
رهانات أستراليا بين أمريكا والصين
تواجه أستراليا، الدولة القارة، تحديات كبرى على مستويات عدة تتعلق بالبيئة والطاقة التي يدور بشأنها نقاش واسع في كل ما يتصل بالوقود الأحفوري وذلك علاوة على الخيارات الاستراتيجية الكبرى للمجتمع ومؤسسات الدولة على المديين المتوسط والبعيد، خاصة أن أستراليا تأسست على هجرة قسم كبير من مواطني بريطانيا، ويتمثل الرهان الأكبر بالنسبة للسياسة الخارجية الأسترالية في محاولتها التوفيق بين ما يفرضه عليها الاقتصاد والانتماء الجغرافي بالقرب من دول شرق آسيا وتحديداً الصين، من سياسات قائمة على مبادئ حسن الجوار والمصلحة المتبادلة، وعناصر الهوية المشكلة للمهاجرين الأوائل الذين شيّدوا بنيان هذه الدولة الصاعدة والذين تشرئب أعناقهم نحو إخوانهم في الدول الناطقة بالإنجليزية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي كان لها دور حاسم في حماية كانبيرا من الغزو الياباني خلال الحرب العالمية الثانية.
ويصدق ما يحدث بالنسبة لأستراليا على كامل قارة أوقيانوسيا، إذ إن نيوزيلندا تجد نفسها في مواجهة التحديات نفسها على المستوى الجيوسياسي لكنها تختلف جزئياً عن أستراليا من حيث كونها أقل ارتباطاً بتحالفاتها التقليدية مع الغرب، وتشعر بحرج أقل في ترسيخ علاقاتها مع الصين حتى إن أدى ذلك إلى إثارة انزعاج واشنطن.
ويبدو وضع هذه القارة كما يشير الباحث فريدريك أونسل، هادئاً بحكم موقعها الجغرافي البعيد نسبياً عن مناطق الصراع التقليدية، ورغم ذلك، فقد شهدت المنطقة محاولات للهيمنة عليها من طرف دول عديدة قبل نهاية الحرب العالمية الثانية واستطاعت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا أن تجعلا من القارة امتداداً استراتيجياً للمنظومة الأنجلوساكسونية.
وقد ترسّخ هذا الواقع بعد قيام فرنسا بإجراء العديد من التجارب النووية في أعماق مياه المحيط بجزيرة موروروا غير بعيد عن السواحل الأسترالية والنيوزيلاندية، ونجم عن ذلك توترات حادة بين فرنسا ودولتي قارة أوقيانوسيا، قبل أن يوقّع جاك شيراك على اتفاقية منع التجارب النووية سنة 1996. ويرى أونسل أن أوقيانوسيا بدأت تأخذ أهمية استراتيجية متصاعدة بالنظر من جهة أولى إلى امتداد القوتين البحرية والاقتصادية للصين المتجهتين بشكل متصاعد نحو المنطقة الجنوبية للمحيط الهادي، ومن جهة ثانية إلى الاحتياطيات الكبرى من الطاقة التي تختزلها هذه المنطقة الغنية بمواردها الطبيعية. وفضلاً عن ذلك فإن بريطانيا التي فقدت سوقا مهماً لمنتجاتها بخروجها من الاتحاد الأوروبي، تفكّر بشكل جدي في إعادة تفعيل علاقاتها الاقتصادية مع مستعمراتها السابقة في أستراليا ونيوزيلاندا وكندا لتدعيم قوتها ونفوذها في العالم.
ويذهب المراقبون إلى أن أستراليا تملك رؤية واسعة بالنسبة لأمنها القومي وتسعى لمقاربته انطلاقاً من تصور غربي شامل في سياق ما يعرف بتحالف العيون الخمسة، لذلك فقد قدمت كانبيرا تضحيات كبرى خلال الحربين العالميتين وما زالت مقتنعة أن مستقبلها الوجودي مرتبط بعلاقتها بالعرش البريطاني وبمجموعة دول الكومنولث، وترفض أن تكون عزلتها الجغرافية عنواناً لعزلة جيوسياسية يمكن أن تدفعها إلى التفريط في المصالح الحيوية للشعب الأسترالي. وتدخل في هذا السياق اتفاقية أوكوس الأمنية التي أُبرمت بين 3 دول هي أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة، وتهدف إلى مساعدة هذه الدول على تطوير ونشر غواصات تعمل بالطاقة النووية، وإلى تعزيز الوجود العسكري الغربي في منطقة المحيط الهادي التي باتت تواجه تحديات كبرى، خاصة أن الصين وروسيا تنظران إلى هذه الاتفاقية بكثير من التوجس.
ويمكن القول إن السياسة الخارجية الأسترالية تعتمد بالدرجة الأولى على محاولة احتواء التصاعد المطرد للقوة الصينية، حيث وجدت أستراليا نفسها مضطرة، منذ الحرب العالمية الثانية، إلى توثيق تعاونها العسكري مع واشنطن بسبب تراجع القوة العسكرية البريطانية الذي دفع لندن إلى إغلاق كل قواعدها العسكرية في منطقة شرق آسيا، وذلك ما جعل التعاون مع أمريكا يأخذ أبعاداً أكثر استراتيجية بالنسبة لكانبيرا التي انخرطت مع واشنطن في معظم معاركها من فيتنام إلى العراق وأفغانستان مروراً بالتحالف الدولي ضد «داعش»، كما أن تحالفها الطبيعي مع الناتو جعلها تشارك في دعم أوكرانيا، ومن اللافت أن إسهامها تجاوز ما قدمته بعض الدول الأوروبية مثل بلجيكا وإسبانيا. وقد عملت أستراليا تزامناً مع هذه التحولات على تعديل خياراتها الهوياتية والثقافية بداية من السبعينيات من القرن الماضي، واعتمدت على سياسة التنوع الثقافي لتقترب بشكل أكبر من محيطها الآسيوي وتنفتح بناءً على ذلك على كل دول العالم.
وعليه فإنه على الرغم من نجاح أستراليا في تأسيس مجتمع منفتح على الاختلاف والتنوع الثقافي والديني، وتحقيقها مستويات عالية من الرفاهية لمواطنيها، إلا أنه يصعب عليها حسم رهاناتها الجيوسياسية، نظراً للضغوط التي تتعرض لها من الصين في العديد من الملفات بالتزامن مع اعتمادها في تجارتها الخارجية في أكثر من 30 في المئة على بكين و60 في المئة على دول شرق آسيا، ونظراً، في اللحظة نفسها، إلى تراجع ثقتها في الشريك الأمريكي الذي يرفع شعار «أمريكا أولاً»، الأمر الذي يُجبرها على الاعتماد على نفسها ومحاولة تعميق شراكتها الأمنية مع دول المنطقة مثل اليابان وكوريا الجنوبية والهند.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 41 دقائق
- صحيفة الخليج
نتنياهو يشن هجوماً جديداً على فرنسا وبريطانيا وكندا
إسرائيل (رويترز) اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زعماء فرنسا وبريطانيا وكندا بالرغبة في مساعدة حركة حماس بعد أن هددوا باتخاذ «إجراءات ملموسة» إذا لم توقف إسرائيل أحدث هجماتها على قطاع غزة. تأتي هذه الانتقادات في إطار رد الحكومة الإسرائيلية على الضغوط الدولية المتزايدة عليها بسبب حرب غزة. وأدلى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بتصريحات مماثلة الخميس. تحول الرأي العام العالمي ومع استمرار تدفق صور الدمار والجوع في غزة التي أججت الاحتجاجات حول العالم، تجد إسرائيل صعوبة في استمالة الرأي العام العالمي الذي تحول ضدها بشكل متزايد رغم هجوم حماس. وعبر مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم تحديدا من الدعوات المتزايدة للدول الأوروبية، ومن بينها فرنسا، إلى السير على خطى دول أخرى مثل إسبانيا وأيرلندا والاعتراف بدولة فلسطينية في إطار حل الدولتين لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود في المنطقة. وقال الدبلوماسي الإسرائيلي السابق ياكي ديان «من الصعب إقناع بعض الناس على الأقل، وخاصة من أقصى اليسار في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، بأن ما تفعله إسرائيل هو حرب دفاعية». وأضاف «لكن هكذا يُنظر إلى الأمر في إسرائيل، وجسر هذه الهوة يكون أحياناً مهمة مستحيلة». ويقول نتنياهو إن الدولة الفلسطينية ستشكل تهديدا لإسرائيل، ووصف مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن يوم الثلاثاء على يد رجل تردد أنه كان يهتف «فلسطين حرة» بأنه مثال واضح على هذا التهديد. واستطرد يقول في بيان على منصة إكس «إنهم لا يريدون دولة فلسطينية، إنهم يريدون تدمير الدولة اليهودية». وأضاف «لا أستطيع قط أن أفهم كيف يمكن أن تغيب هذه الحقيقة البسيطة عن زعماء فرنسا وبريطانيا وكندا وغيرها من الدول». وذكر أن أي تحرك من دول غربية للاعتراف بدولة فلسطينية سيكون «مكافأة لهؤلاء القتلة بالجائزة الكبرى». وأضاف أنه بدلا من تعزيز السلام، فإن الزعماء الثلاثة «يشجعون حماس على مواصلة القتال إلى الأبد». * منع المساعدات ولم يطالب بيان الزعماء الاثنين بإنهاء الحرب على الفور، وإنما بوقف الهجوم العسكري الإسرائيلي الجديد على غزة ورفع القيود على دخول المساعدات الإنسانية للقطاع. وكانت إسرائيل قد منعت دخول المساعدات إلى غزة منذ مارس/ آذار، قبل أن تخفف حصارها هذا الأسبوع. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن بلاده، التي تُصنف حماس منظمة إرهابية شأنها شأن بريطانيا وكندا، «ملتزمة التزاما راسخا بأمن إسرائيل». وذكر أن فرنسا عازمة على مكافحة معاداة السامية، وأن من «العبث والافتراء» اتهام أنصار حل الدولتين بتشجيع معاداة السامية أو حماس. وردا على سؤال عن تصريحات نتنياهو، قال وزير القوات المسلحة البريطاني لوك بولارد إن بلاده تناصر حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، «لكن هذا الدفاع يجب أن يتم في إطار القانون الإنساني الدولي». وصرح لراديو تايمز «نقف بحزم في هذه اللحظة ضد الإرهاب، لكننا نريد أيضا ضمان وصول المساعدات إلى غزة».


صحيفة الخليج
منذ 4 ساعات
- صحيفة الخليج
محادثات أمريكية صينية لإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة
بكين ـ (أ ف ب) أجرى دبلوماسيان كبيران من الولايات المتحدة والصين اتصالاً هاتفياً، الخميس، لمناقشة «قضايا ذات اهتمام مشترك» على ما جاء في وثائق رسمية. ويأتي الاتصال بين نائب وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر لاندو والنائب التنفيذي لوزير الخارجية الصيني ما تشاوشيو في فترة تشهد انفراجاً في الحرب التجارية المحتدمة بين واشنطن وبكين. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس في بيان، الخميس إن المسؤولَين «ناقشا مجموعة واسعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأكدا أهمية الإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة». وأضافت أن المسؤولَين «أقرا بأهمية العلاقة الثنائية بالنسبة إلى شعبي البلدين والعالم». وفي بيان نُشر في ساعة مبكرة، الجمعة، في الصين، أعلنت وزارة الخارجية أن ما ولاندو «تبادلا وجهات النظر بشأن العلاقات الصينية الأمريكية وقضايا مهمة ذات اهتمام مشترك». و«اتفق الجانبان على مواصلة الاتصالات» وفق البيان. ولم يذكر أي من البيانين معلومات إضافية بشأن المحادثات. وبعد تولي دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني، فرضت واشنطن رسوماً جمركية باهظة على السلع المستوردة من الصين في إطار حرب تجارية هزت أسواق العالم وسلاسل الإمداد. وردّت بكين بدورها بفرض رسوم جمركية على السلع الأمريكية المستوردة وتندد باستمرار بالتدابير الأمركية باعتبارها غير عادلة وتمييزية وتهدف إلى احتواء تنامي نفوذ الصين. وخفّض الجانبان الرسوم المفروضة على السلع التي يستوردانها أحدهما من الآخر لمدة 90 يوماً في وقت سابق هذا الشهر، في خفض للتصعيد في النزاع التجاري.


صحيفة الخليج
منذ 8 ساعات
- صحيفة الخليج
أوكرانيا.. الغموض سيد الموقف
قبل ما يقل عن 24 ساعة فقط من الاتصال الهاتفي الذي أُجري يوم الاثنين الماضي بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، كشفت متحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني «كير ستارمر» (الأحد 18-5-2025) أن ستارمر بحث تطورات الوضع في أوكرانيا مع زعماء الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا. وأبرز ما ورد في هذه المكاشفة يتعلق بالموقف الأوروبي الراهن من تطورات الأزمة الأوكرانية، خصوصاً بعد النتائج المحدودة التي أسفر عنها الاجتماع الروسي- الأوكراني الذي استضافته تركيا في إسطنبول (الجمعة 16-5-2025) وغاب عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عكس ما كان مأمولاً أو متوقعاً. أهم ما أفصحت عنه مكاشفة المتحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني أن الطرف الأوروبي أضعف من أن يؤثر في مجرى تطورات الأزمة ومستقبل التسوية السياسية المأمولة، وأن هذا الطرف الأوروبي يعوِّل بالكامل على الولايات المتحدة، وبالتحديد على المكالمة الهاتفية التي كان من المقرر أن يجريها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اليوم التالي (الاثنين 19-5-2025)، وأن الأوروبيين غير واثقين في استجابة الرئيس بوتين لمطلبهم ومطلب كييف الذي يطالب بضرورة قبول روسيا ل«وقف غير مشروط لإطلاق النار»، أو أن يأخذ الرئيس بوتين محادثات السلام «على محمل الجدّ»، وأنهم لذلك «بحثوا مسألة فرض عقوبات على روسيا: إذا لم تشارك في محادثات السلام ووقف إطلاق النار»، ومن هنا جاء هجوم وزير الخارجية البريطاني «ديفيد لامي» على موسكو (الأحد 18-5-2025) واتهامها بالغموض بعد انتهاء المحادثات بين أوكرانيا وروسيا في إسطنبول. هذه التحفظات الأوروبية، أو التشكك الأوروبي وعدم الثقة في جدّية قبول روسيا لخيار السلام والاستجابة للوساطة الأمريكية تفرض ضرورة التعامل بتدبر مع مخرجات المحادثة الهاتفية التي جرت بين ترامب وبوتين، والتي خرج بعدها الرئيسان يبشران بآفاق واعدة للسلام وحل الأزمة الأوكرانية. فقد حملت نتائج تلك المحادثة تقدماً ملموساً في الموقف الروسي، حيث أعلن الرئيس بوتين «موافقة مشروطة» على إعلان وقف مؤقت للقتال في أوكرانيا، مستجيباً بذلك لطلب أمريكي وأوروبي ملح ظلت موسكو ترفضه طويلاً، لكن الرئيس الروسي اشترط لذلك التوصل إلى «تفاهمات حول الهدنة»، وسار خطوة إضافية للاقتراب من الموقف الأمريكي حيال ضرورة تسريع وتيرة التوصل إلى تسوية نهائية للصراع، مؤكداً ضرورة التوصل إلى«حلول وسط»، وهذا الموضوع بالتحديد يتعارض مع «خطوط حمراء» كانت روسيا قد أعلنتها وأكدت التزامها بها، لتسوية الأزمة وكلها تؤكد التزام موسكو بتحقيق أهدافها العليا التي سبق أن أعلنتها كشروط لإنهاء الأزمة. أما الرئيس الأمريكي فكان أكثر تفاؤلاً في تصريحاته بخصوص ما توصل إليه مع بوتين في هذه المحادثة، التي أشاد بها، وقال إن روسيا وأوكرانيا «ستبدآن فوراً» مفاوضات للوصول إلى وقف إطلاق النار، وموضحاً أن«الفاتيكان ممثلاً في البابا أبدى اهتمامه باستضافة المفاوضات»، ولم ينسَ أن يقول إن موسكو«ترغب في إقامة تجارة واسعة النطاق مع أمريكا بعد انتهاء الحرب مع أوكرانيا». مؤكداً وجود«فرصة هائلة – لروسيا في خلق فرص عمل وثروات كبيرة». وحذر ترامب من دعوة «فرض عقوبات على روسيا»، لافتاً إلى«أن ذلك قد يزيد الوضع سوءاً»، لكنه أشار إلى أن «ذلك قد يحدث في وقت ما». واضح أن ترامب استخدم «الجزرة والعصا» معاً في محادثته مع بوتين، وأنه نجح بدرجة كبيرة، في توظيف الإغراءات والتلويح بالضغوط، بدليل أن بوتين خرج من القاعة التي أجرى فيها محادثته مع ترامب وأخبر الصحفيين أن تلك المحادثة «كانت مفيدة للغاية وصريحة للغاية»، وأن ترامب شدد على موقفه المتعلق بضرورة إعلان وقف إطلاق النار في أسرع وقت، وأن الجواب الروسي كان واضحاً ومباشراً:«نحن مستعدون للعمل على مذكرة تفاهم في هذا الشأن»، وزاد أن بلاده «تؤيد وقفاً لإطلاق النار لكن لابد من العمل بشكل سريع لبلورة طرق أكثر فاعلية لدفع عملية سلام»، وزاد على ذلك أنه أبلغ ترامب أنه «لابد من إيجاد حلول وسط تلبي مصالح الطرفين الروسي والأوكراني». السؤال المهم هنا هو: ما هي تلك الحلول الوسط التي يمكن أن تلبي مصالح الطرفين؟ هل هذا يعني أن روسيا تراجعت عن«خطوطها الحُمر» وشروطها التي سبق أن أعلنتها لوقف الحرب؟ أم أن بوتين يناور، وأن رؤية أوروبا المتشككة في نواياه لوقف الحرب هي الحقيقة التي ستفرض نفسها على مستقبل ما هو متوقع من مفاوضات روسية – أوكرانية بوساطة أمريكية يستضيفها الفاتيكان، ما يعني نجاح روسيا في فرضها أحد شروطها المتعلق برفض أي مشاركة أو وجود أوروبي في هذه المفاوضات على الأقل في مراحلها الأولى. أسئلة كثيرة تؤكد أن الغموض مازال هو سيد الموقف بالنسبة لآفاق المستقبل في أوكرانيا.