logo
طيار سوري من بين أقدم السجناء السياسيين في العالم

طيار سوري من بين أقدم السجناء السياسيين في العالم

Independent عربية١٧-٠٣-٢٠٢٥

يطلق عليه عميد الأسرى السياسيين في سوريا، وصاحب أطول مدة اعتقال خلال حقبة حكم نظام الأسد، إنه الطيار السوري العميد رغيد ططري الذي أطلق سراحه من المعتقل عشية سقوط رئيس النظام السابق بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي.
يتحلى الطيار السوري الططري بالشجاعة والصبر والحكمة، كيف لا وهو صاحب أطول مدة اعتقال، وهو من قال "لا" لأوامر عسكرية بقصف المدن والمدنيين، ليس هذا وحسب، بل حرض الطيارين من أصدقاء مقربين له على معارضة قصف الناس الأبرياء، وفضل اللجوء إلى الأردن على إلحاق الأذى بأهل بلده.
يتحلى الطيار السوري الططري بالشجاعة والصبر والحكمة (اندبندنت عربية)
جماعة "الإخوان المسلمين"
ولد في العاصمة دمشق عام 1955 وبات طياراً في سلاح الجو السوري، بعد التحاقه بالقوات الجوية في عمر العشرينيات، ومع تدرجه بالرتب العسكرية اندلعت أحداث جماعة "الإخوان المسلمين"، وانتفضت المدن السورية، ومنها مدينة حماة في وجه النظام، فقابلهم حافظ الأسد (حكم بين عام 1970 حتى عام 2000) بالنار والبارود.
وعلى إثرها تعرضت المدينة الواقعة وسط البلاد إلى مجازر مروعة استخدم فيها الأسد وشقيقه رفعت الذي كان يقود آنذاك ما يسمى "سرايا الدفاع" الذراع الأمنية والعسكرية الأكثر بطشاً للنظام آنذاك، أشد أنواع الأسلحة فتكاً، ومن ثم امتدت يده إلى الطائرات، ووصل به الأمر إلى حدود إعطاء أوامر بقصف المدن لإفشال التمرد والعصيان المدني في وجه النظام الحاكم.
في الأثناء كان الطيار الططري برتبة رائد بالقوات الجوية، وأعلن عصيانه الأوامر، وحرض رفاقه الطيارين بالأمر نفسه أيضاً.
توسع المعارك في المدن السورية
يروي عميد المعتقلين السوريين الططري لـ"اندبندنت عربية" تفاصيل ما شهده في تلك الفترة التي سبقت اعتقاله، ومناداته الحثيثة لجميع رفاقه من الطيارين بعدم ضرب المدن، ومعارضة تنفيذ مهام قصف مناطق مأهولة بالسكان، وفي حال رفض الأمر ليس لديه ولدى رفاقه إلا اللجوء إلى دول حدودية مثل (الأردن أو العراق)، خصوصاً في ظل وجود سوابق مثل الطيارين محمود ياسين وأحمد ترمانيني اللذين التجآ إلى العراق، كل على حدة، بحسب قوله، رفضاً لأوامر من القيادة العسكرية بقصف "تل الزعتر" (جبل لبنان) حينما دخل الجيش السوري إلى لبنان.
في غضون ذلك، توسعت المعارك في المدن السورية، وكان أقساها في مدينة حماة لأنها "آخر المعارك، فاقتحموها بالدبابات والطيران، والوحدات الخاصة. كانوا من أجل القضاء على مقاتل ضدهم، يهدمون بناء كاملاً فوق رؤوس أصحابه بالمدفعية والدبابات، طبعاً أهل حماة عانوا كثيراً، واستشهد كثر".
يضيف الطيار الططري راوياً، من أحد المقاهي الشعبية في حي الروضة الدمشقي، قصصاً عن مجريات معركة حماة "يعتقلون الشباب ويضعون وجوههم إلى الحائط ويطلقون عليهم النار بصورة جماعية، ويضعون قسماً منهم بالمعسكرات المسيجة بالأسلاك الشائكة". هناك عساكر رفضوا إطاعة الأوامر، فأصدر بحقهم حكم الإعدام الميداني، ليسوا فقط من الطيارين بل من القوات البرية، لكن عدداً قليلاً جداً عصا الأوامر لأن الذي يفعل ذلك سينتهي".
ملاحقة من قبل المخابرات الجوية
واعتقل الططري عام 1981 بعد ملاحقة من قبل المخابرات الجوية، ولم يكن في ذلك الوقت للمخابرات الجوية فرع خارج البلاد، ولهذا تولت للمخابرات الخارجية متابعته، والتحقيق معه خارج سوريا ليحال في ما بعد إلى أمن الدولة أي "المخابرات العامة"، وظل في معتقلاتها حتى الشهر الأول من عام 1985 بعدها انتقل إلى سجن المزة العسكري وكثر من السوريين لا يعرفون هذا السجن الأقرب إلى محكمة ميدانية.
ويسرد الططري رحلته بين الأقبية والسجون والمعتقلات السياسية من مكان إلى آخر حتى حكمت عليه المحكمة، وبقي فترة سنة ونصف السنة بسجن المزة، ثم انتقل إلى معتقل تدمر وبقي فيه من عام 1985 إلى عام 2001، قرابة 15 عاماً، ومن معتقل تدمر إلى سجن صيدنايا من عام 2001 إلى عام 2011.
عميد المعتقلين السوريين
ويتابع عميد المعتقلين السوريين "في المحكمة الميدانية، انتزعوا بصمة يدي على ورقة فيها اعتراف لم أقرأ ما جاء فيه، ولم يسمحوا لي بقراءة ما تضمنه، وذلك في عام 1986، حتى عرفت ما جاء به بعد 30 سنة، وكان إفشاء معلومات ووثائق مؤتمن عليها بسبب غير مشروع، وبدأت أطالبهم من طريق المحامي ما هي الدولة وما هي الأدلة التي لديهم؟ من دون رد".
ويروي الطيار رغيد الططري الفترات الصعبة في المعتقلات، ولعل أشهر وسائل التعذيب كانت ما قبل التصفية، وأكثرها عنفاً هي التقطيع بالفأس، إذ شاهد في غرفة التحقيق فأساً حديدية جديدة، علم لاحقاً أن المحققين قطعوا بواسطتها أصابع أحد السجناء، ويؤكد هذه الحادثة شهود ذكر أسماءهم.
"وهناك وسيلة تعذيب أخرى، بوضع البيضة المسلوقة الحارة تحت إبط السجين، وما يرافق ذلك من حرق شديد"، وغيرها من وسائل التعذيب.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أصعب فترة تعذيب
ويرى الطيار الططري أن أصعب فترة تعذيب كانت في معتقل تدمر "إن التعذيب مرفوض كفكر، وإذا تجاوزنا، ولا أقول أؤيد، أنه في فترة التحقيق يريدون أن يمارسوا التعذيب لينتزعوا المعلومات، لكن في معتقل تدمر كانت الغاية التعذيب والتصفية الجسدية، والذي لا يموت تجده غير متوازن، كثر يعتقدون أن الناس الذين يتكلمون عن التعذيب يبالغون، لا، إنهم لا يبالغون"، ويتابع "لقد مررت بمختلف أنواع التعذيب، ومكثت شهرين بالمستشفى حتى أتجاوز فترة الموت، وبقيت أكثر من سنة حتى شفيت، إحدى مرات التعذيب كنت معلقاً على جدار، وكانت لدي مشكلة أثناء التعذيب أنني لا أصرخ طوال فترة التعذيب رغم الألم، ومهما كان التعذيب قاسياً لا يغمى علي، وكانت هذه مشكلة بالنسبة إليّ إذ يعدون الأمر تحدياً بالنسبة إليهم".
العودة إلى الحياة التي تغيرت كثيراً
ويحاول الطيار الططري العودة إلى الحياة التي تغيرت عليه كثيراً، في المعتقل كان يتابع الأخبار، وكان مع كل خبر عن صدور عفو عام، خلال عقود حكم عائلة الأسد، كان لا يتفاءل ويقول للسجناء "لن يطلقوا سراحنا. وإن أطلقوه سنعود، نريد الحرية الأبدية". واستشعر الططري من معتقله الأخير في سجن طرطوس، غرب سوريا، ومن خلال متابعته الأخبار أن الحرية قادمة حينما بدأت تتساقط المدن السورية الواحدة تلو الأخرى إلى أن فتح باب السجن وعاد الطيار الططري ليلتحق، كطائر حر، في فضاء سوريا الجديدة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المخدرات تجارة مزدهرة في غزة وتهرب عبر الدرون من إسرائيل
المخدرات تجارة مزدهرة في غزة وتهرب عبر الدرون من إسرائيل

Independent عربية

timeمنذ 4 أيام

  • Independent عربية

المخدرات تجارة مزدهرة في غزة وتهرب عبر الدرون من إسرائيل

أمام بسطة لبيع الدخان وسط خيام النازحين جنوب قطاع غزة، وقف محمد وهمس في أذن البائع "أريد بـ15 دولاراً حشيشاً وبضع سجائر"، مد يده لتسليم المال وتسلم المادة المخدرة في اللحظة ذاتها. بكل سهولة استلم محمد قطعة صغيرة من الحشيش، ومشي بها علناً بين النازحين حتى وصل خيمته، ويقول "قبل الحرب كانت عملية شراء المخدرات صعبة للغاية ومعقدة جداً وفيها رعب وخوف، لكن كل هذه الأمور تغيرت أثناء القتال العسكري بين إسرائيل و'حماس'". بسهولة بطريقة ما جهز محمد سيجارة الحشيش وأخذ يدخنها وينفث هواءها في الأرجاء. ويضيف "لم أكن أعرف المخدرات قبل الحرب، كان تهريبها صعباً وكان ترويجها في غزة محدوداً للغاية، أما عملية شرائها فتحتاج إلى رسم خطط وتخفٍ ومن الصعوبة أن تجدها بسهولة". وبدأ يظهر عليه فقدان التركيز وهو يدخن سيجارته، ويوضح محمد أن الشخص الذي كان يشتري المخدرات ولو بدولار واحد قبل الحرب، كان يخاف من ضبطه، إذ كان جهاز مكافحة المخدرات التابع للشرطة ووزارة الداخلية يقوم بجولات عمل ويمنع تفشي هذه المواد. يضحك محمد من دون سبب، ثم يواصل حديثه "بيع الحشيش والكبتاغون بات أمراً علنياً في غزة، ومن السهل أن تجد شخصاً يروج لهذه السموم. لقد انتشرت في غزة بصورة كبيرة وواسعة كما زادت نسبة تعاطيها، كل ذلك بسبب الحرب". يعرف محمد أنه يتعاطى مواد مخدرة يعاقب عليها القانون الفلسطيني، ويؤمن بأنها سموم ولها انعكاسات خطرة على المجتمع، لكنه يعلق السبب وراء ذلك على الحرب باعتبار أنها "السبب بوجود المخدرات وانهيار النظام والقانون لمكافحة هذه المواد". انتشرت بصورة ملحوظة بصورة ملحوظة انتشرت المخدرات داخل غزة خلال فترة الحرب، وبات ترويجها يجري في أماكن عامة وعلناً، وهذه الحال تعد ظاهرة جديدة على القطاع، إذ لم يكن الأمر كذلك قبل الحرب الإسرائيلية. كانت المخدرات تدخل غزة قبل الحرب من طريق التهريب عبر المعابر الحدودية، ونادراً ما يحدث ذلك، وفي غالب عمليات نقل هذه المواد لغزة تضبطها عناصر مكافحة المخدرات، إذ كانت تلك الطواقم تقوم بتفتيش يدوي لضبط الحشيش والكبتاغون والمواد الأخرى. وكان جهاز مكافحة المخدرات يعاقب الأشخاص الذين يهربون ويروجون ويتعاطون المخدرات، ويحاكمهم في محاكم عسكرية وفي بعض الأحيان يصدر بحقهم عقوبة الإعدام، وهذه الإجراءات أسهمت في تقليل نسبة تجارة المخدرات وتعاطيها في المجتمع الغزي. انهيار المكافحة لكن كل ذلك تغير في الحرب، إذ شنت إسرائيل هجوماً مكثفاً وممنهجاً ضد قدرات "حماس" الحكومية والسلطوية، وهذا أسهم في انهيار النظام والقانون وتوقف عمل جهاز الأمن بسبب الضربات العسكرية، بما فيه مكافحة المخدرات. استهداف قدرات "حماس" الحكومية خلق بيئة خصبة لانتشار المخدرات، من حيث التهريب والترويج والتعاطي، إذ تقف الأجهزة الشرطية عاجزة، إما أن تتعرض طواقمها للاستهداف الإسرائيلي ضمن جولات مكافحة المخدرات أو التخفي ومتابعة هذه القضية بصمت لحين انتهاء الحرب. بمجرد انهيار قدرات "حماس" السلطوية والحكومية، بدأت عملية ترويج المخدرات تزداد بصورة ملحوظة وأصبح ومن السهل الحصول على الحشيش والكبتاغون في غزة من دون أي خوف أو تردد إذا توافرت الأموال. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) بواسطة الدرون بعد بحث وتقصٍ، أجرت "اندبندنت عربية" مقابلة مع شخص يدعى الأسمر يقوم بعملية تهريب الحشيش والدخان والمواد المخدرة الأخرى، ويقول "على رغم أن المعبر مغلق ولا تبادل تجارياً أو مساعدات بين غزة وإسرائيل، لكن عمليات التهريب مستمرة". وبحسب الأسمر الذي يهرب المخدرات من طريق إسرائيل، يقول "أتصل بأشخاص من عرب إسرائيل وأتفق معهم على الكمية والمبلغ وأسلوب التهريب، ونتيجة انهيار النظام في غزة بات الأمر سهلاً جداً". غالب عمليات التهريب التي نفذها الأسمر كانت من طريق استخدام طائرات مسيرة متوسطة الحجم، من خلال تحميلها بالمخدرات لنقلها إلى غزة، فلا وجود لأمن حكومة غزة عند الحدود، وبالعادة نقوم بذلك داخل مكان بعيد من دبابات وطائرات الجيش الإسرائيلي. ويعتقد الأسمر أن تجارة المخدرات داخل قطاع غزة ارتفعت كثيراً خلال الحرب، إذ بحسب تقديرات وزارة الداخلية فقد كانت قبل الحرب تقدر بمليوني دولار كل عام، لكن اليوم ارتفعت كثيراً، لكن يصعب تقدير ما يجنيه هؤلاء المهربون بسبب الظروف الأمنية الصعبة. اغتيال مدير المكافحة في فترة الحرب تنوعت المخدرات في غزة ما بين الحشيش والكبتاغون الذي يطلق عليه الروتانا، والأفيون والكوك والبانجو والماريجوانا وعقاقير الليركا والترامادول، وبات انتشارها واسعاً ومتعاطوها كثراً. قبل الحرب كانت "حماس" تتهم إسرائيل بأنها تقف وراء مخطط لإغراق غزة بالمخدرات، لأنها تسيطر على المعابر والحدود، وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية إياد البزم "إنها المصدر الرئيس للمخدرات في القطاع". لم يتغير هذا الأمر خلال فترة الحرب، إذ يؤكد المهربون أنهم يشترون المخدرات من إسرائيل، وتفاقم الأمر بعد اغتيال الجيش مدير شرطة مكافحة المخدرات أحمد القدرة الذي كان يتابع عمله حتى خلال الظروف الأمنية الصعبة. ضبط شبكة مهربين في إسرائيل لا تنفي إسرائيل تورط مواطنيها بتهريب المخدرات لغزة، إذ ضبطت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الاستخبارات العامة "الشاباك" والجيش الإسرائيلي خلال أبريل (نيسان) الماضي، مجموعة من الأفراد يعملون في تهريب المخدرات إلى غزة. وجاء على موقع الشرطة الإسرائيلية "جرى توقيف ثلاثة مواطنين إسرائيليين من سكان النقب، متورطين في عملية تهريب مخدرات وحشيش ودخان لغزة باستخدام طائرات مسيرة من نوع درون". ويقول المدعي العام الإسرائيلي عساف بار يوسف "المتهمون متورطون في تهريب المخدرات بواسطة طائرات من دون طيار إلى قطاع غزة خلال الحرب، وهم يدركون تماماً أن حركة 'حماس' ستستغل هذه الطائرات لاستخدامها في أنشطة عسكرية وقتالية". ويضيف "في إسرائيل نكافح تهريب المخدرات إلى غزة ونمنع هذه العمليات التي تهدد الأمن القومي، لقد وجهت لائحة اتهام للمهربين تضمنت توفير وسائل لتنفيذ عمل إرهابي، وتهريب ومحاولة تهريب مواد مخدرة، وعرقلة عمل الشرطة، وقيادة من دون رخصة سارية".

"اندبندنت عربية" تكشف هوية المنظمة البريطانية التي دربت الشرع سياسيا
"اندبندنت عربية" تكشف هوية المنظمة البريطانية التي دربت الشرع سياسيا

Independent عربية

timeمنذ 4 أيام

  • Independent عربية

"اندبندنت عربية" تكشف هوية المنظمة البريطانية التي دربت الشرع سياسيا

كشفت مصادر مطلعة لـ"اندبندنت عربية" عن أن المنظمة البريطانية التي قدمت الدعم والتأهيل السياسي إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، هي منظمة "إنتر ميديت" ومقرها لندن. وكان السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد أشار في وقت سابق هذا الشهر إلى عمله مع المنظمة لتقديم المشورة للشرع قبل نحو عامين من إسقاطه نظام بشار الأسد. مؤسسها مستشار الأمن القومي البريطاني الحالي "إنتر ميديت" هي منظمة بريطانية غير حكومية متخصصة في الوساطة والتفاوض في النزاعات المعقدة وفق موقعها الرسمي الذي اطلعت عليه "اندبندنت عربية"، وأسسها عام 2011 جوناثان باول الذي شغل سابقاً منصب كبير الموظفين لدى رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير. وغادر جوناثان باول المنظمة في ديسمبر (كانون الأول) عام 2024 بعدما عيّنه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مستشاراً للأمن القومي، إذ يشرف على تنسيق ملفات السياسة الخارجية والأمن والدفاع والعلاقات الأوروبية والشؤون الاقتصادية الدولية من مقر رئاسة الوزراء في "10 داونينغ ستريت". وشارك في تأسيس "إنتر ميديت" أيضاً الدبلوماسي البريطاني مارتن غريفيث، المبعوث الأممي السابق إلى اليمن، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ حتى يوليو (تموز) عام 2024. متخصصة في عقد الحوارات السرية وتعرّف "إنتر ميديت" نفسها بأنها منظمة تركز على حل النزاعات الأكثر خطورة وتعقيداً والتي يصعب على منظمات أخرى العمل فيها. وبحسب موقعها، "تضم المؤسسة نخبة من أبرز خبراء التفاوض والحوار في العالم، وتعمل بفريق صغير ومرن يسعى إلى ملء الفراغ في مشهد حل النزاعات". وتؤكد المنظمة البريطانية أنها تسعى إلى إطلاق "حوارات مجدية وسرية"، بخاصة في الصراعات التي تفتقر إلى قنوات فاعلة، مما يبرر غموض دورها في سوريا. كما يفيد موقعها الرسمي بأنها "تعمل كمنصة تواصل لأطراف النزاعات حول العالم. وتعتمد على خبرة ومعرفة كبار السياسيين والدبلوماسيين والخبراء، وتستجيب لحاجات الأطراف من خلال مشاركة تجاربها في عمليات السلام السابقة". مديرة تنفيذية جديدة أصولها فلسطينية - يهودية وبالتزامن مع مغادرة باول، أعلن مجلس أمناء المنظمة تعيين كلير حجاج مديرة تنفيذية جديدة اعتباراً من الثاني من ديسمبر 2024، وبحسب موقع المنظمة، فإن حجاج من أصول فلسطينية ويهودية وانضمت إلى المنظمة عام 2018، حيث عملت كمديرة للسياسات ثم نائبة للرئيس التنفيذي، وكانت مسؤولة عن قيادة الاستراتيجية والإشراف على أبرز مشاريع في مناطق متعددة من العالم، من هايتي إلى غزة. وبدأت حجاج مسيرتها المهنية في مجال حل النزاعات والتفاوض ضمن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عام 2002، حيث عملت مع لجنة مكافحة الإرهاب. وعلى مدى أكثر من 20 عاماً، أسهمت في مفاوضات إنسانية وسياسية وأمنية في مناطق النزاع في العالم، بما في ذلك لبنان وكوسوفو والعراق وميانمار ونيجيريا وأفغانستان وباكستان. وعملت مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى العراق في ذروة التمرد بعد الغزو الأميركي. ويشير موقع "إنتر ميديت" أنها تسعى إلى الاستفادة من موارد المنظمات الكبرى، مثل الحكومات والمؤسسات الدولية التي تنفق مليارات الدولارات سنوياً للتعامل مع آثار النزاعات، عبر جهود حفظ السلام والتدخلات الإنسانية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) روبرت فورد يكشف عن كواليس الدور البريطاني وفي وقت سابق من هذا الشهر، كشف السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد خلال جلسة لـ"مجلس العلاقات الدولية في بالتيمور" عن أن منظمة بريطانية متخصصة في حل النزاعات، لم يسمِّها حينها، كانت وراء مبادرة لدمج أحمد الشرع في الحياة السياسية، بعد أعوام من انخراطه في جماعات مصنفة إرهابياً على المستوى الدولي. وأكد السفير السابق أنه كان متردداً في البداية في الانضمام إلى المبادرة ولقاء الشرع، لكنه وافق لاحقاً على تقديم المساعدة بدعوة من المنظمة البريطانية. مدينة حماة السورية وكان فورد أول دبلوماسي غربي يزور مدينة حماة السورية في بدايات الثورة عام 2011، في خطوة أثارت غضب النظام السوري، مما دفع واشنطن لاحقاً إلى سحبه لأسباب أمنية، وهو اليوم من أبرز الأصوات الأميركية في الشأن السوري، ويعمل باحثاً في عدد من مراكز الفكر والسياسات. من جانبها وصفت الرئاسة السورية تصريحات فورد حول لقاءاته مع الرئيس الشرع بأنها "غير صحيحة" وأن الجلسات التي حضرها كانت مخصصة لتجربة إدلب مع وفود أجنبية زائرة، مشيرة إلى أن الدبلوماسي المتقاعد كان ضمن وفد تابع لمنظمة بريطانية للدراسات والأبحاث. وحاولت "اندبندنت عربية" التواصل مع منظمة "إنتر ميديت"، لكنها لم تتلقَّ رداً. دور المنظمات غير الحكومية وعن دور المنظمات غير الحكومية، أشار الباحث في الشأن السوري تشارلز ليستر إلى أن منظمات عدة غير حكومية مرموقة شاركت خلال الأعوام الأخيرة في حوارات مع الأطراف السورية، ولا يقتصر ذلك على "هيئة تحرير الشام" آنذاك بقيادة الشرع، بل حتى مع نظام الأسد و"قوات سوريا الديمقراطية"، بهدف فهم أجنداتهم السياسية وإشراكهم في المفاوضات. أضاف، "بصفتي شخصاً قضى سنوات طويلة منضوياً بعمق في إدارة مثل هذه الحوارات في الماضي، أستطيع أن أؤكد بثقة أن هذه العمليات تقوم بدور بالغ الأهمية في تمهيد الطريق نحو تفاهم أفضل، بعيداً من انعدام الثقة والعداء، وفي نهاية المطاف بناء الثقة اللازمة لتحقيق تقدم دبلوماسي حقيقي".

هل تعتمد ليبيا "تجربة رواندا" لنزع السلاح المتفلت؟
هل تعتمد ليبيا "تجربة رواندا" لنزع السلاح المتفلت؟

Independent عربية

timeمنذ 6 أيام

  • Independent عربية

هل تعتمد ليبيا "تجربة رواندا" لنزع السلاح المتفلت؟

أكدت البعثة الأممية للدعم في ليبيا مساء الأحد أن المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، وبالتعاون مع البعثة "شكل لجنة هدنة برئاسة رئيس الأركان محمد الحداد بالبناء على التهدئة الهشة التي جرى التوصل إليها الأسبوع الماضي" بعد الاشتباكات التي شهدتها مدينة طرابلس. وشدد رئيس المجلس الرئاسي والقائد الأعلى للجيش الليبي محمد المنفي، على ضرورة العمل المشترك بين كل الأطراف العسكرية والأمنية لضمان عدم تكرار الأحداث الأخيرة والحفاظ على الأمن العام، مؤكداً أهمية دور المؤسسة العسكرية في حماية المواطنين وضبط الأوضاع بما يخدم مسار الاستقرار السياسي والأمني، وذلك إثر اجتماع للمجلس الرئاسي مع المبعوثة الأممية، هانا تيتيه، مساء الأحد، خصص لبحث سبل التعامل مع تداعيات التطورات الأخيرة التي شهدتها العاصمة طرابلس وإطلاق آلية لتثبيت الهدنة ودعم ترتيبات أمنية تفضي إلى تهدئة دائمة وتعزيز الاستقرار. وشهدت العاصمة طرابلس خلال الأيام القليلة الماضية اشتباكات مسلحة بين اللواء 444 التابع لحكومة "الوحدة الوطنية" برئاسة عبدالحميد وعناصر من جهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب الموالي للمجلس الرئاسي الذي يقوده محمد المنفي، أعمالاً مسلحة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير في الممتلكات الخاصة والعامة. نزع السلاح وللتخلص من الميليشيات المسلحة في ليبيا التي يناهز عددها 300 ميليشيا، في حين يصل عدد قطع السلاح الموجودة خارج الشرعية الأمنية إلى 29 مليون قطعة وفق تقارير أممية، يرى مراقبون أن ليبيا باتت بحاجة إلى تطبيق "تجربة رواندا" التي تبنت برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج المعروف ببرنامج DDR. وأشرفت الأمم المتحدة على تنفيذ عدد من مهام نزع السلاح في دول عدة على غرار رواندا التي عاشت حرباً أهلية في تسعينيات القرن الماضي. ولضمان نجاح خطة حل الميليشيات في ليبيا، يقول المتخصص بالشأن العسكري العميد عادل عبدالكافي، إن "تحقيق هذا الهدف رهن الإرادة الدولية باعتبار أن برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج المعروف ببرنامج DDR، لا يمكن أن تنفذه إلا الأمم المتحدة، مؤكداً أن استقرار الدولة وأمنها هما نتيجة جمع السلاح وإدماج جميع التشكيلات المسلحة والأجهزة الأمنية التي تشكلت بعد انتفاضة فبراير (شباط) عام 2011، فهناك سلاح منتشر وانقسام عسكري داخل الأراضي الليبية أديا إلى حالة من التفلت عند الحدود الليبية". ويؤكد العميد الليبي لـ"اندبندنت عربية" أن أولى خطوات بناء الدولة تبدأ بعملية إعادة جمع الأسلحة وإدماج العناصر المسلحة، بمؤسسات الدولة، منوهاً بأن هذا الأمر يرتكز على عوامل رئيسة، أولها إعادة التأهيل وبخاصة للعناصر التي لم ترتكب جرائم حرب أو أسهمت في نهب المال العام، لأن هذا الموضوع من اختصاص القضاء وهو الذي يفصل في مثل هذه الأمور. عقد مصالحة ويرى أنه في الحال الليبية هناك بعض التشكيلات المسلحة التي فرضت نفسها على بعض الوزارات والوزراء، وتغولت في إدارات الدولة وأصبح لها صلاحيات، مستفيدة من قرارات شرعنتها الصادرة عن المجلس الرئاسي ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية، وهو أمر ينطبق على الشرق والغرب والجنوب. ويقول عبدالكافي إن أولى الخطوات تكون عبر عقد مصالحة والجلوس مع قادة الميليشيات، ثم تُدمج العناصر الصالحون منهم في مؤسسات الدولة عبر إعادة تأهيل عناصرها من خلال الهيكلية الهرمية للجهاز الأمني أو القوات العسكرية، مضيفاً أن إعادة الإدماج تبدأ بعملية جمع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من أجل أن يكون هناك تكوين لوحدات عسكرية وأمنية تعمل بمهنية بعيداً من سطوة السلاح، ويتابع "إذا قبل قادة هذه الميليشيات المسلحة وعناصرها الاندماج الفعلي بإدارات الدولة، سواء كانت أجهزة أمنية أو عسكرية، ثم خضوعهم لعملية إعادة التأهيل التي ستتولاها الأمم المتحدة، وقتها ستنتهي عملية انتشار السلاح وستتفكك هذه التشكيلات". عقبات ويقول المحلل السياسي إبراهيم لاصيفر إن عملية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج اللبنة الأولى لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا، ويستدرك قائلاً إن عملية دخول السلاح إلى البلد بطريقة غير شرعية على رغم فرض حظر الأسلحة على ليبيا منذ عام 2011 وفق القرار رقم 2292، هي العقبة الكبرى أمام تطبيق برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج في ليبيا. ويؤكد أن عملية "إيرني" فشلت في تطبيق القرار رقم 2292 القاضي بفرض حظر توريد السلاح إلى ليبيا، إذ سبق ووجدت صواريخ "جافلن" في غريان خلال حرب قائد قوات الشرق خليفة حفتر على طرابلس عام 2019، موضحاً أن تركيا وروسيا متورطتان في تزويد أطراف الصراع الليبي بالسلاح وخرق قرار حظر توريد الأسلحة المفروض على ليبيا، معتبراً أن الذهاب نحو نزع السلاح لن ينجح في ظل استمرار دخول الأسلحة إلى ليبيا بطريقة غير شرعية. ويرى أن "عملية تذويب الميليشيات في ليبيا ضرورة حتمية ليس للعملية السياسية فقط، بل هي واجب إنساني يجب أن يتكفل به المجتمع الدولي، لأن السلاح في ليبيا معضلة دولية قبل أن تكون ليبية، فعملية نزع السلاح هي منظومة كاملة يجب تطبيقها بحذافيرها"، ورأى أنه "من المفترض أن تكون في سياق برنامج متكامل لا ضمن عملية جزئية أو نوعية، لأن أي خلل أو قصور قد يحول المشكلة إلى اجتماعية". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) المراحل ويقول لاصيفر إن عملية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج يجب أن تمر بثلاث مراحل مهمة، أولاها تطبيق قرار منع دخول الأسلحة إلى ليبيا لأن ما يحدث الآن وحتى مع قرار مجلس الأمن رقم 2292، القاضي بفرض حظر الأسلحة على ليبيا، ما هو إلا حبر على ورق، فتدفق السلاح لم يتوقف من خارج ليبيا إلى داخلها. أما المرحلة الثانية لنجاح برنامج نزع السلاح فتتمثل بإيجاد جسم تنفيذي عبر تشكيل حكومة غرضها الرئيس نزع السلاح وتكون لها قوات أمنية أقوى من هذه الميليشيات. ويتابع أن المرحلة الثالثة تتمثل في تغيير مهام بعثة الأمم المتحدة من بعثة للدعم إلى بعثة إدارة أزمة مثلما حدث في رواندا، وتكون البعثة الأممية مزودة بعناصر القبعات الزرقاء وهي قوات فض النزاع، تضبط العنف ويكون الحكم بيد قوة شرعية دولية. ويوضح لاصيفر أن "المجموعات المسلحة لا تعد فقط حاضنة مسلحة بل أصبحت حاضنة اجتماعية واقتصادية، فهناك أفراد من المجتمع الليبي تعتمد على هذه الميليشيات المسلحة، وليس لها مورد رزق سوى المرتب الذي تحصل عليه من العمل لصالح تلك المجموعات". ويوصي لاصيفر بمعالجة الآثار الاقتصادية والاجتماعية لحل هذه الميليشيات، بحيث يجب توفير بدائل وظيفية لعناصر هذه المجموعات المسلحة التي لا تصلح للالتحاق بمؤسسات الدولة مثل دعم المشاريع الصغرى وتنمية الاقتصاد، وهذه مشاريع يجب تمويلها من المجتمع الدولي. "فمن يقاتل في صفوف هذه الميليشيات هو من فئة الشباب العاطل عن العمل، لأن الدولة عاجزة عن استيعاب هذا الكم من الشباب، والقطاع الخاص غير منظم، الأمر الذي دفع كثيراً منهم للتوجه إلى هذه المجموعات المسلحة من أجل لقمة العيش، فما يجري في ليبيا ليس أمراً جديداً على العالم، والمجتمع الدولي نجح في احتواء هذه الظواهر في دول عدة، مثل أنغولا والبوسنة والهرسك ورواندا، وهو يملك الأدوات الضرورية لمعالجة هذا الأمر، لكن ما يحدث بالبلد هو ارتداد للانقسام الدولي حول ليبيا".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store