logo
ديمقراطية البروف التي رمزها البرهان

ديمقراطية البروف التي رمزها البرهان

التغييرمنذ 12 ساعات
تعلمت على يدي أستاذنا د. عبدالله علي إبراهيم ؛ الكثير , خاصة لغته الجزلة وعبارته الفنانة , وعلى ايام ترشحه في أوج ديمقراطية البشير, كتبت في أجراس الحرية عن المثقف الرئيس , تمنيت الفوز للبروفسور في انتخابات لا يمسسها طائف من تزوير أبدا , فالبشير ؛كما البرهان اليوم في الأقاليم التي لم يغادرها جيشه ومليشياته منذ إندلاع القتال , أو تلك التي أعاد السيطرة عليها تحت لافتة التحرير , كان حينها يمارس نفس ديمقراطية البرهان اليوم , تلك الديمقراطية التي أراها الفريق أول الركن لضيفه الفيلسوف الفرنسي الذي زار بورتسودان , ورأي كيف أنّ السلفي الجماعي كان حاضرا أينما وقف البرهان وضيفه الفيلسوف عند جماعة من المتنزهين على الكورنيش الرائق البديع .مما حدا بالبرهان لمخاطبة معجبيه ( أروا المدعين الديمقراطية فهي ههنا ) وأشار بقبضة اليد كما أعتاد .
على ايام البشير , أعادها الله باليمن والبركات على دولة النهر والبحر , كانت الحشود تتحامل على ضنك عيشها وتتحايل على مسغبة ومرض وعتمة مستقبل أجيال لعدم الحصول على الحق في التعليم , وتمضي مزهوة مشدودة بالهتاف , سير سير يا البشير , قبل أن يختم اللقاء الحاشد بالطرب على وقع (دخلوها وصقيرا حام) فترى الكل يزاحم ليرى وجهه على شاشة الفضائية (بعدين) عند التاسعة أو العاشرة مساء وهو مبتهج مع القائد الملهم الذي يجيد ضمن موروثه الثقافي الرقص والهجيج . بل لقد بلغ الوله بالبشير حدّا جعل سيدة من عامة أهلنا في دارفور ؛ تقطن مخيمات النزوح , لجعل هتافها ضد أوكامبو تاييدا لسيادة المشير . فقد تراءى لها أوكامبو مجرد متجن على السيادة الوطنية , أداة استعمارية , طالما نهض لمؤازرة تلك السيدة وأضرابها ممن بعثر حياتهن الجند تحت إمرة البشير نفسه وكان من ضمن جنده الجنجويد !! طبقت عمليا مفهوم السيادة الوطنية كما يريده الحاكم المستبد , إذ به وعنده تبدأ وتنتهي الحدود , هو الشعب والشعب هو , ففيما الغلبة يا صفوة الليبراليين من جماعات صمود , إذ لا يستطيع الواحد منكم اليوم المشي في شوارع لندن باطمئنان , ناهيك عن اسفلت بورتسودان . لأنكم , خادعتم الشعب يوم تبنيتم شعار (حرية سلام وعدالة) أو تجرأتم على نسف ركائز ديمقراطية البشير التي ليس لها نظير , فاثارت إعجاب فيلسوف فرنسي أشار إليه أستاذنا البروفسور , مثلما أنهى إلى علمنا المتواضع , نبأ زيارة الصحفية الأمريكية لقرية الأحامدة فرأت كيف هي نهاية الليبرالية في السودان إلى حطام الفوضى والتخريب .
استاذنا عبدالله , يوم نازل البشير سعى لعقد ندوة في حلة كوكو من نواحي بحري الخرطوم , ليس بعيدا عن مقر جهبيز لجهاز الأمن والمخابرات , وجار لصيق لحي كافوري حيث البشير يقيم مجاورا مسجد النور ومول سناء . قف عند هذا الحد , ولا تعبر شمالا , إذ تقف العزبة بكل عذاباتها وإجرامها حائلا بين صفوة النقاء العرقي ونسل القرشيين , مما سيتصل بأفعال الإزالة للعشوائيين فيما بعد . المهم أنّ أناسا من صفوة الليبراليين , جاءوا إلى المحفل الوسيم , ليسمعوا برنامج المثقف الرئيس , وهو حق ليبرالي بامتياز , لكن ديمقراطية البشير لم تر فيه إلا ما يراه هو اليوم من فعائل البرهان ؛ وجه حق لأن الديمقراطية معيارها سير سير .. لقد هتف هاتف في ودالنورة قبل أيام سير سير , فلما وجد آخر المشجَّع للسير نون وليس راء , مارس حقّه الديمقراطي في تغيير الهتاف إلى حيث تستقر القافية (جيش واحد شعب واحد) . مشكلة صفوة الليبراليين في التفكيك , فمتى سالوا عن الجيش الواحد , وجدوه أمامهم في مروي دروع الشمال وفي أبي حمد وفي البطانة وكردفان وعند شيبة ضرار ملتحما عند الأمين داؤود بأسياس , وفي أم درمان رفقة العطا براؤون فقط , ولمناوي نصيب وكذا تمبور , جيش واحد . أمّا الشعب الواحد فليس في حسابه ابدا , أم قرون ولا أم جضوم ولا أم ضفيرات لا تتجاوز قمقمة الراس . بل ولا الفونج الجديد , وربما بعض رفاعة اب روف . الشعب واحد طالما هتف عفويا للبرهان وطلب مصافحة يده الكريمة وعطائه اللامحدود في سوق الناس إلى حرب لا تبقي أحدا ولو استمرت مائة عام .
واستاذنا , يمجّد , وبلغته الجزلة يكيل مقادير من السخط , لصحفي يتحدث عن فساد الكهرباء ؛محمد لطيف , ولصحفية ذاع صيتها في بقر بالون الأوهام المنتفخة اسمها رشا عوض . فهو وهي وغيرهم من صفوة الصمود إنما شوية ليبراليين , انتهت صلاحيتهم في طيبة الأحامدة , لتبدأ ديمقراطية البرهان من حيث المتنزهين عند الساحل الشرقي , ومن حيث تناولت ندى القلعة السلات , بعد أن شنّفت الآذان وألهبت الوجدان بحداء باتع وصوت شجي (جنابو العزيز تيرابو ) . لا بأس فقد خبر استاذنا ديمقراطية جنابو يوم فضّ تجمعه الانتخابي ذاك في حلة كوكو , معتذرا لمن تجشم عناء الحضور بأسباب فنية , ربما عطل في الساوندسيستم . إذ لا يجوز الطعن ابدا في ديمقراطية من سارت باسمه الحشود من الروصيرص لام دافوق سير سير يا البشير , ولعل استاذنا وهو الباتع في علم التاريخ يفيدنا في شأن ديمقراطية الحاكم العام الانجليزي وهو متبوع بالهتاف , لم يك على ايامه السلفي , فضاعت على آبائنا وأجدادنا فرصة التوثيق لممارستهم الديمقراطية وهم يهتفون ..( ناو ناو مستر هاو ). ناو تشجيعا له على انزال اقصى العقوبات في مثيري الشغب من صفوة الليبراليين , فقد جاء من بعدهم التوم هجو يشيع في فضاء السوق الافرنجي وشارع القصر ديمقراطيته المحببة ( يا البرهان زيييع البيان) فألهم أستاذنا آية أخرى من آي التذكير الفخيم بأصول الديمقراطية التي أساسها الهتاف .
بينما يغض الطرف ؛ عن سعة علم بالطبع , عن أي ممارسة أخرى لها فيما تشمله قرارات مسجل عام تنظيمات العمل بإلغاء تنظيمات العمل النقابية متى انتخبها قاعدة مهنية , فجواز مشروعيتها فيما يقرر بشأنها الريس المحبوب ديمقراطيا , ممن غفر له شعبه ركاكة في أداء مهامه الاصلية وانهماكه عوضا عنها في (حيازاته) الشخصية , فالشعب على كل حال معجب بالضرورة بمسلسل مهند ونور (التركي) لأن تصويره في بعض اللقطات مما يحمل عمران العقارات والفلل الراقية هناك , وهو مستوى التخطيط العمراني الذي يأمل فيه من يزيح العشوائيات الآن عن وجه الخرطوم الصبوح , وحديقتها الخضراء محلية الصناعات بالباقير تبع الجزيرة والكاملين . واستاذنا , ليس من الصفوة الليبرالية , فهو كان شيوعيا , وصار إلى ما صار اليوم خاتف لونين ؛ كما هي سمرة في أهلنا النيليين . وتلك ديمقراطية أخرى ربما رائدها الطيب مصطفى وخلفه عمسيب .
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ديمقراطية البروف التي رمزها البرهان
ديمقراطية البروف التي رمزها البرهان

التغيير

timeمنذ 12 ساعات

  • التغيير

ديمقراطية البروف التي رمزها البرهان

تعلمت على يدي أستاذنا د. عبدالله علي إبراهيم ؛ الكثير , خاصة لغته الجزلة وعبارته الفنانة , وعلى ايام ترشحه في أوج ديمقراطية البشير, كتبت في أجراس الحرية عن المثقف الرئيس , تمنيت الفوز للبروفسور في انتخابات لا يمسسها طائف من تزوير أبدا , فالبشير ؛كما البرهان اليوم في الأقاليم التي لم يغادرها جيشه ومليشياته منذ إندلاع القتال , أو تلك التي أعاد السيطرة عليها تحت لافتة التحرير , كان حينها يمارس نفس ديمقراطية البرهان اليوم , تلك الديمقراطية التي أراها الفريق أول الركن لضيفه الفيلسوف الفرنسي الذي زار بورتسودان , ورأي كيف أنّ السلفي الجماعي كان حاضرا أينما وقف البرهان وضيفه الفيلسوف عند جماعة من المتنزهين على الكورنيش الرائق البديع .مما حدا بالبرهان لمخاطبة معجبيه ( أروا المدعين الديمقراطية فهي ههنا ) وأشار بقبضة اليد كما أعتاد . على ايام البشير , أعادها الله باليمن والبركات على دولة النهر والبحر , كانت الحشود تتحامل على ضنك عيشها وتتحايل على مسغبة ومرض وعتمة مستقبل أجيال لعدم الحصول على الحق في التعليم , وتمضي مزهوة مشدودة بالهتاف , سير سير يا البشير , قبل أن يختم اللقاء الحاشد بالطرب على وقع (دخلوها وصقيرا حام) فترى الكل يزاحم ليرى وجهه على شاشة الفضائية (بعدين) عند التاسعة أو العاشرة مساء وهو مبتهج مع القائد الملهم الذي يجيد ضمن موروثه الثقافي الرقص والهجيج . بل لقد بلغ الوله بالبشير حدّا جعل سيدة من عامة أهلنا في دارفور ؛ تقطن مخيمات النزوح , لجعل هتافها ضد أوكامبو تاييدا لسيادة المشير . فقد تراءى لها أوكامبو مجرد متجن على السيادة الوطنية , أداة استعمارية , طالما نهض لمؤازرة تلك السيدة وأضرابها ممن بعثر حياتهن الجند تحت إمرة البشير نفسه وكان من ضمن جنده الجنجويد !! طبقت عمليا مفهوم السيادة الوطنية كما يريده الحاكم المستبد , إذ به وعنده تبدأ وتنتهي الحدود , هو الشعب والشعب هو , ففيما الغلبة يا صفوة الليبراليين من جماعات صمود , إذ لا يستطيع الواحد منكم اليوم المشي في شوارع لندن باطمئنان , ناهيك عن اسفلت بورتسودان . لأنكم , خادعتم الشعب يوم تبنيتم شعار (حرية سلام وعدالة) أو تجرأتم على نسف ركائز ديمقراطية البشير التي ليس لها نظير , فاثارت إعجاب فيلسوف فرنسي أشار إليه أستاذنا البروفسور , مثلما أنهى إلى علمنا المتواضع , نبأ زيارة الصحفية الأمريكية لقرية الأحامدة فرأت كيف هي نهاية الليبرالية في السودان إلى حطام الفوضى والتخريب . استاذنا عبدالله , يوم نازل البشير سعى لعقد ندوة في حلة كوكو من نواحي بحري الخرطوم , ليس بعيدا عن مقر جهبيز لجهاز الأمن والمخابرات , وجار لصيق لحي كافوري حيث البشير يقيم مجاورا مسجد النور ومول سناء . قف عند هذا الحد , ولا تعبر شمالا , إذ تقف العزبة بكل عذاباتها وإجرامها حائلا بين صفوة النقاء العرقي ونسل القرشيين , مما سيتصل بأفعال الإزالة للعشوائيين فيما بعد . المهم أنّ أناسا من صفوة الليبراليين , جاءوا إلى المحفل الوسيم , ليسمعوا برنامج المثقف الرئيس , وهو حق ليبرالي بامتياز , لكن ديمقراطية البشير لم تر فيه إلا ما يراه هو اليوم من فعائل البرهان ؛ وجه حق لأن الديمقراطية معيارها سير سير .. لقد هتف هاتف في ودالنورة قبل أيام سير سير , فلما وجد آخر المشجَّع للسير نون وليس راء , مارس حقّه الديمقراطي في تغيير الهتاف إلى حيث تستقر القافية (جيش واحد شعب واحد) . مشكلة صفوة الليبراليين في التفكيك , فمتى سالوا عن الجيش الواحد , وجدوه أمامهم في مروي دروع الشمال وفي أبي حمد وفي البطانة وكردفان وعند شيبة ضرار ملتحما عند الأمين داؤود بأسياس , وفي أم درمان رفقة العطا براؤون فقط , ولمناوي نصيب وكذا تمبور , جيش واحد . أمّا الشعب الواحد فليس في حسابه ابدا , أم قرون ولا أم جضوم ولا أم ضفيرات لا تتجاوز قمقمة الراس . بل ولا الفونج الجديد , وربما بعض رفاعة اب روف . الشعب واحد طالما هتف عفويا للبرهان وطلب مصافحة يده الكريمة وعطائه اللامحدود في سوق الناس إلى حرب لا تبقي أحدا ولو استمرت مائة عام . واستاذنا , يمجّد , وبلغته الجزلة يكيل مقادير من السخط , لصحفي يتحدث عن فساد الكهرباء ؛محمد لطيف , ولصحفية ذاع صيتها في بقر بالون الأوهام المنتفخة اسمها رشا عوض . فهو وهي وغيرهم من صفوة الصمود إنما شوية ليبراليين , انتهت صلاحيتهم في طيبة الأحامدة , لتبدأ ديمقراطية البرهان من حيث المتنزهين عند الساحل الشرقي , ومن حيث تناولت ندى القلعة السلات , بعد أن شنّفت الآذان وألهبت الوجدان بحداء باتع وصوت شجي (جنابو العزيز تيرابو ) . لا بأس فقد خبر استاذنا ديمقراطية جنابو يوم فضّ تجمعه الانتخابي ذاك في حلة كوكو , معتذرا لمن تجشم عناء الحضور بأسباب فنية , ربما عطل في الساوندسيستم . إذ لا يجوز الطعن ابدا في ديمقراطية من سارت باسمه الحشود من الروصيرص لام دافوق سير سير يا البشير , ولعل استاذنا وهو الباتع في علم التاريخ يفيدنا في شأن ديمقراطية الحاكم العام الانجليزي وهو متبوع بالهتاف , لم يك على ايامه السلفي , فضاعت على آبائنا وأجدادنا فرصة التوثيق لممارستهم الديمقراطية وهم يهتفون ..( ناو ناو مستر هاو ). ناو تشجيعا له على انزال اقصى العقوبات في مثيري الشغب من صفوة الليبراليين , فقد جاء من بعدهم التوم هجو يشيع في فضاء السوق الافرنجي وشارع القصر ديمقراطيته المحببة ( يا البرهان زيييع البيان) فألهم أستاذنا آية أخرى من آي التذكير الفخيم بأصول الديمقراطية التي أساسها الهتاف . بينما يغض الطرف ؛ عن سعة علم بالطبع , عن أي ممارسة أخرى لها فيما تشمله قرارات مسجل عام تنظيمات العمل بإلغاء تنظيمات العمل النقابية متى انتخبها قاعدة مهنية , فجواز مشروعيتها فيما يقرر بشأنها الريس المحبوب ديمقراطيا , ممن غفر له شعبه ركاكة في أداء مهامه الاصلية وانهماكه عوضا عنها في (حيازاته) الشخصية , فالشعب على كل حال معجب بالضرورة بمسلسل مهند ونور (التركي) لأن تصويره في بعض اللقطات مما يحمل عمران العقارات والفلل الراقية هناك , وهو مستوى التخطيط العمراني الذي يأمل فيه من يزيح العشوائيات الآن عن وجه الخرطوم الصبوح , وحديقتها الخضراء محلية الصناعات بالباقير تبع الجزيرة والكاملين . واستاذنا , ليس من الصفوة الليبرالية , فهو كان شيوعيا , وصار إلى ما صار اليوم خاتف لونين ؛ كما هي سمرة في أهلنا النيليين . وتلك ديمقراطية أخرى ربما رائدها الطيب مصطفى وخلفه عمسيب .

الرئيس المُكلف لـ «الأمة القومي» يُنهي تكليف عدد من مساعديه ومستشاريه
الرئيس المُكلف لـ «الأمة القومي» يُنهي تكليف عدد من مساعديه ومستشاريه

التغيير

timeمنذ 2 أيام

  • التغيير

الرئيس المُكلف لـ «الأمة القومي» يُنهي تكليف عدد من مساعديه ومستشاريه

يأتي هذا القرار في ظل مرحلة دقيقة يمر بها حزب الأمة القومي، الذي يواجه تحديات سياسية وتنظيمية كبيرة في سياق الحرب التي يشهدها السودان منذ أبريل 2023، وما ترتب عليها من انقسامات وتحديات داخلية. نيروبي: التغيير أصدر رئيس حزب الأمة القومي المُكلف، فضل الله برمة ناصر، قراراً بإنهاء تكليف عدد من مساعديه ومستشاريه ونوابه، شمل كلاً من: إبراهيم الأمين، ومحمد عبد الله الدومة، صديق محمد إسماعيل، وبشرى عبد الحميد، وإسماعيل كتر عبد الكريم، ونعيمة عجبنا. وتمثل هذه المجموعة الجناح الداعم للجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع، بينما انضم رئيس الحزب المُكلف برمة ناصر لتحالف 'تأسيس' الذي تقوده الأخيرة، فيما فضّلت مجموعة أخرى بقيادة الأمين العام للحزب البقاء ضمن تحالف 'صمود' الذي يقوده رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك. وأوضح القرار أن هذه الخطوة تأتي استناداً إلى أحكام دستور الحزب لسنة 1945 وتعديلاته في 2009، وفي إطار مراجعة دقيقة للأداء السياسي والتنظيمي خلال الفترة الماضية، بما يتسق مع متطلبات المرحلة الراهنة وخطة الحزب الاستراتيجية. وأكد القرار على ضرورة اتخاذ الإجراءات التنظيمية اللازمة لتنفيذه، مع ضمان استمرار العمل المؤسسي دون تعطيل. يأتي هذا القرار في ظل مرحلة دقيقة يمر بها حزب الأمة القومي، الذي يواجه تحديات سياسية وتنظيمية كبيرة في سياق الحرب التي يشهدها السودان منذ أبريل 2023، وما ترتب عليها من انقسامات وتحديات داخلية. وتسعى قيادة الحزب، وفق ما جاء في نص القرار، إلى ترسيخ النهج المؤسسي وتعزيز وحدة الصف الداخلي، بما يضمن استمرار دوره الوطني في دعم التحول الديمقراطي وتحقيق السلام، وسط مشهد سياسي معقد يتطلب إعادة هيكلة القيادات بما يتوافق مع تطلعات قواعد الحزب وظروف البلاد الراهنة.

من الكلمات إلى الرصاص.. كيف يصنع خطاب الكراهية مجازر الحرب في السودان؟
من الكلمات إلى الرصاص.. كيف يصنع خطاب الكراهية مجازر الحرب في السودان؟

التغيير

timeمنذ 4 أيام

  • التغيير

من الكلمات إلى الرصاص.. كيف يصنع خطاب الكراهية مجازر الحرب في السودان؟

خطاب الكراهية في حرب السودان موجه ضد المدنيين خاصة من هم ضدها ويتم وصفهم بالعمالة والخيانة إلى جانب ممارسات تصفية الناس على أساس انتمائها الجغرافي، وفقاً لما قالت اختصاصية نفسية لـ (التغيير). كانت عبارة 'قحاتي' كافية لأن يتلقى 'س' صفعة على وجهه وتنهال عليه اللكمات!. بدأت القصة، وفق شاهد عيان، إلى أن أحدهم كان ينتظر صديقه في أحد مقاهي القاهرة وفور رؤيته نادى عليه بعبارة 'يا قحاتي' (وهي عبارة تعني أحد أعضاء تحالف الحرية والتغيير الذي مثل الحاضنة السياسية للحكم في الفترة الانتقالية عقب سقوط نظام البشير) فهاجمه أحد الموجودين وانهال عليه ضربا حتى تدخل الناس وفضوا النزاع وبعد أن هدأ المكان شرحوا للمعتدي بأن هذا الشخص لا علاقة له بالحرية والتغيير وأن صديقه يمازحه ليس إلا، فعاد الرجل معتذرا! قوائم مجهولة فور اندلاع الحرب انتشرت في مجموعات الواتساب قوائم مجهولة المصدر تضم عشرات السياسيين والنقابيين والصحفيين متهمين بإشعال الحرب وكان هناك تحريض بالعنف في مواجهتهم. كان اسم الصحفي 'محيي الدين جبريل' ضمن تلك القوائم الأمر الذي أثر في استقراره المهني والاجتماعي 'أصبحت أواجه عزلة اجتماعية وأصبحت اتجنب التجمعات'. وقال جبريل لـ (التغيير) إنه تلقى عشرات الرسائل التهديدية بالقتل، ورسائل تطالبه بالكشف عن مكان إقامته بعبارات من قبيل: 'إن كنت رجلا أخبرنا بمكانك'! وأعرب جبريل عن حزنه وأسفه كون أن من يقود التحريض ضده هم من أفراد العائلة ومنطقته الجغرافية، وأخيرا قرر أن يتجه للقانون ليحمي نفسه وهو الآن ينتظر تقديم الشخص الذي يهدده للمحاكمة بعد أن تم التحقيق معه. خطاب ممنهج خطاب الكراهية تجاه المدنيين وخاصة السياسيين لم يأت بصورة عفوية بل تشكل بصورة منهجية لتصوير المدنيين ك'عدو داخلي' يُحمَّل مسؤولية كل الأزمات فيما يوفر الحماية للعسكريين وفق رئيس تحرير أفق جديد عثمان فضل الله. وقال فضل الله لـ (التغيير) إن هذا الخطاب السائد الآن يمثل امتدادا لخطاب الشيطنة الذي بدأ منذ سقوط البشير وتصاعد بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021 حين فشلت السلطة في تقديم بدائل واقعية فلجأت إلى تصدير الأزمة نحو 'المدني'. وأعاد رئيس تحرير أفق جديد اقتناع الجمهور بهذا الخطاب لجهة سيطرة المنصات العسكرية على وسائل الإعلام خاصة الرسمي إلى جانب الحملات الإلكترونية الممنهجة التي شيطنت الأحزاب السياسية. وأكد فضل الله أن ترسيخ هذه الصورة تم مع غياب خطاب مدني واضح وموحد خاصة وأن التيارات المدنية تعاني من انشقاقات أعجزتها عن الدفاع عن تجربتها. وحذر فضل الله خلال حديثه لـ (التغيير) من تحول الخطاب التحريضي لأرضية خصبة للعنف السياسي والاجتماعي خاصة في ظل انعدام سياسة القانون وانتشار السلاح وتكاثر المليشيات. وقال فضل الله إن الخطورة الأكبر من هذا الخطاب تتمثل في أن تهديده يتعدى السياسيين والمدنيين لتجريم فكرة التحول المدني نفسها 'العنف الذي يحضر له لا يهدد الأشخاص فقط بل مشروع الدولة المدنية بالكامل'. التحشيد للحرب خطاب الكراهية كان السبب خلف جرائم كبيرة على مستوى العالم، مثل الإبادة الجماعية التي حدثت في رواندا في العام 1994 عبر اذاعات كانت تصف التوتسي ب'الصراصير' نازعة عنهم صفة الإنسانية، فيما ساهم خطاب الكراهية في تأجيج الحرب الأهلية وتحويل المدن لمقابر جماعية في البوسنة. وأشار المدير القطري لمعهد الحياة والسلام عبدالله الصافي، إلى أن العالم تنبه لحضور خطاب الكراهية في أغلب النزاعات حول العالم خلال ال75 عاما الماضية ما دفع الأمم المتحدة للسعي عبر المفوضية العليا لحقوق الإنسان في تحركات فعلية لمعالجته. وقال الصافي لـ (التغيير) إن خطاب الكراهية ساهم في إشعال حرب السودان التي انطلقت في بيئة هشة ومتداعية اجتماعيا تحمل في داخلها عوامل كامنة للنزاع محذرا من أن استمرار هذا الخطاب سيساهم في استدامة الحرب وتطورها لحرب اجتماعية شاملة. وفي حديثه مع (التغيير) أشار المدير القطري لمعهد الحياة والسلام إلى استخدام أطراف النزاع لعبارات جارحة وعنيفة تستهدف مكونات اجتماعية تحاول الحض من قدرها بناء على صفات متعلقة بالعرق والأصل الاثني والمنطقة الجغرافية 'مثلما يوصف البعض بأنهم غير سودانيين'. وحذر الصافي من أن وصف النساء بأوصاف مذلة يمكن أن يؤدي إلى تعرضهن لانتهاكات جنسية عنيفة مشيرا إلى ان الحرب اندلعت في عصر رقمي ما يوفر الانتشار للخطاب العنيف لأكبر عدد وهذا يضربالتركيبة الاجتماعية. ودعا الصافي إلى ضرورة تضافر الجهود من كافة الفاعلين ابتداء من الحكومات والمنظمات والإدارات الأهلية لوقف هذا الخطاب ومعاقبة من يقودوه لأن استمراره سيمنع الذهاب نحو بناء السلام. واستدرك قائلا: 'المؤسف أن بعض الدوائر الرسمية تتبنى هذا الخطاب وتستخدمه في التحشيد للحرب'. خطاب الكراهية جريمة اتفق مع الصافي الخبير القانوني المعز حضرة الذي قال إن خطاب الدولة الرسمي يشتمل على خطاب كراهية 'والي نهر النيل صرح بقتل أي وجه غريب!'. وأكد حضرة على أن مؤسسات الدولة يجب أن تلتزم الحياد تجاه الجميع وتحميهم مشيرا إلى أن القتل يتم على الهوية في مناطق تعدين الذهب بولاية نهر النيل. واتهم الخبير القانوني خطابات الإسلامويين بالجهوية والعنصرية معربا عن أسفه من عدم تقديمهم لمحاكمات 'النيابة أصبحت مطية في يد الاسلامويين بعد عودتهم للسلطة'. وفي حديثه ل'التغيير' أشار حضرة إلى المفارقات في استخدام القانون لمعاقبة السياسيين والناشطين وحتى قتلهم كاشفا عن اشتمال القانون الجنائي السوداني لعام 1991 لمواد تجرم خطاب الكراهية والإساءة للقبلية في المواد: 63، 64، 65. بالإضافة لأن قانون جرائم المعلوماتية بجميع تعديلاته يجرم استخدام الوسائط لخطاب الكراهية. وأضاف: القوانين الدولية ايضا تجرم خطاب الكراهية وجريمة الإبادة الجماعية التي تحاكم به المحكمة الجنائية الدولية هو في الأساس خطاب كراهية. 'لكن مع الأسف منذ اندلاع هذه الحرب لم يحاكم أي شخص بخطاب الكراهية'. الصمت عن العنف مشاركة خطاب الكراهية لا يأمر الناس بالعنف مباشرة؛ بل يمهد له عبر منحه غطاء اخلاقي ليصبح مبررا! والعنف لا يبدأ بالسلاح بل بالتعود على اللغة العنيفة أولا ثم استخدامها ثم قبول العنف أو المشاركة فيه أو الصمت عنه 'حيث نصل لمرحلة تبلد أمام معاناة الآخرين'. هكذا عرفت الاختصاصية النفسية مي قرشي المهتمة بتأثير خطاب الكراهية على الصحة النفسية المجتمعية خطاب الكراهية قائلة إننا عندما نعمل على تفكيكه من منظور نفسي نكتشف أنه ليس مجرد شتائم أو نوبات غضب عابرة بل هي آليه دفاع جماعية تخلق شعور وهمي بالتماسك. وقال قرشي في حديثها لـ (التغيير) إن خطاب الكراهية في حرب السودان موجه ضد المدنيين خاصة من هم ضدها ويتم وصفهم بالعمالة والخيانة إلى جانب ممارسات تصفية الناس على أساس انتمائها الجغرافي. وأضافت: هذا الخطاب يستخدم عبر دعاة الحرب من الطرفين، وفي الجلالات العسكرية ومعسكرات التجنيد وفي الشتائم الموجهة ضد النساء. وأشارت قرشي إلى أن قاموس الحرب أوجد عبارات جديدة تبيح العنف مثل 'فتك، متك، جغم..' كاشفة عن تأثيرها على الحالة النفسية بشكل عميق. وقالت: 'الناس لا تستمع فقط لكن العقل يتشبع'. ووصفت الاختصاصية النفسية الصمت عن خطاب الكراهية بمشاركة في العنف 'كل كلمة نسمح بها تحولنا لأن نكون حلقة في دائرة الخراب'. وأضافت: الإنسان لا يولد عنيفا لكنه يتربى على العنف بشكل يومي. وشددت على أن الوقوف ضد الحرب لا يعتبر موقفا سياسيا بل اجراء وقائي وعلاجي حد وصفها 'المجتمع الذي يتشرب الكراهية يتسمم ويفقد آخر خط دفاع ضد الانهيار الكامل وهو التعاطف'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store