
ماذا لو دخلت أمريكا الحرب ضد إيران؟ هذه رؤية مراكز دراسات متنوعة
سيناريوهات الرد الإيراني كما تتوقعها مراكز الأبحاث الغربية
في حال قررت الولايات المتحدة الانخراط العسكري المباشر إلى جانب الاحتلال الاسرائيلي في الحرب ضد إيران، فإن المشهد الإقليمي سيتحول إلى مسرح واسع لصراع متعدد الجبهات، مع تداعيات تمتد من الخليج العربي إلى البحر المتوسط، ومن مضيق هرمز إلى حدود العراق وسوريا ولبنان.
فما الذي تتوقعه مراكز الدراسات الغربية من ردود إيران؟ وكيف سترسم طهران استراتيجيتها في حال اندلاع مواجهة مفتوحة مع واشنطن؟
1. إغلاق مضيق هرمز: السلاح الاقتصادي الاستراتيجي
بحسب تحليل صادر عن معهد ستراتفور الاستخباراتي، فإن أول رد إيراني محتمل سيكون إغلاق مضيق هرمز أو تهديد الملاحة فيه.
إيران قد تلجأ إلى هذا السيناريو لرفع أسعار النفط عالميًا وشل الاقتصاد الدولي، عبر:
استخدام الألغام البحرية
زوارق هجومية سريعة
صواريخ كروز مضادة للسفن
⚠️ هذا السيناريو، وفقًا لـ"راند كوربوريشن"، لن يمر دون رد أمريكي ساحق، لكنه سيحقق هدفًا إيرانيًا مهمًا: إدخال الاقتصاد العالمي في حالة ذعر وشلل.
2. إطلاق حملة صاروخية مكثفة على القواعد الأمريكية
تملك إيران القدرة على ضرب قواعد أمريكية في:
العراق (عين الأسد، أربيل)
سوريا (التنف)
الخليج (البحرين، قطر، الإمارات)
تحليلات من "معهد واشنطن" تشير إلى أن إيران أو وكلاءها سيطلقون موجات صواريخ وطائرات مسيّرة على هذه القواعد، مع احتمال كبير لوقوع خسائر بشرية، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد أمريكي مضاد أكثر شراسة.
3. تفعيل الجبهات بالوكالة (حزب الله، الحوثيون، الميليشيات العراقية)
يرجّح خبراء مركز "تشاتام هاوس" أن إيران لن تخوض الحرب وحدها، بل ستفعّل شبكة حلفائها في المنطقة:
حزب الله: إطلاق صواريخ على شمال فلسطين المحتلة، وربما اجتياحات محدودة في الجليل.
الحوثيون: قصف منشآت سعودية وإماراتية، وموانئ في البحر الأحمر.
الميليشيات العراقية: مهاجمة الوجود الأمريكي والقواعد في العراق.
💡 هذه الاستراتيجية تُعرف بـ"عقيدة المحيط الناري"، أي إحاطة إسرائيل والقواعد الأمريكية بـ"حرب استنزاف" على أطراف متعددة.
4. ضربات إلكترونية وشلل في البنية التحتية
وفقًا لتحليلات مركز "CSIS" الأميركي، فإن إيران ستلجأ إلى الحرب السيبرانية لتعطيل:
شبكات الكهرباء في إسرائيل أو دول الخليج
المصارف الإلكترونية
محطات الغاز والمنشآت النفطية
وقد سبق أن شنّت إيران هجمات من هذا النوع ضد السعودية وأميركا وإسرائيل، لكن التصعيد قد يجعلها أداة رئيسية في الرد غير التقليدي.
5. استهداف الداخل الإسرائيلي بقوة غير مسبوقة
في حال دخول أميركا الحرب، قد ترفع إيران "الخطوط الحمراء"، وتُقدم على:
استخدام صواريخ دقيقة لضرب منشآت نووية أو مراكز قيادة في إسرائيل
إرسال مسيرات انتحارية عبر سوريا أو العراق
دعم عمليات فدائية في الضفة الغربية وغزة
وقد وصف أمير أورن، المحلل العسكري الإسرائيلي، هذا السيناريو بأنه 'يوم النار'، حيث يصبح الداخل الإسرائيلي ساحة حرب حقيقية وليست مجرد جبهة خلفية.
6. استخدام الطائرات المسيّرة بعيدة المدى لاستهداف مصالح أمريكية خارج الشرق الأوسط
أحد السيناريوهات "المفاجئة" التي طرحتها مجلة "Foreign Policy" هو توسيع إيران نطاق الرد إلى إفريقيا أو آسيا، من خلال استهداف مصالح أمريكية أو حتى ناقلات نفط تابعة لحلفاء واشنطن.
ماذا عن الرد الأمريكي؟
في المقابل، من شبه المؤكد أن أميركا سترد بـ:
ضربات جوية واسعة تستهدف البنية العسكرية الإيرانية، خاصة منشآت الحرس الثوري
عمليات سايبر لشل الدفاعات الإيرانية
دعم لوجستي كامل لإسرائيل عبر الأسطول السادس
لكن، ووفقًا لمعهد بروكنغز، فإن أي تدخل أمريكي مباشر قد يتحول إلى نزاع طويل ومفتوح، لا تريده واشنطن أصلًا.
إذا دخلت أمريكا الحرب، فإن إيران لن تقاتل في الميدان فقط، بل ستنقل الحرب إلى كل الجبهات الممكنة، اقتصاديًا، عسكريًا، وسيبرانيًا، معتمدة على عقيدة الردع والدمار المتبادل، دون أن تهدف إلى نصر تقليدي، بل إلى رفع كلفة الحرب إلى أقصى حد.
وكلما طال أمد النزاع، زادت فرص توسّعه إلى حرب إقليمية قد تُغيّر وجه الشرق الأوسط لعقود.
هل تعتقد أن إيران ستغامر فعلاً بفتح كل هذه الجبهات؟ أم أن الحرب ستظل تحت سقف التهديدات والضربات المحسوبة؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ ساعة واحدة
- عمون
دخول الولايات المتحده الامريكيه الحرب
تداعيات دخول الولايات المتحدة الحرب ضد إيران إلى جانب إسرائيل المعنى الاستراتيجي لدخول الحرب ضد إيران إلى جانب إسرائيل سيمثل تحولاً جوهرياً في طبيعة الصراع من مواجهة ثنائية إلى حرب إقليمية شاملة وفقاً لتحليلات دراسات استرتجبه دولية هذا التطور سيحول الاستراتيجية الأمريكية من الدعم المشروط إلى المشاركة المباشرة حيث تتحول من تقديم الدعم الاستخباراتي واللوجستي إلى شن ضربات عسكرية مباشرة، خاصة ضد المنشآت النووية العميقة مثل منشأة فوردو التي لا تمتلك إسرائيل القدرة على استهدافها بمفردها . الاستراتيجية مع دولة الأحتلال الإسرائيل بقيادة نتنياهو نجحت لجر الولايات المتحدة إلى الحرب عبر فرض وقائع ميدانية، بينما تحاول واشنطن الحفاظ على توازن دقيق بين دعم إسرائيل وتجنب حرب شاملة. الولايات المتحده الأمريكية لم تشترك مع إسرائيل سابقاً في حرب مباشرة ضد عدو مشترك، حتى في أحلك ظروف إسرائيل كما في حرب 1973، مما يجعل هذا التطور غير مسبوق. احتمالية تدخل روسيا والصين يشير إلى أن تدخل القوى الكبرى يعتمد على عدة عوامل مستوى التصعيد بالهجمات الأمريكية المباشرة على البنية التحتية الإيرانية أو القيادة السياسية قد تدفع روسيا والصين لتقديم دعم عسكري متزايد لإيران، خاصة في ظل العلاقات الاستراتيجية بين طهران وموسكو. السياق الجيوسياس لروسيا بوتن التي تواجه عزلاً دولياً بسبب حرب أوكرانيا قد ترى في هذا الصراع فرصة لتعزيز نفوذها الإقليمي وتشتيت الانتباه عن جبهتها الأوكرانية. من المرجح أن يبدأ الدعم الروسي والصيني بالأسلحة والاستشارات العسكرية مع احتمال تصعيده إذا تعرضت إيران لخطر الانهيار. التأثيرات المحتملة على أمن الطاقة العالمي تشمل تقلبات حادة في أسعار النفط ارتفاع الأسعار بنسبة 8-10بالميه بعد بدء الهجمات، مع توقعات بوصول البرميل إلى 100-120 دولاراً إذا استمرت الحرب . بعض التوقعات تشير إلى إمكانية بلوغ 150 دولاراً للبرميل في سيناريو إغلاق مضيق هرمز . استهداف منشآت الطاقة الإيرانية (مثل حقل بارس الجنوبي) و (مصافي حيفا) يهدد بتقليص المعروض العالمي و إغلاق إسرائيل لحقول الغاز في المتوسط (ليفياثان وكاريش) أثر على إمدادات مصر والأردن . مابين عشرين الى ثلاثين بالميه من النفط العالمي يمر عبر مضيق هرمز وإغلاقه قد يشل 20 الى 30مليون برميل يومياً الخبراء يشككون في قدرة إيران على الإغلاق الكامل بسبب الوجود العسكري الأمريكي . ارتفاع أسعار الطاقة قد يخفض الناتج العالمي بنسبة 0.3%-2% حسب البنك الدولي . الدول المستوردة مثل المغرب (الذي يستورد 80-90% من احتياجاته) ستواجه ضغوطاً على ميزانياتها وعملاتها . دول الخليج تقف في موقف متناقض بين عدائها لإيران وقلقها من انهيارها الذي قد يؤدي إلى "فلتان إقليمي" . قد تدفع إيران حلفاءها مثل حزب الله والحوثيين لتصعيد الهجمات، مما يوسع نطاق الحرب . حتى لو نجحت الضربات في تأخير البرنامج النووي الإيراني فإن التاريخ يشير إلى أن إيران تعوض هذه الضربات ببرامج أوسع . دخول الولايات المتحدة الحرب سيكون نقطة تحول خطيرة تزيد من احتمالات تحول الصراع إلى مواجهة إقليمية شاملة، واضطرابات غير مسبوقة في أسواق الطاقة، وتدخلات غير مباشرة للقوى الكبرى، وتداعيات اقتصادية عالمية تشبه أزمات السبعينيات النفطية. السيناريو الأكثر ترجيحاً هو حرب استنزاف ممتدة مع تقلبات حادة في أسواق الطاقة، حيث تحاول الأطراف تجنب التصعيد الكارثي مع استمرار الضربات المحدودة .


هلا اخبار
منذ 3 ساعات
- هلا اخبار
المستشار الألماني: إسرائيل تقوم بالعمل القذر نيابة عنا في إيران
هلا أخبار – قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن إسرائيل تقوم حاليا بـ'العمل القذر' نيابة عن الغرب بأكمله، وأشار إلى أنه ممتن للإجراءات الإسرائيلية ضد إيران. وفي حديث لمحطة 'زد دي إف' الألمانية على هامش قمة مجموعة السبع في كندا، قال ميرتس إن القيادة في طهران جلبت 'الموت والدمار إلى العالم من خلال الهجمات والقتل والعنف، عبر حزب الله وحماس'. واعتبر أن الهجوم الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 'لم يكن ليحدث أبدا دون دعم النظام في طهران'. وتابع 'لا يسعني إلا أن أُعبر عن أكبر قدر من الاحترام تجاه الجيش الإسرائيلي والقيادة الإسرائيلية لشجاعتهما في القيام بذلك.. لولا ذلك، ربما كنا سنشهد رعب هذا النظام لشهور وسنوات، وربما بعد ذلك مع وجود سلاح نووي بين أيدينا'. وأشار ميرتس إلى أن عودة النظام الإيراني إلى طاولة المفاوضات، يعني أنه 'لن تكون هناك حاجة إلى المزيد من التدخلات العسكرية'. وتابع 'إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن التدمير الكامل لبرنامج الأسلحة النووية الإيراني قد يكون على جدول الأعمال'، وعبر عن اعتقاده بأن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع إنهاء تلك المهمة بشكل كامل 'لأنه يفتقر إلى الأسلحة الضرورية، لكن الأميركيين يمتلكونها'. وفي تصريحات أخرى لقناة 'فيلت'، قال ميرتس إن النظام الإيراني بات 'ضعيفًا للغاية' بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة، مشيرًا إلى أن 'فرص العودة إلى طاولة المفاوضات لا تزال قائمة'، وأن ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة مستعدة لتقديم الدعم الدبلوماسي إذا استؤنفت المحادثات. تأتي تصريحات ميرتس في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا خطيرًا، حيث شنت إيران موجة جديدة من الهجمات الصاروخية على إسرائيل، في حين تواصل إسرائيل قصف مواقع في طهران ومدن إيرانية أخرى، بما في ذلك منشآت نفطية ومراكز قيادة عسكرية.


سواليف احمد الزعبي
منذ 3 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
أوراق إيران الرابحة وحماقة إسرائيل وأميركا
#سواليف كتب .. #كريس_هيدجيز لطالما حاولت إسرائيل وحلفاؤها من المحافظين الجدد في الولايات المتحدة إشعال #حرب مع #إيران – حرب لا تستطيع إسرائيل ولا الولايات المتحدة الانتصار فيها، وستؤدي إلى ردود فعل انتقامية شرسة. المحافظون الجدد الذين خططوا للحروب الكارثية في أفغانستان، والعراق، وسوريا، وليبيا – ولم يُحاسبوا قط على إهدار 8 تريليونات دولار من أموال دافعي الضرائب، إضافة إلى 69 مليار دولار أُهدرت في أوكرانيا – يبدو أنهم يستعدون لجرّنا إلى فشل عسكري آخر، هذه المرة مع إيران. لكن إيران ليست العراق، ولا أفغانستان، ولا لبنان، ولا ليبيا، ولا سوريا، ولا اليمن. إيران هي الدولة السابعة عشرة في العالم من حيث المساحة، وتعادل مساحتها مساحة أوروبا الغربية. عدد سكانها يقارب 90 مليون نسمة – أي عشرة أضعاف سكان إسرائيل – وتملك موارد عسكرية وتحالفات مع #الصين وروسيا تجعلها خصمًا مخيفًا. شنت إيران هجمات انتقامية على إسرائيل ردًا على موجات من #الضربات_الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية وقتلت العديد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين وستة علماء نوويين. سُجلت #انفجارات فوق أفق تل أبيب والقدس وغيرهما، وتظهر لقطات مصورة على الأرض في تل أبيب انفجارًا هائلًا يُعتقد أنه ناتج عن صاروخ، مع تقارير عن انفجارات أخرى في نحو نصف دزينة من المواقع في محيط المدينة. قال مسؤول إيراني كبير لوكالة رويترز: 'انتقامنا بدأ للتو، وسيدفعون ثمنًا باهظًا لقتل قادتنا وعلمائنا وشعبنا'. وأضاف أن 'لا مكان سيكون آمنًا في إسرائيل'، وأن 'انتقامنا سيكون مؤلمًا'. قال أليستر كروك، الدبلوماسي البريطاني السابق وعضو الاستخبارات البريطانية (MI6)، في مقابلة أجريتها معه عن المحافظين الجدد: 'يعتقدون أن الحرب ستكون سهلة. يريدون إعادة فرض القوة والقيادة الأميركية. يرون أن تحطيم بلد صغير من حين لآخر مفيد لذلك'. وأضاف أن هؤلاء المحافظين الجدد، المتحالفين مع قيادة بنيامين #نتنياهو في إسرائيل، 'لا يتسامحون مع أي قوة منافسة، أو أي تحدٍ للقيادة الأميركية وعظمتها'. وسيسعون لخلق 'حقائق على الأرض' – أي حرب بين إسرائيل وإيران – من شأنها أن 'تدفع ترامب نحو #الحرب مع #إيران'. رغم ضعف سلاح الجو الإيراني، الذي يتألف من مقاتلات قديمة، فإن إيران مزودة جيدًا بأنظمة الدفاع الجوي الروسية، و #صواريخ_صينية مضادة للسفن، وألغام ومدفعية ساحلية. ويمكنها إغلاق #مضيق_هرمز، أهم نقطة عبور للنفط في العالم والتي يمر منها 20% من الإمدادات العالمية. هذا قد يضاعف أو يثلّث أسعار النفط ويشل الاقتصاد العالمي. تمتلك إيران ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية يمكن أن تطلقها على إسرائيل، وكذلك على قواعد أميركية في المنطقة. ورغم إمكانية اعتراض الموجات الأولى، فإن الهجمات المتكررة ستستنزف سريعًا مخزون الدفاعات الجوية لدى إسرائيل والولايات المتحدة. إسرائيل غير قادرة على تحمل حرب استنزاف، مثل الحرب التي استمرت ثماني سنوات بين إيران والعراق والتي انتهت – رغم الدعم الأميركي لنظام صدام حسين – بحالة جمود، أو مثل احتلالها جنوب لبنان لمدة 18 عامًا، والذي انتهى بانسحابها في مايو/ أيار 2000 بعد خسائر متكررة على يد حزب الله. حين شنت إيران، ضمن عملية 'الوعد الصادق'، أكثر من 300 صاروخ باليستي ومجنح على مواقع عسكرية واستخباراتية إسرائيلية في (13 و14 أبريل/ نيسان 2023)، ردًا على قصف إسرائيلي للسفارة الإيرانية في دمشق، اعترضت الولايات المتحدة معظمها. قال جون ميرشايمر، الأستاذ في قسم العلوم السياسية بجامعة شيكاغو وخريج ويست بوينت: 'إسرائيل لا تستطيع صد هجوم صاروخي إيراني'. وأضاف: 'نحن أمام وضع مثير للاهتمام، فإسرائيل لا تستطيع الانتصار في هذه الحروب، لكنها تجعلها حروبًا طويلة الأمد تكون فيها معتمدة بشدة على الولايات المتحدة'. وأضاف: 'لدينا أصول كثيرة في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، وكذلك في إسرائيل نفسها والبحر الأحمر. هذه الأصول مصممة لمساعدة إسرائيل في حروبها. لا يقتصر الأمر على إيران فقط، بل يشمل الحوثيين وحزب الله أيضًا. نحن منخرطون بعمق في مساعدتهم في القتال، ولم يكن الأمر كذلك في 1973 أو في أي وقت قبل هذه الحرب'. يعتقد الإسرائيليون وحلفاؤهم من المحافظين الجدد أنهم قادرون على القضاء على برنامج التخصيب النووي الإيراني بالقوة، وقطع رأس الحكومة الإيرانية لتركيب نظام عميل. هذا المنطق، الذي لا يستند إلى الواقع، فشل بالفعل في أفغانستان، والعراق، وسوريا، وليبيا، لكنهم لا يعترفون بذلك. في الوقت نفسه، تريد إسرائيل صرف أنظار العالم عن الإبادة الجماعية والمجاعة الجماعية التي تنفذها في غزة، والتطهير العرقي المتسارع في الضفة الغربية. وقد قُطع الاتصال بالإنترنت تمامًا في غزة، وباتت الضفة الغربية تحت حصار شامل. قال ميرشايمر: 'يدرك الإسرائيليون أنه إذا حصل تصعيد عام، فلن ينتبه أحد كثيرًا للفلسطينيين'. وأضاف: 'سيكون الناس مستعدين لتبرير أكثر لإسرائيل مما لو كانت الأوضاع هادئة. لذا دعونا نصعد الأمور، لنخلق حالة صدام شاملة، والنتيجة أننا سنتمكن من تنفيذ تطهير واسع النطاق في غزة، وربما في الضفة أيضًا'. سيؤدي الهجوم الإيراني، في نهاية المطاف، إلى مئات ثم آلاف القتلى. وستلجأ إيران إلى الشيعة في المنطقة في إطار ما ستقدمه كـ'حرب ضد التشيع'، ثاني أكبر طائفة في الإسلام. والتي ينتشر أفرادها في دول الخليج، وباكستان، وتركيا. أما في العراق، فيشكل الشيعة الأغلبية. سيدعم النظام العراقي ذو الأغلبية الشيعية إيران. وسيتواصل تعطيل حركة الملاحة في البحر الأحمر من اليمن، مع استهداف إسرائيل بهجمات بالطائرات المسيرة. وسيتجدد هجوم حزب الله على شمال إسرائيل، رغم الأضرار التي لحقت به. ومن المتوقع وقوع هجمات إرهابية على القواعد الأميركية في المنطقة، وربما حتى على الأراضي الأميركية، إلى جانب تخريب واسع في إنتاج النفط بالخليج. ستمتلك إيران قريبًا ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي. وستكون الحرب دافعًا قويًا لصنع قنبلة، خاصة مع امتلاك إسرائيل مئات الأسلحة النووية. وإذا حصلت إيران على قنبلة، فستليها تركيا ودول عربية أخرى. وستنهار الجهود لمنع انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وكما يشير ميرشايمر، فإن الحرب ستعزز أيضًا التحالف بين إيران، وروسيا، والصين. قال: 'دفعت الولايات المتحدة كلًا من الصين، وروسيا، وكوريا الشمالية، وإيران إلى التقارب الشديد'. وأضاف: 'لقد شكلت كتلة مترابطة. وبفعل الحرب في أوكرانيا، تقاربت روسيا والصين، وبفعل ما يجري في الشرق الأوسط، تقاربت إيران وروسيا. الولايات المتحدة تساعد إسرائيل، لكن يجب أن ندرك أن روسيا تساعد إيران. ليس من مصلحة أميركا أن تتقارب الصين وروسيا ضد واشنطن. وليس من مصلحتها أن تتعاون إيران وروسيا ضد إسرائيل والولايات المتحدة'. وتابع: 'دائمًا ما توجد إمكانية أن تتورط روسيا في هذه الحرب، إذا تصاعدت بين إيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، لأن روسيا أصبحت الآن تملك مصلحة حقيقية في دعم إيران'. قد تستمر الحرب شهورًا، وربما سنوات. ستكون حربًا جوية في الأساس، بين الطائرات الإسرائيلية والصواريخ الإيرانية. لكن إخضاع إيران سيتطلب ربما نشر مليون جندي أميركي لغزو واحتلال البلاد. وسينتهي مثل هذا الاحتلال بهزيمة مذلة كما حدث في العراق، وأفغانستان. الوهم الإسرائيلي المتمثل في قدرتهم على تدمير إيران بضربات جوية، نسخة محدّثة من 'الصدمة والرعب' في العراق عام 2003. لكن كمية القنابل المطلوبة، خصوصًا لتدمير المنشآت النووية الإيرانية المحصنة تحت الأرض، ستكون هائلة. في عملية تصفية قيادة حزب الله في بيروت، بما في ذلك حسن نصر الله، استخدمت إسرائيل قنابل خارقة للتحصينات تزن 2000 رطل من نوع JDAM. قال كروك: 'إذا كنت ستطلق طائرات 'إف-35″ محملة بصواريخ JDAM، فكل واحدة منها تزن حوالي 14 طنًا'. وأضاف: 'المشكلة ليست فقط في الوزن، بل في الوقود الذي تستخدمه. يجب إعادة التزود بالوقود مرة أو مرتين، ثم خوض معركة جوية لقمع الدفاعات. نحن نتحدث عن عملية ضخمة. هل تستطيع أميركا فعل ذلك؟ الإيرانيون يملكون أنظمة دفاع جوي متعددة ورادارات قوية، بما في ذلك رادارات ما وراء الأفق'. فلماذا إذن نذهب إلى الحرب مع إيران؟ لماذا ننسحب من اتفاق نووي لم تخرقه إيران؟ لماذا شيطنة حكومة تعادي طالبان وتنظيمات تكفيرية أخرى، منها القاعدة وتنظيم الدولة؟ لماذا نزعزع الاستقرار في منطقة شديدة الهشاشة أصلًا؟ الجنرالات والساسة وأجهزة الاستخبارات والمحافظون الجدد ومصانع الأسلحة والمحللون المزعومون والنجوم الإعلاميون ولوبي إسرائيل، لن يتحملوا المسؤولية عن عقدين من الفشل العسكري. إنهم بحاجة إلى كبش فداء. هذا الكبش هو إيران. الهزائم المهينة في أفغانستان والعراق، وانهيار الدولة في سوريا وليبيا، وانتشار الجماعات المتطرفة والمليشيات التي دربناها وسلحناها، واستمرار الهجمات الإرهابية عالميًا – يجب أن يتحملها أحد. الفوضى التي أطلقناها، خصوصًا في العراق وأفغانستان، جعلت من إيران القوة الإقليمية الكبرى. لقد مكّنا خصمنا، ولا نعرف كيف نغير هذا سوى بمهاجمته. القانون الدولي، وحقوق ما يقرب من 90 مليون إنسان في إيران، يتم تجاهلهما، كما تم تجاهل حقوق شعوب أفغانستان والعراق وليبيا واليمن وسوريا. الإيرانيون، بغض النظر عن موقفهم من حكومتهم، لا يرون في الولايات المتحدة حليفًا أو محررًا. لا يريدون أن يُهاجَموا أو يُحتلوا. وسيردّون. وسندفع نحن، وإسرائيل، الثمن.