
السعودية ترفع تقديرات نمو اقتصادها إلى 3.4 % في الربع الأول
عدَّلت الهيئة العامة للإحصاء في السعودية بياناتها لنمو الاقتصاد السعودي على أساس سنوي إلى 3.4 في المائة في الرُّبع الأول من العام الحالي، متجاوزةً قراءتها السريعة في مايو (أيار) التي كانت 2.7 في المائة، مؤكدة قوة الدفع التي توفرها القطاعات غير النفطية.
وبحسب بيانات الهيئة المُعدَّلة، فقد بلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي المُعدَّل موسمياً 1.1 في المائة مقارنة بالرُّبع الرابع من عام 2024.
#الهيئة_العامة_للإحصاء تنشر الناتج المحلي الإجمالي والحسابات القومية للربع الأول لعام 2025.
— الهيئة العامة للإحصاء (@Stats_Saudi) June 9, 2025
تُظهر البيانات المُعدَّلة أن الأنشطة غير النفطية هي القاطرة الحقيقية للنمو الاقتصادي السعودي. فقد سجَّلت ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 4.9 في المائة على أساس سنوي (من 4.2 في المائة في قراءة مايو)، و1.0 في المائة على أساس ربعي، مساهِمة بـ2.8 نقطة مئوية في إجمالي نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي. هذا النمو الملموس في القطاعات غير النفطية يعكس فاعلية الاستثمارات الحكومية الضخمة في مشروعات البنية التحتية والمبادرات التنموية، وتشجيع القطاع الخاص.
على النقيض، شهدت الأنشطة النفطية انخفاضاً طفيفاً بنسبة 0.5 في المائة على أساس سنوي، و1.2 في المائة على أساس ربعي، ويُعزى ذلك بشكل أساسي إلى الخفض الطوعي لإنتاج النفط الذي كانت المملكة تعتمده. ورغم هذا الانخفاض، فإن التأثير السلبي على النمو الكلي كان محدوداً (0.1 نقطة مئوية)، مما يؤكد قدرة الاقتصاد على التعويض من خلال القطاعات الأخرى.
بينما حقَّقت الأنشطة الحكومية نمواً بنسبة 3.2 في المائة على أساس سنوي، و5.5 في المائة على أساس ربعي.
شهدت غالبية الأنشطة الاقتصادية غير النفطية معدلات نمو إيجابية قوية:
- تجارة الجملة والتجزئة والمطاعم والفنادق: سجَّلت أعلى معدلات النمو بنسبة 8.4 في المائة على أساس سنوي. هذا يعكس ازدهار قطاع السياحة والترفيه، وازدياد الإنفاق الاستهلاكي الخاص.
- أنشطة النقل والتخزين والاتصالات: نمت بنسبة 6.0 في المائة على أساس سنوي، مما يدل على تطور البنية التحتية اللوجيستية والرقمية للمملكة.
- خدمات المال والتأمين وخدمات الأعمال: حقَّقت نمواً بنسبة 5.5 في المائة على أساس سنوي، مما يشير إلى نضج القطاعين المالي والخدمي.
تُظهر الأرقام أن الاستثمارات الحكومية والإنفاق الاستهلاكي يلعبان دوراً محورياً في دعم هذا النمو. فقد ارتفع إجمالي تكوين رأس المال الثابت بنسبة 8.5 في المائة على أساس سنوي، مما يعكس استمرار ضخ الأموال في المشروعات الكبرى والتطوير العمراني. كما ارتفع الإنفاق الاستهلاكي النهائي الحكومي بمعدل 5.2 في المائة، في حين نما الإنفاق الاستهلاكي النهائي الخاص بنسبة 4.5 في المائة على أساس سنوي.
وسجَّلت صادرات المملكة غير النفطية، بما في ذلك إعادة التصدير، نمواً سنوياً بنسبة 13.4 في المائة في الرُّبع الأول من عام 2025، بينما انخفضت صادرات النفط بنسبة 8.4 في المائة في الرُّبع نفسه، وفقاً للأرقام الرسمية الصادرة في مايو.
تأتي هذه التقديرات المُعدَّلة في سياق جهود الهيئة العامة للإحصاء لتحقيق مستويات عالية من التوافق مع المعايير الدولية وجودة البيانات. وقد نفذت الهيئة تحديثاً شاملاً لتقديرات الناتج المحلي الإجمالي، بما في ذلك تطبيق منهجية السلاسل المتحركة العالمية، وجمع بيانات شاملة ومفصلة لعام 2023 عبر مسوح إحصائية موسعة، مما يضمن دقة وموثوقية الأرقام الصادرة.
يؤكد هذا النمو القوي، المدفوع بالأنشطة غير النفطية، قدرة الاقتصاد السعودي على التكيُّف والازدهار في بيئة عالمية متغيرة، ويضع المملكة على مسار واثق نحو تحقيق أهداف «رؤية 2030» الطموحة.
في أحدث تقرير له حول «آفاق الاقتصاد العالمي»، توقَّع صندوق النقد الدولي نمو الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنسبة 3 في المائة في 2025، وهو تعديلٌ بالخفض عن تقديراته الصادرة في يناير (كانون الثاني)، البالغة 3.3 في المائة. كما خفَّض صندوق النقد الدولي توقعاته لعام 2026، مُخفِّضاً معدل النمو المتوقع بمقدار 0.4 نقطة مئوية إلى 3.7 في المائة.
وكان مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى جهاد أزعور، قال لـ«الشرق الأوسط» الشهر الماضي، إن السعودية تتمتع بمرونة اقتصادية تمكِّنها من مواجهة أي تقلبات في أسعار النفط العالمية. وأوضح أن المملكة تمتلك احتياطات مالية كبيرة تمنحها وسادة أمان قوية ضد الصدمات الخارجية. هذه الاحتياطات، إلى جانب الإصرار على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية ضمن إطار «رؤية السعودية 2030»، عزَّزت بشكل كبير من قدرة الاقتصاد السعودي على التكيف.
وأشار أزعور إلى أن هذه الإصلاحات لم تقتصر على تعزيز مرونة الاقتصاد فحسب، بل أسهمت أيضاً في تنويع مصادر الدخل بشكل فعال، ورفع مساهمة الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي. هذا التوجه نحو تنمية القطاعات الواعدة يقلل من الاعتماد على إيرادات النفط، ويخلق فرصاً اقتصادية جديدة ومستدامة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
من الإبرة والخيط إلى ريادة الأعمال.. "خلود الهندي" قصة نجاح ملهمة في التمكين
استعرض حساب الضمان الاجتماعي والتمكين قصة نجاح ملهمة بطلتها خلود الهندي، التي أصبحت نموذجًا يُحتذى به في الإصرار والشغف والطموح، بعد أن تحولت من متدربة بسيطة إلى مدربة ورائدة أعمال، بفضل برامج التمكين التي تقدمها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عبر منصة "التمكين". وذكر الحساب في قصة حملت عنوان "خلود الهندي.. من شغف الحرفة إلى ريادة العمل"، أن بداية خلود كانت متواضعة بـ"إبرة وخيط"، عندما التحقت بدورات حرفية وتسويقية نظمها مكتب الضمان الاجتماعي في محافظة رابغ، فأتقنت فنون الخياطة والخرز، وشاركت في البازارات والفعاليات، لتخط أولى خطواتها في سوق العمل. ولم تتوقف خلود عند هذا الحد، حيث تأهلت لاحقًا لتصبح مدربة ضمن برنامج "شغف" لسفيرات المهن الحرفية في رابغ، لتنقل خبراتها ومهاراتها إلى نساء أخريات، وتلهمهن بالإصرار والاجتهاد والعمل. ومع تطور مهاراتها ودعم برامج التمكين، أطلقت خلود متجرًا إلكترونيًا خاصًا بها لتسويق منتجاتها، لتتحول من متدربة طموحة إلى رائدة أعمال في مجالها، بدعم متكامل من التدريب والتأهيل والثقة الذاتية. وأكد الحساب أن خلود تمثل اليوم نموذجًا لامرأة نسجت من الحلم مهنة، ومن التحدي قصة نجاح تُلهم الأخريات، في صورة حية لثمار التمكين الحقيقي الذي تُقدّمه الوزارة للمستفيدين والمستفيدات.


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
المؤشر الكويتي يتراجع 1.4% إلى 8918 نقطة
أغلقت أسواق الأسهم في دول الخليج على انخفاض اليوم الخميس في ظل ضبابية تلوح في الأفق بعد أن قررت الولايات المتحدة نقل موظفين أميركيين من المنطقة قبيل جولة جديدة من المحادثات النووية مع إيران. محيي الدين للعربية: الدولار يواجه "تهديدات داخلية" رغم صدارته عالمياً قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، إن الموظفين الأميركيين يجري نقلهم من الشرق الأوسط لأنه "قد يكون مكانًا خطيرًا"، مضيفًا أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي. وانخفض المؤشر الرئيسي في السعودية 1.5% بفعل انخفاض سهم مصرف الراجحي 1.2% وشركة التعدين العربية السعودية (معادن) 3.3%. قصص اقتصادية خبير للعربية: فرص استثمارية واعدة بالسوق السعودية رغم التحديات الجيوسياسية والحمائية وانخفض مؤشر دبي الرئيسي 2.3%، وهو أكبر انخفاض يومي في شهرين، مع انخفاض سهم إعمار العقارية 3.4%. وفي أبوظبي، أغلق المؤشر مرتفعًا 1.1%. وتراجعت السوق السعودية متخلية عن جميع مكاسبها في الآونة الأخيرة ليقترب المؤشر من مستويات أوائل يونيو/حزيران. وهبط المؤشر القطري 0.8% وسط تراجع لجميع الأسهم المدرجة تقريبًا، بما في ذلك شركة صناعات قطر التي انخفضت 1.4%. وانخفض المؤشر الرئيسي في البحرين 0.2% إلى 1918 نقطة. وتراجع المؤشر العماني 1.1% إلى 4543 نقطة. ويأتي قرار واشنطن بإجلاء موظفيها وسط تقلبات تشهدها المنطقة. ويبدو أن جهود ترامب للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران وصلت إلى طريق مسدود، وتشير معلومات استخباراتية أميركية إلى أن إسرائيل تجري استعدادات لتوجيه ضربة تستهدف المنشآت النووية الإيرانية. وقال وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زادة أمس الأربعاء إنه في حال تعرضت إيران لهجمات، فإنها سترد بضرب قواعد أميركية في المنطقة. وهبط المؤشر الكويتي 1.4% إلى 8918 نقطة. وخارج منطقة الخليج، تراجع مؤشر البورصة المصرية للأسهم القيادية 1.3% إلى 32512 نقطة.


الرجل
منذ ساعة واحدة
- الرجل
حسين سجواني.. من متجر العائلة إلى قمة المليارديرات (فيديو)
من متجر والده البسيط بدأت رحلة حسين سجواني، رجل الأعمال الإماراتي ومؤسس مجموعة "داماك"، قبل أن يتمرد على التجارة العائلية ويتّجه نحو بناء إمبراطورية استثمارية ضخمة جعلت اسمه يتلألأ بين أبرز المليارديرات عالميًا. وعلى الرغم من شطب "داماك العقارية" من البورصة في عام 2022، إلا أن سجواني عاد بقوة خلال عام 2025، مسجلاً واحدة من أسرع زيادات الثروة في مؤشر بلومبرغ للمليارديرات. فخلال عام واحد فقط، أضاف أكثر من 9 مليارات دولار إلى ثروته، التي تجاوزت حاجز 12 مليارًا بفضل شركته الأساسية "داماك"، ما جعله من بين أغنى 170 شخصًا على مستوى العالم. وبنسبة نمو بلغت 297%، تفوّق سجواني على أكثر من 500 ملياردير في قائمة النمو السريع للثروات. اقرأ أيضاً أغنى رجال الأعمال في قارة أوروبا مركز البيانات.. الوجهة الجديدة للمليارات بدأ سجواني منذ عام 2020 خطة توسعية جريئة في قطاع مراكز البيانات، مستهدفًا أسواقًا في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية. هذه الرؤية الطموحة لم تقتصر على الاستثمار فقط، بل جعلت من سجواني لاعبًا أساسيًا في البنية الرقمية للعالم الجديد، وهو ما منح استثماراته زخمًا عالميًا عزز من مكانته كأحد أبرز رموز المال في الشرق الأوسط. سجواني لم يكتفِ بنجاح داماك في العقارات، بل وسّع حضوره الدولي في قطاعات التقنية والابتكار، ليصبح اسمه علامة فارقة في عالم الأعمال الحديث.