logo
كيف أصبح ماكتوميناي رمزاً لنابولي بعد رحيله عن مانشستر يونايتد؟

كيف أصبح ماكتوميناي رمزاً لنابولي بعد رحيله عن مانشستر يونايتد؟

الشرق الأوسطمنذ يوم واحد

كان سكوت ماكتوميناي بطلاً بالفعل في نابولي بعدما أحرز الكثير من الأهداف الحاسمة هذا الموسم، لكن عندما سقط على الأرض باكياً بعدما قاد نابولي للفوز بلقب الدوري الإيطالي الممتاز، رسّخ مكانته بوصفه أسطورةً من أساطير النادي. سجّل ماكتوميناي هدفاً رائعاً بتسديدة على الطائر - هدفه الثاني عشر هذا الموسم - ليمنح نابولي التقدم ضد كالياري، قبل أن يضيف زميله السابق في مانشستر يونايتد، روميلو لوكاكو، الهدف الثاني.
وضمن هذا الفوز حصول نابولي على لقب الدوري الإيطالي الممتاز للمرة الرابعة في تاريخه، متفوقاً على ملاحقه إنتر ميلان، الذي وصل للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا. وبعد صافرة النهاية مباشرةً، تم اختيار لاعب خط الوسط الاسكوتلندي أفضل لاعب في الدوري الإيطالي الممتاز لموسم 2024 - 2025. وقال ماكتوميناي بعد المباراة: «لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عن مدى سعادتي. وكما تعلمون، فقد ضحى كل لاعب في صفوف هذا الفريق من أجل هذه اللحظة. والجمهور يستحق ذلك لأنه ساندنا بكل قوة منذ البداية، وبالنسبة لي فإن المرور بمثل هذه التجربة هو حلم».
حسب إملين بيغلي على موقع «بي بي سي»، اتخذ ماكتوميناي خطوة جريئة الصيف الماضي عندما رحل عن مانشستر يونايتد - النادي الذي قضى فيه معظم حياته - إلى بلد جديد. والآن، اتضح أن هذا القرار كان صائباً. لقد احتفل الجمهور بوضع وشم وأعلام وكعكات على صور ماكتوميناي، بل وارتدى المشجعون التنورات الاسكوتلندية تكريماً له. من المعروف أن نابولي مدينةٌ تُعامل أبطالها وكأنهم آلهة، ولعل خير مثال على ذلك النجم الأرجنتيني الراحل دييغو أرماندو مارادونا. فيما يلي يتم إلقاء نظرة على كيف حفر ماكتوميناي اسمه في تاريخ نابولي:
ماكتوميناي أصبح معشوقاً لجماهير نابولي (رويترز)
في الصيف الماضي، أراد ماكتوميناي تغييراً جذرياً، وكان مانشستر يونايتد يريد المال من أجل الالتزام بقواعد الربح والاستدامة في الدوري الإنجليزي الممتاز. كان اللاعب المولود في لانكستر قد أمضى أكثر من 20 عاماً مع مانشستر يونايتد - حيث التحق في البداية بأكاديمية الناشئين في النادي وهو في الخامسة من عمره - لكنه قرر أن يرحل ويخوض تحدياً جديداً.
والآن، من الواضح أن نابولي عقد صفقة رابحة للغاية عندما تعاقد مع اللاعب الاسكوتلندي الشاب مقابل 25.7 مليون جنيه إسترليني. ولم يكن من الغريب أن يقول مديره الفني السابق في مانشستر يونايتد، أولي غونار سولسكاير، في تصريحات لـ«بي بي سي»: «كيف يُمكن بيع سكوت؟ هذا أمرٌ لا أفهمه على الإطلاق».
وبينما يحتفل ماكتوميناي باللقب مع نابولي، يواجه مانشستر يونايتد أسوأ موسم له منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي، كما فشل في التأهل للبطولات الأوروبية للمرة الأولى منذ عام 1985.
وقال لاعب خط الوسط الاسكوتلندي السابق دون هاتشيسون لقناة «تي إن تي سبورتس»: «يبدو أنه يستمتع بالحياة. اللاعب كان موجوداً في مانشستر يونايتد منذ أربع أو خمس سنوات، لكن الانتقال إلى نابولي والحصول على ثقة المدير الفني هما اللذان جعلاه يقدم مستويات أفضل بعشرة أضعاف عما كان يقدمه مع مانشستر يونايتد». ومع ذلك، كادت صفقة انتقاله إلى نابولي أن تُفشل، حيث كان من المقرر أن يتعاقد النادي الإيطالي مع لاعب خط وسط فريق فروزينوني الإيطالي، ماركو بريسيانيني، وكان من المقرر أن يخضع اللاعب للفحص الطبي، لكن هذه الصفقة لم تتم، وفجأة انتقل ماكتوميناي إلى نابولي، بينما انتقل بريسيانيني إلى أتالانتا.
كيف نجح كونتي في مساعدة ماكتوميناي على تقديم أفضل ما لديه؟
سجل ماكتوميناي 12 هدفاً في 34 مباراة بالدوري الإيطالي الممتاز مع نابولي، وسجل هدفاً آخر في كأس إيطاليا. حصل على أفضل لاعب في الدوري الإيطالي الممتاز لشهر أبريل (نيسان)، ومرشح للحصول على الجائزة مرة أخرى لشهر مايو (أيار). والآن، أصبح فعلياً أفضل لاعب في الدوري الإيطالي الممتاز هذا الموسم. ويُعدّ ماكتوميناي أكثر لاعبي خط الوسط تسجيلاً للأهداف في الدوري الإيطالي هذا الموسم. بالمقارنة، لم يسجل سوى 19 هدفاً في 178 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز مع مانشستر يونايتد.
ويعود الفضل في نجاحه بهذا الشكل مع نابولي إلى المدير الفني أنطونيو كونتي، الذي منحه أدوراً هجومية أكبر. في المقابل، كان ماكتوميناي يلعب محور ارتكاز خلال معظم مسيرته مع مانشستر يونايتد. أما مع منتخب اسكوتلندا، فقد بدأ مسيرته الدولية مدافعاً ضمن خط دفاع مكون من ثلاثة لاعبين.
ويبدو أن كونتي يتفق مع رأي سولسكاير؛ إذ سمح لماكتوميناي بالقيام بدور هجومي أكبر ليشكل ثنائياً ديناميكياً مع المهاجم المخضرم روميلو لوكاكو. وقال كونتي في وقت سابق من الشهر الحالي عن ماكتوميناي: «لم يكن له دور أساسي في مانشستر يونايتد، بينما هنا أعطيناه دوراً. إنه يعمل بجدية وأصبح الآن لاعباً متكاملاً. لقد أفاد تطوره الفريق بالكامل».
قال الصحافي الإيطالي فينتشنزو كريديندينو: «غيّر كونتي طريقة اللعب لكي تساعده على اللعب بأفضل طريقة ممكنة. فوفق طريقة اللعب التي يعتمد عليها كونتي، لا يلعب ماكتوميناي محور ارتكاز وإنما لاعب خط وسط مهاجماً، وهو الخيار الأفضل في ظل وجود مهاجم صريح بقدرات وإمكانات روميلو لوكاكو». ويحتل ماكتوميناي مرتبة متقدمة بين لاعبي خط الوسط الأكثر لمساً للكرة داخل منطقة جزاء الخصم، وفي الفوز بالصراعات الثنائية في الدوري الإيطالي.
كما لعب دوراً قيادياً أمام كالياري، حيث أبعد زميله أمير رحماني عن مشادة محتملة مع لاعبي الفريق المنافس في الشوط الأول.
وقال كريديندينو: «يمكنك مقارنة ماكتوميناي بلاعبي خط الوسط الكبار الذي لعبوا تحت قيادة كونتي. فخلال السنوات الأولى لكونتي مع يوفنتوس (2011 - 2012 و2012 - 2013)، سجل كلاوديو ماركيزيو وأرتورو فيدال تسعة وعشرة أهداف على التوالي، وهذا الأمر ليس مصادفة. ماكتوميناي مثالي لكونتي، كما أن كونتي مثالي لماكتوميناي».
ماكتوميناي (رقم 8) يحرز هدف نابولي الأول في شباك كالياري ويقود فريقه للفوز بلقب الدوري الإيطالي (أ.ب)
لماذا يحبه الجمهور؟
نابولي مدينة تضم نادياً واحداً، لكنها لم تحقق سوى عدد قليل من النجاحات الحقيقية في تاريخها الكروي. إنها تُقدر وتعشق أبطالها حقاً، وأبرزهم مارادونا، الذي قاد النادي للحصول على أول بطولتين للدوري، والذي أُطلق اسمه على ملعب النادي الآن. لن يصل ماكتوميناي إلى هذه المستويات أبداً - لم يستطع أحدٌ الوصول إليها - لكنه لا يزال معشوقاً لجماهير نابولي. لقد لعب ماكتوميناي دوراً حاسماً في فوز نابولي باللقب هذا الموسم، حيث تشير الإحصائيات إلى أن ثمانية من أهدافه الـ12 جاءت بينما كانت النتيجة تشير إلى التعادل السلبي.
وبرز لاعب مانشستر يونايتد السابق البالغ من العمر 28 عاماً عنصراً أساسياً في صفوف نابولي بعد انتقال خفيتشا كفاراتسخيليا إلى باريس سان جيرمان في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال ماكتوميناي بعد فوزه بلقب الدوري الإيطالي لمنصة دازون: «تضحية كل لاعب في هذه المجموعة مذهلة. الجماهير تستحق هذا؛ إذ إنها دعمتنا منذ اليوم الأول. هو حلم بالنسبة لي أن آتي إلى هنا وأعيش هذه التجربة».
وقال ماكتوميناي لـ«بي بي سي» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي: «لقد رأيت الجماهير المتحمسة، ورأيت المدير الفني، ورأيت اللاعبين، ورأيت فرصة حقيقية لي في ذلك. وافقت على الانضمام إلى النادي، ولم ألتفت للوراء مرة أخرى. لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً لكي أتخذ هذا القرار، لأنني كنتُ أعلم أن هذا هو ما أريده، ولن أندم عليه أبداً. عندما أقرر القيام بشيء ما، فإنني أفعله، ولا شيء يمنعني من ذلك. أحب هذا المكان، وأحب الجماهير، وأحب زملائي في الفريق».
ويحمل مطعم سان سيرو في إدنبرة علماً اسكوتلندياً مكتوباً عليه: «نابولي... ماكتوميناي... بيتزا، بهذا الترتيب»؛ وهو الأمر الذي يعكس شعبية النجم الاسكوتلندي. وعن هذه الشعبية الهائلة لماكتوميناي، يقول شقيقه سيرو: «أعتقد أن هذا الأمر يعود إلى مدى انسجامه مع نابولي. يُحبّ مشجعو نابولي اللاعبين الذين يرتبطون بالمدينة، ويُظهر تقبيله شعار نابولي مدى حبّه وتقديره للنادي وللمدينة. ومن الواضح أن تسجيل الكثير من الأهداف ساهم في رفع شعبيته أيضاً».
وأضاف الصحافي كريديندينو: «لا يُمكن لجماهير نابولي أن تكون أكثر سعادةً من ذلك - فهو رمزٌ لروح نابولي، بحماسه وتضحيته في كل مباراة. وهذا أمرٌ يُقدّره المشجعون كثيراً، فقد أعجبوا كثيراً بتقبيله شعار النادي الموجود على القميص في مباراة باليرمو في سبتمبر (أيلول) الماضي، وحقيقة أنه يتعلم اللغة الإيطالية، بل وحتى لهجة سكان نابولي». وهناك أمر آخر ساعد في زيادة شعبيته بين مشجعي نابولي وإيطاليا، وهو مدحه الكبير الطماطم التي تنتجها نابولي، حيث قال لصحيفة «ذا أتلتيك» مؤخراً: «يا إلهي، ما هذه الطماطم؟ لم أتناول مثلها أبداً في بلادي، إنها رائعة».
ماكتوميناي وفرحة هز شباك تورينو (إ.ب)
موسمٌ رائعٌ للاسكوتلنديين في إيطاليا
قبل هذا الموسم، لم يسبق لأيّ اسكوتلندي أن فاز بلقب الدوري الإيطالي الممتاز. أما الآن، فقد فاز اسكوتلنديان باللقب - لأن ماكتوميناي لم يكن لاعب الوسط الاسكوتلندي الوحيد الذي تعاقد معه نابولي الصيف الماضي، فقد انضمّ إليه صديقه بيلي غيلمور من برايتون، ولعب دوراً رئيساً أيضاً في نجاح الفريق. وعلاوة على ذلك، لم يكن ماكتوميناي وغيلمور هما اللاعبين الاسكوتلنديين الوحيدين اللذين حصلا على بطولة كبرى في إيطاليا هذا الموسم؛ نظراً لأن بولونيا، الذي هزم ميلان في نهائي كأس إيطاليا، يقوده الاسكوتلندي لويس فيرغسون. وقبل ذلك، كان غرايم سونيس هو الاسكوتلندي الوحيد الذي فاز بلقب كأس إيطاليا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تشكيلة إنتر المتوقعة ضد سان جيرمان بنهائي دوري الأبطال.. عودة بطلي العالم
تشكيلة إنتر المتوقعة ضد سان جيرمان بنهائي دوري الأبطال.. عودة بطلي العالم

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

تشكيلة إنتر المتوقعة ضد سان جيرمان بنهائي دوري الأبطال.. عودة بطلي العالم

يحلم إنتر ميلان الإيطالي بلقبه الرابع في دوري أبطال أوروبا، والأول منذ 2010، حين يواجه باريس سان جيرمان في النهائي السبت بميونيخ. المدرب سيموني إنزاغي أكد أن تشكيلته مكتملة أخيراً بعد معاناة من الإصابات طيلة الموسم، ما يرفع من فرص المدافع الفرنسي بنجامين بافارد في البدء أساسياً على حساب يان بيسيك. وغاب بافارد، الفائز بكأس العالم 2018، عن آخر 4 مباريات لإنتر بسبب إصابة بالكاحل. كما يعود الهداف والقائد لاوتارو مارتينيز، بطل العالم مع الأرجنتين 2022، للتشكيلة الأساسية بعد التعافي من إصابة طفيفة، ليشكل ثنائياً خطيراً مع ماركوس تورام. ومن المنتظر أن يلعب دينزل دومفريس وفيديريكو دي ماركو دور الظهير/الجناح لمساندة لاوتارو وتورام وإمدادهما بالكرات العرضية. تشكيلة إنتر المتوقعة أمام سان جيرمان: حارس المرمى: يان سومر الدفاع: بنجامين بافارد – فرانشيسكو أتشيربي – أليساندرو باستوني الوسط: دينزل دومفريس – نيكولو باريلا – هاكان تشالهان أوغلو – هنريخ مخيتاريان – فيديريكو ديماركو الهجوم: لاوتارو مارتينيز – ماركوس تورام

من أجل عقل ينير
من أجل عقل ينير

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

من أجل عقل ينير

القرن الرابع الهجري، كان حلقة تاريخية شهدت حيوية فكرية، غير مسبوقة في التاريخ الإسلامي. الدولة العباسية في شبابها امتلكت مقومات القوة المادية والعسكرية والفكرية. انفتحت على الفكر الإنساني، وهفا إلى عاصمتها الفقهاء والمفكرون وعلماء اللغة. كانت قصور الحكام منتدياتٍ للحوار، يلتقي فيها المفكرون والشعراء والسياسيون بمن فيهم الخلفاء والوزراء. عصر عقل وإبداع واجتهاد في الفقه، والأدب، والفلسفة والسياسة. زمن له حمولة ضوء إنسانية فريدة، تفاعلت فيه المذاهب الفقهية الإسلامية المختلفة. كان ذلك القرن زمن انطلاق النهضة في أوروبا، التي وُلدت في إيطاليا واتسعت في أطراف القارة القديمة، منها الفن، والأدب، والفكر والفلسفة. خاض معارك طويلة مع سطوة الكنيسة المسيحية الجامدة، في حين بدأ الوهن يضرب كيان الدولة العباسية. الصراع على السلطة في داخل الأسر الحاكمة، وتراجع مساحة الحوار والحرية الفكرية، وقمع تيار المعتزلة وغيرها. الهيمنة على عاصمة الخلافة تعددت أطرافهم، من البويهيين إلى القرامطة، ثم طوفان الغزو التتري. اتسعت مساحة الضوء في العقل الأوروبي، وبدأت تضيق في دنيا العرب والمسلمين. في القرن السابع عشر، أقلعت أوروبا بقوة العقل العلمي، والفلسفة، والأدب والصناعة الحديثة، في حين هوى العرب والمسلمون، في وحل الظلام البهيم. بدأ في العالم عصر جديد بعقل إنسان جديد. أدرك المسلمون أن العقل، هو القوة القادرة على دفعهم للالتحاق بالزمن الإنساني الجديد، بعدما عاشوا محنة الاستبداد التركي والاستعمار الأوروبي. لقد خاض العقل الأوروبي، معارك عدّة وطويلة، ضد هيمنة الكنيسة على العقل، وعنفها الدموي في وجه العلماء والمفكرين، لكن هؤلاء حققوا النصر، وهدموا أسوار الظلام الكنسِية وأشعلوا أضواء الزمن الجديد. اجتهد مفكرون عرب ومسلمون، على امتداد أوطانهم في مقاربات مختلفة، من أجل اجتراح بُنى فكرية تقود إلى النهوض، والولوج إلى الزمن الإنساني الجديد. لكن حالة مزمنة لم تغب عن تلك الاجتهادات، وهي ثقل الماضي الموروث. التراث التاريخي والفقهي، كان ولم يزل اليد الثقيلة، التي تلامس العقول وتحرك الأقلام. في معركة تحرير العقل الأوروبي، كان الاشتباك الفكري والفلسفي والعلمي الكبير، مع الموروث الديني الكنسي الظلامي المعادي للعقل. رجل الدين المسيحي الألماني مارتن لوثر، قاد ثورة احتجاجية على الكنيسة الكاثوليكية في روما، من داخل مذهبه في مطلع القرن السادس عشر، وترجم الإنجيل من اللغة اللاتينية إلى اللغة الألمانية، وكتب خمساً وتسعين رسالة نشرها في ألمانيا، سقت حدائق العقل الأوروبي اليافعة، بماء قيمة الإنسان المفكر العالم المبدع. المذهب البروتستانتي، الذي انتشر في شمال أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، قاد شعوبها إلى دنيا الابتكار والصناعة والإبداع والتقدم والحرية. في عالمنا العربي تزاحمت الاجتهادات الفكرية على الطريق نحو النهوض، والالتحاق بالدنيا الجديدة التي أبدعها العقل. المفارقة التي لم تغب، كانت وما زالت هي إشعال ضوء زمن جديد بحطب رميم. ما كتبه أو قاله فقهاء أو مؤرخو عصور ردمها تراب الماضي، هو ما يستضيء به أغلب من حاولوا إطلاق العقل العربي من قيد الظلام الثقيل. جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده وشكيب أرسلان، ومعهم ثلة من الذين شخَّصوا مرض الأمة، لكنهم لم ينجحوا في كتابة وصفة الترياق، القادر على الشفاء من الوهن المزمن. طه حسين المصري وخير الدين التونسي، شخصان عرفا خطوط الطول والعرض، لخريطة عقل الدنيا الجديدة التي يحلم العرب بالإقلاع نحو سمائها. طه حسين كتب الكثير في الأدب والتاريخ واللغة وغيرها، لكن الكتاب الذي أراه ومضة كانت يمكن أن تكون ناقوس يقظة، هو كتاب «مستقبل الثقافة في مصر». نشر طه حسين هذا الكتاب في العهد الملكي المصري سنة 1937 قبل ثورة يوليو (تموز). قدم في هذا الكتاب، مفهوماً موضوعياً للهوية بكل مكوناتها الجغرافية، والتاريخية، والثقافية والدينية. ماذا نأخذ من العقل الأوروبي الآن؟ أجاب طه حسين عن هذا السؤال، بطرح حزمة من الحقائق التي لا يُختلف حولها، وهي أن العلم مُكتسب إنساني مشاع. وقد أخذ العرب من الفلسفة اليونانية، ومن الفرس والرومان، وأخذ الأوروبيون الكثير من العلم والفلسفة والفكر العربي. قدم طه حسين في كتابه «مستقبل الثقافة في مصر» خطة عملية واسعة للتعليم في مصر، تتضمن توحيد التعليم بعيداً عن المذاهب الدينية، والتدريب بما يؤهل الشباب للدخول في معترك الصناعات. لو تبنت مصر هذا الكتاب، لحققت نهضة تأسيسية شاملة. السياسي والمفكر خير الدين التونسي، في كتاب «أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك»، وضع معالم تضيء نحو المسالك التي تقود إلى النهوض، اقتداءً بما سلكته أوروبا. في السنوات الأخيرة، تلاطمت بحار التفكير العربي، بموجات من الأفكار التي تتحرك نحو نقد العقل الموروث. من محمد عابد الجابري، وجورج طرابيشي، ومحمد أركون، وفؤاد زكريا، وعبد الله العروي ومراد وهبة وغيرهم. المأساة أن تلك الأفكار لم يكن لها فعل يغير ما راكمته عصور الظلام، في حين تندفع أعاصير التطرف والإرهاب الذي يلبس غلالة الجهل المقدس الموروث. وتستمر المعارك من أجل عقل ينير، ويحقق النهوض.

الهلال يتحرك لضم قائد ميلان في صفقة مدوية
الهلال يتحرك لضم قائد ميلان في صفقة مدوية

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

الهلال يتحرك لضم قائد ميلان في صفقة مدوية

بدأ نادي الهلال المنافس في الدوري السعودي تحركاً جدياً للتعاقد مع نجم وقائد ميلان الإيطالي، الفرنسي ثيو هيرنانديز، وفقاً لما كشف عنه الصحافي الإيطالي بموقع «سبورت إيطاليا» جيانلويجي لونغاري. الهلال، الذي لا يزال يوجه أنظاره نحو الدوري الإنجليزي، بدأ في توسيع رقعة استهدافاته لتشمل الدوري الإيطالي، وتحديداً أحد أبرز الأسماء فيه. وتشير التقارير إلى أن هيرنانديز منفتح على الاستماع للعروض، في ظل تزايد الغموض بشأن مستقبله داخل ملعب «سان سيرو». ثيو، البالغ من العمر 27 عاماً، يُعد من أكثر الأظهرة ديناميكية وتأثيراً في أوروبا، وقد ارتدى قميص ميلان منذ انتقاله من ريال مدريد قبل ست سنوات. وخلال تلك الفترة، خاض 262 مباراة بقميص الروسونيري، سجل خلالها 34 هدفاً وصنع 45، ولعب دوراً محورياً في تتويج الفريق بلقب الدوري الإيطالي موسم 2021 - 2022، كما ساهم هذا الموسم في حصد السوبر الإيطالي تحت قيادة سيرجيو كونسيساو. ورغم أن عقد هيرنانديز مع ميلان يمتد حتى يونيو (حزيران) 2026، إلا أن المفاوضات بشأن تمديده تراوح مكانها منذ قرابة عام، وهو ما قد يدفع النادي الإيطالي إلى التفكير في بيعه هذا الصيف لتفادي خسارته مجاناً لاحقاً. إدارة ميلان، رغم تمسكها بقائد الفريق، لا تمانع فكرة البيع في حال تلقي العرض المناسب، خاصة أن القيمة السوقية للاعب قد تتراجع مع اقتراب نهاية عقده. وتتحدث بعض المصادر عن إمكانية رحيله مقابل 45 إلى 50 مليون يورو، فيما ألمحت تقارير أخرى إلى إمكانية انخفاض المبلغ إلى 30 مليوناً فقط. في المقابل، لا تُعد القيمة المالية عائقاً أمام الهلال؛ إذ إن أندية دوري روشن السعودي تملك القدرة على دفع مبالغ ضخمة، ويكمن التحدي الحقيقي في إقناع النجم الفرنسي بعرض مغرٍ من الناحية الشخصية والمالية. وبحسب المعلومات الواردة، فقد كثف الهلال مفاوضاته خلال الأسابيع الأخيرة، حيث عقد وكيل هيرنانديز اجتماعات مباشرة مع مسؤولي ميلان، وسط مفاوضات غير معلنة جارية منذ نحو شهر. وتشير المصادر إلى أن اللاعب أعطى الضوء الأخضر لدراسة عرض الهلال بشكل كامل، في وقت تسعى فيه إدارة النادي السعودي لحسم الصفقة قبل انطلاق كأس العالم للأندية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store