
هل ينجح مبعوث الكرملين في كسر الحواجز بين واشنطن وموسكو؟
الزيارة التي قام بها كيريل دميترييف رئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، والممثل الشخصي للرئيس فلاديمير بوتين، إلى واشنطن، خطوة دبلوماسية بالغة الأهمية في سياق العلاقات المتوترة بين موسكو وواشنطن. هذه الزيارة تعد الأولى لمبعوث روسي رفيع المستوى إلى واشنطن منذ بداية التوتر الذي طرأ على العلاقات الروسية - الأميركية. وثمة من يقول إن الزيارة تعكس أيضاً محاولة روسية - أميركية لاستكشاف أرضية مشتركة بين الجانبين رغم الخلافات العميقة، سواء عبر تسوية جزئية للأزمة الأوكرانية أو تفعيل تعاون اقتصادي محدود. أما عن اختيار كيريل دميتريف للقيام بمثل هذه الزيارة، فذلك قرار يمكن أن نعزوه إلى أسباب عدة تراوح ما بين الشخصي والعام.
من هو كيريل دميتريف؟
كيريل ألكسندروفيتش دميترييف هو المدير العام لصندوق الاستثمار المباشر الروسي (RDIF)، والممثل الخاص لرئيس روسيا للاستثمار والتعاون الاقتصادي مع الدول الأجنبية. ولد في 12 أبريل (نسيان) 1975 في العاصمة الأوكرانية كييف، والده طبيب في العلوم البيولوجية، وعضو مراسل في الأكاديمية الوطنية للعلوم في أوكرانيا، ورئيس مختبر المناعة النباتية في معهد بيولوجيا الخلايا والهندسة الوراثية التابع للأكاديمية الوطنية للعلوم في كييف. درس دميترييف في كلية الفيزياء والرياضيات في كييف، واستطاع بمساعدة عائلة أميركية كانت في زيارة والده مطلع تسعينيات القرن الماضي، مواصلة دراسته في جامعة ستانفورد، وحصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد. وفي عام 2000، حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية إدارة الأعمال في جامعة هارفرد (ماساتشوستس). كما بدأ دميتريف حياته المهنية في بنك الاستثمار "غولدمان ساكس" في نيويورك. وفي وقت لاحق شغل منصب مستشار في شركة "ماكينزي وشركاه" الاستشارية في لوس أنجليس وبراغ وموسكو.
وقد ترأس دميترييف خلال الفترة من عام 2007 إلى عام 2011 صندوق الأسهم الخاصة Icon Private Equity في كييف، برأس مال يزيد على مليار دولار. وفي عام 2009، قام بتأسيس صندوق المبادرات الاجتماعية، الذي كان أحد اتجاهاته لتعزيز العلاقات بين روسيا وأوكرانيا.
ومن اللافت والمثير أن زوجته ناتاليا بوبوفا ارتبطت بعلاقة صداقة شخصية مع ابنة بوتين الصغرى، كاترينا تيخونوفا، فضلاً عن أنها شغلت منصب نائبتها الأولى في مؤسسة "إينوبراكتيكا"، التي ترأسها وتعمل في مجال الابتكارات والتطورات في مجال التقنيات العالية وهي واحدة من مطوري مفهوم "الوادي التكنولوجي" التابع لجامعة موسكو الحكومية. كما أن بوبوفا تخرجت في الأكاديمية المالية التابعة لحكومة روسيا وكلية اللغات الأجنبية والدراسات الإقليمية بجامعة موسكو الحكومية، فضلاً عن نشاطها كرئيسة لشركات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني لتعزيز وتنفيذ المشاريع الإبداعية "الممارسة الإعلامية". كما كان زوجها كيريل دميترييف أيضاً عضواً في مجلس إدارة عملاق البتروكيماويات "سيبور"، مع زوج تيخونوفا السابق كيريل شامالوف.
وبحسب ما قال دميترييف في وقت لاحق، فإن فكرة إنشاء الصندوق السيادي للاستثمارات المباشرة ظهرت في البداية في وزارة التنمية الاقتصادية، ولعبت إلفيرا نابيولينا، التي ترأست الوزارة في ذلك الحين (تشغل حالياً منصب مدير البنك المركزي لروسيا الاتحادية)، دوراً مهماً في اكتساب دعم بوتين إبان فترة رئاسته للحكومة الروسية وما بعدها، لدى تحديد مهمة "إنشاء نموذج للصندوق السيادي للاستثمارات المباشرة، بما يكون معه نتيجة حوار مفتوح مع كبار المستثمرين في العالم، إلى جانب كونه سبيلاً للحصول على دعمهم". وفي عام 2011، أصبح دميترييف المدير العام لـ RDIFوفي مقابلة صحافية عام 2012 قال دميترييف "لقد بدأت أخيراً التواصل من كثب مع ممثلي الدولة الروسية". كما استطاع دميترييف إقامة علاقات وثيقة مع السعودية وأصبحت واحدة من الشركاء الرئيسين لـRDIF في المنطقة، إلى جانب الإمارات وقطر والكويت والصين وغيرها من الدول الآسيوية والأوروبية.
"رجل نبيل اسمه كيريل"
وها هو كيريل دميترييف يعود في ثوب جديد يجمع بين الدبلوماسية والاقتصاد عام 2025، بعد فترة وجيزة من عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض لفترة ولاية ثانية، يوم عقد الاجتماع الأول لممثلين رفيعي المستوى في روسيا والولايات المتحدة منذ ثلاثة أعوام. ففي 18 فبراير (شباط) 2025 ومن دون سابق إعلان، ظهر كيريل دميترييف ضمن الوفد الروسي الذي شارك في أول لقاء يجمعه في الرياض مع ممثلي الولايات المتحدة ووزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. وكان الوفد الروسي الرسمي ممثلاً بوزير الخارجية سيرغي لافروف ومساعد الرئيس بوتين للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف.
ولم يمض من الزمن سوى القليل حتى عاد دميترييف إلى الصدارة في منصب المبعوث الشخصي للرئيس بوتين في أول زيارة لمسؤول روسي رفيع المستوى إلى واشنطن منذ عام 2022، بما يعكس رغبة الطرفين في كسر الحواجز السياسية، وتطوير التواصل مع الإدارة الأميركية بعد أعوام من الجمود. وذلك فضلاً عن الاعتراف الرسمي بدور دميترييف بوصفه شخصية "مفتاحية في هذا السياق"، إذا جاز القول، لخبرته في الشؤون الأميركية وعلاقاته الوثيقة مع بعض مسؤولي إدارة ترمب. ونذكر ما قاله دميترييف على هامش مشاركته في محادثات الرياض حول حاجة البلدين إلى تنفيذ مشاريع مشتركة مع الولايات المتحدة، لا سيما في القطب الشمالي، وهو ما تناولته "اندبندنت عربية" في تقرير سابق لها من موسكو. كما كشف رئيس صندوق الاستثمارات المباشرة عن فداحة خسائر الشركات الأميركية التي تجاوزت 300 مليار دولار، نتيجة قرارات المقاطعة والعقوبات التي اتخذتها الإدارة الأميركية ضد روسيا.
وحول دور دميترييف في ما تتخذه روسيا من خطوات على طريق تطبيع علاقاتها مع الإدارة الأميركية الجديدة، ننقل عن ستيف ويتكوف المبعوث الشخصي للرئيس ترمب في الشرق الأوسط وروسيا، ما قاله في حديث لشبكة "سي أن أن" عشية محادثات الرياض "إن دميترييف كان محاوراً مهماً، مارس دوره للتقريب بين الجانبين". كما أشار ويتكوف إلى ما بذله دميترييف من جهود في شأن مسألة إطلاق سراح الأميركي مارك فوغل، الذي أفرجت عنه روسيا كأول بادرة حسن نية تجاه الولايات المتحدة. وقال "هناك رجل نبيل من روسيا. اسمه كيريل"، واختتم حديثه قائلاً "كان رجلاً مهماً".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
رجل الضرورة والسياق
يقول مراقبون كثر، إن كيريل دميترييف يمكن أن يكون رجل "الضرورة والسياق"، وذلك نظراً إلى أنه "يلبي جميع المتطلبات الممكنة، بوصفه رجل أعمال ناجحاً له علاقات وثيقة بعائلة بوتين، وشبكة من الاتصالات في الولايات المتحدة، والتي تشمل صهر ترمب جاريد كوشنر، الذي قدمه إلى المبعوث الشخصي للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف، إضافة إلى شبكة اتصالاته الواسعة مع كبار المسؤولين والقيادات الرسمية في عدد كبير من بلدان الشرق الأوسط، لا سيما في السعودية وقطر. كما أنه ووفقاً لصحيفة "واشنطن بوست"، سبق وشارك في مشروع إنشاء "قناة اتصال" بين روسيا والولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017. كذلك أشارت الصحيفة الأميركية إلى الدور المتميز الذي قام به دميترييف خلال محادثات الوفدين الروسي والأميركي على هامش أول اجتماع يعقدانه في الرياض.
وبصدد الصعود "المثير للجدل" لكيريل دميترييف وعلاقته بالرئيس بوتين، يمكن أن نشير إلى ما سبق وقام به دميترييف إبان أعوام الولاية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترمب. وكان دميترييف سافر في يناير (كانون الثاني) 2017 إلى سيشيل لمقابلة إريك برنس، وهو رجل أعمال كانت أخته أول وزيرة للتعليم في إدارة ترمب. وقد توقف عند هذا الاجتماع والمراسلات التي سبقته، المدعي العام الخاص روبرت مولر، المكلف التحقيق في الروابط بين حاشية ترمب وروسيا. كما لفت ذلك الاجتماع أيضاً اهتمام المحققين من لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي. وتضمن التقرير النهائي للجنة الذي نشر عام 2020، ما نصه "استخدم كيريل دميترييف عديداً من الاتصالات التجارية لمحاولة إقامة اتصالات مع مسؤولي الفريق الانتقالي".
محادثات واشنطن
رفعت وزارة المالية الأميركية اسم كيريل دميتريف "موقتاً" من قائمة العقوبات المفروضة ضد روسيا حتى يتمكن من القيام بمهمته في واشنطن. أما عما دار خلال زيارته العاصمة الأميركية من محادثات ولقاءات، قال دميترييف في حديث لشبكة "فوكس نيوز"، إنه جرت مناقشة الصراع الأوكراني، وإن الكرملين يمكن أن ينظر في تقديم ضمانات أمنية لكييف. وأضاف "قد تكون بعض الضمانات الأمنية بشكل أو بآخر مقبولة". وفي حديثه لشبكة "سي أن أن"، قال دميترييف إنه لم يثر "مسألة رفع العقوبات في المفاوضات". وقال "نحن نناقش فقط أنه إذا أرادت أميركا أن يكون لها مزيد من الأعمال التجارية مع روسيا... إذاً، بالطبع، يمكن للولايات المتحدة رفع العقوبات".
كما قام دميترييف بتقييم اتصالاته مع الجانب الأميركي في مقابلة مع "القناة الأولى" بقوله، "إننا نرى أن هناك تفاهماً، وأن الزملاء الأميركيين مستعدون لسماع موقف روسيا". وأضاف "هناك الآن أمل بسيط في استعادة الحوار". وكشف المسؤول الروسي عن احتمال إجراء اتصالات روسية - أميركية جديدة الأسبوع المقبل.
وأضاف، "ناقشنا عدداً كبيراً من المشاريع الاستثمارية المشتركة المحتملة، سواء في المعادن الأرضية النادرة أو في القطب الشمالي أو في مجال الغاز الطبيعي المسال". وقال أيضاً "نرى أنه حتى أكثر الناس محافظة في الولايات المتحدة، عندما يسألون لماذا لا نقوم ببعض المشاريع المشتركة، يفكرون ويقولون: لماذا لا؟ أي إننا نحطم هذا الجليد الذي أنشأته إدارة جو بايدن باستخدام كاسحة الجليد الخاصة بنا وتتمثل في المشاريع الاستثمارية والاقتصادية". وأعرب الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية عن تفاؤل حذر باستعادة الحوار بين روسيا والولايات المتحدة. وأكد رئيس "RDIF" أنه خلال اليومين اللذين قضاهما في واشنطن، "جرت محادثة إيجابية وصريحة للغاية". وقال "أعتقد أن زملاءنا من الولايات المتحدة يفهمون أنه من الضروري استعادة الحوار مع روسيا، وأن روسيا قد نجت من محاولة الهزيمة الاستراتيجية التي حاولت إدارة الرئيس بايدن إلحاقها بها".
ورداً على سؤال في شأن ما يمكن أن نصف به العلاقات الروسية - الأميركية في الوقت الراهن، وما إذا كان بإمكاننا القول إن "الجليد قد تحرك" بحسب القول الروسي المأثور، أشار دميترييف إلى تقييم الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الذي أعرب عن "تفاؤله الحذر" في شأن العلاقات بين موسكو وواشنطن. وقال "نرى أن هناك تفاهماً، والزملاء الأميركيون مستعدون لسماع موقف روسيا". وخلص إلى القول "نرى بداية حوار محترم وجيد"، وإن عاد ليقول "هناك الآن أمل هش في استعادة الحوار".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ ساعة واحدة
- سعورس
انطلاق الانتخابات يفتح الجدل حول سلاح حزب الله.. لبنان يصوت فوق أنقاض الدمار
المشهد الانتخابي في الجنوب بدا فريداً هذا العام، فبينما توافد المواطنون إلى صناديق الاقتراع في بلدات مدمّرة ومناطق تفتقر إلى البنية التحتية، انتشرت لافتات دعائية لحزب الله تدعو إلى التصويت له، في محاولة واضحة لإظهار استمرار نفوذه الشعبي والسياسي رغم الضربات التي تلقاها في المواجهة العسكرية الأخيرة مع إسرائيل، والتي اندلعت في أكتوبر 2023 وتصاعدت حتى بلغت ذروتها في سبتمبر 2024. الحزب ادعى أن هذه الحرب بأنها جاءت دفاعاً عن غزة ومؤازرة لحماس، لكن نتائجها كانت قاسية، إذ أسفرت عن مقتل عدد كبير من مقاتليه، بينهم قياديون بارزون، إلى جانب تدمير مناطق شاسعة من البنية التحتية في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت. فيما تستمر الانتخابات، برز موقف حاسم من الحكومة اللبنانية الجديدة التي أكدت سعيها إلى حصر السلاح بيد الدولة، وهو بند رئيسي في اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية. وأوضح وزير الخارجية اللبناني ، يوسف راجي، أن "المجتمع الدولي، وخصوصاً الجهات المانحة، أبلغت الدولة اللبنانية بأن أي دعم مالي لإعادة الإعمار سيكون مشروطاً بنزع سلاح حزب الله". وفي هذا السياق، أكد دبلوماسي فرنسي أن "استمرار الغارات الإسرائيلية وعدم تحرك الحكومة بسرعة لنزع السلاح سيحولان دون أي تمويل دولي حقيقي". وأضاف أن الدول المانحة تطالب أيضاً بإصلاحات اقتصادية وهيكلية كشرط مسبق للمساعدات. رد حزب الله لم يتأخر، إذ اتهم الحكومة اللبنانية بالتقصير في ملف إعادة الإعمار. وقال النائب في البرلمان عن الحزب، حسن فضل الله، إن "تمويل إعادة الإعمار يقع على عاتق الدولة، التي لم تتخذ أي خطوات فعالة حتى الآن". وحذر من أن التباطؤ في معالجة هذا الملف قد يؤدي إلى تعميق الانقسام الطائفي والمناطقي، متسائلاً: "هل يمكن أن يستقر جزء من الوطن وجزء آخر يئن تحت وطأة الدمار؟". ويزعم الحزب أن تحميله وحده مسؤولية الأزمة فيه تجاهل للتركيبة السياسية اللبنانية ولتقصير الدولة التاريخي في التنمية، خاصة في المناطق الجنوبية. من جهته، أشار الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، مهند الحاج علي، إلى أن ربط المساعدات الدولية بنزع سلاح حزب الله يأتي بهدف الضغط على الحزب، لكن "من غير المرجح أن يقبل الحزب بذلك بسهولة، خاصة في ظل اعتقاده أن سلاحه لا يزال يمثل وسيلة ضغط إقليمية". أما رئيس مجلس الجنوب ، هاشم حيدر، فقد أقر بأن الدولة لا تملك حالياً الموارد المالية الكافية لعملية إعادة الإعمار، لكنه لفت إلى أن هناك "تقدماً في عمليات رفع الأنقاض في بعض المناطق المتضررة". وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن لبنان يحتاج إلى نحو 11 مليار دولار لإعادة الإعمار والتعافي، وهي أرقام ضخمة تتطلب استقراراً سياسياً وأمنياً غير متوفرين حالياً. الانتخابات البلدية، التي تُفترض أن تكون محطة ديمقراطية محلية، تحوّلت إلى مؤشر على حجم الأزمة الوطنية في لبنان. فالمسألة لم تعد محصورة بإدارة الخدمات المحلية، بل باتت جزءاً من معركة كبرى حول هوية الدولة وسلطتها، ودور حزب الله في الداخل والخارج. وفيما يتابع اللبنانيون عمليات الاقتراع بكثير من القلق، تبدو الطريق نحو إعادة الإعمار طويلة وشائكة، وتعتمد على قرارات سياسية كبرى لم تُحسم بعد، وفي مقدمتها ملف السلاح.

سعورس
منذ ساعة واحدة
- سعورس
ولي العهد.. ومسيرة بناء الوطن
واليوم، وفي ظل قيادة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان –حفظه الله– تتواصل الانتصارات على خطى الآباء والأجداد. فمنذ النشأة الأولى، وملوك السعودية يسعون لتعزيز أمن المملكة واستقرارها، وقد غرسوا ذلك في أبنائهم، لنرى اليوم الجهود العظيمة التي يبذلها الأحفاد، وعلى رأسهم الأمير محمد بن سلمان، لتنصت لآرائه كبرى دول العالم. ولم يكن ذلك جديدًا علينا؛ فبالعودة قليلًا إلى التاريخ، نجد أن الملك عبدالعزيز كان أول من أسس تحالفًا متينًا مع الرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت، بهدف تزويد المملكة بالخبرات العسكرية وتطوير الجيش، ومنع استغلال نفطها، لتصبح منذ ذلك الوقت من أكثر الدول تأثيرًا في العالم الإسلامي والأقوى في الوطن العربي. كما سار أبناء عبدالعزيز على خطاه، يقدّم الأمير محمد بن سلمان منذ توليه ولاية العهد كل ما يملك في خدمة البلاد. فعلى مدار نحو 10 أعوام، نرى الخير ينهمر من يديه وأثر توفيق الله عليه، حيث كانت رؤية 2030 التي أطلقها بتوجيه الملك سلمان انطلاقة قوية نحو مستقبل واعد للمملكة، وها نحن نعيش آثارها بفخر وعز قبل موعدها المحدد. كان لولي العهد دور فعّال ومبتكر في مختلف قطاعات الدولة، فلم يقتصر أثره على الاقتصاد فحسب، بل شمل المجتمع بأسره، من خلال تعزيز دور الشباب. فالأمير محمد بن سلمان، وهو لا يزال في مقتبل العمر، لم يغفل عن الشباب السعودي، وقدم لهم أهدافًا طموحة نصّت عليها الرؤية، لتمكينهم من سوق العمل وتطويرهم بالتعليم والتدريب لمواكبة متطلبات السوق الحديثة. لم يقتصر دور ولي العهد على المجتمع السعودي فقط، بل كان له أثر كبير ورأي سديد على الصعيدين العربي والغربي، حيث سعى لتعزيز التعاون الإقليمي في الجوانب الاقتصادية والأمنية، وقد تجلّى ذلك في القمة العربية الثانية والثلاثين التي استضافتها المملكة. كما أن له جهدًا فعّالًا في حل النزاعات ودعم الجهود الدولية، ويتضح ذلك من منتدى الاستثمار السعودي الأميركي الذي اعتززنا به، خاصةً عند تصريح ترامب برفع العقوبات عن سوريا ، وهو ما أبرز مكانة المملكة الرفيعة عالميًا. وليس هذا فحسب؛ فقد كان لمنتدى الاستثمار تأثير إيجابي على أبناء الوطن، ويمثّل محركًا مهمًا للنمو الاقتصادي وتنويعه لتحقيق رؤية 2030، ومن أبرز آثاره جذب الاستثمارات الأجنبية، حيث تعمّقت العلاقات مع أمريكا ب600 مليار دولار لتعزيز الابتكار وتطوير القدرات المحلية. وعلى صعيد المواطنين، أوصى المنتدى بخلق فرص عمل جديدة، وتحسين المعيشة من خلال زيادة الرواتب، وتطوير البنية التحتية والخدمات العامة، إلى جانب دعم ريادة الأعمال. كما ترك المنتدى أثرًا بالغًا في نفوس المرأة السعودية، إذ يسعى لتمكينها وتوسيع فرص عملها في قطاعات متعددة مثل: السياحة، الترفيه، والتجزئة. كما يسعى المنتدى لتطوير مهارات المرأة السعودية عبر برامج تدريبية وتأهيلية مصاحبة للاستثمارات الجديدة، لزيادة قدرتها التنافسية في سوق العمل، ومن أبرز هذه البرامج مؤسسة الأمير محمد بن سلمان «مسك» التي قدّمت العديد من البرامج لتطوير مهارات الشباب، خصوصًا الإناث. والكثير من الجهود التي قدّمها ولا يزال يقدّمها الأمير محمد بن سلمان لبلاده وشعبه. وسنظل نفخر به وبالإنجازات التي حققها في وقت وجيز بعقل حكيم ورأي سديد، لينظر العالم اليوم إلى حكومتنا وشعبنا وجيشنا المتين، بقيادة رجل سيخلده التاريخ بإذن الله.

سعورس
منذ ساعة واحدة
- سعورس
أكد شمولية العلاقات مع إسبانيا..الإبراهيم: 54.8 % إسهام «غير النفطية» في الاقتصاد السعودي
أكد وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل بن فاضل الإبراهيم ، أن المملكة تشهد تحولًا اقتصاديًا تاريخيًا تقوده رؤية 2030، مشيرًا إلى أن الأنشطة غير النفطية سجلت مستويات قياسية بلغت 54.8 % من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024. وأوضح خلال ملتقى الأعمال السعودي- الإسباني ، أن الاستثمارات الإسبانية في المملكة تجاوزت 3 مليارات دولار خلال العقد الماضي، مع تواجد أكثر من 200 شركة إسبانية تنشط في مجالات البنية التحتية، والرعاية الصحية، والزراعة، والعقارات، والتقنية, منوهًا بالدور المحوري الذي يؤديه مجلس الأعمال السعودي- الإسباني في تعزيز التجارة الثنائية، في ظل التزام البلدين بإرساء بيئة استثمارية مستقرة وشفافة وغنية بالفرص. وأشار إلى أن العلاقات الثنائية بين المملكة وإسبانيا تتجاوز الجانب الاقتصادي لتشمل التعاون الثقافي والرياضي ، داعيًا الشركات والمبتكرين وروّاد الأعمال الإسبان إلى المشاركة في صياغة مستقبل مشترك ومزدهر بين البلدين. انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.