
الشرق الأوسط الكبير
باشتعال الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية، وبلوغها مرحلة تكسير العظام، ثم دخول الولايات المتحدة الأمريكية على الخط، بالدعم اللوجيستى الكامل لإسرائيل، والتجهيز لضربة قاصمة للعاصمة طهران، يدخل «مشروع الشرق الأوسط الكبير» الذى أعلنته الادارات الامريكية المتعاقبة مرارا، وتبناه الرئيس ترامب بحماس منقطع النظير حيز التنفيذ الفعلى، فبانتهاء الحرب تصبح المنطقة العربية برمتها، فى قبضة التحالف الفائز، إما أمريكا واسرائيل ومن خلفهما حلفاؤهما التاريخيون فى مجموعة الدول الصناعية السبع، وإما التحالف المنافس الذى تقوده روسيا والصين، وأطلقته الأخيرة فى عام 2013 تحت شعار سياسى براق، يستهدف «بناء عالم جديد متعدد الاقطاب»، يضم فى عضويته أكثر من 70 دولة حول العالم.
بانتهاء الحرب الايرانية الاسرائيلية، وقد أوشكت بالفعل على نهاياتها الدامية، إما بتركيع ايران قسرا، عبر تدمير مشروعها النووى، وبنيتها الاقتصادية والعسكرية، على نحو ما جرى فى العراق عام 2003، وما قد تنتهى اليه مآلات الأمور بعد ذلك إلى إسقاط نظامها، ودخولها الى بيت الطاعة الامريكى، وربما تقسيمها الى دويلات صغيرة، وإما بانتهاء المباراة الساخنة بتعادل سلبى، يجرى العمل بهمة على إخراج سيناريوهاته فى مطابخ السياسة الأمريكية، من أجل حفظ ماء وجه اسرائيل، وقد تمرغت كرامتها فى الوحل فعليا على مدار الأيام الماضية، على وقع الصواريخ الايرانية التى قوضت كثيرا من الأساطير المؤسسة لقوة تل أبيب العسكرية، وما قد يفضى إليه هذا التعادل من اقتسام لغنائم الثروة والنفط فى المنطقة العربية بين التحالفين الكبيرين، وفق شروط صارمة غير مسموح بتجاوزها، بعدما وضعت المقامرة الاسرائيلية، والعناد الايرانى العالم برمته على شفا حرب نووية مدمرة.
وأغلب الظن - وقد فاقت توقعات مآلات الحرب تقديرات كثير من الخبراء - أنها ستكون النهاية المنطقية الوحيدة لكل ما يجرى من عبث، يبدو معه التدخل الامريكى بتدمير المفاعلات النووية الايرانية بقنابل نووية محدودة أقرب الى الجنون، لأنه سوف يطول الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها الكبيرة فى الخليج العربى، بينما سيبدو الرد الايرانى ومن خلفه تحالفه الدولى بتوجيه ضربة نووية لاسرائيل وربما للقواعد الامريكية المنتشرة فى العديد من بلدان العالم العربى، هو الجنون بعينه، فالدمار سوف يطول الجميع، وتأثيراته ستمتد الى عقود أخرى مقبلة.
إنه الصلف الاسرائيلى المدعوم دائما بالرعاية الامريكية الكاملة، هو من يحول منطقتنا المنكوبة دائما بالكوارث والازمات، إلى ما يشبه منصة، جرى العمل على تجهيزها منذ عقود بعيدة، لتقديم مختلف أشكال المسرح العبثى، الذى أسسه صمويل بيكيت مطلع الخمسينيات، ليعكس من خلاله حجم ما عانته البشرية بعد الحرب العالمية الثانية من فوضى، وتدمير لكل ما أنتجته الحضارة الانسانية من قيم روحية ودينية وأخلاقية على حد سواء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ ساعة واحدة
- فيتو
رئيس لجنة الاستخبارات بالشيوخ الأمريكي يهدد خامنئي بأسوأ سيناريو لمنشأة فوردو
دعا رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي مارك وارنر، اليوم الجمعة، المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إلى التحرك بسرعة لتجنب أسوأ سيناريو محتمل لـمنشأة فوردو النووية. وقال وارنر في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، إن الرئيس دونالد ترامب قد يمنح خامنئي فرصة أخيرة للتخلي عن برنامجه النووي، لكنه لن يسمح لخامنئي باستغلاله. وأضاف أن ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضعا خامنئي في موقف دفاعي، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تقترب من إنهاء التهديد النووي الإيراني. وأكد وارنر، أن منشأة "فوردو" النووية سيتم إغلاقها بطريقة أو بأخرى. وأشار إلى أن أي انخراط عسكري في إيران ليس خاليًا من المخاطر، مؤكدًا أن ترامب يدرك هذه المخاطر جيدًا. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


نافذة على العالم
منذ 2 ساعات
- نافذة على العالم
نافذة - البيت الأبيض: "ترامب" سيتخذ قراره حول إيران خلال أسبوعين
الجمعة 20 يونيو 2025 02:50 صباحاً أعلن البيت الأبيض، الخميس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيحسم قراره خلال الأسبوعين المقبلين بشأن تدخل الولايات المتحدة عسكريًا في المواجهة الدائرة بين إسرائيل وإيران. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، في تصريح للصحافيين، إن ترامب أرسل رسالة جاء فيها: "استنادًا إلى وجود فرصة كبيرة لمفاوضات قد تحدث أو لا تحدث مع إيران قريبًا، سأتخذ قراري بشأن التدخل من عدمه خلال الأسبوعين المقبلين". وأضافت أن الرئيس يفضّل السعي لحل دبلوماسي، لكنه في الوقت نفسه يضع في مقدمة أولوياته منع إيران من امتلاك سلاح نووي. وأوضحت ليفيت، في إفادة صحفية نقلتها "رويترز"، أن أي اتفاق محتمل يجب أن يحظر على طهران تخصيب اليورانيوم، ويقضي نهائيًا على قدرتها على إنتاج سلاح نووي. وأضافت: "الرئيس مهتم دائمًا بالحلول الدبلوماسية، لكنه لا يتردد في استخدام القوة إذا استدعى الأمر". وامتنعت عن الإفصاح عمّا إذا كان ترامب سيلجأ للكونغرس للحصول على تفويض قبل توجيه أي ضربات محتملة. ووفقًا لـ"العربية.نت"، كشفت ثلاثة مصادر دبلوماسية أن المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أجريا عدة مكالمات هاتفية منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على إيران في 13 يونيو الجاري، في إطار محاولات التوصل إلى تسوية دبلوماسية. وأشار الدبلوماسيون إلى أن المحادثات تناولت مقترحًا أمريكيًا طُرح على طهران أواخر مايو، يقضي بإنشاء كونسورتيوم إقليمي لتخصيب اليورانيوم خارج الأراضي الإيرانية، وهو ما رفضته طهران حتى الآن. كما أكد عراقجي، بحسب المصادر، أن إيران لن تعود إلى طاولة المفاوضات ما لم تتوقف الهجمات الإسرائيلية. وقال دبلوماسي من المنطقة مقرّب من طهران إن عراقجي أبلغ ويتكوف أن بلاده يمكن أن تبدي مرونة في الملف النووي إذا مارست واشنطن ضغوطًا على تل أبيب لإنهاء الحرب. من جانبه، أوضح دبلوماسي أوروبي أن إيران أبدت استعدادًا مبدئيًا للعودة إلى المحادثات النووية، لكنها ترى أن استمرار الغارات الإسرائيلية يجعل العودة مستحيلة.


خبر صح
منذ 3 ساعات
- خبر صح
'الكوماندوز' خطة بديلة لإسرائيل لاستهداف مفاعل فوردو النووي
أفاد موقع أكسيوس الأمريكي بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والسفير الإسرائيلي في واشنطن يحيئيل لايتر، قد أشارا في مقابلات إعلامية إلى أن الجيش الإسرائيلي يمتلك خيارات متعددة تتجاوز الضربات الجوية. 'الكوماندوز' خطة بديلة لإسرائيل لاستهداف مفاعل فوردو النووي من نفس التصنيف: سوريا تعبر عن استعدادها للتعاون بعد قرار رفع العقوبات الأمريكية من بين هذه الخيارات، هناك مداهمات محفوفة بالمخاطر تنفذها قوات الكوماندوز، وقد قامت القوات الخاصة الإسرائيلية بتنفيذ عملية مشابهة في سبتمبر الماضي، حيث دمرت مصنعاً للصواريخ تحت الأرض في سوريا من خلال زرع وتفجير متفجرات. مواضيع مشابهة: إيران تثير الأوضاع باستخدام 'سجيل' وتأثير السلاح الجديد على مسار الحرب وفي هذا السياق، صرح مسؤول أمريكي بأن الإسرائيليين أخبروا إدارة ترامب أنه رغم عدم قدرتهم على الوصول إلى عمق كافٍ تحت الجبل بالقنابل، إلا أنهم قادرون على القيام بذلك عبر العمليات البشرية. كما أشار أكسيوس في تقريره إلى أن ترامب كان لديه سؤال وحيد في الأيام الأخيرة، يتعلق بما إذا كانت القنابل الخارقة للتحصينات ستتمكن من تدمير المنشأة النووية الأكثر تحصينًا في إيران. وأكد التقرير أن ترامب يرغب في التأكد من أن مثل هذا الهجوم ضروري حقًا، ولن يؤدي إلى جر الولايات المتحدة إلى حرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط، والأهم أنه سيحقق هدف تدمير البرنامج النووي الإيراني، وفقًا لما ذكره مسؤولون أمريكيون. دور الكوماندوز وفقًا لما نشرته صحيفة واشنطن بوست، فإن الإسرائيليين لم يوضحوا كيفية تعاملهم مع فوردو، لكن من المفترض أن لديهم أفكارًا، ومن بين الخيارات المطروحة التي لم تستبعدها إسرائيل، تنفيذ غارة كوماندوز على المنشأة النووية، حيث يمكن لقوات مدربة خصيصًا على الأرض أن تحاول تدميرها. كما أوضح خبير الأسلحة النووية الإيرانية ديفيد أولبرايت في مقابلة مع مجلة Tablet، أن لدى إسرائيل طرقًا أخرى لتعطيل عمل فوردو: 'يمكنهم قطع الكهرباء، يمكنهم تدمير نظام التهوية، يمكنهم بسهولة تدمير المدخل المخصص للمشاة، يمكنهم تدمير المداخل الرئيسية' وأضاف أولبرايت: 'حتى من دون القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات، يمكن جعل فوردو غير صالحة للعمل لفترة طويلة' وكشفت واشنطن بوست أن إرسال جنود على الأرض قد يكون محفوفًا بالمخاطر، وقد تكون نتائج القصف ضعيفة لدرجة أن إسرائيل لن تحقق أهدافها من الحرب دون المساعدة الأمريكية. الخطة الأمريكية- الإسرائيلية المتوقعة لضرب مفاعل فوردو النووي وفي النهاية، إليكم الخطة الأمريكية المتوقعة لضرب مفاعل فوردو النووي. 'بنكر باستر'.. القنبلة الخارقة الأمل الوحيد أولاً، يجب ضمان أن قنبلة 'بَنكر باستر' المعروفة بـ GBU-57، التي تزن 13.6 طنًا (30,000 رطل)، ستدمر منشأة تخصيب اليورانيوم الحيوية في فوردو بشكل كامل، حيث تقع على عمق يُقدّر بنحو 90 مترًا داخل الجبل ورغم التقييمات العسكرية بأن القنبلة قد تُحدث ضررًا كبيرًا، فإن بعض مسؤولي البنتاجون يعتقدون أنها لن تكون كافية لتدمير المنشأة بالكامل، بل قد تُعطّلها مؤقتًا فقط لمدة تتراوح بين ستة أشهر إلى عام. ثانياً: لتنفيذ الضربة يجب السيطرة على المجال الجوي يتطلب تنفيذ الضربة تفوقًا جويًا كاملاً فوق الأجواء الإيرانية، وهو أمر معقد في ظل الدفاعات الإيرانية الحديثة، ولهذا السبب، تتابع إسرائيل عن كثب تطورات الدفاعات الجوية الإيرانية، وتنسق مع الولايات المتحدة لتحديد اللحظة المناسبة للتنفيذ. ثالثاً: القضاء على أجهزة التشويش على نظام تحديد المواقع (GPS) يعد وجود أجهزة تشويش على نظام تحديد المواقع (GPS) أحد أكبر التحديات أمام تنفيذ الضربة، ما يُصعّب توجيه القنبلة بدقة نحو الهدف، وبحسب مصادر دفاعية، فإن نجاح الضربة يتطلب أولاً شن هجمات إلكترونية لتعطيل هذه الأنظمة الإيرانية قبل إطلاق القنبلة.