logo
الحر يُشعل أسعار الدجاج في المغرب... أضرار للمنتجين والمستهلكين

الحر يُشعل أسعار الدجاج في المغرب... أضرار للمنتجين والمستهلكين

العربي الجديد٠٧-٠٧-٢٠٢٥
لم يسلم قطاع الدواجن في المغرب من تأثيرات موجات الحر التي يشهدها البلد في الفترة الأخيرة. فقد أثرت الحرارة المرتفعة على معدلات
الإنتاج
في المزارع، الأمر الذي أدى إلى صعود لهيب الأسعار في الأسواق.
وواصلت مديرية الأرصاد الجوية في المغرب تعميم النشرات الإنذارية من الطقس الحار. وحظيت هذه النشرات باهتمام كبير من قبل العديد من القطاعات الإنتاجية، لا سيما بعدما تعدت درجات الحرارة القصوى 40 درجة في عدة مناطق، وهو معدل يتجاوز المستوى الموسمي.
ويعد قطاع تربية الدواجن من أكثر القطاعات مراقبة لدرجات الحراة. فقد أكد رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، محمد عبود، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن درجات الحرارة المرتفعة كان لها تأثير على ظروف الإنتاج في ضيعات تربية الدواجن والأسعار.
وأشار إلى أن درجات الحرارة تؤثر على نمو الكتاكيت، حيث يختلف ذلك التأثير، حسب المناطق، لكنه يشدد على أنه، بشكل عام، يستغرق نمو الكتاكيت كي تصير دواجن تزن كيلوغرامين 34 يوماً في الظروف العادية.، لكن هذه المدة ترتفع إلى 54 يوماً في ظل موجات الحر الأخيرة. ويشدد عبود على أن الظروف المناخية المتسمة بارتفاع درجات الحرارة تفرض تكاليف إضافية على مربي الدواجن، حيث يفترض توفير أعلاف إضافية بجودة عالية.
ويشير عبود إلى أن موجة الحر تفضي كذلك إلى نفوق الدواجن، خاصة في الضيعات الصغيرة التي لا يتوفر أصحابها على تجهيزات لتخفيف تأثيرات درجات الحرارة عن الكتاكيت والدواجن، مؤكداً أن تلك التجهيزات لا تتاح سوى لأصحاب الضيعات الكبيرة. وأضاف أن وتيرة نفوق الدجاج تختلف حسب المناطق وحسب عمر الدجاج. فعندما يكون صغيراً يتمكن من مقاومة الحرارة، غير أن يصبح مع ارتفاع وزنه أكثر عرض للمخاطر المنذرة بنفوقه.
ويتجلى أن تأخر نمو الكتاكيت ونفوق الدواجن بسبب الحرارة المرتفعة، أفضى، نسبياً إلى تقليص العرض من الدجاج، في سياق يشهد ارتفاع الطلب في الصيف، ما أدى إلى تسجيل زيادات في الأسعار. ووصل سعر الدجاج في سوق الجملة في الدار البيضاء، السبت الماضي، ما بين 1.75 و1.8 دولار للكيلوغرام الواحد، بعدما بلغ في اليومين الأخيرين في ضيعات الإنتاج في تلك المدينة وضواحيها حوالي 1.6 دولار للكيلوغرام.
اقتصاد الناس
التحديثات الحية
موجات حر تهدد سواعد المغرب ومحاصيله
وأكد عبود أن سعر الدجاج في سوق التجزئة يتراوح في الدار البيضاء والمدن القريبة منها بين 1.9 ودولارين للكيلوغرام، غير أن ذلك السعر سيرتفع في مدن أخرى بعيدة عن العاصمة الاقتصادية ليتراوح بين 2.1 و2.2 دولار للكيلوغرام.
وقد كان العرض من الدواجن وفيراً في الأشهر الأخيرة، حيث كان المنتجون راهنوا على زيادة إقبال الأسر على شراء الدجاج بعد إلغاء شعيرة عيد الأضحي، وهو القرار الذي كان اتخذ في فبراير/شباط الماضي. وشهد المغرب في العام الماضي ارتفاعاً قوياً لأسعار اللحوم الحمراء في الأشهر الأخيرة في سياق الجفاف وغلاء الأعلاف، حيث راوحت في الصيف الماضي بين 12 و14 دولاراً للكيلوغرام الواحد، بعدما كانت تراوح في فترات سابقة بين ثمانية وتسعة دولارات.
غير أن عبود اعتبر أنه رغم ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة، فإن ذلك لا ينعكس بشكل ملحوظ على أرباح منتجي الدجاج، خاصة الصغار منهم الذين يتحملون تكاليف كبيرة ويعانون من تراكم المديونية تجاه تجار الأعلاف والمصارف.
وكانت الحكومة قد وقعت مع الفيدرالية البيمهنية في قطاع الدواجن عقد برنامج في مايو/أيار 2023، يراد منه إنجاز استثمارات في حدود 200 مليون دولار في أفق 2030، حيث سيساهم العاملون في القطاع بـ140 مليون دولار والدولة بـ60 مليون دولار. وينتظر أن يفضي ذلك، حسب البرنامج، إلى رفع إنتاج لحوم الدواجن من 782 ألف طن إلى 912 ألف طن.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السبّاحون المنقذون... حراس البحر ضدّ الغرق في المغرب
السبّاحون المنقذون... حراس البحر ضدّ الغرق في المغرب

العربي الجديد

timeمنذ 5 أيام

  • العربي الجديد

السبّاحون المنقذون... حراس البحر ضدّ الغرق في المغرب

يبدأ السباحون المنقذون في المغرب مع كل عطلة صيفية مهمّتهم الموسمية بيقظة وصبر، وهم ينتشرون على امتداد الشواطئ والمسابح منذ مطلع يونيو/حزيران وحتى نهاية أغسطس/آب، لمواجهة حوادث الغرق وتوجيه المصطافين إلى أماكن السباحة الآمنة. هؤلاء الشبان، من فئات عمرية مختلفة، يشكّلون خط الدفاع الأول، ويتدخلون بسرعة لإنقاذ الأرواح، والحيلولة دون تحول الاصطياف إلى ذكرى رحيل مؤلمة. يقول أشرف (25 سنة)، منقذ موسمي في شاطئ عين الذئاب بمدينة الدار البيضاء: "أعرف هذا البحر منذ كنت في العاشرة. كنت أسبح هنا مع أسرتي، وشهدت مواقف غرق كثيرة. كنت أرى منقذين ومواطنين يتدخلون لإنقاذ الغرقى، فكبر في داخلي حبّ هذه المهمة. واليوم، أحرس هذا البحر كما لو كنت واحداً من أبنائه". يضيف "نحن لا ننتظر أن يغرق أحدهم لنهرع لإنقاذه، بل نعمل طوال اليوم على توعية المصطافين وتوجيههم نحو السباحة الآمنة، لكن المشكلة أن كثيرين يتجاهلون التحذيرات، ويتعاملون مع نصائحنا وكأنها غير ضرورية، مع أنها قد تُنقذ حياتهم". ويتابع: "مرات كثيرة نحذر شباباً وأطفالاً من الاقتراب من مناطق خطرة، كالحفر و التيارات القوية ، لكنهم يصرّون على السباحة فيها بدعوى أنهم متمرسون". التحاق الشباب بمهنة السبّاح المنقذ لا يتم بشكل عشوائي، بل عبر مباراة تنظمها المديرية العامة الوقاية المدنية في المغرب، فكما يشرح حسام (26 سنة)، وهو منقذ موسمي للعام الرابع على التوالي: "التحقت أول مرة بشاطئ المحمدية، ومنذ عامين أعمل في شواطئ الدار البيضاء. المباراة التي ينظمها جهاز الوقاية المدنية ليست سهلة، وتشمل اختبارات بدنية صارمة: سباحة تحت الماء، إنقاذ دمى، قذف طوق نجاة بدقة، واختبارات معرفية في الإسعافات الأولية، ودورة تكوينية لمواجهة مختلف سيناريوهات الغرق والإنقاذ في بيئة شديدة التقلب. البحر لا يرحم، والخطأ الواحد قد يُكلّف حياة". سبّاح مغربي يراقب المصطافين من أعلى برج خشبي (العربي الجديد) يواصل: "نشتغل 12 ساعةً يومياً تحت الشمس، من الثامنة صباحاً إلى الثامنة مساءً، دون أي امتياز أو حماية. الراتب لا يتعدى 2500 درهم (278 دولاراً) وغالباً ما يتأخر، وهو بصعوبة يغطي تكاليف التنقل والتغذية والعلاجات التي نحتاجها بسبب ضربات الشمس والتهابات الجلد...". بدوره يتحدث السبّاح بدر، وهو طالب في أحد مراكز التكوين المهني، عن البُعد الإنساني العميق لهذه المهنة، قائلاً: "صحيح أن عملنا يقتصر على فصل الصيف، لكنه لا يخلو من مسؤولية أخلاقية كبيرة. عندما تنجح في انتشال غريق وتقديم الإسعافات الأولية له، وعندما تسمع من ذويه عبارات مثل: "حي يرزق"، تشعر بطاقة هائلة، كل منقذ يحمل في ذاكرته قصة لا تُنسى، إنها لحظات لا تُقدر بثمن". ويستدرك، "لكن في المقابل، نحن أيضاً نتأثر بمن يغادرون الحياة أمام أعيننا، ثم يلفظهم البحر بعد أيام. حتى وإن لم نكن مقصرين، يبقى الألم حاضراً. لهذا نُناشد المصطافين أن ينتبهوا لصفاراتنا وتوجيهاتنا. ما نقوم به ليس عبثياً ولا استعراضياً، بل نابع من رغبة صادقة في حماية الأرواح". تظلّ عيون السباحين المنقذين يقِظة، تحسّباً لأي طارئ (العربي الجديد) من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساءً، يتمركز السبّاحون المنقذون في مواقعهم المخصصة على امتداد الشواطئ والمسابح العمومية في المغرب، سواء من أبراج خشبية أو تحت مظلات. ولا تقتصر مهامهم على التدخل في حالات الغرق فقط، بل تشمل أيضاً المراقبة الدقيقة للمياه، وتنبيه المصطافين إلى المناطق الخطرة، وتوجيه الأطفال، والتدخل السريع. إنهم العين الساهرة في مواجهة الخطر. في أحد المسابح العمومية بمدينة الدار البيضاء، يروي سعيد، وهو سبّاح منقذ موسمي، جانباً من تجربته قائلاً: "العمل في المسبح يختلف كثيراً عن الشاطئ، لكنه لا يقل خطورة. هنا نركّز أكثر على مراقبة الأطفال، لأنهم الأكثر عرضة للحوادث. أحياناً، لحظة واحدة من الغفلة قد تكون كافية لوقوع مأساة. لذلك نعمل بيقظة كاملة طوال اليوم". فيما يقول طارق، أحد السباحين المنقذين في شاطئ بالدار البيضاء، وهو شاب في منتصف العشرينيات: "إن عطلة نهاية الأسبوع تمثل التحدي الأكبر خلال الموسم، فالشاطئ يمتلئ بالناس، وعلينا أن نكون في حالة تأهب دائم". ويرى المتحدث أن التيارات الساحبة تعد من أبرز مخاطر البحر، قد تسحب الشخص إلى الأعماق، حتى لو كان ماهراً. خطورتها في أنها لا تُرى بالعين، وغالباً ما تكون في أماكن تبدو هادئةً وخاليةً من الأمواج". سبّاح منقذ يوجّه المصطافين حرصاً على سلامتهم (العربي الجديد) ويكشف طارق عن معجم خاص يتداوله السبّاحون المنقذون فيما بينهم لتسهيل التواصل الميداني، قائلاً: "نستعمل مصطلحات مثل "المقلة" أو "الشواية"، وهي تشير إلى مناطق يتعرض فيها أكثر من عشرة أشخاص للغرق. حينها نتحرّك بسرعة، وننسّق فيما بيننا لتكون عملية الإنقاذ دقيقة وسريعة، لأن كل لحظة قد تصنع الفارق". على مدى موسمين، شارك طارق في أكثر من مائة عملية إنقاذ، بعضها بشكل فردي، ومعظمها ضمن فريق. تجربة يعتبرها جزءاً من شخصيته، علمته كيف يقدر قيمة الحياة. شاطئ عين الذئاب بمدينة الدار البيضاء (العربي الجديد) يُعد شاطئ عين الذئاب في مدينة الدار البيضاء من بين أكثر الشواطئ المغربية استقطاباً للمصطافين، إذ يشهد خلال فصل الصيف توافد آلاف الزوار يومياً. ويعمل في هذا الشاطئ وحده، أكثر من 50 سباحاً منقذاً موسمياً، تابعين لمصالح الوقاية المدنية، يتوزعون على امتداد الشاطئ بهدف التدخل السريع وإنقاذ الأرواح. ووفق شهادات عدد من السباحين، يتمركز في كل منطقة ما بين خمسة إلى ستة منقذين، في محاولة لتأمين المساحات الأكثر عرضة لحوادث الغرق. ويؤكد عدد من السباحين المنقذين أن الوسائل والمعدّات المتوفرة تظلّ محدودة وغير كافية لأداء مهامهم بالشكل المطلوب، أو لمنع وقوع حوادث الغرق بشكل أكثر فعالية. في هذا السياق، يقول أمين وهو سبّاح منقذ راكم خمس سنوات من الخبرة في المجال: "كان من أحلامي أن أشتغل سبّاحاً منقذاً. البحر علمني أشياء كثيرةً، لكن أهم شيء هو أن تفهمه جيداً، وتكون شجاعاً ومقداماً، وتقرأ التيارات والمخاطر بعين تختلف عن المصطاف. هذه القدرة لا تأتي من فراغ، بل تكتسب من خلال التكوينات والتجربة الميدانية، وهي عناصر أساسية في هذه المهنة". يشمل يوم أمين مراقبة الشاطئ وتوجيه المصطافين، لكنه يصف لحظة التدخل لإنقاذ غريق بأنها الأصعب:"السبّاح المنقذ يغامر بحياته من أجل إنقاذ الآخرين. لذلك نحتاج إلى التفاتة حقيقية من الجهات المعنية، خاصة في ما يخص تحسين الرواتب. الإمكانيات ضعيفة جداً، ونحن نفتقر إلى المعدات الأساسية". ويشرح: "كل منقذ يجب أن يتوفر على bouée (عوامة النجاة)، ولباس خاص، كما أن كل نقطة مراقبة يجب أن يتوفر على دراجة مائية، وقارب مطاطي، ونقالة، وحقيبة للإسعافات الأولية". قضايا وناس التحديثات الحية حوادث الغرق تتفاقم خلال الصيف في العراق ويستعيد المتحدث واحدة من أصعب اللحظات في مسيرته: "أصعب موقف عشته كان في شاطئ بمدينة الجديدة، حين غرقت عائلة بأكملها. حاولت التدخل، لكن زملائي كانوا منشغلين مع مصطافين آخرين ولم ينتبهوا لإشارتي، ولم أستطع إنقاذهم وحدي. شعرت حينها أنني فقدت السيطرة... بل إنني أوشكت على مفارقة الحياة، رأيت الموت بعينيّ". ورغم كل التحديات، يؤمن أمين بقيمة هذه المهنة النبيلة التي تتطلب قدراً كبيراً من التفاني والانضباط. ويوجّه دعوة للمصطافين إلى ارتياد الشواطئ المحروسة فقط، والإنصات لتوجيهات السباحين المنقذين حفاظاً على سلامتهم وسلامة أسرهم. كما يناشد الجهات المختصة بضرورة الالتفات إلى أوضاع هذه الفئة، سواء من خلال توفير الإمكانيات والمعدّات الضرورية، أو مراجعة الأجور التي يتقاضونها، مطالباً بأن تُرفع – على الأقل – إلى مستوى الحد الأدنى للأجور (السميك)، واعتبار ذلك أبسط اعتراف بقيمة ما يقدمونه من تضحيات. ورغم ارتباطهم العميق بهذه المهنة، يتحفّظ عدد من السباحين المنقذين عن ذكر أسمائهم كاملة أو الظهور بوجه مكشوف، مخافة فقدان فرصة العمل الموسمي التي لا تدوم أكثر من ثلاثة أشهر في السنة. بعضهم يعود بعدها إلى فصول الدراسة أو التكوين المهني، بينما يبدأ آخرون رحلة البحث عن مصدر رزق جديد، في انتظار صيف آخر قد يحمل لهم فرصة عمل مؤقتة.

السويداء عطشى: أزمة مياه خانقة بعد تعطل الآبار
السويداء عطشى: أزمة مياه خانقة بعد تعطل الآبار

العربي الجديد

time٢٩-٠٧-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

السويداء عطشى: أزمة مياه خانقة بعد تعطل الآبار

تتفاقم معاناة آلاف الأهالي من مدينة السويداء والنازحين إليها، ومن القرى المجاورة جنوبي سورية ، وسط صعوبة الحصول على مياه الشرب والنظافة الشخصية منذ أيام، نتيجة انقطاع الكهرباء وغياب المحروقات وتعطّل معظم الآبار. ونشرت صفحات إخبارية محلية في السويداء مقاطع مصوّرة تظهر تفاقم أزمة المياه، وصعوبة الحصول على مياه صالحة للشرب، في حين وزّعت جمعية الهلال الأحمر السوري خزانات مياه في شوارع المدينة لمساعدة السكان. وقال كمال السعدي وهو من أبناء السويداء لـ"العربي الجديد" إن الناس بحاجة ماسة لكلّ مقوّمات الحياة، فلا كهرباء ولا مياه متوفرة، وهناك صعوبة كبيرة في الحصول على الخبز والمواد الغذائية، وسط شحّ في كلّ الاحتياجات، وأضاف أن معظم آبار المياه التي يعتمد عليها السكان لتأمين احتياجاتهم معطلة بسبب انعدام الكهرباء والمحروقات، وبات الأفراد يتنقلون بين الأحياء، بحثاً عن أي مصدر متوفر للمياه. أما ميساء العبد الله، وهي من سكان ريف السويداء وتستضيف عائلات نازحة، فأشارت إلى أن أزمة المياه في المحافظة ليست جديدة، لكنها تفاقمت منذ بداية المعارك والأحداث، وأضافت لـ"العربي الجديد" أن السويداء تعتمد منذ نحو عشر سنوات على الآبار الجوفية للحصول على المياه، وهناك ما يقارب 150 بئراً في المحافظة، لكن معظمها تعطّلت خلال سنوات الحرب، نتيجة مشاكل الكهرباء والفساد في المؤسّسات الخدمية للدولة. وتابعت ميساء: "في قريتي نحو 16 بئراً كلها معطّلة، ورغم محاولة الحكومة الجديدة تأمين غطاسات لهذه الآبار، غير أنه لم يجرِ تشغيلها بعد، كما أن بعض الآبار جرى تشغيلها عبر السكان من مبادرات محلية. وبعد الهجوم الأخير على السويداء وانقطاع الكهرباء والمحروقات، توقفت الآبار القليلة التي تعمل بسبب صعوبة ضخ المياه، لا سيّما إلى الأبنية المؤلفة من طوابق مرتفعة". قضايا وناس التحديثات الحية مساعدات لا تكفي لتحسين الوضع الإنساني في السويداء ولفتت إلى أن بعض السكان يحصلون حالياً على المياه من آبار خاصّة تبيع المياه بالصهاريج، وتصل تكلفة 25 برميلاً إلى نحو 125 ألف ليرة سورية (نحو... دولار أميركي)، وحاليّاً تضاعفت الأسعار أكثر بسبب الأزمة، وختمت بالقول: "إذا استمر الوضع هكذا، فنحن متّجهون نحو كارثة إنسانية صعبة جداً على الجميع". وفي سياق متّصل، دخلت اليوم الثلاثاء قافلة مساعدات وصلت من دمشق إلى السويداء، عن طريق معبر بصرى الشام الإنساني بريف درعا، وتتألف القافلة، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا)، من 22 شاحنة تحمل 27 ألف لتر من المحروقات، و 2000 سلة غذائية، و2000 سلة صحية و10 آلاف عبوة مياه شرب و40 طناً من الطحين، إضافة إلى مواد طبية. والقافلة هي الرابعة خلال يومين، إذ سبق أن وصلت أمس الاثنين قافلة مساعدات محمّلة بالمواد الغذائية والإغاثية والطبية إلى معبر بصرى الشام الإنساني.

الجزائر: الدفاع المدني يكافح حريقاً مهولاً في غابات الشرق وسط خسائر فادحة
الجزائر: الدفاع المدني يكافح حريقاً مهولاً في غابات الشرق وسط خسائر فادحة

العربي الجديد

time٢٤-٠٧-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

الجزائر: الدفاع المدني يكافح حريقاً مهولاً في غابات الشرق وسط خسائر فادحة

تُواجه فرق الدفاع المدني مدعومة بوحدات من الجيش ومتطوعين شرقي الجزائر، أحد أكبر الحرائق التي شهدتها البلاد، كان قد اندلع منذ مساء أمس، في غابات منطقة جعافرة، الواقعة على بعد نحو 200 كيلو متر شرقي العاصمة. وقد تم استقدام رتل من شاحنات الإطفاء وفرق الدفاع المدني من الولايات القريبة من المنطقة، لتعزيز جهود السيطرة على الحريق. كما التحقت وحدات من الجيش بالمكان، للمساهمة في عمليات الإطفاء وحماية سكان القرى المجاورة. وانضم متطوعون من الشباب والسكان المحليين إلى فرق الدفاع المدني، خاصة في المناطق ذات المسالك الوعرة والتضاريس الصعبة، حيث تزداد صعوبة التدخل الميداني. وأظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون حجم الحريق المهول وسرعة تمدده، مما دفع المدير العام للدفاع المدني (الحماية المدنية) بوعلاتك غلاف، إلى التنقل إلى عين المكان قصد الإشراف على خط الإطفاء. ودفعت السلطات الجزائرية بأسطول يضم عشر طائرات إطفاء ، لمساعدة الفرق الميدانية، ما سمح بتحكم نسبي في ألسنة اللهب والحد من تهديدها للمجال السكني في القرى القريبة. وتتواصل جهود الإطفاء في أعالي الغابات، وأفاد بيان صادر عن الدفاع المدني في ولاية برج بوعريريج، اليوم الخميس، أن "الأولوية القصوى لحماية المواطنين والممتلكات، مع العمل على محاصرة ألسنة اللهب ومنع انتشارها نحو المناطق السكنية". وكان هذا الحريق المهول قد اندلع مساء أمس، وهددت النيران بعض القرى القريبة من الغابات، خاصة في منطقة جعافرة، وهي منطقة تاريخية وسياحية تعرف بمسجد ونمط عمراني يجلب السياح المحليين. وقد أدى تمدد النيران إلى توجيه نداءات تعبئة من طرف المواطنين للمساهمة في جهود الإنقاذ. وقال الناشط الإعلامي المحلي في برج بوعريريج، رضوان عثماني، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك مشاركة شعبية واسعة في جهود السيطرة على الحريق، وقد تم إجلاء سكان بعض القرى ونقلهم إلى مركز التكوين المهني في بلدة جعافرة، حفاظاً على سلامتهم". وأضاف: "لا توجد خسائر بشرية حتى الآن، لكن الخسائر المادية كبيرة؛ فقد احترقت بعض المستودعات، وتعرّض الغطاء النباتي لأضرار، بما في ذلك أشجار الزيتون التي تُعد من أبرز ما يُميز المنطقة". وتدخلت هيئات أهلية لمساعدة السكان، على غرار لجنة الإغاثة التابعة لقدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، وقال المسؤول المحلي للكشافة نبيل رحماني لـ"العربي الجديد"، إنه جرى توجيه مساعدات إغاثية من مواد غذائية ومستلزمات تموين ووجبات إلى السكان، إضافة إلى بعض الأودية، مشيراً إلى أن قافلة ثانية من المساعدات ستتوجه إلى منطقة وجود السكان والمتطوعين لمدهم بما يلزم من دعم. بيئة التحديثات الحية تونس: تراجع حرائق الغابات يحفز حملات إعادة التشجير وفي هذا السياق، أعلنت هيئة الدفاع المدني في الجزائر، أن فرقها تكافح 22 حريقاً على مستوى مناطق متعددة في البلاد، وتسعى لإخمادها بكل الوسائل المختلفة، وتأتي هذه الحرائق برغم استعدادات وتدابير مبكرة كانت اتخذتها السلطات، إذ منعت وزارة الداخلية التخييم وإقامة مواقد الشواء والطعام في الغابات حتى شهر أكتوبر/ تشرين الأول. وكانت فرق الغابات في كل الولايات، قد عززت عمليات المراقبة والرصد، بعد تجهيزها بطائرات مسيرة، لمراقبة الغابات ورصد الحرائق، ولمنع أي ممارسات قد تكون سبباً في اندلاع النيران. وهدّدت السلطات بعقوبات بحق المخالفين للتدابير الاحترازية المتعلقة بالوقاية من الحرائق، إذ يعاقب بالحبس من شهرين إلى ستة أشهر، وبغرامة مالية تصل إلى 100 ألف دينار (400 دولار أميريكي)، كل من يشعل النار داخل الأملاك الغابية، أو في محيطها، بغرض الطهي أو لأي سبب آخر. بالإضافة إلى إدانة المتورطين في إشعال الحرائق، بعقوبات تراوح بين ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات، وقد تصل في بعض الحالات إلى السجن المؤبد، خاصة في حال ارتكاب الحرائق العمدية بالمحميات الطبيعية. وتسعى السلطات الجزائرية إلى تجنب تكرار كارثة الحرائق التي شهدتها البلاد بين عامي 2021 و2023، والتي خسرت خلالها آلاف الهكتارات من الغابات والمحاصيل الزراعية أتت عليها الحرائق، وسبّبت إتلاف أكثر من 100 ألف هكتار من الغابات، بحسب أرقام رسمية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store