غداً في مستشفياتنا ومدارسنا، فالطفل لا يختار طبقه ولا نمط حياته.. نحن من يفعل، فلنختر له مساراً صحياً آمناً يليق بمستقبله. مواجهة الإعلان.. بالوعي الإعلامي جيلان الشمراني المتخصص في الإعلام التنموي يقول إن دور الإعلام لا يقتصر على نقل الأحداث، بل يمتد إلى تشكيل وعي المجتمع وتوجيه سلوك أفراده، خصوصاً في القضايا الصحية التي تمس الأسرة والطفل. وأمام الانتشار الواسع للوجبات السريعة وتأثيرها المتزايد على صحة الأطفال يصبح لزاماً على الإعلام أن يتحرك بوعي ومسؤولية؛ فالإعلانات الجاذبة لا يجب أن تسبق التوعية الصادقة. من هنا، فإن دور الإعلام ينبغي أن يتضمن إنتاج محتوى توعوي مبسط، يتناسب مع لغة الأسرة والطفل، وإنشاء حملات منتظمة، لا موسمية، تعزز البدائل الصحية بدلاً من التحذير المجرد، وتسليط الضوء على التجارب الواقعية للأسر المتأثرة بالأمراض المرتبطة بالغذاء، وخلق شراكات إستراتيجية بين الإعلام والقطاعات الصحية والتعليمية لتوحيد الخطاب وتعزيز التأثير. نحبها لأنها لذيذة و«مقرمشة»! شهرة الغامدي ربة منزل تقول: «في خضم تسارع الوقت وانشغال بعض الأمهات بالوظيفه تعود أبناؤنا على الوجبات السريعة ونحن ربات البيوت نطبخ ونجهز الوجبات المتنوعة لكن أطفالنا ينجذبون للوجبات السريعة ربما لسرعة الوقت ورغبتهم في عدم الانتظار، فضلاً عن الألوان والنكهات المتنوعة التي لها دور في جذب أطفالنا وقوة إعلانات بعض الشركات المصنعة، ونحاول بقدر استطاعتنا أن نوجّههم حتى نحافظ على صحتهم وعدم تعرضهم للسمنة والأمراض». في المقابل يبرر الأطفال حبهم للوجبات السريعة، إذ تقول حور إنها تنجذب لها لأنها «مقرمشة وخفيفة وصوصاتها لذيذة». أما روز يحيى فتحب الوجبات السريعة لأنها مدعومة بهدايا، وكذا سلمى علي الغامدي التي تقول: «شعور حلو ما ألقاه بأي شي ثاني، صح إنها مضره بس دايم تجذبني من ناحية الشكل والطعم». وذات الرأي لبدر سعد البيشي؛ لأن الوجبات السريعة توفر له الوقت والجهد عندما يكون مشغولاً، وذات الحالة لفيروز الغامدي، وسحاب الغامدي. أمهات يطبخن.. ولكن ! عدد من الأمهات تحدثن عن معاناتهن من انجذاب أبنائهن نحو الوجبات السريعة، الأمر الذي سبّب لهن إرهاقاً نفسياً ومادياً. وتقول بدرية التميمي (موظفة): «أطفالنا يحبّون الوجبات السريعة، ومن حرصنا عليهم نختلف معهم كثيراً، والسؤال لماذا لا نطبخ لهم؟ الإجابة أنهم يفضلون الأطعمة الجاهزة، سريعة الوصول، ولا تحتاج إلى انتظار، ويرون أنها ألذ وأطعم، ونحن في جدال يومي حتى نخفف عنهم الوجبات السريعة، والمشكلة أننا نتعب ونطبخ وتأتي الوجبات الجاهزة وعذرهم في ذلك «الأكل في البيت تأخر». من جانبها، ترى سهام الغامدي أن «الوجبات السريعة ضارة بسبب طريقة تحضيرها، ولكن أحياناً تكون مُنقذة لي كأم موظفة بسبب عدم تواجدي في البيت في وقت عودة أبنائي من المدرسة، إذ لا يمكنهم الانتظار حتى عودتي فأواجه تحدي التوفيق بين مهماتي الوظيفية واحتياجات أولادي، وبحكم مسؤوليتي تجاه صحتهم اتبعت أسلوب التوازن بين وجبات المنزل والوجبات السريعة، وجدولة ذلك مرة أو مرتين في الأسبوع، لكن الحوار ومشاركة الأطفال في الآراء والبحث والتقصي حول أضرار الوجبات السريعة، ومشاركتهم في دخول المطبخ تحد كثيراً من المشكلة، والحل ليس في المنع، لكن في الفهم والتوازن والحوار». أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 2 ساعات
- الشرق السعودية
طحن الحمص وغلي أوراق الشجر .. حيل عائلات غزة الخطرة لإطعام الرضع
في خيمةٍ على شاطئ غزة، تطحن جدة الطفلة "منتهى"، البالغة من العمر ثلاثة أشهر، الحمص حتى يصل إلى أنعم قوام ممكن لتحويله إلى معجون لتطعمه للرضيعة، في محاولة يائسة لإنقاذ الحفيدة من الموت جوعاً رغم علمها بأن المعجون سيُبكيها من شدة الألم. وتقول عبير حمودة، خالة الطفلة إنه لو كان بإمكان الرضيعة الكلام لصرخت في وجههم متسائلة عما يضعونه في جوفها. وعبس وجه "منتهى"، وتلوَّى جسدها بينما كانت جدتها تطعمها المعجون بواسطة محقنة. وعائلة "منتهى" واحدة من العديد من عائلات غزة التي تواجه خيارات صعبة في محاولة إطعام أطفالها الرضع، خاصة أولئك الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر، والذين لا يستطيعون تناول وهضم الطعام الصلب. شح الحليب الصناعي وشحَّ الحليب الصناعي للرضع بشدة بعد تراجع وصول المساعدات إلى غزة، وتعجز العديد من النساء عن إرضاع أطفالهن بسبب سوء التغذية، بينما ينفصل أطفال آخرون عن أمهاتهم بسبب النزوح، أو الإصابة، أو الموت كما هو الوضع بالنسبة لمنتهى. وتقول عائلتها إن والدة الطفلة أصيبت برصاصة في أثناء حملها، وأنجبت قبل الأوان، وهي فاقدة للوعي في العناية المركزة، وتوفيت بعد بضعة أسابيع. وأشار مدير مجمع الشفاء الطبي إلى هذه الحالة، في منشور على "فيسبوك" في 27 أبريل، بعد أربعة أيام من ولادة منتهى. "خائفون جداً" وقالت جدتها نعمة حمودة إنها تشعر بالخوف الشديد بشأن مصير الطفلة، وأضافت "أطلقنا عليها اسم والدتها.. آملين أن تنجو وتعيش طويلاً، لكننا خائفون جداً؛ فنحن نسمع أن الأطفال والكبار يموتون جوعاً كل يوم". وأشارت أسرة "منتهى" إلى أن وزنها الآن حوالي 3.5 كيلوجرام تقريباً، وهو بالكاد يزيد عن نصف وزن طفل في مثل عمرها، وتعاني من اضطرابات في المعدة مثل القيء والإسهال بعد الرضاعة. وقال مسؤولون صحيون، وعمال إغاثة، وعائلات من غزة، لـ"رويترز" إن عدة عائلات تطعم الأطفال الرضع الأعشاب المغلية، والشاي، أو تطحن الخبز، أو السمسم. وأبلغت وكالات إغاثة إنسانية أيضاً عن حالات يقوم فيها الأهالي بغلي أوراق الشجر في الماء، وتناول علف الحيوانات، وطحن الرمل، وتحويله إلى طحين. ويقول خبراء صحة الأطفال إن إطعام الأطفال المواد الصلبة في وقت مبكر للغاية يمكن أن يعرقل تغذيتهم، ويسبب مشكلات في المعدة، ويمكن أن يتسبب في خطر الاختناق. وقال سليم عويس، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف): "إنها خطوة يائسة لتعويض نقص الغذاء.. عندما لا تستطيع الأمهات الإرضاع، أو توفير حليب الأطفال الصناعي، فإنهن يلجأن إلى طحن الحمص، والخبز، والأرز، وأي شيء يتمكن من الحصول عليه لإطعام أطفالهن، وهذا يعرض صحتهم للخطر لأن هذه المواد ليست ليتغذى عليها الرضع". زجاجات أطفال بلا حليب دفعت الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة "مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، وهي مرصد عالمي رئيسي لمراقبة الجوع، إلى القول، الثلاثاء، إن أسوأ سيناريو للمجاعة يتكشف في القطاع، وإنه يتعين القيام بتحرك فوري لتجنب انتشار الموت. وأحدثت صور الأطفال الفلسطينيين المصابين بالهزال صدمة في العالم، وذكرت السلطات الصحية في غزة أن مزيداً من الأشخاص لقوا حتفهم جراء أسباب تتعلق بالجوع، وبلغ العدد الإجمالي للمتوفين حتى الآن 154، بينهم 89 طفلاً، وتوفي معظمهم في الأسابيع القليلة الماضية. وأعلنت إسرائيل، مطلع الأسبوع، عن خطوات لتسهيل وصول المساعدات في ظل تزايد الضجة الدولية بشأن محنة غزة. لكن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قال، الثلاثاء، إنه لا يزال يفتقر إلى التصاريح اللازمة لإيصال مساعدات كافية. الموت جوعاً وتقول وكالات إغاثة إنسانية إن حليب الأطفال في غزة يكاد ينفد، ويتجاوز سعر العلب المتوفرة في السوق 100 دولار، وهو ثمن يستحيل على عائلات مثل أسرة منتهى، التي أصبح والدها من دون عمل منذ تسببت الحرب في إغلاق محل "الفلافل" الذي كان يملكه، وتشريد العائلة من منزلها. ونفدت مخزونات حليب الأطفال تقريباً من قسم الأطفال بمستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط غزة. وشرحت إحدى الأمهات كيف سكبت طحينة السمسم السميكة في زجاجة الرضاعة وخلطتها بالماء. وقالت أزهار عماد (31 عاماً)، والدة "جوري" البالغة من العمر أربعة أشهر: "جيبت لها طحينة في قلبها سمسم وحطيتها بنتفة مايه (بعض الماء) وشربتها للبنت، بس البنت مش قابلاها، باعتبار أني أعوضها عن الحليب". وأضافت، وهي في حالة ذعر أثناء وصف كيفية تسبب هذه المحاولات في مرض طفلتها، بدلاً من تغذيتها": "مفيش اشي متوفر، أنا باعملها حلبة، يانسون، كراوية، أي اشي أعشاب". وتحدث أفراد طاقم طبي عن عجزهم، وهم يشاهدون صحة الأطفال تتدهور من دون أي وسيلة آمنة لإطعامهم. وقال الطبيب خليل دقران: "الأطفال الآن يتم إرضاعهم إما بالمياه، أو ببعض طحن البقوليات الصلبة، وهذا مؤذٍ للأطفال بقطاع غزة"، وأضاف: "إذا استمر التجويع، إذا لم يأكل الطفل لمدة ثلاثة، أو أربعة أيام، يفارق الحياة".


الرياض
منذ 3 ساعات
- الرياض
الطبيب المثقف
الثقافة ليست مهنة، ليست صوراً، وليست ادعاءات وشعارات، وأيضًا هي لا تكمن في الكم الأكبر من الشهادات، أو تعددية الحوارات، أو الظهور الإعلامي، الثقافة سلوك ومعرفة وشغف، الثقافة محاولات حقيقية لسد الفجوة، وإضاءة الطرقات، ورفع مستوى الوعي في المجتمعات. الثقافة عالم متسع من الحديث والحوار والنقاش في مختلف العلوم والمعارف والمجالات، ولكن سأحصر مقالي هذا في دائرة (الأطباء المثقفون) الذين لم يكتفوا بالعمل في حجرات المستشفيات، بل حملوا على عاتقهم مسؤولية التنوير والتوجيه والتحذير، فجعلوا من توعية المجتمعات وتثقيفها طبيًا هدفًا ساميًا ونبيلًا، حيث أثبتوا بأن دور الطبيب لم يقتصر فقط على مقعد العيادة، أو حجرة العمليات، أو العائد المادي، هم لم يجعلوا من الطب صناعة فقط، أو مهنة، أو مادة تعليمية تُلقن للطلاب في مقاعد الجامعة، بل حوَّلوا المادة التعليمية إلى محتوى ثقافي مهم وجاد، وهذا ما أثبته الواقع، وعززته وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت تحمل كثافة عالية وغنية من المحتوى الطبي التعليمي الثقافي والتي يقودها عدد من الأطباء النبلاء الذين جعلوا من ذلك العلم مادة ثرية ومفيدة ومتاحة، فلم يختزلوا تلك المعرفة في الشهادات المعلقة على جدران العيادات، ولم يجعلوها مشروطة بالمقابل المادي، بل تحولت حساباتهم الشخصية إلى منصة تعليمية فاخرة، تمزج ما بين نشر المعلومة، والإجابة المفصلة على تساؤلات الناس. الجدير بالذكر هو أن هذه المبادرة من أهم المبادرات الإنسانية العظيمة، لأنها إشارة جادة إلى اتساع الوعي، وثقافة الأطباء، والسمو الإنساني، فهناك في مجتمعاتنا، وواقع حياتنا أشخاص تمنعهم الظروف المادية، أو المكانية، أو حتى التواقيت الزمنية من التواصل مع الأطباء، وأيضًا هناك أشخاص يحملون مفاهيم طبية خاطئة، فتوفير المعلومة من خلال الأطباء المبادرين يُعد أحد الحلول الإيجابية، ويعد توعية ثمينة جدًا، يقول ابن القيم:(العالِم كلما بذل علمه للناس وأنفق منه، تفجَّرت ينابيعه وازداد كثرة وقوة وظهورًا، فيكتسب بتعليمه حفظ ما علمه). لذلك تعد هذه المبادرة الثقافية الطبية من زكاة العلم، والتي تتمثل في نشره وبذله وتعليمه للآخرين، كما أن هذا التوافد الزاخر المضيء من الأطباء،دلالة على بيئة نقية، وإشارة إلى وطن عظيم مشع بالنبلاء على كافة الأصعدة، (الطبيب المثقف) يحمل كل معاني الانتماء والتفاعل نحو مجتمعه، فهو لم يكتفِ بحمل الرسالة، بل سعى إلى تجسيدها والإفصاح عنها، ونشر كل المستجدات الطبية التي تزيد من وعي المجتمعات. شكرًا لكل طبيب لم يختزل عِلمه، ولم يجعله حبيسًا داخل أروقة المستشفيات.